بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
مع اقتراب ذكرى شهادة سيدة نساء العالمين.. فاطمة الزهراء عليها السلام.. نتقدم منكم جميعاً بعد إمامنا ومولانا صاحب العصر والزمان بأحر العزاء.. وعظم الله اجورنا واجوركم..
وفي هذه المناسبة كان لسماحة آية الله العظمى الشيخ حسين وحيد الخراساني رعاه الله كلمة من وحي المناسبة نعرض مضمونها فيما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين..
بما أن أيام الفاطمية قد أصبحت قريبة فينبغي التعرض لها، ويجب أولاً أن نعرف الحقيقة الفاطمية بأنفسنا حتى نتمكن من تعريفها للناس.
الصديقة الكبرى هي (المجهولة قدراً).. هذه الجهالة ليست بالنسبة لجماعة دون أخرى.. فتارة يسند الجهل للجاهل فيكون خاصاً، وتارة يكون طرف الإسناد عاماً، وهنا (المجهولة قدراً) أي أن عامة الناس (إلا أخص الخواص) محرومون من هذه المعرفة.. أما كنه معرفتها فالكل محروم منه.. لأن الخلق فطموا عن معرفتها.. مطلق الخلق..
ولو كنا نعرفها لم نكن على هذا القصور والتقصير بالنسبة لحقها.
إن معرفة كل شخصية ترجع لمعرفة أمرين: المبدأ والمنتهى.
والروايات في مبدأ ومنتهى الصديقة الكبرى ليست محتاجة إلى السند، لأنها بحد التواتر الإجمالي، مضافاً إلى اشتمالها على الصحاح والموثقات من منابع العصمة. والمآل في مقام ﴿وبرزوا لله الواحد القهار﴾ محيّر !
ونحن نكتفي برواية واحدة يذكرها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في معاني الأخبار، والعمدة على دراية هذه الرواية، وفقه هذا الحديث، وهو يشتمل على مبدأ خلقها ومنتهى أمرها.
متن الحديث: عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (ع) قال: قال رسول الله (ص): (خلق نور فاطمة ع قبل أن تخلق الأرض والسماء).
فخلقها مقدم على خلق كل السماوات والأرضين والكواكب والسيارات، هذه خِلقة قدّيسة العالم، فما هو جوهر وجودها يا ترى ؟
أما (قبل) فكم كانت ؟ لا يعلم إلا هو.
(فقال بعض الناس: يا نبي الله، فليست هي إنسية ؟)
طُرح هذا السؤال: إذا كانت خلقتها مقدمة على خلق تمام عالم المادة فلا تكون هذه المخلوقة انسية.. لا تكون انساناً.. تكون جوهراً آخر !
(فقال ص: فاطمة حوراء إنسية)
الصورة صورة انسان، ولكن السيرة في باطن الوجود حوراء، في مرحلة التقدّس عن كل عوارض هذا العالم.
(قالوا: يا نبي الله و كيف هي حوراء إنسية ؟)
هنا اختلف التعبير، وهنا تتحير العقول، ففي البداية كان التعبير مجهولاً (خُلقَ نور فاطمة)، وهنا صار معلوماً، وفي بيان خاتم النبيين (ص) نكتة مهمة ..
(قال ص: خلقها الله عز وجل من نوره)
هنا حيرة الكُمَّل.. خلقها من نور نفس الذات القدوس..
هذا يفهمه من يفهم سورة النور، ويفهم قوله تعالى ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ﴾.. فسّرت المشكاة بالصديقة الكبرى..
(خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عز و جل آدم عُرضت على آدم)
للقرآن بطون ﴿وعلّم آدم الأسماء كلها﴾
(قيل: يا نبي الله، وأين كانت فاطمة ؟ )
هذه الأسئلة كاشفة عن إدراك السائلين، فإذا كان خلقها قبل السماوات والأرض، إذا أين كان مكان فاطمة عليها السلام؟
(قال ص: كانت في حُقَّةٍ تحت ساق العرش)
هذا مكانها ومحلّها.
(قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها ؟
قال: التسبيح و التقديس والتهليل و التحميد)
غذاؤها هذه الأربعة.. والفرق بين التسبيح والتقديس عميق جداً.
(فلما خلق الله عز و جل آدم و أخرجني من صلبه أحب الله عز و جل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة)
كله منتسب لله تعالى دون واسطة (أحب الله.. جعلها تفاحة..)
(وأتاني بها جبرئيل ع فقال لي: السلام عليك و رحمة الله و بركاته يا محمد، قلت: و عليك السلام و رحمة الله حبيبي جبرئيل، فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، قلت: منه السلام و إليه يعود السلام. قال: يا محمد إن هذه تفاحة)
العبارات إشارات.. والهدايا على مقدار مهديها..
ليست العبارة (يا رسول الله).. الخطاب بالاسم.. بالاسم الخاص (محمد).. لأن المُخاطِبَ هو الذات القدوس تعالى، وجبرائيل مبلغ.
(يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز و جل إليك من الجنة)
ماذا يعني ذلك ؟ يعني أنه ليس هناك أحد يليق بها غيرك، وقد أعطاك الله إياها بعنوان الهدية.
فهل يمكن أن ندرك عظمة من كانت هديّة الله تعالى لخاتم النبيين ص ؟
(فأخذتها و ضممتها إلى صدري)
بما أنها هدية الله تعالى فهكذا تصرف معها النبي ص (أخذتها وضممتها إلى صدري).
(قال: يا محمد، يقول الله جل جلاله كلها ففلقتها)
هنا يتحير عقل كل حكيم، بل من هم فوق الحكماء.. فمن وصل ليلة المعراج إلى ﴿دنى فتدلى﴾ووصل إلى ﴿أوحى الى عبده ما أوحى﴾، عندما رأى النور فزع، فماذا كان هذا النور؟
(فرأيت نورا ساطعا ففزعت منه)
(فقال يا محمد ما لك لا تأكل، كلها و لا تخف فإن ذلك النور)
الخطاب بالاسم ايضاً.. أما النور فينبغي شرحه في وقت آخر اذ لا يسع الوقت لذلك.
(للمنصورة في السماء و هي في الأرض فاطمة)
هذا النور لمن كان اسمها السماوي المنصورة، واسمها الأرضي فاطمة.
(قلت): والمطلب عميق الى حد أن النبي ص الذي قال فيه تعالى ﴿وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً﴾ سأل:
(حبيبي جبرئيل، و لم سميت في السماء المنصورة ؟ وفي الأرض فاطمة ؟)
تلك كانت أسئلة المستفهمين.. وهنا سؤال الخاتم ص.
(قال: سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبها)
هذا سر الاسم الأرضي، أما سر الاسم السماوي فهو يشير الى منتهى هذا المبدأ، إذ المعرفة بمعرفة المبدأ والمنتهى، فالمبدأ نور الله، ولكن ما هو المنتهى ؟
(و هي في السماء المنصورة و ذلك قول الله عز و جل ﴿يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء﴾ يعني نصر فاطمة لمحبيها.)
هذا الجوهر الذي قصرنا بحقه عمرنا..
فيجب في هذه الدولة التي عُرفت بعنوان دولة الشيعة أن يهب الناس بشكل يتناسب مع هذا المقام..
أي مقام هذا ؟ ومن هي هذه ؟ إن اللسان ليعجز عن البيان..
يقول عليه عليه السلام في نهجه البلاغة: (السلام عليك يا رسول الله، عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك)
ثم قال جملة لم يكن لها سابقة ولا لها لاحقة في تاريخ حياته: (قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، ورق عنها تجلدي.)
يجب النظر في قلبه عليه السلام لنعلم عظم المصيبة !
(إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك، وفادح مصيبتك موضع تعز . فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك .)
اسعوا في هذه الأيام لاحياء أمرها قدر امكانكم، ولا تتأخروا عن هذا الفيض الإلهي العظيم.. انتشروا في البلاد وقولوا للناس كيف ينبغي أن نكون في هذه المصيبة التي آذت قلب علي عليه السلام !!
لم يقل عليه السلام ما هي هذه المصيبة.. بل قال هاتين الجملتين (فأحفها السؤال واستخبرها الحال)
والاحفاء: الاستقصاء في السؤال.. ماذا جرى ؟ ماذا حصل ؟ ماذا تحملت؟
أمير المؤمنين ع يخاطب النبي ص بهذا الخطاب.. ماذا يعني ذلك ؟ فاطمة لم تقل لي ماذا جرى.. لقد ماتت.. فاسألها انت واعرف ماذا حصل معها.. بعد أن ذهبتَ من الدنيا وهي سالمة ولما جاءت إليك الآن كيف كانت.. (انتهى)
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وعظم الله أجورنا وأجوركم جميعاً.. وجعلنا من صفوة أتباعها ومحبيها.
والحمد لله رب العالمين
الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1434 للهجرة.
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين
مع اقتراب ذكرى شهادة سيدة نساء العالمين.. فاطمة الزهراء عليها السلام.. نتقدم منكم جميعاً بعد إمامنا ومولانا صاحب العصر والزمان بأحر العزاء.. وعظم الله اجورنا واجوركم..
وفي هذه المناسبة كان لسماحة آية الله العظمى الشيخ حسين وحيد الخراساني رعاه الله كلمة من وحي المناسبة نعرض مضمونها فيما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين..
بما أن أيام الفاطمية قد أصبحت قريبة فينبغي التعرض لها، ويجب أولاً أن نعرف الحقيقة الفاطمية بأنفسنا حتى نتمكن من تعريفها للناس.
الصديقة الكبرى هي (المجهولة قدراً).. هذه الجهالة ليست بالنسبة لجماعة دون أخرى.. فتارة يسند الجهل للجاهل فيكون خاصاً، وتارة يكون طرف الإسناد عاماً، وهنا (المجهولة قدراً) أي أن عامة الناس (إلا أخص الخواص) محرومون من هذه المعرفة.. أما كنه معرفتها فالكل محروم منه.. لأن الخلق فطموا عن معرفتها.. مطلق الخلق..
ولو كنا نعرفها لم نكن على هذا القصور والتقصير بالنسبة لحقها.
إن معرفة كل شخصية ترجع لمعرفة أمرين: المبدأ والمنتهى.
والروايات في مبدأ ومنتهى الصديقة الكبرى ليست محتاجة إلى السند، لأنها بحد التواتر الإجمالي، مضافاً إلى اشتمالها على الصحاح والموثقات من منابع العصمة. والمآل في مقام ﴿وبرزوا لله الواحد القهار﴾ محيّر !
ونحن نكتفي برواية واحدة يذكرها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في معاني الأخبار، والعمدة على دراية هذه الرواية، وفقه هذا الحديث، وهو يشتمل على مبدأ خلقها ومنتهى أمرها.
متن الحديث: عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (ع) قال: قال رسول الله (ص): (خلق نور فاطمة ع قبل أن تخلق الأرض والسماء).
فخلقها مقدم على خلق كل السماوات والأرضين والكواكب والسيارات، هذه خِلقة قدّيسة العالم، فما هو جوهر وجودها يا ترى ؟
أما (قبل) فكم كانت ؟ لا يعلم إلا هو.
(فقال بعض الناس: يا نبي الله، فليست هي إنسية ؟)
طُرح هذا السؤال: إذا كانت خلقتها مقدمة على خلق تمام عالم المادة فلا تكون هذه المخلوقة انسية.. لا تكون انساناً.. تكون جوهراً آخر !
(فقال ص: فاطمة حوراء إنسية)
الصورة صورة انسان، ولكن السيرة في باطن الوجود حوراء، في مرحلة التقدّس عن كل عوارض هذا العالم.
(قالوا: يا نبي الله و كيف هي حوراء إنسية ؟)
هنا اختلف التعبير، وهنا تتحير العقول، ففي البداية كان التعبير مجهولاً (خُلقَ نور فاطمة)، وهنا صار معلوماً، وفي بيان خاتم النبيين (ص) نكتة مهمة ..
(قال ص: خلقها الله عز وجل من نوره)
هنا حيرة الكُمَّل.. خلقها من نور نفس الذات القدوس..
هذا يفهمه من يفهم سورة النور، ويفهم قوله تعالى ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ﴾.. فسّرت المشكاة بالصديقة الكبرى..
(خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عز و جل آدم عُرضت على آدم)
للقرآن بطون ﴿وعلّم آدم الأسماء كلها﴾
(قيل: يا نبي الله، وأين كانت فاطمة ؟ )
هذه الأسئلة كاشفة عن إدراك السائلين، فإذا كان خلقها قبل السماوات والأرض، إذا أين كان مكان فاطمة عليها السلام؟
(قال ص: كانت في حُقَّةٍ تحت ساق العرش)
هذا مكانها ومحلّها.
(قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها ؟
قال: التسبيح و التقديس والتهليل و التحميد)
غذاؤها هذه الأربعة.. والفرق بين التسبيح والتقديس عميق جداً.
(فلما خلق الله عز و جل آدم و أخرجني من صلبه أحب الله عز و جل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة)
كله منتسب لله تعالى دون واسطة (أحب الله.. جعلها تفاحة..)
(وأتاني بها جبرئيل ع فقال لي: السلام عليك و رحمة الله و بركاته يا محمد، قلت: و عليك السلام و رحمة الله حبيبي جبرئيل، فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، قلت: منه السلام و إليه يعود السلام. قال: يا محمد إن هذه تفاحة)
العبارات إشارات.. والهدايا على مقدار مهديها..
ليست العبارة (يا رسول الله).. الخطاب بالاسم.. بالاسم الخاص (محمد).. لأن المُخاطِبَ هو الذات القدوس تعالى، وجبرائيل مبلغ.
(يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز و جل إليك من الجنة)
ماذا يعني ذلك ؟ يعني أنه ليس هناك أحد يليق بها غيرك، وقد أعطاك الله إياها بعنوان الهدية.
فهل يمكن أن ندرك عظمة من كانت هديّة الله تعالى لخاتم النبيين ص ؟
(فأخذتها و ضممتها إلى صدري)
بما أنها هدية الله تعالى فهكذا تصرف معها النبي ص (أخذتها وضممتها إلى صدري).
(قال: يا محمد، يقول الله جل جلاله كلها ففلقتها)
هنا يتحير عقل كل حكيم، بل من هم فوق الحكماء.. فمن وصل ليلة المعراج إلى ﴿دنى فتدلى﴾ووصل إلى ﴿أوحى الى عبده ما أوحى﴾، عندما رأى النور فزع، فماذا كان هذا النور؟
(فرأيت نورا ساطعا ففزعت منه)
(فقال يا محمد ما لك لا تأكل، كلها و لا تخف فإن ذلك النور)
الخطاب بالاسم ايضاً.. أما النور فينبغي شرحه في وقت آخر اذ لا يسع الوقت لذلك.
(للمنصورة في السماء و هي في الأرض فاطمة)
هذا النور لمن كان اسمها السماوي المنصورة، واسمها الأرضي فاطمة.
(قلت): والمطلب عميق الى حد أن النبي ص الذي قال فيه تعالى ﴿وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً﴾ سأل:
(حبيبي جبرئيل، و لم سميت في السماء المنصورة ؟ وفي الأرض فاطمة ؟)
تلك كانت أسئلة المستفهمين.. وهنا سؤال الخاتم ص.
(قال: سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبها)
هذا سر الاسم الأرضي، أما سر الاسم السماوي فهو يشير الى منتهى هذا المبدأ، إذ المعرفة بمعرفة المبدأ والمنتهى، فالمبدأ نور الله، ولكن ما هو المنتهى ؟
(و هي في السماء المنصورة و ذلك قول الله عز و جل ﴿يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء﴾ يعني نصر فاطمة لمحبيها.)
هذا الجوهر الذي قصرنا بحقه عمرنا..
فيجب في هذه الدولة التي عُرفت بعنوان دولة الشيعة أن يهب الناس بشكل يتناسب مع هذا المقام..
أي مقام هذا ؟ ومن هي هذه ؟ إن اللسان ليعجز عن البيان..
يقول عليه عليه السلام في نهجه البلاغة: (السلام عليك يا رسول الله، عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك)
ثم قال جملة لم يكن لها سابقة ولا لها لاحقة في تاريخ حياته: (قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، ورق عنها تجلدي.)
يجب النظر في قلبه عليه السلام لنعلم عظم المصيبة !
(إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك، وفادح مصيبتك موضع تعز . فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك .)
اسعوا في هذه الأيام لاحياء أمرها قدر امكانكم، ولا تتأخروا عن هذا الفيض الإلهي العظيم.. انتشروا في البلاد وقولوا للناس كيف ينبغي أن نكون في هذه المصيبة التي آذت قلب علي عليه السلام !!
لم يقل عليه السلام ما هي هذه المصيبة.. بل قال هاتين الجملتين (فأحفها السؤال واستخبرها الحال)
والاحفاء: الاستقصاء في السؤال.. ماذا جرى ؟ ماذا حصل ؟ ماذا تحملت؟
أمير المؤمنين ع يخاطب النبي ص بهذا الخطاب.. ماذا يعني ذلك ؟ فاطمة لم تقل لي ماذا جرى.. لقد ماتت.. فاسألها انت واعرف ماذا حصل معها.. بعد أن ذهبتَ من الدنيا وهي سالمة ولما جاءت إليك الآن كيف كانت.. (انتهى)
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وعظم الله أجورنا وأجوركم جميعاً.. وجعلنا من صفوة أتباعها ومحبيها.
والحمد لله رب العالمين
الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1434 للهجرة.
شعيب العاملي
تعليق