بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سمع الناس يوم الجمعة الفائت الخطاب الطائفي الذي رفعه امام الجمعة في الانبار وخطباء المسيرة السياسية في الانبار وتناقلته وكالات الانباء والفضائيات العربية الرسمية, لقد كان كل شيء واضحاً في هذا الخطاب لا يحتاج الى تعليق وشرح.دعوة الى العودة الى الطائفية السياسية في الحكم والتمييز الطائفي والتهديد باعادة الحرب التي احرقت الاخضر واليابس ثمان سنوات مرة اخرى, كما اشعلوها اول مرة, وإعادة الخارطة السياسية الى العراق كما كان في عهد حزب البعث.
واعادة الناس الذين نزلوا الى الشارع لاستعادة حقوقهم وتقرير مصيرهم الى بيوتهم مرة اخرى, وان لم يعودوا.....!
دعوة سافرة الى عودة العصابات الطائفية التي كانت تحكم العراق الى مواقع القرار والحكم.
وعودة المجازر والويلات والسجون وحفلات التعذيب والمطاردة الامنية للناس وتجويع الناس وارعابهم وسلب الامن من البيوت والعوائل والرجال والنساء مرة اخرى.
انهم لا يريدون إسقاط حكومة الرئيس المالكي, وإنما يطلبون اسقاط الحكومة الوطنية واستبدالها بحكومة العصابات الطائفية مرة اخرى.
ولهؤلاء نقول ان العصابات الطائفية الفاسدة التي حكمت العراق لن تعود بعد اليوم الى العراق ان شاء الله.
ولا ينسى الناس ظروف الارهاب والرعب ومشاهد التعذيب والسجون وحالات الترمل واليتم, والمقابر الجماعية التي عرفوها في عهد تسلط البعث في العراق, ولن يسمحوا بعودتها ان شاء الله , وليس هذا من الشعار في شيء وانما هو ايمان ووعي وعزم ومقاومة, تقرأونها على وجوه المؤمنين.
ان ربيع الصحوات الاسلامية المعاصرة لم يبدأ في رأينا من تونس وإنما انطلق من العراق, ولن يعود العراق مرة اخرى الى الخريف السياسي البائس ان شاء الله.
ولستم تستطيعون ان تنسفوا بهذه الخطابات المتطرفة البيت الاسلامي الكبير في العراق الذي يجمع الشيعة والسنة في العراق على امتداد التاريخ في أجواء من المودة والتعاون والتفاهم.
ان البيت الاسلامي الكبير في العراق يقوم على اساس من التقوى والوعي والإيمان والمعرفة, فلن تستفزه الخطابات الطائفية, وسوف تزول الحالة الطائفية ويبقى البيت الاسلامي الكبير في العراق عامراً بالتقوى والمودة والتعاون والوعي والاعتصام بحبل الله, يجمع السنة والشيعة صفاً واحداً مرصوصاً في مواجهة اعداء الاسلام ان شاء الله.
يا ابناء البيت الاسلامي الكبير في العراق يا علماء الاسلام وائمة الجمعة والجماعات أيها المسؤولون في المواقع السياسية والادارية والتشريعية والتنفيذية.
ان من وراء هذه الفتنة التي يقودها هؤلاء الناس مؤامرة دولية كبيرة تشارك فيها تركيا والعربية السعودية وقطر, والقاعدة, وحزب البعث, ومن ورائهم جميعاً امريكا والغاية منها جميعاً اسقاط الحكومة الوطنية في العراق واعادة العراق مرة اخرى الى العصابات الطائفية الفاسدة التي كانت تحكم العراق.
وتحمل هذه الفتنة معها الى العراق دماراً وخراباً وحرائق واسعة, نسأل الله ان يقي شرها العراق واهله.
اعتصموا بحبل الله جميعاً, ولا تفرقوا, وتحصّنوا بالبيت الاسلامي الكبير, واحملوا الى جمهور الناس في الشارع الوعي السياسي واحفظوهم من الاختراقات السياسية التي تقوم بها الفضائيات العربية الرسمية.
فإن الجمهور الذي يحضر هذه المسيرات في الانبار ونينوى وصلاح الدين أخوة لنا في الاسلام لو عرفوا ابعاد هذه الفتنة ومن يقودها وخلفياتهم والمؤامرة الدولية الواسعة من وراءها وآثارها التخريبية الواسعة على العراق لتخلّوا عنها, نسأل الله ان يعرفهم مواضع الحق والباطل ويأخذ بايدهم الى سواء السبيل.
ان الله تعالى يدفع هذه الفتنة عن العراق بوحدة الكلمة والتفاهم والوعي والثبات والمقاومة, واذا وجد الله ايدينا مع بعض كانت يده تعالى على ايدينا فإن يد الله على الجماعة ان شاء الله.
محمد مهدي الآصفي
النجف الأشرف
في 15ربيع الثاني/ 1434هـ
النجف الأشرف
في 15ربيع الثاني/ 1434هـ
تعليق