سوريا صديقة إسرائيل ، بأمارة إيه ؟

أحمد الحباسى
كثيرا ما تردد ، كثيرا من نسمعها ، كثيرا ما نقرأها ، سوريا و نظامها عملاء أمريكا و إسرائيل في المنطقة ، هكذا يقولون بكل بساطة ، بكل نفاق ، بكل سذاجة ،
هكذا يسحلون التاريخ ، هكذا يدفنون الحقيقة ، هكذا يعاندون.
سوريا لم تكن في حرب الأيام الستة سنة 1967 ، سوريا لم تكن في حرب أكتوبر 1973 ، بين هذا و ذاك سوريا لم تكن في حرب الاستنزاف ، سوريا لم
تتعرض إلى غارات إسرائيلية متواصلة منذ ما قبل 1967 إلى ما قبل أسابيع قليلة من الآن ، سوريا لم تكن مع عبد الناصر ، مع أنور السادات ، القيادة العسكرية
السورية لم تكن في قاعة العمليات مع نظيرتها المصرية ، الجيش السوري لم يفقد شهداء على الجبهة مع فلسطين المغتصبة ، المدن السورية لم تدمر ، الجولان
السوري تم تسويغه لهذه الدولة الصديقة إسرائيل عن طيب خاطر و لم يخرج من العباءة السورية بالقوة العسكرية .
سوريا لم يصدر ضدها قانون “محاسبة سوريا” الشهير ، سوريا لم تقطع عنها المعونات الاقتصادية بسبب كرهها الشديد للصهيونية ، سوريا لم تخرج من لبنان
بقدرة القرار 1559 المشبوه ، سوريا لم تتهم جزافا من اللوبي الصهيوني و اللوبي الخليجي –اللبناني المختلط المتآمر على المقاومة ، سوريا لم تدفع فاتورة وقوفها
مع المقاومة العراقية ، سوريا لم تكن راعية المقاومة الفلسطينية و صاحبة الفضل الأولى مع الجمهورية الإسلامية و دولة السودان طبعا في انتصاري غزة 2008
و غزة 2012 ، سوريا لم تقف في وجه الجامعة العربية عند احتلالها من محمية قطر ، سوريا لم تصف النعاج بأشباه الرجال ، سوريا هي من تصافح و تتقابل و
تنام و تسهر مع تسيبي ليفنى و شمعون بيريز و بنيامين نتانياهو .
سوريا هي التي ذهبت إلى إسرائيل و أمريكا صيف 2006 مطالبة ، ملحة بتدمير حزب الله و كسر عظم المقاومة ، هي من طالبت بالعدوان على غزة ، بقبر ياسر
عرفات في مقاطعة رام الله ، بالدخول مع الصهاينة في مفاوضات عبثية لا تنتهي ، هي من طردت خالد مشعل من دمشق ، من طردت أحمد جبريل من الشام ، هي
من تصالحت مع إسرائيل في كامب ديفيد و صلح وادي عربة ، هي من أغلقت معبر رفح ، هي من قدمت مبادرة سلام مع إسرائيل نسخها للأسف الملك السعودي
و قدمها باسمه في مؤتمر القمة العربية بلبنان .
أنتم مخطؤن ، سوريا لم يضعها الأمريكان على لائحة الإرهاب ، لم تكن دولة وصفها بوش بضلع من أضلع محور الشر ، لم تسلط عليها عقوبات دولية قاسية
بسبب اختلاطها بالمقاومة اللبناني- الفلسطينية ، لم تتعرض إلى حملات إعلامية تضليلية تشنيعية مسعورة متواصلة وصلت حدا غير مسبوق في الحملات الإعلامية
الخليجية الصهيونية .
بشار الأسد هو من رقص مع جورج بوش الصغير زمن الحرب الصهيونية على حزب الله صيف 2006 رقصة الجنادرية و ليس الملك عبد الله في مشهد مقرف
سخيف سيبقى خالد في وجدان الشعوب العربية ، و بشار هو من طعن الشهيد الرمز ياسر عرفات و منع عنه المساعدات ، بشار و من غيره من أقفل بالحديد و
النار كل المعابر المؤدية إلى المقاومة و حفر الخنادق و أقام المتاريس حتى يموت الشعب الفلسطيني تحت أنقاض الهجمات الصهيونية و تلك الحرب المرعبة التي
سماها العدو عملية الرصاص المسكوب ، و بشار من منع الجامعة العربية من اتخاذ مواقف ملموسة ضد إسرائيل لأنه صديقها الوفي ، و بشار من منع قوافل
الإغاثة عن فلسطين ، و بشار من شن الحملات الشعواء على المقاومة في غزة واصفا إياها بالعبثية و بكل الأوصاف المحبطة .
نعم سوريا دولة عميلة لإسرائيل و صديقة صدوقة للصهيونية ، فالرئيس الأسد يملك القصور و المنتجعات و مهابط الطائرات و مليارات الاستثمار في إسرائيل ، و
الرئيس الأسد هو من ورد الحديد و الاسمنت لبناء الجدار الإسرائيلي العازل ، و هو من يمد إسرائيل يوميا بقائمة المقاومين ، و هو من يسخر البوليس الدايتونى
لاعتقال من لم يطله الموساد و جهاز الشين بيث الصهيوني ، و هو من ينادى صباحا مساء بالتطبيع مع الصهيوني ، و طبعا هو من يمنع المقاومة اللبنانية من
تقليص ساعات النوم عند عساكر الصهاينة .
أعرف أن كل بلدان الخليج لا تطبع مع العدو ، و لا تتقابل مع زمرته الحاكمة لا في السر و لا في العلن ، و لا تقدم إليه أية تنازلات ، و لا تتعامل مخابراتها و
دواليبها الأمنية مع الصهيوني ، و أعلم أن الأمير القطري مثلا أكره ما يكره أن تحدثه عن إسرائيل فما بالك بأن يتقول عليه البعض باجتماع مع شمعون بيريز أو
العاشقة المدللة تسيبي ليفنى ، و أكاد أصدق أن الملك السعودي لا علاقة له بكل ما حدث للشهيد ياسر عرفات ، و لإخواننا المحاصرين في غزة سنة 2008 و
2012 ، و أضع أصابعي في الجمر بأنه من يحمى المقاومة في لبنان و فلسطين ، و أعتبر أنه لولا جلالته لما كان هناك انتصار تموز 2006 أو انتصار غزة 2
008 و 2012 ، و أقر أنه لولا المخابرات السعودية لما وصلت رصاصة واحدة للمقاومة الفلسطينية و أنزه الملك عن كل شبهة تحالف مع الأمريكي ضد القضية
أو ضد المقاومة و بطبيعة الحال عن المشاركة بالعدد و العتاد في المؤامرة على سوريا.
نحن نعيش حالة سوريالية ، غير منطقية ، اشتبهت فيها كل الأمور ، حتى صار الأبيض أسود ، و الأسود أبيض ، و صارت أنظمة دول الخليج العميلة لها من
الجرأة و الوقاحة أن تنظر في عيون الشرفاء ، و صارت الأقلام المارقة و الأبواق العميلة هي من تنير لنا سبيل الشرف الذي تمزقت نعالنا من كثرة المشي فيه ، و
صار الغدر الخليجي هو الفضيلة التي رضعتها سوريا قبل أن يولد حكام الخليج.
سوريا هي العميلة يا سادة ، سوريا هي المتعاونة مع العدو يا سادة ، و مهما اخفت هذا التعاون فنحن على علم ، و إذا كان هناك من قرأ منكم أو سمع عن خلاف
ذلك فهو واهم ، سوريا بلد عميل لإسرائيل ؟ اللي استحوا ماتوا.
خاص بانوراما الشرق الاوسط

أحمد الحباسى
كثيرا ما تردد ، كثيرا من نسمعها ، كثيرا ما نقرأها ، سوريا و نظامها عملاء أمريكا و إسرائيل في المنطقة ، هكذا يقولون بكل بساطة ، بكل نفاق ، بكل سذاجة ،
هكذا يسحلون التاريخ ، هكذا يدفنون الحقيقة ، هكذا يعاندون.
سوريا لم تكن في حرب الأيام الستة سنة 1967 ، سوريا لم تكن في حرب أكتوبر 1973 ، بين هذا و ذاك سوريا لم تكن في حرب الاستنزاف ، سوريا لم
تتعرض إلى غارات إسرائيلية متواصلة منذ ما قبل 1967 إلى ما قبل أسابيع قليلة من الآن ، سوريا لم تكن مع عبد الناصر ، مع أنور السادات ، القيادة العسكرية
السورية لم تكن في قاعة العمليات مع نظيرتها المصرية ، الجيش السوري لم يفقد شهداء على الجبهة مع فلسطين المغتصبة ، المدن السورية لم تدمر ، الجولان
السوري تم تسويغه لهذه الدولة الصديقة إسرائيل عن طيب خاطر و لم يخرج من العباءة السورية بالقوة العسكرية .
سوريا لم يصدر ضدها قانون “محاسبة سوريا” الشهير ، سوريا لم تقطع عنها المعونات الاقتصادية بسبب كرهها الشديد للصهيونية ، سوريا لم تخرج من لبنان
بقدرة القرار 1559 المشبوه ، سوريا لم تتهم جزافا من اللوبي الصهيوني و اللوبي الخليجي –اللبناني المختلط المتآمر على المقاومة ، سوريا لم تدفع فاتورة وقوفها
مع المقاومة العراقية ، سوريا لم تكن راعية المقاومة الفلسطينية و صاحبة الفضل الأولى مع الجمهورية الإسلامية و دولة السودان طبعا في انتصاري غزة 2008
و غزة 2012 ، سوريا لم تقف في وجه الجامعة العربية عند احتلالها من محمية قطر ، سوريا لم تصف النعاج بأشباه الرجال ، سوريا هي من تصافح و تتقابل و
تنام و تسهر مع تسيبي ليفنى و شمعون بيريز و بنيامين نتانياهو .
سوريا هي التي ذهبت إلى إسرائيل و أمريكا صيف 2006 مطالبة ، ملحة بتدمير حزب الله و كسر عظم المقاومة ، هي من طالبت بالعدوان على غزة ، بقبر ياسر
عرفات في مقاطعة رام الله ، بالدخول مع الصهاينة في مفاوضات عبثية لا تنتهي ، هي من طردت خالد مشعل من دمشق ، من طردت أحمد جبريل من الشام ، هي
من تصالحت مع إسرائيل في كامب ديفيد و صلح وادي عربة ، هي من أغلقت معبر رفح ، هي من قدمت مبادرة سلام مع إسرائيل نسخها للأسف الملك السعودي
و قدمها باسمه في مؤتمر القمة العربية بلبنان .
أنتم مخطؤن ، سوريا لم يضعها الأمريكان على لائحة الإرهاب ، لم تكن دولة وصفها بوش بضلع من أضلع محور الشر ، لم تسلط عليها عقوبات دولية قاسية
بسبب اختلاطها بالمقاومة اللبناني- الفلسطينية ، لم تتعرض إلى حملات إعلامية تضليلية تشنيعية مسعورة متواصلة وصلت حدا غير مسبوق في الحملات الإعلامية
الخليجية الصهيونية .
بشار الأسد هو من رقص مع جورج بوش الصغير زمن الحرب الصهيونية على حزب الله صيف 2006 رقصة الجنادرية و ليس الملك عبد الله في مشهد مقرف
سخيف سيبقى خالد في وجدان الشعوب العربية ، و بشار هو من طعن الشهيد الرمز ياسر عرفات و منع عنه المساعدات ، بشار و من غيره من أقفل بالحديد و
النار كل المعابر المؤدية إلى المقاومة و حفر الخنادق و أقام المتاريس حتى يموت الشعب الفلسطيني تحت أنقاض الهجمات الصهيونية و تلك الحرب المرعبة التي
سماها العدو عملية الرصاص المسكوب ، و بشار من منع الجامعة العربية من اتخاذ مواقف ملموسة ضد إسرائيل لأنه صديقها الوفي ، و بشار من منع قوافل
الإغاثة عن فلسطين ، و بشار من شن الحملات الشعواء على المقاومة في غزة واصفا إياها بالعبثية و بكل الأوصاف المحبطة .
نعم سوريا دولة عميلة لإسرائيل و صديقة صدوقة للصهيونية ، فالرئيس الأسد يملك القصور و المنتجعات و مهابط الطائرات و مليارات الاستثمار في إسرائيل ، و
الرئيس الأسد هو من ورد الحديد و الاسمنت لبناء الجدار الإسرائيلي العازل ، و هو من يمد إسرائيل يوميا بقائمة المقاومين ، و هو من يسخر البوليس الدايتونى
لاعتقال من لم يطله الموساد و جهاز الشين بيث الصهيوني ، و هو من ينادى صباحا مساء بالتطبيع مع الصهيوني ، و طبعا هو من يمنع المقاومة اللبنانية من
تقليص ساعات النوم عند عساكر الصهاينة .
أعرف أن كل بلدان الخليج لا تطبع مع العدو ، و لا تتقابل مع زمرته الحاكمة لا في السر و لا في العلن ، و لا تقدم إليه أية تنازلات ، و لا تتعامل مخابراتها و
دواليبها الأمنية مع الصهيوني ، و أعلم أن الأمير القطري مثلا أكره ما يكره أن تحدثه عن إسرائيل فما بالك بأن يتقول عليه البعض باجتماع مع شمعون بيريز أو
العاشقة المدللة تسيبي ليفنى ، و أكاد أصدق أن الملك السعودي لا علاقة له بكل ما حدث للشهيد ياسر عرفات ، و لإخواننا المحاصرين في غزة سنة 2008 و
2012 ، و أضع أصابعي في الجمر بأنه من يحمى المقاومة في لبنان و فلسطين ، و أعتبر أنه لولا جلالته لما كان هناك انتصار تموز 2006 أو انتصار غزة 2
008 و 2012 ، و أقر أنه لولا المخابرات السعودية لما وصلت رصاصة واحدة للمقاومة الفلسطينية و أنزه الملك عن كل شبهة تحالف مع الأمريكي ضد القضية
أو ضد المقاومة و بطبيعة الحال عن المشاركة بالعدد و العتاد في المؤامرة على سوريا.
نحن نعيش حالة سوريالية ، غير منطقية ، اشتبهت فيها كل الأمور ، حتى صار الأبيض أسود ، و الأسود أبيض ، و صارت أنظمة دول الخليج العميلة لها من
الجرأة و الوقاحة أن تنظر في عيون الشرفاء ، و صارت الأقلام المارقة و الأبواق العميلة هي من تنير لنا سبيل الشرف الذي تمزقت نعالنا من كثرة المشي فيه ، و
صار الغدر الخليجي هو الفضيلة التي رضعتها سوريا قبل أن يولد حكام الخليج.
سوريا هي العميلة يا سادة ، سوريا هي المتعاونة مع العدو يا سادة ، و مهما اخفت هذا التعاون فنحن على علم ، و إذا كان هناك من قرأ منكم أو سمع عن خلاف
ذلك فهو واهم ، سوريا بلد عميل لإسرائيل ؟ اللي استحوا ماتوا.
خاص بانوراما الشرق الاوسط
تعليق