إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شيء من معاني إسم شهر محرم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شيء من معاني إسم شهر محرم

    بمناسبة شهر المحرم
    شيء من معاني اسم هذا الشهر

    إن سر شقاء الإنسان هو جهله بحقيقته، فهذا الجهل هو الذي منع ‏الإنسان من وضع نفسه في الموضع الصحيح الذي شاءه الله تعالى ، ‏والتعامل مع الأشياء من حوله التعامل الذي يتناسب مع ذاته . ‏
    إن حقيقة الإنسان بل والخلق بشكل عام هي العدم المطلق والذي يعبر ‏عنه بالضعف والفقر والنقص ، (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ‏والله هو الغني الحميد ))،(( هل أتي على الإنسان حين من الدهر لم ‏يكن شيئاً مذكوراً ))،لكن الإنسان يتوهم أن حقيقته على العكس من ‏ذلك فهو يرى أن الكمال هو حقيقته التي لا قيام له إلا بها، ونتيجة ‏لذلك فهو يكره أن يرى شيء من هذا الكمال في غيره لأنه يشعر من ‏ذلك أن حقيقته أصبحت منفصلة عنه ، لذا فإنه يرفض الاعتراف بكل ‏مظاهر الكمال في غيره ، ويعتقد أن من يحمل منها شيئاً أنه ينازعه ‏حقيقته، ونتيجة لهذا الشعور فقد ساءت علاقة الإنسان مع كل ما ‏حوله ، والذي أراده الله من الإنسان أن يعلم أن حقيقة الكمال هي له ‏وحده ، وأن ما يعرضه الله من مظاهر كماله وجماله إنما هو وسيلة ‏ليكتشف من خلالها حقيقته التي هي النقص والعدم ، فالإنسان إنما ‏يعرف الشيء بضده ،وقد جعل الله القلب الأحمدي هو القلب الجامع ‏لمظاهر كمال الله وجماله في الخلق وكتب له الدوام والظهور عبر ‏المختارين من عترته إلى يوم القيامة لأنه القلب الوحيد الذي عرف ‏حقيقته حقيقة النقص والتي بها نال أعلى مراتب العبودية لله تعالى ، ‏وبهذا القلب العاكس لجمال الله وكماله يستطيع الناس أن يروا حقيقة ‏أنفسهم حقيقة النقص والعدم .‏
    لكن الناس وللأسف حرموا من الإستفادة من ذلك القلب لأنهم ما ‏زالوا يعتقدون أن الكمال الذي يرونه يتجلى من خلال ذلك القلب ‏هو حقيقتهم وملكهم وأن ذلك القلب ينازعهم حقيقتهم، فعاشوا ‏بذلك مجهولي الهوية ،(( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )).‏
    ولكي يحقق الناس الإستفادة من ذلك القلب في معرفة حقائقهم ‏وهوياتهم فإن عليه أن يفتحوا أعينهم لجمال ذلك القلب ويضعوه في ‏موضع الكمال ،وأن يحذروا من منازعته ذلك المقام ، فذلك القلب قد ‏وصفه الله بأنه الحرام ففي حديث المعراج يروى عنه صلى الله عليه ‏وآله ((قال لي طأطئ رأسك و انظر ما ترى فطأطأت رأسي فنظرت ‏إلى بيتكم هذا و حرمكم هذا فإذا هو مثل حرم ذلك البيت يتقابل لو ‏ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه فقال لي يا محمد هذا الحرم و أنت ‏الحرام و لكل مثل مثال)) ، والحرام يعني الذي لا يجوز تجاوزه وتعديه ‏، والذي يتضح أن البيت الحرام إنما سمي حرماً لأنه البلد والمقام المادي ‏لذلك القلب الحرام الذي يحرم على الخلق الوقوف في موقفه ،كما ‏يتضح أيضاً أن الشهر المحرم والذي نعيش الآن أيامه هو كذلك سمي ‏محرماً لأنه الشهر الذي يجب أن يفتتح به الناس سنتهم محرمين على ‏أنفسهم الوقوف في موقف الكمال ، فوقوفهم في ذلك الموقف يعميهم ‏عن معرفة حقائقهم ويوقعهم في جحيم الصراع والنـزاع .‏
    الأخ القارئ:‏
    يبدوا أنه قد آن الأوان أن نستفيد من هذا الشهر الحرام المحرم الذي ‏نعيشه الآن بأن نكف عن البحث عن الكمال في أنفسنا والسعي ‏للتحقق به وأن نبحث عن مظهر كمال الله وجماله القلب الأحمدي ‏الحرام المتجسد في عترة المصطفى صلى الله عليه وآله في كل زمان ، ‏لكي نكتشف من خلال كماله نقصنا وقصورنا الذي به نستطيع أن ‏نعيش حياة الإستقرار والطمأنينة .‏
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X