ايران الاسلام وهزيمة المستكبرين
ثمة مسألة جوهرية اثارها سماحة الامام الخامنئي(دام ظله) في حديثه لرئيس واعضاء مجلس خبراء القيادة يوم الخميس 7-3-2013 ركزت على دور (الاسلام) في دعم المسيرة الثورية الواعية للشعب الايراني، وفضله الاول في اطلاق طاقات الجمهورية الاسلامية وتطوير قدراتها ومكانتها ومنجزاتها داخليا واقليميا ودوليا.
واقع الامر ان قائد الثورة الاسلامية حرص على التنويه بالتكامل الاستمراري الذي طبع العلاقة المتلازمة بين الدين والشعب خلال الـعقود الماضية، وما نتج عن ذلك من براعة فريدة في تحقيق الاهداف المصيرية للثورة الاسلامية وعلى رأسها الحرية والاستقلال والسيادة الناجزة والاكتفاء الذاتي والتقدم وتحطيم قيود الهيمنة الاستكبارية تحطيما كاملا.
فقد اشار الامام الخامنئي الى الحضور الملحمي لجماهير الشعب الايراني في مسيرات الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية المظفرة (يوم 11 شباط 2013) باعتباره تجسيدا حقيقيا للتلازم الوثيق بين الامة وعقيدتها وارادتها الحرة من جهة ، ومصداقا لتمسك هذا الشعب المؤمن الصامد بثوابته وحقوقه المبدئية من جهة اخرى.
في هذا المجال قال سماحته: (ان هذا الحضور الجماهيري الصلب، يترجم في الواقع رد الشعب الايراني على ما وصفه الغربيون بـ"الحظر المشل"، وقد تجلت تاثيرات هذا الحضور على الصعد الدولية ايضا).
ومع ان حديث الامام الخامنئي جاء في سياق التعليق على نتائج محادثات ايران ومجموعة (5+1) في العاصمة الكازاخستانية (آلماتي) مؤخرا، وفي ضوء ادعاءات الغربيين بانهم منحوا الجمهورية الاسلامية عرضا جيدا، الا ان سماحته قلل من اهمية هذه الادعاءات، نظرا لانهم (اعترفوا بجزء يسير فقط من حقوق الشعب الايراني،كما انه ينبغي الانتظار للتأكد من انهم صادقون في تنفيذ التزاماتهم ، لانهم اعتادوا على المماطلة وتجاهل الاتفاقيات) ، موضحا في الوقت ذاته (ان الانجاز الاكبر للثورة الاسلامية في هذا الاتجاه، هو احباطها مخطط الغربيين لايجاد التصادم بين الشعب الايراني ونظامه الاسلامي على خلفية اشكال الحظر والعقوبات والضغوط المتزايدة التي يمارسونها على طهران منذ عام 1979 وحتى يومنا هذا).
اذن فان الارادة الحرة لثنائية (الشعب والثورة) كانت وستبقى الدعامة الحقيقية للنهضة الاسلامية المتصاعدة في ايران ، وهي نهضة عقائدية خلاقة لم تأت من فراغ او بالصدفة، بل نتيجة لكل الجهود والتضحيات والملاحم التي سطرها المجاهدون الايرانيون منذ عشرات السنین في سبيل الله سبحانه وتعالى ، وعلى طريق مكافحة لغة الغطرسة الاميركية الاوروبية الاسرائيلية التي اعتمدت في استراتيجياتها على محور (تحطيم انسانية الانسان) في العالم. وها هي اليوم تعيد صياغة مشاريعها المعادية لمبدأ (كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة) من خلال محاولة مسخ الرسالة الاسلامية السمحاء على ايدي الانظمة العميلة ومؤسسات وعاظ السلاطين والجماعات التكفيرية التي تواطأت معا اليوم فيما بينها على ضرب الامة ونشر التطرف والارهاب والفوضى وسفك الدماء البريئة باسم الدين الحنيف والقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وبما ان الشعوب هم الذين يتحملون المسؤولية المباشرة في مقاومة الضغوط الخارجية المناهضة والتصدي للسلوكيات والمفاهيم المنحرفة، فان من واجب القيادة الاسلامية، ان تضيء لهم آفاق هذه المسيرة التغييرية، وترشدهم الى (ينابيع الامل) التي تتدفق منها عوامل الايمان والقوة والمنعة والاقدام، من اجل تقويض مؤامرات اعداء الامة، وهو ما نجح فيه الشعب الايراني حتى الان، الشیء الذي افضى الى تخبط الغربيين وغضبهم من النظام الاسلامي الرائد في طهران.
ولم يفت قائد الثورة السيد الخامنئي الاشارة الى الجهاد الذي خاضه زعيم الثورة الاسلامية الراحل الامام الخميني(قدس سره) ضد طاغية عصره في سبيل اعلاء كلمة الاسلام (مؤكدا ) ان هذا العبد الصالح الذي كان يتمتع بارادة صلبة وايمان راسخ وعزيمة لاتلين تمكن من تحقيق النصر العظيم على اعتى قوة في المنطقة.
وغني عن البيان ان صناعة التغيير،هدف استراتيجي وخطير في آن، وهي بحاجة الى رجال عظماء واستثنائيين يكونون بمستوى هذه المسؤولية المصيرية. وهي ايضا مهمة دقيقة للغاية يتعين ان تراعى فيها الموازين الشرعية والاخلاقية والانسانية على اكمل وجه، لأن ادنى زيغ في هذا المضمار يمكن ان تترتب عليه نتائج كارثية فظيعة، كماهو حاصل حاليا على مستوی محاولات هدم الدين الحنيف بسلاح التفرقة الطائفية و اشاعة ظاهرة التكفير والارهاب و إزهاق الارواح البشرية في المنطقة والعالم ، في حين ان الاسلام يرفض هذه الممارسات الباطلة رفضا باتا.قال تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم و العدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب}
حميد حلمي زادة
تعليق