إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أين الجماهير العربية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أين الجماهير العربية




    أين الجماهير العربية
    د. الشهيد إبراهيم المقادمة

    في ظل تسارع الأحداث والتهديدات الأمريكية البريطانية باحتلال العراق وحركة المعارضة المتنامية في كل أنحاء الدنيا لهذه الحرب يتساءل الإنسان أين الجماهير العربية والجماهير الإسلامية مما يحدث ؟ أم أن الامر لا يعني هذه الجماهير ... المعارضة لهذه الحرب تستقطب الجماهير في كل بلاد الدنيا بما فيها أمريكا وبريطانيا نفسيهما فلماذا لم تنهض الجماهير العربية والإسلامية وتتحرك في الشارع لمنع الحرب على العراق ؟ هل لأن البلد الذي تنوي أمريكا وبريطانيا احتلاله ليس عربياً أو ليس إسلامياً ؟ هل الاحتلال الأمريكي البريطاني ليس احتلالاً وإنما هو المنقذ الديمقراطي من حكم صدام حسين الاستبدادي ؟ هل لأن أمريكا وبريطانيا صديقة ؟ هل ذلك كله لأن الجماهير مكبلة من خلال الانظمة التي تحكمها فلا تستطيع النزول إلى الشارع خشية القمع من أجهزة السلطات القمعية " صديقة أمريكا" ؟ هل لأن الجماهير وصل بها العجز إلى درجة لا تستطيع معها أن تحرك ساكناً ؟ هل ... هل ... وألف هل بلا جواب ، يتسمر الإنسان أمام التلفاز وهو يريد أن يسمع عن تحرك هنا أو هناك في العالم الإسلامي ولكن التحركات واهنة ولا تفي بالمطلوب .
    هل احتلال العراق لا يعني الجماهير العربية والإسلامية ؟ لا أعتقد ذلك فكل إنسان عربي ومسلم يعرف أن من أول بديهياته كمسلم أن يهتم بأحوال المسلمين أنى وجدوا باسم الاخوة الإسلامية .
    هل العراق ليس بلداً عربياً أو إسلامياً ؟ لا أظن أحداً ينكر ذلك فالعراق عضو مؤسس في جامعة الدول العربية ، وكذلك في منظمة المؤتمر الإسلامي بعيداً عن تاريخ العراق حين كان عاصمة العالم الإسلامي ومركز الخلافة الإسلامية .
    هل الاحتلال الأمريكي والبريطاني ليس احتلالاً وإنما هو وسيلة للتحديث والرقي والديمقراطية الليبرالية كما يزعم عملاء الاستعمار في بلادنا إنها نفس الحجة التي جاءت بها بريطانيا وفرنسا في السابق لاحتلال العالم الإسلامي ولكن اليوم دخلت أمريكا في الصورة فعلينا أن نجرب الاستعمار الأمريكي اللطيف استعمار الشوكولاته والبيبسي كولا , وهل النظام الاستبدادي في العراق وفي كل الدول العربية والإسلامية إلا سيئة من سيئات أمريكا ، وبطبيعة الحال فأمريكا وبريطانيا ليستا صديقتين للعرب والمسلمين بل هما العدوان الأساسيان لكل ما هو عربي وكل ما هو إسلامي .
    هل الجماهير العربية والإسلامية مكبلة من خلال أنظمة القمع الاستبدادية الصديقة لأمريكا ، ولا نستغرب هذا المصطلح فهناك دكتاتورية صديقة للديمقراطية ودكتاتورية عدوة للديمقراطية ، وهذه التقسميات إنما هي من صنع الاستعماريين الذين لا يصدرون إلا عن أهوائهم فقبل ذلك قسم الشيوعيون السوفيت العالم إلى عالم تقدمي وهو ما يؤيد السوفيت ورجعي وهو ما يقف ضدهم . والأمريكان اليوم على نفس الخطى يقسمون العالم إلى ما هو دكتاتوري أي ضد أمريكا وديمقراطي أي صديق لأمريكا . وليس أدل على صحة هذه المقولة من وصف وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد لألمانيا وفرنسا أنهما تمثلان أوروبا القديمة ، فيبدو أن ألمانيا وفرنسا دول غير ديمقراطية لأنها ضد غزو العراق ولذلك فهما من أوروبا القديمة ( الرجعية ) .
    نرجع إلى التقرير إن الجماهير العربية والإسلامية فعلاً مكبلة والدليل على ذلك حين تسمح هذه الانظمة القمعية بمظاهرة تأييداً لفلسطين مثلاً يخرج مئات الآلاف في هذه المظاهرة وربما يصل الرقم إلى الملايين ولكن حين تمنع هذه الانظمة المظاهرات بضغط من أمريكا لا يخرج إلا فئات قليلة محدودة تتعرض للقمع الوحشي من قبل أجهزة هذه الانظمة وأبسط دليل على ذلك ما حصل من مجزرة في غزة حينما خرج الطلاب يحتجون على الغزو الأمريكي لأفغانستان . وما يحصل الآن في مناطق عديدة في العالم الإسلامي حيث لا يستطيع الناس التظاهر إلا في داخل المساجد ويكون على أبواب هذه المساجد من الشرطة وأجهزة القمع أضعاف الجماهير المتظاهرة بحيث لو قسمناهم على الجماهير لكان مقابل كل متظاهر خمسة أو أكثر من شرطة الأجهزة الديمقراطية الصديقة لأمريكا .
    ولكن هل الجماهير معذورة في ذلك ؟ اعتقد أن لا عذر لها على الإطلاق فالذي يخرج في مظاهرة مرخصة تضامناً مع فلسطين أو العراق يعرف الحقيقة والذي يتخلف عن الخروج حين لا تكون المظاهرة مرخصة يعرف الحقيقة أيضاً ولكنه أجبن من أن يواجه هذه الحقيقة ولذلك فالمظاهرة المرخصة في الدول العربية ليست مظاهرة بل هي شهادة استبداد للأنظمة العربية من جانب وشهادة استخذاء للجماهير العربية من جانب آخر .
    والدليل على ذلك هي المظاهرات والمواجهات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي فهي بالتأكيد مظاهرات ومواجهات غير مرخصة وتسيل فيها دماء غزيرة ولكن هذه الجماهير وصل بها الوعي والتحدي إلى درجة جعلها تتحدى هذا العجز رغم أنها تعرف مدى تفوق العدو الإسرائيلي عليها ولكن هذه الحالة الجهادية والتي سعينا لها سنوات طويلة حتى حققناها ويريد بعض المأفونين أن نتخلى عنها بجرة قلم ، هذه الحالة الجهادية هي التي تنقص الجماهير العربية والإسلامية اليوم والتي أرجو أن يقوم الاحتلال الأمريكي البريطاني بحماقته من اجل استفزازها من جانب وتقوم الحركة الإسلامية في العالم الإسلامي باستنفارها من جانب آخر حينها ستحترق الأرض تحت أقدام الأمريكان والإنجليز وكل المستعمرين .
    إنني في الحقيقة بمقدار ما يعتصرني من الألم وأنا أرى أمتنا لا تدفع عن نفسها وما أرى من العجز الذي قادها إليه حكام السوء إلا إنني في نفس الوقت أرى الجانب الآخر من الكأس نصف الممتلئة فربما كان هذا العدوان مفتاح خير لهذه الجماهير تتخلص الجماهير أولاً من حكام السوء وقبل ذلك من علماء السوء الذين يزينون لهؤلاء الحكام فسادهم ويزينون لهذه الجماهير استخذاءها فيطالبونها بطاعة هؤلاء المفسدين في الأرض بل والأكثر من ذلك يحرم بعض علماء السوء المظاهرات ضد الأمريكان لأنها بدعة في الدين . فإذا ما تحررت جماهير المسلمين من قادة السوء وعلماء السوء وقفوا وجهاً لوجه أمام الغزاة المحتلين يقارعونهم ويترصدونهم في كل مكان ومن خلال هذا الصراع والتدافع ستكتسب هذه الجماهير خبرتها الجهادية وروحها المفقودة ، فأمتنا أمة حية يتأجج في داخلها نور الإيمان الذي يحاول طمس حقائقه حكام السوء وعلماء السوء معاً . وإذا ما تأججت روح الإيمان تولدت روح الجهاد في الأمة وروح الجهاد هذه هي التي ستدفعنا دفعاً نحو الاختراع والمنافسة في العلوم وحيازة التكنولوجيا حتى نستطيع مستعينين بالله أن نقارع هؤلاء الأعداء ونخرجهم من ديارنا مدحورين فليس الشعب الفيتنامي بأحرص منا على مقارعة الأمريكان الذين خرجوا مدحورين أمام إرادة شعب يريد الحرية .
    وأرى نفسي أتمادى في الحلم فأرى الأرض العربية والإسلامية كلها تتحرك بانتفاضة عارمة كانتفاضة شعب فلسطين فتصبح كل نشرة أخبار حبلى بأخبار قتل الجنود الأمريكيين والإنجليز والصهاينة لا فرق فصباحاً في أفغانستان وظهراً في الكويت ومساءاً في العراق وليلاً في فلسطين فهذا هو قدر أمتنا أن تجاهد المحتلين حتى يخرجوا من أرضنا يجرون أذيال الخيبة .
    فلسنا بطيرٍ مهيض الجناح ولن نُستذل ولن نُستباح
    وعلى أبناء الإسلام أن يعدوا العدة لمقارعة الأعداء ولا ينخدعوا لوعودهم الكاذبة ولا تمويهاتهم المنافقة فلا يفصلوا أبداً بين جهادهم للتخلص من الاحتلال الاجنبي ولا من أذناب الاحتلال من قادة السوء وعلماء السوء فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، لابد أن يقوم جهادنا من الآن على الإسلام الحق الملتزم بكتاب الله وسنة رسوله بعيداً عن بدع الضالين وتخاذل المهادنين . وحتماً إن المعركة لن تكون سهلة ففيها التضحيات والآلام والدماء والدموع ولكنها خير ألف مرة من حياة الذل والمهانة والتبعية والعجز التي يريدها لنا أعداؤنا وأعوانهم من قادة السوء وعلماء السوء .
    وأخطر ما مر بنا في تاريخنا الحديث هو تمويه الراية وصرف الأمة عن دينها مصدر عزتها وكرامتها وإلهاؤها عنه بالأفكار الفاسدة التي أضاعت أعمارها وخيراتها وأهدرت كرامتها عن فكفانا تجارب فاشلة وعلينا أن نكون واضحين ونسمى الأشياء بمسمياتها الحقيقية فلن تكون يوماً أمريكا صديقة ولن تكون يوماً بريطانيا صديقة ولن يكون يوماً اليهود أصدقاء . واعلم حتماً أن هناك من يتصورني مغرقاً في أحلامي وبالذات حين يرى وسائل الإعلام الغربي تروج للتحضر الذي يقوده الأمريكان في أفغانستان أو الرخاء الذي جنته مصر من كامب ديفيد أو الذي ستجنيه العراق بعد الاحتلال الأمريكي .
    ولكن أقول ثانية أرى النصف الآخر من الكأس فأسمع عن عمليات ضد الجيش الأمريكي في أفغانستان بل وحتى في الكويت وغداً سيكون الحال هكذا في العراق وإذا كانت هذه العمليات بسيطة فإنها القطرات الاولى التي تبشر بالطوفان القادم
    أرى تحت كالرماد وميض نار ويوشك أن تكون له ضرام
    لقد أثبتت كل الشعارات القومية والثورية والاشتراكية والعلمانية عجزها ولم يبق إلا الإسلام ملاذنا في الأزمات ولم يبق لنا إلا عودة إلى ديننا هذه العودة ليست غيبية تواكلية ولكنها عودة واعية تأخذ بالأسباب وتتوكل على رب الأرباب . إنها مهمة ثقيلة أمام شباب الحركة الإسلامية وعليهم أن يرتفعوا إلى مستوى الإيمان وان يتسلحوا بالوعي والعلم وان يركبوا أسنة الجهاد ، فإن العدو من أمامهم والبحر من ورائهم وإنهم أضيع من الأيتام على مآدب اللئام وليس أمامهم والله إلا الصدق والصبر فإنهما جندان منصوران لا يغلبان . وإنها والله إحدى الحسنيين النصر والسيادة أو الشهادة والسعادة إذا أخلصنا العمل وأتقناه ، أما إذا كانت غير ذلك ـ والعياذ بالله ـ فإن الله لن يخذل دينه وسيأتي بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم . ولكن كلي أمل وثقة في شباب الحركة الإسلامية اليوم وما يقدمونه من تضحيات تذكرنا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وأسأل الله أن يتم علينا نعمته ويستعملنا في الجهاد في
    سبيل إعلاء كلمته
    لاإله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X