بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضحّى الإمام الحسين (ع) بنفسه لأجل إعلاء كلمة الحق، فقتل عطشاناً ظمآناً عند نهر الفرات، بل هو ضحّى بكل ما يملكه في سبيل الله وحفظ كيان الإسلام المقدس، فكان كما قال: (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني).
والذي يؤلم القلوب أن الأمة التي قتلت حسيناً(ع)، كانت تدّعي أنها أمة جده رسول الله (ص) وكانت أمة مسلمة، تعتقد بفضل الحسين(ع) وتعترف بأنه سيد شباب أهل الجنة وأنه سبط النبي المصطفى (ص) ونجل علي المرتضى (ع)، لكن الشيطان أضلّهم وساقهم إلى وادي الضلالة، حتى أصبحوا لا يرون إلا الدنيا وما فيها..
فقتلوا ابن بنت رسول الله (ص) وبضعته، وتركوه مجرّداً من الرداء على رمضاء كربلاء وحملوا رأسه الشريف مرفوعاً على الرماح إلى رأس الضلال وأضحى عيال رسول الله (ص) أسارى بيد الأعداء.
ثم قالوا: هذا يوم عيد وفرح!! وحاولوا أن يُسدلوا ستاراً بين الناس وبين الحقيقة، بهدف طمس معالم هذه المأساة، وإبعاد احتمالات الثورة.
ولكن الإمام السجاد (ع) والسيدة زينب (ع) كشفا الستار عن الحقيقة المفجعة وأماطا اللثام عن الوجه البشع لبني أمية، وأوصلا نداء الحسين (ع) ومظلوميته إلى الناس كافة.
ومن بعدهما سعى الأئمة (ع) وشيعتهم ومحبوهم، لإيصال نداء الحسين إلى أسماع العالم واستمروا على هذه الطريقة، فكانوا يحيون ذكرى استشهاد الحسين (ع) خلال شهري محرم وصفر. وكان الناس يواسون أهل البيت (ع) على المصاب العظيم والرزية الكبرى، بمختلف أشكال المواساة؛ من قبيل مجالس التعزية، وحلقات اللطم على الصدور، وارتداء ثياب الحداد، وغير ذلك مما نعهده اليوم..
واستمرت هذه المظاهر إلى زماننا هذا، وقد حاول الأعداء إثارة الشبهات حول مسألة التطبير واللطم والبكاء على الحسين (ع) فقالوا: لماذا البكاء وقد مضى من ثورته 13 قرناً؟ وأرادوا عبر إثارة هذه الشبهات والإشكالات، إبعاد الناس عن الحسين (ع) وإطفاء نوره بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
فعلينا أولاً: أن نخاطب هذه الفئة الباغية والمنافقة والمغرضة ونقول لها ما قالته سيدتنا زينب (ع) ليزيد (لع): كيدوا كيدكم، واسعوا سعيكم، وناصبوا جهدكم، فوالله لا تمحون ذكر الحسين ولا تميتون وحيه.
وثانياً: أن نتصدى للرد على هذه الشبهات عبر ذكر موارد من التاريخ والسنّة ونصوص من أهل البيت (ع) لإبطال هذه الإدعاءات الواهية، وإليك أيها القارئ العزيز بعض الأدلة:
اولاَ : الـــــبكــــــــــاء
مما يظهر من الروايات أن الله عز وجل لم يبعث على وجه الأرض نبياً ولا وصياً، إلا ذكّره بمصاب الحسين (ع) فبكى عليه قبل استشهاده.
وإن النبي (ص) وفاطمة الزهراء (ع) والأئمة (ع) بكوا عليه بكاءً شديداً، وبكته أسرته في يوم ميلاده.
والإمام السجاد (ع) بكى وانتحب على أبيه الحسين (ع) حتى قال مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أخاف أن تكون من الهالكين.
وقال الإمام الرضا (ع): إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا.
وقال الإمام الحجة (عج): فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً.
وجاء في الحديث الشريف: من بكى وأبكى أو تباكى على الحسين، حرّم جسده على النار.
وعن الإمام الصادق (ع): من ذكر الحسين عنده، فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح الذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة.
فكيف لا نبكي على من بكته ملائكة السماء؟!، وبكت عليه السماء وسكانها، والجنان وخزّانها، والهضاب وأقطارها، والبحار وحيتانها، والجنان وولدانها، والبيت والمقام والمشعر الحرام؟!!.
ثانياَ : الــــــــلطــــــــــــــم
إن الإنسان إذا أصيب بمصيبة ما، فإنه يحس بثقل المصيبة على كاهله، فيحاول التخلص منها بطريقة ما، وإنه غالباً يتخلص من ثقلها بالبكاء، أما إذا كانت المصيبة كبيرة، فالبكاء لوحده لا يخلصه من ثقلها، فيحاول التخلص منها بطرق أخرى.
وحيث أن فاجعة الطف كانت أكبر فاجعة ومصيبة على قلوب المؤمنين، وأصيبوا على أثرها بجرح غائر لا يندمل، فإنهم عبّروا عن حزنهم باللطم ومظاهر أخرى كضرب السلاسل والتطبير.
واللطم يكشف عن شدة التألم، فنرى أن النساء - بعد ذهاب الحسين (ع) إلى ساحة القتال - لما رأين جواده(ع) مخزيّاً ونظرن سرجه ملوياً، برزن من الخدور ناشرات الشعر على الخدود لاطمات، وهذا يكشف عن شدة حزنهن ومصيبتهن.
ولم يلطم لمصيبة الحسين (ع) أهل بيته فقط، بل لطمت عليه أمه فاطمة(ع) ولطمت عليه حور العين.. فهذا دعبل الحزاعي يأتي إلى الإمام (ع) وينشد هذه الأبيات:
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً وقد مات عطشاناً بشط فرات
إذاً للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات
والإمام (ع) لم يعترض عليه ولم يقل: إن فاطمة (ع) لا تلطم خدها، فسكوت الإمام (ع) يبين لنا أن الزهراء (ع) لطمت خدها لمصيبة ولدها، وهي (سلام الله عليها) معصومة، فنحن نقتدي بسيدتنا ومهجة قلب نبينا (ص) وهي أسوة لنا في جميع أفعالها.
ثالتاَ : الـــــــــتطبــــــــــــير
جاء في الخبر الصحيح، إن زينب الكبرى (ع) لما رأت في الكوفة رأس أخيها على الرمح ضربت جبينها بمقدم المحمل، حتى سالت الدماء منه.
والإمام السجاد (ع) كان يراها وكان بإمكانه أن ينهاها، ولكنه لم ينهها، وعدم نهيه دليل لموافقته.
وأيضاً جاء في الأحاديث، إن كثيراً من الأنبياء(ع) أصيبوا بجرح في كربلاء مواساة للحسين (ع) - بإرادة الله التكوينية -.
وهذا آدم (ع) مرّ بصحراء كربلاء فتعثر بصخرة وجرت الدماء من قدمه.
وهذا إبراهيم (ع) أصيب رأسه بصخرة (في كربلاء) وجرى منه الدم.
وهذا موسى بن عمران (ع) مر بصحراء كربلاء فانقطع شسع نعله وأدمت الأشواك قدمه.
نعم! جرت الدماء من بعض الأنبياء (ع) لدى مرورهم بكربلاء، مواساة للحسين ونحن نجري دماءنا بالتطبير مواساة للحسين (ع).
منقول
تحياتي قبل حياتي
اخوكم عاشق سيد الشهداء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضحّى الإمام الحسين (ع) بنفسه لأجل إعلاء كلمة الحق، فقتل عطشاناً ظمآناً عند نهر الفرات، بل هو ضحّى بكل ما يملكه في سبيل الله وحفظ كيان الإسلام المقدس، فكان كما قال: (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني).
والذي يؤلم القلوب أن الأمة التي قتلت حسيناً(ع)، كانت تدّعي أنها أمة جده رسول الله (ص) وكانت أمة مسلمة، تعتقد بفضل الحسين(ع) وتعترف بأنه سيد شباب أهل الجنة وأنه سبط النبي المصطفى (ص) ونجل علي المرتضى (ع)، لكن الشيطان أضلّهم وساقهم إلى وادي الضلالة، حتى أصبحوا لا يرون إلا الدنيا وما فيها..
فقتلوا ابن بنت رسول الله (ص) وبضعته، وتركوه مجرّداً من الرداء على رمضاء كربلاء وحملوا رأسه الشريف مرفوعاً على الرماح إلى رأس الضلال وأضحى عيال رسول الله (ص) أسارى بيد الأعداء.
ثم قالوا: هذا يوم عيد وفرح!! وحاولوا أن يُسدلوا ستاراً بين الناس وبين الحقيقة، بهدف طمس معالم هذه المأساة، وإبعاد احتمالات الثورة.
ولكن الإمام السجاد (ع) والسيدة زينب (ع) كشفا الستار عن الحقيقة المفجعة وأماطا اللثام عن الوجه البشع لبني أمية، وأوصلا نداء الحسين (ع) ومظلوميته إلى الناس كافة.
ومن بعدهما سعى الأئمة (ع) وشيعتهم ومحبوهم، لإيصال نداء الحسين إلى أسماع العالم واستمروا على هذه الطريقة، فكانوا يحيون ذكرى استشهاد الحسين (ع) خلال شهري محرم وصفر. وكان الناس يواسون أهل البيت (ع) على المصاب العظيم والرزية الكبرى، بمختلف أشكال المواساة؛ من قبيل مجالس التعزية، وحلقات اللطم على الصدور، وارتداء ثياب الحداد، وغير ذلك مما نعهده اليوم..
واستمرت هذه المظاهر إلى زماننا هذا، وقد حاول الأعداء إثارة الشبهات حول مسألة التطبير واللطم والبكاء على الحسين (ع) فقالوا: لماذا البكاء وقد مضى من ثورته 13 قرناً؟ وأرادوا عبر إثارة هذه الشبهات والإشكالات، إبعاد الناس عن الحسين (ع) وإطفاء نوره بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
فعلينا أولاً: أن نخاطب هذه الفئة الباغية والمنافقة والمغرضة ونقول لها ما قالته سيدتنا زينب (ع) ليزيد (لع): كيدوا كيدكم، واسعوا سعيكم، وناصبوا جهدكم، فوالله لا تمحون ذكر الحسين ولا تميتون وحيه.
وثانياً: أن نتصدى للرد على هذه الشبهات عبر ذكر موارد من التاريخ والسنّة ونصوص من أهل البيت (ع) لإبطال هذه الإدعاءات الواهية، وإليك أيها القارئ العزيز بعض الأدلة:
اولاَ : الـــــبكــــــــــاء
مما يظهر من الروايات أن الله عز وجل لم يبعث على وجه الأرض نبياً ولا وصياً، إلا ذكّره بمصاب الحسين (ع) فبكى عليه قبل استشهاده.
وإن النبي (ص) وفاطمة الزهراء (ع) والأئمة (ع) بكوا عليه بكاءً شديداً، وبكته أسرته في يوم ميلاده.
والإمام السجاد (ع) بكى وانتحب على أبيه الحسين (ع) حتى قال مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أخاف أن تكون من الهالكين.
وقال الإمام الرضا (ع): إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا.
وقال الإمام الحجة (عج): فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً.
وجاء في الحديث الشريف: من بكى وأبكى أو تباكى على الحسين، حرّم جسده على النار.
وعن الإمام الصادق (ع): من ذكر الحسين عنده، فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح الذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة.
فكيف لا نبكي على من بكته ملائكة السماء؟!، وبكت عليه السماء وسكانها، والجنان وخزّانها، والهضاب وأقطارها، والبحار وحيتانها، والجنان وولدانها، والبيت والمقام والمشعر الحرام؟!!.
ثانياَ : الــــــــلطــــــــــــــم
إن الإنسان إذا أصيب بمصيبة ما، فإنه يحس بثقل المصيبة على كاهله، فيحاول التخلص منها بطريقة ما، وإنه غالباً يتخلص من ثقلها بالبكاء، أما إذا كانت المصيبة كبيرة، فالبكاء لوحده لا يخلصه من ثقلها، فيحاول التخلص منها بطرق أخرى.
وحيث أن فاجعة الطف كانت أكبر فاجعة ومصيبة على قلوب المؤمنين، وأصيبوا على أثرها بجرح غائر لا يندمل، فإنهم عبّروا عن حزنهم باللطم ومظاهر أخرى كضرب السلاسل والتطبير.
واللطم يكشف عن شدة التألم، فنرى أن النساء - بعد ذهاب الحسين (ع) إلى ساحة القتال - لما رأين جواده(ع) مخزيّاً ونظرن سرجه ملوياً، برزن من الخدور ناشرات الشعر على الخدود لاطمات، وهذا يكشف عن شدة حزنهن ومصيبتهن.
ولم يلطم لمصيبة الحسين (ع) أهل بيته فقط، بل لطمت عليه أمه فاطمة(ع) ولطمت عليه حور العين.. فهذا دعبل الحزاعي يأتي إلى الإمام (ع) وينشد هذه الأبيات:
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً وقد مات عطشاناً بشط فرات
إذاً للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات
والإمام (ع) لم يعترض عليه ولم يقل: إن فاطمة (ع) لا تلطم خدها، فسكوت الإمام (ع) يبين لنا أن الزهراء (ع) لطمت خدها لمصيبة ولدها، وهي (سلام الله عليها) معصومة، فنحن نقتدي بسيدتنا ومهجة قلب نبينا (ص) وهي أسوة لنا في جميع أفعالها.
ثالتاَ : الـــــــــتطبــــــــــــير
جاء في الخبر الصحيح، إن زينب الكبرى (ع) لما رأت في الكوفة رأس أخيها على الرمح ضربت جبينها بمقدم المحمل، حتى سالت الدماء منه.
والإمام السجاد (ع) كان يراها وكان بإمكانه أن ينهاها، ولكنه لم ينهها، وعدم نهيه دليل لموافقته.
وأيضاً جاء في الأحاديث، إن كثيراً من الأنبياء(ع) أصيبوا بجرح في كربلاء مواساة للحسين (ع) - بإرادة الله التكوينية -.
وهذا آدم (ع) مرّ بصحراء كربلاء فتعثر بصخرة وجرت الدماء من قدمه.
وهذا إبراهيم (ع) أصيب رأسه بصخرة (في كربلاء) وجرى منه الدم.
وهذا موسى بن عمران (ع) مر بصحراء كربلاء فانقطع شسع نعله وأدمت الأشواك قدمه.
نعم! جرت الدماء من بعض الأنبياء (ع) لدى مرورهم بكربلاء، مواساة للحسين ونحن نجري دماءنا بالتطبير مواساة للحسين (ع).
منقول
تحياتي قبل حياتي
اخوكم عاشق سيد الشهداء