المشاركة الأصلية بواسطة ستار2136
أقول للسلفي الجاهل نعم قد
ورد في نهج البلاغة، في خطبة له (عليه السلام) لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان: (دعوني والتمسوا غيري... إلى أن يقول:
وأعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغِ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميرا).
فأمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا النص سعى إلى دفع الزعامة الدنيوية السياسية ، لا الزعامة الدينية الإلهية ، وسبب رفضه للرئاسة على الناس واضح ، فإن الناس قد اعتادوا نمطاً من الحكم وطريقة في الخلافة لا يرتضي بها الإمام فإذا حملوه على التصدي للخلافة فإنه لن يسير بسيرة الخلفاء السابقين بل يسير بسيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم قد ابتعدوا عنها فإذا فعل ذلك نقموا عليه وهذا سوف يؤدي إلى حدوث ردود أفعال لها نتائج وخيمة، وقد حدث بالفعل ما توقعه أمير المؤمنين (عليه السلام)إذا ظهرت في المجتمع بعد تصديه للأمر ثلاث فرق: الناكثون، والقاسطون والمارقون :
أما الناكثون: فهم عائشة وطلحة والزبير وسائر أصحاب الجمل
وأما القاسطون: فهم معاوية ومروان وعمرو بن العاص وسائر الأمويين
وأما المارقون: فهم الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنين في النهروان.
أقول
ومن كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها:
أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وآله نذيرا للعالمين ومهيمنا على المرسلين، فلما مضى عليه السلام
تنازع المسلمون الأمر من بعده، فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلى الله عليه وآله عن أهل بيته،
ولا أنهم منحوه عني من بعده، فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام،
يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه وآله،
فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان كما يزول السراب، أو كما يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه.
تعليق