بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ورد في كتاب (( مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين )) لمؤلفه الحافظ رجب البرسي
روى ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) (1) قام رجلان فقالا: يا رسول الله، أهي التوراة؟ قال: لا.
قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا.
قالا: فهو القرآن؟ قال: لا.
فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال: هو هذا الذي أحصى الله فيه علم كل شئ، وإن السعيد كل السعيد من أحب عليا على حياته وبعد وفاته، والشقي كل الشقي من أبغض هذا في حياته وبعد وفاته (2).
قال حذيفة ابن اليمان: رأى أمير المؤمنين عليه السلام رجلا من شيعته وقد أثر فيه السن وهو يتجلد، فقال له: كبر سنك يا رجل، فقال: في طاعتك يا أمير المؤمنين.
فقال: إنك تتجلد.
فقال: على أعدائك.
فقال: أجد فيك بقية، فقال: هي لك يا أمير المؤمنين (3).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: نحن أئمة المسلمين وحجة الله على العالمين، ونحن أمان لأهل السماوات والأرضين، ولولانا لساخت الأرض بأهلها (4).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله اختارني واصطفاني، وجعلني سيد المسلمين واختار لي وزيرا من أهلي، وجعله سيد الوصيين، الحياة معه سعادة، والموت معه سعادة، أول من آمن بي وصدقني اسمه في التوراة مقرون مع اسمي، وزوجته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ابنتي، وابناه ريحانتاي من الدنيا وسيدا شباب أهل الجنة، والأئمة من ولده حجج الله على خلقه، من تبعهم نجا من النار ومن اقتدى بهم هدي إلى الصراط المستقيم، ما وهب الله محبتهم لعبد إلا دخل الجنة (5).
وعن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عروة قال: قلت: يا رسول الله أرشدني إلى النجاة،
فقال: إذا اختلفت الأهواء، وافترقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب فإنه إمام أمتي وخليفتي عليهم بعدي والفاروق بين الحق والباطل من سأله أجابه، ومن استرشده أرشده، ومن طلب الحق عنده وجده، ومن التمس الهدى لديه صادفه ومن لجأ إليه أمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هداه، يا ابن سمرة، سلم من سلم إليه ووالاه، وهلك من رد عليه وعاداه، يا ابن سمرة، إن عليا مني وأنا منه، روحه روحي وطينته طينتي، وهو أخي وأنا أخوه وزوجه سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وأبناؤه سيدا أهل الجنة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين هم أسباط النبيين تاسعهم قائمهم يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا (6).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل أمرني أن أقيم عليا إماما وحاكما وخليفة، وأن اتخذه أخا ووزيرا ووليا وهو صالح المؤمنين أمره أمري، وحكمه حكمي، وطاعته طاعتي، فعليكم طاعته واجتناب معصيته فإنه صديق هذه الأمة، وفاروقها ومحدثها وهارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها، وباب حطتها وسفينة نجاتها وطالوتها، وذو قرنيها ألا إنه محنة الورى والحجة العظمى والعروة الوثقى، وإمام أهل الدنيا وإنه مع الحق والحق معه وإنه قسيم الجنة فلا يدخلها عدو له ولا يزحزح عنها ولي له، قسيم النار فلا يدخلها ولي له، ولا يزحزح عنها عدو له. ألا إن ولاية علي ولاية الله وحبه عبادة الله، واتباعه فريضة الله وأولياؤه أولياء الله، وحربه حرب الله وسلمه سلم الله (7).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: يا علي مثلك في أمتي كمثل قل هو الله أحد من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما ختم القرآن فمن أحبك بلسانه فقد كمل ثلث الإيمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل ثلثا الإيمان، ومن أحبك بيده وقلبه ولسانه فقد كمل الإيمان، والذي بعثني بالحق نبيا لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لما عذب الله أحدا بالنار، يا علي بشرني جبرائيل عن رب العالمين فقال لي: يا محمد بشر أخاك عليا أني لا أعذب من تولاه ولا أرحم من عاداه (8)
وعن سعيد بن جبير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما لعلي: أنت سيد العرب، فقلت: يا رسول الله ألست سيد العرب؟ فقال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب (9)، فقلت: وما السيد؟ فقال: من فرضت طاعته كما فرضت طاعتي.
وقال لعلي عليه السلام: أنت مني بمنزلة شيث من آدم وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، إلا أنه لا نبي بعدي، يا علي أنت وصيي وخليفتي، ومن نازعك في الإسلام بعدي فليس من الإسلام في شئ، وأنا خصيمه يوم القيامة، يا علي أنت أفضل أمتي فضلا، وأقدمهم سلما وأكثرهم علما وأوفرهم حلما (10)، وأشجعهم قلبا وأسخاهم كفا، وأنت الإمام بعدي، وأنت الوزير وأنت قسيم الجنة والنار (11) تعرف الأبرار من الفجار، وتميز الأخيار من الأشرار والمؤمنين من الكفار (12).
وعن ابن عباس قال: رأيت جابر بن عبد الله متوكئا على عصى يدور في سكك الأنصار ويقول: يا معاشر الأنصار أدبوا أولادكم بحب علي، فمن أبى فانظروا في حال أمه (13).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي من أحبك فقد أحبني، ومن سبك فقد سبني، يا علي أنت مني وأنا منك، روحك من روحي وطينك من طينتي، وإن الله سبحانه خلقني وإياك واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة واختارك للإمامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي وخليفتي، أمرك أمري ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك حجة الله على خلقه، وأمينه على وحيه وخليفته على عباده وأنت مولى كل مسلم وإمام كل مؤمن، وقائد كل تقي، وبولايتك صارت أمتي مرحومة، وبعداوتك صارت الفرقة المخالفة منها ملعونة، وإن الخلفاء بعدي اثنا عشر أنت أولهم وآخرهم القائم الذي يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها كأني أنظر إليك وأنت واقف على شفير جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفرها واشتد حرها، وأنت آخذ بزمامها فتقول لك جهنم: أجرني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي، فتقول لها: قري يا جهنم خذي هذا واتركي هذا (14).
وقال صلى الله عليه وآله: من كتب فضيلة من فضائل علي لم تزل الملائكة تغفر له، ومن ذكر فضيلة من فضائله غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، ولا يتم إيمان عبد إلا بحبه وولايته، وإن الملائكة تتقرب إلى الله تعالى بمحبته، ومن حفظ من شيعتنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما، وغفر له (15).
وعن سعيد بن جبير من كتاب الأمالي قال: أتيت ابن عباس أسأله عن علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه، فقال: يا بن جبير جئت تسألني عن خير هذه الأمة بعد محمد صلى الله عليه وآله، جئت تسألني عن رجل له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة - وهي ليلة الفدية -، وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وخلفته، وصاحب حوضه ولوائه، ثم قال: والذي: والذي اختار محمدا خاتما لرسله، لو كان نبت الدنيا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا وكتبوا مناقب علي وفضائله من يوم خلق الله الدنيا إلى فنائها ما كتبوا معشار ما آتاه الله من الفضل (16).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله (17): أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين، وإن الله أوحى إلى آدم يا آدم إني أكرمت الأنبياء بالنبوة، وجعلت لهم أوصياء وجعلتهم خير خلقي، فأوصى إلى شيث ابنك وأوصى شيث إلى سنان، وسنان إلى محلث وأوصى محلث إلى محقوق ومحقوق إلى عيثما وعيثما إلى أخنوخ، وهو إدريس وأوصى إدريس إلى ناحور، وناحور إلى نوح ونوح إلى سام، وسام إلى عابر وعابر إلى برعانا، وبرعانا إلى يافث ويافث إلى أبره وأبره إلى خفيسة، وخفيسة إلى عمران ودفعها عمران إلى إبراهيم، وإبراهيم إلى إسماعيل وإسماعيل إلى إسحاق، وأوصى إسحاق إلى يعقوب ويعقوب إلى يوسف، ويوسف إلى شريا وشريا إلى شعيب ودفعها شعيب إلى موسى، وموسى إلى يوشع بن نون ويوشع إلى داود وداود إلى سليمان، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف زكريا، ودفعها زكريا إلى عيسى ابن مريم وأوصى عيسى إلى شمعون وأوصى شمعون إلى يحيى، ويحيى إلى منذر ومنذر إلى سليمة ودفعها سليمة إلى بردة ودفعها بردة إلي، وأنا دافعها إليك يا علي وتدفعها أنت إلى الحسن ويدفعها الحسن إلى الحسين، ويدفعها الحسين إلى أوصيائه حتى تدفع خير أهل الإرث بعدك، ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك، والثابت عليك كالثابت معي، والشاذ عنك في النار، والنار مثوى الكافرين (18).
وإن الله جعل لكل نبي عدوا من شياطين الأنس والجن.
احتج خصم، فقال: كيف تجدد النص (كذا) عليه السلام مخالفة هذه الوصية إذ كتمها بعد هذا النص الصريح على علي؟ فقلت له: ألست تعلم أنت وكل مسلم أن اليهود والنصارى كتموا نص موسى وعيسى على محمد صلى الله عليه وآله ونسوا اسمه الموجود في التوراة والإنجيل المذكور في صريح القرآن واستدبروه وجحدوه وكتموه ولم يلتفتوا إليه، وأن قوم موسى شهدوا على موسى باستخلافه لهارون أخيه، ولما غاب عنهم عكفوا على العجل وأرادوا قتل هارون، وقد صرح القرآن بذلك، وأن اليهود جحدوا صريح النص على محمد صلى الله عليه وآله في كتابهم جهلا وحبا للرئاسة، وهكذا ضل من هو دونهم طلبا للرئاسة وحسدا على النعمة والفضيلة، أوليس قد قال النبي صلى الله عليه وآله: ستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين (19)، (20) واحدة ناجية والباقون في النار، وهذا عذر واضح لعلي عليه السلام وعترته وقعودهم عن حقهم، لأنه لا تقوى فرقة واحدة على اثنتين وسبعين، وأين أهل النصر لهم وقد أعذر القرآن من (أقر) عن أكثرهم مرائين بغير خلاف.
ثم إن الله سبحانه قد نص على معرفته أبلغ مما نص على أوليائه في المشارق والمغارب من حكم هو صانعها، وآيات هو موجود بدئها، كل عاقل يشهد بوجود الصانع وقدرته، وقد كان قوم جحدوا وأنكروا وجود الصانع وما آمن بوحدانيته إلا قليل، فعند ذلك تهذيب للبس الأمر، والثابت عليك كالثابت معي، والشاذ عنك في النار والنار مثوى للكافرين، إن الله جعل لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن وعدوا من المجرمين، فعدو آدم إبليس وعدو سليمان الشياط ين، وعدو شيث أولاد قابيل وعدو أنوش كيومرث، وعدو إدريس الضحاك وعدو نوح عوج وجهانيان، وعدو صالح افراسياب وعدو إبراهيم نمرود بن كنعان، وعدو موسى فرعون وقارون وهامان وعوج بن بلعام، وعدو يوشع بن نون لهراسب وعدو داود جالوت، وعدو عيسى أشبح بن أشجان، وعدو شمعون بخت نصر، وعدو محمد صلى الله عليه وآله أبو جهل وأبو لهب، وعدوك يا علي تيم وعدي وبنو أمية، والله عدو للكافرين.
[وإنما حسدك على فضلك أهل العداوة والحسد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن حب أهل بيتي ينفع من أحبهم في سبع مواطن مهولة: عند الموت، وفي القبر وعند القيام من الأجداث، وعند تطاير الصحف وعند الميزان، وعند الصراط، فمن أحب أن يكون آمنا في هذه المواطن فليوال عليا بعدي وليتمسك بالحبل المتين علي بن أبي طالب عليه السلام وعترته من بعده، فإنهم خلفائي وأوليائي، علمهم علمي وحلمهم حلمي، وأدبهم أدبي وحبهم حبي، سادة الأولياء وقادة الأتقياء، وبقية الأنبياء، حربهم حربي وعدوهم عدوي (21).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لحذيفة بن اليمان: يا حذيفة إن عليا حجة الله الإيمان به إيمان بالله، والكفر به كفر بالله والشرك به شرك بالله، والشك فيه شك في الله والإلحاد فيه إلحاد في الله والإنكار له إنكار لله، والإيمان به إيمان بالله، يهلك فيه رجلان ولا ذنب له: محب غال، ومبغض قال (22).
وقال صلى الله عليه وآله: خذوا بحجزة الأنزع البطين علي بن أبي طالب فهو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، من أحبه أحبه الله ومن أبغضه أبغضه الله ومن تخلف عنه محقه الله (23).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما وقد أخذ بيدي الحسن والحسين عليهما السلام قال: أنا رسول الله وهذان الطيبان سبطاي وريحانتاي، فمن أحبهما وأحب أباهما وأمهما كان معي يوم القيامة وفي درجتي، ألا وإن الله خلق مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي، أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي، علي أكرمهم وأفضلهم عند الله،ألا وإن الله يبعث أناسا وجوههم من نور على كرسي من نور عليهم ثياب من نور في ظل عرش الرحمن بمنزلة الأنبياء، وليسوا أنبياء، وبمنزلة الشهداء وليسوا شهداء، فقال رجل: أنا منهم يا رسول الله؟ فقال: لا، فقال آخر: أنا منهم.فقال: لا.
فقيل: من هم يا رسول الله؟ فوضع يده الشريفة على كتف علي وقال: هذا وشيعته، ألا إن عليا والطيبين من عترته كلمة الله العليا وعروته الوثقى وأسماؤه الحسنى مثلهم في أمتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلهم في أمتي كالنجوم الزاهرة كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة، ألا وإن الإسلام بني على خمس دعائم: الصلاة والزكاة، والصوم والحج، وولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، ولم يدخل الجنة حتى يحب الله ورسوله وعلي بن أبي طالب وعترته (24).وروى السدي في قوله تعالى: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) (25)، قال: شيعة علي يعدلون بالحق من صد عنه ويهتدون بالدين القيم وهو حب علي وعترته.وروى أيضا قوله تعالى: يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم (27) قال: شيعة علي على الصراط المستقيم وهو حب علي، ويأمرون به وهو العدل.
(وروى) أحمد أن الصراط لا يجوز عليه إلا من عرف عليا وعرفه، وأن الجنة لا يدخلها إلا من كان في صحيفته حب علي وعترته (29).
وروى ابن عباس أن جبرئيل يجلس يوم القيامة على باب الجنة فلا يدخلها إلا من كان معه براءة من علي (30).
وروى في تفسيره الوكيع بن الجراح عن السدي وسفيان الثوري أن الصراط المستقيم حب علي . ومن كتاب الأمالي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما عرج بي إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور ناداني ربي جل جلاله يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فلي فاخضع، وإياي فاعبد وعلي فتوكل فإني قد رضيتك عبدا وحبيبا ورسولا ورضيت لك عليا خليفة وبابا، وجعلته حجتي على عبادي وأمانا لخلقي، به يقام ديني وتحفظ حدودي وتنفذ أحكامي، ويعرف أعدائي من أوليائي وبالأئمة من ولده أرحم عبادي، وبالقائم المهدي أعمر أرضي بتسبيحي وتقديسي وتهليلي وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي وبه أحيي عبادي وبلادي وبه أظهر الكنوز والذخائر وأظهره على الأسرار والضمائر، وأنصره بأوليائي وأمده بملائكتي فهو وليي حقا ومهدي عبادي صدقا (31).
ومن كتاب المناقب مرفوعا إلى ابن عمر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت يا رسول الله ما منزلة علي منك؟ فغضب ثم قال: ما بال قوم يذكرون رجلا عند الله منزلته كمنزلتي ومقامه كمقامي، إلا النبوة، يا بن عمر إن عليا مني بمنزلة الروح من الجسد، وإن عليا مني بمنزلة النفس من النفس، وإن عليا مني بمنزلة النور من النور، وإن عليا مني بمنزلة الرأس من الجسد، وإن عليا مني بمنزلة الزر من القميص، يا بن عمر، من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد غضب الله عليه ولعنه، ألا ومن أحب عليا فقد أوتي كتابه بيمينه وحوسب حسابا يسيرا، ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من طوبى، ويرى مكانه من الجنة.ألا من أحب عليا هانت عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بكل عضو من أعضائه خولا وشفاعة ثمانين من أهل بيته، ألا ومن عرف عليا وأحبه بعث الله إليه ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء وجنبه أهوال منكر ونكير وفتح له في قبره مسيرة عام، وجاء يوم القيامة أبيض الوجه يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بعلها، ألا ومن أحب عليا أظله الله تحت ظل عرشه وأمنه يوم الفزع الأكبر، ألا ومن أحب عليا قبل الله حسناته ودخل الجنة آمنا، ألا ومن أحب عليا سمي أمين الله في أرضه، ألا ومن أحب عليا وضع على رأسه تاج الكرامة مكتوبا عليه أصحاب الجنة هم الفائزون، وشيعة علي هم المفلحون، ألا ومن أحب عليا مر على الصراط كالبرق الخاطف، ألا ومن أحب عليا لا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان، وتفتح له أبواب الجنة الثمان، ألا ومن أحب عليا ومات على حبه صافحته الملائكة وزارته أرواح الأنبياء، ألا ومن مات على حب علي فأنا كفيله الجنة، ألا وإن لله بابا من دخل منه نجا من النار وهو حب علي، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بكل عرق في جسده وشعرة في بدنه مدينة في الجنة، يا بن عمر، ألا وإن عليا سيد الوصيين وإمام المتقين، وخليفتي على الناس أجمعين، وأبو الغر الميامين، طاعته طاعتي، ومعرفته هي معرفتي، يا بن عمر والذي بعثني بالحق نبيا لو كان أحدكم صف قدميه بين الركن والمقام يعبد الله ألف عام، ثم ألف عام صائما نهاره قائما ليله، وكان له ملء الأرض مالا فأنفقه، وعباد الله ملكا فأعتقهم، وقتل بعد هذا الخير الكثير شهيدا بين الصفا والمروة، ثم لقي الله يوم القيامة باغضا لعلي لم يقبل الله له عدلا ولا صرفا وزج بأعماله في النار وحشر مع الخاسرين .
المصادر
] ( 1) يس: 12.
] ( 2) بحار الأنوار: 35 / 427 ح 2، و: 21 / 143 ح 6.
( 3) بحار الأنوار: 42 / 186 ح 1.
( 4) أصول الكافي: 1 / 179 ح 12، وبصائر الدرجات: 488.
( 5) بحار الأنوار: 38 / 92 ح 6.
]( 6) بحار الأنوار: 36 / 266 ح 2.
( 7) بحار الأنوار: 38 / 93 ح 7 بتفاوت ليس بيسير.]
( 8) بحار الأنوار: 22 / 317 ح 2.
( 9) ذخائر العقبى: 70.
( 10) كنز العمال: 13 / 114 ح 36370.
( 11) ذخائر العقبى: 1 / 95، مناقب ابن المغازلي: 67 ح 97.
( 12) بحار الأنوار: 37 / 254 ح 1.
( 13) بحار الأنوار: 38 / 7 ح 13.
( 14) بحار الأنوار: 28 / 38 ح 1 بتفاوت والحديث طويل.
(15) بحار الأنوار: 39 / 92 ح 1 باختصار.
(16) بحار الأنوار: 40 / 7 ح 17 وفيه: ليلة القربة بدل الفدية مع تفاوت في بقية الحديث.
(17) إلى هنا الرواية في بحار الأنوار: 23 / 57 ح 1.
( 18) بحار الأنوار: 23 / 57، ح 1.
( 19) وفي رواية اثنين وسبعين.
( 20) راجع: سنن أبي داود ح 4597 كتاب السنة، ومسند أحمد: ح 16490.
( 21) بحار الأنوار: 27 / 162 ح 10.
( 22) بحار الأنوار: 38 / 97 ح 14 والحديث طويل اختصره المصنف، ينابيع المودة: 1 / 253.
( 23) بحار الأنوار: 23 / 129 ح 60.
( 24) بحار الأنوار: 23 / 125 ح 53 و: 68 / 376 ح 22.
( 25) الأعراف: 181.
( 26) وورد أن حب آل محمد جواز على الصراط. ضوء الشمس: 1 / 99.
( 27) في البحار: 35 / 363 الصراط المستقيم هو علي، وفي 39 / 202 جواز الصراط المستقيم حب علي.
( 28) ورد أن حب علي براءة من النار. الفردوس: 2 / 142 ح 2723.
( 29) مناقب الخوارزمي: 320، ومائة منقبة: 63.
( 30) ورد أن أهل البيت هم الصراط المستقيم. راجع رشفة الصادي: 25.
( 31) بحار الأنوار: 23 / 128 ح 58.
تعليق