إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

متى هدد أمير المؤمنين (عليه السلام) أبا بكر وعمر بالقتل؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متى هدد أمير المؤمنين (عليه السلام) أبا بكر وعمر بالقتل؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    متى هدد أمير المؤمنين (عليه السلام) أبا بكر وعمر بالقتل؟

    إن مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) كان قد هدّد عمر بن الخطاب (لعنه الله) بالقتل إذا أصرّ على أن ينبش قبر الزهراء صلوات الله عليها، فقد روى شيخنا المفيد (رضوان الله تعالى عليه) بسنده عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: ”فلمّا قبضت (عليها السلام) دفنها ليلاً في بيتها، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها، وأبو بكر وعمر كذلك، فخرج إليهما عليّ (عليه السلام) فقالا له: مافعلت بابنة محمّد؟ أخذت في جهازها يا أبا الحسن؟ فقال عليّ (عليه السلام): قد والله دفنتها. قالا: فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها؟ قال (عليه السلام): هي أمرتني. فقال عمر: والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها! فقال عليّ (عليه السلام): أما والله، ما دام قلبي بين جوانحي، وذو الفقار في يدي إنّك لا تصل إلى نبشها، فأنت أعلم! فقال أبو بكر: إذهب فإنّه أحقّ بها منّا، وانصرف الناس“. (اختصاص المفيد ص183).
    وقبل ذلك كان مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قد همّ بقتل عمر (لعنه الله) حينما اقتحم مع عصابته دار الزهراء صلوات الله عليها، فقد روى سُليم بن قيس الهلالي (رضوان الله تعالى عليه) عن سلمان الفارسي (رضوان الله تعالى عليه) قال: ”فوثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أوصاه به فقال: والذي كرّم محمدا بالنبوة يابن صهّاك! لولا كتابٌ من الله سبق وعهدٌ عهده إليَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلمتَ أنك لا تدخل بيتي“. (كتاب سُليم ص150).

    ونسألكم الدعاء...~

  • #2
    روعة
    بارك الله فيك

    تعليق


    • #3

      يكتب السيد جعفر مرتضى العاملي في الصحيح من سيرة اميرالمؤمنين عليه السلام ج10 ص296:

      إستشهاد الزهراء (عليها السلام) أحداث وتفاصيل

      تجهيز الزهراء (عليها السلام) ودفنها:

      1 ـ رُوي: أن فاطمة الزهراء (عليه السلام) قالت لعلي (عليه السلام): إن لي إليك حاجة يا أبا الحسن!
      قال: تقضى يا بنت سول الله (صلى الله عليه وآله).

      فقالت: نشدتك بالله، وبحق محمد رسول الله أن لا يصلي علي أبو بكر وعمر؛ فإني لا كتمتك حديثاً، قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا فاطمة! إنك أول من يلحق بي من أهل بيتي، فكنت أكره أن أسوءك.

      قال: فلما قبضت أتاه أبو بكر وعمر، وقالا: لم لا تخرجها حتى نصلي عليها؟!

      فقال: ما أرانا إلا سنصبح.

      ثم دفنها ليلاً. ثم صور برجله حولها سبعة أقبر.

      قال: فلما أصبحوا أتوه، فقالا: يا أبا الحسن! ما حملك على أن تدفن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم نحضرها؟!

      قال: ذلك عهدها إليّ..

      قال: فسكت أبو بكر، فقال عمر: هذا والله شيء في جوفك!

      فثار إليه أمير المؤمنين، فأخذ بتلابيبه، ثم جذبه، فاسترخى في يده، ثم قال: والله، لولا كتاب سبق وقول من الله!!

      والله لقد فررت يوم خيبر، وفي مواطن، ثم لم ينزل الله لك توبة حتى الساعة.

      فأخذه أبو بكر، وجذبه، وقال: قد نهيتك عنه.


      مصباح الأنوار ص259 و 260 وبحار الأنوار ج29 ص112 و 113 و اللمعة البيضاء ص862 وراجع: كتاب سليم بن قيس ج2 ص870 و 871.

      2 ـ وذكر نص آخر: أنها (عليها السلام) أوصت علياً (عليه السلام) بما أهمها من أمر أولادها، وغسلها، ونعشها، وغيرها من الأمور الخاصة، ثم أوصت بأن لا يشهد أحد جنازتها من الذين ظلموها، فإنهم عدوُّها وعدوُّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأن لا يصلي عليها أحد منهم، ولا من أتباعهم، وأن يدفنها بالليل، إذا هدأت العيون، ونامت الأبصار.
      فلما توفيت (عليها السلام) صاح أهل المدينة صيحة واحدة، واجتمعت نساء بني هاشم في دارها، فصرخن صرخة واحدة، وكادت أن تتزعزع المدينة من صراخهن.

      واجتمع الناس.

      وخرج أبو ذر، وقال: انصرفوا فإن ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أُخر إخراجها في هذه العشية.

      فقام الناس وانصرفوا.

      فدفنها (عليه السلام) في الليل، وحضرها وصلى عليها: علي، والحسنان (عليهم السلام)، وعمار، والمقداد، وعقيل، والزبير، وأبوذر، وسلمان، وبريدة، ونفر من بني هاشم.

      وسوَّى علي (عليه السلام) حوالي قبرها قبوراً مزورة سبعة، حتى لا يعرف قبرها.


      اللمعة البيضاء ص868 و 869 وروضة الواعظين ص151 و 152 وبحار الأنوار ج43 ص192 و الأنوار البهية ص62 والأنوار العلوية ص304 ومجمع النورين للمرندي ص150 وبيت الأحزان ص181 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص336.

      3 ـ وفي نص آخر: أخرجها إلى البقيع، ومعه الحسن والحسين (عليهم السلام)، وصلى عليها.

      دلائل الإمامة لابن رستم الطبري ص136 وبحار الأنوار ج43 ص171 واللمعة البيضاء ص852.

      4 ـ ويقال: أصبح في البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون قبراً جدداً، وإن المسلمين جاؤوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبراً، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور.
      (فضج الناس، ولام بعضهم بعضاً، وقالوا: لم يخلِّف نبيكم فيكم إلا بنتاً واحدة، تموت وتدفن، ولم تحضروا وفاتها، والصلاة عليها، ولا تعرفون موضع قبرها)؟!.
      وقد حاول ولاة الأمر منهم أن يأتوا بنساء لنبش قبر الزهراء، والصلاة عليها، (ورؤية أو) وزيارة قبرها.
      فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فخرج مغضباً، وقد احمرت عيناه، ودرت أوداجه، وعليه قباؤه الأصفر، الذي كان يلبسه في كل كريهة، وهو متوكئ على سيفه ذي الفقار، حتى ورد البقيع، وهو يقسم بالله: لئن حوّل من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآخِر..

      فلما بلغهم خبر مجيئه على هذا الحال، تلقاه عمر، ومن معه من أصحابه، وقال له: ما لك يا أبا الحسن! والله لننبشن قبرها.

      فضرب علي (عليه السلام) بيده إلى جوامع ثوبه، ثم ضرب به الأرض، وقال له: يا بن السوداء، أما حقي فقد تركته، مخافة أن يرتد الناس عن دينهم. وأما قبر فاطمة، فوالذي نفس علي بيده، لئن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم. فإن شئت فأعرض يا عمر.

      فتلقاه أبو بكر، فقال: يا أبا الحسن، بحق رسول الله، وبحق من فوق العرش إلا ما خليت عنه، فإنَّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.

      قال: فخلى عنه، وتفرق الناس، ولم يعودوا إلى ذلك
      .

      راجع: بحار الأنوار ج43 ص171 و 172 وراجع ص212 ودلائل الإمامة ص136 و 137 واللمعة البيضاء ص852 و 853 والأنوار العلوية ص305 و 306 ومجمع النورين للمرندي ص157 و 158 وبيت الأحزان ص186 و 187 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج19 ص171. وراجع: علل الشرايع ج1 ص186 باب 149.

      5 ـ وفي دلائل الإمامة: دفنها في الروضة، وحضر دفنها الحسنان، وزينب، وأم كلثوم، وفضة، وأسماء بنت عميس، وأخرجها إلى البقيع وصلى عليها، ولم يعلم بها ولا حضر وفاتها، ولا صلى عليها أحد من سائر الناس غيره.

      دلائل الإمامة ص136 وراجع: بحار الأنوار ج43 ص171 والهداية الكبرى ص178 واللمعة البيضاء ص852 ومجمع النورين للمرندي ص146.

      6 ـ عن علي (عليه السلام): أنه أخذ في أمرها، وغسلها في قميصها، ثم حنطها من فضلة حنوط رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكفنها.
      قال: فلما هممت أن أعقد الرداء، ناديت: يا أم كلثوم، يا زينب، يا سكينة، يا فضة، يا حسن، يا حسين. هلموا تزودوا من أمكم، فهذا الفراق، واللقاء في الجنة.
      فلما أقبل الحسنان (عليهما السلام)، وكلماها، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): إني أشهد الله أنها قد حنَّت، وأنَّت، ومدَّت يديها، وضمتهما إلى صدرها ملياً. وإذا بهاتف من السماء ينادي: يا أبا الحسن، ارفعهما عنها، فلقد أبكيا ـ والله ـ ملائكة السماوات، فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب.
      قال: فرفعتهما عن صدرها.
      ثم ذكر (عليه السلام): أنه عقد الرداء، ثم حملها على يده، وأقبل بها إلى قبر أبيها.
      ثم عدل بها إلى الروضة، فصلى عليها في أهله ومواليه، وأصحابه، وأحبائه، وطائفة من المهاجرين والأنصار. ثم واراها، وألحدها في لحدها.

      بحار الأنوار ج43 ص179 ـ 180 باختصار، واللمعة البيضاء ص859 و 860 = وراجع: الأنوار البهية ص62 وعن العوالم ج6 ص261 والأنوار العلوية ص305 ومجمع النورين للمرندي ص153 وبيت الأحزان ص182.

      ونقول:
      إن لنا مع ما تقدم وقفات عديدة، نكتفي منها بما يلي:

      علي (عليه السلام) لم يسأل الزهراء (عليها السلام) عن حاجتها:
      جاء في الرواية المتقدمة: أن علياً (عليه السلام) تعهد بقضاء حاجة فاطمة، دون أن يسألها عنها، وما ذلك إلا لثقته (عليه الصلاة والسلام) بأنها (صلوات الله عليها) لا تطلب إلا ما هو خير وصلاح، ومشروع ومقدور ويرضى الله، ويقربها إلى الله؛ لأنها مطهرة، ومعصومة؛ ولأنها من حجج الله تبارك وتعالى..

      أعداؤها وأعداء الرسول (صلى الله عليه وآله):
      وقد صرّحت الرواية المتقدمة: بأنها (عليها السلام) تعتبر ظالميها أعداءً لها، وأعداءً لرسول الله (صلى الله عليه وآله).. رغم أن أبا بكر قد تظاهر لها بالكثير من المحبة والتودد في كلماته المعسولة حين جاء هو وعمر لعيادتها واسترضائها، وكذلك حين خطبت خطبتها المعروفة في المسجد في قصة فدك، التي بيّنت فيها عظيم ظلمهم لها، وعدوانهم على حقوقها.
      وهذا يدل على: أنها (عليها السلام) تعتبر أن ما يظهره أبو بكر من كلام ودود ليس له حقيقة، بل هو يدخل في سياق السياسة، والتمويه على الناس لامتصاص حالة التشنج، والتخفيف من وقع ما ارتكبه في حقها.
      فمثله كمثل الذي كان يعاني من مرض في عينيه، التي لا يزال يسيل الدمع منها، فصاد عصفوراً، وهو مشغول بذبحه ودموعه تسيل، فرآه عصفوران كانا على الشجرة، فقال أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الصياد ما أرق قلبه، فهو يبكي رقة ورحمة للعصفور.
      فقال له رفيقه: لا تنظر إلى دموع عينيه، بل انظر إلى فعل يديه.
      وبذلك يقول أحد الشعراء:
      فلا تنظري ليلى إلى العين وانظري== إلى الكف ماذا بالعصافير تصنعُ

      والخلاصة: إن الزهراء (عليها السلام) تعرف أن عمر قد قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرض موته: إن النبي ليهجر، ولم تنس بعد هجوم هؤلاء الناس على بيتها، وضربها، وإسقاط جنينها، وإضرام النار على بابها. إلى آخر ما هنالك مما يدل على عداوتهم لها، وعدم رعايتهم أية حرمة لأبيها.. فكيف تصدّق أنهم يحبونها وهم لم يغيروا شيئاً مما صنعوه، ولا أعادوا الحق الذي اغتصبوه؟! ولا.. ولا.

      الى أن يقول جعفر العاملي في ص306:

      ما أرانا إلا سنصبح:
      وقد اجاب علي (عليه السلام) أبا بكر وعمر حين طلبا منه إخراج الزهراء (عليها السلام) ليصليا عليها: (ما أرانا إلا سنصبح).
      وهذا من مفردات التورية البديعة، فإنه إنما أخبرهم عن ميله إلى الإعتقاد ببقائه حياً حتى الصباح. ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى ما سيفعله في موضوع دفن الزهراء، والصلاة عليها، وأين سيكون ذلك، ومتى.
      كما أن كلمة أبي ذر لا تدل على أن تأخير التشييع سيستمر إلى اليوم الثاني؛ لأنه إنما ذكر لهم: أن تشييعها سيتأخر في تلك العشية. ولم يحدد مقدار هذا التأخير.

      علي (عليه السلام) يلمح لعمر باستحقاقه للقتل:
      بالنسبة لقول علي (عليه السلام) لعمر: لقد فررت يوم خبير وفي مواطن، ثم لم ينزل الله لك توبة حتى الساعة.
      نقول: إنه تضمن تلميحاً أو تلويحاً بما أزعج عمر وأبا بكر بشدة، فهو يشير:
      أولاً: إلى جبن عمر، وضعفه البالغ..
      وثانياً: إن عدم إنزال الله له توبة يعني: أن الله تعالى لم يرض على عمر لأجل ذلك، ولأنه لم يفعل ما يستحق به التوبة عليه..
      وثالثاً: لعله يشير إلى أن ذلك يسوِّغ مواجهته بما يستحقه من عقوبة الفارين من الزحف..

      ثم يقول العاملي في ص310:

      مفارقة تحتاج إلى تفسير:
      وفي حديث إصرار أبي بكر وعمر على الصلاة على فاطمة (عليها السلام) مفارقة تحتاج إلى تفسير، وهي: أنه إذا قورن موقفهم هذا بموقفهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين استشهاده، حيث غابوا عن جنازته، وأوكلوا أمر غسله، وتكفينه، والصلاة عليه ودفنه إلى أهله، وانصرفوا إلى العمل على الفوز بالخلافة، مغتنمين فرصة انشغال علي (عليه السلام) بجنازة رسول الله (صلى الله عليه وآله)..
      ولكن موقفهم في وفاة الصدّيقة اختلف إلى حدّ التناقض، حيث كانوا يريدون نبش القبور، واستخراج جسد الزهراء (عليها السلام)، رغم ما يتضمنه ذلك من هتك لحرمتها (صلوات الله وسلامه عليها).
      إن هذا يجعلنا ندرك: أن السياسة هي التي أملت عليهم هذا الموقف وذاك على حد سواء، فقضت بتجاهل جنازة رسول الله (صلى الله عليه وآله) هناك، ونبش قبر الزهراء (عليها السلام) هنا، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.

      الناس يلوم بعضهم بعضاً:
      ولا ندري لماذا يتلهّف الناس على ما فاتهم من الصلاة على البنت الوحيدة لنبيهم، وهم الذين خذلوها بالأمس، ولم ينصروها على من هاجمها، وضربها وحاول احراق بيتها عليها وعلى زوجها وابنائها، وخالفوا بذلك وصية أبيها فيها؟!
      وماذا ينفع هذا التظاهر بالإعزاز والمحبة للزهراء (عليها السلام)، وكيف نفسره من أناس كانوا هم الذين آذوها، وقتلوها.. أو سكتوا عما يجري عليها..
      فما أحرى هؤلاء بقول عبيد بن الأبرص:
      لا ألفينك بعد الموت تندبني == وفي حياتي ما زودتني زادي

      ولاة الأمر ونبش قبر الزهراء (عليها السلام)؟!:

      ثم إننا لم نجد أي اندفاع أو حتى تفكير لدى عامة الناس في نبش قبر الزهراء (عليها السلام)، للصلاة عليها، ولم نجدهم شجعوا عمر على موقفه.. بل اكتفوا بإظهار الأسف لعدم تمكنهم من حضور جنازتها، ولام بعضهم بعضاً.
      بل جاءت الفكرة من قبل ولاة الأمر أنفسهم، حيث ظهر اندفاعهم الشديد لتنفيذ هذا الأمر، لولا أن سيف ذي الفقار حال بينهم وبين ذلك.
      ومن حقنا أن نفهم سبب هذا الاندفاع القوي نحو هذا الأمر القبيح، الذي لا يرضاه أي ملتزم بالشرع، أو من يحترم نفسه، وإنسانيته..
      ولعل الإجابة الأقرب للاعتبار هي: أنهم أدركوا، أن ما جرى سوف يسجله التاريخ.
      ليكون إدانة صريحة لهم، ووصمة لا مجال لمحوها، ولا للتشكيك فيها. ولن يتضاءل تأثيرها مهما طال الزمن.
      وأدركوا أيضاً: أنه لن يكون لهم في ظل هذه الإدانة أية قداسة، أو احترام، أو مقبولية لهم، أو ارتياح وجداني لدى الكثيرين ممن يطلعون على ما جرى، سواء أكانوا من المسلمين أو من غيرهم، من عقلاء الناس.. وإلى يوم القيامة..

      تهافت في بعض الخصوصيات:
      وقد يلمح الباحث تهافتاً في بعض الخصوصيات في الروايات، حيث ذكر بعضها: أن المسلمين وجدوا في البقيع أربعين قبراً جدداً.
      راجع: دلائل الإمامة ص136 واللمعة البيضاء ص836 و 852 و 887 و 864 وبحار الأنوار ج29 ص390 ج30 ص349 وج43 ص171 و 183 و 212 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص281 ومجمع النورين ص147 والهداية الكبرى ص179 وعيون المعجزات لابن عبد الوهاب ص47 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص138 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص324 والشافي في الإمامة ج4 ص115 وبيت الأحزان ص185 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج19 ص170 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص337 و 467.

      ولم يرش قبرها،

      شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص281 وبحار الأنوار ج29 ص390 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص324 واللمعة البيضاء ص836 والشافي في الإمامة ج4 ص115 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص467.

      فأشكل عليهم الأمر، ولم يعرفوا قبر الزهراء (عليها السلام).
      مع أن بعضها الآخر يقول: إنه (عليه السلام) خط برجله سبعة قبور فقط.

      اللمعة البيضاء ص887 و 864 و 869 وبحار الأنوار ج43 ص183 و 193وروضة الواعظين ص152 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص138 والأنوار البهية ص63 والأنوار العلوية ص304 ومجمع النورين للمرندي ص151 وبيت الأحزان ص183 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص337.

      إلا أن يكون قد خط أولاً سبعة، ثم أكملها إلى أربعين.
      ولعل المسلمين قد وجدوا أولاً أربعين، ثم ذهبت علامات أكثرها بسبب كثرة المترددين، وبقي أثر سبعة، فجاءت جماعة السلطة، فوجدت هذه البقية، فأشكل الأمر عليها.

      غضب علي (عليه السلام):
      وأما غضب علي (عليه السلام) في محاولة نبش قبر الزهراء (عليها السلام)، فإنما كان غضباً لله تعالى.. لأنه يريد أن يمنعهم من هتك حرمة سيدة نساء العالمين (عليها السلام).
      ولو أنهم أصروا على ذلك، وحدث الأسوأ من الإحتمالات، فإن كل الناس سوف يتفهمون صوابية موقف علي (عليه السلام)، إذ لا مبرر لنبش قبر، واستخراج شخص من قبره لمجرد أن فلاناً من الناس يريد الصلاة على ذلك الميت.. لا سيما إذا كان الميت امرأة، لها مقامها العظيم عند الله تعالى، وفي نبش قبرها هتك لحرمتها.. مع عدم وجود أي داعٍ لهذا الأمر، بعد أن دُفنت وفق أحكام الشرع الشريف، وأجريت جميع المراسم المطلوبة لذلك..
      فكيف إذا كانت تلك المرأة المتوفاة لا ترضى بحضورهم جنازتها، ولا بالصلاة عليها، وقد تم استبعادهم بطلبٍ منها. لا سيما مع سوابقهم في توجيه الإساءات الخطيرة إليها، التي بلغت حد ضربها، وإسقاط جنينها، وكون موتها بسبب ذلك الضرب بالذات.. وما يمثل ذلك من إساءة للدين تتجاوز كل حدّ.
      وبذلك يتضح الفرق بين هذه الحالة التي لا يأبى فيها علي (عليه السلام) من المبادرة إلى أي تصرف رادع لمن يريد الإساءة للزهراء (عليها السلام) في قبرها.. وبين ما نشهده من وقوفه الصارم عند حدود لا يتجاوزها في موضوع التصدي لغاصبي مقام الخلافة.
      وذلك لكي لا يعرّض الدين للخطر. ويكتفي بمجرد الإحتجاج، ويتحمل جميع أنواع الأذى لأجل حفظ الدين..
      إن منعهم من نبش قبر الصديقة الزهراء (عليها السلام)، هو عين الصواب حتى لو تفاقمت الأمور وبلغت إلى ما لا تحمد عقباه.
      ويدل على ذلك: ما رُوي عن الإمام الباقر (عليه السلام)، من أنه قال: (إن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر، لم يمنع أمير المؤمنين (عليه السلام) من أن يدعو إلى نفسه إلا نظراً للناس، وتخوفاً عليهم أن يرتدوا عن الإسلام، فيعبدوا الأوثان، ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
      وكان الأحب إليه أن يقرّهم على ما صنعوا من أن يرتدوا عن الإسلام، وإنما هلك الذين ركبوا ما ركبوا.

      فأما من لم يصنع ذلك، ودخل فيما دخل فيه الناس، على غير علم ولا عداء لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فإن ذلك لا يكفره، ولا يخرجه من الإسلام.

      فلذلك كتم علي (عليه السلام) أمره، وبايع مكرهاً، حيث لم يجد أعواناً
      ).
      الكافي ج8 ص295 وبحار الأنوار ج28 ص255 و 55 وج29 ص468 وج33 ص154 وج44 ص23 وج69 ص156 ومستـدرك الوسائـل ج11 ص75 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص7 وج4 ص238 وكتاب سليم بن قيس (تحقيق الأنصاري) ص137 و 215 و 305 و 459 والإحتجاج ج2 ص8 وحلية الأبرار ج2 ص65 وشرح أصول الكافي ج12 ص412 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص41 ومجمع النورين للمرندي ص90 وغاية المرام ج2 ص105 وج5 ص197 وج6 ص17 و 25.

      تعليق


      • #4

        روى ابن قتيبة في كتابه الامامة والسياسة 19: أن أبا بكر بعث إليهم عمر فجاء
        الحطب وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل على (عليه السلام) وفيه على وفاطمة وابناهما (عليهم السلام) ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة: والله لتخرجن يا علي ولتبايعين خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك النار، فقامت فاطمة عليها السلام فقالت: يا عمر مالنا ولك ؟ فقال افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم، فقالت: يا عمر أما تتقي الله تدخل علي بيتي ؟ فأبى أن ينصرف ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل. فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وصاحت يا أبتاه يا رسول الله ! فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأبه جنبها، فصرخت يا أبتاه، فرفع السوط فضرب به ذارعها، فنادت يا رسول الله لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر، فوثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته، وهم بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أوصاه به، فقال: والذي كرم محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة يا ابن صهاك لو لا كتاب من الله سبق، وعهد عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلمت أنك لا تدخل بيتي. فأرسل عمر يستغيث فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، وثار علي (عليه السلام) إلى سيفه فرجع قنفذ إلى ابي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (عليه السلام) بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته، فقال أبو بكر لقنفذ ارجع فان خرج فاقتحم عليه بيته، فان امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار (1) فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، = فناداهم وهم في دار على فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذى نفس عمر بيده لتخرجن أو لا حرقنها على من فيها، فقيل له: يا ابا حفص ان فيها فاطمة ؟ ! فقال: وان.

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X