نصيحتي لأهل السنة من الجن
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:
فقد روى الإمام البخاري ومسلم في «صحيحهما» عن جرير بن عبدالله قال: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. وروى الإمام مسلم في «صحيحه» عن أبي رقية تميم الداري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
وهكذا أنبياء الله فهم ناصحون لأممهم فقائل منهم يقول: ﴿وأنصح لكم﴾(2)، ويقول آخر: ﴿ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين﴾(3).
ونصيحتنا هنا لإخواننا أهل السنة من الجن، والجن هم كبني آدم فيهم الصالحون وفيهم الفاسدون الأشرار المردة كما قال الله سبحانه وتعالى حاكيا عنهم: ﴿وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا﴾(4)، وفي آية أخرى: ﴿وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا﴾(5).
فمنهم الكافر الشرير المفسد، وفيهم الجاهل وفيهم السني، وفيهم الشيعي، وفيهم الصوفي وقد جاء جني إلى الأعمش فأذن له الأعمش أن يأكل طعاما ثم سأله الأعمش: أفيكم أحد أو شيء من هذه النحل؟ أي من أصحاب الأهواء قال: نعم، ونجد شرهم الرافضة.
ونرجع إلى نصيحة إخواننا الجن فننصحهم أن يحضروا دروس العلم، ولعل بعض الناس يظنون أنهم لا يحضرون دروس العلم، فقد كان هناك رجل بصعدة يأتيه جني ويتدارس معه القرآن لكن الجني جاهل، وربما يكون شيطانا، ولكنه يلعب على صاحبنا الصعدي، فإذا مرض أحد قال له الجني: لا بد أن يذبحوا ديكا أسود، فقال له: هذا لا يجوز. فيقول الجني: إن هذا الداء لا يخرج إلا بذبح ديك أسود.
وآخر كان يدرس في الرياض وتأتيه فتاة جنية حفظت عليه القرآن فكانت تجلس خلفه فيعطيها القهوة وتتناول القهوة وتشربها. وآخر كان يدرس في حلقات العلم، فما شعر ذات يوم إلا وصوت يقول: ياشيخ ياشيخ، والحضور لا يدرون من المتكلم، فقال الشيخ: نعم ماذا تريد؟ فقال الجني: أصحابك هؤلاء من أتى منهم رمى بعصاه وهي لا تقع إلا علينا.
فلا يمنع أن يحضر الجن حلقات العلم، وقد أخبرني أخ أنه عالج شخصا مصروعا فقال له: أنت تقرأ علي وأنا من تلاميذ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي، وهذا الأخ المعالج هو الأخ ناصر الكريمي، ثم يقول له الجني: كان بيتك تحت الجبل، وهذا صحيح فقد كان الأخ ناصر ساكن تحت الجبل عند أن كان هنا في دماج. وشخص آخر في أفغانستان كذلك يقول: أنا من تلاميذ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي.
فلا يمنع أن يوجد منهم من يحضر الدروس، ونقول لهم: مرحبا بهم، لكن الذي يؤذي والشياطين: ﴿رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون﴾(29)، فالذي يحضر من الجن يكون متأدبا ويستفيد ويرجع ويبلغ قومه ولا يؤذي إخوانه فلا بأس، ويتعلم علما يعمل به ويدعو إلى الله، فالدين شامل: ﴿ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة﴾(30).
أي: خذوا الإسلام بجميع جوانبه.
ونرجع إلى نصيحتنا لأهل السنة من الجن، فقد يوجد من الجن من أهل السنة من هو جاهل كما يوجد من أهل السنة من الإنس من هو جاهل.
فقد اغتر كثير من الإنس ببعض الدعاة إلى الله، فيرون اللحية المحناة والثوب إلى وسط الساق، والعمامة المبرومة، ثم يقولون: هذا هو الداعي إلى الله. ولا بد أنه يوجد في الجن من هذا النوع، وأنا أضرب لكم الأمثلة من الإنس الحزبيين الذين يوجدون عندنا والذين يحرفون الكلم عن مواضعه.
وننصحهم بالتفقه في دين الله: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». وقد يكون الشخص منهم جاهلا، فربما يؤذي إخوانه وهو يظن أنه سني، أو أنه مؤمن من المؤمنين الصالحين، وقد يكون مؤمنا فاسقا فيؤذي إخوانه كما يحدث لكثير من المصروعين، فربما يقرأ عليه القرآن والذي بداخله يسابق بالقرآن، هذا إذا كان مؤمنا صالحا، أما إذا كان شيطانا فسواد بن قارب رآه عمر فقال: إن هذا على دين الجاهلية أو كان كاهن قومه علي به؟ فأتى به، فقال له عمر: إنك على دين الجاهلية أو كنت كاهنا قبل، فقال الرجل: ما رأيت شرا ما قوبل به رجل مسلم مثل اليوم، فقال له عمر: قد كنا على شر من ذلك، فقال: أما أني كنت كاهن قومي، ثم قال له عمر: متى تركك جنيك؟ قال: عند أن قرأت القرآن فلم يأتني.
العلامة المحدث الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
http://www.muqbel.net/files.php?file_id=5&item_index=19
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:
فقد روى الإمام البخاري ومسلم في «صحيحهما» عن جرير بن عبدالله قال: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. وروى الإمام مسلم في «صحيحه» عن أبي رقية تميم الداري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
وهكذا أنبياء الله فهم ناصحون لأممهم فقائل منهم يقول: ﴿وأنصح لكم﴾(2)، ويقول آخر: ﴿ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين﴾(3).
ونصيحتنا هنا لإخواننا أهل السنة من الجن، والجن هم كبني آدم فيهم الصالحون وفيهم الفاسدون الأشرار المردة كما قال الله سبحانه وتعالى حاكيا عنهم: ﴿وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا﴾(4)، وفي آية أخرى: ﴿وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا﴾(5).
فمنهم الكافر الشرير المفسد، وفيهم الجاهل وفيهم السني، وفيهم الشيعي، وفيهم الصوفي وقد جاء جني إلى الأعمش فأذن له الأعمش أن يأكل طعاما ثم سأله الأعمش: أفيكم أحد أو شيء من هذه النحل؟ أي من أصحاب الأهواء قال: نعم، ونجد شرهم الرافضة.
ونرجع إلى نصيحة إخواننا الجن فننصحهم أن يحضروا دروس العلم، ولعل بعض الناس يظنون أنهم لا يحضرون دروس العلم، فقد كان هناك رجل بصعدة يأتيه جني ويتدارس معه القرآن لكن الجني جاهل، وربما يكون شيطانا، ولكنه يلعب على صاحبنا الصعدي، فإذا مرض أحد قال له الجني: لا بد أن يذبحوا ديكا أسود، فقال له: هذا لا يجوز. فيقول الجني: إن هذا الداء لا يخرج إلا بذبح ديك أسود.
وآخر كان يدرس في الرياض وتأتيه فتاة جنية حفظت عليه القرآن فكانت تجلس خلفه فيعطيها القهوة وتتناول القهوة وتشربها. وآخر كان يدرس في حلقات العلم، فما شعر ذات يوم إلا وصوت يقول: ياشيخ ياشيخ، والحضور لا يدرون من المتكلم، فقال الشيخ: نعم ماذا تريد؟ فقال الجني: أصحابك هؤلاء من أتى منهم رمى بعصاه وهي لا تقع إلا علينا.
فلا يمنع أن يحضر الجن حلقات العلم، وقد أخبرني أخ أنه عالج شخصا مصروعا فقال له: أنت تقرأ علي وأنا من تلاميذ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي، وهذا الأخ المعالج هو الأخ ناصر الكريمي، ثم يقول له الجني: كان بيتك تحت الجبل، وهذا صحيح فقد كان الأخ ناصر ساكن تحت الجبل عند أن كان هنا في دماج. وشخص آخر في أفغانستان كذلك يقول: أنا من تلاميذ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي.
فلا يمنع أن يوجد منهم من يحضر الدروس، ونقول لهم: مرحبا بهم، لكن الذي يؤذي والشياطين: ﴿رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون﴾(29)، فالذي يحضر من الجن يكون متأدبا ويستفيد ويرجع ويبلغ قومه ولا يؤذي إخوانه فلا بأس، ويتعلم علما يعمل به ويدعو إلى الله، فالدين شامل: ﴿ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة﴾(30).
أي: خذوا الإسلام بجميع جوانبه.
ونرجع إلى نصيحتنا لأهل السنة من الجن، فقد يوجد من الجن من أهل السنة من هو جاهل كما يوجد من أهل السنة من الإنس من هو جاهل.
فقد اغتر كثير من الإنس ببعض الدعاة إلى الله، فيرون اللحية المحناة والثوب إلى وسط الساق، والعمامة المبرومة، ثم يقولون: هذا هو الداعي إلى الله. ولا بد أنه يوجد في الجن من هذا النوع، وأنا أضرب لكم الأمثلة من الإنس الحزبيين الذين يوجدون عندنا والذين يحرفون الكلم عن مواضعه.
وننصحهم بالتفقه في دين الله: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». وقد يكون الشخص منهم جاهلا، فربما يؤذي إخوانه وهو يظن أنه سني، أو أنه مؤمن من المؤمنين الصالحين، وقد يكون مؤمنا فاسقا فيؤذي إخوانه كما يحدث لكثير من المصروعين، فربما يقرأ عليه القرآن والذي بداخله يسابق بالقرآن، هذا إذا كان مؤمنا صالحا، أما إذا كان شيطانا فسواد بن قارب رآه عمر فقال: إن هذا على دين الجاهلية أو كان كاهن قومه علي به؟ فأتى به، فقال له عمر: إنك على دين الجاهلية أو كنت كاهنا قبل، فقال الرجل: ما رأيت شرا ما قوبل به رجل مسلم مثل اليوم، فقال له عمر: قد كنا على شر من ذلك، فقال: أما أني كنت كاهن قومي، ثم قال له عمر: متى تركك جنيك؟ قال: عند أن قرأت القرآن فلم يأتني.
العلامة المحدث الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
http://www.muqbel.net/files.php?file_id=5&item_index=19
تعليق