شجاعة علي وجُبن العدو!
كثرت التساؤلات حتى بلغت مقام التشكيك والإنكار عن علة استسلام علي عليه السلام أمام عدوه، وعدم دفاعه عن بضعة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله رغم أن علياً عُرف بشدته وشجاعته وبسالته حين يشتد الوطيس! ولم يكتفِ هذا التساؤل حتى طُرح كشبهة يحتج بها المخالف والبتري -مدعي التشيع- لإسقاط تلك القضية التأريخية المهمة التي بإنكرها تسقط الإمامة -وهي أصل الدين- !!! .
إنّ هذا الإدعاء و الإعتقاد باطل قطعاً، فليس من المعقول أساساً أن يرضى الزوج لزوجته بأن تضرب أمام عينه!، وخصوصاً أن علي عُرف بشدته على الأعداء، وعدم خوفه في الله لومة لائم .
فمِما لا يخفى على أحد أنّ الزّهراء تعرضت لثلاث حملات متتاليّة من أصحاب السقيفة لإجبار علي بالبيعة، ولو نراجع الكتب التأريخية التي تحكي لنا تلك الواقعة نجد أن علياً قد تصدى لهم في أولى الحملتين. أما في الحملة الثالثة التي فيها وقع جنين الزّهراء، ولُطم خدها، وانكسر ضلعها، شاءت الظروف بأن يكون علياً في غرفته مشغولاً بجمع القرآن العظيم تنفيذاً لوصية رسول الله. فما هي إلا ثوان لا معدودة والزّهراء قد جرى عليها ماجرى حتى لقت حتفها، فما باليد حيلة. قام عليٌ مسرعاً ليلبي صرخة الزّهراء فوجدها على ماهي عليه، فذهب عليٌ للفاعل وهمّ بقتله، فقد روى سُليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي رضوان الله تعالى عليهما قال: فوثب علي فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله وما أوصاه به فقال: والذي كرّم محمداً بالنبوة يابن صهّاك! لولا كتابٌ من الله سبق وعهدٌ عهده إليَّ رسول الله لعلمتَ أنك لا تدخل بيتي. (كتاب سُليم ص150) .
هنا نلاحظ أيضاً أنَ علياً كان مقيداً بالوصية التي أوصاها النبي حينما قال له فيما مضمونه "إذا وجدت أربعين ناصراً و معيناً ذوي عزمٍ فناهضهم" .
فمن خلال هذا الرد يتبين لنا أن علياً همّ بقتله أي هدده ودافع عن الزّهراء صلوات الله عليها، ولكنه تذكر قول رسول الله فترك العدو، وأيضاً روى شيخنا المفيد رضوان الله تعالى عليه بسنده عن مولانا الصادق عليه السلام قال: فلمّا قُبضت عليها السلام دفنها ليلاً في بيتها، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها، وأبو بكر وعمر كذلك، فخرج إليهما عليّ فقالا له: مافعلت بابنة محمّد؟ أخذت في جهازها يا أبا الحسن؟ فقال عليّ: قد والله دفنتها. قالا: فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها؟ قال عليه السلام: هي أمرتني. فقال عمر: والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها! فقال عليّ: أما والله، ما دام قلبي بين جوانحي، وذو الفقار في يدي إنّك لا تصل إلى نبشها، فأنت أعلم! فقال أبو بكر: إذهب فإنّه أحقّ بها منّا، وانصرف الناس“. (اختصاص المفيد ص183) .
بقلم: محمد الميل
نُشرت في مجلة المَعين، العدد ٣
http://q8noor.blogspot.com/2013/03/sssss.html
إنّ هذا الإدعاء و الإعتقاد باطل قطعاً، فليس من المعقول أساساً أن يرضى الزوج لزوجته بأن تضرب أمام عينه!، وخصوصاً أن علي عُرف بشدته على الأعداء، وعدم خوفه في الله لومة لائم .
فمِما لا يخفى على أحد أنّ الزّهراء تعرضت لثلاث حملات متتاليّة من أصحاب السقيفة لإجبار علي بالبيعة، ولو نراجع الكتب التأريخية التي تحكي لنا تلك الواقعة نجد أن علياً قد تصدى لهم في أولى الحملتين. أما في الحملة الثالثة التي فيها وقع جنين الزّهراء، ولُطم خدها، وانكسر ضلعها، شاءت الظروف بأن يكون علياً في غرفته مشغولاً بجمع القرآن العظيم تنفيذاً لوصية رسول الله. فما هي إلا ثوان لا معدودة والزّهراء قد جرى عليها ماجرى حتى لقت حتفها، فما باليد حيلة. قام عليٌ مسرعاً ليلبي صرخة الزّهراء فوجدها على ماهي عليه، فذهب عليٌ للفاعل وهمّ بقتله، فقد روى سُليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي رضوان الله تعالى عليهما قال: فوثب علي فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله وما أوصاه به فقال: والذي كرّم محمداً بالنبوة يابن صهّاك! لولا كتابٌ من الله سبق وعهدٌ عهده إليَّ رسول الله لعلمتَ أنك لا تدخل بيتي. (كتاب سُليم ص150) .
هنا نلاحظ أيضاً أنَ علياً كان مقيداً بالوصية التي أوصاها النبي حينما قال له فيما مضمونه "إذا وجدت أربعين ناصراً و معيناً ذوي عزمٍ فناهضهم" .
فمن خلال هذا الرد يتبين لنا أن علياً همّ بقتله أي هدده ودافع عن الزّهراء صلوات الله عليها، ولكنه تذكر قول رسول الله فترك العدو، وأيضاً روى شيخنا المفيد رضوان الله تعالى عليه بسنده عن مولانا الصادق عليه السلام قال: فلمّا قُبضت عليها السلام دفنها ليلاً في بيتها، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها، وأبو بكر وعمر كذلك، فخرج إليهما عليّ فقالا له: مافعلت بابنة محمّد؟ أخذت في جهازها يا أبا الحسن؟ فقال عليّ: قد والله دفنتها. قالا: فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها؟ قال عليه السلام: هي أمرتني. فقال عمر: والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها! فقال عليّ: أما والله، ما دام قلبي بين جوانحي، وذو الفقار في يدي إنّك لا تصل إلى نبشها، فأنت أعلم! فقال أبو بكر: إذهب فإنّه أحقّ بها منّا، وانصرف الناس“. (اختصاص المفيد ص183) .
بقلم: محمد الميل
نُشرت في مجلة المَعين، العدد ٣
http://q8noor.blogspot.com/2013/03/sssss.html