نحن هنا في مدرسة الحسيـن(ع) لنتعلم الإسلام في عقائده وشرائعه ومناهجه وحركته في الحياة، ولنعيَ كذلك الواقع الذي حمّلنا الله مسؤوليته، ولنقارن بين الواقع الذي نعيشه فيه، وبين الإسلام الذي أرادنا الله أن نطبّقه على الواقع كله، لذلك فمدرسة الحسين (ع)ليست لها صفة خاصة، إنها مدرسة الإسلام، فهو من رسول الله من عمق خطه وحركته.


فمـاذا تـرك لنـا الحسيـن من تـراث ومـاذا حمّـلنا من مسؤوليتـه؟ إن للحسين صورة في معنى الإنسان المسلم، وعلينا_أيها الأحبة_ أن تكون صورتنا صورة الحسين، فالدموع التي تذرفها هي الحركة التي نتفاعل بها مع الحسين عاطفياً، فنحن نحبه بكل الحب والإحساس، ولذلك نفرح لفرحه ونحزن لحزنه ونتفاعل معه، فالبكاء إذاً ليس شيئاً ندعو إليه فحسب ولكنه شيء نعيشه.




إن قصة أن نبكي هي قصة أننا نحب، وأن نحزن، هي أننا نرتبط بـه ارتباطاً عضوياً فيما هو ابن الرسالة، فلنبق مع الحزن لا على أساس أن نجعله كل القضية، فقيمته –أي البكاء- في الإنسانية هو أنه يجعل الإنسان يحتج على المأساة وأن يزداد احتجاجه عليها في الواقع، فالتاريخ كان صناعة الذين عاشوه والذين أحسنوا وأساؤا فيه، أمّا نحن فعلينا أن ننطلق من مبادئنا وخطوطنا الفكرية لنلاحق كل مآسي الحاضر وكل الذين يصنعون المأساة فيسقطون-من خلالها- حريةَ الأمة، ويبدّلون العدل والظلم، ويعملون من أجل اضطهاد إنسانية الإنسان ليكون الوحش هو الذي يقود الإنسانية والواقع.



من كلام آية الله السيد حسين محمد فضل الله (دام ظله)


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...