14/3/2013
طرابلس تشهد تحوّلاً خطيراً نحو الأصوليّة والسلفيّة
لا ينبئ المشهد الشمالي بالخير ولا بمستقبل هادىء سواء تحت عباءة «المستقبل» او العباءة السلفية التي تتخذ اشكالا فضفاضة اثر انحسار لافت لعباءة «المستقبل» وفي ظل ملامح خلافات بين الحلفاء على الساحة الطرابلسية او بين نواب «المستقبل» في عكار نتيجة عوامل عدة تبدأ بانحسار التمويل مرورا بغياب الخدمات وصولاً الى التنافس على القيادة والتطلع الى المقعد النيابي في تسابق غير مسبوق بعد ارتفاع بورصة الطامحين.
ما حصل ليل الثلاثاء تلبية لنداء الاسير في ساحة عبد الحميد كرامي وعلى اوتوستراد العبده مترافقا مع فتح جبهة على الحدود اللبنانية - السورية من النورة والدبابية وصولا الى وادي خالد لم يكن بريئاً او منعزلاً عن سياق ما حصل في صيدا او معزولا عما يخطط له وفق اجندات خارجية رسمت خارطة طريق للبنان قاعدتها طرابلس والشمال..
طرابلس التاريخية التي استوعبت في تاريخها المديد كافة الاطياف ومختلف التيارات السياسية المتشددة منها والمتوسطة الى المنفتحة الى الاحزاب الوطنية والقومية هي اليوم طرابلس اخرى ..ربما هي طرابلس المشحونة برغبات الثأر او المملؤة بشحنات التمذهب الذي حولها الى مدينة اشبه بإمارة غير معلنة .. طرابلس اليوم تشهد تحولا خطيرا بعد اصبحت ساحة اصولية بامتياز وسلفية بالتحديد دفع بتيار المستقبل الى مراجعة حساباته اثر مسلسل من الفشل نتج عن شح المال والخدمات لكنه مرتاح الى ان خطابا واحدا يدغدغ فيه الغرائز المذهبية يعيد الشارع اليه لكنه تناسى ان التيارات السلفية قد سبقته ووضعت يدها على الشارع الاسلامي السني بهيكلية اكثر تنظيما وبتوفر قيادات دينية تجيد الخطاب المذهبي من منابر المساجد وتعرف كيفية التوجه الى عقل المواطن وقلبه وغريزته.
يقول مصدر طرابلسي ان الرئيس سعد الحريري يعتقد انه بتعيينه شقيق النائب محمد كباره عبد الغني كباره منسقا ومستشارا له لشؤون طرابلس قد يستعيد دور «المستقبل» في طرابلس رغم ان لكباره تجربة فاشلة يوم كان منسقا للتيار في المستقبل ويرى المصدر ان تعيين كباره زاد من منسوب الخلافات داخل المستقبل بدل أن يشكل حلا لها وان الحركة السلفية استفادات كثيرا من هذه الخلافات سيما وان السلفية باتت تنظر الى المستقبل كونه تياراً علمانياً لا يمكن الركون اليه والدليل ان المستقبل تجاهل ملف الموقوفين الاسلاميين منذ الاساس والى اليوم بل ان هؤلاء الموقوفين اوقفوا بعد رفع الغطاء المستقبلي عنهم..
ويضيف المصدر ان الاحداث الاخيرة التي شهدتها طرابلس جرت بادارة «مستقبلية» وبتوجيه من بعض قيادات «المستقبل» بتأمين الغطاء السياسي ومنع الملاحقة الامنية وحين وقعت الواقعة سحب التيار يده وترك الشبان لمصيرهم وان سلسلة وقائع ادت فيما بعد الى نقمة لدى قادة المحاور الذين باتوا يسعون الى ضمانات وجدوها لدى بعض القيادات السلفية التي يتعاظم دورها وتنمو وتكبر ككرة ثلج..
في ساحة عبد الحميد كرامي ليل امس الاول كان المشهد يوحي ان طرابلس باتت في يد السلفيين وان لهذه الحركة امتداد نحو مناطق عكار مروراً بالمنيه وان تيار المستقبل بات الى تراجع لانشغاله في خلافاته الداخليه..
الامتداد السلفي الى عكار تشير اليه احداث المناطق الحدودية بل تشير اليه ايضا تلمس حركة « اسيرية» موزعة بين وادي خالد وقرى حدودية وصولا الى ببنين ومحيطها..
وما اعلنه المسؤول السياسي في الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد يوم امس لم يكن كلاما عبثيا بل مرتكز الى جملة معطيات متوفرة لديه نتيجة متابعته لملف الشمال كله..
فما اعلنه رفعت عيد يعكسه المشهد الطرابلسي خاصة والشمالي عامة فالمظاهر السلفية المسلحة وجملة الاعتداءات التي تطال ابناء الطائفة الاسلامية العلوية في كل مناسبة وبدون مناسبة تشير الى مخطط تطهير عنصري.. بعد هجرة الكثير من المسيحيين من طرابلس - حسب مصدر طرابلسي معتدل - ليتم فيما بعد تهجير ابناء الطائفة العلوية حتى بات الخروج من جبل محسن الى باقي احياء طرابلس مغامرة غير محسوبة النتائج قد تودي بالمواطن العلوي الى التهلكة..
ليس عبثيا حين يقول رفعت عيد ان الشمال وطرابلس خاصة سوف تتحول الى «حمص» اخرى وان جبهة النصرة بدأت تجد مكانا لها في الشمال بعد نشوء المربعات الامنية المغلقة التابعة لما يسمى الجيش الحر وتمركز عدد من الضباط السوريين المنشقين في شقق قدمت لهم في منطقة الضم والفرز معلنا للمرة الاولى عن تواجد الضابط المنشق سليم ادريس الناطق الرسمي باسم الجيش الحر في جناح الرئيس سعد الحريري في فندق الكواليتي إن بطرابلس..
وجناح الحريري في هذا الفندق منطقة محرمة يمنع على اي كان من الاقتراب منها ومغلفة بكثير من السرية بحيث تفيد عدة مصادر ان هذا الجناح يعتبر مقر القيادة للضباط السوريين المنشقين.
حسب معلومات رفعت عيد انه في وقت قريب سوف يتم فتح المعابر بين لبنان وسوريا لتأمين فرار ارتال جبهة النصرة الى طرابلس بحيث تعد العدة كي تكون طرابلس والشمال البقعة التي تستوعب هذه الاعداد من الاصولين المرتبطين بتنظيم القاعدة وان ما يجري حاليا في طرابلس تجهيز الارضية لاستيعاب هذه العناصر لان تركيا والاردن سمحا بدخول المقاتلين الاصوليين الوافدين من اصقاع الارض لكنهما اغلقا الابواب امام عودتهما الى تركيا والاردن بحيث يبقى لبنان وحده الساحة التي ستستوعب هؤلاء «المجتهدين» اثر تسارع وتيرة التسوية السياسية في سوريا ..
من يراقب المناطق الحدودية ومجرى الاحداث في طرابلس وصيحات التكبير التي تملأ فضاء الفيحاء مع مظاهر المواكب المسلحة في سيارات رباعية الدفع والزجاج الداكن كلها تنبيء ان الشمال آيل الى قاعدة للقاعدة حيث لا رايات ترفع سوى الرايات السوداء بعد اقفال مكاتب القوى الوطنية والاسلامية في قوى 8 آذار وعندئذ لا صوت يعلو سوى اصوات التكبير حتى التيار الازرق يتابع تراجعه وقد بدأ خطوات الانسحار ومهما جرت محاولات التعويم فانها لن تنجح امام المد الاسلامي الاصولي المتعاظم ...
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=72798&cid=55
طرابلس تشهد تحوّلاً خطيراً نحو الأصوليّة والسلفيّة
لا ينبئ المشهد الشمالي بالخير ولا بمستقبل هادىء سواء تحت عباءة «المستقبل» او العباءة السلفية التي تتخذ اشكالا فضفاضة اثر انحسار لافت لعباءة «المستقبل» وفي ظل ملامح خلافات بين الحلفاء على الساحة الطرابلسية او بين نواب «المستقبل» في عكار نتيجة عوامل عدة تبدأ بانحسار التمويل مرورا بغياب الخدمات وصولاً الى التنافس على القيادة والتطلع الى المقعد النيابي في تسابق غير مسبوق بعد ارتفاع بورصة الطامحين.
ما حصل ليل الثلاثاء تلبية لنداء الاسير في ساحة عبد الحميد كرامي وعلى اوتوستراد العبده مترافقا مع فتح جبهة على الحدود اللبنانية - السورية من النورة والدبابية وصولا الى وادي خالد لم يكن بريئاً او منعزلاً عن سياق ما حصل في صيدا او معزولا عما يخطط له وفق اجندات خارجية رسمت خارطة طريق للبنان قاعدتها طرابلس والشمال..
طرابلس التاريخية التي استوعبت في تاريخها المديد كافة الاطياف ومختلف التيارات السياسية المتشددة منها والمتوسطة الى المنفتحة الى الاحزاب الوطنية والقومية هي اليوم طرابلس اخرى ..ربما هي طرابلس المشحونة برغبات الثأر او المملؤة بشحنات التمذهب الذي حولها الى مدينة اشبه بإمارة غير معلنة .. طرابلس اليوم تشهد تحولا خطيرا بعد اصبحت ساحة اصولية بامتياز وسلفية بالتحديد دفع بتيار المستقبل الى مراجعة حساباته اثر مسلسل من الفشل نتج عن شح المال والخدمات لكنه مرتاح الى ان خطابا واحدا يدغدغ فيه الغرائز المذهبية يعيد الشارع اليه لكنه تناسى ان التيارات السلفية قد سبقته ووضعت يدها على الشارع الاسلامي السني بهيكلية اكثر تنظيما وبتوفر قيادات دينية تجيد الخطاب المذهبي من منابر المساجد وتعرف كيفية التوجه الى عقل المواطن وقلبه وغريزته.
يقول مصدر طرابلسي ان الرئيس سعد الحريري يعتقد انه بتعيينه شقيق النائب محمد كباره عبد الغني كباره منسقا ومستشارا له لشؤون طرابلس قد يستعيد دور «المستقبل» في طرابلس رغم ان لكباره تجربة فاشلة يوم كان منسقا للتيار في المستقبل ويرى المصدر ان تعيين كباره زاد من منسوب الخلافات داخل المستقبل بدل أن يشكل حلا لها وان الحركة السلفية استفادات كثيرا من هذه الخلافات سيما وان السلفية باتت تنظر الى المستقبل كونه تياراً علمانياً لا يمكن الركون اليه والدليل ان المستقبل تجاهل ملف الموقوفين الاسلاميين منذ الاساس والى اليوم بل ان هؤلاء الموقوفين اوقفوا بعد رفع الغطاء المستقبلي عنهم..
ويضيف المصدر ان الاحداث الاخيرة التي شهدتها طرابلس جرت بادارة «مستقبلية» وبتوجيه من بعض قيادات «المستقبل» بتأمين الغطاء السياسي ومنع الملاحقة الامنية وحين وقعت الواقعة سحب التيار يده وترك الشبان لمصيرهم وان سلسلة وقائع ادت فيما بعد الى نقمة لدى قادة المحاور الذين باتوا يسعون الى ضمانات وجدوها لدى بعض القيادات السلفية التي يتعاظم دورها وتنمو وتكبر ككرة ثلج..
في ساحة عبد الحميد كرامي ليل امس الاول كان المشهد يوحي ان طرابلس باتت في يد السلفيين وان لهذه الحركة امتداد نحو مناطق عكار مروراً بالمنيه وان تيار المستقبل بات الى تراجع لانشغاله في خلافاته الداخليه..
الامتداد السلفي الى عكار تشير اليه احداث المناطق الحدودية بل تشير اليه ايضا تلمس حركة « اسيرية» موزعة بين وادي خالد وقرى حدودية وصولا الى ببنين ومحيطها..
وما اعلنه المسؤول السياسي في الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد يوم امس لم يكن كلاما عبثيا بل مرتكز الى جملة معطيات متوفرة لديه نتيجة متابعته لملف الشمال كله..
فما اعلنه رفعت عيد يعكسه المشهد الطرابلسي خاصة والشمالي عامة فالمظاهر السلفية المسلحة وجملة الاعتداءات التي تطال ابناء الطائفة الاسلامية العلوية في كل مناسبة وبدون مناسبة تشير الى مخطط تطهير عنصري.. بعد هجرة الكثير من المسيحيين من طرابلس - حسب مصدر طرابلسي معتدل - ليتم فيما بعد تهجير ابناء الطائفة العلوية حتى بات الخروج من جبل محسن الى باقي احياء طرابلس مغامرة غير محسوبة النتائج قد تودي بالمواطن العلوي الى التهلكة..
ليس عبثيا حين يقول رفعت عيد ان الشمال وطرابلس خاصة سوف تتحول الى «حمص» اخرى وان جبهة النصرة بدأت تجد مكانا لها في الشمال بعد نشوء المربعات الامنية المغلقة التابعة لما يسمى الجيش الحر وتمركز عدد من الضباط السوريين المنشقين في شقق قدمت لهم في منطقة الضم والفرز معلنا للمرة الاولى عن تواجد الضابط المنشق سليم ادريس الناطق الرسمي باسم الجيش الحر في جناح الرئيس سعد الحريري في فندق الكواليتي إن بطرابلس..
وجناح الحريري في هذا الفندق منطقة محرمة يمنع على اي كان من الاقتراب منها ومغلفة بكثير من السرية بحيث تفيد عدة مصادر ان هذا الجناح يعتبر مقر القيادة للضباط السوريين المنشقين.
حسب معلومات رفعت عيد انه في وقت قريب سوف يتم فتح المعابر بين لبنان وسوريا لتأمين فرار ارتال جبهة النصرة الى طرابلس بحيث تعد العدة كي تكون طرابلس والشمال البقعة التي تستوعب هذه الاعداد من الاصولين المرتبطين بتنظيم القاعدة وان ما يجري حاليا في طرابلس تجهيز الارضية لاستيعاب هذه العناصر لان تركيا والاردن سمحا بدخول المقاتلين الاصوليين الوافدين من اصقاع الارض لكنهما اغلقا الابواب امام عودتهما الى تركيا والاردن بحيث يبقى لبنان وحده الساحة التي ستستوعب هؤلاء «المجتهدين» اثر تسارع وتيرة التسوية السياسية في سوريا ..
من يراقب المناطق الحدودية ومجرى الاحداث في طرابلس وصيحات التكبير التي تملأ فضاء الفيحاء مع مظاهر المواكب المسلحة في سيارات رباعية الدفع والزجاج الداكن كلها تنبيء ان الشمال آيل الى قاعدة للقاعدة حيث لا رايات ترفع سوى الرايات السوداء بعد اقفال مكاتب القوى الوطنية والاسلامية في قوى 8 آذار وعندئذ لا صوت يعلو سوى اصوات التكبير حتى التيار الازرق يتابع تراجعه وقد بدأ خطوات الانسحار ومهما جرت محاولات التعويم فانها لن تنجح امام المد الاسلامي الاصولي المتعاظم ...
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=72798&cid=55
تعليق