( 5 ) إذ لم تكن أيام رسول الله صلى الله عليه وآله ولا في ولاية أبي بكر ، وإنما سنها الخليفة الثاني سنة 14 للهجرة بالاجماع ، نص العسكري على ذلك في أوائله ، ونقله السيوطي في الفصل الذي عقده لخلافة عمر من كتابه تاريخ الخلفاء ( 6 ) .
وقال ابن عبد البر في ترجمة عمر من الاستيعاب : وهو الذي نور شهر الصوم بصلاة الاشفاع فيه . وقال العلامة أبو الوليد محمد بن الشحنة ، حيث ذكر وفاة عمر في حوادث سنة 23 من تأريخه " روضة المناظر " ( 7 ) هو أول من نهى عن بيع أمهات الأولاد ، وجمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنائز ، وأول من جمع الناس على إمام يصلي بهم التراويح الخ .
* هامش *
(5) هي نافلة رمضان جماعة ، وإنما سميت تراويح للاستراحة فيها بعد كل أربع ركعات ، ونحن نصلي نافلة رمضان فرادى كما كانت على عهد النبي صلى الله عليه وآله .
(6) في صفحة 51 .
(7) عرفت سابقا أنه مطبوع في هامش ابن الأثير وما نقلناه عنه هنا موجود في صفحة 122 من جزء 11 . ( * )
ولما ذكر السيوطي في كتابه " تاريخ الخلفاء " أوليات عمر نقلا عن العسكري قال : هو أول من سمي أمير المؤمنين ، إلى أن قال : وأول من سن قيام شهر رمضان " بالتراويح " وأول من حرم المتعة ، وأول من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات الخ .
وقال محمد بن سعد " حيث ترجم عمر في الجزء الثالث من الطبقات " وهو أول من سن قيام شهر رمضان " بالتراويح " وجمع الناس على ذلك وكتب به إلى البلدان وذلك في شهر رمضان سنة أربع عشرة ، وجعل للناس بالمدينة قارئين قارئا يصلي " التراويح " بالرجال وقارئا يصلي بالنساء . . الخ .
وأخرج البخاري " في أواخر الجزء الأول من صحيحه في كتاب صلاة التراويح " أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . قال : فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وصدرا من خلافة عمر ا ه .
وأخرج مسلم " في باب الترغيب في قيام رمضان من الجزء الأول من صحيحه " أن رسول الله ( ص ) كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة ، فيقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " قال : فتوفي ( ص ) والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر على ذلك ا ه .
وأخرج البخاري في كتاب صلاة التراويح من صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري ( 8 ) قال : خرجت مع عمر ليلة في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرقون . . إلى أن قال : فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد كان أمثل . ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب . " قال " ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ، قال عمر ( رض ) نعمت البدعة هذه - الحديث .
وقال العلامة القسطلاني " في أول الصفحة الرابعة من الجزء الخامس من إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري " عند بلوغه إلى قول عمر في هذا الحديث " نعمت البدعة هذه " ما هذا نصه : سماها بدعة لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسن لهم الاجتماع لها ، ولا كانت في زمن الصديق ولا أول الليل ، ولا كل ليلة ، ولا هذا العدد الخ .
وفي تحفة الباري مثله فراجع .
وهذا أمر لا يناقش فيه أحد من المسلمين وحسبك به دليلا على معذرة المتأولين .
* هامش *
(1) " عبد القاري " بتنوين عبد وتشديد ياء القاري نسبة إلى قاره ، وهو ابن ديش بن محلم بن غالب المدني . كان عبد الرحمن هذا عامل عمر علي بيت المال وهو حليف بني زهرة روى عن عمر ، وأبي طلحة ، وأبي أيوب ، وأبي هريرة ، وروى عنه ابنه ، محمد ، والزهري ، ويحيى بن جعدة بن هبيرة مات سنة ثمانين ، وله ثمان وسبعون سنة . ( * )
]