أفادت دراسة جديدة أنّه ينبغي على كبار السن أن يستخدموا القارئ الإلكتروني أو الحاسوب اللوحي بدلاً من الكتب الورقية، لأنّ هذه الأجهزة لا تسبّب إجهاداً كبيراً للعين أثناء القراءة كما هو الحال مع الكتب العاديّة.
وقال باحثون ألمانيّون: "إنّ أجهزة القراءة الرقميّة تسمح للمسنّين بقراءة نفس النص بسرعة أكبر وجهدٍ أقل من الصفحات المطبوعة، دون التأثير في فهمهم للنص".
لكنّ كبار السنّ عندما سُئلوا عن أيّ الوسائط التي يفضّلون القراءة بها، تبيّن أنّ الكتب التقليديّة كانت أكثر شعبيّة من الأجهزة الإلكترونية، وهو ما يدعم دراسات استقصائية سابقة.
وتشير النتائج إلى أنه رغم تفوق مبيعات الكتب الرقمية على المطبوعة في بريطانيا والولايات المتحدة، إلّا أنّ القرّاء ما زالوا أكثر تعلّقاً بالثقافة المرتبطة بالكتب الورقية.
وكان الباحثون من جامعة يوهان غوتنبرغ في ماينز بألمانيا قد تتبّعوا حركات أعين ونشاطات أدمغة 21 شخصاً بالغاً من سنّ 60 فما فوق، و36 مشاركاً أصغر سناً (بين سن 21 ـ 34 عاماً)، وهم يقرؤون نصاً من أجهزة قراءة إلكترونية وحواسيب لوحية وصفحات مطبوعة.
وقد طُلب من كلّ مشاركٍ قراءة مقتطفات من تسعة نصوص، تفاوتت في صعوبتها من مقتطفات خياليّة إلى نصوص أكاديمية، مرة واحدة لكل نص، إما على قارئ إلكتروني أو صفحة مطبوعة.
ولم يكن هناك أيّ اختلاف بين الفئة الأصغر سناً في زمن القراءة أو نشاط الدماغ بين الوسائل الثلاث، لكنّ المشاركين الأكبر سناً قضوا وقتاً أطول وبذلوا جهداً أكبر عند القراءة من الصفحة المطبوعة.
وجاءت أفضل النتائج عندما قرأ المشاركون من الحواسيب اللوحية، الأمر الذي تطلّب أقل قدر من نشاط المخ بين كبار السن، ومكّنهم من إنهاء الصفحة أسرع بنحو ثلاث إلى أربعة ثوان.
وقال الباحثون: "إنّ النتائج تشير إلى أنّ كبار السن وجدوا القراءة أسهل عند استخدام الأجهزة الإلكترونية المضاءة من الخلف، التي توفّر تبايناً متزايداً بين النصّ والخلفيّة".
وعلى الرغم من أن لا أحد من المتطوّعين كان يجد صعوبةً في فهم ما كان مكتوباً على أيٍّ من الأجهزة، إلّا أنّ الخبراء نصحوا بأنّ القرّاء المسنّين يمكن أن يستفيدوا من استخدام أجهزة القراءة الإلكترونية المضاءة من الخلف أو الحواسيب اللوحية.
وقال الباحثون: "إنّ أيّاً من نتائجهم لم تدعم الفكرة الشائعة بأنّ أجهزة القراءة الرقمية متعبة أكثر للعيون".