إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

في رحاب الإمامة.. وآيات القرآن.. سلسلة أبحاث لسماحة الشيخ الوحيد الخراساني..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابوكامل
    ولي الامر هو الخليفة طبعا في تلك الاية وهذا معلوم بالاتفاق
    والخليفة ليس بمعصوم لذلك عند التنازع فالحكم هو كتاب الله وسنة نبيه

    لذلك قول الرازي صحيح 100% في هذه المسألة.
    وقول المخالفين باطل لان الامامية يعتقدون ان ولي الامر معصوم وهذا مخالف لمفهوم الاية بانه عند التنازع المرجع هو الكتاب والسنة وليس المعصوم (ولي الامر)
    اي انه في النهاية ليس بمعصوم لانه قد يكون طرف في النزاع.

    واضح؟
    الامر غير واضح لديك
    لأن مغالطة ان المعصوم هو أحد طرفي النزاع غير صحيح؛ لأن المعصوم إن كان طرفا فقوله هو الذي يقدّم وإلا فما معنى كونه معصوم، يأمرنا الله بالرد إليه حين النزاع؟!!
    ولا اعرف من أين أتيت بهذا المفهوم للآية واقتصرت على الرد الى الكتاب والسنة وتركت اولي الامر؟
    أين الاتفاق على ان المقصود بإولي الامر الخليفة؟!!
    وأي قول للرازي صحيح؟ كيف وهو يقول:

    لو كان المراد بأولي الأمر الامام المعصوم لوجب أن يقال: فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الامام [المعصوم]
    وقلنا بناءا على هذا الكلام:
    لو كان المراد بأولي الأمر الخليفة لوجب أن يقال: فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الخليفة.
    وحيث أن الرازي تبنى أنه يجب ذكر الرد إلى أولي الأمر.
    فثبت ان مذهبه باطل بالضرورة وبكلامه هو لأن الآية لم تقل فردّوه الى الخليفة
    !
    وثبت ان الخليفة ليس من اولي الأمر!
    فلم تأت بشي جديد، والسبب أنك تصر على أن طرف النزاع إن كان هو اولي الامر فلا يمكن الرجوع اليه! وتستدل بذلك على ان اولي الامر غير المعصوم!
    مع انه لا ربط في الموضوع لأن أمر الله بالرد اليهم يدل على انه يجب ان يكون معصوما وإلا لكان لغوا جعله مع الله ورسوله..
    وبناءا على كلامك لو كان طرف النزاع هو الخليفة كيف يرد له أمر النزاع؟
    ستقول يحكم بكتاب الله وسنة نبيه!
    وما هو الموجب أن يكون حكمه عن هوى أو خطأ.. إن لم يكن معصوما؟ وكيف يمكن الاطمئنان الى حكمه وتفسيره لكلام الله وسنة نبيه؟!
    ستقول يحتكم الى من هو اعلم منه! فإن كان كذلك فما الحاجة الى خليفة لا يؤمن منه الحكم في منازعة شخصية مع آخر؟
    ثم ما هي الضابطة المؤمّنة على ان يكون حكم الاعلم إن لم يكن معصوما لا يتبع الهوى أو الجهل أو الانحياز او العداء! وهذا مما يعرض على البشر!!
    إذن توجّب ان يكون الرد الى المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه! ككتاب الله ورسوله صلى الله عليه وآله، وهم المعصومون سلام الله عليهم عدل القرآن بحسب نص حديث الثقلين المتواتر!
    التعديل الأخير تم بواسطة alyatem; الساعة 03-04-2013, 12:23 AM.

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
      لو كان المراد بأولي الأمر الامام المعصوم لوجب أن يقال: فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الامام [المعصوم]
      وقلنا بناءا على هذا الكلام:
      لو كان المراد بأولي الأمر الخليفة لوجب أن يقال: فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الخليفة.

      ولي الامر في الاية هذا امر مفروغ منه انه الخليفة سواء عندنا او عندكم
      ولكن نحن نقول ان الخليفة يختاره الناس وهو غير معصوم
      وانتم تقولون انه منصوص عليه ومعصوم

      فمحل استدلال الرازي هنا ... هل ولي الامر معصوم او غير معصوم؟

      من خلال الاية يتضح انه غير معصوم لان الاية جعلت الرجوع الى الكتاب والسنة فقط وهي الفيصل في الحكم، وليس الى الخليفة.
      وهذا دليل على ان الخليفة (ولي الامر) غير معصوم وبطل دليل الامامية في هذه المسألة وصح دليل اهل السنة.


      فالاية لم تقل : يرجع المتنازعين الى الخليفة ... بل الكتاب والسنة
      لان الخليفة غير معصوم وهو قد يكون طرف في النزاع.

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابوكامل

        ولي الامر في الاية هذا امر مفروغ منه انه الخليفة سواء عندنا او عندكم
        ولكن نحن نقول ان الخليفة يختاره الناس وهو غير معصوم
        وانتم تقولون انه منصوص عليه ومعصوم

        فمحل استدلال الرازي هنا ... هل ولي الامر معصوم او غير معصوم؟

        من خلال الاية يتضح انه غير معصوم لان الاية جعلت الرجوع الى الكتاب والسنة فقط وهي الفيصل في الحكم، وليس الى الخليفة.
        وهذا دليل على ان الخليفة (ولي الامر) غير معصوم وبطل دليل الامامية في هذه المسألة وصح دليل اهل السنة.

        فالاية لم تقل : يرجع المتنازعين الى الخليفة ... بل الكتاب والسنة
        لان الخليفة غير معصوم وهو قد يكون طرف في النزاع.

        اجترار للكلام عينه وتكرار لا فائدة منه اجبنا عليه وقلنا منشأه شبهة (لان الخليفة غير معصوم وهو قد يكون طرف في النزاع).
        مع ان وجوب الرجوع والطاعة لاولي الامر مطلق غير مقيد.
        وكأنه سبحانه بحسب اشكالكم لا يعلم ان أحد المتخاصمين سيكون هو من (اولي الامر). مع ان الآية ناظرة الى هذه الشبهة عينها واستبعدتها، بجعله سبحانه الرد لله ورسوله واولي الامر في عرض واحد مطلق غير مقيد وكما يكون حكم الله ورسوله نافذ فكذك حكم اولي الامر!
        لكن حكم الله واضح وحكم رسوله فيما لم يرد حكم له في القرآن مختلف فيه فقلنا ما هي الضابطة لتفسير ونقل ذاك الحكم ان كان الحاكم غير معصوم يصح فيه القول بالخطأ واتباع الهوى؟ وهذا حكم العقل.
        فالرد الى اولي الامر مطلق غير مقيد وهذا مستلزم للعصمة.
        فإن كنت ترى ان الرد الى اولي الامر ووجوب طاعتهم مقيد غير مطلق فأين القيد فيه في الآية؟
        ولو صح اشكالكم فإنه يستلزم التناقض في الآية بمعنى انها من جهة توجب طاعة اولي الامر مطلقا ومن جهة (انت) تقول بأن الرد للكتاب والرسول حصرا؟!
        أما مع بيان ان ولي الامر هو المعصوم يرتفع اشكال التناقض بالامر بوجوب طاعتهم مطلقا وبين الرد الى الله ورسوله!

        تعليق


        • #19
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الزميل محمد ابوكامل
          عليك أن تدرك حقيقة إشكال علمائك أولاً، ثم تستوضح حقيقة الجواب عليه فتحل المشكلة عندك.
          ويظهر من كلامك أن إشكال الفخر الرازي بنفسه غير واضح لديك، إذ أن إشكاله الذي توقفت عنده يدور حول أن عدم ذكر الإمام في آية (فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) يدل على عدم وجوب الرد إلى الإمام.
          ومما أجيب به عليه أنه يقول بأن الرد واجب الى الخليفة (ولو لم يقل بعصمته) دون أن يكون مذكوراً في الآية، وهو مناقض لاشكاله علينا !
          وقد بيّن لك الاخ اليتيم ذلك مشكوراً فتدبّر جيداً رعاك الله.

          اما ان ولي الامر قد يكون طرفاً وأنه غير معصوم فالعقل قبل النقل يثبت العصمة للأولياء وإلا كان ذلك مخالفاً لحكمة الباري عز وجل وموجباً للتناقض في أوامره وغير ذلك من اللوازم الفاسدة لولا العصمة، التي تتكفل هذه الأبحاث وغيرها بإثباتها..

          ثم إنك تتجاهل كلام الرازي الذي أقر فيه بدلالة الآيات على أن من يجب اتباعه معصوم فعلاً !! لكنه هرب من كون المعصوم هو الإمام والولي وزعم أن المعصوم هو إجماع الأمة !! وقد تبين فساد هذا القول بأوضح بيان وأقوى برهان..

          وإليكم بعد هذه المشاركة تتميماً للأبحاث التي يلقيها سماحة الشيخ حفظه الله.

          والحمد لله رب العالمين

          شعيب العاملي

          تعليق


          • #20
            بسم الله الرحمن الرحيم

            تتمة الأبحاث السابقة لسماحة الشيخ تحت عنوان:
            عمر بن الخطاب والكلالة

            تتميماً للكلام حول الكلالة (مما تم التعرض له في البحث السابق) ننقل كلام الفخر الرازي بعد ذكره لهذه الآية: ﴿قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك﴾
            قال: واحتج عمر بن الخطاب بهذه الآية على أن الكلالة من لا ولد له فقط، قال : لأن المذكور ههنا في تفسير الكلالة : هو أنه ليس له ولد (تفسير الرازي ج9 ص222)

            وبحسب نقل الفخر فقد استدل عمر بالآية على ما ذهب إليه من أن الكلالة لمن لا ولد له، مقابل القول الأول وهو الذي يقول بأنها لمن لا والد له ولا ولد.

            ثم يجيب الفخر على استدلال عمر فيقول: إلا أنا نقول : هذه الآية تدل على أن الكلالة من لا ولد له ولا والد . وذلك لأن الله تعالى حكم بتوريث الاخوة والأخوات حال كون الميت كلالة، ولا شك أن الاخوة والأخوات لا يرثون حال وجود الأبوين، فوجب أن لا يكون الميت كلالة حال وجود الأبوين (المصدر السابق)

            فهذا نص كلام الفخر، وهو يدل على أنه ليس لعمر مقدار من الفهم ليفهم آية من القرآن!
            لذا فسر الآية مع عدم التنبه لهذه الجهة، واختار أن الكلالة من لا ولد له فقط، مع أن الآية دالة بهذا الدليل المتقن على أن الكلالة من لا ولد له ولا والد.

            ونتيجة كلام الفخر:
            أولاً: أن عمر قد بلغ حداً من الجهل خطّأه فيه الفخر الرازي!
            فكان جاهلاً إلى هذا الحد بحسب إمام المذاهب ! بحيث لم يفهم أمراً واضحاً لا شك فيه!
            وأنت أيها الفخر.. الذي ترد على عمر في هذا المطلب.. كيف تعتقد أن عمر خليفة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ؟
            كيف تجمع بين هذين الأمرين ؟
            إذا كان هذا حال الفخر الرازي فهل يبقى مجال لأن يناقشنا رجال الدين في السعودية أو مصر ؟!
            هكذا تصبح حجة الله تامة على تمام العامة .
            هذا ليس من أصول الكافي ولا كتاب المجلسي .. هذا اعتراف الفخر الرازي نفسه أن لأبي بكر وعمر استنباطان مختلفان من آية واحدة!

            وهنا السؤال: هل الكلالة قول أبي بكر أم قول عمر أم قولهما؟
            إذا كانت قولهما فهو اجتماع الضدين والنقيضين..
            فهي إذاً إما قول عمر أو قول أبي بكر..
            وعلى أي تقدير أخطأ أحد هذين الشخصين.
            وإذا ما ثبت خطأهم بالبرهان القطعي وباعترافك انت أيها الفخر، وبما أنه ينبغي أن يكون اولوا الأمر في الآية معصومين عن الخطأ، فثبت بالضرورة وبحسب اعتقادك أن قول أبي بكر مقدم، فإن قول عمر خطأ وباطل ومخالف لنص القرآن.

            وفي المقابل اعترفت أن ولي الامر ان لم يكن معصوماً عن الخطأ يلزم أن يأمر الله بالضدين، فنتيجة برهانك أنت أنه ليس لعمر حق ولاية الأمر، فيكون ساقطاً عن الخلافة بإقرارك.. هذه عصارة البحث.
            وتكون النتيجة بحسب اعترافات الفخر الرازي أن خلافة عمر بن الخطاب بلا حق.. وينبغي على كافة علماء المذاهب الاربعة أن يعترفوا بذلك.
            هذه نتيجة البحث.. والقول الفصل..
            وينبغي على الجميع أن يعرفوا أحقية هذا المذهب (الشيعي) ويعرفوا قدر هذه النعمة.
            ولا ينبغي الانحناء أمام جماعة من الجهلة الذين يعتقدون بخلافة الأول والثاني.. بل ينبغي إثبات صحة المذهب بالدليل العلمي والبرهان والمنطق مع الالتزام بكامل الأدب..

            آية أخرى
            قال الفخر في الجزء 28 في ذيل الآية ﴿ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً، حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً﴾
            مدلول الآية أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، مدة إرضاع الطفل 24 شهراً، فيكون المجموع 30 شهراً.
            قال (ص15): المسألة الثانية : دلت الآية على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، لأنه لما كان مجموع مدة الحمل والرضاع ثلاثون شهراً، قال : ﴿والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين﴾ (البقرة 233) فإذا أسقطت الحولين الكاملين وهي أربعة وعشرون شهراً من الثلاثين ، بقي أقل مدة الحمل ستة أشهر....
            ثم قال: واعلم أن العقل والتجربة يدلان أيضاً على أن الأمر كذلك ، قال أصحاب التجارب... ونقل كلامهم بمن فيهم ابن سينا وارسطو وسائر الحكماء.. وخلاصته أن العقل والتجربة أيضاً يثبتان أن أقل مدة الحمل ستة أشهر..
            والنتيجة أن من لا يفهم هذا لا عقل له ولا تجربة !
            أليس كذلك ؟
            هذه كبرى ..

            من الذي لم يفهم ذلك ؟
            بنص الفخر وفي نفس الصفحة .. هو عمر بن الخطاب.
            قال: روي عن عمر أن امرأة رفعت إليه، وكانت قد ولدت لستة أشهر، فأمر برجمها، فقال علي: لا رجم عليها، وذكر الطريق الذي ذكرناه، وعن عثمان أنه هم بذلك، فقرأ ابن عباس عليه ذلك.(تفسير الرازي ج28 ص15)
            لماذا أمر برجمها ؟ لأنه لم يدرك ما يدل عليه العقل ولا التجربة ولا القرآن..
            هذه حجة الله.. وهل فوق هذه الحجة حجة ؟
            هذا ما نقله الفخر الرازي.. أما الباقي فقد نقله جميع أئمة الحديث عندهم، فبعد أن تركها نادى أمام جميع الأصحاب: لولا علي لهلك عمر!

            بأي منطق يصبح هذا الجاهل إماماً ويصبح ذلك العالم مأموماً ؟!
            هذا البحث حجة لله على جميع علماء العامة. فليتفكروا ويروا هل أن هذه المطالب حق أم لا ؟
            إذا كانت حقاً.. فإن أكثرهم تعصباً وهو الفخر الرازي ينقل هذا الكلام بنفسه !
            وأقول أنه كذلك (أكثرهم تعصباً) لأنه هو نفسه الذي يستدل على أن الدعاء في كل صلاة: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ هو طريق أبي بكر!!
            ونص القرآن يقول: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب﴾ ﴿أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى﴾
            فمن كان الهادي إلى الحق ؟ باعتراف الفخر والجميع هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
            من هو الذي لا يهدي إلا أن يهدى ؟ عمر بن الخطاب.

            هذا نص القرآن .. والقرآن هو الحَكَم على خلافة علي وبطلان خلافة عمر.

            والحمد لله رب العالمين

            شعيب العاملي

            تعليق


            • #21
              بوركت الأيادي لهذا الجهد الكبير في تدوين البحث وتفصيله
              جزاكم الله خير الجزاء متابعين معكم
              ولي عودة للتأمل فيه اكثر للنال النفع المرجو
              تقديري

              تعليق


              • #22
                أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
                بسم الله الرحمن الرحيم
                والصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا
                أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                أحسنتم واجدتم أخي الكريم شعيب العاملي

                متابعون معكم انشاء الله في هذا البحث المهملسماحة الشيخ الخرساني
                تقبل الله اعمالكم وجعله في ميزان حسناتكم
                ونتيجة كلام الفخر:
                أولاً: أن عمر قد بلغ حداً من الجهل خطّأه فيه الفخر الرازي!
                فكان جاهلاً إلى هذا الحد بحسب إمام المذاهب ! بحيث لم يفهم أمراً واضحاً لا شك فيه!
                وأنت أيها الفخر.. الذي ترد على عمر في هذا المطلب.. كيف تعتقد أن عمر خليفة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ؟
                كيف تجمع بين هذين الأمرين ؟

                ونص القرآن يقول: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب﴾ ﴿أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى﴾
                فمن كان الهادي إلى الحق ؟ باعتراف الفخر والجميع هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
                من هو الذي لا يهدي إلا أن يهدى ؟ عمر بن الخطاب.

                هذا نص القرآن .. والقرآن هو الحَكَم على خلافة علي وبطلان خلافة عمر.


                لا تنسونا من
                دعائكم

                اللهم عجل فرج قائم آل محمد
                أبد والله .. يا زهراء .. ما ننسى حسيناه


                استغفر الله لي ولكم
                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                تعليق


                • #23
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  والحمد لله رب العالمين
                  والسلام عليكم ايها الاحبة ورحمة الله وبركاته

                  نعود اليكم بعد انقطاع لعدة اشهر ونكمل نشر ما حررناه خلال العام الماضي من أبحاث سماحة الشيخ، حيث انتهى بحث الآية 59 من سورة النساء وانتقل لبحث الآية 124 من سورة البقرة.. آية أولي الأمر..

                  وتواريخ ما سنكمل نشره حول هذه الآية يبدأ من يوم السبت في 6-4-2013 م الموافق ل 24 جمادى الأولى 1434 للهجرة، ولغاية يوم الاثنين في 27-5-2013 الموافق للسادس عشر من شهر رجب 1434 للهجرة.

                  وسنشرع بذلك في المشاركة التالية إن شاء الله

                  والحمد لله رب العالمين

                  شعيب العاملي

                  تعليق


                  • #24
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    قوله تعالى:
                    ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ....

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    كان البحث في حاكمية القرآن وكلام الله تعالى في مسألة الإمامة، ووصل للآية الكريمة ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾[البقرة : 124]

                    هذه الآية فصل الخطاب في هذا البحث المهم، وهي تشتمل على جهات:

                    الجهة الأولى: أن الإمامة منوطة بشخصية خاصة، فما هي الخصوصيات التي ينبغي أن تجتمع في الإنسان ليكون لائقاً بهذا المقام ؟
                    الجهة الثانية: أن هذه الإمامة إمامة الناس، فينبغي أن يتضح طرفي الإضافة حيث أحدهما الإمام والآخر عموم من يطلق عليه كلمة الناس.
                    الجهة الثالثة: أن هذه الامامة باختيار الذات القدوس تعالى حصراً، وليس لأحد من البشر حق إبداء الرأي فيها، ولا يتسنمها أحد إلا بتنصب من الله تعالى، والمنصوب فيها مقام إمامة الناس.

                    الجهة الأولى: شخصية إبراهيم ومزاياه
                    ينبغي النظر في موضوع كلام الله تعالى بالنسبة لهذا المقام، فما هي هذه الشخصية؟ وما المزايا التي حازها إبراهيم عليه السلام فكانت سبباً لاختياره ؟

                    بعد ذلك ينبغي فهم تلك الكلمات ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾: وبفهم ذلك البلاء والابتلاء يصل الإنسان إلى حد لائق لإدراك حقيقة الإمامة.. المسألة عميقة إلى هذا الحدّ..

                    أما معرفة إبراهيم عليه السلام، فإن المرجع فيها هو نفس القرآن الكريم حصراً، فينبغي استنباط الخصوصيات من القرآن الكريم..
                    وأما الخصوصيات لاختيار التعابير في القرآن الكريم فحل لغزها متاح للحكماء أصحاب المقامات والفقهاء، ومفتاح حلها عندهم هو الكتاب والسنة..

                    الآية الأولى
                    أما من القرآن، فقد استعملت كلمة (أحسن) وكانت مورد عناية الى حد أنه تعالى استخدمها مرات عديدة أحدها ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت : 33]
                    ومنها ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ﴾ [النساء : 125]
                    وفي كل جملة خزنة يعرفها أهلها.. لكن للأسف وقتنا ليس كافياً..
                    وينبغي أولاً معرفة الدين، ثم فهم رأي القرآن الكريم بالدين ﴿ان الدين عند الله الإسلام﴾ وفي مقام العندية (عند الله)..
                    في قوله تعالى ﴿أحسن ديناً﴾ ثلاث مطالب أنيط قبول الدين بها:
                    1. ﴿أسلم وجهه لله﴾: أي أنه سلم من كل الأخطاء الفكرية والزلات الأخلاقية والسيئات العملية، فعند سلامة العقل والقلب والجسم، يصبح هذا المركب بعد تنزهه وتقدّسه مصداقاً لهذه الجملة ﴿أسلم وجهه لله﴾.. ثم إن السلامة من كل الجهات لا تكفي.. بل يجب أن يكون ذلك لله تعالى ..

                    وهناك يفهم معنى: العلماء هالكون إلا العاملين، والعلماء العاملون هالكون الا المخلصين، وبعد الوصول إلى مقام الإخلاص: المخلصون في خطر عظيم..
                    فآخر ما يخرج من قلوب الصديقين حب الجاه !
                    فهم القرآن ليس سهلاً، ويتضح ببركة الاستمداد من الروايات معنى أسلم وجهه لله.. هذه الكلمة الأولى..

                    2. ﴿وهو محسن﴾: فيصل فيه إلى مقام لا يصدر منه سوى الحسن والإحسان.

                    3. الثالثة التي تُعجِز العقول: ﴿واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً﴾ فبعد أن ﴿أسلم وجهه لله﴾ وبعد الوصول لمقام الاحسان المطلق ﴿وهو محسن﴾ يذكر الشرط الثالث: اتباع ملة إبراهيم !
                    هذا ما ينبغي على الفخر الرازي أن يفهمه أولاً.. موضوع الإمامة .. ولو فهم العامة هذه الآية فهل كانوا سيلعبون بمنصب الإمامة ؟ وهل كانت ستظهر سقيفة بني ساعدة ؟

                    ﴿وإذ ابتلى ابراهيمَ ربُّه﴾ إبراهيم الذي كان اتباع ملته الشرط الأخير للدين لم يكن قد أصبح لائقاً لمقام الامام حتى تحقيق تلك الكلمات، فصار مناسباً لهذا المنصب !!

                    الآية الثانية
                    قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النحل : 120-122]
                    هذا كلام الله تعالى، وفهم القرآن ليس سهلاً وإن كانت قراءته سهلة.. ودرك عمقه يُحيِّر رجال العلم والحكمة والفقاهة..
                    لم يكن إبراهيم فرداً.. لم يكن شخصاً.. كان أمة.. ولكن أي أمة ؟
                    ﴿أمة قانتاً لله﴾.. هذه الآية الثانية بالنسبة لشخصية الرجل الذي اختاره الله لمنصب الإمامة فكان:
                    1. أمّةً.
                    2. قانتاً لله.
                    3. حنيفاً.
                    4. وما كان من المشركين: بالشرك الجلي والخفي.
                    5. شاكراً لأنعمه بشهادة الله تعالى.
                    6. اجتباه.. فقد اجتباه رب الأرباب لنفسه وهداه إلى صراط مستقيم.
                    7. وآتيناه في الدنيا حسنة.. فهم هذه الحسنة بنفسه قصة.. فكل من أراد أن يوجه قلبه وبدنه إلى الله تعالى عليه أن يُقبِل على ما بناه إبراهيم إلى يوم القيامة.. وإلا فإن صلاته باطلة، والصلاة ركن الدين.. هذه ﴿آتيناه في الدنيا حسنة﴾ فينبغي النظر في الحسنة التي أعطاه الله إياها. هذه واحدة والباقي لوقته..
                    8. وانه في الآخرة لمن الصالحين...

                    فَهَل فَهِمَ مفسروا العامة هذه الآية بهذه الخصوصيات ؟


                    وقد بقيت أمور ينبغي التعرض لها، ومنها:
                    أنه لا مقام أرفع وأعلى من مقام الخاتم (ص) عقلاً ونقلاً، وهو غير ممكن التحقق لأنه خُلفُ الخاتمية، فكل الأنبياء والمرسلين آدم فمن دونه تحت لوائه (ص)، حتى إبراهيم (ع).
                    والمخاطب في الآيات هو الخاتم(ص)، والخطاب ﴿اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً﴾ [النحل : 123]
                    فمن كان متبوعاً من كل الخلق والمُلك والملكوت أُمِرَ باتباع ملة إبراهيم بنص القرآن..
                    وفي ذيل الآية بيان الإمام أن الملة التي أمر النبي الخاتم (ص) باتباعها هي الشريعة الحنيفية التي لا تنسخ الى يوم القيامة.

                    لو فُهمت هذه المطالب لم يكن ليجتمع من اجتمعوا واختاروا من يعترف بنفسه أنه صار حاكماً وإماماً وهو ليس أفضل من المأموم!
                    وما كانوا لعبوا بالإمامة ! ففرق بين الإمام والمأموم مفهوماً ومصداقاً..

                    ولست بخيركم: هذه الكلمة برهان بطلان خلافة أبي بكر.. ولكن للأسف لم تقع هذه المسائل مورد تأمل نخبة أمة الإسلام..
                    فمن جهة تثبت الآية الإمامة لابراهيم (ع)، ويثبتونها في المقابل لمن يقرّ بنفسه بعدم صلاحيته لها!

                    وللبحث تتمة

                    شعيب العاملي

                    تعليق


                    • #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابوكامل
                      الخلفاء من اولياء الامور، سواء اكان الخلفاء الراشدين او غيرهم مما جاء بعدهم
                      والائمة المعصومون اولي الامر
                      فما رددته علينا رددنا عليك به

                      تعليق


                      • #26
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        تتميم البحث السابق

                        الآية الثالثة
                        قال تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة : 125]
                        الأمر غير العهد.. ودقة الآيات في هذه الكلمات..
                        متعلق العهد في الآية هو طهارة بيت الله لأربع فرق: الطائفين والعاكفين والراكعين والساجدين..
                        والطواف يجب أن يكون حول البيت الذي بناه إبراهيم.. والاعتكاف بعد تطهيره.. والركوع والسجود من كل العالمين يجب أن يكون متوجهاً نحو البيت الذي بناه إبراهيم..
                        أي مقام هذا ؟ هذا كله وقد بقي منصب الامامة !!

                        ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة : 127]
                        للقرآن أهله الذين يطالعونه .. ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ أفضل أمة وجدت على الكرة الأرضية كانت نتيجة دعاء إبراهيم !
                        هذا ما يحير العقل ويعجزه !

                        ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [البقرة : 129]
                        ذلك الوجود لأفضل الكائنات وأشرف المخلوقات وإمام جميع الأنبياء والمرسلين بدعاء إبراهيم، أصل وجوده نتيجة دعاء إبراهيم عليه السلام !! (راجع الهامش والتعليق في الأسفل)
                        أي مكانة لإبراهيم عند الله تعالى !

                        هذه الآية في السورة الثانية من سور القرآن (البقرة)، وجواب الدعاء في السورة 63 من القرآن: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الجمعة : 2]
                        الدعاء في سورة البقرة.. والإجابة في سورة الجمعة..
                        مورد الدعاء وجود وبعثة نقطة دائرة الخلق.. خلاصة الآدمية وعصارة النبوة والرسالة.. كله ببركة دعاء إبراهيم..

                        ههنا ينبغي على علماء الإسلام التأمل ورؤية القرآن، ثم بعد ذلك يقرؤون هذه الآية: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾[البقرة : 124]
                        فقد اختير أولاً لمقام الخلة فصار خليلاً، ولم يكن قد تحقق منصب الإمامة بعد.وتقدّم الخلة يكشف ما هي الإمامة، لكن من هو الذي يفهم ذلك ؟!

                        كان عند إبراهيم مضافة وكان يغلق الباب عند خروجه ويفتحه بنفسه عند دخوله.. عاد يوماً فوجد باب المضافة مفتوحاً، دخل فرأى شخصاً جالساً، قال: باذن من وضعت قدمك في هذا البيت المغلق ؟
                        أجابه : باذن مالك البيت ومالك صاحبه ! أنت نفسك مملوك، وأنا جئت باذن المالك المطلق..
                        أدرك حينها أنه جبرائيل الأمين، فسأله: لم جئت؟
                        كان جواب جبرائيل عجيباً، قال: جئت للأرض في مهمة، جئت لأعطي البشارة لعبد من عبيد الله اتخذه الله خليلاً !
                        هل فهم الفخر الرازي والبيضاوي وأمثالهم مقدمات الامامة هذه ؟
                        عندما سمع الكلمة قال: عرفه لي كي أخدمته في حياتي.. إبراهيم يعرف ماذا يعني خليل الله !
                        لم يقل في البداية أنت، وأهل سير الأحداث يفهمون ذلك، قال: عبد اتخذه الله خليلا..

                        إبراهيم الذي كان صدّيقاً ونبياً ورسولاً وبانياً للبيت الحرام يريد أن يكون خادماً عمره للخليل..
                        حينها قال له جبرائيل: هذا الشخص هو انت !
                        قال: لم اتخذني خليلاً ؟ ربي الحكيم على الاطلاق..
                        أجابه جبرائيل: لأمرين.. فكروا وانظروا من الذي وصل اليها..
                        سأل: ما هما ؟
                        أجابه: في كل عمرك لم تطلب شيئاً من أحد غير الله.. ماذا يعني هذا ؟
                        دون فهم هذه الكلمات خرط القتاد !

                        يعني انقطاع مطلق عن كل ما سوى الله ومَن سوى الله.. مثل هذا يمكنه أن يقول ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً ﴾ [الأنعام : 79]
                        الثانية: لم يسألك أحد في كل زمانك وسمع منك كلمة لا. فلم تسأل أحداً، ولم تجب أحداً إلا بنعم.. هذا منشأ الخلة.
                        بعد أن صار خليلاً بقي: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ﴾ .. ويأتي الكلام في الجعل والمجعول.

                        انتهى ما أردنا سرده من هذا البحث..

                        أقول: تعقيباً على قوله أن أصل وجود نبينا صلى الله عليه وآله كان نتيجة دعاء إبراهيم عليه السلام محل تأمل بل منع.. إلا أن يقال بأن المراد ليس أصل وجود النبي (ص) بل وجوده على ما هو عليه من خصوصيات من نسل إبراهيم عليه السلام، وإلا فإن وجوده (ص) النوراني متقدم على خلق إبراهيم عليه السلام، وخلقته في هذه الدنيا حاصلة ومسلمة لكن كونه من نسل إبراهيم كان ثمرة لدعائه عليه السلام، فإن فسرناه بهذا التفسير تم ما أفاده حفظه الله.

                        والحمد لله رب العالمين

                        شعيب العاملي

                        تعليق


                        • #27
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          ابتلاء إبراهيم
                          كان البحث في هذه الآية ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾[البقرة : 124]
                          وقلنا أنه ينبغي النظر في موضوع الآية ومن هو ؟ وما هو الذي يتعلق بذلك الموضوع ؟ وبعد هذين الأمرين ما هي نتيجة الموضوع والمحمول ؟

                          ما يستفاد من القرآن الكريم أن خلق الموت والحياة للابتلاء ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [الملك : 2]
                          هذه سنة الله تعالى بالنسبة للبشر.. ﴿أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون﴾
                          فإن عموم من يندرج تحت عنوان الناس العام قد خلق للفتنة والابتلاء، ليعلم من يخرج منه غانماً.. ولهذا المطلب حكمة بنظر العقل والنقل يستخرج من المعدن.. ينبغي أن يذهب الإنسان للاستخلاص شاء أم أبى، حتى تذهب الكدورات ويبقى الجوهر الخالص.. (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة).. جوهر الحكمة في الكتاب والسنة، ففي كل كلمة عبارة وإشارة..
                          (الناس معادن) ينبغي أن تبتلى تلك الجواهر لتخلص وتطهر..
                          (إذا محصوا بالبلاء) كلمة سيد العلم والعرفان والكلمة في سفره لعاشوراء هي هذه (الناس عبيد الدنيا.. والدين لعق على السنتهم، فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون)..
                          هذا أساس الحكمة عقلاً وكتاباً وسنة.

                          وذلك الابتلاء وتلك الفتنة ليس على السواء بالنسبة للجميع.. (يا كميل إن القلوب أوعية).. فالظرفية مختلفة، وكل ظرف يرى الابتلاء بمقدار ظرفيته، لذا فإن المهم فهم هذه الآية..
                          لقد كتب العامة كل هذه التفاسير، لكن إلى أين وصلوا من سرّ هذه الآية؟
                          لقد اتّضح موضوع الآية إلى حد ما وصار معلوماً من هو إبراهيم.
                          هذه مقدمة بحث الإمامة في القرآن ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه﴾ المبتلي من هو ؟ والمبتلى ؟ والبلاء ما هو ؟
                          ذاك الذي يختبر هو (ربه) النكتة التي ينبغي أن يفهمها أهلها (ربه).. هو في الواقع رب الجميع.. رب الجمادات والنباتات والحيوانات والإنسان.. رب الإنسان بمراتب الإنسانية.. لذا فإن ربوبية الله تعالى لإبراهيم عليه السلام تختلف عن الربوبية بالنسبة لداوود ..
                          المختبِرُ هو ربه.. تلك الربوبية تقتضي هذا الابتلاء ..

                          أما المبتلى فهو مثل هذا العبد.. إبراهيم باني بيت الله، من كان مقامه مصلى أهل المعراج إلى الله.. المبتلى مثل هذا.. فينبغي أن يُفهم عندما يكون هذا هو المبتلي وذاك المبتلى فعلى أي حد من العظمة سيكون الابتلاء ؟ وما مورد الابتلاء ؟


                          الكلمات التي ابتلي بها
                          (كلمات) : وعندما تكون الجملة في كلام الله نكرة تكشف عن عظمة لا تدرك ولا توصف.. فهي فوق معرفتنا نحن..
                          ما هي تلك الكلمات ؟ للمفسرين أقوال في ذلك لكن ليس عند أحدهم دليل.. أخذوا عن ابن عباس والجبائي وآخرين.. ولكن ما ادعي كان دون دليل..

                          يجب أن يستند المطلب إلى القرآن الكريم وبيان أهل البيت ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ [الأحزاب : 33]
                          فيجب النظر في ما قاله أولئك المطهرون عن الخطأ والمفسرون لكلام الله..

                          الكلمة الأولى: اليقين وذبح اسماعيل
                          ما في الباب الخامس من خصال الصدوق.. تبدأ تلك الكلمات من هنا.. فضمّ الرواية إلى بيان الإمام ينير لنا..
                          أولاً.. في هذه الكلمات يقين .. وهي أعلى المراتب في الكمال العقلي..
                          وإذا خرج الإنسان من الوهم يصل للشك.. والشك هو تساوي الطرفين المحتملين.. ثم تصل النوبة للظن وهو النقطة المقابلة للوهم، وهو الرجحان.. فالمرجوح وهم والراجح ظن ومتساوي الطرفين شك..
                          فيبتلى الفكر أولاً بالوهم، ثم يترقى فيصل للشك، ثم يترقى فيصل للظن، وبعد وصوله للظن ﴿إن الظن لا يغني من الحق شيئاً﴾
                          ما هي مرتبة الكمال عقلاً؟
                          بعد ان يتجاوز الوهم والشك والظن ويصل الى مقام اليقين.. وهو أقل ما قسم بين الناس.. ﴿وبالآخرة هم يوقنون﴾
                          فأول كلمة من بلاء إبراهيم كانت مع اليقين.. ويقينه من أين بدأ ؟ وأين انتهى ؟
                          للأسف فان الفخر الرازي والعامة لم يشموا رائحة هذه الحقائق !
                          فسروا الآيات لكنهم لم يفهموا الكلمات، لا بتمامها ولا بنتيجتها وهي جعل الإمامة.

                          وبالعودة للقرآن الكريم.. لم يكن ذلك اليقين لَعِباً .. فمن أين جاء ؟
                          يجب قراءة متن الآيات المباركة لأن للترتيب خصوصيات.. قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [الأنعام : 75]
                          ما هي الملكوت ؟ حتى نفهم بعد ذلك الإرادة..
                          اقرؤوا سورة يس.. ﴿سبحان﴾ التسبيح في البداية، وفي كل مكان يشرع فيه بالتسبيح يكون المطلب مهماً جداً ونموذجه هذا ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً﴾ فبدأ بالتسبيح.
                          ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ وتبين سورة يس عظمة هذا الملكوت: ﴿فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء﴾ لكل شيء ملكوت، فما هو ملكوت السماوات؟ ملكوت كل الكواكب والمجرات؟ ملكوت كل ذلك قد أري لإبراهيم..
                          فقد وصل بصر وبصيرة إبراهيم من الأرض للعرش.. أري هذه الملكوت ثم وصل الى هذه: وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام : 75]

                          وللبحث تتمة

                          شعيب العاملي

                          تعليق


                          • #28
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            امتحان الكلمة الأولى: اختبار يقين إبراهيم
                            كان البحث في ابتلاء خليل الله، ومورد الابتلاء الذي هو مقدمة لمقام الإمامة عشر كلمات ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾
                            وليس عندنا فرصة للتعرض لكل هذه الكلمات، فهذا البحث بحرٌ لا يدرك قعره، ولكنا نكتفي بقدر الميسور، على أن يكون المرجع هو نفس القرآن الكريم، والسنة المعتبرة.

                            الكلمة الأولى كانت اختباراً إلى أن وصل إلى مقام اليقين: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ [الأنعام : 75]
                            وقد تم بحث هذه الكلمة مختصراً.

                            والآن يجب أن يُختبر هذا اليقين، فقد قال هذا القول المحيّر للعقول:﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ [الأنعام : 79]
                            وتوجيه الوجه له تعالى ينبغي أن يُختبر ويمتحن..
                            ذكر قسم من الإمتحان الأول في سورة إبراهيم، وقسم آخر في سورة الصافات.
                            أما في سورة إبراهيم، فبعد أن قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم : 35]
                            أين الشام وأين مكة ؟ أمر أن يحضر أعز جوهر إلى مثل هذه الأرض التي ليس فيها ماء ولا عمران، ولا يضع إنسان قدمه في تلك المنطقة. هذا أول الامتحان في الكلمة الأولى، والباقي يتضح من نفس الآية: ﴿ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ﴾ [إبراهيم : 37]
                            لتكرار (ربنا) إشارات عند أهلها..
                            لماذا أحضرتهم ؟ مثل هذا الولد الذي دعوت الله ليعطيني إياه وضعته هنا ولا تزال ولادته حديثة ؟ ﴿رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ﴾.. فقط لكي يذكروك ويصلوا لك.

                            قال تعالى للخاتم ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ..﴾ [البقرة : 144] هذا أثر ذاك العمل.. أن أصبحت تلك الأرض قبلة العالم ومطاف كل الأنبياء..

                            ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.. ما يحرق القلب كثيرٌ.. عندما قال هذا الكلام كان مأموراً أن يضع المرأة والطفل بين الصفا والمروة ويذهب مباشرة.. ماذا فعل ؟
                            هذا ما ينبغي أن يفهمه البشر فيعترفوا بالقصور والتقصير، فيعرفوا ماذا كانوا وماذا فعلوا حيث يعجز العقل عن إدراك كنه وجودهم..
                            ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء * الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء﴾ [إبراهيم : 38-39]

                            وختم الكلام ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي﴾ كله فناء في الله.. لا يرى نفسه ولا ابنه ولا طفله العزيز.. كم مرة ذكرت الصلاة من الأول للآخر ؟
                            ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء﴾ [إبراهيم : 40]

                            هذا القرآن.. أما السنة..
                            فالرواية من جهة السند صحيحة أعلائية.. في الكافي ج4 ص202: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (إن إبراهيم ع لما خلف إسماعيل بمكة عطش الصبي) ترك الطفل وذهب فعطش.. هذا الحديث وبهذا السند له مضمون عجيب..
                            فذهبت أمه إلى الصفا، وكان الولد قرب البيت، (فكان فيما بين الصفا والمروة شجر فخرجت أمه حتى قامت على الصفا) ثم صرخت هناك.. وما من أنيس! تصوره يُعجز الإنسان.. مثل هذه المرأة لوحدها في الصحراء مع مثل ذلك الطفل..
                            (فقالت : هل بالبوادي من أنيس فلم يجبها أحد، فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت: هل بالبوادي من أنيس فلم تجب، ثم رجعت إلى الصفا وقالت ذلك حتى صنعت ذلك سبعا فأجرى الله ذلك سنة)
                            بعد المرة السابعة رأت أحداً.. من هو ؟ إنه أمين وحي الله جبرائيل.. (وأتاها جبرئيل فقال لها : من أنت ؟ فقالت : أنا أم ولد إبراهيم) يجب الدقة في متن كلام الإمام.. فقد قالت: أنا أم ولد إبراهيم..
                            (قال لها : إلى من ترككم ؟
                            فقالت: أما لئن قلت ذلك لقد قلت له حيث أراد الذهاب: يا إبراهيم إلى من تركتنا ؟
                            فقال : إلى الله عز وجل ، فقال جبرئيل ع: لقد وكلكم إلى كاف، قال: وكان الناس يجتنبون الممر إلى مكة لمكان الماء ففحص الصبي برجله فنبعت زمزم)

                            العمدة هنا.. لقد ترك امرأة في تلك الصحراء، فذهبت بين الصفا والمروة فجعلها الله تعالى سنة يبطل حج كل الأنبياء والأوصياء ما لم يسعوا سبع مرات بين الصفا والمروى تبعاً لما عملته.. ﴿ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾
                            وكما صار الطواف ركناً صار السعي بين الصفا والمروة كذلك، كما سعت امرأة مسكينة، حتى للنبي ص.. هذه هي المعاملة مع الله عز وجل..

                            أما ذلك الولد، فما مستقبله ؟
                            المستقبل: نبي معجز.. ذلك الولد الذي خرج ماءُ زمزم بضربة قدميه وصل إلى ثمرة تتمتها في سورة الصافات: ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الصافات : 99-100]
                            دققوا جيداً.. هنا طلب ذلك الولد من الله تعالى ﴿رب هب لي من الصالحين﴾ فكان تعبير الله تعالى: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ﴾.. إذا بشّر ذات الله تعالى فما الخبر ؟ وما هو مورد البشارة ؟ ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ أنا عاجز عن درك المطلب.. ماذا كان هذا الولد حتى يقول تعالى ﴿بشرناه﴾.. نفس وجود هذا الولد بشارة من الله.. وذاته تعالى عرّفه بهذا الاسم وهذه الصفة ﴿غلام حليم﴾ وهذه الهاء يجب أن تظهر ..

                            ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ﴾ وفي السعي هذا مباحث لا يسمح الوقت بها.. ولما كبر الولد وهو الذي عندما نظر اليه إبراهيم فرح به ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى﴾.. المطلب عظيم جداً.. شاب وصل الآن إلى ثمرته، يقول له والده مثل هذا القول، وهو الذي رؤياه وحي.. فقال له انظر ماذا ترى، فأجاب بلا تأمل، قال إبراهيم: انظر، وأعطاه مهلة ليتأمل ويفكر، فأجابه بأن الأمر لا يحتاج إلى تفكير ﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾ هذه الكلمة مهمة بقدر أن الإمام الثامن في رواية العيون والأمالي يقول: لم يقل إسماعيل افعل ما أمرت، قال افعل ما تؤمر، فما كان أمر الله افعله بلا تأمل أو سؤال..
                            هذا بشر ونحن بشر ؟

                            يجب واقعة قراءة القرآن وفهمه.. لم نصل لشيء وقد مرّ العمر.. ماذا كانوا وماذا فعلوا وماذا نحن وماذا نفعل ؟!
                            انظروا الى الفهم ﴿ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي﴾ هنا ينبغي أن ينتحر القلم.. ﴿ إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ ستراني من الصابرين.. لكن أيضاً بإرادة الله ومشيئته.. ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ..﴾
                            ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ أسلما كلاهما لأمر الله، وتله للجبين فأنامه على التراب..
                            ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ﴾ ناداه الله تعالى.. ليس جبرائيل ولا ميكائيل.. ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ﴾
                            كل هذه المقدمات لهذه الجملة.. هكذا افهموا القرآن.. هناك قال ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾، وهنا قال ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ﴾ ذاك البلاء الذي قلنا أن إبراهيم يجب أن يبتلى به ليصلح للإمامة هو هذا البلاء..

                            لو كان الفخر الرازي يفهم القرآن لعرف أن الإمامة منصب لمثل هؤلاء.. ولما قال بأن مثل أبي بكر وعمر من أهلها !!
                            أين الفهم والعلم ؟! لا خبر عن ذلك..

                            ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ ﴾ ان للتحقيق.. واللام للتثبيت.. ومع التحقيق والتثبيت ﴿هو البلاء المبين﴾
                            ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ عندما حرك السكينة بكامل قدرته نزل جبرائيل وأحضر ذبحاً عظيماً..

                            والحمد لله رب العالمين

                            شعيب العاملي

                            تعليق


                            • #29
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              الكلمة الثانية: الابتلاء بالنفس

                              كان البحث في الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم وصار مستحقاً لجعل الإمامة بتمامها.
                              وكانت الكلمة الأولى الابتلاء بذبح إسماعيل، والتي قال فيها القرآن ﴿ان هذا لهو البلاء المبين﴾

                              الكلمة الثانية هي الابتلاء بالنفس، في هذه الكلمة أيضاً ينبغي أن يُفهم الكتاب والسنة لتتضح عظمة هذا الابتلاء.. وقد ذكر الأمر مفصلاً في موردين في القرآن الكريم، أحدهما في سورة الأنبياء وفيها ابتداء أمر الابتلاء وانتهاؤه، فينبغي فهم البداية من كلامه تعالى كما النهاية وما بينهما.
                              قال تعالى: ﴿ولقد﴾ بدأ بلام التأكيد وقد التحقيق.. ﴿ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ﴾ [الأنبياء : 51]
                              أي قوة هذه عند هذا الشخص وأي شجاعة ليقابل بها كل الناس إذ لم يكن هناك موحد غيره على الأرض ؟!

                              طريق الاحتجاج هذه توضح ما هو ذلك الرشد الذي أعطاه الله إياه: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾.. في هذه الجملة رسم خطل بطلان كل تلك العقائد.. استخدم كلمة (ما) المستعملة لغير ذوي العقول، فنفى العقل والفهم والإدراك عن آلهتهم، ثم بيّن بعد ذلك ماهيتها وحقيقتها بهذه الكلمة ﴿ما هذه التماثيل﴾ هكذا كان منطقه.. اما منطقهم ﴿قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ﴾ البرهان الذي استندوا إليه هو التقليد والتبعية العمياء .
                              ﴿قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ﴾ هذا برهانه.. ربكم رب السماوات والأرض.. في هذه الجملة تمسك بأقوى برهان في معرفة الله وهو برهان النظم، النظام ووحدة النظم، فالآفاق والانفس تحت تصرف واحد فقط ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ﴾..

                              ولما رأى أن البرهان لم يؤثر قال قولته.. وأي قدرة هذه التي عنده ؟ وعلى ماذا يستند ليتكلم بهذه الطريقة: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ﴾ تالله: هنا بحث مفصل وللأسف أن لا فرصة له.. بحور من الحكمة، لم يقل: والله بل قال تالله، وفي تبديل الواو بالتاء بحار من العلم والحكمة.. ثم مع لام التأكيد ونون التوكيد مع ذلك القسم الخاص.. ولأنه كان قد أقسم وصل الدور للعمل بعد القول: ﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ﴾ لتتم الحجة..

                              ﴿قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾ يفهم من هذه الجلمة أنه كان في عنفوان شبابه..

                              ﴿قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ﴾ المدعي هم تمام الناس، والمدعى عليه فتى، والمحكمة محكمة نمرود..

                              ﴿قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ﴾ نفس هذا العمل برهان آخر.. رمى التهمة عليه وقال: اسألوه.. احتج بهذه الطريقة فأفهمهم أن الموجود الذي ليس عنده قدرة النطق ولا يتمكن من الدفاع عن نفسه وعن أصنامه الصغار.. كيف يمكن أن يكون معبوداً وأن تعتقدوا بأنه المؤثر في الوجود ؟!

                              ﴿فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ﴾ أسقط في يدهم هنا.. فكروا فوجدوا أن كلامه غير قابل للجواب المنطقي..

                              ﴿ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ ﴾ فلما وجدوا أن ليس عندهم قدرة على المبارزة العلمية مع هذا الفتى لجؤوا إلى كلام الزور..

                              ﴿قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ وهنا البلاء الذي يحيّر العقول.. الذي يفهمه الأنبياء وليس نحن.. ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ﴾ لا تقتلوه.. أحرقوه، لأنهم لم يجدوا أسوأ من الاحراق.. ﴿وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾ صمموا على الإحراق، أي غوغاء هذه.. أمة عابدة للأصنام مع نمرود حاكم للعالم كما كان سليمان مسلطاً على كل الأقاليم.. لقد كان نمرود مقابلاً له..
                              أرسل النمرود لجمع الحطب الجميع حتى الرجل العجوز.. جمعوا حطباً لفرسخين.. مثل هذه الواقعة التي لم يُر مثلها في العالم، ثم أشعلوا هذه النار التي لا نظير لها.. تحيروا كيف يضعوا إبراهيم فيها، هنا ظهر الشيطان فصنع المنجنيق، ولم يكن بغير المنجنيق سبيل. هذا في سورة إبراهيم..

                              أما في سورة الصافات.. ﴿قالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ وهذا قسم آخر من الاحتجاج.. ويختلف عن ذاك.. فهل يعقل أن يكون ما صنعتم صانعاً لكم ؟ لقد خلقكم الله أنتم ومصنوعاتكم.. من الذي صنع مواد هذه الأصنام ؟ من عنده القدرة على إيجاد ذرة واحدة ؟ الذي خلقكم وما تعملون هو الذي عنده قدرة لا تتناهى..

                              ﴿قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ﴾ وذلك البنيان هو المنجنيق، وهنا إشارة الى ذلك العمل الذي رسمه لهم إبليس في الموردين.. وأكد تعالى على جملة ﴿فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ﴾

                              وفي سورة الأنبياء: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ﴾..

                              وفي سورة التوبة: ﴿وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا﴾ [التوبة : 40]

                              شعيب العاملي

                              تعليق


                              • #30
                                ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ عندما حرك السكينة بكامل قدرته نزل جبرائيل وأحضر ذبحاً عظيماً..
                                أخ شعيب يا ريت لو تعطينا سند هذا الكلام، يعني أن جبرائيل عليه السلام نزل (( وأحضر ذبحاً عظيماً)) بتلك اللحظة،

                                ويا ريت لو تنورنا هل هذا رأي واعتقاد الشيخ الخرساني حفظه الله في محاضراته أم انه من تصرفك أنت فيما تنقله؟

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X