قادمون ياااااااااابغداد، فقدموااااااااااا...
في إنطباق الصورة على الأصل هل ثمة ترابط بين مظهر رجل الدين وداخله؟..وهل يترتب على هذا المظهر نمطا خاصا من السلوك؟..وإذا كان كذلك فما هو هذا السلوك قولا وفعلا؟...ربما هي أسئلة ساذجة بعض الشيء، أو ربما قد أجاب عنها تراثنا الأسلامي بتفصيل نجده منبثا في الكتب إمهاتها وأبنالئها، لكن الـ "ليس" من هذه الـ "ربما" والذي لا يمكن تفهمه، هو معنى حمل رجل دين سيفا بطول قامته تقريبا وهو يؤم المصلين في صلاة الجمعة، و يمتشقه أثناء ما يلقي خطبتها..!
مظهر رجل الدين الذي أعنيه، بلحيته الممشطة جيدا من الأسفل عملا بالوصية التي وجدت في سفط كسرى والتي كان دونها سبعة أقفال، والتي كتب فيها: " اذا أردت أن تطول لحيتك فمشطها من الأسفل"!، وبثوبه الأبيض الأنيق والعمامة التي لفت بعناية فائقة، منظر يوحي للوهلة ألأولى بالوقار لولا السيف الذي كان ..
دققت في مظهره مرة أخرى فوجدته قد أرخى على كتفيه عباءة موشاة بخيوط ذهبية...آه...إنها عدة الطغاة الى جانب السيف ذا الحمائل المزركشة..فالطغاة منذ أيام "زمان". يعنون دوما بأدوات بعينها..."زمان" يمتد الى عصر الدولة المعاوية، هذه تسمية تستخدم لأول مرة في التداول التاريخي، فعلى حد علمي لم يسبقني أحد الى تسمية تلك الدولة "بالدولة المعاوية" وهو سبق لي يرجى تسجيله باسمي في أتحاد المؤرخين العرب، وربما استحق عليه شهادة الماجستير بالتاريخ اسوة بهزاع الشمري الذي حصل على شهادة مماثلة عن أطروحته :" أمير المؤمنين يزيد بن معاوية هذا الخليفة المفترى عليه" ...إنتهى الأستطراد..
الشيخ الذي أعنيه كان في الجمعة الفارطة طاغية بثياب رجل دين...كان يصيح بصوت ولا صوت من يجر موال، يااااااااابغداد إنا لقادمون...وكان عدد ثواني المد في ياااااابغدااااااد يقرب من نصف دقيقة،وهذه المرة مد الف بغداد مثلما مده في حرف النداء، وهوشأن فوق طاقة البشر العادية، لكنه فعلها وهي من عدة الطغاة والمحرضين على الفتنة...قادمون ياااااااااابغداد..
وقد قدموا أول أمس فعلا الى بغداد مثلما وعدوا أو توعدوا..
بغداد أمهم الحانية، أمهم التي ما أنفكت تغفر لهم خطاياهم وأخطائهم بحقها، أمهمم التي ما عاتبتهم على عقهم إياها، لكنهم لم يكونوا آتين لبر هذه الأم العفيفة ، بل قدموا ليستبيحوا شرفها فزنوا بها بعشر مفخخات...
كلام قبل السلام: مع أن آلامنا صارت مزمنة ولكن من المؤكد أننا لن نعتد عليها أبداً ولن نألفها وسنرفضها !
سلام.....
قاسم العجرش
qasim_200@yahoo.com
تعليق