إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سلسلة بيان آل محمد (عليهم السلام) في أعداءهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة بيان آل محمد (عليهم السلام) في أعداءهم



    سلسلة ألقاها سماحة الشيخ الحبيب فيما مضى وتقع في (20 حلقة) يبيّن فيها موقف آل محمد عليهم السلام في أعداءهم

    والسلسلة متوفرة للإستماع والقراءة:

    للإستماع:
    موقع صوت الشيعة (16 حلقة)
    http://www.shiavoice.com/cat-1866.html

    موقع القطرة (20 حلقة)
    http://www.the-drop.net/audio/index.php?cata=5

    للقراءة:
    https://www.facebook.com/media/set/?...9107283&type=3

    تم تدوين المحاضراا من قبل فريق تابع راية البراءة وهي منظمة برائية تعني بنشر وتوثيق منهج البراءة وليس لها أدنى علاقة بهيئة خدام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)

    النشر من صفحة مخطوطات سماحة الشيخ ياسر الحبيب والتي هي جزء من باقة صفحات راية البراءة

    جميع الحقوق محفوظة لدى راية البراءة

    www.facebook.com/Barauh


  • #2
    الجزء الأول
    (الكفر بالطاغوت والإيمان بالله تعالى)
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطن الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمةً للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعداءهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين ...
    كل إنسان يريد أن ينجو وأن يدخل جنة الله سبحانه وتعالى ويبتعد عن ناره وعذابه فإنه ينبغي له أن يكون مؤمناً وفي نفس الوقت ينبغي له أن يكون كافراً ، بل ربما نقول أنه ينبغي أولاً أن يكفر ثم يؤمن ، يكفر بمن ؟ ويؤمن بمن ؟ ..
    يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله تبارك وتعالى
    كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :
    { فَمَنۡ يَكۡفُرۡ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤۡمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسۡتَمۡسَكَ بِالۡعُرۡوَةِ الۡوُثۡقَىَ }
    فإذاً كل مسلم يريد أن ينجو ينبغي عليه أن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ، والإيمان بالله كما نعلم في قوله تعالى الإيمان بأنبياء الله وأوليائه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والكفر بالطاغوت في طوله ، الكفر بكل ما يعبد من دون الله عز وجل سواءا كان هذا المعبود صنما أو كوكبا أو حيوانا أو نباتا أو إنسانا أو إماما من أئمة الضلال أو حاكما من الحكام والسلاطين أي معبود وعلى اختلاف مصاديق العبادة فتارة تكون العبادة إعتقاد الألوهية في ذلك المعبود وتارة تكون لا ، تقديم أوامر ذلك الشيء أوذلك الشخص على أوامر الله عز وجل فيكون الإنسان كمن عبده ، مصداقا إلى قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام :
    (من أصغى إلى ناطق فقد عبده )
    فإذا أصغيت إلى الشيطان وأهملت كلام الله عز وجل فإنك تكون كمن عبد الشيطان فإذا عبدت الطاغوت ولم تكفر به، وإذا نفذت أمر حاكم وضعي يخالف الله عز وجل فأنت تكون تعبد ذلك الحاكم ولا تعبد الله عز وجل فتكون قد كفرت بالله وآمنت بالطاغوت العكس تماما ..
    من هم أعداء الله وأعداء أهل البيت عليهم السلام :
    في التفاسير أن الطاغوت كلمة تطلق على كل ما يعبد من دون الله ويشمل ذلك أئمة الضلال أو الطواغيت فلا ريب ولا شك أنه عندنا نحن المتبصرون بطريق الإيمان من أتباع أهل البيت عليهم السلام أن الطغاة في المرحلة الإسلامية أو في التاريخ الإسلامي كانوا على هذا الترتيب أبوبكر، عمر، عثمان بن عفان، معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية وهلم جرا إلى حكام البلدان الإسلامية في هذا اليوم كلهم ثبت عندنا أنهم طواغيت فجميعهم نحن نكفر بهم ونؤمن بالله حتى نتمسك بالعروة الوثقى، هذا هو مبدأ البحث وإذا عرفناه يجدر بنا أن نرجع إلى أقوال أئمتنا صلوات الله عليهم وما أحلى الرجوع إلى أخبارهم ونصوصهم الشريفة، هذه الأقوال تبين وتؤكد لنا بشكل أكثر وضوحا وجلاءا من هم الطواغيت وماذا فعلوا وبعبارة ثالثة من هم أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل بيته الطاهرين وماذا فعل أولئك الأعداء الطغاة في أهل البيت عليهم السلام بعبارة أخرى نحن نريد من خلال هذا البحث أن نقف على آهات أهل البيت وشكايات أهل البيت وآلام أهل البيت وبيان أهل البيت في أعدائهم نريد أن نعرف ماذا قال الأئمة الطاهرون عليهم السلام في أبي بكر و عمر وعثمان ومعاوية وفي غيرهم من الطغاة والجبابرة، هذه الزاوية مخفية مع الأسف أو المغيبة، هذا التراث العظيم الذي لا يجرؤ أحد على إظهاره للعلن ..
    تراث أهل البيت صلوات الله عليهم رواياتهم، أقوالهم، حكمهم ، سيرهم موجودة في بطون الكتب متناقلة جيلا بعد جيل والأجيال ضحت إلى أن أوصلتها إلينا لكننا في هذا الزمان مع الأسف نشارك عمداً في دفن وتغييب جزء مهم من هذا التراث وهو الجزء المتعلق بالبراءة، أقوال أهل البيت في أعدائهم، من يجرؤ من الخطباء على أن يذكر تلك الروايات الصريحة التي تفضح خلفاء الجور والضلال على المنابر لا أحد!!! تذهب إلى الحسينيات تجلس إلى المنابر تستمع إلى الآلاف المؤلفة من الخطب والمحاضرات وما أشبه ولكن كلها تدور في نطاق محدود: سيرة، أخلاقيات، حكم، مواعظ ... كل هذا جيد، أما لماذا نظلم أهل البيت عليهم السلام أو نجافيهم؟ عندما نحرم الأمة من سماع آهاتهم وشكاياتهم تجاه أعدائهم لماذا؟!
    نحن ارتئينا أن نخصص البحث بعنوان بيان آل البيت عليهم السلام في أعدائهم نريد أن نلقي الضوء على هذا التراث المغيب الذي يجب أن يصل إلى الناس ليستمع الناس إلى أقوال أئمتهم عليهم السلام في أعدائهم ..
    وجوب الجهر بالحق والدليل عليه:
    قبل أن نبدأ بأولى الروايات التي سنتلوها ينبغي أن نصدر البحث بمجموعة مقدمات وهذه المقدمات تجيب على شيء من التساؤلات والإعتراضات التي يمكن أن تظهر في مقام إظهار هذه الروايات إلى العلن، المقدمة الأولي هي:
    أن نجهر ببيان محمد وآل محمد في أعدائهم وأن نقول كلمة الحق ولو أهلكتنا ..
    ما هو الدليل على جواز أن يقول الإنسان كلمة الحق حتى ولو أهلكته؟
    بين يدينا مجموعة من الروايات تؤكد جواز ذلك واستحبابه وأنه من أعظم الأعمال وأفضلها حتى وُصف المرء الذي يقوم بهذه الوظيفة بالمجاهد الذي يجاهد، مثلاً وصية الإمام عليّ للإمام الحسن في نهج البلاغة يقول له:
    (وأمر بالمعروف تكن من أهله وأنكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله بجهدك ]باين يعني ابتعد عمن فعل المنكر باقصى ما تستطيع[ وجاهد في الله حق جهاده ولا تأخذك في الله لومة لائم) أما في هذا الزمان إذا توجه بعضكم إلى بعض الخطباء وقال له: لم لا تطرح هذه الأشياء على المنبر يقول يلوموني هذا خطأ - ويقول الأمير عليه السلام وخض الغمرات للحق حيث كان- اذهب وراء الحق وبيّن الحق حتى ولو كنت تدخل في الغابات وفي الأهوال والمصائب فلا يخاف أحد بعد اليوم - ومن وصية أخرى للأمير تجدونها في آمال الطوسي موجهة إلى الحارث الهمداني قال له:
    ( يا حارث إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد )
    الصادع يعني المظهر له والمجاهر له إصدع بما تؤمر جاهر واكشف للناس الحقائق التاريخيه وبين للناس بيان أهل البيت في أعدائهم تكون بذلك مجاهداً بنص أمير المؤمنين
    وفي رواية للإمام الكاظم عليه السلام :
    (قل الحق وان كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك)
    قل الحق، أيها الناس إن ولاية أبي بكر وعمر باطلة وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك في الآخرة ..
    (ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك)
    طبعاً سنشرح فيما بعد ربما تتساءلون ما موقع التقية ها هنا سنأتي على بيانها إن شاء الله وذكرها ..
    وجوب كسر النواصب:
    في رواية للإمام العسكري صلوات الله عليه أنه قال: ( قال جعفر بن محمد عليهما السلام) من كان همّهُ في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين لنا أهل البيت ويكشف عن مخازيهم أي النواصب ويبين عوراتهم ويبين فضائحهم ويُفخم أمر محمد وآله ]الذي يقوم بهذه الأعمال ما الذي يحصل؟ يقول الإمام[ جعل الله همة أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره، يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكاَ قوةً وأحد من هؤلاء الملائكة تفضل عن حمل السماوات والأرض( فكم من بناء وكم من نعمة وكم من قصور لا يعرف قدرها إلا رب العالمين، قم بهذا العمل أيها الموالي المخلص الشيعي الشجاع ..
    رواية أخرى (اجتمع قوم من الموالين والمحبين للإمام العسكري، وقالوا: يا ابن رسول الله إنّ لنا جار من النصّاب يؤذينا في تفضيل أبي بكر وعمر وعثمان على أمير المؤمنين ويحتج علينا في هذه المسألة، ويورد علينا حججاً لا ندري كيف الجواب عنها والخروج منها. فأمر الإمام أحد تلامذته ليفحم ذلك الناصبي، فأمر واحد منهم: مُر بهؤلاء إذا كانوا مجتمعين متكلمين استمع لما يقولون فيستدعون منك الكلام فتكلم وأفحم صاحبهم واكسر غرته وفل حده ]يعني اكسر شوكته وادعس على رأسه[ ولا تُبقي له باقية، فذهب الرجل وجرت المحاضرة وكلم الرجل فافحمه لا يدري في السماء هو أم في الأرض من شدة التوتر فوقع علينا من الفرح والسرور وعلى الرجل والمتعصبين له من الحزن والغم مثلما لحقنا من السرور، فلما رجعنا إلى الإمام قال لنا: إن الذي من السماوات من الفرح والطرب لكسر عدو الله كان أشد وأعظم من فرحكم والذي كان في حضرة إبليس من الحزن والغم أشد ولقد صلى على هذا الكاسر الذي أفحمهم من كشف فضائح أبوبكر وعمر وعثمان ملائكة السماء والحجب والكرسي كل ملك من هؤلاء الملائكة صلوا على فلان وقابل الله صلواتهم من الإجابه فأكرم إيابه وعظم ثوابه ولعنت تلك الملائكة عدو الله المكسور وقابلها الله بالإجابة وسيطيل الله عذابه)
    وجوب سب ولعن أهل البدع والريب :
    رواية عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال :
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ]حتى لعن وسب هؤلاء فيه ثواب مع أن السب من أشد المحرمات ولكن سب أعداء الله ما فيه إشكال يقول الرسول أكثروا من سبهم ، من هم ؟ أهل الريب والضلال من بعدي[ وباهتوهم ]من البهت[ كي لا يطمعوا في الفساد ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ]مشكلة العامة والطوائف الأخرى مخدوعة وجاهلة يتلقنون من الصغر فضائلهم المكذوبة إذا استطعنا أن نقوم بحملة لفضح هؤلاء الناس حتى يحذرهم الناس، المشكلة أننا لا نطبق وصية نبينا[ يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة)، قال تعالى في محكم كتابه :
    (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الۡجَهۡرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الۡقَوۡلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) ...
    إذا كنت مظلوماً اجهر بالسوء ، فكيف بمن ظلم سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟! يجب على الإنسان أن يجهر، أيها الناس إن عمر بن الخطاب قاتل مجرم، قتل فاطمة الزهراء، الله جل وعلا يحب ذلك إجهر اكشف ذلك للناس، قال تعالى :
    (فَاصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ الۡمُشۡرِكِينَ)



    شروط العمل بالتقية :
    المسألة فيها بيان للتقية هناك من يقول (لا دين لمن لا تقية له) لذا يجب علينا أن نعمل بها .. بجواب مختصر أوضحنا مراراً أن التقية لها شرائط إذا لم تتحقق هذه الشرائط فالعمل بالتقية يكون حرام مثل التيمم له شرائط فكذلك الأمر بالنسبة لمسألة التقية، الأصل هو الجهر إبلاغ الأمر بالمعروف، الصدع بما أُمرنا حتى ننتقل للتقية تجدون شرائطها في الكتب الفقهية كتاب للشيخ الأعظم الأنصاري يُفصِّل التقية ويفصلها إلى أحكامها الخمسة: تارة تكون التقية واجبة، تارة تكون مستحبة، تارة تكون مباحة، تارة تكون مكروهة، تارة تكون حراماً، هناك موارد مفصلة إن التقية لا يقع فيها وجوب إلا إذا جرّ تركها إلى هدم الدين مثل ما فعل الإمام الحسن عليه السلام فصالح معاوية، إذا كنت في عمل آخر تكون التقية بها هدم الدين لا تعمل بها كما فعل الإمام الحسين (عليه السلام) .. يكون العمل بالتقية مستحباً إذا كان به إعزاز للدين ولك أن تعمل بالتقية أو لا تعمل بها وبهذا تكون رخصة، هي رخصة من الله ليس بوجوب، الخطأ عند الناس أن التقية واجبة بكل مكان وزمان، مثلا اذهب صلي على السجاد، اذهب وقل الإمام عليّ رضي الله عنه وأبو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه كما فعل بعض من وضع العمامة على رأسه، التقية تكون إذا وجدت السيف على رقبتك يجوز أن تعمل بها أو تتركها فتكون شهيداً، مشكلة الناس هي عدم التمييز ثم (لا دين لمن لا تقية له) تعلمون في أي مورد جاء؟
    القضية كانت قضية خارجية لا حقيقية حسب الإصطلاحات الحوزوية، الإمام في زمن بني أمية وبني العباس يقول :
    (لا دين لمن لا تقية له)
    التقية واجبة في ذاك الزمان، أما واحد يعيش في لندن يعمل بالتقية؟! لاحظوا أين وردت هذه الرواية (أحد خدمة الإمام الصادق يقول: كنت عند أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) في يوم الشك، فقال: يا غلام اذهب فانظر هل صام الأمير أم لا، فذهب ثم عاد فقال: لا، فدعا بالغداء فتغدينا معه، قال الصادق (عليه السلام):
    ( لو قلت أن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً )
    وقال عليه السلام :
    (لا دين لمن لا تقية له )
    يعني كان ذلك اليوم يوم صيام شهر رمضان أما الإمام الصادق (عليه السلام) اضطر أن يفطر لأن قرار الدولة أنه يوم عيد فإذا خالفه ربما يقتلونه يؤذونه يسجنونه.
    في رواية أخرى تؤكد، (عن خلاد بن عمّارة: قال أبي عبدالله: دخلت على أبي العباس في يوم شك وأنا أعلم أنه من شهر رمضان وهو يتغدى، فقال: يا أبا عبدالله ليس هذا من أيامك ، قلت يا أمير المؤمنين ما صومي إلا بصومك ولا إفطاري إلا بافطارك ، فقال أدنو فدنوت وأكلت وأنا أعلم أنه والله من شهر رمضان) ذاك كان تقية عرفتم الآن مورد التقية ما هي؟! والآن من عنده استعداد أن يعمل هذا وهذا الشيء دائما يحدث عندنا بدول الخليج هل يفطرون بيوم صيام حالياً؟ مستحيل لأنه في ذاك الزمن إن لم يفطر الإمام فيه هدم للدين أما نحن فلا نعمل بالتقية لأن فيها ظروف خاصة وليست عامة.
    مسألة أخرى وردت في بعض الروايات أنه (لا تفشوا أسرارنا) فيقولون إن هذه الروايات فيها نفي عن ذكر أمر أبي بكر وعمر، نقول لهم إن القضية قضية خارجية فقد نهى الأئمة عن ذكرها لأن في ذكرها هدم للدين أما بعد أن تبدلت الأوضاع مثل زماننا هذا مع الإنفتاح والتطور فلا يكون التحريم شامل لكل مكان وزمان، فنفس الأئمة حرموا أن تذكر فضائل أهل البيت مثل رواية في الكافي (يقول الإمام الصادق (عليه السلام):
    (إياكم وذكر عليّ وفاطمة بالخير فإن الناس ليس شيء أبغض إليهم من ذكر عليّ وفاطمة)
    نقول للمعترضين هل أنتم مستعدون أن تمتنعواعن ذكر فضائل الإمام وتلتزموا بالنص اليوم يقولون لا! لماذا؟ كلام إمام؟! يقولون نعم الظروف تغيرت هذا الأمر مربوط في ذلك الزمان وليس زماننا الحالي. ربما يعترضون أنّ الأحاديث التي نذكرها هي غير معتبرة سندا وغير صحيحة، ونحن نقول بلى هذه الروايات التي سنذكرها كلها روايات معتبرة أما كيف حكمنا عليها بالإعتبار ذلك ليس مرهون بالسند، يحتاج علم الدراية ومفصول الحديث وأحكامه حتى يعرف كيف يحكم على الرواية بالإعتبار أو لا، ليس كل رواية ضعيفة السند غير معتبرة وإلا كثير من الروايات التي بها أحكام نعمل بها مفروض ما نعمل بها لأن مستندها يكون ضعيفاً، هناك روايات ضعيفة تتقوى بالمعضدات أما حتى تعرفوا أن كل رواية معتبرة فلا يأتي أحد ويقول غير صحيحة السند علما أنه كثير من صحاح السند ولكنها معتبرة أي قوية ويمكن الإعتبار بها حسب أصول علمية معروفة ويعتمدون بالقول.
    هل هناك في سيرة المعصومين أنهم كانوا يقتحمون المجتمعات ويهينون الرموز المقدسة ؟ نحن نقول نعم، ومن رأس المعصومين هو الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)
    الصدع بأمر الله في تسفيه أعداءه :
    (عن محمد إبن إسحاق في قضية قال الله تعالى:
    {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}
    فصدع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر الله تعالى "صدع يعني جهر" - وبدأ قومه بالإسلام فلما فعل ذلك لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه بعض الرد حتى ذكر آلهتهم وعابها فلما فعل ذلك ناكروه وأجمعوا على خلافه وعداوته إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام) يعني الرسول بدأ يعرض الفضائل فما اهتموا فجاء يعيب آلهتهم يعني رموزهم المقدسة عند ذلك بدأت المشكلة وأكثرت قريش ذكر رسول الله بينها وتذامروا فيه وحض بعضهم بعضاً عليه، (فقالوا: انطلقوا بنا إلى أبي طالب فلينصفنا منه فيأمره بالكف عن شتم آلهتنا، فبعث إليه أبو طالب فلما دخل الرسول قال: يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وقد سألوك النصف أن تكف عن شتم آلهتهم فيدعوك وإلهك، فقال: أي عم أو لا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها؟ فقال: وإلى ما تدعوهم؟ قال: أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم، فقال أبو: جهل ما هي؟ لنعطينكها وعشر من أمثالها، قال: تقولون لا إله إلا الله، فنفروا وقالوا: سلنا غير هذه، قال لو: جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها، فغضبوا وقاموا من عنده غضبى، وقالوا: لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا، فأنزل الله قوله تعالى :
    {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ}
    فإذاً لاحظوا، نستدل من سيرة الرسول (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنه كان يقتحم المجتمعات، عرض سلبيات الملة المنحرفة بدأ يهاجم رموزها في حين أن أعداءه قالوا له -ابقى على إلهك ونبقى على إلهنا- يقولون لنا ابقوا على عليّ ونبقى على أبو بكر وعثمان، لماذا تهينون رموزنا؟ أول شيء برآءة ثم ولاية ... عداء ثم ولاء، وهكذا من سيرة النبي نستدل، حتى وإن كان في مسيرنا شيء من إيذاء مشاعر المخالفين أو إهانة رموزهم فهذا ما يتطلبه البحث العلمي هذا هو التاريخ والحقائق الواردة في كتبكم أما أن تقبل به أو تكفر بالإسلام -لماذا تتعبنا وتتعب نفسك؟!- وهناك مسألة يستدلون بها وهي قوله:
    {ولَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}
    هذه المسألة خارجية منوطة في ذلك الزمان والدليل أن الله سبحانه وتعالى في آيات أخرى أهان الأصنام وهذه الآية تتعلق لو كان هناك محظور من سب الآلهة فإذا كنت في مكان تعلم أنك لو أهنت إله من آلهة المشركين فيسبوا الله فأنت تتوقف .. بمعنى آخر إذا أهنت عمر لا يهينون عليّ إلا إذا كان شخص خارجي والخارجي محكوم بكفره وفي القضية تفاصيل عديدة هذه هي أهم الإعتراضات، نبدأ برواية في بيان لحديث مطول نشرح بقيته في المحاضرات القادمة نأتي على ذكر روايات صريحة في تجريم أعداءهم ..
    بيان آل محمد في أعداءهم :
    رواية لسليم بن قيس الهلالي ورواها عنه إبان بن عياش قال سليم :
    ( شهدت عليّ عليه السلام حين عاد زياد بن عبيد بعدما انتهت معركة الجمل بانتصار أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) على عائشة (لعنها الله) وأتباعها، دخل أمير المؤمنين البصرة لزيارة زياد ابن أبيه وسمي فيما بعد بإبن أبي سفيان -حسب الأعراف آنذاك- ذهب الإمام لزيارته وكان من الذين انضووا تحت لواء أمير المؤمنين ثم انحرف، قال سليم شهدت عليّ حين عاد زياد بن عبيد بعد ظهوره على أهل الجمل وأن البيت لممتلئ من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيهم عمار وأبو أيوب وجماعة من أهل بدر وزياد في بيت عظيم شبه البهو ]البيت العظيم المطول[ إذ أتاه رجل بكتاب لأمير المؤمنين من الشام، قال فيه: إن معاوية استنفر الناس ودعاهم إلى الطلب بدم عثمان وكان في ما يحضهم به أن عليّاً قتل عثمان وآوى قتلته وأنه يطعن على أبي بكر وعمر فنفرت العامة والقرآء واجتمعوا على معاوية إلا قليلاً منهم ]فهنا نقل هذا الأمر بمحضر أصحابه، فكيف رد أمير المؤمنين؟ اقرأ أول سطر وإن شاء الله إن أحيانا الله ونكون موجودين تستمعون إلى الفقرات وهي مهمة وعلى كل موالي أن يتدبر فيها[ فحمد الله وأثنى عليه: أما بعد ما لقيت من الأمة بعد نبيها ملأ قلبي قيحاً ]إن شاء الله نعرف ذلك في المحاضرات التالية

    تعليق


    • #3


      بيان آل محمد في أعدائهم

      الجزء الثاني

      تصريح أمير المؤمنين بعداوة أبي بكروعمر

      كنا قد بدأنا منذ المحاضرة السابقة بهذه السلسلة البحثية بعنوان بيان آل محمد في أعدائهم، وذكرنا مجموعة من المقدمات أن هذا التراث العظيم وهو أقوال أهل البيت عليهم السلام وشكاياتهم وبياناتهم في أعدائهم وآهاتهم الذي نحن بأنفسنا حجرنا عليه وغيبناه بسبب الإنهزامية والخوف، أثبتنا في تلك المقدمات وجوب الجهر بالحق إجمالا وذكرنا أن الصادع به حسب النصوص الشرعية الكثيرة والمستفيضة هو مجاهد في سبيل الله عز وجل ..
      سنبدأ بأولى الأحاديث التي انتقيناها للشرح والبيان وكنا قد تلونا جزءا منها في البداية هذا الحديث رواه إبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي رضوان الله تعالى عليه، كما تعلمون فإن كتاب سليم بن قيس يمكن أن يقال فيه أنه الكتاب الحاوي لأسرار آل محمد )صلوات الله وسلامه عليهم( وهو خلافا لمن يحاول التشكيك فيه والبحث في هذه المسألة يطول، هذه الرواية التي سنرويها هي رواية معتبرة ..
      قال سليم : (شهدت عليا عليه السلام حين عاد زياد بن عبيد بعد ظهوره على أهل الجمل وأن البيت لممتلئ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله) ..
      أمير المؤمنين بعدما انتهى من معركة الجمل وهزم جيش عائشة وطلحة والزبير دخل الأمير فاتحاً البصرة وهناك عاد زياد بن عبيد وهو نفسه زياد بن أبيه يسمى سابقاً زياد بن عبيد وبعد ذلك أطلق عليه زياد بن أبي سفيان بعد إستلحاق معاوية له وكان زياد في ظاهر أمره في عداد الذين يتبعون أمير المؤمنين ولكنه لم يكن من شيعته إنما من جملة هؤلاء الذين يطلق عليهم أهل العامة، مبناهم أن الذي يكون على رأس السلطة يوالوه، فجاء أبوبكر فوالوه ثم جاء عمرفوالوه ثم جاء عثمان فوالوه، ولكن حينما جاء عليّ عليه السلام فأولئك الذين خضعوا للمنطقة الجغرافية التي يحكمها علي والوه عليه السلام، ولكنهم لم يكونوا معتقدين بإمامته ومتبصرين بولايته وزياد من جملة هؤلاء، وعندما ذهب الإمام لعيادته لم يكن إكراماً له بل لمصالح أخرى ستظهر من خلال قراءة الرواية ..
      شكاية أمير المؤمنين عليه السلام من أبي بكر وعمر :
      سليم يقول : ((شهدت علياً حينما عاد زياد بن عبيد بعد انتصاره على أهل الجمل وأن البيت لممتلئ من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفيهم عمار بن ياسر وأبو الهيثم وأبو أيوب الأنصاري وجماعة من أهل بدر نحو من سبعين رجلاً ، وزياد في بيت عظيم يشبه البهو إذ أتاه رجل بكتاب لأحد رجال الشيعة بالشام الموالين القاطنين بالشام تحت حكم معاوية، وكان عيناً للإمام في الشام، قال: إن معاوية استنفر الناس ودعاهم إلى الطلب بدم عثمان يقولون يا لثارات عثمان وكان فيما يحضّهم به أنه قا : إنّ علياً قتل عثمان وآوى قتلته ، وأنه يطعن على أبي بكر وعمر ويدّعي أنه خليفة رسول الله وأنه أحق بالأمر منهما، فنفرت العامة والقرّآء واجتمعوا على معاوية إلا قليلا منهم )).
      فهنا إن جاز التعبير تفتحت قريحة الإمام وبانت آهاته وشكاياته ((قال: فحمد الله وأثنى عليه، أما بعد، ما لقيت من الأمة بعد نبيها منذ قبض (صلى الله عليه وآله)، قال: فأقام عمر وأصحابه أبا بكر فبايعوه، وأنا مشغول بغسل رسول الله وكفنه ودفنه أقاموا أبا بكر فلولا عمر لما أصبح أبوبكر خليفة هو الذي أقامه خليفةً وحاكماً وما فرغت من ذلك حتى بايعوه وخاصموا الأنصار بحجتي وحقي)).
      تعلموا أن الأنصار أرادوا أن ينصبوا سعد بن عبادة ولما جاء أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح في السقيفة خاصموهم، من ذا الذي ينازعنا في سلطان محمد ونحن عشيرته وأهله نحن من قريش لا من الأوس ولا من الخزرج فنحن أحق بالخلافة - يقول الإمام عليٌ عليه السلام : (( وخاصموا الأنصار واحتجوا بحجتي، والله إنه ليعلم يقينا والذين ظاهروه -يرجع الأمرإلى عمر دون أبي بكر- أني أحق بها من أبي بكر)) ..
      (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسۡتَيۡقَنَتۡهَا أَنفُسُهُمۡ)

      المهاجرين والأنصار يخذلون الإمام:
      ((فلما رأيت اجتماعهم على أبي بكر وتخاذلهم عني وتركهم إياي ناشدتهم الله عز وجل وحملت فاطمة على حمار وأخذت بإبني الحسن والحسين لعلهم يرتدعون فلم أدع أحد من أهل بدر ولا من أهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا دعوتهم إلى نصرتي وناشدتهم الله حقي فلم يجيبوني ولم ينصروني، أنتم تعلمون يا معاشر من حضر من أهل بدر أني لم أقل إلا حقا -فكيف ردوا عليه؟!- قالوا: صدقت يا أمير المؤمنين وبررت سنستغفر الله. وكان الناس قريبي عهد بالجاهلية فخشيت فرقة أمة محمد واختلاف كلمتهم إذا أشهرت السيف في هذا الموضع، والنبي لحينه استشهد لترى الأعراب والأمم ذلك فيرتدون عن دين الله أفواجا، ولوصي رسول الله الصبر، فسكتُّ وصبرتُ وخشيتُ فرقة أمة محمد واختلاف كلمتهم وذكرت ما عهد إليّ رسول الله، لأنه أخبرني بما صنعوا وأمرني إن وجدت أعوانا جاهدتهم وإن لم أجد كففت يدي وحقنت دمي. فالإمام بعدما حاجج أبا بكر خرج من المسجد وقال:
      (والله لو أن لي أنصار بعدد الشيات لأزحت إبن آكلة الذبان عن ملكه، أُنزله عن السلطة ومنبر رسول الله)
      الذي حدث أنً جماعة جاءوا للإمام عليه السلام فقالوا له: ((نحن ننصرك، قال لهم الإمام إذا كنتم صادقين تعالوا غداً بالساعة المعينة محلقي رؤوسكم مستعدين للحرب، ما جاء منهم إلا ثلاثة والرابع عمار جاء متأخر حتى أمير المؤمنين عاتبه، قال: أما تصحو من نومة الغفلة -الظاهر أنّ عمار كان نائماً فعاتبه الإمام، ما جاء إلا هذا العدد فكيف يقوى على النهوض؟!- ثم ردها أبو بكر إلى عمر وليعلم يقينا أني أحق بها من عمر فكرهت الفرقة فبايعت وسمعت وأطعت بعدها جاء أبي بكر وأوصى بالخلافة إلى عمر ، قال عمر: أيها الناس اسمعوا وأطيعوا لخليفة رسول الله، فأرجع أبوبكر الخلافة لعمر، ثم جعلني عمر سادس ستة فولى الأمر بن عوف فخلى بإبن عفان فجعلها له على أن يردها عليه ، ثم بايعه فكرهت الفرقة والإختلاف)) .. بعدما طُعن عمر بيد أبو لؤلؤة رضوان الله تعالى عليه ..
      عمريشكّل مجلسا كارتونياً :
      شكل مجلساً كارتونياً مضحكاً من أهل الشورى على أساس أن يختاروا خليفةً عليهم، عبدالرحمن بن عوف جعل عثمان خليفةً على أساس أن يردها عليه غداً إذا انتهت مدة عثمان وجاءه الموت فعليه أن يرجع الخلافة إلى عبدالرحمن بن عوف ... قضية مقايضة، ثم إن عثمان غدر بإبن عوف وزواها عنه فبرء منه إبن عوف وقام خطيباً فخلعه كما خلع نعله، ثم إن عثمان أتى ببني أمية وجعلهم متحكمين بالمسلمين وأموالهم، وإبن عوف وأمثاله اضطروا أن يجلسوا في بيوتهم، فقام خطيباً وقال: أخلع عثمان كما أخلع نعالي هذا، فقتله عثمان، فمات إبن عوف وأوصى أن لا يصلي عليه عثمان، وزعم أبناء عبدالرحمن بن عوف وقالوا: موتة أبينا لم تكن ميتة طبيعية وإنما قتل بالسم، ثم قُتل عثمان وراح إلى جهنم واجتمع الناس ثلاثة أيام يتشاورون في أمرهم، كل الأنصار خرجت على عثمان بسبب جوره وظلمه الشنيع الذي سطره التاريخ، على أية حال الناس خرجت عليه وقتلوه وتشاوروا ثلاثة أيام ينصبون خليفة إلى أن جاءوا إلى أمير المؤمنين طواعية لا كرهاً، تذكروا أن بيعة أبي بكر ما كانت طواعية وإنما كانت تحت السيف من خلال جحافل عسكرية تجبر الناس على البيعة كبيعة عمر وعثمان وما تمت بيعة بالإسلام حقيقية إلا بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)، الناس هرعت إليه طواعية ((ثم جاؤوني فبايعوني طائعين غير مكرهين ثم إن الزبير وطلحة أتياني يستأذنانني بالعمرة فأخذت عليهما أن لا يبغيا عليّ ولا يحيكان مؤامراتٍ ضدي، ثم توجها إلى مكة فسارا بعائشة إلى أهل مدرة [بلدة فقيرة معظم بيوت أهلها من الطين- يقصد الإمام البصرة] ، أهل مدرة كثيرٌ جهلهم قليلٌ فكرهم لينكثوا بيعة أمير المؤمنين واستحلال دمه ))..
      يقول سليم : ((ثم ذكر عائشة وخروجها من بيتها وما ركبت منه، بدأ الإمام يذكر مخازي عائشة فقال عمار: يا أمير المؤمنين كف عنها فإنها أمك فترك الإمام ذكرها وذهب في موضوع آخر ثم عاد في ذكرها وقال أشد فيما قال)) ..
      عائشة اول إمرأة إرهابيه في التاريخ :
      أولاً هذه المرأة خارجية ملعونة ناصبية، هل تعلمون أن جيش طلحة وعائشة والزبير وجيش البصرة حينما أرادوا تصفية الشيعة كانوا يأخذون فتاوى القتل من عائشة أي إنسان موالي لعليّ اقتلوه، فتاوى القتل والإرهاب كانوا يأخذونها من عائشة، عائشة أول إمرأة إرهابية في التاريخ الإسلامي ومن أراد أن يتأكد فليرجع إلى التاريخ الذي سجل وحشيتها وجرائمها.
      إبتلاء الأمة بعائشة :
      فقال عمار: ((يا أمير المؤمنين كف عنها فإنها أمك فأعرض عن ذكرها ثم عاد الثالثة فقال أشد مما قال، فقال عمار: كف عنها فإنها أمك فقال عليه السلام: كلا إني مع الله على من خالفه وإن أمكم ابتلاكم الله بها ليعلم أمعه تكونون أم معها؟!))
      هناك أمرين مهمين جدا ، الأمر الأول :
      عمار يقول كف عنها لأنها أمك أم المؤمنين، فأمير المؤمنين بعد ثلاث مرات يضع قاعدة ويقول: كلا إني مع الله على من خالفه أيا كان ليس هناك مشكلة سواء كانت زوجة رسول الله أو صاحب رسول الله أو إبن رسول الله إذا افترضنا مثلاً نبي الله نوح عليه السلام .. ليس هناك مشكلة أفضحه لإعتبارات لا دخل لها في مسألة الولاية والبراءة.
      أم المؤمنين خصوصية تحريمية :
      ماذا يعني أم المؤمنين غاية مافي الأمر خصوصية تحريمية لا خصوصية شرفية أي أنهن بمثابة أمهاتكم لا يجوز الزواج منهن لا منصب شرفي معين في الإسلام، والدليل أن عائشة تعترف أن إمرأة سلمت عليها وقالت: السلام عليكم يا أماه، فقالت: لست بأمك أنا أم رجالكم لا نسائكم، يعني خصوصية تحريمية لا تشريفية، فلقب أم المؤمنين ليس بلقب أمير المؤمنين. مع هذا كله عائشة مسلوب منها هذا اللقب في قضية مفصلة إذ الرسول (صلى الله عليه وآله) سلبه منها ، كن مع الله على من خالفه حتى لو كانت عائشة ..
      الأمر الثاني : (إن أمكم ابتلاكم الله بها ليعلم معه تكونون أم معها) وهنا جواب على سؤال يطرحه الكثيرون ..
      الجواب: جعلها الله زوجة للنبي ابتلاكم بها ليعرف مع من تكونون مع الله أم مع هذه المرأة، مثلما ابتلى الله الأمة بزوجة موسى عليه السلام مثلما ابتلى الله الأمة بآل أمية قال تعالى:
      (وَمَا جَعَلۡنَا الرُّؤيَا الَّتِى أَرَيۡنَاكَ إِلاَّ فِتۡنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الۡمَلۡعُونَةَ)
      تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر من الله عز وجل حتى يختبرنا، الذي يوالي عائشة اليوم سقط بالإختبار والذي يتبرأ منها نجح بالإختبار، تلاحظ أن عمار أكثر من مرة يبدي الإعتراض على أمير المؤمنين، هل يعقل ذلك؟ في قضية تنفيذية يعني عمار تعمّد ذلك إياك أعني فاسمعي يا جارة أراد إستدراج أمير المؤمنين بالكلام وكأنه إتفاق مسبق وإلا عمار أجل وأعظم من أن يعترض على إمامه، مثلما يستخدم الله سبحانه وتعالى هذا الأسلوب في القرآن الكريم
      (عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ)

      الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله)، الله سبحانه وتعالى يعاتبه، يعني لماذا أذنت لهم أن يتخلفوا عن الغزوة آية ظاهرها العتاب واقعها تبيان الحق، ثم ذكر عليّ (عليه السلام) بيعة أبي بكر وعمر وعثمان ..
      الرسول الأكرم لم يترك الأمر شورى:
      فقال : ((لعمري لأن كان الأمر كما يقولون ولا والله ما هو كما يقولون ثم سكت، فقال له عمار: وما يقولون ]هنا يظهر دور عمار أكثر حتى يلقي الإمام الحقيقة[ يقولون أن رسول الله لم يستخلف أحداً وأنهم إنما تركوا ليتشاوروا فيما بينهم، ففعلوا غير ما أمروا به((.
      وقول أمير المؤمنين عليه السلام: (لعمري إن كان الأمر كما يقولون أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف أحداً، إنما ترك الأمر شورى)
      ليس كما يقولون ولكن على فرض فإنهم ناقضوا أنفسهم ولم يعملوا بالشورى (فقد بايعوا أبا بكر من دون شورى وإنما كانت بيعة عمر وأبو عبيده الجراح لأبي بكر ]القضية قضية طائشة فقد بايع القوم أبا بكر[ عن غير مشورة ولا رضاً من الناس ثم أكرهوني أنا وأصحابي وشيعتي على البيعة ثم جعلها عمر شورى بين ستة أفراد وأخرج جميع الأنصار والمهاجرين منها، يقول إن عمر خلال هذه الأيام وهم يتشاورون كان صهيب يصلي بالناس وإن مضت ثلاثة أيام ولم ينصب القوم خليفة أن تضرب رقابهم وإن اجتمع أربعة وخالف اثنان أن يقتلوا اثنين، الشورى لم تتحقق كل هذه البيعة قضية إكراه وقتل وتهديد فأزاحوا الخلافة عني إذا قلتم أن الخلافة بالشورى فخالفتم وإذا قلتم أنها بالنص فأنا الذي عينت من قبل رسول (الله صلى الله عليه وآله)، ثم قال :
      إن موسى قال لهارون :
      ( يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي )
      وأنا من نبي الله بمنزلة هارون من موسى عهد إليّ رسول الله إن ضلت الأمة بعده واتبعت غيري أن أجاهدهم إن وجدت أعواناً وإن لم أجد أن أكف يدي وأحقن دمي وأخبرني بما تُحدث الأمة من بعده ]يقول أنا لم أجاهد حتى لا أفرق بين الأمة عين ما صنع هارون[ فلما وجدت أعواناً بعد قتل عثمان على إقامة أمر الله لم يسعني الكف، فنفضت يدي فقاتلت هؤلاء الناكثين ]عائشة وطلحة والزبير[ وأنا غداً مقاتل القاسطين بأرض الشام بأرض صفين ثم بعدها بأرض يقال لها النهروان أمرني الله أن أقاتلهم في هذه المواطن الثلاث ]وهذا دليل على أنه متصل بالوحي[ ، وكففت يدي لغير عجز ولا جبن ولا كراهية للقاء ربي ولكن طاعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وحفظ وصيته)) ..
      حفظ الإمام وصية رسول الله :
      نقطة مهمه كثيرين يعترضون وخصوصاً من إتبع الضال المضل (المدعو محمد حسين فضل الله لعنه الله محيي المدرسة البترية) يقولون كيف تقولون أن الإمام رأى حرمته تُضرب ولم يرفع السيف هل هو جبان هذا هو الجواب ..
      (وكففت يدي لغير عجز وجبن ولا كراهية للقاء ربي ولكن طاعة لرسول الله وحفظ وصيته)
      شاء الله أن يرى الزهراء في ذلك الموضع كما قال الحسين (عليه السلام) : (شاء الله أن يراكن سبايا)، إذاً الله عز وجل أراد أن تتحمل فاطمة (عليها السلام) هذه المصيبة كما أراد الله عز وجل أن تتحمل آسية إمرأة فرعون العذاب، ليس لهوانها على الله عز وجل ولاعلى رسوله الكريم وأمير المؤمنين، وإنما جزء من ابتلاء الله -ما كففت يدي خوفاً وإنما طاعةً لذلك-ذكرنا أنه ((حينما صاحت السيدة فاطمة (عليها السلام) انقض أمير المؤمنين على عمر وجعل وجه عمر تحت قدميه وقال: يا ابن صهاك لولا عهدٌ من الله لعلمت أنك لا تدخل بيتي ولقلعت الذي فيه عيناك)) فلا يأتينا أحد جاهل يأخذ هذه الحجة لإنكار قضية الزهراء فليتدبر النصوص (فلما وجدت أعوانا نظرت فلم أجد بين السبيلين) يعني ما وجدت إلا طريقين (إما الجهاد في سبيل الله أو الكفر بالله والجحود بما أنزل الله والإرتداد عن الإسلام ولست أنا بالذي يصنع هذا الصنيع وقد أخبرني رسول الله أن الشهادة من ورائي وأن لحيتي ستخضب من دم رأسي وأن قاتلي رجل أحيمر أشقى الأولين والأخرين يعدل عاقر الناقة ويعدل قابيل قاتل هابيل وفرعون الفراعنة والذي حاج إبراهيم في ربه نمرود ورجلين من بني اسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم) ..
      أبوبكر وعمر أول من بدل دين الله :
      إثنين هما اللّذان هوّدا اليهود، أمير المؤمنين يكمل الرواية، ثم قال لي : (ورجلين من أمتي سيصنعان صنيع ذلك الرجلان يحرّفان الدين والكتاب، ثم قال عليه السلام: إن عليهما خطايا أمة محمد، إن كل دم يُسفك إلى يوم القيامة ومال يؤكل حرام وفرج يغشى حرام وحكم يجار فيه فعليهما إثم ذلك من غير أن ينقص إثم من عمل به شيء ]فكل مظلمة وقعت منذ يوم السقيفة إلى يومنا الحالي تقع عليهما[ حتى الزنا وشرب الخمر والمال المسروق والقتل إلى يوم القيامة لأنهما هما من أسسا أساس الظلم والجور)
      نقول يوم القيامة لولا أبو بكر وعمر الذين أزاحا أهل البيت عن الحكم لما وقع علينا هذا الجور، مثلا : نحن في هذا الزمان نعيش بحكم الإمام المهدي، ولولا أن الحكم انحرف عن مساره الحقيقي لما وصل الحكم إلى صدام وغيره، فأول وزر يقع على هؤلاء الملعونين ثم على المذنب، لذلك نقرأ في زيارة عاشوراء اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد لأنهم هم من أسس أساس هذا الظلم والجور.
      وجوب لعن ابو بكر وعمر والبراءة منهما:
      قال عمار يا أمير المؤمنين سميهما لنا فنلعنهما [هذا دوره يستدرج الإمام ليظهر الحقائق] قال يا عمار: ألست تتولى رسول الله وتتبرأ من عدوه؟! قال: بلى،قال: وتتولاني وتتبرأ من عدوي؟! قال: بلى، قال: حسبك يا عمار فقد برئت منهما ولعنتهما وإن لم تعرفهما بإسمائهما [هذا كله كناية وتعريف أمام القوم كل شي بشكل تدريجي]، قال: يا أمير المؤمنين لو سميتهما لإصحابك فبرؤوا منهما كان أمثل من ترك ذلك،قال (عليه السلام): رحم الله سلمان وأباذر والمقداد ما كان أعرفهم بهما وأشد براءتهم منهما ولعنتهم لهما رحمة الله عليهم كانوا يعرفون هذين الملعونين حق المعرفة. قال: يا أمير المؤمنين جعلت فداك فسمهما فإنا نشهد أن نتولى من توليت ونبرأ ممن برأت منه، قال: إذاً يُقتل أصحابي وتتفرق عني جماعتي وأهل عسكري وكثير ممن ترى حولي، ]إذا أنا أقول شيئاً على أبوبكر وعمر تجد هؤلاء الذين حولي يبتعدون عني لأنهم كانوا أهل العامة، للعلم جيش الإمام عليّ في موقعة الجمل وصفين ونهروان الشيعة منهم ما كان يتجاوز نسبتهم واحد بالمائة، لذلك ما حفظ التشيع إلا عن طريق الخُلص من الشيعة فقط من أمثال سلمان وعمار وسليم بن قيس (رضوان الله تعالى عليهم)[.
      براءة محمد بن ابي بكر من أبيه :
      (يا عمار من تولى موسى وهارون وبرأ من عدوهما فقد برأ من العجل والسامري ومن تولى العجل والسامري وبرأ من عدوهما فقد برأ من موسى وهارون من حيث لا يعلم، يا عمار ومن تولى رسول الله وأهل بيته وتولاني وبرأ من عدوي فقد برأ منهما، ومن تولّاهما وبرأ من عدوهما فقد برأ من رسول الله وأهل بيته من حيث لا يعلم، فقال محمد بن أبي بكر يا أمير المؤمنين لا تسميهما فقد عرفتهما ونُشهد الله أن نتولاك ونتبرأ من عدوك كلهم قريبهم وبعيدهم وأولهم وآخرهم وحيهم وميتهم وشاهدهم وغائبهم. فقال أمير المؤمنين: يرحمك الله يا محمد بن أبي بكر إن لكل قوم نجيب ]يعني شريف[ وشاهداً عليهم وشافعاً لأماثلهم وأفضل النجباء النجيب من أهل السوء وإنك يا محمد لنجيب أهل بيتك ]يعني أبوك وهؤلاء أهل بيتك من أهل السوء ولكنك نجيب من بينهم وها هنا قد صرح أمير المؤمنين بمن عاداه وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين[ ..

      تعليق


      • #4
        (قل الحق وان كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك)


        هل قال الحق هذا النكره عندما هرب خاسئا بجواز سفر غير جوازه !!!

        التقية واجبة في ذاك الزمان، أما واحد يعيش في لندن يعمل بالتقية؟! لاحظوا أين وردت هذه الرواية (أحد خدمة الإمام الصادق يقول: كنت عند أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) في يوم الشك، فقال: يا غلام اذهب فانظر هل صام الأمير أم لا، فذهب ثم عاد فقال: لا، فدعا بالغداء فتغدينا معه، قال الصادق (عليه السلام):
        ( لو قلت أن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً )
        وقال عليه السلام :
        (لا دين لمن لا تقية له )
        يعني كان ذلك اليوم يوم صيام شهر رمضان أما الإمام الصادق (عليه السلام) اضطر أن يفطر لأن قرار الدولة أنه يوم عيد فإذا خالفه ربما يقتلونه يؤذونه يسجنونه.


        اضحك اضحك على عقول السذج والمغفلين
        هذا الزمان ليس زمن تقيه

        لماذا اذا انت هارب
        ولماذا لم تذكر بقية الروايات التى تشدد على التقيه
        فى اخر الزمان

        لن اتعب نفسى فى كتابتها الا اذا اخرج احد السذج راسه وتحدى

        لذلك ما حفظ التشيع إلا عن طريق الخُلص من الشيعة فقط من أمثال سلمان وعمار وسليم بن قيس (رضوان الله تعالى عليهم)[.

        عجيب يترضى على والى عمر ابن الخطاب

        ((
        حيث اصبح عمار بعد ذلك أميراً على الكوفة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. ))

        http://rafed.net/booklib/view.php?type=c_fbook&b_id=66#4

        تعليق


        • #5
          ثم ماذا نترضى على المرتدين الغاصبين والناكثين؟
          أو نطعن في الصالحين كعمار بن ياسر رضي الله عنه؟

          عجيب بغضاً لفلاناً المعمم نثير إشكالات على عقيدتنا بأولائك الظالمين لعنهم الله، نعوذ بالله من الخذلان
          ربما سيخترع قاعدة جديدة خلاف ذلك المعمم فيه الرشاد وتترك عقائدنا حتى لا نتشابه مع فلاناً ونكون مغايرين عنه

          والعجيب أن ما له علاقة بالموضوع هو الإشكال على عقيدتنا فقط في تلك المشاركة، والباقي حول ذلك المعمم والتقية!!!!!

          فما شاء الله حتى الإلتزام بعنوان المواضيع لا يلتزم وما يلتزم به هو الإشكال على مذهبنا


          ما عشت أراك الدهر عجبا

          تعليق


          • #6


            بيان آل محمد في أعدائهم
            الجزء الثالث
            تصريح أمير المؤمنين بعداوة أبي بكر وعمر
            كلامنا هو في البحث والتفتيش عن الروايات التي رويت عن أهل بيت العصمة في تبيان فضائح ومثالب ومخازي أعدائهم هذا البحث عنوناه بعنوان بيان آل محمد في أعدائهم وهو يرسم صورة واضحه عن موقف الأطهار تجاه أعدائهم وظالميهم وقتلتهم..
            كنا قد بدأنا بأولى تلك الأحاديث المطولة وذلك الحديث كان مروي عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين وكان الحديث كما شرحناه قد وقع بعد انتهاء معركة الجمل حيث عاد الأمير زياد بن أبيه في البصره وهناك عرض شكايته ممن تقدمه من الحكام الظالمين الثلاثة، وعندما وصل إلى بيان موقفه تجاه عدويه الرئيسيين هما أبوبكر وعمر لم يصرح بإسميهما وإنما اكتفى بالتلميح فطالبه عمار بن ياسر أكثر من مرة أن يسميهما ومن هنا نسترسل في عرض بقية الحديث مع إعاده مقطع منه حتى تكتمل الصورة ..
            ((قال عمار: يا أمير المؤمنين سمهما لنا فنلعنهما قال يا عمار ألست تتولى رسول الله وتبرأ من عدوه وتتولاني وتبرأ من عدوي؟!قال عمار: بلى، قال: حسبك يا عمار قد برئت منهما ولعنتهما وإن لم تعرفهما بأسمائهما، قال عمار: يا أمير المؤمنين لو سميتهما لأصحابك فبرؤوا منهما كان أفضل من ترك ذلك، قال: رحم الله سلمان وأبا ذر والمقداد ما كان أعرفهم بهما وأشد براء منهما ولعنة لهما))
            لاحظوا هنا أمير المؤمنين يقول جوابا لعمار الذي ذكرنا إنما حاول إستدراج أمير المؤمنينـ فعمارعارف بهما ويدري بهما حسب القواعد فإن سلمان وأبوذر والمقداد هم أفضل صحابة رسول الله وحواريي أميرالمؤمنين على الإطلاق (رضوان الله عليهما)، هنا يبين أميرالمؤمنين وجها من أوجه تفضيل هؤلاء أنه لماذا هؤلاء الثلاثة سبقوا غيرهم صاروا أرفع منزلة من غيرهما أنهم كانا أعرف بهما وأشد براءة منهما وأكثرهم لعنا لهما فنفهم من ذلك أن المؤمن إذا أراد أن يرتفع مقامه عند الله أن يصبح أفضل من أصحاب إمام زمانه وهو المهدي أن يصبح من أفضل خدامه يجب أن تنطبق فيه هذه الشروط يكون أكثر الناس عداءا لصنمي قريش وأكثر الناس لعنا لهما واللعن ما هو فإنه من جانب آخر بمثابة شعار أعلن فيه رفضي للظالم حينما أقول لعنة الله على عمر فإنني أرفضه أبين للناس أن شعاري في رفض هذا الظالم ومناهض له ..
            (قال عمار: يا أمير المؤمنين جعلت فداك فسمهما فإنا نشهد أن نتولى من تولين ونتبرأ منهما، إذا يقتل أصحابي وتتفرق عني جماعتي وعسكري وكثير ممن ترى حولي، من تولى موسى وهارون وبرأ من عدوهما ومن تولى العجل والسامري برأ منهما من حيث لا يعلم ومن تولى رسول الله وأهل بيته وتولاني فقد برأ منهما ومن برأ من عدوهما ]أي عمر وأبو بكر[ فقد برأ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حيث لا يعلم).
            وجوب لعن أعداء الله
            هنا نلاحظ أن أمير المؤمنين عدل عن التلميح إلى شيء من التصريح (فقال محمد بن أبي بكر: يا أمير المؤمنين لا تسمهما فقد عرفتهما ونشهد الله أن نتولاك ونبرأ من عدوك كلهم قريبهم وبعيدهم وأولهم وآخرهم وحيهم وميتهم وشاهدهم وغائبهم ]لاحظوا في تعبير محمد نبرأ ونشهد الله أن نتولاك ونبرأ من عدوك كلهم قريبهم وبعيدهم فحتى لو كان قريبا لي فاني أبرأ منه ومحمد بن أبي بكر كان يلعن والده متبرأ منه لأن والده عدو لله عز وجل ليس فقط كافر مثل الإنجليزي الذي أسلم وتشيع وأبواه بقيا على الكفر لا يحاربهما ولا يقول لهما أف أو ينهرهما أما لو كان أبواك من قتل رسول الله وفاطمة الزهراء أو المحاربان لله في هذه الحالة يجوز لك أن تلعنهما وأن تتبرأ منهما[، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) له: يرحمك الله يا محمد إن لكل قوم نجيبا ]يعني شخص كريم شريف[ وشاهدا عليهم وشافعا لأماثلهم وأفضل النجباء النجيب من أهل السوء وإنك يا محمد لنجيب أهل بيتك) يقول له الإمام أهلك أهل سوء أبوك أبو بكر، أخوك عبدالرحمن، أختك عائشة هؤلاء قوم سوء معادون لله عز وجل لكنك الكريم والشريف في وسطهم، يصرح الإمام أنهم أهل سوء وأعدائه إلا محمد بن أبي بكر
            الأئمة إثنا عشر خليفة :
            (أما أني سأخبرك دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده سلمان وأبوذر والمقداد ثم أرسل النبي (صلى الله عليه وآله) عائشة إلى أبيها وحفصة إلى أبيها وأمر إبنته زينب أو رقية بأن تستدعي زوجها عثمان، فدخلوا فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أبا بكر يا عمر يا عثمان إني رأيت الليلة إثنى عشر رجلا على منبري يردون أمتي عن الصراط القهقرى ]يعني إثنى عشر خليفة كاذب يمتلكون السلطة التي أوردتها أنا لأهل بيتي[ فاتقوا الله وسلموا الأمر لعلي بعدي ولا تنازعوه في الخلافة ولا تظلموه ولا تظاهروا عليه أحدا، قالوا: يا نبي الله نعوذ بالله من ذلك أماتنا الله قبل ذلك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فإني أشهدكم جميعا ومن في البيت من رجل وإمراة أن علي بن أبي طالب خليفتي في أمتي وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى فإبني هذا -ووضع يده على رأس الحسن- فإذا مضى فإبني هذا -ووضع رأسه على رأس الحسين- ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد وهم الذين عنى الله بقوله تعالى:
            {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}
            ثم لم يدع آية نزلت في الأئمة إلا تلاها رسول الله، فقام أبوبكر وعمر وعثمان وبقيت أنا وأبوذر وسلمان والمقداد وبقيت فاطمة والحسن والحسين فقمن نساءه وبناته إلا أهل البيت مع الثلاثة أبوذر سلمان والمقداد، فقال: رسول الله رأيت هؤلاء الثلاثة أبوبكر وعمر وعثمان وتسعة من بني أمية وفلان من التسعة من آل أبي سفيان هو معاوية وسبعة من ولد الحكم بن العاص من بني أمية يردون أمتي على أدبارها القهقرى).
            يصرّح النبي أن هؤلاء الأنجاس كلهم سيكونون من المنقلبين على أهل بيته، يقول سليم: قال ذلك علي وبيت زياد ملآن من أصحاب رسول الله ثم أقبل عليهم فقال اكتموا ما سمعتم إلا من مسترشد لئلا يتفرق جنده أمام معاوية ]تقديم الأهم على المهم[ يا زياد إتقي الله في شيعتي بعدي ]تعجب الناس ما هو دخل زياد في آخر كلمته الشريفة يوجه كلامه لزياد، لماذا؟
            كما قلنا زياد بالسابق من جملة الذين تعاونوا مع الأمير للدنيا لا للدين ثم بعد ذلك جاءت الكرة لمعاوية اصطف مع معاوية، دينهم دنانيرهم من هو في السلطة نكون معه فهنا من دلائل إطلاع الأمير على الغيب وأنه متصل بالوحي لأنه عالم بما سيفعله إبن زياد بالشيعة[ فلما خرج من عند زياد أقبل الإمام علينا، يقول سليم: فقال الإمام: إن معاوية سيدعيه ويقتل شيعتي (لعنة الله عليه) بعد ما كان ابن عبيد أصبح إبن أبيه ثم ابن أبي سفيان( بإدعاء أن أبو سفيان واقع بغية فولدت زياد بن أبيه هذا خلاف لقول الرسول وحكمه.
            (الولد للفراش وللعاهر الحجر)
            هذا حديث آخر أيضا يرويه الثقة الجليل سليم بن قيس ويرويه عنه إبان بن عياش وهذا الحديث فيه فوائد عدة وشاهدنا فيه هو معرفة ما يسمى في الإصطلاح العلوي أو النبوي أو المعصومي الشريف بدولة إبليس ما هي هذه الدولة وأين تكونت وما هي مواصفاتها؟! ..
            روى سليم بن قيس: ((قال سمعت سلمان الفارسي المحمدي يقول: قال رسول الله لعلي لولا أن تقول طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالة تتبع فيها أمتي آثار قدميك في التراب فيقبلونه))
            يقول سليم بن قيس: أنا حدثت بهذا الحديث آخرين وعرضته على ذلك المنافق المتصنع المعروف بإسم الحسن البصري ]وهذا الرجل هو من أعمدة أهل العامة المخالفين من أركانهم وهو من أعمدة المعتزلة وذكرنا أن المعتزلة هم الجذر العقائدي للمخالفين اليوم منهم ومن غيرهم وبالدرجة الأولى منهم الأشعري كان معتزلا وكان قد شذ عن حلقات المعتزلة، الحسن البصري طرح نفسه بمثابة إمام هذه الأمة في الأصول والفروع ويقولون أنه من أعاظم التابعين ثم إنفصل عن الحسن واصل بن عطاء فأسس مذهب المعتزلة ثم من المعتزلة إنفصل الأشعري ومن الأشعري أخذوا أصول دينهم وفي الفروع يأخذون من أئمتهم الأربعة المعروفين[.
            قال إبان فحدثت الحسن بن أبي الحسن ]وهو الحسن البصري[ وهو في بيت أبي خليفة بهذا الحديث عن سليم عن سلمان، فقال الحسن: والله لقد سمعت في علي حديثين ما حدثت بهما أحد قط في كثير من الأحيان ]كان هذا الرجل متصنع كان ينطق بالحق مع الشيعة يخاطبهم بإسلوب معين ومع غيرهم يتحدث بإسلوب آخر، يقول أنا سمعتهما لكني لم أحدث بهما أحد قط لأنه يريد أن يداري الجميع حتى يصل للموقع المطلوب فحدث بتسليم الملائكة عليه وحديث يوم أحد حين نزل جبرئيل قال لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار[.
            يا علي أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة:
            (حينما دخل أمير المؤمنين على الرسول في بيته وكان عنده صاحبه الذي يسمى يحيى الكلبي فسلم عليه، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، حينما خرج قال الرسول: من سلم عليك هو جبريل حينما تمثل بهيئة يحيى الكلبي. يقول إبان فوجدتهما في حديث سليم يرويهما عن علي (عليه السلام) أنه سمعهما منه فلما حدثنا بهذين الحديثين يقول وقد خلوت به وتفرق القوم غيري وغير أبي خليفة وبدت ليلتي عند أبي خليفة فقال الحسن تلك الليلة لولا رواية يرويها الناس عن النبي لظننت أن الناس كلهم هلكوا منذ قبض رسول الله غير علي وشيعته هذا الحديث يرويه الناس عن النبي لظننت أن كل المسلمين هلكوا ]يعني في النار[ إلا علي وشيعته ]وهذا شيء واضح يا علي أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة[، قلت: يا أبا سعيد وأبي بكر وعمر؟ قال: نعم، قلت: وما تلك الرواية يا أبا سعيد؟ قال قول حذيفة قوم ينجون ويهلك أتباعهم، قيل: وكيف ذلك، قال: قوم لهم سوابق أحدثوا أحداثا فتبعهم على أحداثهم قوم ليس لهم سوابق فنجى أولئك بسوابقهم وهلك الأتباع بإحداثهم ]يعني أبوبكر وعمر من السابقين هؤلاء إبتدعوا أذنبوا، الذين جاءوا من بعدهم اتبعوا هؤلاء مثل عمر هو نجى أما من يأتي بعده ويسير بسيرته فهذا يروح إلى جهنم لأنه ليس من السابقين الأولين هذا الحديث نسجوه على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنجى أولئك بسوابقهم وهلك الأتباع بإحداثه، ودليل آخر قول رسول الله لعمر حين استاذنه في قتل حاطب بن أبي بلتعة[..
            قصة حاطب بن أبي بلتعة :
            ذكرنا في سلسلة كيف زيف الإسلام: (أن حاطب أفشى سر من أسرار رسول الله إلى المشركين أنه خذوا حذركم فرسول الله سيغزوكم فوقع رسول الله على خيانته فينقل المخالفين أن رسول الله عفى عنه، لماذا لأنه هذا من أهل بدر مهما صنعوا أن الله يغفر لهم فعمر أراد قتله، ولكنه قال: ما يدريك لعل الله إطلع على عصبة أهل بدر فأشهد ملائكته أني قد غفرت لهم فليعملوا ما شاءوا ]لماذا؟ لأنهم من عصبة أهل بدر فمغفور لهم[.
            وحديث جابر بن عبدالله الأنصاري ((أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكر الموجبتين، قالوا: يارسول الله ما تعني بالموجبتين، قال: من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به دخل النار)) فلست أرجو يقول الحسن البصري لأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير النجاة الا بهذه الروايات والسلامة لولا هذه الروايات لقلت أن جميعهم هالكون لكن الروايات تعطينا مخرج، قلت: أتجعل حدث أبوبكر وعمر مثل حدث عثمان وطلحة والزبير إن كان الأمر لعلي دونهم من الله ورسوله؟ إذاً سلمنا بقاعدة أن الأمر لعلي فهل تجعل جريمة أبا بكر وعمر مثل جريمة عثمان وطلحة والزبير عثمان ولّى أقاربه فثاروا عليه، طلحة والزبير نكثا بيعتهما لعلي وقادا عائشة لحرب الجمل، هذا إبان يسأل الحسن البصري، قال: يا أحمق لا تقولن إن كان الأمر لعلي هو والله لعلي دونهم ]تعلمون أنه في عقيدة المعتزلة أن الخلافة حق لعلي لا لغيره أما ما نتبرأ من أبوبكر وعمر يقولون عليهما الرحمة[ يا أحمق لا تقولن إن كان هو والله لعلي دونهم وكيف لا يكون لعلي دونهم بعد الخصال الأربع وقد حدثني الثقاة ما لا أحصي قال قول رسول الله ونصبه إياه يوم غدير خم وقوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي؛ فعلمنا من خلال ذلك أن الخلافة حق شرعي للإمام كما أن هارون خلف موسى، وخطب رسول الله آخر خطبة خطبها للناس ثم دخل بيته ولم يخرج:
            أيها الناس إني تركت فيكم أمرين فإن اللطيف الخبير قد عهد أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كتاب الله وعترتي..
            وجمع بين سبابتيه ]لماذا النبي جمع بين السبابتين؟ لأنهما متساويتان القرآن والعترة أما الوسطى تتقدم على السبابة[ أهل البيت عدل القرآن فتمسكوا بهما لا تضلوا ولا تولوا ]يعني لا تتولوا عن أهل البيت لا تقدموهم[ فتهلكوا لا تتقدموا عليهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ]بعض أولئك من يسمونهم بالصحابة من جرأتهم يردون على أهل البيت ويعلمونهم ورسول الله يمنع ذلك[ ولقد أمر رسول الله أبابكر وعمر وهما سابع سبعة يعني سبعة أشخاص أمروا أن يسلموا على علي بإمرة المسلمين ]فهذه الخصال الأربعة بإعتراف الحسن البصري (لعنة الله عليه) –يكمل البصري[ ولعمري إن جاز لنا يا أخا عبدالقيس أن نستغفر لعثمان وطلحة والزبير وقد بلغ من دثهم ما قد ظهر لنا، إذا نستغفر لهما أيضا فعلى الأقل جريمة أبوبكر وعمر أقل، إذاً نستغفر لهما أما طلحة والزبير بايعا علي (عليه السلام) طائعين غير مكرهين وأنا شاهد ثم نكثا بيعتهما وسفكا الدماء التي حرم الله رغبة في الدنيا وحرصا على الملك وليس ذنب أعظم بعد الشرك بالله من سفك الدماء التي حرم الله، وأما عثمان أدنى السفهاء وباعد الأتقياء وآوى طريد رسول الله وسيّر أولياء الله أباذر وقوم صالحين وجعل المال دولة بين الأغنياء وحكم بغير ما أنزل الله و كانت أحداثه أكثر وأعظم من أن تحصى وأعظمها تحريق كتاب الله بإسثناء القراءة التي اعتمدها وأفظعها صلاته بمنى أربعة خلاف على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قلت: أصلحك الله فترحمك عليه وتفضيلك إياه؟! ]يقول إبان للحسن البصري كيف مع كل هذه الجرائم تترحم على عثمان وتفضله على علي؟![، قال: إنما أصنع ذلك ليسمع بذلك أولياءه الطغاة الحجّاج وابن زياد قبله وأبوه أما علمت أنهم من اتهموه في بغض عثمان وحب علي نفوه ومثلّوا به وقتلوه؟ وقال رسول الله: (ليس للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وما إذلاله لنفسه؟ يتعرض للبلاء لما لا يقوى عليه ولا يقوم به) هنا يستدل بالرسول في تجويز التقية، وقد سمعت علي يروي عن رسول الله يوم قتل عثمان وهو يقول قال رسول الله :
            (إن التقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له والله لولا التقية ما عبد الله في الأرض في دولة إبليس).
            دولة إبليس :
            ما هي دولة ابليس ؟
            الحسن البصري يروي عن أمير المؤمنين أنه قال يوم قتل عثمان يروي عن رسول الله أنه قال: (إن التقيه من دين الله ولا دين لمن لا تقية له، والله لولا التقية ما عبد الله في الأرض في دولة إبليس، فقال للرسول رجل: وما دولة إبليس؟ قال: إذا ولي الناس إمام –ضلال- فهي دولة إبليس على آدم إبليس يكون الحاكم وإذا وليهم إمام هدى فهي دولة آدم على إبليس)
            إذا كان الإمام منصوب من الله وكان إمام هدى يكون دولة آدم عليه السلام دولة أبي بكر دولة إبليس بعبارة ثانية هذه الدول التي نجدها اليوم تحكم الأمة الإسلامية هي كلها دولة إبليس أليس أولاد آدم أبالسة؟!.
            يقول سليم: (ثم همس إلى عمار ومحمد بن أبي بكر همسة وأنا أسمع سليم يقول: أنا سمعت أن الإمام همس في إذنيهما وأنا سمعت فقال عليه السلام: ما زلتم منذ قبض نبيكم في دولة إبليس بترككم إياي وإتباعكم غيري ]تصريح على أن أبابكر عمر عثمان أبالسة[ يأتمرون بأمر إبليس أول من بايع أبا بكر إبليس في صورة شيخ طويل اللحية -كما روى أمير المؤمنين- ثم هرب من الناس ثلاثة أيام ]يعني ابتعد عن الناس رواه الإمام يوم مقتل عثمان[ فطلبوه فأتوه في خص لبني النجار ]يعني بيت من قصب[، فقالوا إنا قد تشاورنا في هذا الأمر ثلاثة أيام فما وجدنا أحق منك فبايعوه وكان أول من بايعه طلحة والزبير لم يجدوا أمل غيره ثم جاءا إلى البصرة يزعمان أنهما بايعا مكرهين وكذبا ثم أتاه رجل من مهرة ]يعني من اليمن[ ومحمد بن أبي بكر بجنبه -سليم الآن نقل الصورة- ومحمد بن أبي بكر بجنب أمير المؤمنين، فقال علي (عليه السلام) وأنا أسمع: يا أخا مهرة أجئت لتبايع؟ قال: نعم، قال تبايعني على أن رسول الله قُبض والأمر لي فانتزى علينا ابن أبي قحافة ظلماً وعدواناً ثم انتزى علينا عمر؟ ]الإمام يشبهما بقردين انتزيا على حقه[، قال الرجل: نعم أبايعك على هذا ]ما أبايعك على أساس أنك خليفة عادي حسب سياق أبوبكر وعمر وعثمان أبايعك على أنك الأولى بالخلافة منذ قبض رسول الله[ فبايعه على ذلك طائعا غير مكره. فقال إبان للحسن: أفبايع الناس كلهم على هذا؟ قال: لا إنما بايع من آمن ووثق به على هذا)
            إذا يتبين أن أمير المؤمنين حينما بايعوه قسم من الناس الذين كانوا قد وثقوا به بايعوه على هذا العنوان أما البقية فبايعوه كما بايعوا من قبله، فمعظم من بايع أمير المؤمنين ما كانوا يرون إمامته وأنه منصوب من السماء بايعوه لأنهم يجدونه الأمل الوحيد إعتقادهم فيه لم يكن كإعتقادنا ثم بعد ذلك خلال فترة أمير المؤمنين امتدت أربع سنوات تقريبا بدأ يغرس أول بذور التشيع لأن التشيع محصور في نفر قلة سلمان، المقداد ، أبو ذ، جابر بن عبدالله، فتشيع على يده جماهير وهذا إن شاء الله ما سنعرضه ونتبينه في المحاضرة المقبلة نذكر بشكل تفصيلي كيف سعى الإمام خلال حكومته لأن يثبت حقه ويهدي الآخرين إلى ولايته ..
            المستفاد مما عرضناه أخيرا أن دولة إبليس هي كل دولة ظالمة ليست متصلة بالله عز وجل وهذه الدولة ليست دولة آدمية إنما إبليس متحكم فيها أما دولة آدم على إبليس فهي دولة أولياء الله الصالحين.

            تعليق


            • #7


              بيان آل محمد في أعدائهم
              الجزء الرابع

              بسم الله الرحمن الرحيم
              والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعداءهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين ..
              المقدمة
              ما زال كلامنا بحث عنوان هذا البحث المسمى ببيان آل محمد في أعداءهم وقد عرضنا فيما سبق حديثين شريفين رواهما أبان بن أبي عياش عن الثقة الجليل سليم ابن قيس الهلالي (رضوان الله تعالى عليه) وتبين في هذين الحديثين معنى دولة إبليس كما تبينت بعض من مظلوميات أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) التي عرضها بلسانه الشريف، وهاهنا حديث ثالث أيضا رواه سليم ابن قيس (رضوان الله تعالى) عليه وفي هذا الحديث فوائد جمة وفيه بوحبمكنونات قلب أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، قبل أن نتلو هذا الحديث الشريف لا بأس من إشارة مهمة سبق أن ذكرناها واليوم نعيدها بشيء من التصريح ..
              قلنا سابقا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما بويع فإنه بويع على ما بويع عليه الخلفاء الثلاثة السابقون أي أن الذين بايعوه لم يكونوا معتقدين بولايته وإمامته أي أنهم ما كانوا من الشيعة وإنما كانوا من عوام الناس يوالون من هو في السلطة لا أكثر ولا أقل، وإذا تتذكرون أنه ذكرنا في حروب أمير المؤمنين (عليه السلام) الثلاث في الجمل وفي صفين وفي النهروان أن تسعة وتسعين بالمائة من إجمالي هذه الجيوش التي كانت تحارب مع أمير المؤمنين (عليه السلام) كانوا من العامة المخالفين ولم يكونوا من الشيعة.
              جهود أمير المؤمنين في هداية الناس إلى التشيّع
              فهاهنا نريد أن نعرف كيف سعى أمير المؤمنين (سلام الله عليه) بهداية أولئك وأمثالهم إلى التشيع وإلى ولايته، هذا الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى يوضح جانبا من جهود أمير المؤمنين عليه السلام التي أدّت إلى أن تصبح الكوفة بعد هذا الحديث شيعية مباشرة وتصبح ذات أكثرية شيعية بعد أن كانت ذات أكثرية بكرية في الواقع.

              روى أبان عن سليم قال : ((كنا جلوسا حول أمير المؤمنين (عليه السلام) وعنده جماعة من أصحابه فقال له قائل: يا أمير المؤمنين لو استنفرت الناس، فقام (عليه السلام) وخطب فقال ألا إني قد استنفرتكم فلم تنفروا ونصحتكم فلم تقبلوا ودعوتكم فلم تسمعوا فأنتم شهود كغيّاب وأحياء كأموات وصمّ ذووا أسماع أتلو عليكم الحكمة وأعظكم بالموعظة الشافية الكافية وأحثكم على الجهاد لأهل الجور، فما آتي على آخر كلامي حتى أراكم متفرقين حلقا شتى تتناشدون الأشعار وتضربون الأمثال وتسألون عن سعر التمر واللبن)).
              في هذا الحديث أمير المؤمنين (عليه السلام) يبوح بلوعاته ويشتكي ممن حوله حيث يقول أنه دعى الناس إلى الجهاد ولكنهم لم يستجيبوا له ونصحهم النصيحة الحقة ولكنهم لم يقبلوا منه النصيحة فهم حاضرين بأجسامهم غائبين عنه بعقولهم، يقول (عليه السلام) اسمكم أحياء لكن أنتم في الواقع أموات، حيث أراد (عليه السلام) منهم أن يتصدّوا لمعاوية (لعنه الله) ويقضوا على شأفته ولكنهم لم يستجيبوا له حيث أنهم ملّوا الحرب، وهذه الخطبة كانت بعد الحروب الثلاثة صفين والجمل والنهروان؛ لكنه (عليه السلام) ما إن ينتهي من كلامه حتى يراهم تفرّقوا عنه في جماعات يسألون عن أمور الدنيا، هذا هو الواقع الذي إلى اليوم نعيشه: الخطيب يصعد على المنبر ويحث الناس مثلا على الجهاد يذكرهم بتقوى الله عز وجل يذركهم بمآسي التشيّع مثلا ويطلب منهم أن يتحركوا ويستنفروا طاقاتهم لكن ما إن ينتهي المجلس حتى ينصرف الناس ويتناقشون في أمور الدنيا، تكملة الحديث:
              ((تبت أيديكم لقد سئمتم الحرب والإستعداد لها وأصبحت قلوبكم فارغة من ذكرها شغلتموها بالأباطيل والأضاليل والأعاليل والأمراض، ويحكم أغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غُزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا)).
              هذه الحكمة المعروفة عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ((الهجوم خير وسيلة للدفاع)) حيث إذا غُزي القوم في عقر دارهم ذلوا وخُزوا وأُهينوا، أنتم الآن قيسوا هذه الحكمة على واقعنا المعاش هذا اليوم من يعمل بها؟!
              يدعوهم أمير المؤمنين لأن يهجموا على معاوية في عقر داره ويحاربوه قبل أن يباغتهم هو بالحرب فالهجوم على العدو أفضل وسيلة للدفاع، ولكنهم سئموا الحرب وملّوها حيث قلوبهم فارغة من ذكرها والإستعداد لها فهي مشغولة بأمور الدنيا الفانية، فنحن الشيعة في واقع الحال في هذا الزمان تم غزونا وفي عقر دورنا، وأما نحن نتقدم ونقتحم عقر دورهم؟! فلا، ودونكم أحداث العراق شاهدة.
              ((وأيّم الله ما أظن أن تفعلوا حتى يفعلوا، ثم وددت أني قد رأيتهم فلقيت الله على بصيرتي ويقيني واسترحت من مقاساتكم ومن ممارستكم، فما أنتم إلا كإبل جمة ضل راعيها فكلما ضمت من جانب انتشرت من جانب، كأني بكم والله فيما أرى لو قد حمس الوغى واستحر الموت قد إنفرجتم عن علي بن أبي طالب إنفراج الرأس وإنفراج المرأة عن ولدها لا تمنع يد لامس)).
              يقسم أمير المؤمنين (عليه السلام) أنهم لن يهجموا على عدوهم معاوية حتى يهجم معاوية وجنده عليهم، يقول (عليه السلام): يا ليت بالفعل يأتون فألقاهم أنا في الحرب واستشهد في سبيل الله عز وجل حتى أرتاح منكم، فأنتم والله كإبل غاب عنها صاحبها فانتشرت في كل مكان ولم يقوى على جمعها، انظروا إلى هذا التقريع الشديد الذي صدر من أمير المؤمنين (عليه السلام) تجاه من كانوا يسمون آنذاك بأصحابه وما كانوا حقا من أصحابه اسمهم أصحاب علي وجند علي وشيعة علي لكن في واقع الحال إعتقادهم في علي (عليه السلام) هو إعتقادهم في عمر بأنه خليفة وليس إعتقاداً بأنه إمام وحجة الله على خلقه ولذلك إذا جاءت الحرب ينفرجون عنها مثلما المرأة في حالة الولادة تنفرج عن ولدها فلا تستطيع أن تمنع من يريد لمسها، إلى هذه الدرجة يشبه أمير المؤمنين (عليه السلام) خذلانهم!
              هنا بعدما وصل أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى هذا الموضع قام اللعين الأشعث بن قيس الكندي الخارجي الملعون الخبيث المعروف وهو من جملة المنافقين والذين عملوا وتآمروا ضد أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وكان دائما يؤذي أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وابنته هي جعدة بنت الأشعث التي سمّت الإمام الحسن (سلام الله عليه)، لاحظوا هنا كيف يحاول الأشعث بن قيس أن يستفز أمير المؤمنين!
              قال الأشعث بن قيس الكندي : ((فهلا فعلت كما فعل ابن عفان)) يخاطب أمير المؤمنين عليه السلام إذا كان هذا حالك ولا أحد يناصرك حتى المناصرة ، كنت فعلت كما فعل عثمان، وهو أن يسلم أمره للناس حتى يقتل في سبيل الله، هذا اعتقاد الأشعث.
              فقال عليٌّ (عليه السلام): ((يا عرف النار أو كما فعل ابن عفان رأيتموني فعلت؟! أنا عائذ بالله من شر ما تقول يا ابن قيس، والله إنّ الذي فعل ابن عفان لمخزاة لمن لا دين له ولا الحق في يده، فكيف أفعل ذلك وأنا على بينّة من ربي وحجته في يدي والحق معي؟! والله إن إمرؤٌ مكّن عدوه من نفسه حتى يجز لحمه ويفري جلده ويهشم عظمه ويسفك دمه وهو يقدر على أن يمنعه لعظيم وزره وضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره)).
              يقول أمير المؤنين عليه السلام هل فعلتُ بدع ومعاصي وذنوب عثمان بن عفان حتى أسمح للناس بقتلي؟! هنا شاهدنا وهو بيان آل محمد في أعدائهم يقول أمير المؤمنين إن ما فعله عثمان خزي وعار عليه ودليل على أنه لا دين له ولا الحق معه، كيف تريدني أفعل مثل ما فعل ابن عفان وأنا الحق معي وعلى بينة من ربي؟! يعني الإنسان الذي يمكّن عدوّه من نفسه ويجعله يهجم عليه حتى يهشم عظمه ويجز لحمه ويفري جلده ويسفك دمه إذا مكّنه من نفسه وهو قادر على أن يمنعه ويصد هذا الانسان فهذا الرجل عظيم ذنبه ليس عنده إيمان أو قوة روحية ليتمكن من مجابهة عدوه، من هنا نستفيد مسألة في غاية الأهمية وستتضح في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) أن المؤمن لا يجب أن يمكّن عدوه من نفسه وهذا حرام! والذي يحصل اليوم في العراق وفي غيره حرام، نحن قد مكّنا النواصب من أنفسنا مع إننا قادرون على دفعهم ولكننا لا نفعل! ..تكملة الحديث ..
              ((فكن أنت ذلك يا ابن قيس فأمّا أنا فدون والله أن أعطي بيدي دون ضرب بالمشرفي تطير له فراش الهام وتطيح منه الكف والمعصم ويفعل الله بعد ما يشاء، ويلك يا ابن قيس المؤمن يموت بكل موتة، غير أنه لا يقتل نفسه، فمن قدر على حقن دمه ثم خلا بينه وبين قاتله فهو قاتل نفسه، ويلك يا ابن قيس إن هذه الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها في الجنة واثنتان وسبعون في النار وشرها وأبغضها الى الله وأبعدها منه السامرة الذين يقولون لا قتال وكذبوا قد أمر الله عز وجل بقتال هؤلاء الباغين في كتابه وسنة نبيه وكذلك المارقة)).
              أمير المؤمنين (سلام الله عليه) يقول لإبن قيس افعل أنت مثل ما فعل عثمان أما أنا لا أفعل، فأنا دون أن يصل أحد إليّ ويمس شعرة مني حتى أقاتل بسيفي قتالاً شرساً ولا أدع أحد يصل إليّ فالمؤمن يموت بكل موته غير أنه لا يقتل نفسه ولا يمكّن عدوّه من نفسه فالذي يستطيع أن يدافع عن نفسه ولكن يسمح لعدوّه بأن يقتله فهذا يكون قاتل نفسه هكذا يحتسب عند الله تبارك وتعالى.
              أمير المؤمنين يقول شر فَرق الإسلام التي تنتحل الإسلام كذبا فرقة يقال لها السامرة، طبعا هاهنا وصف وليس تحديد بمعنى آخر كل فرقة تقول لا قتال وليس واجب أن نقاتل وقد انتهي القتال هذه فرقة خارجة عن الإسلام يجب أن ننتبه، نعم فالإسلام لا يحبذ القتال ولا يحبذ العنف هذا شيء متفق عليه لكن آخر الدواء الكي في أحيان معينة يصبح القتل والقتال هو الحل الوحيد الناجح، من هنا تفهمون وفي إشارة سريعة إن ما يجري في العراق اليوم حله هو القتال وليس المصالحة الوطنية وليس الأعمال الدبلوماسية والمفاوضات والإنتخابات وما أشبه، حل ما يجري في العراق هو القتال، قتال الباغين الظالمين إلى أن يصفى هذا البلد من كل الإرهابيين الكفرة الفجرة هذا هو الحل، والذين يقولون لا قتال مشتبهون على أقل التقادير، كان بإمكان أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يصالح معاوية أيضا في ذلك الوقت لِمَ لَمْ يصالحه؟ لم أمر بالقتال؟ استنفر الناس لكنهم لم ينفروا معه لأن الحل الوحيد لمعاوية التخلص منه والتخلص منه لا يكون إلا بالقتال، نعم لما جاء زمن الإمام الحسن (صلوات الله عليه) وأصبح جيش الإمام الحسن (سلام الله عليه) أقل قوة من جيش معاوية يأتي هنا جانب الصلح وهنا قاعدة لاحظوها جيدا متى نرفع السلاح؟ ومتى نعمل بالتقية فنصالحه؟!
              نرفع السلاح لما يتهددنا خطر ونكون قادرين على دفعه ونعمل بالتقية ونصالح حينما يتهددنا خطر ولا نكون قادرين على دفعه فنصالح، يعني هكذا يجب أن يكون عندنا نوع من التوازن متى نرفض التقية لأجل المحافظة على الموجودين ومن خلال القتال ونكون أقوى من الطرف الآخر؟ ومتى نعمل بالتقية ؟ نعمل بالتقية حينما نكون نحن أضعف.
              فالآن ناقشوا أنفسكم واطرحوا هذا السؤال على أذهانكم هل نحن في العراق أضعف؟ بغض النظر عن المعادلات السياسية، نحن نعلم وضع الإحتلال ووجود الإميركان ..إلخ
              نحن نتحدث عن المعادلة الخاصة داخل البلد من الاكثرية ؟ من المفترض أن يكون الأقوى؟ نحن أم من يجور علينا ويظلمنا ويقتلنا؟ نحن بالطبع، فهل لنا عذر عند الله؟ الجواب تعرفونه طبعا.
              ((غضب الأشعث بن قيس من قول أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: فما يمنعك يا ابن أبي طالب [أنظر كيف يخاطب أمير المؤمنين يقول له يا ابن أبي طالب ولا يقول أمير المؤمنين..!!!] حين بويع أخو تيم بن مرة]يعني أبي بكر من قبيلة تيم بن مرة[ وأخو بني عدي بن كعب ]يعني عمر[ وأخو بني أمية ]يعني عثمان[ أن تقاتل وتضرب بسيفك؟!)) لماذا لم تشهر السلاح وتقاتل بعدما جاء أبي بك ؟ ولماذا بعد ما جاء عمر ما قاتلت؟ ولماذا بعد ما جاء عثمان ما قاتلت؟ لماذا لم تقاتل وتضرب بسيفك؟ وأنت لم تخطبنا خطبة منذ أن قدمت العراق إلا وقد قلت فيها قبل أن تنزل من منبرك والله إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمد (صلى الله عليه وآله) فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ فما نكاد أن نجد خطبة يا ابن أبي طالب إلا قبل أن تنزل عن منبرك تقول إنك المظلوم منذ أن قبض النبي (صلى الله عليه وآله) فلماذا لم تقاتلهم دون مظلمتك؟!
              فقال علي عليه السلام : يا ابن قيس قلت فاسمع الجواب، لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية لقاء ربي وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعهده إليّ أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن الأمة صانعة بي بعده فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني ولا أشد يقينا مني به قبل ذلك بل أنا بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت))
              لاحظوا مسألة مهمة جدا وهي كيف أن ابن قيس (لعنه الله) يستفز أمير المؤمنين (عليه السلام) ومع ذلك أمير المؤمنين يناقشه بقوة ولم يأمر أحد بتعذيبه أو قتله بل تركه في المسجد مسجد الكوفة ولو كان هذا الأمر مع عمر فهل كان سيتحمل منه أدنى نقاش؟! بالطبع لا ومن هنا نعرف الفرق بين الحاكم العادل والحاكم الظالم!!
              يقول أمير المؤمنين الذي منعني من أن أضرب بسيفي دون مظلمتي أن رسول (صلى الله عليه وآله) أخبرني هكذا ستظلم فيما بعد وأنا لم أكن في حين هذا الأمر أكثر يقينا من ذلك الوقت حينما أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما سيصنع بي أكثر يقيناً مما رأيته الآن لأنني أصدق كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله).
              ((فقلت يا رسول الله فما تعهد إليّ إذا كان ذلك، قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنته أعواناً وأخبرني (صلى الله عليه وآله) أن الأمة ستخذلني وتبايع غيري وتتبع غيري وأخبرني (صلى الله عليه وآله) أني منه بمنزلة هارون من موسى وأن الأمة سيصيرون من بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه)).
              إذاً المسألة واضحة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أمر سيدنا علي بن أبي طالب إن وجد أعواناً عليه أن يجاهدهم وإن لم يجد يحقن دمه ودم من معه وأمير المؤمنين لم يجد أعواناً آنذاك فامتثل أمر رسول الله وصبر عليهم وأخبره الرسول الأعظم أن الأمة ستنقسم فرقتين فرقة تتبع هارون وهو عليٌ (عليه السلام) وفرقة تتبع العجل وهو أبو بكر (لعنة الله عليه).
              {إذ قال له موسى يا هارون ما منعك اذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني أفعصيت أمري قال يابن أمّ إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} ..
              {وقال يابن أمي لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي} ..
              الإمام يشرح إن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلّوا فإن وجدأعوانا أن يجاهدهم وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم.
              ((وإني خشيت إن يقول لي ذلك أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لَم فرقت بين هذه الأمة ولم ترقب قولي وقد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا أن تكف يدك وتحقن دمك ودم أهل بيتك وشيعتك فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول برسول الله (صلى الله عليه وآله) بغسله ودفنه ثم شُغلت بالقرآن فآليت على نفسي أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب ففعلت ]قرآن أمير المؤمنين المرتب ترتيبا صحيحاً[ ثم حملت فاطمة وأخذت بيدي إبني الحسن والحسين فلم أدع أحداً من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي ودعوتهم إلى نصرتي فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط ]انظروا إلى مظلومية أمير المؤمنين فقط أربعة أنصار سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير[ ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أطوى به، أما حمزة فقتل يوم أحد ]هذا كان بطل من أبطال بني هاشم[ وأما جعفر فقتل يوم مؤته وبقيت بين جلفين ]غليظين أحمقين لا رأس لهما جافيين ذليلين حقيرين عاجزين[ العباس وعقيل وكانا قريبي العهد بالكفر]وكانا من بني هاشم صحيح لكنهما أحمقان لا يستطيعان أن ينصراني مقابل أبي بكر وعمر[ فأكرهوني وقهروني، فقلت كما قال هارون لأخيه : يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلي بهارون أسوة حسنة ولي بعهد رسول الله (صلى الله عليه وآله حجة قوية) وقال الاشعث: كذلك صنع عثمان (استغاث بالناس ودعاهم إلى نصرته فلم يجد أعوانا فكف يده حتى قتل مظلوما)، قال (عليه السلام): ويلك يا ابن قيس إن القوم حين قهروني واستضعفوني وكادوا يقتلونني لو قالوا لي نقتلك البتة لأمتنعت من قتلهم إياي ولو لم أجد غير نفسي وحدي، ولكن قالوا إن بايعت كففنا عنك وأكرمناك وقربناك وفضلناك وإن لم تفعل قتلناك)).
              يقول الإمام أمير المؤمنين الفرق بيني وبين عثمان هو هذا! أن عثمان لما جاءوه قالوا له سنقتلك البتة، أي مهما فعلت سنقتلك، لو القوم قالوا لي مثل ذلك كنت سأقاتلهم حتى لو كنت وحدي فقط ولا أحتاج لأحد، ولكن قالوا إن بايعت كففنا عنك وأكرمناك وقربناك وفضلناك وإن لم تفعل قتلناك، فإذاً خيروه بين القتل وبين المبايعة حتى يَسْلَم .. فهذه طبعا بيعة التقية التي جرت بعد أكثر من ستة أشهر من استشهاد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) حيث كان مكرها على هذه البيعة مثلما باقي الأئمة والأنبياء (عليهم السلام) بايعوا طواغيت زمانهم مكرهين وتقية.
              (فلما لم أجد أحدا بايعتهم وبيعتي إياهم لا تحق لهم باطلا ولا توجب لهم حقا، فلو كان عثمان حين قال له الناس اخلعها ونكف عنك خَلَعَها لم يقتلوه ولكنه قال لا أخلعها، قالوا فإنا قاتلوك البتة فكف يده عنهم حتى قتلوه، ولعمري لخلعه إياها كان خيرا له لأنه أخذها بغير حق ولم يكن له فيها نصيب وادّعى ما ليس له وتناول حق غيره، ويلك يا ابن قيس إن عثمان لا يعدو أن يكون أحد رجلين: إما أن يكون دعا الناس إلى نصرته فلم ينصروه وإما أن يكون القوم دعوه إلى أن ينصروه فنهاهم عن نصرته، فلم يكن يحل له أن ينهى المسلمين عن أن ينصروا إماما هاديا مهتديا لم يحدث حدثا ولم يأوي محدثا وبئس ما صنع حين نهاهم وبئس ما صنعوا حين أطاعوه وإما أن يكون جوره وسوء سريرته قضى أنهم لم يروه أهلا لنصرته لجوره وحكمه بخلاف الكتاب والسنة، وقد كان مع عثمان من أهل بيته ومواليه وأصحابه أكثر من أربعة آلاف رجل))
              ولهذا السبب خذلوه لأنه حاكم جائر ظالم لنفسه لم يطلب من أحد نصرته وهذا كله تعريض لعثمان من باب التهكم به حيث بدعه ومحدثاته وإيوائه أهل البدع والزندقة وأهل الكفر والفساد في المدينة المنورة مثل عمه الحكم وابنه مروان بن الحكم (لعنة الله عليهما)
              لاحظوا جيداً حينما انتفضت الأمصار الإسلامية على عثمان وجاءت المدينة المنورة وأرادت اقتحام دار الخلافة وقتل عثمان، عثمان كان عنده حرس من بني أمية ومن موالي بني أمية وأصحابهم وشيعتهم حوالي أربعة آلاف رجل وكان بعضهم نشابة بالقوس على سور قصر عثمان فلماذا نهاهم عن نصرته إذاً؟ طبعا المسلمون كانوا أكثر بكثير وعثمان كان يعلم أنه إذا جاهدهم سوف يقتل بكل حال وعثمان كان ينتظر جيش معاوية القادم من الشام والذي لم يصل إليه لنصرته إلى أن قتل على يد المسلمين الثائرين عليه بسبب فساده
              ((وقد كان مع عثمان من أهل بيته ومواله وأصحابه أكثر من أربعة آلاف رجل ولو شاء بأن يمتنع بهم لفعل، ولو كنت وجدت يوم بويع أخو تيم تتمة أربعين رجلا مطيعين لي لجاهدتهم، وأما يوم بويع عمر وعثمان، فلا لأني كنت قد بايعت ومثلي لا ينكث بيعته))
              بايعت أبا بكر حين لم أجد أعواناً لأجاهدهم ولو كان معي أربعين رجل لجاهدتهم، أما يوم بويع عمر وعثمان فقد كنت بايعت ومثلي لا ينكث بيعته، فأنا لا أغدر ولا أنكث البيعة كطلحة والزبير، أما بعد مقتل عثمان الناس جاءت إليّ وهتفت بإسمي وبايعتني ولم يكن في رقبتي بيعة لأحد نهضت بالأمر واستجبت لنصرة المسلمين!
              ((ويلك يا ابن قيس كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمان إذ وجدت أعواناً ليس في عنقي بيعة لأحد والناس جاءت وهتفت بإسمي هل رأيت مني فشلاً أو تأخراً أو جبناً أو تقصيراً في وقعتي يوم البصرة في حرب الجمل وهم حول جملهم الملعون ومن معه، الملعون من قتل حوله، الملعون من رجع بعده لا تائباً ولا مستغفراً))
              هنا يعرّض أمير المؤمنين (عليه السلام) بعائشة بالذات وطلحة والزبير وأعوانهما وقبيلة الأزد التي كانت تقاتل دون جمل عائشة فهؤلاء ملعونين وكلهم في النار، وعائشة حيث أنه ثبت أنها رجعت من حرب الجمل لا تائبة ولا مستغفرة فهي ملعونة، والدليل على أنها لم تتب أنه بمجرد وصول خبر استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) سجدت شاكرة! فأين توبتها يا أهل العامة التي تقولون أخطأت ولكنها تابت؟! ودليل آخر بعد استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام) حينما ركبت البغل وتسببت في أن ترمى جنازة الإمام الحسن (عليه السلام) بسبعين سهم فأين التوبة؟!
              ((والملعون من رجع لا تائبا ولا مستغفرا فإنهم قتلوا أنصاري ونكثوا بيعتي ومثّلوا بعاملي وبغوا عليّ وسرت إليهم في إثني عشر ألفا وهم نيف على عشرين ومائة ألف فنصرني الله عليهم وقتلهم بإيدينا وشفى صدور قوم مؤمنين))
              هنا بين قوسين من الذي تسبب بالتمثيل بالصحابي الجليل عثمان بن حنيف (رضوان الله تعالى عليه) والي أمير المؤمنين (عليه السلام) على البصرة؟ من الذي أمر وأصدر فتاوى إزهاق الأرواح والقتل على الهوية في ذلك الزمان؟ فأي واحد كان من شيعة الأمير (عليه السلام) يقتلونه. أنقل لكم شاهداً من أحد الكتب التاريخية المعتبرة لدى أهل العامة هذا الكتاب هو كتاب الكامل في التأريخ لابن الأثير تحديدا في الجزء الأول في الصفحة خمسمائة وسبعة وأربعين يقول:
              ((أن جيش عائشة تقدم نحو البصرة وكان عامل أمير المؤمنين على البصرة هو عثمان بن حنيف وجاء هؤلاء بجيشهم وطوقوا البصرة وطلبوا من عثمان ابن حنيف أن يخلع بيعة عليٍّ (عليه السلام) وينكثها ويلتحق بهم، فقال لا أفعل ذلك ماذا تريدون؟! واتفقوا بعد مفاوضات عديدة على أن يبقى الوضع كما هو، يبقى عثمان بن حنيف حاكما ويبقى جيش عائشة موجود كما هو دون قتال إلى أن يأتي أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الكوفة ونرى ماذا يكون، فلم يعجب عائشة الموضوع فأشارت إلى طلحة والزبير أنها لا تقبل بأن يبقى عثمان حاكما على البصرة ويصلي بالناس وبيده بيت مال البصرة (البنك المركزي هذا ما يهم عائشة، المال) فبماذا أفتت عائشة؟ أمرتهم بإزاحته عن إمامة الناس بالصلاة واقتلوا حراس بيت المال كلهم واقتلوا كل من يناصرهم واستولواعلى الحكم بفتوى عائشة فهي أول إمرأة إرهابية في التأريخ الإسلامي راجعوا كتب التواريخ تكتشفون أن عائشة قالت لإبان بن عثمان ابن عثمان بن عفان أخرج إليه أي عثمان بن حنيف واضرب عنقه فإن الأنصار قتلت أباك وأعانت على قتله، فعثمان بن حنيف كان من الأنصار وليس له دخل في قضية عثمان ولكن عائشة تحرض ابن عثمان بن عفان على عثمان بن حنيف وتكذب وتقول هذا واحد من الأنصار اذهب واقتله!))
              وهو عينا كمنهج أسامة بن لادن حيث يقول هذا الإرهابي أن الأميركان قد غزونا فنحن نذهب إلى عقر دارهم برج التجارة العالمي ونفجره! أين الآية :
              { ولا تزر وازرة وزر اخرى }؟!
              فهذا المنطق من الذي أرساه في الاسلام؟ إنها عائشة، وهي التي وفرت الغطاء الشرعي والقانوني للحركات الإرهابية مثل حركة القاعدة وغيرها، سوف تكتشفون إذا رجعتم إلى التأريخ أنها أرسلت إلى الزبير بهذه الفتوى أن أقتل حرّاس بيت المال فجاء إليهم وأسرهم وذبحهم كما يذبح الغنم، عائشة تفتي والزبير ينفذ! وأن عائشة أمرت بقتل حكيم بن جبلة هذا الصحابي الجليل مع ثلاثمائة رجل وكانوا مشتهرين ويسمون عند أهل البصرة بأصحاب الثفنات من كثرة السجود والعبادة، لماذا كل هذا القتل؟! لأن فقط هؤلاء من أنصار عليّ (عليه السلام). حينما أخذوا عثمان بن حنيف ومثلّوا به هؤلاء انتفضوا وما تحملّوا، فقتلوهم جميعا وهم أصحاب الثفنات، بفتوى من؟! بفتوى المرأة الإرهابية المجرمة المتوحشة الدموية عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة (عليها ما تستحق من اللعن) ..

              تعليق


              • #8
                الشاهد ..

                الشاهد روى ابن الأثير في كتابه الكامل في التأريخ الجزء الأول الصفحة خمسمائة وابعة وسبعين ((لما أخذ عثمان بن حنيف (تم تقييده بفتوى عائشة) أرسلوا إلى عائشة يستشيرونها في أمره، فقالت: اقتلوه! فقالت لها إمرأة: ناشدتك الله في عثمان وصحبته لرسول الله، فقالت لهم احبسوه! فقال لهم مجاشع ابن مسعود: اضربوه وانتفوا لحيته وحاجبيه وأشفارعينيه (نتف اللحية ألم لا يطاق!) فضربوه أربعين سوطا ونتفوا لحيته وحاجبيه وأشفار عينيه حتى كاد أن يموت من شر ذلك)).
                هذا التمثيل والتعذيب نحن نعرف بالفقه الإسلامي ليس عندنا تعذيب، التعذيب حرام في الإسلام، من الذي علّم الحكام حكام الجور والضلال وسائل التعذيب؟ من الذي أعطاهم المبرر الشرعي؟ عائشة طلحة والزبير ومن قبل أبو بكر حينما عذب فجاءة السلمي، عمر حينما عذب ذلك الرجل الذي مجرد سأل عن متشابهات القرآن، عثمان حينما عذب عمارابن ياسر وأبا ذرالغفاري وأمثالهم فهؤلاء هم من وفروا الغطاء الشرعي للتعذيب وخلقوا في الإسلام التعذيب بإسم الدين، صدام لم يأتي بشيء من عنده فهو تلميذ صغير عند أبي بكر وعمر وعائشة، نحن حينما نقول أيها الناس اتبعوا أهل البيت (عليهم السلام) .. لماذا؟ هات لي في تاريخ أهل البيت مورد واحد عذبوا فيه الناس، قتلوهم على الظنة والتهمة أو حتى ظلموا فيه إنسان واحد بل على العكس كانوا يُظلمون ولا يَظلمون، أمير المؤمنين (عليه السلام) هو بحد ذاته يقول أقدموا على الله مظلومين ولا تقدموا عليه ظالمين، أما في المقابل أنت يا من تتبع عمر وأبو بكر وعثمان وعائشة بماذا تفتخر بالقتل بالإرهاب؟! بالإجرام؟! بسفك الدماء؟! بالغدر؟! بالعهر؟! بالفجور؟! بهذا تفتخر، قاتلكم الله .. نكمل الرواية ..

                ((قال عليه السلام: وكيف رأيت يا ابن قيس وقعتنا بصفين وما قتل الله منهم بأيدينا خمسين ألفا في صعيد واحد إلى النار؟ وكيف رأيتنا يوم النهروان إذ لقيت المارقين وهم مستمسكون يومئذ بدين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فقتلهم الله بإيدينا في صعيد واحد الى النار لم يبقى منهم عشرة ولم يقتلوا من المؤمنين عشرة ]هؤلاء الخوارج[ ويلك يا ابن قيس هل رأيت لي لواءاً رد أو راية ردت؟ ]هل يوجد مرة جاهدت وحاربت ورجع لوائي خائبا هل مرة حاربت ولم أنتصر[ إياي تعيّر يا ابن قيس وأنا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع مواطنه ومشاهده والمتقدم إلى الشدائد بين يديه، لا أفر ولا أزول ولا أعيا ولا أنحاز ولا أمنح العدو دبري ]مثل ما فعل أبو بكر وعمر وعثمان يفرّون ويمنحون العدو أدبارهم لأنه لا ينبغي للنبي ولا للوصي إذا لبس لامته إلى الحرب وقصد لعدوّه أن يرجع أو ينثني حتى يقتل أو يفتح الله له [يا ابن قيس هل سمعت لي بفرار قط أو نبْوة ]تراجع أو تأخر[ يا ابن قيس أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني لو وجدت يوم بويع أخو تيم الذي عيرتني بدخولي في بيعته أربعين رجلا كلهم على مثل بصيرة الأربعة الذين قد وجدت لما كففت يدي ولناهضت القوم ولكن لم أجد خامسا فأمسكت)) ..
                إلى نهاية الرواية ما يهمنا هو هذا..
                أمير المؤمنين طبعا استمر في بيان شجاعته وبطولته وفي بيان حقه وبيان ظلم الغاصبينالثلاثة (لعنة الله عليهم) فبعدما انتهى من خطبته ينقل أبّان عن سليم بن قيس شيئا مهما، ها هنا لاحظوا:
                ((قال أبان: قال سليم بن قيس: فلم يبقى يومئذ من شيعة عليٍّ (عليه السلام) أحد بعد هذه الخطبة إلا تهلل وجهه وفرح بمقالته ]خطبة أمير المؤمنين عليه السلام[ إذ شرح أمير المؤمنين (عليه السلام) الأمر وباح به وكشف الغطاء وترك التقية.. ]ضعوا تحت كلمة التقية ثلاثة أسطر سنشرحها فيما بعد[ ولم يبق أحد من القراء ]جمع قارئ القرآن ويطلق سابقا على العالم أو الفقيه في دينه[ ممن كان يشك في الماضين -وهم أبا بكر وعمر وعثمان- ويكف عنهم ويدع البراءة منهم ورعا وتأثما إلا استيقن واستبصر وحسن رأيه وترك الشك يومئذ والوقوف على هذه المسألة ولم يبقى حوله ممن أبى بيعته -أمير المؤمنين عليه السلام- إلا على وجه ما بويع عليه عثمان والماضون قبله إلا رؤي ذلك في وجهه وضاق به أمره وكره مقالته ثم إنه استبصر عامتهم وذهب شكهم((
                يعني أمير المؤمنين عليه السلام بعدما ترك التقية وباح بمكنونات قلبه وكشف الأمور، تشيّع أهل الكوفة ووالوا أمير المؤمنين (عليه السلام) والذين بايعوه على طريقة بيعتهم لأبي بكر وعمر وعثمان هؤلاء كلهم رؤي في وجوهم الضيق والكره، فمن هنا نفهم مسألة جدا مهمة أيضاً تضاف لذلك الميزان حينما ذكرنا ميزان التقية ..
                مسألة أخرى متى نعمل بالتقية ؟! لكي نحافظ على الشيعة الموجودين؟ متى لا نعمل بالتقية ونصرح بالأمور؟! إذا أردنا كسب الآخرين إلى التشيع، هنا أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يعمل بالتقية فماذا حصل؟ تشيّع عامتهم كما ذكر سليم بن قيس، ومتى يعمل بالتقية؟ في زمن أبي بكر وعمر وعثمان حتى يحافظ على الشيعة القلائل الموجودين الذي لم يتجاوز عددهم سبعة من الصحابة؛ فمن هنا نعرف هذا الميزان، لنفترض أنه أنا إذا تركت العمل بالتقية سأقتل وسيقتل معي عشرة ولكني سأكسب مئة من الجانب الآخر؛ فإذاً يكون المسوّغ الشرعي هنا متوافراً والرجحان هو لترك التقية حتى إذا أنت تقتل، يقتل منك عشرة يقتل منك مائة لكن في قبال أنه بعد ذلك يتشيّع أكثر من هذا العدد، أما إذا تركت العمل بالتقية وأدّى ذلك إلى خسران عدد الشيعة ووجدتهم يقلّون أعمل بالتقية وإذا وجدتهم يزدادون حتى ولو كان ينقص منهم من جانب آخر أعمل بالصراحة لا تعمل بالتقية، صرح واصدع بالحق.
                بعد ذلك نفهم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كما تقول الرواية وذلك بعد وقعة أهل النهروان وهو يأمر بالتهيئة والمسير إلى معاوية ثم لم يلبث أن قتل (صلوات الله عليه) قتله ابن ملجم (لعنه الله) غيلةً وفتكاً وقد كان سيفه مسموما قد سمه قبل ذلك، بعد ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) استشهد .. ولكن بعد ماذا؟ بعد ما أن ترك العمل بالتقية في أواخر أيام حياته وتسبب تركه للتقية في هداية أهل العراق إلى التشيّع ..

                هذا وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ..

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                يعمل...
                X