بمناسبة شهر المحرم
شيء من معاني اسم هذا الشهر
إن سر شقاء الإنسان هو جهله بحقيقته، فهذا الجهل هو الذي منع الإنسان من وضع نفسه في الموضع الصحيح الذي شاءه الله تعالى ، والتعامل مع الأشياء من حوله التعامل الذي يتناسب مع ذاته .
إن حقيقة الإنسان بل والخلق بشكل عام هي العدم المطلق والذي يعبر عنه بالضعف والفقر والنقص ، (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ))،(( هل أتي على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ))،لكن الإنسان يتوهم أن حقيقته على العكس من ذلك فهو يرى أن الكمال هو حقيقته التي لا قيام له إلا بها، ونتيجة لذلك فهو يكره أن يرى شيء من هذا الكمال في غيره لأنه يشعر من ذلك أن حقيقته أصبحت منفصلة عنه ، لذا فإنه يرفض الاعتراف بكل مظاهر الكمال في غيره ، ويعتقد أن من يحمل منها شيئاً أنه ينازعه حقيقته، ونتيجة لهذا الشعور فقد ساءت علاقة الإنسان مع كل ما حوله ، والذي أراده الله من الإنسان أن يعلم أن حقيقة الكمال هي له وحده ، وأن ما يعرضه الله من مظاهر كماله وجماله إنما هو وسيلة ليكتشف من خلالها حقيقته التي هي النقص والعدم ، فالإنسان إنما يعرف الشيء بضده ،وقد جعل الله القلب الأحمدي هو القلب الجامع لمظاهر كمال الله وجماله في الخلق وكتب له الدوام والظهور عبر المختارين من عترته إلى يوم القيامة لأنه القلب الوحيد الذي عرف حقيقته حقيقة النقص والتي بها نال أعلى مراتب العبودية لله تعالى ، وبهذا القلب العاكس لجمال الله وكماله يستطيع الناس أن يروا حقيقة أنفسهم حقيقة النقص والعدم .
لكن الناس وللأسف حرموا من الإستفادة من ذلك القلب لأنهم ما زالوا يعتقدون أن الكمال الذي يرونه يتجلى من خلال ذلك القلب هو حقيقتهم وملكهم وأن ذلك القلب ينازعهم حقيقتهم، فعاشوا بذلك مجهولي الهوية ،(( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )).
ولكي يحقق الناس الإستفادة من ذلك القلب في معرفة حقائقهم وهوياتهم فإن عليه أن يفتحوا أعينهم لجمال ذلك القلب ويضعوه في موضع الكمال ،وأن يحذروا من منازعته ذلك المقام ، فذلك القلب قد وصفه الله بأنه الحرام ففي حديث المعراج يروى عنه صلى الله عليه وآله ((قال لي طأطئ رأسك و انظر ما ترى فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيتكم هذا و حرمكم هذا فإذا هو مثل حرم ذلك البيت يتقابل لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه فقال لي يا محمد هذا الحرم و أنت الحرام و لكل مثل مثال)) ، والحرام يعني الذي لا يجوز تجاوزه وتعديه ، والذي يتضح أن البيت الحرام إنما سمي حرماً لأنه البلد والمقام المادي لذلك القلب الحرام الذي يحرم على الخلق الوقوف في موقفه ،كما يتضح أيضاً أن الشهر المحرم والذي نعيش الآن أيامه هو كذلك سمي محرماً لأنه الشهر الذي يجب أن يفتتح به الناس سنتهم محرمين على أنفسهم الوقوف في موقف الكمال ، فوقوفهم في ذلك الموقف يعميهم عن معرفة حقائقهم ويوقعهم في جحيم الصراع والنـزاع .
الأخ القارئ:
يبدوا أنه قد آن الأوان أن نستفيد من هذا الشهر الحرام المحرم الذي نعيشه الآن بأن نكف عن البحث عن الكمال في أنفسنا والسعي للتحقق به وأن نبحث عن مظهر كمال الله وجماله القلب الأحمدي الحرام المتجسد في عترة المصطفى صلى الله عليه وآله في كل زمان ، لكي نكتشف من خلال كماله نقصنا وقصورنا الذي به نستطيع أن نعيش حياة الإستقرار والطمأنينة .
شيء من معاني اسم هذا الشهر
إن سر شقاء الإنسان هو جهله بحقيقته، فهذا الجهل هو الذي منع الإنسان من وضع نفسه في الموضع الصحيح الذي شاءه الله تعالى ، والتعامل مع الأشياء من حوله التعامل الذي يتناسب مع ذاته .
إن حقيقة الإنسان بل والخلق بشكل عام هي العدم المطلق والذي يعبر عنه بالضعف والفقر والنقص ، (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ))،(( هل أتي على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ))،لكن الإنسان يتوهم أن حقيقته على العكس من ذلك فهو يرى أن الكمال هو حقيقته التي لا قيام له إلا بها، ونتيجة لذلك فهو يكره أن يرى شيء من هذا الكمال في غيره لأنه يشعر من ذلك أن حقيقته أصبحت منفصلة عنه ، لذا فإنه يرفض الاعتراف بكل مظاهر الكمال في غيره ، ويعتقد أن من يحمل منها شيئاً أنه ينازعه حقيقته، ونتيجة لهذا الشعور فقد ساءت علاقة الإنسان مع كل ما حوله ، والذي أراده الله من الإنسان أن يعلم أن حقيقة الكمال هي له وحده ، وأن ما يعرضه الله من مظاهر كماله وجماله إنما هو وسيلة ليكتشف من خلالها حقيقته التي هي النقص والعدم ، فالإنسان إنما يعرف الشيء بضده ،وقد جعل الله القلب الأحمدي هو القلب الجامع لمظاهر كمال الله وجماله في الخلق وكتب له الدوام والظهور عبر المختارين من عترته إلى يوم القيامة لأنه القلب الوحيد الذي عرف حقيقته حقيقة النقص والتي بها نال أعلى مراتب العبودية لله تعالى ، وبهذا القلب العاكس لجمال الله وكماله يستطيع الناس أن يروا حقيقة أنفسهم حقيقة النقص والعدم .
لكن الناس وللأسف حرموا من الإستفادة من ذلك القلب لأنهم ما زالوا يعتقدون أن الكمال الذي يرونه يتجلى من خلال ذلك القلب هو حقيقتهم وملكهم وأن ذلك القلب ينازعهم حقيقتهم، فعاشوا بذلك مجهولي الهوية ،(( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )).
ولكي يحقق الناس الإستفادة من ذلك القلب في معرفة حقائقهم وهوياتهم فإن عليه أن يفتحوا أعينهم لجمال ذلك القلب ويضعوه في موضع الكمال ،وأن يحذروا من منازعته ذلك المقام ، فذلك القلب قد وصفه الله بأنه الحرام ففي حديث المعراج يروى عنه صلى الله عليه وآله ((قال لي طأطئ رأسك و انظر ما ترى فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيتكم هذا و حرمكم هذا فإذا هو مثل حرم ذلك البيت يتقابل لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه فقال لي يا محمد هذا الحرم و أنت الحرام و لكل مثل مثال)) ، والحرام يعني الذي لا يجوز تجاوزه وتعديه ، والذي يتضح أن البيت الحرام إنما سمي حرماً لأنه البلد والمقام المادي لذلك القلب الحرام الذي يحرم على الخلق الوقوف في موقفه ،كما يتضح أيضاً أن الشهر المحرم والذي نعيش الآن أيامه هو كذلك سمي محرماً لأنه الشهر الذي يجب أن يفتتح به الناس سنتهم محرمين على أنفسهم الوقوف في موقف الكمال ، فوقوفهم في ذلك الموقف يعميهم عن معرفة حقائقهم ويوقعهم في جحيم الصراع والنـزاع .
الأخ القارئ:
يبدوا أنه قد آن الأوان أن نستفيد من هذا الشهر الحرام المحرم الذي نعيشه الآن بأن نكف عن البحث عن الكمال في أنفسنا والسعي للتحقق به وأن نبحث عن مظهر كمال الله وجماله القلب الأحمدي الحرام المتجسد في عترة المصطفى صلى الله عليه وآله في كل زمان ، لكي نكتشف من خلال كماله نقصنا وقصورنا الذي به نستطيع أن نعيش حياة الإستقرار والطمأنينة .