السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبث اليكم خطبة هذا الاسبوع لسماحة الشيخ حبيب الكاظمى ، فى مسجد الرسول الاعظم (ص) فى امارة ابوظبى ، الجمعة : 11محرم 1423 - 14-3-2003 ، وقد تناول فيه سماحته النقاط التالية :
1- ان من المهم جدا ان نعيد تقييم انفسنا من جديد ، عندما يمر علينا موسم عبادى : كشهر رمضان ومحرم ، لنرى ما هى العطاءات التى خرجنا منها ؟.. وهل انها كانت متناسبة مع قوة عطاء الموسم؟.. وهل اننا حافظنا على تلك العطاءات ؟.. وما هو الاستثمار الافضل لها بعد انتهاء الموسم ؟.. فان الكثير يعيش حالة الارتياح لما كان فيه ، من دون ان يكون قلقا لما سيكون عليه !! .. والشيطان - كما اعتدنا عليه - حريص على مصادرة مكتسبات المؤمن فى اول منعطف فى حياته .. فهل نحن حذرون من ذلك ؟
2- ان حركة الحسين (ع) كانت اسلوب حياة فى التعامل مع النفس والآخرين ، فانه اراد ان يعلمنا درس العبودية فى كل مراحل حركته المباركة .. فنراه يخرج من جانب البيت الالهى الآمن ، عندما يرى رضا ربه فى ذلك .. ونراهيعرض عياله للاسر والسبى ، عندما يرى بان الله تعالى شاء ان يراهن سبايا .. ويعرض نفسه لاقصى صور الهتك والتعذيب ، عندما يرى بان الله تعالى شاء ان يراه قتيلا .. وقد لخصت اخته زينه كل هذه الدروس عندما اعلنت بتحد صارخ لطاغية زمانها : ما رأيت إلا جميلا ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم ، فانظر لمن الفَلَج ( أي الظفر ) يومئذ ، ثكلتك أمك يا بن مرجانة !..
3- ان مبدا الحوار والتفاهم بالخطاب، هو الاسلوب المتعارف فى تبليغ رسالات الانبياء (ع) وهو ما يمثله قوله تعالى : { وان من امة الا خلا فيها نذير } ، ولكن يصل الامر فى فساد المتسلط على رقاب الامة ، الى ما يكون الانذار والبلاغ غير كاف لردع الباطل الاكبر: وهو فساد من اذا فسد، فسدت الامة به - اذ الناس على دين ملوكهم - فيلزم القيام بحركة ما وراء البيان والبلاغ ، الا وهو القيام بحركة غير متعارفة من بذل الدم ، لتستفيق الامة من اعماقها ، على فساد ذات الحاكم ، بعدما غفلت الامة عن فساد اعمال الحاكم!! .. ومن هنا انهار الحكم الاموى بسنوات قصيرة من مقتل الحسين (ع) ، بل اعتبرت ثورته هي ام الثورات التى انبثقت فى صفوف الامة ، التى لم تعهد مثل ذلك قبل مقتل الشهيد (ع) .
4- اننا لاحظنا فى هذا العام وفى كل عام : مدى انتشار مجالس اقامة ذكر الحسين (ع) بما احيت فينا الامال ، بانه لا زال هناك قلب نابض فى جسم هذه الامة ، ذلك القلب الذى يستمد دمه من الدماء الزكية فى وادى الطف !!.. كل ذلك ببركة ذكرى معصوم من خط الولاية والامامة ، فكيف اذا حضر شخص المعصوم الاخير من تلك السلسة المباركة ؟! .. ولنتصور مدى احتفاء القلوب المتعطشة للعدالة ، فى شرق الارض وغربها ، بعدما يئست من كل الاطروحات المدعية اسعاد البشرية ؟
5- ان من دروس كربلاء هو : الجمع بين العفاف فى منتهى درجاته ، وبين الذب عن الدين بما اوتى الفرد من قوة .. فهذه زينب (ع) التى لم ير فى الخدر والحياء مثلها ، وكان على (ع) يحاول اخفاء خيالها عن غير المحارم ، عندما كان يطفئ السراج او يخفته ، عند زيارتها لقبر جدها رسول الله (ص) ، ولكنها مع ذلك كانت اللسان الناطق باسم الشريعة ، فى محضر امام زمانها السجاد (ع) .. ومن هنا صح ان يقال : كما ان الاسلام محمدى الوجود حسينى البقاء ، فان حركة الاصلاح كانت : حسينية الحدوث، زينبية البقاء !!
6- هناك شبه كبير بين معاملة الله تعالى لخليله ابراهيم وبين ذبيحه الحسين ( عليهما السلام ) وذلك فى ان الله تعالى جعل افئدة من الناس تهوي اليهم ، فان ما نلاحظه من اقبال الناس على ذكر الحسين (ع) واقامة عزائه لمن المذهل من الامور!! .. فكما انه نرى حتى بعض غير الملتزمين طوال العام تهفو نفوسهم الى حج البيت فكذلك نلاحظ هذا الفريق نفسه يبدون ولاء لا يتناسب مع طبيعة مرحلتهم ، بما نعلم ان هناك تصرفا الهيا فى القلوب ، وكأن هذه الحركة فى موسمى الحج ومحرم ، استجابة لدعوة ابراهيم .. ولا ريب ان ملاك هوى القلوب لآل محمد (ص) فى وادى الشهادة فى سبيل الله تعالى ، ليس باقل من ملاك هوى القلوب لآل ابراهيم (ع) فى واد غير ذى زرع !!.
7- ان ما عشناه فى ايام محرم - وان كانت من النعم الالهية حيث اذاقنا حرارة محبة الحسين (ع) التي جعلها 7 النبي (ص) من علامات الايمان - ولكنه فى الوقت نفسه اتمام للحجة علينا جميعا ، فان المؤاخذه الالهية بعد النفحات القدسية ، اسرع الى العبد مما لو كان محروما منها .. فان الممنون عليه ليس كالمحروم ، والعالم ليس كالجاهل !! .. اوهل يكفى ان نخرج من الموسم بالدموع والآهات ، من دون ان نرى تغييرا مهما فى مسيرة الحياة ؟!..
8- ان من دروس عاشوراء المهمة هو الحذر من سوء العاقبة ، فان البعض ممن شارك فى كربلاء – كما نقل - كان من اصحاب على (ع) ولكن بلغ سوء العاقبة بهم الى ان شركوا في قتل امام زمانهم !!.. وهؤلاء كثيرون طوال التاريخ ممن صدر اللعن فى حقهم من قبل ائمة الهدى ، والذين كانوا يوما فى فى ركابهم !!.. فلا بد من ان يراعى كل فرد منا هذه البذور الخفية للانحرافات العظمى فى الحياة - وخاصة في حقل العقائد - فان من سمات آخر الزمان هو المسخ الفكرى الذى نعتقد ان من اسبابه : المعاصى الكبيرة ، معاشرة المنحرفين ، اكل السحت ، طلب الدنيا بالدين ، الاستماع الى زخرف القول الذي يلقيه الشيطان لاوليائه، كما ذكر القرآن قائلا : { وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم }.
===============================
ملاحظات :
* سلسلة محاضرات سماحة الشيخ احمد الوائلي لموسم محرم 1424 (مارس 2003 ) على الصفحة الرئيسية .
* قال الرضا (ع) :
من تذكر مصابنا وبكى لما أُرتكب منّا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذُكّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينُه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلساً يحُيى فيه أمرُنا ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
** نؤكد مرة اخرى على انه قد تغير عنوان موقع السراج :
http://www.alseraj.net - http://www.alseraj.org
فنرجو اخبار الاخوة والاخوات الذين ليست لهم عناوين مسجلة لدينا بهذا التغيير.
- *** الدال على الخير كفاعله ***
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
نبث اليكم خطبة هذا الاسبوع لسماحة الشيخ حبيب الكاظمى ، فى مسجد الرسول الاعظم (ص) فى امارة ابوظبى ، الجمعة : 11محرم 1423 - 14-3-2003 ، وقد تناول فيه سماحته النقاط التالية :
1- ان من المهم جدا ان نعيد تقييم انفسنا من جديد ، عندما يمر علينا موسم عبادى : كشهر رمضان ومحرم ، لنرى ما هى العطاءات التى خرجنا منها ؟.. وهل انها كانت متناسبة مع قوة عطاء الموسم؟.. وهل اننا حافظنا على تلك العطاءات ؟.. وما هو الاستثمار الافضل لها بعد انتهاء الموسم ؟.. فان الكثير يعيش حالة الارتياح لما كان فيه ، من دون ان يكون قلقا لما سيكون عليه !! .. والشيطان - كما اعتدنا عليه - حريص على مصادرة مكتسبات المؤمن فى اول منعطف فى حياته .. فهل نحن حذرون من ذلك ؟
2- ان حركة الحسين (ع) كانت اسلوب حياة فى التعامل مع النفس والآخرين ، فانه اراد ان يعلمنا درس العبودية فى كل مراحل حركته المباركة .. فنراه يخرج من جانب البيت الالهى الآمن ، عندما يرى رضا ربه فى ذلك .. ونراهيعرض عياله للاسر والسبى ، عندما يرى بان الله تعالى شاء ان يراهن سبايا .. ويعرض نفسه لاقصى صور الهتك والتعذيب ، عندما يرى بان الله تعالى شاء ان يراه قتيلا .. وقد لخصت اخته زينه كل هذه الدروس عندما اعلنت بتحد صارخ لطاغية زمانها : ما رأيت إلا جميلا ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم ، فانظر لمن الفَلَج ( أي الظفر ) يومئذ ، ثكلتك أمك يا بن مرجانة !..
3- ان مبدا الحوار والتفاهم بالخطاب، هو الاسلوب المتعارف فى تبليغ رسالات الانبياء (ع) وهو ما يمثله قوله تعالى : { وان من امة الا خلا فيها نذير } ، ولكن يصل الامر فى فساد المتسلط على رقاب الامة ، الى ما يكون الانذار والبلاغ غير كاف لردع الباطل الاكبر: وهو فساد من اذا فسد، فسدت الامة به - اذ الناس على دين ملوكهم - فيلزم القيام بحركة ما وراء البيان والبلاغ ، الا وهو القيام بحركة غير متعارفة من بذل الدم ، لتستفيق الامة من اعماقها ، على فساد ذات الحاكم ، بعدما غفلت الامة عن فساد اعمال الحاكم!! .. ومن هنا انهار الحكم الاموى بسنوات قصيرة من مقتل الحسين (ع) ، بل اعتبرت ثورته هي ام الثورات التى انبثقت فى صفوف الامة ، التى لم تعهد مثل ذلك قبل مقتل الشهيد (ع) .
4- اننا لاحظنا فى هذا العام وفى كل عام : مدى انتشار مجالس اقامة ذكر الحسين (ع) بما احيت فينا الامال ، بانه لا زال هناك قلب نابض فى جسم هذه الامة ، ذلك القلب الذى يستمد دمه من الدماء الزكية فى وادى الطف !!.. كل ذلك ببركة ذكرى معصوم من خط الولاية والامامة ، فكيف اذا حضر شخص المعصوم الاخير من تلك السلسة المباركة ؟! .. ولنتصور مدى احتفاء القلوب المتعطشة للعدالة ، فى شرق الارض وغربها ، بعدما يئست من كل الاطروحات المدعية اسعاد البشرية ؟
5- ان من دروس كربلاء هو : الجمع بين العفاف فى منتهى درجاته ، وبين الذب عن الدين بما اوتى الفرد من قوة .. فهذه زينب (ع) التى لم ير فى الخدر والحياء مثلها ، وكان على (ع) يحاول اخفاء خيالها عن غير المحارم ، عندما كان يطفئ السراج او يخفته ، عند زيارتها لقبر جدها رسول الله (ص) ، ولكنها مع ذلك كانت اللسان الناطق باسم الشريعة ، فى محضر امام زمانها السجاد (ع) .. ومن هنا صح ان يقال : كما ان الاسلام محمدى الوجود حسينى البقاء ، فان حركة الاصلاح كانت : حسينية الحدوث، زينبية البقاء !!
6- هناك شبه كبير بين معاملة الله تعالى لخليله ابراهيم وبين ذبيحه الحسين ( عليهما السلام ) وذلك فى ان الله تعالى جعل افئدة من الناس تهوي اليهم ، فان ما نلاحظه من اقبال الناس على ذكر الحسين (ع) واقامة عزائه لمن المذهل من الامور!! .. فكما انه نرى حتى بعض غير الملتزمين طوال العام تهفو نفوسهم الى حج البيت فكذلك نلاحظ هذا الفريق نفسه يبدون ولاء لا يتناسب مع طبيعة مرحلتهم ، بما نعلم ان هناك تصرفا الهيا فى القلوب ، وكأن هذه الحركة فى موسمى الحج ومحرم ، استجابة لدعوة ابراهيم .. ولا ريب ان ملاك هوى القلوب لآل محمد (ص) فى وادى الشهادة فى سبيل الله تعالى ، ليس باقل من ملاك هوى القلوب لآل ابراهيم (ع) فى واد غير ذى زرع !!.
7- ان ما عشناه فى ايام محرم - وان كانت من النعم الالهية حيث اذاقنا حرارة محبة الحسين (ع) التي جعلها 7 النبي (ص) من علامات الايمان - ولكنه فى الوقت نفسه اتمام للحجة علينا جميعا ، فان المؤاخذه الالهية بعد النفحات القدسية ، اسرع الى العبد مما لو كان محروما منها .. فان الممنون عليه ليس كالمحروم ، والعالم ليس كالجاهل !! .. اوهل يكفى ان نخرج من الموسم بالدموع والآهات ، من دون ان نرى تغييرا مهما فى مسيرة الحياة ؟!..
8- ان من دروس عاشوراء المهمة هو الحذر من سوء العاقبة ، فان البعض ممن شارك فى كربلاء – كما نقل - كان من اصحاب على (ع) ولكن بلغ سوء العاقبة بهم الى ان شركوا في قتل امام زمانهم !!.. وهؤلاء كثيرون طوال التاريخ ممن صدر اللعن فى حقهم من قبل ائمة الهدى ، والذين كانوا يوما فى فى ركابهم !!.. فلا بد من ان يراعى كل فرد منا هذه البذور الخفية للانحرافات العظمى فى الحياة - وخاصة في حقل العقائد - فان من سمات آخر الزمان هو المسخ الفكرى الذى نعتقد ان من اسبابه : المعاصى الكبيرة ، معاشرة المنحرفين ، اكل السحت ، طلب الدنيا بالدين ، الاستماع الى زخرف القول الذي يلقيه الشيطان لاوليائه، كما ذكر القرآن قائلا : { وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم }.
===============================
ملاحظات :
* سلسلة محاضرات سماحة الشيخ احمد الوائلي لموسم محرم 1424 (مارس 2003 ) على الصفحة الرئيسية .
* قال الرضا (ع) :
من تذكر مصابنا وبكى لما أُرتكب منّا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذُكّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينُه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلساً يحُيى فيه أمرُنا ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
** نؤكد مرة اخرى على انه قد تغير عنوان موقع السراج :
http://www.alseraj.net - http://www.alseraj.org
فنرجو اخبار الاخوة والاخوات الذين ليست لهم عناوين مسجلة لدينا بهذا التغيير.
- *** الدال على الخير كفاعله ***
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
تعليق