يضع احد الاعضاء في المنتدى ما يلي :
قال المامون للرضا: إني قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين، وأفسخ ما في رقبتي وأضعه في رقبتك، فقال له الرضا عليه السلام: " الله الله - يا أمير المؤمنين - إنه لا طاقة لي بذلك ولا قوة لي عليه "
كتاب الإرشاد للشيخ المفيد
كتاب الإرشاد للشيخ المفيد
وهي محاولة بائسة منه ( كعادة النواصب ) من ان ائمة اهل البيت عليهم السلام هم من رفض الخلافة ( ولم تسرق منهم )
والرد على هكذا اشكال ما يلي :
ذكر الشيخ المفيد في الإرشاد:
أن المأمون خاطب الإمام الرضا عليه السلام فقال له:
إني رأيت أن أوليك العهد أي الخلافة.
فقال له: اعفني يا أمير المؤمنين، إنه لا طاقة لي بذلك، ولا قوة لي عليه.
قال له: فإني موليك العهد من بعدي.
فقال له: اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين.
فقال له المأمون كلاماً فيه كالتهديد له على الامتناع عليه، وقال في كلامه: إن عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وشرط فيمن خالف عنهم أن يضرب عنقه، ولابد من قبولك ما أريده منك فإني لا أجد محيصاً عنه .
لماذا رفض الإمام عليه السلام الخلافة: وهنا سؤال يتبادر إلى الأذهان، لماذا رفض الإمام الرضا عليه السلام الخلافة، لما عرضها عليه المأمون، ألم تكن هذه فرصة للتغيير، كما أنها فرصة لتنفيذ مبادئه ووضع قيمه؟… ويتضح الجواب عن هذه السؤال ضمن النقاط الآتية:
1- لقد كان الإمام عليه السلام على علم مسبق بأن المأمون ليس صادقاً في دعواه إعطائه الخلافة، وإنما هي حديث لساني فقط.
2- إن تولي الإمام عليه السلام الخلافة، يعني جعله في موضع المسؤولية عن إدارة الأمور في كل أرجاء الدولة الإسلامية.
ومن الواضح أن هذا بحاجة إلى وجود جهاز واعٍ يمتلك القدرة على تطبيق مقررات المنهج الإسلامي في الحكومة بكل أمانة وإخلاص. وإلا لو كان الغرض مجرد جلوس الإمام على كرسي الحكم، لكان بإمكانه عليه السلام أن يتسلم زمام الحكم على النحو الذي يتسلمه خلفاء بني العباس، خصوصاً وأنه كانت له قواعد شعبية ضخمة تسانده وتواليه. لكن مثل هذه القواعد لم تكن تصلح قاعدة لحكم الإمام عليه السلام لأن ارتباطها به عليه السلام كان ارتباطاً فكرياً غامضاً وعاماً يتسم فقط بالحماس العاطفي. هذه العاطفة التي استند لها بنو العباس ذلك الوقت وركبوا من خلالها موجها للوصول إلى الحكم. وعلى أي حال ليست المسألة مجرد عملية تغيير شكلي، بل هي عبارة عن بناء مضموني يقوم على أساس من الوعي والتفهم المخلص. فهل كان بإمكان الإمام عليه السلام أن يعمد إلى الأجهزة العباسية الموبوءة بكل ما تحمل من فساد وانحراف، ويطلب منها أن تطبق الإسلام وتقيم حدوده، لا ريب أن هذا لا يمكن قبوله. فإن قيل:إذا كان الأمر كما ذكرتم فلماذا قبل عليه السلام إذن ولاية العهد؟… قلنا: ذكرنا فيما تقدم أن قبوله ولاية العهد لم يكن عملاً اختيارياً، بل كان إكراهاً واضطهاداً سياسياً مغلفاً، عانى منه الإمام عليه السلام بعد أن ولي العهد لأنه كان يعلم أن المأمون إنما جعله في هذا المنصب من أجل أن يركز حكمه المنهار بسبب الأحداث التي واكبت حكومته.
ودوافع المامون هي في أمور ثلاثة:
الأول: إعطاء المأمون خلافته الصبغة الشرعية، وجعلها تعيش في حالة من الهدوء والاستقرار، لأن القواعد الشعبية التي كانت مؤمنة بالخلافة العباسية كانت تنظر إلى خلافته بنظرات من الشك والريب، لأنه قتل أخاه الأمين، الذي كان الخليفة الشرعي، وفعل به الأفاعيل، حتى لقد جيء له برأسه. فهذه النقطة أثارت هواجس وشكوك القواعد الشعبية، في أصل مشروعية خلافة المأمون، مما زعزع الثقة بمركزه وقوته.
وبعبارة أخرى، لم تكن خلافة المأمون أمراً متسالماً عليه عند الجميع، بل فقد المأمون رصيده من بني العباس جميعاً. وفي المقابل كانت هناك القواعد الشعبية الشيعية التي لا تؤمن بمشروعية خلافة بني العباس أصلاً، وهي شريحة من المجتمع الإسلامي لم يكن للمأمون فيها نصيب. فهذا جعل المأمون يقتنع بأن خلافته بحاجة إلى ثوب شرعي، يسنده وهو في الحكم. ولهذا بادر إلى استدعاء الإمام عليه السلام صاحب الخلافة الشرعية، وكانت خطته أن ينـزع الخلافة ويعطيها إياه، ومن ثم يردها الإمام عليه السلام عليه بعد ذلك، فيكون هذا الرد من قبل الإمام عليه السلام كسباً للثوب الشرعي الذي تمناه المأمون لخلافته والتخلص من شبح عقدة عدم الشرعية. وبالجملة كانت خطة المأمون تتلخص في ثلاثة أمور: أن يجعل الإمام عليه السلام ورقة مساومة بينه وبين العباسيـين في بغداد. أن يجعله عليه السلام ورقة مساومة بينه وبين العلويـين. أن يجعله عليه السلام ورقة مساومة بينه وبين الشيعة في خراسان.
لكن الإمام عليه السلام اكتشف لعبة المأمون المكشوفة، ورفض الخلافة بصورة لا تعطي المأمون الشرعية في استلام زمام الأمور، قال له عليه السلام: هل إن الخلافة ثوب ألبسك الله إياه، فإن كان ثوباً ألبسك الله إياه فلا يكون بإمكانك أن تـنـزعه منك وتمنحه إياي، وإن لم يكن شيئاً أعطاك الله إياه فكيف تعطيني ما لا تملك . وقد تركت هذه الكلمة منه عليه السلام أثرها، ونجم عن ذلك عدم ثبوت الشرعية التي كان يرغبها المأمون لخلافته، بل نزعت الشرعية منها في المستقبل.
الثاني:المشكلة والقلق اللذان كان تسببهما القواعد الشعبية الموالية للإمام عليه السلام من خلال الانتفاضات الثورية التي كانت تقوم بها، خصوصاً وأنها قد امتلكت من القوة ما جعلها خطراً حقيقياً على عرش المأمون، وقد كانت منتشرة في أرجاء العالم الإسلامي. فتمكن المأمون من ضم القائد الفكري لهذه الحركات بجعلها تخضع للجهاز الحاكم، بل لو لم تقبل ذلك لكانت عرضة للوم من قبل المسلمين. ومن الواضح أن هذا سيعود على المأمون بعدة مكاسب:
منها: تأمين الولاء للعرش، وتهدئة الخواطر، إذ أنهم سيشحنون هذا الانعطاف نحو الإمام عليه السلام وبالتالي سيأمن المأمون غوائلهم وانتفاضاتهم. ومنها:احتواء الحركات الثورية ومحاولة كسب عواطف العلويـين. ومنها:تشويه صورة الإمام عليه السلام ومن ثم تشويه صورة أهل البيت عليه السلام ورفع القدسية التي تحيطهم الأمة بها، من خلال زرع الريب والشكوك فيهم لكون الإمام عليه السلام قبل بأنصاف الحلول، وقبل بولاية العهد، وهذا أمر لا ينسجم مع الشعارات التي تطرحها مدرستهم. ولقد باشر المأمون لتنفيذ هذا المخطط من أجل تحقيق هذه الغاية، فقام بما يلي: [*]خلع أخاه المؤتمن من ولاية العهد. زوج الرضا عليه السلام ابنته أم حبيبة. بدل شعار الدولة من السواد إلى الخضرة. [*]أمر ولد العباس وأركان دولته وقادة جيشه بمبايعة الإمام عليه السلام ولياً للعهد. ضرب النقود باسم الإمام عليه السلام.
ولقد أدرك الإمام عليه السلام نوايا المأمون، فقال له منذ اليوم الأول: تريد أن يقول الناس أن علي بن موسى لن يزهد في الدنيا، بل الدنيا زهدت به، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الدنيا وطمعاً في الخلافة . كما أنه قد اشترط عليه أن لا يمارس أي نوع من أنواع السلطة في حل وعقد وفي عزل وتعيين، وقد حاول المأمون تناسي هذا الشرط مرات عديدة، فيحاول إقحام الإمام عليه السلام في بعض الأمور الإدارية، لكنه عليه السلام كان يذكره بلزوم الوفاء بشرطه. وهذا الموقف السلبي يوحي للأمة رفض الإمام عليه السلام لسياسة الحكم الفاسد في ذلك الوقت وأنه لابد من تغييره، فيدل على عدم رضاه عنه. بل لقد كانت قواعد الإمام عليه السلام الشعبية أيضاً تدرك واقع الخدعة، فلما جاء الفضل بن سهل إلى المدينة محملاً بالدراهم والدنانير ليأخذ للمأمون البيعة بالخلافة وللرضا البيعة بولاية العهد، ويدفع للناس المال، رفضت القواعد الشعبية للإمام عليه السلام ذلك وقالت أنها تبايع الإمام بالخلافة لا بولاية العهد، وأنها ترفض البيعة للمأمون. وعندها طلب المأمون من الإمام الكتابة لشيعته بالسكوت فرفض الإمام مذكراً إياه بالشرط الذي شرط عليه، وهو أن لا يأمر ولا ينهى.
الثالث:عزل الإمام عليه السلام عن قواعده الشعبية، وجعله واقعاً تحت جهاز الرقابة للدولة، فيعرف بمن يتصل، ومن يتصل به.كما أن ذلك يجعله أحد أعضاء الجهاز الحاكم وبالتالي سينصهر فيه، مما يؤدي إلى ميعان حركة التشيع وقضيتها ضمن إطار الخلافة العباسية. ولقد سار جميع من جاء بعد المأمون على هذه السياسة وهي سياسة حمل الإمام على الحضور في بلاط الخلافة يومين في الأسبوع، كنوع من العزل لهم عن قواعدهم الشعبية. وقد أدى هذا إلى قطع اتصال الإمام عليه السلام بالأمة، حتى يتمكن من تنمية فكرها وزيادة وعيها، وتعميق ولائها لمدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام . ولقد عانى الإمام عليه السلام مرارة الغربة في أفخم القصور، مع الخدم الذين كانت وظيفتهم رصد حركاته وأفعاله وتزويد الجهاز الحاكم بها.
http://arabic.irib.ir/Monasebat/E-reza/Sirat4.htm
تعليق