للدكتور علي الوردي عدة مؤلفات لعل اهمها كتابه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث), والكتاب منشور على عدة مواقع الكترونية , الغريب هو خلو كافة المواقع من القسم الثاني من الجزء الخامس اذ لايوجد للكتاب اثر على الشبكة العالمية باستثناء نشره من قبل احد الكتاب المتطوعين بتصويره ونشره الا ان الكتاب تم حذفه لاحقا من الموقع لاسباب"خفية" الا اني افلحت في تنزيله قبل حذفه .
وربما كان احتواء الكتاب لبعض الشهادات التي تسبب "احراجا" لبعض الشخصيات"الهامة" هو الدافع الرئيس في مطاردة هذا الجزء من لمحات الوردي , ومما وجدت في القسم الثاني هذا ماتطرق له الوردي في ثنايا سرده لوقائع ثورة العشرين المجيدة لقبيلة دليم ومشيختها, اذ يذكر الوردي في الصفحة 66 مانصه (اما المنطقة نفسها فتسكنها قبيلة دليم وهي جائت الى العراق قبل شمر ولهذا كانت في مرحلة الاحتلال في مرحلة وسطى بين البداوة والحضارة...) . وينقل الوردي كذلك ان مشيخة دليم كانت بيد (الشيخ علي السليمان) الذي ارتبط هو وقبيلته باحداث ثورة العشرين وبتاريخ العراق الحديث ارتباطا وثيقا, فنرى دور السليمان في اقرار الصلح بين عانة وراوة الذي ينقله في الصفحة 168 عن جريدة العراق الصادرة في 29 شباط 1921 والتي نسبته بدورها الى مراسلها هنالك وكان عنوانه (نبأ من الدليم) وقد ورد فيه"ان ماثر حضرة علي السليمان شيخ مشايخ الدليم واعماله الحسنة قد اصبحت معروفة وفوق ذلك فان شيوخ الاعراب في عانة وراوة وماحولهما قدمت على يديه الطاعة وحسن الانقياد وبواسطته طلبت قدوم الحكومة ووجودها في تلك الجهة ولايخفى مافي ذلك من الفضل وحسم النزاع كما ان فيه امن للبلاد وحقن للدماء وسيتقدم قضاء الدليم بمساعي هذا الشيخ الجليل هذه السنة تقدما باهرا....هذا وقد وقفت على صورة عريضتين ممتعتين رفعها كبار بعض العشائر والاهالي الى حضرة الشيخ علي السليمان وعرضوا فيهما المعذرة والصفح عما ظهر منهم من التقصير ...وقدموا طاعتهم وتسليم امرهم اليه وسائلين اياه ان يشملهم بعنايته...).
وقد يثير العام 1921 وطلب المعذرة والصفح من السليمان وتقديم الطاعة والتسليم بعض التساؤلات التي وردت الاجابة عنها في صفحات اخرى لاسيما اذا تنبهنا الى ان الحديث يدور عن العام التالي لعام الثورة المباركة والتي شاركت فيها بعض قبائل لواء الدليم انذاك – الانبار حاليا.
ففي الصفحة 29 وتحت عنوان الهزيمة بعد النصر كتب الوردي مبينا اسباب الهزيمة بالقول :
(في الوقت الذي انتشرت فيه الثورة بين عشائر الفلوجة كانت هناك عشائر ثائرة اخرى انحدرت من الفرات الاعلى ووصلت الى مقربة من هيت ولقد كان من المحتمل التقاء بين هاتين المجموعتين من العشائر في الرمادي وسقوط تلك البلدة في ايدي الثوار ولكن الذي وقف حائلا دون ذلك هو الشيخ علي السليمان رئيس الدليم.
يروى ان علي السليمان كتب الى ضاري يقول مامعناه اني وعشائري لااشترك معك في الثورة على الانكليز مطلقا مهما كلفني الامر واني انذرك لمدة اربع وعشرين ساعة ان تخرج من ديار الدليم وتسحب عشائرك وان كنت تريد ان تحارب الانكليز فيمكنك ان تذهب الى بغداد وتحاربهم هناك والا فانا انازلك الحرب واكون خصمك بعد انتهاء مدة الانذار هذه فاضطر ضاي تجاه هذا الانذار ان يعود الى اراضيه في خان النقطة.)
ويتبين من الاطلاع على تفاصيل تلك الاحداث انه لولا جهود الشيخ الكبيرة لتغيرت ملامح الثورة وواصلت طريقها نحو النصر الامر الذي يعني تغير تاريخ العراق وربما المنطقة باكملها.
وقد كانت جريدة العراق المشار اليها اول المقال لسان حال قوات الاحتلال , وكما رايناها تثني على (حضرة الشيخ علي السيمان ) نراها تشنع على الثوار في تغطيتها لاحداث الثورة , فقد كتبت في 12 ايلول 1920 وهي بصدد الحديث عن معارك عانة تقول (فمن هذا المركز صدر الامر بالهجوم على عانة بعد ان غادرها افخاذ الدليم الموالين لنا والمنضوين الى راية الشيخ علي بن سليمان ...). نقلا عن الصفحة 130 في لمحات الوردي الذي ينقل في الصفحة اللاحقة قيام صحيفة الاستقلال النجفية بالرد والدفاع عن الثوار من العشائر العراقية والسورية المشتركة في الهجوم فتقول (والحقيقة هي ان منصور بك لما قرب من عانة مع الجنود العربية اخطر نائب علي السليمان الذي كان قد اخذ على عاتقه الدفاع عن عانة وعري عليه التسليم او ترك المدينة ولما لم يلتفت اليه واصر على البقاء في البلدة حاسبا انه يستطيع الدفاع عنها .... عقابا على عملهم هذا الذي يسود صحيفة تاريخ العراق .وهل جزاء من يساعد الاجنبي على الوطني الا القتل؟)
ويقول الوردي في الصفحة ذاتها (ونقل محمد علي كمال الدين في كتابه وصفا لحادثة عانة..
(..ولما بلغت هذه القوة الى عانة اخطر القائد منصور بك المسؤولين في عانة ولاسيما علي السليمان الذي تعهد للحكومة المحتلة بتاييدها تاييدا تاما ودفع الجيش العربي الزاحف ,وقد وجه منصور بك الانذار الى علي السليمان باخلاء مدينة عانة وقلعة راوة وينسحب منهما والا فستقع عليه مسؤولية سفك الدماء. فاصر علي السليمان وجماعته المؤيدين له من قبائل الدليم على عدم الخروج من عانة والتشبث بالقتال....ولما راى الجيش العربي تصميم الدليم ...قرر الهجوم على عانة فدخلها عنوة في 28 ذي القعدة بعد ان قتل الكثير من خونة الدليم وبعض اهل عانة الممالئين لهم)
كما يقول ايضا
ونقل محمد علي كمال الدين وصفا اخر للحادثة عن ضابط اخر
ولما دخلت عانة وجدت اربعمائة نفر من عشيرة الدليم التابعة الى علي السليمان مرابطين في غربي عانة ومستحضرين للقوة المجاهدة الواردة من جهة البو كمال....وكان علي السليمان متعهد لهم بارسال الذخائر الحربية والاكرامات اذا بيضوا وجهه عند الانكليز عسى الله ان يسود وجهه !....- التعبير كما ورد في الكتاب نقلا عن المصدر الذي ينقل عنه الوردي.
وفي الصفحة 133 ينقل الوردي مايلي (وبعد ذلك تقدم الفيلق المجاهد نحو بلدة هيت وكان علي السليمان ايضا مرابطا في هيت فبعث له قائد الخيالة اخطارا فحواه اذا اسلمت فابرز لنا اسلامك وان بقيت على كفرك فاحضر للدفاع عن هيت فان الحق لايخشى من استندت عليه فلم يرد جوابا وبعد حين هاجمت القوة الاسلامية على هيت فاحتلتها وانهزم علي السليمان. ثم يقول
...تحركت القوة نحو الرمادي وخيمت بين الرمادي وهيت فبعث منصور بك الى علي السليمان اخطارا ثالثا عرفه به انه الاخطار النهائي الذي لايرجى العفو بعده فلم يجبه بل جلب شيوخ الدليم المتحدين معه وقال لهم كل من ياتي لي براس منصور بك فله عشرة الاف روبية اكرامية فقالوا له نعم وقاموا من عنده وهم يلعنونه على عدم ايمانه واضمروا له المكيدة ثم ذهبوا الى منصور بك واخبروه بكلام علي السليمان فاجابهم بالاتي اني ماجئت هنا لاعيش بل جئت قاصدا الموت وكلما يمكنكم من الاطاعة له اعملوا والايام بيننا تقضي. فبكوا من شدة غيرتهم الاسلامية وذهبوا الى الرمادي فاحس بهم علي السليمان والانكليز في بلدة الرمادي وعرفوا انه بدات الروابط بينهم وبين القوة الزاحفة فحبسهم علي السليمان من المغرب الى الصباح ... وعلى اثر حبسهم قامت قبائلهم بالمظاهرات ضد علي السليمان فراى الانكليز اتساع الخوف عليهم فاطلقهم وبعد خروجهم من السجن جمعوا القوة العائدة لهم وضربوا الرمادي وحاربوا الانكليز شر محاربة وبما انه لم يبق مع علي السليمان الا خواص عشيرته "ال ابي عساف" فقد صار راي الدليم ان يمحوا القوة المحاصرة الانكليزية...
***************
ومن يسمع تصريحات وتهديدات (الشيخ علي السليمان) اليوم لابد ان يعلم ان (حضرة الشيخ ) يريد ان يعيد التاريخ نفسه , ومع ان من دليم من اختط لنفسه ذات الطريق وعلى راسهم المدعو طه الدليمي , الا ان الامر بيد شيوخ قبيلة دليم وابنائها , هذا هو التاريخ قد سجل مافعله علي السليمان الاول وماحصل من اتباع بعض الاجداد له ثم انقلابهم عليه وعودتهم الى الصف الوطني , والخيار اليوم بايديكم انتم لابيد غيركم .
حارث الضاري مثلا , اختار ان يخرج عن خط ابيه الشيخ ضاري , ينقل الوردي في الصفحة 85 كيف ان المرجعية ارسلت رسلها وفتاواها الى الكثير من شيوخ الغربية والفلوجة وكيف ان الغالبية ومنهم الشيخ ضاري قد تقبلوها وثاروا بوجه الانكليز , وكيف ان الشيخ ضاري رد ليجمن حين سعى لاثارة شيوخ المنطقة ضد الشيعة , كما نقل في الصفحة 93 انه لما ضاق الخناق عليه لجأ الى النجف وكربلاء وكيف استقبل هناك بحفاوة .
هذا هو تاريخ العراق , وقد خلد فيه الخونة , كما خلد المجاهدين , واذ نقول ان ابن الضاري خالف اباه , نقول ان السليمان على سر ابيه , فهدد حضرة الشيخ اهلك وابناء وتطوع لقتالهم فلم تات بجديد ....( الك ولاهلك يابه ) !
لطفا – هذا رابط القسم الثاني من الجزء الخامس المشار اليه
http://www.m5zn.com/d/?14517340
والرجاء الاستمرار في تنزيل الكتاب اولا ثم اعادة تحميله على مواقع اخرى لان محاولات حثيثة ستبذل لحذفه
حسين العطار
وربما كان احتواء الكتاب لبعض الشهادات التي تسبب "احراجا" لبعض الشخصيات"الهامة" هو الدافع الرئيس في مطاردة هذا الجزء من لمحات الوردي , ومما وجدت في القسم الثاني هذا ماتطرق له الوردي في ثنايا سرده لوقائع ثورة العشرين المجيدة لقبيلة دليم ومشيختها, اذ يذكر الوردي في الصفحة 66 مانصه (اما المنطقة نفسها فتسكنها قبيلة دليم وهي جائت الى العراق قبل شمر ولهذا كانت في مرحلة الاحتلال في مرحلة وسطى بين البداوة والحضارة...) . وينقل الوردي كذلك ان مشيخة دليم كانت بيد (الشيخ علي السليمان) الذي ارتبط هو وقبيلته باحداث ثورة العشرين وبتاريخ العراق الحديث ارتباطا وثيقا, فنرى دور السليمان في اقرار الصلح بين عانة وراوة الذي ينقله في الصفحة 168 عن جريدة العراق الصادرة في 29 شباط 1921 والتي نسبته بدورها الى مراسلها هنالك وكان عنوانه (نبأ من الدليم) وقد ورد فيه"ان ماثر حضرة علي السليمان شيخ مشايخ الدليم واعماله الحسنة قد اصبحت معروفة وفوق ذلك فان شيوخ الاعراب في عانة وراوة وماحولهما قدمت على يديه الطاعة وحسن الانقياد وبواسطته طلبت قدوم الحكومة ووجودها في تلك الجهة ولايخفى مافي ذلك من الفضل وحسم النزاع كما ان فيه امن للبلاد وحقن للدماء وسيتقدم قضاء الدليم بمساعي هذا الشيخ الجليل هذه السنة تقدما باهرا....هذا وقد وقفت على صورة عريضتين ممتعتين رفعها كبار بعض العشائر والاهالي الى حضرة الشيخ علي السليمان وعرضوا فيهما المعذرة والصفح عما ظهر منهم من التقصير ...وقدموا طاعتهم وتسليم امرهم اليه وسائلين اياه ان يشملهم بعنايته...).
وقد يثير العام 1921 وطلب المعذرة والصفح من السليمان وتقديم الطاعة والتسليم بعض التساؤلات التي وردت الاجابة عنها في صفحات اخرى لاسيما اذا تنبهنا الى ان الحديث يدور عن العام التالي لعام الثورة المباركة والتي شاركت فيها بعض قبائل لواء الدليم انذاك – الانبار حاليا.
ففي الصفحة 29 وتحت عنوان الهزيمة بعد النصر كتب الوردي مبينا اسباب الهزيمة بالقول :
(في الوقت الذي انتشرت فيه الثورة بين عشائر الفلوجة كانت هناك عشائر ثائرة اخرى انحدرت من الفرات الاعلى ووصلت الى مقربة من هيت ولقد كان من المحتمل التقاء بين هاتين المجموعتين من العشائر في الرمادي وسقوط تلك البلدة في ايدي الثوار ولكن الذي وقف حائلا دون ذلك هو الشيخ علي السليمان رئيس الدليم.
يروى ان علي السليمان كتب الى ضاري يقول مامعناه اني وعشائري لااشترك معك في الثورة على الانكليز مطلقا مهما كلفني الامر واني انذرك لمدة اربع وعشرين ساعة ان تخرج من ديار الدليم وتسحب عشائرك وان كنت تريد ان تحارب الانكليز فيمكنك ان تذهب الى بغداد وتحاربهم هناك والا فانا انازلك الحرب واكون خصمك بعد انتهاء مدة الانذار هذه فاضطر ضاي تجاه هذا الانذار ان يعود الى اراضيه في خان النقطة.)
ويتبين من الاطلاع على تفاصيل تلك الاحداث انه لولا جهود الشيخ الكبيرة لتغيرت ملامح الثورة وواصلت طريقها نحو النصر الامر الذي يعني تغير تاريخ العراق وربما المنطقة باكملها.
وقد كانت جريدة العراق المشار اليها اول المقال لسان حال قوات الاحتلال , وكما رايناها تثني على (حضرة الشيخ علي السيمان ) نراها تشنع على الثوار في تغطيتها لاحداث الثورة , فقد كتبت في 12 ايلول 1920 وهي بصدد الحديث عن معارك عانة تقول (فمن هذا المركز صدر الامر بالهجوم على عانة بعد ان غادرها افخاذ الدليم الموالين لنا والمنضوين الى راية الشيخ علي بن سليمان ...). نقلا عن الصفحة 130 في لمحات الوردي الذي ينقل في الصفحة اللاحقة قيام صحيفة الاستقلال النجفية بالرد والدفاع عن الثوار من العشائر العراقية والسورية المشتركة في الهجوم فتقول (والحقيقة هي ان منصور بك لما قرب من عانة مع الجنود العربية اخطر نائب علي السليمان الذي كان قد اخذ على عاتقه الدفاع عن عانة وعري عليه التسليم او ترك المدينة ولما لم يلتفت اليه واصر على البقاء في البلدة حاسبا انه يستطيع الدفاع عنها .... عقابا على عملهم هذا الذي يسود صحيفة تاريخ العراق .وهل جزاء من يساعد الاجنبي على الوطني الا القتل؟)
ويقول الوردي في الصفحة ذاتها (ونقل محمد علي كمال الدين في كتابه وصفا لحادثة عانة..
(..ولما بلغت هذه القوة الى عانة اخطر القائد منصور بك المسؤولين في عانة ولاسيما علي السليمان الذي تعهد للحكومة المحتلة بتاييدها تاييدا تاما ودفع الجيش العربي الزاحف ,وقد وجه منصور بك الانذار الى علي السليمان باخلاء مدينة عانة وقلعة راوة وينسحب منهما والا فستقع عليه مسؤولية سفك الدماء. فاصر علي السليمان وجماعته المؤيدين له من قبائل الدليم على عدم الخروج من عانة والتشبث بالقتال....ولما راى الجيش العربي تصميم الدليم ...قرر الهجوم على عانة فدخلها عنوة في 28 ذي القعدة بعد ان قتل الكثير من خونة الدليم وبعض اهل عانة الممالئين لهم)
كما يقول ايضا
ونقل محمد علي كمال الدين وصفا اخر للحادثة عن ضابط اخر
ولما دخلت عانة وجدت اربعمائة نفر من عشيرة الدليم التابعة الى علي السليمان مرابطين في غربي عانة ومستحضرين للقوة المجاهدة الواردة من جهة البو كمال....وكان علي السليمان متعهد لهم بارسال الذخائر الحربية والاكرامات اذا بيضوا وجهه عند الانكليز عسى الله ان يسود وجهه !....- التعبير كما ورد في الكتاب نقلا عن المصدر الذي ينقل عنه الوردي.
وفي الصفحة 133 ينقل الوردي مايلي (وبعد ذلك تقدم الفيلق المجاهد نحو بلدة هيت وكان علي السليمان ايضا مرابطا في هيت فبعث له قائد الخيالة اخطارا فحواه اذا اسلمت فابرز لنا اسلامك وان بقيت على كفرك فاحضر للدفاع عن هيت فان الحق لايخشى من استندت عليه فلم يرد جوابا وبعد حين هاجمت القوة الاسلامية على هيت فاحتلتها وانهزم علي السليمان. ثم يقول
...تحركت القوة نحو الرمادي وخيمت بين الرمادي وهيت فبعث منصور بك الى علي السليمان اخطارا ثالثا عرفه به انه الاخطار النهائي الذي لايرجى العفو بعده فلم يجبه بل جلب شيوخ الدليم المتحدين معه وقال لهم كل من ياتي لي براس منصور بك فله عشرة الاف روبية اكرامية فقالوا له نعم وقاموا من عنده وهم يلعنونه على عدم ايمانه واضمروا له المكيدة ثم ذهبوا الى منصور بك واخبروه بكلام علي السليمان فاجابهم بالاتي اني ماجئت هنا لاعيش بل جئت قاصدا الموت وكلما يمكنكم من الاطاعة له اعملوا والايام بيننا تقضي. فبكوا من شدة غيرتهم الاسلامية وذهبوا الى الرمادي فاحس بهم علي السليمان والانكليز في بلدة الرمادي وعرفوا انه بدات الروابط بينهم وبين القوة الزاحفة فحبسهم علي السليمان من المغرب الى الصباح ... وعلى اثر حبسهم قامت قبائلهم بالمظاهرات ضد علي السليمان فراى الانكليز اتساع الخوف عليهم فاطلقهم وبعد خروجهم من السجن جمعوا القوة العائدة لهم وضربوا الرمادي وحاربوا الانكليز شر محاربة وبما انه لم يبق مع علي السليمان الا خواص عشيرته "ال ابي عساف" فقد صار راي الدليم ان يمحوا القوة المحاصرة الانكليزية...
***************
ومن يسمع تصريحات وتهديدات (الشيخ علي السليمان) اليوم لابد ان يعلم ان (حضرة الشيخ ) يريد ان يعيد التاريخ نفسه , ومع ان من دليم من اختط لنفسه ذات الطريق وعلى راسهم المدعو طه الدليمي , الا ان الامر بيد شيوخ قبيلة دليم وابنائها , هذا هو التاريخ قد سجل مافعله علي السليمان الاول وماحصل من اتباع بعض الاجداد له ثم انقلابهم عليه وعودتهم الى الصف الوطني , والخيار اليوم بايديكم انتم لابيد غيركم .
حارث الضاري مثلا , اختار ان يخرج عن خط ابيه الشيخ ضاري , ينقل الوردي في الصفحة 85 كيف ان المرجعية ارسلت رسلها وفتاواها الى الكثير من شيوخ الغربية والفلوجة وكيف ان الغالبية ومنهم الشيخ ضاري قد تقبلوها وثاروا بوجه الانكليز , وكيف ان الشيخ ضاري رد ليجمن حين سعى لاثارة شيوخ المنطقة ضد الشيعة , كما نقل في الصفحة 93 انه لما ضاق الخناق عليه لجأ الى النجف وكربلاء وكيف استقبل هناك بحفاوة .
هذا هو تاريخ العراق , وقد خلد فيه الخونة , كما خلد المجاهدين , واذ نقول ان ابن الضاري خالف اباه , نقول ان السليمان على سر ابيه , فهدد حضرة الشيخ اهلك وابناء وتطوع لقتالهم فلم تات بجديد ....( الك ولاهلك يابه ) !
لطفا – هذا رابط القسم الثاني من الجزء الخامس المشار اليه
http://www.m5zn.com/d/?14517340
والرجاء الاستمرار في تنزيل الكتاب اولا ثم اعادة تحميله على مواقع اخرى لان محاولات حثيثة ستبذل لحذفه
حسين العطار
تعليق