إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الأستاذ بناهيان: لنقف عند إنجاز الرسول ونقيم الحضارة التي أسسها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأستاذ بناهيان: لنقف عند إنجاز الرسول ونقيم الحضارة التي أسسها

    محاضرة حجة الإسلاموالمسلمين سماحة الشيخ علي رضا بناهيان بمناسبة ميلاد النبي الأعظم (صلى الله عليهوآله) في جمع طلاب جامعة إيران للعلوم الطبية:





    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا وحبيبنا أبيالقاسم المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين، سيما الحجة روحي وأرواحالعالمين له الفداء.









    لنقف عند إنجاز النبي الأعظم (ص)
    ·نحنقد نحب أحدا ولكننا قد لا نعتبره في غاية الكمال. نحن نحترم نبينا ونحبه، ولكن كمنعرف إنجازه العظيم؟ ما هو تقييمنا تجاه أثر رسالة رسول الله؟ أنتم تعلمون أنالمجتمع الإسلامي اليوم يمثل أثر رسالة رسول الله في العالم. صحيح أن هذا المجتمعيعيش بعد أربعة عشر قرن من حياة رسول الله، ولكن لا بأس بذلك.
    ·قدنجد في هذا الأثر، أي الحضارة الإسلامية في هذا الزمان كثيرا من النواقص والثغراتالتي لا نحمّل مسؤوليتها على رسول الله بطبيعة الحال. بل نحن نتحمل مسؤوليتهاونلقي اللوم على أنفسنا. ولكن بغض النظر عن أنواع القصور والتقصيرات التي تعانيمنها الأمة الإسلامية، نريد أن نقيّم هذه الأمة وهذه الحضارة التي هي تمثل أثررسول الله في هذا العالم.
    ·لاشك في أننا نحب رسول الله، ولكن أنا بصفتي فردا من هذه الأمة الإسلامية لا أرى منالجميل أن نحبّ رسول الله ونكرمه بلا أن نشعر بعمله العظيم وأثره الإيجابي فيالعالم.
    ·أريدأن أقف عند هذا السؤال وأسألكم لماذا تكرّمون النبي أيها المسلمون؟ فإن لم يكن هذاالنبي «النبيَّ الأعظم» فمن الأفضل أن لا تكرموه؛ إذ لا فائدة من هذا الإكراموالاحترام.
    ·لاأريد في هذه الجلسة أن أتطرق إلى أبعاد وجود هذا الإنسان العظيم ولا أريد أن أتحدثعن شخصية الرسول، ولنضع كل فضائل أصحابه المنتجبين على جانب، كما لا أريد اليوم أنأتحدث عن فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن تربّى على يديه. كما لا أريد أنأشير إلى حديث النبي وعظمة معرفته وعلمه وأن جبرئيل الأمين كان تلميذ تلميذه...فلا نريد أن نتحدث في هذه الليلة عن شخصية الرسول، بل نريد أن نقيّم أثر فعلالرسول بكل جرأة وجسارة. نريد أن نقيّم الأمة الإسلامية الحاضرة اليوم، بغض النظرعن الخلفيات التاريخية.
    ·إنهذه الأمة الإسلامية هي بقيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) مهما تلكأت في عملهابالإسلام ومهما اختلفت بينها في آرائها ومواقفها ومهما قصّرت في امتثال أوامر رسولالله. كما هي تعترف بذلك ولا تبرئ نفسها عن كل ذلك. ولكن مع كل هذا، هل أن تقييمالأمة الإسلامية يعتبر تقييم إنجاز رسول الله أم لا، وإن صدق على هذا التقييم أنهتقييم لرسالة رسول الله في نفس الوقت، فيا ترى ما هي النتيجة التي سوف نصل إليهابعد التقييم؟





    كيف نقيم الحضارة الإسلامية بالنسبة إلىالحضارة الغربية؟
    ·دعونيأن أطرح السؤال بمزيد من الجرأة والصراحة؛ هناك حضارتان في العالم أحدها الحضارةالإسلامية مع كل ما يصحبها من نواقص وثغرات واختلافات، والأخرى هي الحضارةالغربية. أما باقي الحضارات فقد انقرضت كحضارة فراعنة مصر أو حضارتي إيران والرومالمعاصرتين للنبي (صلى الله عليه وآله)، أو على أعتاب الانقراض كالشيوعية.
    ·نريدأن نقيّم الحضارة الإسلامية اليوم بالنسبة إلى الحضارة الغربية. وقبل أن نبدأبالتقييم بودّي أن أصعّد من حساسية هذا البحث. إن هذه الأمة الإسلامية منتسبة إلىالنبي (صلى الله عليه وآله) فإن لم تستطع هذه الأمة أن تسبق الحضارة الغربية منخلال عملها بالحدّ الأدنى من تعاليم الإسلام، هنا يرد إشكال على النبي ورسالته!وأنا لا أريد أن أغض الطرف عن هذا الموضوع بسبب احترامي لعظمة رسول الله، إذأتوقّع من هذا الرسول أن تكون أمته وحضارته على رأس باقي الحضارات.
    ·عندمانشاهد الثغرات والنواقص بل الانحطاط في الأمة الإسلامية، عادة ما نبرّر هذهالمسائل بضعف المسلمين وتقصيرهم في مجال العمل بالإسلام، فنلوم أنفسنا وننزه ساحةالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم). طبعا هذا كله صحيح، ولكن لا شك في أنالرسول (ص) قد ورّثنا الحد الأدنى من رسالته، فلماذا لم يتمّ تخطيط استراتيجيةالرسالة على أساس أن نسبق الأمم والحضارات دائما فيما إذا طبقنا الحدّ الأدنى منالرسالة وألفباء مفاهيم الإسلام؟ ويا ترى هل نحن الآن قد سبقنا الآخرين، أم تأخرناعنهم قليلا، أو سنسبقهم في المستقبل، فما هو مستوانا اليوم؟
    ·أرجوأن تقارنوا بين الحضارة الإسلامية اليوم مع كل خصائصها وصفاتها، وبين الحضارةالغربية التي شيّدت أركانها على أساس الأومانيزم ومحورية الإنسان، ثم اعطونيالنتيجة؛ حيث إني بحاجة إلى روحية عالية في الحياة، وكذلك بحاجة إلى تعريف هويتي.فبغض النظر عن الاحترام الذي أحمله تجاه هذا النبي العظيم، بودي أن أجد أثر رسالتهفي نفسي وفي الحضارة التي أنتمي إليها، فإن شعرت بذلك يحدث تحول عظيم في حياتي.





    لا نريد أن نرجع إلى التاريخ
    ·بودّيأن أشير إلى مقدمة قبل طرح الجواب وهي أنه كلما جرى الحديث عن الحضارة الإسلاميةينجرّ الحديث مباشرة إلى تاريخ الحضارة الإسلامية، ولكن هنا لا نريد إن نرجع إلىالوراء وننظر إلى تاريخ الأمة الإسلامية. نعم، في الزمن الذي كانت الأمة الإسلاميةتشهد عشرات بل مئات العلماء والمفكرين، كان الأوروبيون يتقاتلون فيما بينهم، ولكنليس هذا بحثنا. حيث لا أريد أن أقارن بين تاريخ الأمة الإسلامية وتاريخ الحضارةالغربية، بل إني بصدد المقارنة بين هاتين الحضارتين في هذا الزمان. كيف أقتنعبأننا كنا متقدمين على جميع العالم، أما اليوم فقد تأخرنا عنه؟ لماذا لم يسيطرعليّ الإسلام ولم يمنعني من الانحطط؟!





    الجواب الغلط والمشهور
    ·فيالبداية أذكر الجواب الغلط والمشهور. لقد اشتهر عن السيد جمال الدين الأفغاني أوأحد تلامذته أنه قد سافر في رحلة إلى أوروبا في أواخر أيام الدولة العثماينة وفيبداية تقسيم البلد الإسلامي إلى دويلات وبداية تشكيل الشرق الأوسط الجديد على أساسما هو عليه الآن، يعني في أوج ضعف البلدان الإسلامية.
    ·فقالحينئذ: ذهبت إلى الغرب فوجدت الإسلام بلا مسلمين وذهبت إلى بلاد الإسلام فوجدتمسلمين بلا إسلام. هل قد سمعتم هذه الجملة؟! يعني ذهبت إلى الغرب فوجدت النظموالترتيب هناك، وجدت المثابرة والعزم هناك، أو مثلا وجدت الصدق هناك، لا أدري ماذاوجد هناك.
    ·ولكنعلى أي حال فهذا الحديث يرتبط بزمن أفول الحضارة الإسلامية على أساس ما اشتهر منه.ويقال هذا الكلام اليوم بصيغ وعبارات أخرى. يقال صحيح أن الغرب ضعيف في إيمانهوصحيح أنه يظلم الآخرين وصحيح أن ثقافته ثقافة الابتذال والفساد ولكن ينبغي أننراعي الإنصاف إذ أن ثقافتهم في مراعاة قوانين المرور في الشوارع جيدة ولا تتسابقالسيارات في الشوارع جزافا، ثم إداراتهم منضبطة ولا يحتاج الناس للكذب على بعضويصدقون في تعاملهم مع بعض، كما أن جامعاتهم لا تعاني من قلة ميزانيتها ولهمميزانية وأموال كافية لإجراء الدراسات والتحقيقات، أما في بلداننا لابدّ أن نصرخونستغيث في سبيل أن تمشي الأمور في مجاريها... أما في الغرب يشعر الإنسان أنالأمور كلها حسب الأصول وفي محلها.
    ·طبعاإني قد ذكرت لكم الجواب المتعادل لا المتطرف. وإلا فهناك أجوبة أخرى متطرفة من قبيلأنهم قد سبقونا بسبب عدم تديّنهم، أو أنهم تطوروا بسبب تحررهم عن الصلاة والحجاب،أو أن حركتهم إلى التطور أصبحت أسرع وأسهل منا بسبب تحرّرهم عن القيم الأسرية...هذا كلام متطرف جدا ويختصّ بالمتغربين ولا أطرحه هنا.
    ·الكلامالذي أريد أن أقف عنده وأناقشه هو هذا القول المتعادل الذي يخاطب الحضارة والثقافةوالأمة الإسلامية ويقول لها: إنكم تكذبون على بعض كثيرا، إن شوارعكم بلا ترتيب، إنمجتمعكم مليئ بالتمرد على القانون، بينما لا نجد هذه الظاهرة في الغرب. ثم إنكمغير مثابرين وغير منظمين في أعمالكم، كثيرا ما تبذر وتتلف رؤوس الأموال، الإدارةفي المجتمعات الإسلامية غير كفوءة وهناك نزاعات واختلافات كثيرة بينكم... بيد أنفي المجتمعات الغربية لم نرى هذه المشاكل، بل كل الناس يعملون مع بعض بانسجامكأدوات مكينة واحدة...





    حتى النظام الطالباني أوفر حظا في القيمالإنسانية من الأنظمة الأوروبية
    ·هذاهو الجواب الرائج والمشهور في المجتمع والذي لم أقتنع به. أنا أعتقد أن المجتمعالإسلامي بأجمعه مع كل الإشكالات التي أقرّ بها وأتبناها تجاه مختلف المجتمعاتالإسلامية من قبيل النظام الطالباني المتطرف أو النظام السعودي الذي لا يسمحبسياقة النساء، هو أرفع وأعلى بكثير من الحضارة الغربية من حيث المبادئ والقيمالإنسانية. هناك فارق كبير جدا في القيم الإنسانية بين المجتمع الإسلامي والمجتمعالغربي، فإن أدركنا هذا الفارق الكبير نستطيع أن ندرك بكل سهولة أرجحية النظامالطالباني في أفغانستان على المجتمع الفرنسي وثقافة لندن والثقافة التي يعيشهاالمجتمع الغربي.





    إن ظاهرة الكذب في المجتمع الإسلامي أفضلمن ظاهرة الصدق في الغرب
    ·لعلكمتقولون شيخنا ألا ترى ترتيبهم ونظمهم؟! أرى ذلك، ولكن بأيّ قيمة أوجدوا هذاالترتيب في شوارعهم؟ دعوني أضرب مثالا بسيطا:
    ·ذاتيوم قال لي أحد طلاب الجامعة بأني أريد أن أهاجر إلى الغرب. فسألته عن السبب. قال:إن الحياة هناك أسهل وأروح. قلت له: كيف؟ قال: هناك لا يكذبون على بعض، أما هنافالكذب على قدم وساق. فأيدت كلامه تماما. فقال: إذن قد سَبَقنا الغربيون فأذن ليبالذهاب إلى هناك.
    ·قلتله: أتدري لماذا يصدق الغربيون ولا يكذبون؟ وهل تريد أن نقضي على الكذب في بلدنابحيث يغدو الناس يصدقون على بعض مثلهم؟! اسلب قيمة الأسرة من أذهان الناس واجعلهارخيصة بلا ثمن كشأن الأسرة في فرنسا. فإذا قضي على قيمة الأسرة، حينئذ لا يضطرالرجل والمرأة أن يصبرا على بعض حفاظا على كيان الأسرة، بل تأتي المرأة لزوجهاوتصارحه بكل صدق بأني لا أريد البقاء معك بعد هذا، إذ قد تعرفت على صديق جديد عبرالإنترنت وأرغب بالحياة معه، فلنعقد حفلة الوداع أسبوع القادم وننفصل... ويوافقالزوج بكل رحابة صدر! وبالتالي تصل الاحصائيات بأن سبعين بالمئة من الأسر لايعيشون معا بل كل يعيش وحده.
    ·إذاسلبتَ القيم من المجتمع، فما الحاجة بعد للكذب. ولهذا قال الشهيد المطهري (رض) أنموضوع الكذب يختصّ بالمجتمعات القيمية. أما لو جُرّد المجتمع عن الدين والقيم،فسوف لا يكذب أحد. ولهذا إن شرب الخمر أحد في مجتمع ديني، تجده ينكر ويكذب علىالناس وقد يقسم بالله على أنه لم يذقه.

    ·كماأنك إن سلبت الحياء والخجل من المجتمع، فقد قضيت على الكذب في نفس الوقت. فعلىسبيل المثال إذا طمع أحد بإرث أبيه وتمنّى وفاته، وفي نفس الوقت إن لم يحظ بشيء منالحياء، يأتي إلى أبيه ويخاطبه بكل صدق ويقول: إلى متى تعيش معنا يا أبي، هلا متّحتى أنتفع بإرثك. انظر كيف يصدق الناس إن جردتهم عن الحياء. فهل كل صدق محمود؟!وهل لهذا الصدق الشائع في الغرب قيمة وثمن؟!





  • #2

    ليس في الثقافة الغربية حتى فضيلة واحدة
    ·أناأنكر وجود شيء من الفضائل الإنسانية في الثقافة الغربية وأضرب بكلها عرض الجدار معما تنطوي عليه من القيم الإنسانية على حدّ زعمهم. إذ أن الناس مضطرون لمراعاة بعضالقيم الإنسانية لاستمرار حياتهم وهذا لا يدل على أيّ فضل في وجود الإنسان.
    ·ليسبإمكان أحد أن يجرّد نفسه عن كل القيم الإنسانية برمتها، وهذا ما لا يستثنى عنهحتى صدام المجرم، إذ كان يلتذ أحيانا بعمل إنساني بسيط. ولكن لا تدل هذه المواقفالإنسانية على فضل وشرف لصاحبها.
    ·لاشكّ في أن بعض البلدان الأوروبية تمارس الظلم والعدوان على الشعب الإيراني، فلماذالا يتظاهر علماؤهم وأساتذة جامعاتهم على الحكومات ليقولوا لهم، لماذا تنهبون حقوقشعب كامل طمعا بالمزيد من الرفاه والترف؟ لماذا لا يعترضون عليهم؟! لماذا لايدافعون عن حقنا في الطاقة النووية؟! أين ذهبت فضائلهم وقيمهم الإنسانية؟!


    إن ترتيب شوارعهم لا يكشف عن فضيلة لهم
    ·هلأن هدوءهم في المرور وترتيبهم في الشوارع ناجم عن فضيلة إنسانية يفتقدها شبابنا فيالبلدان الإسلامية؟! هل أبقت الملاهي والفجور والخمور وحفلات الرقص والبارات شيئامن طاقة الشباب الأوروبي وهيجانهم ليفرغوها في الشوارع وأثناء المرور؟! نعم إذاسقنا شباب بلداننا الإسلامية لمثل هذه الحياة وأصبح كل همّهم وقلقهم ممارسة الجنسآخر الأسبوع، ستهدأ شوارعنا لا محالة، وسوف لا يبقى لأحد دافع ومحفز لاستعراضبطولاته أمام الشرطي. هل تعلمون أن من أخطر السياسات في البلدان الديمقراطية هوإبعاد الشباب من الملاهي والخمور وتشجيعهم على الدراسة؟ وهل تعلمون ما هي سياسةالبلدان الغربية في سبيل السيطرة على الشباب ووالوقوف أمام تمردهم وعصيانهم؟


    هذه خطة اليهود للسيطرة على العالم
    ·كنتأتحدث في كندا مع طلاب جامعة فسألتهم عن المناطق اليهودية وثقافة حياتهم هناك.فقالوا إن هناك فارق كبير بين حياة اليهود وبين حياة المسيحيين. فعلى سبيل المثالإنهم يسافرون ويخرجون إلى المنتزهات وحدائق الألعاب مع أسرهم. نساؤهم محتشماتوالأب هو الرئيس الأول والأخير في أسرهم.
    ·فلماذايحاول الإعلام اليهودي الذي يغذي المسيحيين وباقي الشعوب أن يسحب زمام إدارةالأسرة من يد الأب؟ لماذا يحاول هذا الإعلام أن يزيل الحدود بين المرأة والرجلويرغب المسيحيين على ممارسة الجنس بلا حدود؟ لماذا يثقف الشباب على التمرد علىوالديهم، ويعطيهم رقم هاتف بسيطا حتى إذا منع الوالد ابنه من أن يتفرج فيلما، يتصلبالشرطة مباشرة ليعتقلوا والده؟
    ·علىأساس بعض الأفلام التي تعكس أسلوب حياة اليهود، يبدو أنهم قد وضعوا ستارا بينالرجل والمرأة في الحافلات حفاظا على الحريم بين الجنسين، أما عندما أرادوا أنيؤسسوا الدروس الجامعية تجدهم يحرضون على حرية العلاقة بين الجنسين. كذلك أفلامهمتروج الإباحية الجنسية.
    ·إنهمقد قضوا على إنسانية الإنسان وجردوه من كل طاقاته وقابلياته التي قد تؤدي إلىالتمرد والعصيان، فاستتبت الأوضاع وهدأت الشوارع. فأي قيمة يا ترى في هذا النظام.أسألكم سؤالا؛ هل بإمكان الشاب المستغرق في قضايا شهر العسل أن يواجه هذا وذاكويشكل معارضة ضدّ الحكومة مثلا؟! فإذا مدّدوا شهر العسل للشباب الغربيين ومن خلالآلاف الملهيات والمغريات إلى عشرات السنين وبقدر ما استطاعت أجسامهم، هل تبقى لهذاالشابّ قوة وشهامة وجدارة حتى يطرح سؤالا سياسيا في الغرب؟ فأي فضيلة أعترف بهالهذا المجتمع؟
    ·أيحسن نعثر عليه في الثقافة والحضارة الغربية فإن لم يكن يخدم الصهاينة المسيطرينعلى المجتمعات المسيحية، يقضوا عليه ولن يسمحوا له بالدوام. من يصدّق بأن الشعوبالغربية هي التي تقرّر مصيرها؟
    ·إنالأنظمة المستبدة مهما كانت جائرة وظالمة ولكنها توفّر النظم وترتّب الأمورباستبدادها، وهل يبنغي الرخوض للدكتاتور باعتباره يؤمن الحدّ الأدنى من احتياجاتالإنسان؟ أنا أعتبر الثقافة الغربية منحطّة وقبيحة وبعيدة عن الإنسانية، إذ أنالعالم المتغرّب الذي وفرت له الجامعة بعض الإمكانات والخدمات وقنع بها، جعلتهيغفل عن الاستبداد الخفي الذي يتحكم في رقاب الناس، فهو مشغول باستخدام الإمكاناتالموفّرة له بلا أن يعرف الجهات التي تدير أكبر الأحزاب السياسية في أوروبا.


    الأنظمة الأوروبية أنظمة دكتاتورية
    ·أناأعتقد حسب قناعتي أن الاستبداد الظاهر والصريح أفضل من الاستبداد الخفي الذي يمارسدكتاتوريته خلف ستار رأي الشعب، حيث يفرض رأيه على الناس بالدعايات والأجهزةالإعلامية ويدير مسرحية الانتخابات على أساس هواه. والدليل على ذلك هو أنه مهماتغيرت الواجهات السياسية وتداولت الأحزاب السياسية على السلطة، لم ينزل أصحاب رؤوسالأموال الضخام عن أريكة قدرتهم وموقعهم. هم الذين يثيرون الحروب في العالم حفاظاعلى رأس مالهم. فكيف أعتبر هذه الأنظمة ديمقراطية؟ إني لا أعتبرها ديمقراطية.
    ·أناأفضل الأنظمة الدكتاتورية في بلداننا الإسلامية التي لا أشتريها بفلس على الأنظمةالأوروبية، إذ أن في بعض بلداننا نعيش دكتاتورية صريحة وواضحة، أما الدكتاتوريةالخفية والخادعة فهي أخبث منها.
    ·إنتعامل الشرطة في أوروبا مع من تعدى على أبسط قوانين المرور تعامل مرعب، حيث لايجرأ أحد على مخالفة القوانين. إنهم قد سحقوا كرامة الإنسان بهذا التعامل المرعبوعينوا على أبسط المخالفات غرامات فادحة، ومن جانب آخر جردوه عن طاقاته ومواهبهونشاطه وحيويته بمختلف المغريات والملهيات والخمور والفجور فأصبح بلا حول ولا قوةعلى أي تمرّد ومخالفة للقانون. أين هذا الأسلوب وهذه الثقافة من ثقافة الإسلام؟!


    كل نظام رأسمالي هو بخدمة الصهاينة شاء أمأبى
    ·إنأعجبكم النظام الاقتصادي في الغرب وأردتم أن تنقلوا هذا الترتيب والانسجام إلىطهران مثلا، حسبكم أن تعطوا زمام اقتصاد البلد برمته بيد تاجرين ضخمين من أصحابرؤوس الأموال. فإن فعلتم ذلك سيوفرون الحدّ الأدنى من الرفاه النسبي بسرعة. كماأنهم سوف يبيعون ويشترون جميع المناصب الإدارية والخدمية وينظمون المجتمع بسرعة.لا شك في أن النظام الرأسمالي قادر على ترتيب الأمور بسرعة، إنه يوفّر رفاهانسبيا، ولكن نتيجة هذا النظام هي أن من فائض هذه الأموال يقتل ويذبح الفلسطينيون.
    ·إذاساد في مجتمعنا النظام الرأسمالي، لا شك في أن مقدرات البلد وزمام الأمور ستصبحبيد أغنى الناس في العالم وهم أصحاب رؤوس الأموال الذين يدعمون الصهاينة! ما هوالحسن الموجود في الغرب حتى نقارن بيننا وبينهم؟!


    أبعدوا المسلمين عن علمائهم
    ·تعرفونمستر همفر الجاسوس البريطاني الذي ألف مذكراته وذكر فيها حقائق لطيفة. يقول فيكتابه إني قد عاشرت علماء الشيعة والسنة عن قريب. إن جميع هؤلاء العلماء يرتدوناللباس الأبيض وفقا لتعاليم الإسلام. بينما نحن في الغرب وبعد التطور والتقدمبدأنا تواً نوصي أطباءنا بارتداء الزيّ الأبيض.
    ·ثميقول إن اطلع العالم الإسلامي والشباب المسلم على نظافة وإناقة علمائهم الذين قدعاشرتهم عن قريب مرارا، لن ينجذبوا إلينا. ثم يوصي البلديات في المدن المقدسةالإسلامية أن يحاولوا مهما أمكنهم أن يجعلوا هذه المدن وسخة ولا ينظفوها، حتى إذاهاجر الشباب المسلمون إلى بلاد الغرب وشاهدوا مدنها يشعرون بمدى الفارق الكبيربيننا وبينهم. هكذا أرادوا أن يخدعونا.


    كرامة الإنسان تحفظ في البلدان الإسلاميةأكثر من بلاد الغرب
    ·أختم كلامي بهذه الكلمة وهي أن كرامة الإنسان تحفظ في البلدان الإسلامية أكثر من بلادالغرب وذلك من خلال التعامل العاطفي الموجود بيننا، ومن خلال القيم والمثلالاجتماعية السائدة في مجتمعاتنا، أما الإنسان الغربي الذي ساقته القوانينالحقوقية العنيفة والضغوط الاقتصادية والفساد والابتذال إلى حياة آليّة خاوية، فلمير تعاملا إنسانيا من ثقافته وحضارته المنتمي إليها. كما لا ينبغي أن نعير اهتمامالأي حسن من محاسن الحياة الآلية الغربية. ما قيمة النظم والترتيب الذي يفرض علىالإنسان، ويجبره على العمل المنضبط بلا أن تؤخذ إرادة هذا الإنسان وكرامته بعينالاعتبار؟
    ·قال الله عز وجل: (كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) وقالتعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس). لا يعتريكم هذا الشعور أبدا بأن الأمةالإسلامية قد تخلفت عن إحدى ثقافات وحضارات العالم. نحن لم نتأخر عن حضارة وثقافةفي زمن، وسيتضح تقدمنا على باقي الأمم جليا عن قريب إن شاء الله.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X