إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أيها العالم: لن نسكت.. ولا والله لن تذهب دماء الزهراء (ع) هدراً !!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيها العالم: لن نسكت.. ولا والله لن تذهب دماء الزهراء (ع) هدراً !!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



    أيها العالم: لن نسكت.. ولا والله لن تذهب دماء الزهراء (ع) هدراً !!
    آن الأوان كي نكشف للشعوب زيف الظَّلَمة ونبيد الظُّلْمة.

    - يا لها من أمة لم تشهد جنازة نبيها ثم انقضت على بيت ابنته ولطمتها وكسرت ظلعها واسقطت جنينها!!
    - كل الأنبياء والملائكة والأولياء والأمم السالفة عرفت حق فاطمة .. إلا هذه الأمة!
    - فليهاجمونا وليحاربونا فسيبقى صوتنا يقول: (لعن الله ظالميك يا فاطمة)!
    - عندما يقع الظلم باسم الدين وتصبح مفاهيم الأمر الواقع منهجية تناقلها الأجيال.. فلا بد حينها من فضح المؤامرة ومدبريها!
    - من الذي قال بأن الوحدة تعني السكوت على الجرائم التي وقعت على الزهراء ؟!
    - ما ذنبنا نحن؟ نحن المظلومون فما بالكم لا تدينون الظالمين؟!
    - نعم.. نلعن الظلمة كما لعنهم الله ورسوله! فما من قداسة لمن لا يستحق القداسة!
    - كيف لنا أن نتناسى ما جرى على الزهراء؟! إذن فلينس كل مظلوم ظلامته وليتخل كل صاحب فضية عن قضيته!
    - أليست مآسينا الحاضرة قد جاءت على انقاض يوم لطموا فيه الزهراء واقتحموا دارها وأحرقوه؟!
    - إدانتنا لظالمي الزهراء هي إدانة لمنهجهم وموقفهم وكل ما آتانا منم وهذا يقتلع جذور مشاكلنا الحالية.
    - لقد صنعوا للأمة أبطالا ورموزا هم في واقعهم شرار خلق الله!
    - أليس (صدام) في نظر البعض بطلا مجاهداً؟! فكذلك ظالموا الزهراء جعلوا في ما مضى!
    - لماذا توعد الإمام الجواد الظالمين وأقسم على إحراقهما؟
    - لماذا يعطى الله لمن يقول مرة واحدة (اللهم إلعن الجبت والطاغوت) سبعين ألف حسنة ويمحو عنه سبعين ألف سنة ويرفعه سبعين ألف درجة؟!


    بعد ما كشف عن بصرة؛ نظر إبراهيم في جانب العرش نورا عظيما، فقال: (إلهي وسيدي ما هذا النور)؟ أتاه الجواب: (يا إبراهيم.. هذا نور محمد صفوتي)!
    سأل إبراهيم ثانية: (إلهى وسيدي أرى نورا إلى جانبه)؟ فأتاه الجواب: (يا إبراهيم.. هذا نور علي ناصر ديني)!
    سأل إبراهيم ثالثة: (إلهي وسيدي أرى نورا ثالثا يلي النورين)؟ فأتاه الجواب: (يا إبراهيم.. هذا نور فاطمة تلي أباها وبعلها... هذا نوري أفضله على جميع الأنبياء)!
    عرف إبراهيم عليه الصلاة والسلام حق فاطمة، وأدرك أنها حجة عليه، فأقر بالإيمان بها والولاية لها. عندها كافأه الله، بتكامل نبوته، ويصعوده رتبة الإمامة، وتفضيله على سائر الأنبياء ما عدا خاتمهم صلى الله عليه وآله... ذلك لأنه عرف حق فاطمة!
    وبعد أزمان؛ يأتي ذلك الرسول الخاتم، سيد الأنام: ليزيح الستار عن جزء من السر المكنون، فيقف ذات يوم معلنا: (خلق نور فاطمة قبل أن تخلق الأرض والسماء... خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم... ما تكاملت النبوة لنبي حتى اقر بفضلها ومحبتها... أنا وعلى وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش، نسبح الله، فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا)!.
    وذات يوم: يأتي النبي نداء من رب السماء: يا أحمد! لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)!
    وعندما يجتمع النبي بأهل بيته، تحت كساء يماني، لتبدأ مراسيم تشريف إلهي عظيم، ستتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، وستختزنه القلوب قبل العقول، وستردده الألسن في كل مجلس ومحفل طلبا لنزول الرحمة.. في تلك الأثناء؛ يشرق الوحي من رب الأرباب صادعا: (يا ملائكتي ويا سكان سماواتي.. وعزتي وجلالي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء)!
    ويتوجه أمين الله جبرائيل بالسؤال كي تسجّل الإجابة في تاريخ الخلود: (يا رب.. ومن تحت الكساء)؟ فيجيئه جواب العلي الأعلى: (هم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة؛ هم فاطمة وأبوها ويعلها وبنوها)!
    ويقسم الجليل رب العالمين على نفسه بنفسه؛ ويرسلها إلى صفيته وحبيبته، قاطعا عهدا على ذاته، معلنا: (يا فاطمة! وعزتي وجلالي! وارتفاع مكاني! لقد آليت على نفسي من قيل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار)!
    فهي المحور وعلة الإيجاد، وهي قطب الأكوان وسيدة الإنس والجان، وهي سبيل النجاة. (على معرفتها دارت القرون الأولى) كما قال صادق الآل صلوات الله وسلامه عليه. هي التي ليس يدانيها أحد، ولا يتقدم عليها أحد، سوى أبيها (صلى الله عليه وآله). أما بعلها فهو كفءٌ، يماثلها في الدرجة والفضل، وإما بنوها فهي سيدتهم وحجة عليهم، إذ يقول مولانا العسكري صلوات الله وسلامه عليه: (نحن حجج الله على الخلق.. وفاطمة أمنا حجة علينا)!
    تحت ولايتها ملكوت السماوات والأرض، ومنها ظهر الوجود، وبيدها صنعته، فقد صدر عن حضرة القدس بيان فيه: (هي فاطمة! وبنورها ظهر الوجود من الفاتحة إلى الخاتمة)!

    الأنبياء والأولياء، والصالحون والأتقياء، والملائكة وسكان السماوات، وأهل القرون التي خلت، والأقوام التي مضت، كلهم عرفوا حق فاطمة! وأدركوا من تكون فاطمة! وعلموا كيف تحفظ فاطمة!

    أما هذه الأمة!!
    فما عسى المرء أن يقول؟! وما عساه أن يعبّر؟! وكيف له أن ينطق ويصوّر؟! أتراه يتحدث عن الانقلاب والتهديد والوعيد؟! أم تراه يتكلم عن (وإن) وإضرام النار؟! أم عن اقتحام الدار؟! أم عن (المسمار) ؟! أم عن الصفعة واللكزة؟! أم عن الضلع والكسرة؟! أم عن (آذيتنا) وبيت الأحزان؟! أم عن يوم الشهادة والأذان؟
    ويلها! ما فعلت هذه الأمة ببنت نبيها؟! ويحها! كيف أقدمت على ما أقدمت عليه بحقها؟!
    من قبل؛ كان رسول رب العالمين قد كشف عما سيحدث، إذ تقاطرت الدموع - اللآلئ - من عينيه الشريفتين وقال: (وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربه أجل جلاله ظهر نورها لملائكة السماء كما يظهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عزوجل لملائكته: (يا ملائكتي ويا سكان سماواتيّ! انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة نساء إمائي، قائمة بين يدي، ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار)!
    وإني كلما رأيتها؛ ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها! وانتهكت حرمتها! وغصب حقها! ومنعت إرثها! وكسر جنبها! وأسقطت جنينها وهي تنادي: (يا محمداه)!! فلا تجاب! وتستغيث فلا تغاث! فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة، وتتذكر فراقي أخرى، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلة بعدما كانت في أيام أبيها عزيزة!
    فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم على محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة! فأقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها! وعاقب من غصبها! وذلل من اذلها! وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها! فتقول الملائكة عند ذلك: آمين رب العالمين.
    وفي يوم من الأيام؛ استذكر حفيد الزهراء ما جرى على أمه. كان الرضا صلوات الله عليه جالسا؛ فجاء ابنه الجواد صلوات الله عليه و هو ابن أربع سنين، فجلس، وبينما هما كذلك، وإذا بالجواد يضرب بيده على الأرض، ويرفع رأسه على السماء حزينا!
    سأله أبوه الإمام: (بنفسي أنت.. لم طال فكرك)؟ فاجاب ابنه الإمام: (في ما صنع بأمي فاطمة! أما والله لأخرجنّهما ثم لأحرقنّهما ثم لأذرينّهما ثم لأنسفنهما... في اليم نسفاً)!
    بكى الرضا مما قاله ابنه الجواد، فاستدناه وقبّل ما بين عينيه وقال له: (أنت لها.. أنت لها)! أي الإمامة!
    فما الذي جرى حتى تتوقد نفسا الإمامين الرضا والجواد نارا؟! وما الذي وقع حتى تولد هذا الموقف الحاد والعنيف تجاه قوم السقيفة؟! هل كان لمجرد (اختلاف) أو (قضية شخصية) كما يصوره بعض علماء العامة؟! أم كان لوقوع مصيبة عظمى حرّفت من مسار دين الله وبدلته وانتهكت حرمته؟!

    فلنترك الإجابة للتاريخ.
    استشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسموما، وأسرع القوم إلى السقيفة لاهثين، وجرى ما جرى بتخطيط مسبق لإزاحة الخليفة الشرعي عن منصبه، وإقامة نظام الانقلاب السياسي وتم ذلك بينما كانت الزهراء عليها الصلاة والسلام مفجوعة بمصابها بوالدها، وبينما كان صنوه أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام مشغولا بتغسيله وتكفينه ودفنه والصلاة عليه.
    يالها من أمة! لم تشهد حتى جنازة نبيها!! إذ لم يصلِّ على الرسول إلا خليفته وأهل بيته ونفر قليل من أصحابه يتقدمهم الخلص الحواريون. أما أولئك فقد كانوا مشغولين بالتكالب على سلطان الدنيا، فتركوا رسول الله مسجى، وانصرفوا إلى إرساء حكومتهم غير الشرعية، وكان تبريرهم في ذلك؛ أنهم وجدوا - حسب اجتهادهم المزعوم - أن تنصيب الخليفة أولى من دفن الرسول، لأنه (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)! وخشيوا من أن يموت واحد من الناس في تلك الأثناء، أي ما بين وفاة الرسول وتنصيب الخليفة، فيكون قد مات ميتة جاهلية!!
    وبعد ماتم لهم ما أرادوا: بويع الحاكم الانقلابي الذي جاء إلى مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) كالعريس يزفه قومه بالتهليل والتكبير! هذا وجثمان رسول الله لم يوارَ بعد!
    ورمق الخليفة الجديد وصاحبه منزل الزهراء بنظرة اللؤم، حيث كان بنوهاشم وزعيمهم الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهما في حال العزاء، وفي حين كان يفترض بالمسلمين أن يتقدموا بواجب التعزية لآل رسول الله، فإنهم تركوهم في مصيبتهم وحدهم، فما اعظمها من مصيبة تبعت مصيبة!
    ولم يكتف الانقلابيون بذلك، فقد علموا بأنه إن لم يبايع علي (عليه السلام) والذين معه فإن حكمهم ما زال مهددا بالانهيار، لأنه بني على أساس إزاحة علي (عليه السلام) ونقض بيعته يوم الغدير، ومادام علي موجودا فمعنى ذلك أنه سيصبح شوكة في خاصرتهم.
    كان لابد من إجباره على البيعة، بأي شكل كان، وهذا ما دفع الانقلابيين إلى أن يرسلوا إليه غير مرّة يطلبون بيعته لإضفاء الشرعية على نظامهم، لقد جاءوه في إحداها وقالوا له: (أجب خليفة رسول الله)! فأجابهم الأمير (عليه السلام): (لسريع ما كذبتم على رسول الله)!
    عندها تبيّن لهم أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأبى البيعة، فكان لابد من اتخاذ قرار المواجهة المسلحة، فقام الثاني بإيعاز من الأول بحشد عدد من أنصار النظام، ممن لا يعرفون لرسول الله حرمة، وجلهم من أبناء الزنا وذوات الرايات!
    حمل هؤلاء معهم مشاعل من نار، وأحاطوا بمنزل الوحي والرسالة، وجمعوا الحطب حوله مهددين بإحراقه إن لم يخرج أهل البيت للمبايعة والرضوخ للحكم الجديد. هنا ظهرت للانقلابيين مفاجأة لم تكن في البال، إذ برزت الزهراء صلوات الله وسلامه عليها رمزا للتحدي، وأعلنت رفضها القاطع للنظام الجائر، وقد أثر هذا الأمر في عدد من المتجمهرين، فعادوا أدراجهم، ولكن ابن صهاك وعدداً من أقرائه السفلة لم يؤثر فيهم الأمر شيئا، فصعدّوا من تهديدهم بكل جرأة ووقاحة!

    يذكر ابن قتيبة وهو من أعاظم علماء السنة في كتابه (الإمامة والسياسة) ص 12: (إن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها فقيل له: يا أبا حفص.. إن فيها فاطمة! فقال: وإن!!
    فخرجوا فبايعوا إلا عليٌ فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي، حتى اجمع القرآن فوقفت فاطمة عليها السلام على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضرٍ منكم! تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقا!
    فأتى عمر أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: اِذهب فادع لي عليا، فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟! فقال قنفذ: يدعوك خليفة رسول الله! فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)!
    فرجع قنفذ فابلغ الرسالة فبكى أبو بكر طويلا! فقال عمر الثانية: لا تهمل هذا المتخلف عنك بالبيعة! فقال أبو بكر رضي الله عنه لقنفذ: عد إليه فقل له: أمير المؤمنين يدعوك لتبايع! فجاءه قنفذ فأدى ما أمر به، فرفع على صوته فقال: سبحان الله! لقد ادعى ما ليس له!!
    فرجع قنفذ فأدى الرسالة، فبكى أبو بكر طويلا! ثم قام عمر فمشى في جماعة حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبتِ يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة!
    فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا عليا فمضوا به إلى أبي بكر)!!
    ولكن ابن قتيبة لا يشرح لنا تفاصيل إخراجهم عليا علي السلام من الدار، وما فعلوه بحق الزهراء (عليها السلام)، ويعرض عنها، ولكن يأبى الله إلا أن يظهر ما جرى على لسان علماء آخرين من أهل السنة لا يقلون اعتبارا عن ابن قتيبة! (المصادر في ص 14 من هذا العدد).
    وهاهو الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) ينقل عن النظام ما حدث في ص 83 فيقول: (إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها! وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين)!!
    الله أكبر! هكذا أصبحت دار الرسالة تنتهك وتستباح من ابن صهاك وحثالته! وهكذا تضرب الزهراء صلوات الله عليها ويلقى جنينها! ممّن؟! من قوم يشهدون أن أباها رسول الله وخاتم النبيين!!
    هل يتحمل قلبك أيها القارئ مزيدا من التفاصيل؟! خذ هذه.
    كانت الزهراء صلوات الله عليها قبل هجوم الانقلابيين خلف الباب، وقد عصبت رأسها بعصابة، ولم يكن عليها خمار، فلما هجم القوم لاذت - بأبي وأمي وروحي - خلف الباب لتستر نفسها عن أولئك السفلة، فعصروها عصرة شديدة - واويلاه - وكانت حاملا في شهرها السادس بمحسن (عليه السلام)!
    صرخت الزهراء وصاحت: وا محمداه!! ونبت مسمار كان في الباب في صدرها فأدماها! ولم تستطع الزهراء المقاومة، فانفرج الباب قليلا، وعندما بانت يدها صلوات الله عليها، أخرج الملعون بن الملعون سوطه وضربها فسقطت على الأرض! واقتحم أبناء الزنا الدار يقصدون عليا (عليه السلام)، فحاولت بنت النبي منعهم وصدهم وقالت لهم: (أما تتقون الله! تدخلون عليَّ بيتي وتهجمون على داري! يا أبتاه يا رسول الله لبئس ما خلفك ابن الخطاب وابن أبي قحافة)!! فصفعها السافل على وجهها المقدس ولكزها المنحط الوضيع بمقبض السيف على بطنها ورفسها!! وهنا أجهضت جنينها الشهيد!!
    استنجدت فاطمة صلوات الله عليها بخادمتها فضّة وصاحت: (يا فضة.. إليك فخذيني وإلى صدرك فاسنديني، والله لقد قتلوا ما في أحشائي)!! وأسرعت فضة على مولاتها باكية منتحبة وحملتها إلى الحجرة!
    وسمع صراخها واستغاثتها حيدر الكرار، فجاء كالليث الغضنفر وأخذ بتلابيب ابن صهاك فهزه وصرعه ووجأ أنفه ورقبته وكاد أن يقتله، لولا أن الله تعالى - لحكمته - لم يأذن له، وعندها قال أمير المؤمنين له: (يابن صهاك! والذي كرم محمدا بالنبوة؛ لولا كتاب من الله سبق، وعهدا عهده إلي رسول الله لقلعت الذي ما بين عينيك)!!
    ساعتها صاح ابن صهاك بصوت الجبان ينشد النصرة والإغاثة من القوم، فجاءوه ورأوه تحت قدمي أمير المؤمنين، فما كان منهم إلا أن ألقوا حبلا في رقبة ولي الله قاصدين اقتياده إلى زعيم النظام، وكان الولي قادرا على أن ينسفهم نسفا، (لولا كتاب من الله سبق، وعهد من رسول الله) فطاوعهم صلوات الله عليه!
    وارتفعت أصوات النساء الواقفات في الطريق، وعلت أصوات الرجال بالعويل، والجميع يبكي لهول المنظرّ! هذا أمير المؤمنين علي، نفس رسول الله واخوه وصنوه وخليفته على أمته، يقاد بلا كرامة إلى مجلس النظام الجديد الذي كشف في أول أيامه عن استبداده وظلمه، ويرى سلمان المحمدي المنظر، فنفظر قلبه من شدته، ويقول باكيا: (أيصنع ذا بهذا؟! والله لو أقسم على الله لا نطبقت هذه على هذه)!! ويعني سلمان: ايعقل أن يحدث مثل هذا التعدي على خير خلق الله بعد نبيه؟! والله لو أقسم أمير المؤمنين على بن أبي طالب على الله ودعاه لانطبقت المدينة على أهلها!
    ولكن سلمان رضوان الله عليه لم ير الأمير يقسم، لأنه (كتاب من الله وعهد من رسوله).
    مع صيحات النساء، أفاقت الزهراء وفتحت عينيها المقدستين الذابلتين من شدة البكاء على مصيبة أبيها ومصيبة بعلها ومصيبتها بأبي وأمي: فسألت فضة: (أين علي)؟! فأجابتها: (أخذوه للمسجد)!!
    الله أكبر!! ألله أكبر!!
    تنهض الزهراء من فراشها والدماء لم تجف بعد، وتتناسى كل آلامها وأوجاعها، والطعنات التي وجهت لها، فتضع خمارها على رأسها، وتخرج من الدار لتنقذ عليا الذي لم يعد له ناصر يومها غيرها!!
    وجيء بأبي الحسن صلوات الله عليه إلى مجلس الحكم، فقيل له: بايع ابابكر! فقال (عليه السلام): (لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي)!
    فقال له الثاني: إنك لست متروكا حتى تبايع! فنظر إليه أمير المؤمنين نظرة ذكرته بما وقع له على يديه فارتجف من شدتها، وقال الأمير: (احلب حلبا لك شطره! اشدد له اليوم ليردّه عليك غدا! والله لن أبايعكم والبيعة لي فري رقابكم)!! والمقصود من كلامه (عليه السلام): قم ودبر الأمر لكي يستلم صاحبك زمام السلطة اليوم، حتى يستخلفك عليها في ما بعد!! وهذا ما وقع فعلا!
    في هذه اللحظات جاءت فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، فرأت ما يحدث لبعلها أمير المؤمنين، فقالت: وا أسفاه عليك يا أبتاه! أو تكل حبيبك أبوا الحسن المؤتمن وأبوا سبطيك الحسن والحسين، ومن ربيته صغيرا وآخيته كبيرا، وأجل أحبائك لديك، وأحب أصحابك إليك، أولهم سبقا إلى الإسلام، ومهاجرة إليك يا خير الأنام، فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير)!!
    رمقت الأنظار بنت رسول الله التي أنّت أنّه وهي تقول: (وامحمداه! واحبيباه! وأباه! وا أبا القاسماه! وا أحمداه! واقلة ناصراه! واغوثاه! وا طول كربتاه! وا حزناه! وا مصيبتاه! واسوءَ صباحاه)!
    وأجابها الأول: إن صباحك لصباح سوء!!
    ووقفت الزهراء على جوار قبر أبيها (صلى الله عليه وآله) وخاطبت القوم قائله: (خلوا ابن عمي، فو الذي بعث محمدا أبي بالحق، إن لم تخلوا عنه لأنشرنّ شعري، ولأضعن قميص رسول الله على رأسي، وأصرخنّ إلى الله تبارك وتعالى، فما صالح بأكرم على الله من أبي، ولا الناقة بأكرم مني، ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي).
    وشاهد من كانوا في المسجد أساس حيطانه تقتلع من أساسها!! حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ!! هنا خاطب أمير المؤمنين الزهراء، ودعاها لأن تعود إلى خدرها المنتهك! وطلب الأمير من سلمان رضوان الله عليه أن يأخذها ويرافقها (فو الله لو فعلت لتنطبق السماء على الأرض)!!
    والتزمت الزهراء بوصية أبيها وبعلها، ورافقت سلمان إلى الدار، وبينما هي كذلك، يقول سلمان: (رجعت الحيطان حتى صعدت الغيرة من أسفلها، فدخلت في خياشيمنا)!!
    وسمع الثاني نداءً من الزهراء يقول: (أما والله يا ابن الخطاب! لولا أني أكره ان يصيب البلاء من لا ذنب له، لعلمت أني سأقسم على الله ثم أجده سريع الإجابة)! فارتعد الثاني خوفا وفزعا!!
    ويبقى أمير المؤمنين صلوات الله عليه في المسجد، وقياديو الانقلاب يحاولون إجباره على البيعة فيأبى، وعندها يقوم الأول بإمرار يده على يد أمير المؤمنين المقبوضة، ويوهم نفسه والانقلابيين أنه قد بايعه!! وتبدأ أبواق السلطة بإشاعة هذا الأمر في كل مكان، فيصيح الموجودون: قد بايع علي!! قد بايع علي!!
    ويكتب أزلام السلطة بذلك إلى رؤساء القبائل والعشائر، وإلى جيش أسامة بن زيد الذي كان في الشام لقتال الروم، ويذكرون أن عليا (عليه السلام) قد بايع أبابكر! فيستغرب الناس في بداية الأمر، لكنهم يقبلون به بعد ما رأوا أنه قد شاع والنتشر حتى توهموا أنها الحقيقة عينها، فيظنون أن الخليفة الشرعي قد تنازل لخليفة آخر، وبهذا حصل النظام الجديد على شرعيته وبقى إلى يومنا هذا! ليس بشكله العيني، وإنما بأشكال مختلفة هنا وهناك!!
    وبعد هذا؛ هم يلوموننا الآن!
    يلوموننا لأننا - حسب دعواهم - ننبش تاريخا قد مضى! يلوموننا لأننا - بزعمهم - نخلق فتنة لا حاجة لنابها! يلوموننا لأننا - في منطقهم - نستحضر قضايا عفا عنها الزمن لنؤجج بها نار الشقاق! يتهموننا ويرشقوننا بوابل من السهام بدعوى أننا نمزق وحدة الأمة!
    كل هذا لأننا أبينا أن نسكت على تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ولم نتناساها، وأبينا إلا أن نكشف مظلومية البتول وندافع عن حقها ونفضح أعداءها، أعداء الله ورسوله. وصرنا بذلك؛ مثيري الفتن ومؤججي نار التعصب وممزقي شمل الأمة!
    فليكن! فإنما موقفنا يستتبع موقف الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، التي كانت في نظر الزمرة الحاكمة الظالمة، مصدر شق عصا الطاعة والتأليب على خرق الجماعة؟
    إن الزهراء صلوات الله وسلامه عليها؛ بمواقفها الشجاعة وكلماتها الإبائية؛ ترد على هؤلاء الذين يزعقون اليوم، ويرموننا بصنوف التهم. إنها رفضت التنازل عن حق أو إلغاء مبدأ في سبيل وحدة وهمية، كان يمكن لها أن تسكت وترضى، وكان يمكن لبعلها أن يبايع ويقبل، حرصا على (الوحدة) التي تشدق بها أهل السقيفة كما يتشدق بها الجهلاء هذه الأيام. إلا أنهما صلوات الله عليهما سجلا درسا علّم الأجيال أن الوحدة لا تعني الرضوخ للظلم، أو السكوت عن الحق، أو إمضاء الباطل، أو القبول بالأمر الواقع. فما هذه بوحدة حقيقية، إنما هي وحدة وهمية هلامية بنيت على أرضية هشة، هي أرضية المصالح الدنيئة.
    نحن نتساءل: هذا الزخم الهائل من النصوص، الواردة عن أهل بيت الوحي والعصمة صلوات الله عليهم في التبرؤ من الظالمين ولعنهما، ألا يدلل على حقيقة ما؟! ألا يكشف عن أن الله تعالى بنص المعصوم، يدعونا لأن نفضح هذين وننال منهما لما ارتكباه بحق الزهراء والعترة؟! أليس الله أعرف بمصلحة الأمة منا؟! ولو كان في السكوت والتغاضي والتواري مصلحة لكان قد قررها الشارع المقدس، ولكن الشارع أمرنا بأن نستمر في منهجية التبري، الذي هو ركيزة من ركائز الدين، بغيرها لا يستقيم.
    إنهم يقولون: هذه قضايا قد انتهت ولا داعي لذكرها الآن! والمطلوب منا أن ننظر إلى المستقبل وأن نحرص على الوحدة مع الفريق الآخر الذي يعتقد بهذين ويجلهما ويقدسهما!
    ونحن نقول: إن هذه القضايا لم تنته! فنحن اليوم، بما نعيشه من فرقة، وبما نتجرعه من آلام الظلم والجور من السلاطين والحكام، وبما نراه من مظاهر الفساد والإفساد، إنما جاء على خلفية ذلك اليوم الذي ظلمت فيه الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، واستبيحت حرمتها، وأزيح بعلها عن الخلافة الشرعية، ولو كان كل ذلك لم يقع، لكنا الآن في نعيم، نعيش تحت ظل حكم آل محمد صلى الله عليهم أجمعين، لا جور ولا ظلم ولا استبداد ولا أباطيل ولا تخاريف ولا رجعية ولا جهل!!
    إن آثار السقيفة وإسقاطاتها لم تنته، وهي باقية إلى اليوم، وهاهي الأمة تعيش في خبط ومآسي بسببها، ولو أردنا تغيير حالنا فيتوجب علينا أن نقتلع رمزية الانقلابيين من الأذهان، حتى لا تكون هذه الرمزية سببا في استمرار انتهاج المنهج الذي خطوه لنا، والذي تدفع الأمة - بسبب انقيادها له - ثمنا باهظا أوقعها في ما وقعت فيه الآن.
    يؤكد سماحة المرجع الديني الأعلى الإمام الشيرازي دام ظله الوارف في كتابه (من فقه الزهراء عليها السلام - الجزء الثالث - المجلد رقم 123 من موسوعة الفقه الكبرى) على ضرورة بيان مظلومية الزهراء وأهل البيت عليهم السلام والنيل من أعدائهم، وهو يرد على من يعتبرون ذلك إشغالا للأمة في الفتنة واستحضارا لأحقاد قد مضت، فيقول حفظه الله: (يجب إحياء ظلامة السيدة الزهراء عليها الصلاة والسلام حتى تكون على مر الأيام غضة طرية لا يعفي عليها الزمن كمصيبة سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام.. لا يقال: ذلك تاريخ قد انقضى! لأنه يقال: التاريخ هو الذي يصنع المستقل، والحاضر تاريخ المستقبل، ومن لا تاريخ له لا جذور له، ولذلك ذكر الله تعالى في كتابه الحكيم قصة هابيل وقابيل، وغيرها من القصص. قال سبحانه: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب). ولذلك سجلت عليها السلام ظلامتها بقولها: (ونصبر منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشا). ولذلك كان (نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمه لأمرنا عبادة) ولذلك ورد: (من أبكى أو بكى أو تباكى وجبت له الجنة)... فالدعوة إلى إلغاء التاريخ تعد عند العقلاء سفاهة وجهلا إن لم تعد مخططا خبيثا لقطع الأمة عن جذورها ليسهل للمستعمر ابتلاعها... فلماذا نسمع همسات من هنا وأصوات من هنالك تنادي بطمس أهم ملامح التاريخ وأهم منعطف تاريخي وأهم محور في معادلة الصراع الكبرى بين قوى الجاهلية والإيمان، حيث تقول الآية القرآنية الشريفة: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)؟!!
    ولعل أبلغ رد على هؤلاء الانهزاميين التراجعين، الذين يريدون منا أن نسكت على جرائم الظالمين بحق آل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام، هو ما كتبه سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي دام ظله في كتابه (في السجن.. كانت مقالات) وهو الكتاب الذي ألفه في زنزانته عندما سجنوه ظلما وعذبوه جورا!!
    يقول السيد المرتضى بعد عرضه لعدد من النصوص الواردة عن الأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام في أهمية وضرورة لعن الجبت والطاغوت وأعداء أهل البيت عليهم السلام: (وربما تعتري الكثيرين حالة حيرة بل تعجب واستغراب، بل ومضات ريب وشك، وربما تطفح على السنة بعضهم تساؤلات، او تنعكس عبر اقلامهم علامات استفهام حقيقي أو استنكاري: أفهل يعقل ذلك؟ أهل يمكن أن يعطي الله لمن يقول كل يوم مرة واحدة: (اللهم العن الجبت والطاغوت)، سبعين ألف حسنة ويمحوعنه سبعين ألف سيئة ويرفع له سبعين ألف درجة؟!
    أهل يمكن أن يعطي الله لمن قرأ زيارة عاشوراء: مئة مليون درجة؟ وما معنى ذلك؟

  • #2
    وربما يزيد بعض المتنورين! و(المثقفين)! لماذا (نتعمد) شحن النفوس بـ (العداوة والبغضاء)؟ لماذا نزرع في ضمائر الناس (المحن والحزازات) ثم نسقيها ونغذيها لتنفجر براكين ثائرة وتتحول إلى أعاصيرها مدمرة؟ لماذا لا نحل (الألفه والرأفة والاخوة والمحبة والصفاء) محل كل ذلك؟ لماذا نؤجج أحقادا تاريخية دفينة؟ ولماذا لا (نتحد) ونكون يداً واحدة على جحافل الأعداء، وجيوش الشرك والضلالة، والاستعمار والاستعباد؟ بادئ ذي بدء نقول: هل في ذلك (تأجيج أحقاد تاريخية، وإثارة أحداث بالية هي بمعزل عن حياتنا الراهنة وعن مآسينا الحاضرة)؟ أم انه (تحديد لـ (قادة الأمة) الحقيقيين، وتعريف بـ (الأسوة والقدوة) التي تطبع بصماتها على حياة الأمم على مر الأزمنة والأعصار)؟ هل في ذلك حديث ممل ومكرر عن (أشخاص من التاريخ الغابر، عاشوا فترة زمنية محددة، وما توا بعدها، ومات معهم كال شيء) أم أنه حديث استراتيجي عن (منهج وفكر وسلوك، ومدرسة متكاملة، تجسدت في هذه الشخصية التاريخية أو تلك)؟ هل أولئك الأفراد أضحوا، مجرد أسطورة تاريخية، و(شخصيات محنطة في متاحف التاريخ ومجاهيله)، أم انهم لا يزالون - عبر أقوالهم وسيرتهم - ملء سمع الناس وأبصارهم وعقولهم، يعايشونهم في حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها؟! وهل كان القران الكريم مجانبا جادة الصواب - وأعوذ بالله حتى من مجرد التفكير في ذلك - عندما ركز العدسات على (أئمة الضلال) و(أئمة الهدى والرشاد) وعندما صب لعناته الخالدة على فرعون وقارون وهامان والسامري وقوم لوط وقوم هود وقوم صالح وقابيل ونظائرهم من قبل؟ لماذا ذكر الله (أبا لهب) في القرآن الكريم، وهو الكتاب السرمدي الذي جعله الله منارا ومصباحا لكل الشعوب والأمم على مر التاريخ، و (أبو لهب وامرأته) لم يكونا إلا شخصين متحددين بفترة زمنية خاصة ثم أكل دهر عليه وشرب؟! ولماذا نجد القرآن الكريم يسلط الأضواء على قادة وكبراء وسادة معسكري والإيمان الكفر والهدى والضلال على مر التاريخ وبكثافة؟
    ولماذا نجده - وهو الوسيط بين الرب والخلق - يقوم بعملية دمج لـ (الأشخاص والمناهج) وبعملية تعريف للمنهج عبر الأشخاص وللأشخاص عبر المناهج والربط بينهما؟ (...) إن (بلورة القيم الإنسانية ومعاني الخير والصلاح) في عقول الناس وأنفسهم وعواطفهم ومشاعرهم وضمائرهم وزوايا حياتهم وجوانبها، يتم ويتكامل عبر التركيز على مشاعل الهداية الذين تجسدت فيهم تلك المثل العليا والمعاني السامية، وان استدراج الناس نحو مهاوي الباطل والضلال يتم عبر تسليط الأضواء على أبطال وهميين أو حقيقيين، تمثلت فيهم معاني الشر والضلال. وان (أسوة صالحة) واحدة تصنع أكثر مما يصنعه ألف كتاب وحكمة وعظة. وان (أنموذجا مثالياً فاضلاً) يقود الأمة أو الأمم نحو مدارج الكمال اكثر من عشرات الدراسات والبحوث والخطب! وكان لذلك أن قرن الله تعالى الرسالة بالرسول، والكتاب بالأنبياء والأوصياء، وكان لابد من (القرآن الناطق) إلى (جوار القرآن الصامت) كما قال مولى الموحدين عليه صلوات المصلين. والعكس بالعكس تماما.. فان (عالما ضالا) و(حاكما جائراً) و(فناناً فاسداً)، يؤثر تأثيره الكبير الكبير وربما على حياة أمم على مر الأعصار... وفي الحديث: (إذا فسد العالِم فسد العالَم). ولذلك نجد في عالم اليوم ذلك السيل الجارف من الإعلام وتلك المليارات المتزايدة أبدأ من الأموال والتي تبذل لـ (صناعة ابطال) و(تحت شخصيات) و(مكيجة وجوه) لتسطع. في أعين جمهور البسطاء. شموسا مضيئة، أو الفن والثقافة، أو حتى (عالم الإنسانية). وبذلك، يسهل علينا تفسير تلك التعبيئة الرهيبة التي يقوم بها الاستعمار الشرقي أوالغربي على مر التاريخ لتسليط مالا يحصى من العدسات والأضواء ولعقد مئات المؤتمرات، ولنصب النصب التذكارية والتماثيل والصور اللامعة حتى على أوراق النقد وطوابع البريد ولكتابة مالا يعد من البحوث والدراسات عن شخصيات من أمثال: جمال عبد الناصر بطل القومية العربية! واتاتورك بطل التقدم والعلمانية! ومحمد رضا بهلوي بطل القفزة الحضارية! ودارون بطل أصالة القرد وحالة البهيمية! ولينين بطل الاشتراكية وحقوق الطبقة الكادحة! ومحمد عبد الوهاب ومحمد علي الباب وكسروي والوردي ونظائرهم. بدرجة! أوباخرى. أبطال المذاهب الضالة والفرق المبتدعة. بل إنهم بدأوا ينحتون للشعوب أبطالا وشخصيات وقدوات من أمثال: هذه المرأة الفاتنة أو ذاك المطرب والموسيقار وغيرهم، من أبطال الأهواء والشهوات والملاهي! إن كل ذلك ما هو إلا عملية (عزل) ذكية وماهرة وحضارية لـ (الشعوب الساذجة الغافلة) عن كل ما يدفعها للتحرر والانطلاق وعن كل ما يشدها للوجه المشرق النقي الروحاني من تاريخها! ولذلك أيضا كان معاوية قد أمر بلعن الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) على سبعين ألف منبر!! ولذلك أيضاَ كان ذلك الحشد الكبير من الأحاديث والروايات والكلمات الدالة تصريحا وتلويحا، وتفسيراً وتأويلا، وباطناً وظاهراً على الموقع الذي يحتله الأول والثاني في تاريخ الحركة الإسلامية، وعلى الدور الذي اضطلعا به، وعلى الزلزال الذي أحدثاه في قلب عالم الرسالة، وعلى الثورة المعاكسة التي قاداها لتحطيم حركة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في الصميم، وعلى منهج الظلم والجور والطغيان والاستبداد الذي أرسيا دعائمه، وعلى إحياء (الجاهلية) على انقاض الدين الوليد.
    ولذلك، كانت اللعنات المتواترة عبر مئات الروايات من الله والرسل والنبي الأعظم وأئمة آل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) على الجبت والطاغوت..
    على الأول والثاني.. على اللذين حللا حرام الله، وحرما حلاله، وهدما بيت النبوة وردما بابه ونقضا أركانه.
    ولذلك كان (التبري) واجبا وفريضة إلهية كبرى من الذين أحيوا وجسدوا دور فرعون وهامان ونمرود وكافة الطغاة الجبابرة على مر التاريخ. لذلك، كانت عملية (الفضح والتعرية) واجبة للذين أنعشا آمال أبي سفيان وأبي لهب، وحققا أهداف الجاهلية، وقادا بذكاء ثورة كثورة السامري على النبي موسى (عليه السلام). إن الأول والثاني و(كذا الثالث وكذلك معاوية ويزيد...) لم يعودا شخصين تاريخيين فحسب، بل انهما كانا ولا زالا تجسيداً حياً وممثلين أكفاء ونماذج استثنائية فريدة، لـ (الاستبداد) و(الأثرة) و(التمايز الطبقي) و(الكذب والدجل والخداع) و(الجهل بأحكام الله بل (تحريف أحكام الله) و(سفك الدماء) و(قتل الأنفس المحترمة) و(مصادرة الأموال) و(هدر الحقوق) و(التجسس) وقبل كل ذلك (محاولة إطفاء نور النبوة وغصب حق من عينه الله والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وتشريد شيعة آل البيت عليهم السلام وقتل رموزهم وقادتهم وأئمتهم) و.. و...
    وذلك أيضا هو السرفي قوله (عليه السلام): اشتد غضب الله.
    وهو السر أيضاً في مجيء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام يوم القيامة بتلك الهيئة.
    وهو السر أيضا فيما ذكره الإمام الجواد (عليه السلام) حيث شوهد وهو ينظر إلى السماء باكيا منتحبا، فعند ما سئل قال: (أما والله لأخرجنهما ثم لأحرقنهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفا).
    وهو السر أيضاً في النقمة الإلهية التي ستحل بهما بأمر الله عبر خاتم الأوصياء الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف حيث انه صلوات الله عليه سينبش قبرهما ثم يصلبهما ثم يحرقهما حرقاً و...
    ولكن لماذا (ثم يحرقهما حرقا)؟ لماذا الإحراق؟ والى م يرمز؟ وعلى م يدل؟
    ... إن عملية (الإحراق) هذه، هي إحراق ونسف لكل تلك الضلالات التي جسداها، ولتلك الفتن التي أضرما نارها، والظلامات التي ورّثاها. أنها أولا وقبل كل شيء إحراق لفكر شيطاني ومنهج جور وظلم، ومدرسة تحريف، وليس مجرد إحراق لهيكل مادي بال.
    وعندما نتوقف قليلا لنفكر في السر الكامن وراء خلق اله الكون للنار واحراقه المجرمين والجبابرة بنار جهنم، نستكشف ان (الاحراق) هو ذلك العقاب الإلهي العادل للعصاة والطغاة وان ذلك هو ما شروه لأنفسهم في الحياة الدنيا، وربما يكون هو (الأثر الوضعي والعقاب الرباني على احراق باب دار فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.
    وإذا عرفنا ذلك عرفنا القيمة الكبرى والدلالات الخالدة والضرورة المصيرية التي تدعو إلى تكرار (اللعن) و(التبري) كل يوم وتركيزهما في الأنفس، حتى تتحول إلى جزء لا ينفك من وجود الإنسان المؤمن وعقله وتفكيره وعواطفه وكوامن ذاته وإذا كان ذلك كذلك، عرفنا السبب الذي يكمن وراء تلك الرواية السجادية الرائعة: (من قال.. اللهم العن الجبت والطاغوت على كل غداة مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع الله له سبعين ألف درجة).
    ونعرف السبب أيضا وراء العشرات من الروايات الأخرى التي تشهد بأكبر المثوبة على (اللعن والتبري) وهان عندنا هضم وإدراك ان (زيارة عاشوراء) تسبب أن يمنح الله لقارئها مائة مليون درجة وان الله سيكتب لزائره (عليه السلام) بهذه الزيارة ثواب زيارة جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام.
    إن التبري من أعداء آل بيت الرسالة ولعنهم هو تبرٍ من (أئمة الضلال) وممن (أسس أساس الظلم والجور) ومن (أعمالهم وأقوالهم ومناهجهم وسيرتهم وسلوكهم) - كما سبق - فلا يهولنّ القارئ الكريم بعدها ذلك الأجر العظيم الذي أعد الله للاعنهم والمتبريء منهم.
    أوليس الله تعالى هو الذي لا تنفد خزائنه؟
    أوليس جل وعلا قد أعد من الثواب الهائل على الكثير من الأعمال التي لا ترقى إلى مستوى (التولي) و(التبري)؟
    أوليس في الجنة (مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)؟
    أوليس عطاء الله سبحانه وتعالى عطاء بغير حساب، وفضلاً لا يمكن لعقولنا المحدودة أن تدرك أبعاده وحدوده وان تسبر أغواره؟
    وإذا كان الله قد منح أحد أنبيائه عطاءاً وسمح له بـ (فامنن أو أمسك بغير حساب).
    وعبارة (بغير حساب) صادرة عن الله الكبير المتعال اللامتناهي المطلق، تستوقفنا عندها كثيراً، فما بالك به جل وعلا إذا اراد أن يثيب على (كلمة) نعم (كلمة) إلا إنها تعبر عن منهج، و (جملة) كجمله (اللهم العن الجبت والطاغوت) لكنها تكشف عن موقف استراتيجي يجعلك في معسكر الشيطان أو في جبهة الرحمن؟
    إن هذه الكلمة ككلمة (لا اله إلا الله) التي هي (خفيفة على اللسان، ثقيلة، في الميزان).
    إنها المقياس الذي رسمه الله لنا.. وكل الصلاة والصيام والحج و... في جانب، والالتزام بمحتوى هذه الجملة ونظائرها في جانب آخر، بل لا قيمة لتلك دون هذه. أو ليس إبليس قد عبد الله ألاف السنين، ووعد الله أن يعبده ألوفا اخرى، لكنه هوى إلى الحضيض لمجرد أن (رفض) أمراً إليها بالسجود لآدم(عليه السلام) ولو ثانية واحدة! إن التبري من أعداء أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم كالتبري من أعداء الرسول (صلى الله عليه وآله)، وان موالاة الأول والثاني والثالث، ومعاوية ويزيد كموالاة أبي سفيان وابي لهب وهبار - ضارب زينب بنت النبي وقاتل سبطه.
    وكما إن عبادة الله ولو لألف سنة لا تنفع ذرة واحدة إذا انطوى القلب على حب،أو قدر من حب أعداء رسل الله، كذلك عبادة الله ولو ألف سنة لا تنفع إذا انعقد الضمير على محبة أعداء أوصياء رسل الله. أوليس (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار)؟ و: (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)؟ وأليس علي (عليه السلام) هو نفس الرسول (صلى الله عليه وآله) بشهادة آية المباهلة وغيرها؟ وأليس الله يرضى لرضا فاطمة ويسخط لسخطها؟ وأليست تلك اليد الأثيمة الخبيثة التي أمتدت لتصفع بحقد لا نظير له، ذلك الوجه الطاهر لبضعة رسول رب العالمين والتي لا يزال دويها يملأ آفاق السماء ويطبق أجواء الأرض، ويغمد قلوب أولياء الله بأسى وحزن لا يحد ولا يوصف. ثم تلك العصرة الشرسة لابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الباب والجدار حتى أسقطت محسنها وظلت تعاني من الجراح والآلام حتى توفاها الله إليه شهيدة راضية مرضية بعد خمسة وسبعين أو تسعين يوما من شهادة أبيها...
    وأوليست تلك الجرائم امتداداً تاريخيا لجريمة قتل قابيل هابيل ولقتل الجبابرة والطغاة أنبياء الله ورسله وأوصياءه على مر التاريخ حتى قتل النبي الأعظم بالسم؟! ألم يسجل الله تعالى في القرآن حادثة قتل قابيل هابيل ثم كثيراً من الأحداث الأخرى؟ لماذا لكي نفرز بين معسكر الكفر ومعسكر الإيمان، بين أئمة الهدى وأئمة الضلال، ولكي نتبرأ من هؤلاء ونلعنهم كما لعنهم الله ونتولى أولئك ونتخذهم أسوة كما امرنا الله. وإذا كانت هاتان القضيتان استراتيجيتين في منطق القرآن الكريم، فلماذا يصعب علينا هضم عظيم ما أعد الله على ذلك من الأجر؟ ولماذا (نجتهد) في قبال (النص) وندعو لـ(نسيان الماضي) و(إسدال الستار على جرائم أكبر طغاة شهدهم التاريخ) و(الاحتياط في لعن من لعنهم الله)؟ إن القرآن الكريم مشحون بـ (لعن) العصاة والطغاة والمجرمين والمردة والجبابرة وأئمة الضلال على مر التاريخ، وان الكثير من الآيات ينطبق على الأول والثاني، بشهادة التاريخ ومتواتر الروايات وهذه نماذج سريعة.
    قال تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون. واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين).
    (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار).
    (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين. الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون).
    (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورؤنك فيها إلا قليلا. ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا. سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا).
    (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم).
    (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والأخرة وأعدلهم عذابا مهينا).
    (والشجرة الملعونة في القرآن).
    وإذا كانت اللعنة الإلهية تحل بواحد ممن تميز بإحدى تلك الخصال و الأعمال فما بالك بمن أصبح مجلي ومركزاً لأكثر تلك المواصفات؟ والأول والثاني والثالث ومعاوية ويزيد و... تنطبق عليهم أكثر تلك المواصفات بشهادة التواريخ - من مصادر العامة والخاصة - وبشهادة متواتر الروايات من طرق الخاصة والعامة أيضاً.
    قال تعالى: (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون). فهل نحن من اللاعنين؟ أم إننا من المعرضين؟ أم إننا أكثر حرصا على (الوحدة) من الله؟ أم إننا أعرف وأخبر لـ (مصالح الأمة) من الله والملائكة والأنبياء عليهم السلام؟
    أم إن علينا أن نزرع (المحبة والمودة والألفة) في كل مكان أراد الله منا أن نغضب حيث غضب، ونلعن حيث لعن وننتقم كما أراد؟! ولنا أن نرجع عدداً من التساؤلات السابقة على كثير من المعترضين، خاصة الذين رفعوا منهم راية معارضة الحكام الجائرين والطغاة المستبدين كجمال عبد الناصر والسادات والبكر وصدام و شاه ايران ونظائرهم، فلماذا لا (نتفق) مع الحكومة؟ أولنسكت على الأقل ونقبع في زايا بيوتنا؟ ولماذا نقوم بعملية (شق الصف) و(شحن قلوب الناس بالعداوة والبغضاء)؟ ولماذا لا نزرع (المحبة والألفة والاخوة محل (الصراع والشجار والمواجهة)؟ لماذا نفارق (جماعة المسلمين)؟ وقبل كل ذلك لماذا نقوم بعملية (فضح وتشهير عالمية) وفي الأوساط الدولية وعلى مرأى ومسمع من المشركين والملحدين والصهاينة وكبراء معسكري الشرق والغرب، (فضح وتشهير لمن؟
    وفي الجهة الأخرى نجد عملية (مكيجة) رهيبة تجري في الظلام - بل وفي وضوح النهار - للطغاة والجبابرة حتى يظهروا في براءة الطفل وروعة الملائكة.
    نعم هكذا وبهذه الصورة الرائعة والسيرة المشرقة، تظهر - وعلى شاشات التلفزيون وعبر أمواج الراديو وعلى صفحات الجرائد وفي ألف مكان و مكان - شخصية (الحاكم)، (الطاغوت)، (الصنم) وما أحبها من وسيلة، وما أمضاها من أسلحة بيد الطغاة لركوب الموج و(استعمار) الشعب و(استغفاله) ولكي يبقى الحاكم أولا وأخيراً متربعاً على كرسي السلطنة، متوجا بتاج العظمة، ويبده الصولجان والى جانبه أحيانا مسبحة!
    وإذا كان (حكام هذا الزمن وطواغيت هذا العصر) على هذه الشاكلة، فلماذا نغتر بعدها بـ (أبواق) سلاطين الأزمنة الغابرة؟
    كيف نطمئن إلى أقلام مرتزقة لـ (طغاة) حكموا ثلاثة أرباع البسيطة؟
    كيف نركن إلى (علماء) أو (أشباه علماء) على أبواب السلاطين، تملأ أفواههم مدائح أسيادهم وفضائلهم؟ من بعد أن ملأت عقولهم الدنانير ومخيلتهم القصور وا احلامهم المناصب والولايات!
    كيف نستند إلى كلمات أمثال (أبي هريرة، أبي الدرداء، شريح القاضي)، وألف شخص وشخص في التسبيح بحمد الأول والثاني والثالث ومعاوية ويزيد؟! أوليس التاريخ يعيد نفسه؟ أليست تلك سنة الله في الحياة؟ ألم يقل تعالى: (أتواصوا به بل هم قوم طاغون)؟
    ألا يوجد هناك ملايين من البسطاء المغترين بـ (الدعايات البراقة والإعلام المركز) و(عمليات غسيل المخ) الرامية إلى (مكيجة وجود طواغيت هذا العصر)؟ فلماذا لا يكون طواغيت الزمن الغابر كذلك؟! ولماذا لا يكون بغضنا بالنسبة لهم كبغضنا بالنسبة لحكام اليوم)؟!

    أيها الناس! أيها العالم!
    إنه لا يمكن لأحد أن يحاسب المظلوم على دفاعه عن نفسه، ويتهمه بأنه بذلك يريد الشقاق والفتنة!
    إن الزهراء مظلومة! ولئن كان ظالموها عند البعض مقدسين، فإنهم لا قداسة لهم عندنا! ولو علم هذا البعض ما ارتكبوه وما اقترفوه بحق النبي وآله الأطهار صلوات الله عليهم: لكانوا السباقين إلى لعنهم والتبرؤ منهم، ولكن العيب في بعضنا الذي يخاف من كشف حقيقتهم للناس، ويحشى من أن نعريهم ونبين وضاعتهم!
    نحن لسنا من هؤلاء الذين يدعون أنهم موالين للزهراء بينما تراهم لا يكتفون بالتغاضي عن جرائم الانقلابيين، وإنما يهاجمون من يتصدى لهذه المهمة! ويرمونه بأقذع أنواع الرمي وأسوئه، تقودهم في ذلك انهزاميتهم التي طالما عهدناها من أمثالهم!
    ليس مهما.. فليهاجمونا! نحن لن نسكت! لا والله لن تذهب دماء الزهراء هدرا! فسنفضح ظالميها وسننتقم منهم ومن كل من يرضى بأفعالهم، ذلك تكليفنا وذلك واجبنا.
    ذات مرّة؛ دخل أحد أصحاب الأئمة على الإمام الصادق (عليه السلام) وقال له: (جعلنى الله فداك يا ابن رسول الله، إني قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في الطريق فأوجع قلبي وبلغ مني)! فاستعلمه الإمام عن الأمر، فأجابه: (رأيت جلوازا (شرطيا)
    يضرب رأس امرأة، ويسوقها على المحبس وهي تنادي با على صوتها، المستغاث بالله ورسوله، فلا بغيثها أحدا)!
    فقال له الإمام (عليه السلام): (ولم فعل بها ذلك)؟ فأجابه الرجل وهو بشار المكاري: (سمعت الناس يقولون أنها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة فسمعها الجلواز فضربها واقتادها إلى السجن)!!
    احمرت عينا الإمام الصادق (عليه السلام) وبان عليه التأثر الشديد ونزلت من عينيه الشريفتين الدموع حتى ابتل منديله ولحيته وصدره: ثم قال: (يا بشار.. قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعو الله عزوجل ونسأله خلاص هذه المرأة) وأمر الإمام بعض شيعته أن يتوجهوا ألى باب السلطان ولا يبرحوه حتى يأتيهم خبر المرأة.
    وتوجه الإمام إلى مسجد السهلة، وصلى ركعتين، ورفع يده إلى السماء وقال: (أنت الله الذي لا إله إلا أنت) ثم خر ساجدا لا يسمع منه أحد شيئا إلا النفس. ثم رفع الإمام رأسه وقال: (قم يا بشار.. فقد أطلقت المرأة)!
    وعاد الإمام إلى منزله، وبينما هو في الطريق إذ أتاه بعض شيعته الذين أرسلهم إلى باب السلطان، فسألهم الإمام: (ما الخبر)؟ فأجابوا: (قد أطلق عنها)! وسأل الإمام ثانية: (كيف كان إخراجها)؟ فأجابوا كنا واقفين على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلمت؟ فقالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة. ففعل بي ما فعل!
    فأخرج الحاجب مئتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حل!! فأبت أن تأخذها، فلما رأى الحاجب منها ذلك دخل وأعلم صاحبه (الأمير) بذلك، ثم خرج فقال لها: انصرفي إلى بيتك! فذهبت إلى منزلها).
    وعند ما سمع الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام ذلك، أخرج سبعة دنانير وقال لأحد أصحابه: (اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير). فذهب هذا الرجل إلى المرأة وأعطاها الدنانير وأقرأها السلام، فقالت: (بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام)؟! فأجابها الرجل: (رحمك الله.. والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام). فشقت المرأة جيبها ووقعت مغشياً عليها!!
    وصبر الرجل حتى أفاقت، فطلبت منه أن يعيد عليها ما قاله، فأعاد عليها، فغشي عليها ثانية! ثم أفاقت، وتكرر ذلك للمرة الثالثة!
    بعدها قال الرجل: (أبشري.. خذي فهذا ما أرسل به مولانا إليك). عندها أخذت المرأة الدنانير وقالت: (سلوه أن يستوهب أمته من الله، فما أعرف أحدا توسل به إلى الله إلا وأجابه)!
    فرجع الرجل إلى أبي عبد الله الصادق عليه الصلاة والسلام، فأخبره بماطلبته المرأة، فبكى إمامنا صلوات الله عليه ودعا لها!!
    فيامولانا وسيدنا يا أبا عبد الله الصادق.. يا ابن رسول الله.. يا ابن أمير المؤمنين .. يا ابن فاطمة الزهراء.. يا حجة الله على السماوات والأرضين.. إنّا نقول: (لعن الله ظالميك يا فاطمة) فهلا حميتنا من جلاوزة هذا الزمان؟! ومن ظلمة هذا الزمان؟! ومن الكائدين في هذا الزمان؟!
    يا إمامنا وحبيب قلوبنا.. إنهم يريدون لنا التوقف لأننا نلعن ظالميكم! يريدون لهذا الصوت أن يخرس ويصمت! فهل تقبل بذلك يا سيدي؟!
    حاشاك والله!! لا والله لن تذهب دماء الزهراء هدرا!!
    ونسألكم الدعاء.

    تعليق


    • #3
      لعن الله أعداء أهل البيت
      والفاروق رضي الله عنه برئ من دم فاطمة براءة الدئب من دم يوسف
      والله العظيم كانوا احبة اهل البيت والصحابة ولكن جاء ابن سبأ ليهودي لعنة الله فكان أول قائل بولاية علي وبسب الصحابة.
      وعلي بن ابي طالب زوج ابنته الى عمر بن الخطاب .. كما سمى علي بن ابي طالب ابناؤه بعمر وابي بكر .. والله العظيم كانوا انصارا اخوة احباء بينهم ولكن قال من قال وفرق من فرق بينهم .. ولكن الحمد لله الدي نصر اهل السنة اهل الحق اتباع الصحابة واهل البيت رضوان الله عليهم ومكننا من حمل راية الاسلام ومن نشرها ومن الدفاع عنها كما مكن الله الصحابة من نشر الاسلام ونقل القران الينا .. لنا العزة ولنا الغلبة بحمد الله.
      وانت دكرت قصة كسر الظلع .. اخي القصة او الخرافة لا تصح نقلا ولاعقلا .. كما أنكرها المعمم حسين فضل الله واخرون. وأتحداك ان تاتي لي برواية صحيحة بل هات لي اصح رواية عن كسر الظلع والله لن تجدها .. فلمادا تصدقها ياترى؟ لمادا كدبوا على الفاروق رضي الله عنه كما كدبوا على الصحابة لما اتهموهم بتحريف القران .

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حمزة الباحث
        لعن الله أعداء أهل البيت
        والفاروق رضي الله عنه برئ من دم فاطمة براءة الدئب من دم يوسف
        والله العظيم كانوا احبة اهل البيت والصحابة ولكن جاء ابن سبأ ليهودي لعنة الله فكان أول قائل بولاية علي وبسب الصحابة.
        وعلي بن ابي طالب زوج ابنته الى عمر بن الخطاب .. كما سمى علي بن ابي طالب ابناؤه بعمر وابي بكر .. والله العظيم كانوا انصارا اخوة احباء بينهم ولكن قال من قال وفرق من فرق بينهم .. ولكن الحمد لله الدي نصر اهل السنة اهل الحق اتباع الصحابة واهل البيت رضوان الله عليهم ومكننا من حمل راية الاسلام ومن نشرها ومن الدفاع عنها كما مكن الله الصحابة من نشر الاسلام ونقل القران الينا .. لنا العزة ولنا الغلبة بحمد الله.
        وانت دكرت قصة كسر الظلع .. اخي القصة او الخرافة لا تصح نقلا ولاعقلا .. كما أنكرها المعمم حسين فضل الله واخرون. وأتحداك ان تاتي لي برواية صحيحة بل هات لي اصح رواية عن كسر الظلع والله لن تجدها .. فلمادا تصدقها ياترى؟ لمادا كدبوا على الفاروق رضي الله عنه كما كدبوا على الصحابة لما اتهموهم بتحريف القران .
        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
        إثبات جريمة كسر ضلع الزهراء ومظلوميتها 2015
        الحلقة (1)
        http://www.youtube.com/watch?v=1dnMpx1BxxE
        الحلقة (2)
        http://www.youtube.com/watch?v=LXIuOO7IzFA
        الحلقة (3)
        http://www.youtube.com/watch?v=n0fyI4us_sY
        الحلقة (4)
        http://www.youtube.com/watch?v=LyjJuKuNgf4
        الحلقة (5)
        http://www.youtube.com/watch?v=y1Rj9zzsB0U
        الحلقة (6)
        http://www.youtube.com/watch?v=EZq04lMGJOM
        الحلقة (7)
        http://www.youtube.com/watch?v=hjgKOuEcQgo
        ونسألكم الدعاء.

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
          تهديد عمر بن الخطاب بحرق دار الزهراء عليها السلام! (من مصادر السنة)


          ووردّ خبر تهديد عمر بن الخطاب لفاطمة الزهراء (ع) وكسر ضلعها في مصادر بكرية عديدة ومنها:
          1• ما رواه الشهرستاني عن إبراهيم بن سيّار المعتزلي النظّام أنه قال: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"! (الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص57).
          وروى الخبر عن النظام أيضا الصفدي بهذا اللفظ: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن"! (الوافي بالوفيّات للصفدي ج6 ص17).
          2• ما رواه البلاذري عن سليمان التيمي وعن عبد الله بن عون – وكلاهما من الثقات عندهم – أنهما قالا: "إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة! فتلقتّه فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب! أتُراك محرّقا عليَّ بابي؟ قال: نعم"! (أنساب الأشراف للبلاذري أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي ج1 ص586).
          3• ما رواه ابن عبد ربّه – الذي هو عندهم من الموثّقين والفضلاء – قال عن الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر: "هم علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب! أجئت لتحرّق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة"! (العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي ج5 ص13).
          4• إبن أبي شيبة الكوفي - المصنف - كتاب المغازي - الجزء: ( 8 ).
          - حدثنا : محمد بن بشر ، نا : عبيد الله بن عمر ، حدثنا : زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم : أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (ص) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة ، فقال : يا بنت رسول الله (ص) ، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن إجتمع هؤلاء النفر عندك ، أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت ، قال : فلما خرج عمر جاءوها فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فإنصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي ، فإنصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.
          ولعن الله جميع ظلمة وقتلة الشهيدة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؛ وعلى رأسهم صنمي قريش أبا بكر وعمر لعنهما الله.
          ومع السلامة.

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            صحيح البخاري: الزهراء تموت غاضبة على أبي بكر وتدفن سراً ليلا حتى لا يحضر جنازتها!





            ونسألكم الدعاء.

            تعليق


            • #7
              اخي الفاضل شيخ حسين الأكرف اريد رواية واحدة فقط تكون من كتبكم انتم وليس حتى من كتبنا على كسر الظلع. لاتعطيني حلقات يوتوب
              اريد اصح رواية عندك على كسر الظلع .. من كتبك .. قل لي يا أخي لمادا صدقتها؟ أكيد لديك دليل عليها في سنتك .. صحيح؟ ادن هات لي رواية واحدة فقط ولتكن اصح رواية ومن فضلك ودعك من اسلوب القص واللصق لو سمحت

              تعليق


              • #8
                اللهم صل على الزهراء و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها


                لعن الله أول ظالم ظلمكم أهل البيت (ع) و آخر تابع ينصب لكم العداء و يرضى بما جرى عليكم




                اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و إلعن أعداءهم








                الحديث الصحيح الأول في كسر ضلع فاطمة (ع)
















                ترجمة الرواة :





                1) محمد بن جرير بن رستم الطبري :


                لقد حمل هذا الإسم عالمان من علماء الشيعة ، الأول ويقال له الكبير له كتاب ( المسترشد ) و المتأخر و يقال له الصغير له كتاب ( دلائل الإمامة ) ، لقد خلط بعض العلماء بينهما إلا أن آيه الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس) فصل بينهما و أوضح الإلتباس و وثق الرجلين ، الإثنان ثقات

                محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي أبوجعفر ، له كتاب دلائل الامامة أو دلائل الائمة ، روى عن هذا الكتاب السيد علي بن طاووس المتوفي سنة ( 664 ) ، وروى عنه السيد هاشم التوبلي المتوفي سنة ( 1107 ) في كتاب مدينة المعاجز ، فقال في أول الكتاب عند ذكر مصادره : كتاب الامامة للشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي كثير العلم ، حسن الكلام . وذكر أن كلما ينقل في كتابه مدينة المعاجز عن محمد بن جرير الطبري فهو من كتاب الامامة له ، ثم إن محمد بن جرير هذا ( يعني الصغير ) ، مغاير لمحمد بن جرير المتقدم ( يعني الكبير ) جزما ، فإن ذاك روى كتابه الحسن بن حمزة الطبري الذي هو من مشايخ الصدوق ، والمتوفي سنة ( 358 ) ، وهذا معاصر للنجاشي والشيخ ، قدس سر هما ، فإنه روى في كتاب دلائل الامامة ، وقال : نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري ، وفي كتابه قرائن كثيرة ، وروايات عن مشايخ آقا بزر الطهراني عافاه الله تعالى في كتابه الذريعة : الجزء 8 ، ص 241 الكلام على ذلك ، فلا حاجة إلى التطويل في المقام هذا . (معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - 10381)




                2) أبو جعفر بن هارون بن موسى التلعكبري :


                - فاضل، يروي عن أبيه، وكان يحضره النجاشي كما تقدم (أمل الآمل للحر العاملي )1087

                - فاضل ، يروي عن أبيه ، وكان يحضره النجاشي كما تقدم " أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري : من مشايخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري فقد أكثر الرواية عنه في كتابه دلائل الامامة (مشايخ الثقات لغلام رضا عرفانيان)

                - محمد بن هارون بن موسى التلعكبري شيخ النجاشي (الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم)




                3) هارون بن موسى التلعكبري يكنى أبا محمد


                - جليل القدر، عظيم المنزلة، واسع الرواية، عديم النظير، ثقة، روى جميع الأصول والمصنفات، مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا ( رجال الشيخ الطوسي 6386 )

                - كان وجها في أصحابنا ثقة ، معتمدا لا يطعن عليه ، له كتب منها : كتاب الجوامع في علوم الدين ( معجم رجال الحديث للخوئي - 13273 )




                4) محمد بن همام بن سهيل، ويكنى همام ابا بكر، ويكنى محمد ابا علي البغدادي الكاتب الاسكاني


                - شيخ اصحابنا ومتقدمهم، له منزلة عظيمة، كثير الحديث، جليل القدر، ثقة ( خلاصة الأقوال - العلامة الحلي )

                - { أبو علي محمد } بن همام بن سهيل الاسكافي، ثقة ( معالم العلماء - إبن شهر أشوب )

                - الثقة الجليل شيخ اصحابنا ومتقدمهم ( تاريخ آل زرارة - أبو غالب الزراري )




                5) أحمد بن محمد بن خالد البرقي


                - ثقة في نفسه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل، صننف كثيرا (رجال إبن داود)

                - ثقة في نفسه ، يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل. وصنف كتبا، منها المحاسن وغيرها ( رجال النجاشي - الشيخ النجاشي )




                6) أحمد بن محمد بن عيسى بن عبدالله بن سعد بن مالك بن الاحوص بن السائب بن مالك بن عامر الاشعري


                - أبو جعفر القمي شيخ قم ووجهها وفقيهها غير مدافع ، له كتب (كش): عن نصربن الصباح: ماكان أحمد بن محمد يروي عن ابن محبوب من أجل أن أصحابنا يتهمون ابن محبوب في أبي حمزة الثمالى ثم تاب ورجع عن هذا القول كان شيخ القميين ورئيسهم وفقيههم، لقي أبا جعفر الثاني عليه السلام وأبا الحسن الثالث عليه السلام (رجال إبن داود 131 )

                - شيخ قم و وجهها و فقيهها غير مدافع، و كان أيضا الرئيس الذي يلقي السلطان بها و لقي أبا الحسن الرضا عليه السلام، و صنف كتب ( الفهرست للطوسي )

                - يكنى أحمد أبا جعفر، وهو صيرفي كوفي ثقة ( إيضاح الإشتباه للعلامة الحلي )




                7) عبد الله بن سنان : كان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد


                - كوفي، ثقة، من أصحابنا، جليل، لا يطعن عليه في شيء ( رجال النجاشي الشيخ النجاشي )

                - عبد الله بن سنان ثقة، له كتاب ( الفهرست للطوسي )

                - عبد الله بن سنان، ثقة ( مشايخ الثقات غلام رضا عرفانيان )




                8) عبد الله بن مسكان أبو محمد مولى عنزة


                - ثقة ، عين ، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ( رجال النجاشي )

                - أبو محمد، مولى، ثقة، عين ( نقد الرجال التفرشي )




                9) عبد الرحمن بن أبي نجران و اسمه عمرو بن مسلم التميمي


                - مولى، كوفي، أبو الفضل، روى عن الرضا عليه السلام ، وروى أبوه أبو نجران عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى عن أبي نجران حنان، وكان عبد الرحمن ثقة ثقة معتمدا على ما يرويه له كتب كثيرة ( رجال النجاشي )

                - مولى كوفى، أبو الفضل ثقة ثقة ( رجال إبن داوود 946 )



                10) يحيى بن القاسم أبو بصير الأسدي و قيل أبو محمد


                - ثقة، وجيه ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ( رجال النجاشي )





                رأي آية الله السيد صادق الروحاني (دام ظله) :













                ------------------------------------------------











                الحديث الصحيح الثاني في كسر ضلع فاطمة (ع) :



                هذا الحديث منقول عن المحور العقائدي المعروف محامي أهل البيت ( أدامه الله ) عن طريق أخيه المحاور العقائدي الصلب ناصر الحسين ( أدامه الله ) من شبكة الحق













                قال السيد ابن طاووس طيب الله ثراه في كتابه مهج الدعوات ص307-308 :


                ( في سجدة الشكر رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتاب فضل الدعاء و قال أبو جعفر عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا




                وبكير بن صالح عن سليمان بن جعفر عن الرضا :




                قالا : دخلنا عليه وهو ساجد في سجدة الشكر فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فقلنا له أطلت السجود ؟




                فقال : من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء كان كالرامي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر




                قالا : قلنا فنكتبه ؟




                قال : أكتبا إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر فتقولا " اللهم العن اللذين - يعني إثنين- بد لا دينك وغيرا نعمتك واتهما رسولك صلى الله عليه وآله وسلم وخالفا ملتك وصدا عن سبيلك وكفرا آلاءك وردا عليك كلامك واستهزءا برسولك وقتلا ابن نبيك وحرفا كتابك وجحدا آياتك وسخرا بآياتك واستكبرا عن عبادتك وقتلا أوليائك وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق وحملا الناس على أكتاف آل محمد . اللهم العنهما لعنا يتلو بعضه بعضا واحشرهما وأتباعهما إلى جهنم ذرقا اللهم إنا نتقرب إليك باللعنة لهما والبراءة منهما في الدنيا والآخرة ، اللهم العن قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، اللهم زدهما عذابا فوق عذاب وهوانا فوق هوان وذلا فوق ذل وخزيا فوق خزى ... الخ " )




                وثيقة :











                ---------------------------------------------




                مناقشة السند :


                للسيد ابن طاووس قدس سره طرق تمر بالشيخ رضوان الله تعالى عليه فيروي من خلالها جميع مرويات الشيخ في كتابه الفهرست وغيرها .. نذكر منها طريق واحد وهو صحيح



                قال في فلاح السائل ص14 :


                ( أقول فمن طرقي في الرواية إلى كلما رواه جدي أبو جعفر الطوسي في كتاب الفهرست وكتاب أسماء الرجال وغيرهما من الروايات ما اخبرني به جماعة من الثقات منهم الشيخ حسين بن أحمد السوراوي إجازة في " جمادى الأخرى " سنة تسع وستمأة قال اخبرني محمد بن أبي القاسم الطبري عن الشيخ المفيد أبى على وعن والده جدي السعيد أبي جعفر الطوسي )






                هذا مع العلم أنه قد صحح السيد رضوان الله تعالى عليه طرقه هذه التي تصل إلى مرويات الشيخ في الفهرست ومن ضمنها كتاب سعد بن عبد الله القمي كما في إقبال الأعمال ج2-ص202 :




                ( أخبرنا جماعة قد ذكرنا أسمائهم في الجزء الأول من المهمات ، بطرقهم المرضيات إلى مشائخ المعظمين محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وجعفر بن قولويه وأبى جعفر الطوسي وغيرهم ، باسنادهم جميعا إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء ، المتفق على ثقته وفضله وعدالته )





                -------------------------------------------------------------------





                أما طريق شيخ الطائفة رضوان الله تعالى عليه .. إلى كتب سعد بن عبد الله القمي جميعا فإنه يرويه كما في الفهرست ص105-106 :



                ( أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدة من أصحابنا ، عن محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه ، عن أبيه ومحمد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن رجاله . قال ابن بابويه : الا كتاب المنتخبات ، فاني لم اروها عن محمد بن الحسن الا أجزأ قرأتها عليه وأعلمت على الأحاديث التي رواها محمد ابن موسى الهمداني ، قد رويت عنه كل ما في كتاب المنتخبات مما اعرف طريقه من الرجال الثقات . وأخبرنا الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد ، عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله )






                وثيقة :











                قال السيد الخوئي كما في المفيد من المعجم ص247 :


                ( طريق الشيخ والصدوق إليه صحيح )





                --------------------------------------------------------------------------





                أما طريق سعد بن عبد الله إلى الإمام الرضا عليه السلام .. فإنه يرويه عن :


                ( أبي جعفر ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع )




                و أبو جعفر هو أحمد بن محمد بن عيسى .. قال العلامة في الخلاصة ص430 :


                ( ذكر الشيخ وغيره في كثير من الاخبار سعد بن عبد الله عن أبي جعفر ، والمراد بابي جعفر هنا هو أحمد بن محمد بن عيسى )




                وقال الشيخ عبد الرسول الغفار في حاشية الكليني والكافي ص 471 :


                ( في كثير من الاخبار : سعد بن عبد الله عن أبي جعفر ، وأبو جعفر هذا هو أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي . ولا يستبعد أن أبا جعفر هي كنية أحمد بن خالد البرقي ، وسعد بن عبد الله يروي عنه أيضا )





                وكيف كان فكليهما ثقة ...





                ----------------------------------------------------------





                الخلاصة .. يكون الإسناد في نهاية الأمر كالتالي :




                ( قال السيد ابن طاووس : أخبرني الحسين بن أحمد السوراوي ، قال : أخبرني محمد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ المفيد أبى على ، عن والده شخ الطائفة ، قال : عن عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، عن أبيه ومحمد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله و قال شيخ الطائفة : أخبرنا الحسين بن عبيد الله و ابن أبي جيد ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن أبيه ، عن سعد بن الله جميعا


                قال : قال أبو جعفر ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن الرضا عليه السلام ... فذكره )





                ----------------------------------------------------





                السند و الطرق التي اعتمدها شيخ الطائفة الطوسي (قدس) صحيحة و رجالها من ثقات الشيعة
                التعديل الأخير تم بواسطة شيخ حسين الأكرف; الساعة 12-02-2013, 11:53 PM.

                تعليق


                • #9
                  انت ما ينفع الحوار معك صراحة ... ليس عندك مهنجية علمية بدون النسخ واللصق.
                  اين كسر الظلع في الروايتين؟
                  اريد اصح رواية على كسر الظلع يا اخي

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                  ردود 2
                  14 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                  استجابة 1
                  12 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  يعمل...
                  X