
العدد الأول من مجلة نيوزويك عام 1933
بقلم: زكي الصدير
مع نهاية العام، وعلى طريقة الهاشتاق، عنونت المجلة العالمية الشهيرة (نيوزويك) الأمريكية نفسها قائلة: "#LASTPRINTISSUS". لا شيء سوى آخر عددٍ مطبوع، لتودّع بذلك العالم الورقي متّجهةً بكلّ ثقلها التاريخي الثمانيني للإصدار الإلكتروني الذي لا يقل تحدّياً عن سواه، وسط هوامير الإعلام العالمي الذين يعرفون جيداً قواعد اللّعبة التسويقية الضامنة لبقائها.
والغريب أنه ومع وجود عديد من الدراسات التي تؤكد على أُفول الإعلام الورقي ـ لعلّ من أهمّها الدراسة التي قامت بها مايكروسوفت ـ، إلّا أنّ هذا الانتقال في مجلّة نيوزويك صُنّف من قبل المالكين أنفسهم على أنه فشل ذريع، خصوصاً بعد المحاولات الكثيرة لإنعاشها الورقي التي باءت جميعها بالفشل منذ2010 حتى 31 ديسمبر من هذا العام!
عربياً، لم يصل الأمر بعدُ لهذا المستوى، فما زلنا نستمتع برائحة الورق بأُنوفنا، وبتكسّره بين أصابعنا، وحتّى الدراسات التي أُجريت لم تكن لتنطبق علينا أبداً، الأمر الذي يؤكّده أيضاً قرار المالكين في (نيوزويك)، حيث أكدّوا أنّ الطبعة الورقيّة العربيّة التي تصدرها دار الوطن الكويتية ستستمر حسب ظروف كلّ طبعة.
باعتقادي أنّ الظرف العربي السياسي الراهن، وما يحمل من ويلات اقتصاديّة على شعوبنا، سيؤخّر أيّ مشروع تنموي باتجاه التسويق الإلكتروني، الذي هو الضمان الحقيقي للانتقال القوي من العالم الفيزيائي للعالم الافتراضي، ولكنّنا سنحتاج لكثيرٍ من الورق قبل أن يكون في يد كلّ واحدٍ منا (آي باد)!