حدث أحمد بن محمد بن عبد ربه قال حدثني سليمان بن الدمشقي عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان رضوان الله عليه قال كان
النبي (ص) ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار وما
زالت تدنوا والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي (ص) ثم برز منها شخص كان فيها ثم قال يا رسول الله اني وافد قومي وقد استجرنا بك
فابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فان بعضهم قد بغى علينا فيحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه وخذ على العهود والمواثيق المؤكدة
ان أرده إليك سالما في غداة غد الا ان تحدث حادثة من عند الله فقال له النبي (ص) من أنت ومن قومك قال انا غطرفة بن شمراخ أحد بني
نجاح وانا وجماعة من أهلي كنا نستطرق السمع فلما منعنا من ذلك امنا ولما بعثك الله نبيا امنا بك على ما علمته وقد صدقنا وخالفنا بعض
القوم وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وقوة وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا وبدوا بنا فابعث
معي من يحكم بيننا بالحق فقال له النبي فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها قال فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا
شخص عليه شعر كثير وإذا رأسه طويل، طويل العينين عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين ولها أسنان كأنها أسنان الحيوانات ثم إن النبي
(ص) اخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غد من بعث به معه فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال له اذهب مع أخينا غطرفة
فقال يا رسول الله وأين هم قال هم تحت الأرض فقال أبو بكر وكيف أطيق النزول تحت الأرض
وكيف احكم بينهم ولا أحسن كلامهم ثم التفت إلى عمر ابن الخطاب فقال مثل قوله لأبي بكر فأجاب مثل جواب أبي بكر
ثم اقبل على عثمانوقال له مثل قولهما فاجابه كجوابهما ثم استدعى بعلي (ع)
وقال يا علي صر مع أخينا غطرفة وتشرف على قومه وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق فقام أمير المؤمنين (ع) مع غطرفة وقد تقلد
سيفه قال سلمان فتبعهما إلى أن صار إلى الوادي فلما توسطاه فوقفت انظر إليهما فانشقت الأرض ودخلا فيها وعادت إلى ما كانت
وأصبح النبي (ص) وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وحف به أصحابه وتأخر أمير المؤمنين وارتفع النهار وأكثر الكلام إلى أن
زالت الشمس وقالوا ان الجني احتال على النبي وقد أراحنا الله من أبي تراب وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا وأكثروا الكلام إلى أن
صلى النبي العصر وجاء وجلس على الصفا واظهر الفكر في أمير المؤمنين وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين وكادت الشمس تغرب
فتيقن القوم انه قد هلك إذا وقد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين (ع) منه وسيفه يقطر دما ومعه غطرفة فقام إليه النبي (ص)
وقبل بين عينيه وجبينه وقال ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت فقال (ع) صرت إلى جن كثير قد بغوا على غطرفة وقومه من المنافقين
فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا وذلك اني دعوتهم إلى الايمان بالله تعالى والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا
فسألتهم ان يصالحوا غطرفة وقومه فيكون بعض المراعي لغطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله فوضعت سيفي فيهم
وقتلت منهم زهاء ثمانين ألفا فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم امنوا وصاروا إخوانا وزال الخلاف
وما زلت معهم إلى الساعة .
النبي (ص) ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار وما
زالت تدنوا والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي (ص) ثم برز منها شخص كان فيها ثم قال يا رسول الله اني وافد قومي وقد استجرنا بك
فابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فان بعضهم قد بغى علينا فيحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه وخذ على العهود والمواثيق المؤكدة
ان أرده إليك سالما في غداة غد الا ان تحدث حادثة من عند الله فقال له النبي (ص) من أنت ومن قومك قال انا غطرفة بن شمراخ أحد بني
نجاح وانا وجماعة من أهلي كنا نستطرق السمع فلما منعنا من ذلك امنا ولما بعثك الله نبيا امنا بك على ما علمته وقد صدقنا وخالفنا بعض
القوم وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وقوة وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا وبدوا بنا فابعث
معي من يحكم بيننا بالحق فقال له النبي فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها قال فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا
شخص عليه شعر كثير وإذا رأسه طويل، طويل العينين عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين ولها أسنان كأنها أسنان الحيوانات ثم إن النبي
(ص) اخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غد من بعث به معه فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال له اذهب مع أخينا غطرفة
فقال يا رسول الله وأين هم قال هم تحت الأرض فقال أبو بكر وكيف أطيق النزول تحت الأرض
وكيف احكم بينهم ولا أحسن كلامهم ثم التفت إلى عمر ابن الخطاب فقال مثل قوله لأبي بكر فأجاب مثل جواب أبي بكر
ثم اقبل على عثمانوقال له مثل قولهما فاجابه كجوابهما ثم استدعى بعلي (ع)
وقال يا علي صر مع أخينا غطرفة وتشرف على قومه وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق فقام أمير المؤمنين (ع) مع غطرفة وقد تقلد
سيفه قال سلمان فتبعهما إلى أن صار إلى الوادي فلما توسطاه فوقفت انظر إليهما فانشقت الأرض ودخلا فيها وعادت إلى ما كانت
وأصبح النبي (ص) وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وحف به أصحابه وتأخر أمير المؤمنين وارتفع النهار وأكثر الكلام إلى أن
زالت الشمس وقالوا ان الجني احتال على النبي وقد أراحنا الله من أبي تراب وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا وأكثروا الكلام إلى أن
صلى النبي العصر وجاء وجلس على الصفا واظهر الفكر في أمير المؤمنين وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين وكادت الشمس تغرب
فتيقن القوم انه قد هلك إذا وقد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين (ع) منه وسيفه يقطر دما ومعه غطرفة فقام إليه النبي (ص)
وقبل بين عينيه وجبينه وقال ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت فقال (ع) صرت إلى جن كثير قد بغوا على غطرفة وقومه من المنافقين
فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا وذلك اني دعوتهم إلى الايمان بالله تعالى والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا
فسألتهم ان يصالحوا غطرفة وقومه فيكون بعض المراعي لغطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله فوضعت سيفي فيهم
وقتلت منهم زهاء ثمانين ألفا فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم امنوا وصاروا إخوانا وزال الخلاف
وما زلت معهم إلى الساعة .