هل يحرر الأميران العسكريان الرياض من ماضيها المتشدد؟
الرياض – توقفت الرياض مليا يوم أمس عند قرارين أصدرهما الملك عبد الله بن عبد العزيز بتنصيب الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أميرا
عليها، وتعيين الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائبا له.
ففي يوم واحد تغيرت خريطة السلطة التي تدير العاصمة السعودية لتصبح بين يدي ضابطين في الجيش، الأمير خالد بن بندر القائد السابق
للقوات البرية، والذي ترك مكتبه في القيادة العسكرية ليتربع على كرسي يعتبره السعوديون حساسا جدا لأن من يحكم الرياض يحكم عقل
السعودية. بينما أتى لنيابة الأمير طيار عسكري لطالما ازدانت الصحف السعودية بصورته وهو يترجل من طائرته مزهوّا.
وبعد أن تعودت إمارة الرياض على وجود الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي أضحى وليا للعهد وطبع الإمارة بطابعه المثير لدى سكانها حتى
مع وجود خليفته سطام الذي انتقل الى رحمة ربه هذا الاسبوع، يقدم إليها خالد بن بندر من الصفوف الخلفية في الأسرة المالكة ومن ثكنات
القوات البرية التي كان مسؤولا عن برنامج ضخم لتطويرها ليحكم الرياض بعد أن كانت تراهن على أسماء من الصف الأول.
وأصبح التساؤل المطروح الآن هو: هل تغيرت العقلية التي تحكم السعودية وبدأت تفسح المجال لأمراء آباؤهم لم يلعبوا دورا سلطويا مهمّا
كالأمير بندر بن عبد العزيز، الأمير الزاهد الذي اختار ان يبتعد عن المراكز القيادية ليتفرغ لمسجده واهتمامه بالأعمال الخيرية وأسرته حيث
خرج أبناء تسلموا مهاما حساسة في الإدارة السعودية؟
وبتعيين خالد أميرا على الرياض يصبح لدى الأب الثمانيني أميران مهمان أكبرهما فيصل ممثل والده في هيئة البيعة والذي يحكم منطقة
القصيم المهمة.
لم يتطلع الأمير بندر إلى الحكم أو ممارسة السلطة، لكن الزمن وتعليمه ابناءه جيدا جعلاه يراهم يتوزعون بين إمارات مهمة ومناصب عسكرية
حساسة.
ولا يمكن إهمال الدور الذي لعبه ايضا شقيق الأمير خالد أمير الرياض الجديد عبد العزيز في الحكومة والذي كان نائبا لرئيس الاستخبارات
السعودية وتخلى عن وظيفته قبل أشهر معدودة.
ويحتل تركي الابن الآخر لبندر بن عبد العزيز دورا مهما أيضا في القوات الجوية السعودية حيث يدير الاتصالات الالكترونية والحاسب الآلي
بالقوات الجوية.
ويبدو للعيان أن تعيين أخوين، هما فيصل وخالد لحكم منطقتين مهمتين في السعودية ولهما علاقة قوية بتواجد الزخم الاسلاموي، يمثل توجها
من القيادة السعودية لإيكال الإدارة لشخصين محترفين لديهما معرفة جيّدة بالتعامل مع التيارات الاسلامية ولسمعة والدهما الحسنة بين
الإسلاميين وأيضا لقدراتهما الادارية ولقدومهما من خلفية عسكرية منضبطة ولعدم خوضهما هما ووالدهما غمار الأعمال التجارية التي تثير
ضجيجا شعبيا نتيجة استخدام السلطة تعسفيا.
وأثار تعيين الأمير خالد بن بندر موجة من الارتياح بين أفراد الأسرة الحاكمة لأن التعيين يثبت أن النظام السعودي لا يرى توزيع المناصب
حكرا على المتنفذين في الأسرة، بل يتم حسب الإمكانيات الإدارية والخبرة العالية.
لكن تعيين ابن الملك عبد الله تركي نائبا لأمير الرياض فُهم على أن أباه قد تم منحه فرصة كي يرتقي سلم المهام وأيضا ليتدرب على إدارة
المناطق والتماس مع الشعب.
وعرف عن الأمير تركي عشقه للطيران فهو طيار عسكري محترف لطائرات الأف خمسة عشر المتقدمة، وكانت آخر مهامه إنجاز رحلة طويلة مع
سرب طيران سعودي انطلق من قاعدة الملك عبد العزيز بالظهران شرق السعودية الى قاعدة نيلس في لاس فيغاس الأميركية.
وهكذا، فإن تعيين الضابطين المهمين في مركزيهما الإداريين الجديدين يعني قدوم جيل محكوم بالخبرة الادارية العالية والانجازات في حقل
التخصص، وقد يراهن سكان الرياض على أن تكون هناك تطورات جديدة للرياض أهمها ان تتحرر من تقليديتها المرهبة كعاصمة التشدد
الاجتماعي ولتصبح ذات ديناميكية متحررة تعمل على استثمار مخزونها السكاني الذي بلغ الخمسة ملايين مواطن ومقيم، وأيضا ثروتها
الطائلة وناتجها الضخم الذي لم ينعكس بأية حال على شكلها وواقع امكانياتها.
السؤال المهم الذي طُرح يوم أمس في العاصمة السعودية هو هل ستقفز الرياض الى الأمام متنبهة للتحديات التي تواجهها مع تطور معرفة
شبابها وإتقانهم أدوات الاتصال والتحشيد وأيضا بحثهم عن مستقبل أفضل؟
Alarab Online
الرياض – توقفت الرياض مليا يوم أمس عند قرارين أصدرهما الملك عبد الله بن عبد العزيز بتنصيب الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أميرا
عليها، وتعيين الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائبا له.
ففي يوم واحد تغيرت خريطة السلطة التي تدير العاصمة السعودية لتصبح بين يدي ضابطين في الجيش، الأمير خالد بن بندر القائد السابق
للقوات البرية، والذي ترك مكتبه في القيادة العسكرية ليتربع على كرسي يعتبره السعوديون حساسا جدا لأن من يحكم الرياض يحكم عقل
السعودية. بينما أتى لنيابة الأمير طيار عسكري لطالما ازدانت الصحف السعودية بصورته وهو يترجل من طائرته مزهوّا.
وبعد أن تعودت إمارة الرياض على وجود الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي أضحى وليا للعهد وطبع الإمارة بطابعه المثير لدى سكانها حتى
مع وجود خليفته سطام الذي انتقل الى رحمة ربه هذا الاسبوع، يقدم إليها خالد بن بندر من الصفوف الخلفية في الأسرة المالكة ومن ثكنات
القوات البرية التي كان مسؤولا عن برنامج ضخم لتطويرها ليحكم الرياض بعد أن كانت تراهن على أسماء من الصف الأول.
وأصبح التساؤل المطروح الآن هو: هل تغيرت العقلية التي تحكم السعودية وبدأت تفسح المجال لأمراء آباؤهم لم يلعبوا دورا سلطويا مهمّا
كالأمير بندر بن عبد العزيز، الأمير الزاهد الذي اختار ان يبتعد عن المراكز القيادية ليتفرغ لمسجده واهتمامه بالأعمال الخيرية وأسرته حيث
خرج أبناء تسلموا مهاما حساسة في الإدارة السعودية؟
وبتعيين خالد أميرا على الرياض يصبح لدى الأب الثمانيني أميران مهمان أكبرهما فيصل ممثل والده في هيئة البيعة والذي يحكم منطقة
القصيم المهمة.
لم يتطلع الأمير بندر إلى الحكم أو ممارسة السلطة، لكن الزمن وتعليمه ابناءه جيدا جعلاه يراهم يتوزعون بين إمارات مهمة ومناصب عسكرية
حساسة.
ولا يمكن إهمال الدور الذي لعبه ايضا شقيق الأمير خالد أمير الرياض الجديد عبد العزيز في الحكومة والذي كان نائبا لرئيس الاستخبارات
السعودية وتخلى عن وظيفته قبل أشهر معدودة.
ويحتل تركي الابن الآخر لبندر بن عبد العزيز دورا مهما أيضا في القوات الجوية السعودية حيث يدير الاتصالات الالكترونية والحاسب الآلي
بالقوات الجوية.
ويبدو للعيان أن تعيين أخوين، هما فيصل وخالد لحكم منطقتين مهمتين في السعودية ولهما علاقة قوية بتواجد الزخم الاسلاموي، يمثل توجها
من القيادة السعودية لإيكال الإدارة لشخصين محترفين لديهما معرفة جيّدة بالتعامل مع التيارات الاسلامية ولسمعة والدهما الحسنة بين
الإسلاميين وأيضا لقدراتهما الادارية ولقدومهما من خلفية عسكرية منضبطة ولعدم خوضهما هما ووالدهما غمار الأعمال التجارية التي تثير
ضجيجا شعبيا نتيجة استخدام السلطة تعسفيا.
وأثار تعيين الأمير خالد بن بندر موجة من الارتياح بين أفراد الأسرة الحاكمة لأن التعيين يثبت أن النظام السعودي لا يرى توزيع المناصب
حكرا على المتنفذين في الأسرة، بل يتم حسب الإمكانيات الإدارية والخبرة العالية.
لكن تعيين ابن الملك عبد الله تركي نائبا لأمير الرياض فُهم على أن أباه قد تم منحه فرصة كي يرتقي سلم المهام وأيضا ليتدرب على إدارة
المناطق والتماس مع الشعب.
وعرف عن الأمير تركي عشقه للطيران فهو طيار عسكري محترف لطائرات الأف خمسة عشر المتقدمة، وكانت آخر مهامه إنجاز رحلة طويلة مع
سرب طيران سعودي انطلق من قاعدة الملك عبد العزيز بالظهران شرق السعودية الى قاعدة نيلس في لاس فيغاس الأميركية.
وهكذا، فإن تعيين الضابطين المهمين في مركزيهما الإداريين الجديدين يعني قدوم جيل محكوم بالخبرة الادارية العالية والانجازات في حقل
التخصص، وقد يراهن سكان الرياض على أن تكون هناك تطورات جديدة للرياض أهمها ان تتحرر من تقليديتها المرهبة كعاصمة التشدد
الاجتماعي ولتصبح ذات ديناميكية متحررة تعمل على استثمار مخزونها السكاني الذي بلغ الخمسة ملايين مواطن ومقيم، وأيضا ثروتها
الطائلة وناتجها الضخم الذي لم ينعكس بأية حال على شكلها وواقع امكانياتها.
السؤال المهم الذي طُرح يوم أمس في العاصمة السعودية هو هل ستقفز الرياض الى الأمام متنبهة للتحديات التي تواجهها مع تطور معرفة
شبابها وإتقانهم أدوات الاتصال والتحشيد وأيضا بحثهم عن مستقبل أفضل؟
Alarab Online
تعليق