إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مناظرة الشيخ المفيد رحمه الله حول الامام المهدي عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة الشيخ المفيد رحمه الله حول الامام المهدي عليه السلام

    مناظرة الشيخ المفيد مع بعضهم في الدليل على وجوده عليه السلام


    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلّى الله على محمد وآله وسلّم تسليماً


    سأل سائل الشيخ المفيد رحمه الله فقال:
    ما الدليل على وجود الاِمام صاحب الغيبة عليه السلام، فقد اختلف الناس في وجوده اختلافاً ظاهراً؟

    فقال له الشيخ:
    الدليل على ذلك إنّا وجدنا الشيعة الاِمامية فرقة قد طبقت الاَرض شرقاً وغرباً، مختلفي الآراء والهمم، متباعدي الديار لا يتعارفون، متدينين بتحريم الكذب، عالمين بقبحه، ينقلون نقلاً متواتراً عن أئمتهم عليهم السلام عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه:
    إنّ الثاني عشر يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون(1) ويحكون أنّ الغيبة تقع على ما هي عليه،
    فليس تخلوا هذه الاَخبار أن تكون صدقاً أو كذباً، فإن كانت صدقاً فقد صحّ ما نقول، وإن كانت كذباً استحال ذلك؛ لاَنّه لو جاز على الاِمامية وهم على ما هم عليه، لجاز على سائر المسلمين في نقلهم معجزات النبي صلى الله عليه وآله مثل ذلك، ولجاز على سائر الاُمم والفرق مثله، حتى لا يصحّ خبر في الدنيا، وكان ذلك إبطال الشرائع كلها.

    قال السائل:
    فلعل قوماً تواطئوا في الاَصل فوضعوا هذه الاَخبار ونقلتها الشيعة وتدينت بها، وهي غير عالمة بالاَصل كيف كان.

    قال له الشيخ رضي الله عنه:
    أوّل ما في هذا إنّه طعن في جميع الاَخبار؛ لاَنّ قائلاً لو قال للمسلمين في نقلهم لمعجزات النبي صلى الله عليه وآله: لعلها في الاَصل موضوعة، ولعل قوماً تواطئوا عليها فنقلها من لا يعلم حالها في الاَصل، وهذا طريق إلى إبطال الشرائع،وأيضاً فلو كان الاَمر على ما ذكره السائل لظهر وانتشر على ألسن المخالفين ـ مع طلبهم لعيوبهم وطلب الحيلة في كسر مذاهبهم ـ وكان ذلك أظهر وأشهر مما يخفى، وفي عدم العلم بذلك ما يدل على بطلان هذه المعارضة.

    قال [السائل]:
    فأرنا طرق هذه الاَخبار، وما وجهها ووجه دلالتها؟

    قال [الشيخ]:
    الاَول ما في هذا الخبر الذي روته العامّة والخاصة، وهو خبر كميل ابن زياد قال:
    دخلت على أميرالمؤمنين صلوات الله عليه وهو ينكث في الاَرض فقلت له: يا مولاي مالك تنكث الاَرض أرغبة فيها؟
    فقال: والله ما رغبت فيها ساعة قط، ولكني أفكر في التاسع من ولد الحسين عليه السلام، هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملأت ظلماً وجوراً، تكون له غيبة يرتاب فيها المبطلون، يا كميل بن زياد، لابدّ لله في أرضه من حجة، إما ظاهر مشهور شخصه، وإما باطن مغمور لكيلا تبطل حجج الله
    (2). والخبر طويل وإنما اقتصرنا على موضع الدلالة.

    وما روى عن الباقر عليه السلام:
    إن الشيعة قالت له يوماً: أنت صاحبنا الذي يقوم بالسيف؟
    قال: لست بصاحبكم، انظروا من خفيت ولادته فيقول قوم: ولد، ويقول قوم: ما ولد، فهو صاحبكم
    (3).

    وما روي عن الصادق عليه السلام إنه قال:
    كيف بكم إذا التفتم يميناً فلم تروا أحداً، والتفتم شمالاً فلم تروا أحداً، واستولت أقوام بني عبد المطلب، ورجع عن هذا الاَمر كثير ممّن يعتقده، يمسي أحدكم مؤمناً ويصبح كافراً، فالله الله في أديانكم هناك فانتظروا الفرج.

    وما روي عن موسى بن جعفر عليهما السلام، إنه قال:
    إذا توالت ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن فالرابع هو القائم صلوات الله عليه وعليهم(4).

    ولو ذهبنا إلى ما روي في هذا المعنى لطال به الشرح، وهذا السيد ابن محمد الحميري يقول في قصيدة له قبل الغيبة بخمسين ومائة سنة:
    وكذا روينا عن وصي محمد *وما كان فيما قالـه بالمتكذب
    بأن ولـي‌ الاَمر يُفقد لا يُرى * ستيراً كفعل الخائف‌ المترقـب
    فيقسم أمـوال الفقيـد كأنما* تغيبه تحت الصفيح المنصـب
    فيمكث حيناً ثمّ ينبــع‌ نبعة * كنبعة درى من الاَرض يوهب
    له غيبة لابد من أن يغيبها * فصلّى عليه الله من متغيّب(5)

    فانظروا رحمكم الله قول السيد هذا القول وهو (الغَيبة) كيف وقع له أن يقوله لولا أن سمعه من أئمته، وأئمته سمعوه من النبي صلى الله عليه وآله، وإلاّ فهل يجوز لقائل أن يقول قولاً فيقع كما قال ما يخرم منه حرف؟!
    عصمنا الله وإياكم من الهوى، وبه نستعين، وعليه نتوكّل(6).

    قال السائل:
    فقد كان يجب أن ينقل هذه الاَخبار مع الشيعة غيرهم.

    فقال له [الشيخ]:
    هذا غير لازم ولا واجب، ولو وجب وجب أن لا يصحّ خبر لا ينقله المؤالف والمخالف وبطلت الاَخبار كلها.

    فقال السائل:
    فإذا كان الاِمام عليه السلام غائباً طول هذه المدة لا يُنتفع به، فما الفرق بين وجوده وعدمه(7).

    قال له [الشيخ]:
    إن الله سبحانه إذا نصب دليلاً وحجة على سائر خلقه فأخافه الظالمون كانت الحجة على من أخافه لا على الله سبحانه، ولو أعدمه الله كانت الحجة على الله لا على الظالمين، وهذا الفرق بين وجوده وعدمه.

    قال السائل:
    ألا رفعه الله إلى السماء فإذا آن قيامه أنزله؟

    فقال له [الشيخ]:
    ليس هو حجة على أهل السماء، إنّما هو حجة على أهل الاَرض، والحجة لا تكون إلا بين المحجوجين به، وأيضاً فقد كان هذا لا يمتنع في العقل لولا الاَخبار الواردة أن الاَرض لا تخلو من حجة، فلهذا لم يجز كونه في السماء وأوجبنا كونه في الاَرض وبالله التوفيق.

    فقام إنسان من المعتزلة وقال للشيخ المفيد:
    كيف يجوز ذلك منك وأنت نظار منهم قائل بالعدل والتوحيد، وقائل بأحكام العقول، تعتقد إمامة رجل ما صحت ولادته دون إمامته، ولا وجوده دون عدمه، وقد تطاولت السنون حتى أن المعتقد منكم يقول إن له عند ولد خمساً وأربعين ومائة سنة(8)، فهل يجوز هذا في عقل أو سمع؟

    قال له الشيخ:
    قد قلت فافهم،
    اعلم: إن الدلالة عندنا قامت على أن الاَرض لا تخلو من حجة.(9)

    قال السائل:
    مسلّم لك ذلك ثمّ آيش؟

    قال له الشيخ:
    ثمّ إن الحجة على صفات، ومن لا يكون عليها لم تكن فيه.

    قال له السائل:
    هذا عندي،

    ولم أر في ولد العباس، ولا في ولد عليّ، ولا في قريش قاطبة من هو بتلك الصفات، فعلمت بدليل العقل أن الحجة غيرهم، ولو غاب ألف سنة، وهذا كلام جيد في معناه إذا تفكرت فيه؛ لاَنّه إذا قامت الدلالة بإن الاَرض لا تخلو من حجة، وإن الحجة لا يكون إلاّ معصوماً من الخطأ والزلل، لا يجوز عليه ما يجوز على الاُمّة، وكانت المنازعة فيه لا في الغيبة، فإذا سلّم ذلك كانت الحجة لازمة في الغيبة(10).
    ____________
    (1) راجع: اصول الكافي: ج 1 ص 338 ح 7، كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: ج 1 ص288 ح 1 وص 302 ح9وص 303 ح 14 ـ 16، عيون أخبار الرضا للصدوق : ج 2 ص 69 ح 36 ، بحار الاَنوار : ج 51 ص 146 ح 14 وص 160 ح 6 (بما مضمون الخبر).
    (2) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 289 ح 1 ، الاَصول من الكافي : ج 1 ص 338 ح7 (ب في الغيبة) ، كتاب الغيبة للطوسي : ص 104 و 204 ، وفي الاَخيرين : عن الاَصبغ بن نباتة بدلاً من كميل بن زياد .
    (3) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 325 ح 2 ، كتاب الغيبة للنعماني : ص 179 ح126 ( وفيهما عن أبي عبد الله عليه السلام ) .
    (4) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 334 ح 3 .
    (5) راجع : الغدير للاَميني : ج 2 ص 246 ـ 247 ، ديوان السيد الحميري لشاكر هادي: ص116 ـ 117 رقم القصيدة : 20 .
    (6) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 34 ـ 35 ، الغدير للاَميني : ج 2 ص 246 ـ 247 .
    (7) روي عن الاَعمش عن الصادق عليه السلام قال : لم تخلو الاَرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ولو لم يعبد الله ، قال سليمان : فقلت للصادق عليه السلام : فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب . (بحار الاَنوار : ج 52 ص 92 ح 6 وراجع: ح 7 و 8) .
    (8) الذى يبدو أن هذه المناظرة وقعت في سنة 400 هـ .
    (9) راجع: بحار الاَنوار: ج 23 ص 37 ح 65 وح 67 .
    (10) مصنفات الشيخ المفيد عليه الرحمة المجلد السابع (ص 11 ـ 16) (الرسالة الثانية).

  • #2
    مناظرة الشيخ المفيد (ره) مع رجل من المعتزلة في علة غيبته عليه السلام

    قال الشريف المرتضى عليه الرحمة:
    ومن حكايات الشيخ أدام الله عزه وكلامه في الغَيبَة ـ
    قال الشيخ أيده الله:
    قال لي شيخ من حذاق المعتزلة وأهل التدين بمذهبه منهم:
    أُريد أن أسألك عن مسألة كانت خطرت ببالي، وسألت عنها جماعة ممن لقيت من متكلمي الاِماميه بخراسان وفارس والعراق فلم يجيبوا فيها بجواب مقنع!

    فقلت:
    سل على اسم الله إن شئت.

    فقال:
    خبرني عن الاِمام الغائب عندكم أهو في تقية منك؟ كما هو في تقية من أعدائه؟ أم هو في تقية من أعدائه خاصة؟

    فقلت له:
    الاِمام عندي في تقية من أعدائه لا محالة، وهو أيضاً في تقية من كثير من الجاهلين به، ممن لا يعرفه ولا سمع به فيعاديه أو يواليه، هذا على غالب الظن والعرف، ولست أنكر أن يكون في تقية من جماعة ممن يعتقد إمامته الآن، فأما أنا فإنه لا تقية عليه مني بعد معرفته بي على حقيقة المعرفة والحمدلله.

    فقال:
    هذا والله جواب طريف لم أسمعه من أحد قبلك، فأحب أن تفصل لي وجوهه وكيف صار في تقية ممن لا يعرفه، وفي تقية من جماعة تعتقد إمامته الآن، وليس هو في تقية منك إذ عرفك؟

    فقلت له:
    أما تقيته من أعدائه فلا حاجة لي إلى الكلام فيها لظهور ذلك، وأما تقيته ممن لا يعرفه فإنما قلت ذلك على غالب الظن وظاهر الحال، وذلك أنه ليس يبعد أن لو ظهر لهم لكانوا بين أمور:
    إما أن يسفكوا دمه بأنفسهم لينالوا بذلك المنزلة عند المتغلب على الزمان ويحوزوا به المال والرئاسة، أو يسعوا به إلى من يحل هذا الفعل به، أو يقبضوا عليه ويسلموه إليه، فيكون في ذلك عطبه وفي عطبه وهلاكه عظيم الفساد، وإنما غلب في الظن ذلك لاَن الجاهل لحقه ليس يكون معه المعرفة التي تمنعه من السعي على دمه، ولا يعتقد في الكف عنه ما يعتقده المتدين بولايته، وهو يرى الدنيا مقبلة إلى من أوقع الضرر به، فلم يبعد منه ما وصفناه بل قرب وبعد منه خلافه.
    وأما وجه تقيته من بعض من يعتقد إمامته الآن، فإن المعتقدين بذلك ليسوا بمعصومين من الغلط ولا مأموناً عليهم الخطأ، بل ليس مأموناً عليهم العناد والارتداد، فلا ينكر أن يكون المعلوم منهم أنه لو ظهر لهم الاِمام عليه السلام أو عرفوا مكانه أن تدعوهم دواعي الشيطان إلى الاِغراء به والسعي عليه والاِخبار بمكانه، طمعاً في العاجلة ورغبة فيها وإيثاراً لها على الآجلة، كما دعت دواعي الشيطان أمم الاَنبياء إلى الارتداد عن شرائعهم حتى غيَّرها جماعة منهم وبدَّلها أكثرهم، كما عاند قوم موسى نبيهم وإمامهم هارون وارتدرا عن شرعه الذي جاء به هو وأخوه موسى عليهما السلام واتبعوا السامري، فلم يلتفتوا إلى أمر هارون ونهيه، ولا فكَّروا في وعظه وزجره، وإذا كان ذلك على ما وصفت لم ينكر أن تكون هذه حال جماعة من منتحلي الحق في هذا الزمان لارتفاع العصمة عنهم.
    وأما حكمي لنفسي فإنه ليس يخصني، لاَنه يعم كل من شاركني في المعنى الذي من أجله حكمت، وإنما خصصت نفسي بالذكر لاَنني لا أعرف غيري عيناً على اليقين مشاركاً لي في الباطن فادخله معي في الذكر، والمعنى الذي من أجله نفيت أن يكون صاحب الاَمر عليه السلام متقياً مني عند المعرفة بحالي لاَنني أعلم أنني عارف بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وآله وبالاَئمة أجمعين عليهم السلام، وهذه المعرفة تمنعني من ايقاع كفر غير مغفور والسعي على دم الاِمام عليه السلام، بل إخافته عندي كفر غير مغفور، وإذا كنت على ثقة تعصمني من ذلك إلى ما أذهب إليه في الموافاة فقد أمنت أن يكون الاِمام في تقية مني أو ممن شاركني فيما وصفت من إخواني، وإذا تحقق أمورنا على ما ذكرت فلا يكون في تقية مني بعد معرفته أني على حقيقة المعرفة، إذ التقية إنما هي الخوف على نفس والاخافة للاِمام لا تقع من عارف بالله عز وجل على ما قدمت

    فقال:
    فكأنك إنما جوزت تقية الاِمام من أهل النفاق من الشيعة، فأما المعتقدون للتشيع ظاهراً وباطناً فحالهم كحالك، وهذا يؤدي إلى المناقضة لاَن المنافق ليس بمعتقد للتشيع في الحقيقة، وأنت قد أجزت ذلك على بعض الشيعة في الحقيقة فكيف يكون هذا؟

    فقلت له:
    ليس الاَمر كما ظننت، وذلك أن جماعة من معتقدي التشيع عندي غير عارفين في الحقيقة، وإنما يعتقدون الديانة على ظاهر القول بالتقليد والاسترسال دون النظر في الاَدلة والعمل على الحجة، ومن كان بهذه المنزلة لم يحصل له الثواب الدائم المستحق للمعرفة المانع بدلالة الخبر به عن إيقاع كفر من صاحبه فيستحق به الخلود في الجحيم فتأمل ذلك.

    قال:
    فقد اعترض الآن ها هنا سؤال في غير الغيبة احتاج إلى معرفة جوابك عنه ثم أرجع إلى المسألة في الغيبة، خبرني عن هؤلاء المقلدين من الشيعة الاِمامية أنهم كفار يستحقون الخلود بالنار؟ فإن قلت ذلك فليس في الجنة من الشيعة الاِمامية إذاً غيرك لاَنا لا نعرف أحداً منهم على تحقيق النظر سواك، بل إن كان فيهم فلعلهم لا يكونون عشرين نفساً في الدنيا كلها، وهذا ما أظنك تذهب إليه، وإن قلت: إنهم ليسوا بكفار وهم يعتقدون التشيع ظاهراً وباطناً فهم مثلك، وهذا مبطل لما قدمت؟!

    فقلت له:
    لست أقول إن جميع المقلدة كفار، لاَن فيهم جماعة لم يُكلَّفوا المعرفة ولا النظر في الاَدلة، لنقصان عقولهم عن الحد الذي به يجب تكليف ذلك، وإن كانوا مكلفين عندي للقول والعمل،وهذا مذهبي في جماعة من أهل السواد والنواحي الغامضة والبوادي والاَعراب والعجم والعامة، فهؤلاء إذا قالوا وعملوا كان ثوابهم على ذلك كعوض الاَطفال والبهائم والمجانين، وكان ما يقع منهم من عصيان يستحقون عليه العقاب في الدنيا وفي يوم المآب طول زمان الحساب، أو في النار أحقاباً، ثم يخرجون إلى محل الثواب، وجماعة من المقلدة عندي كفار لاَن فيهم من القوة على الاستدلال ما يصلون به إلى المعارف فإذا انصرفوا عن النظر في طرقها فقد استحقوا الخلود في النار.
    فأما قولك: إنه ليس في الدنيا أحد من الشيعة ينظر حق النظر إلا عشرون نفساً أو نحوهم، فإنه لو كنت صادقاً في هذا المقال ما منع أن يكون جمهور الشيعة عارفين، لاَن طرق المعرفة قريبة يصل إليها كلُّ من استعمل عقله وإن لم يكن يتمكن من العبارة عن ذلك ويسهل عليه الجدل ويكون من أهل التحقيق في النظر، وليس عدم الحذق في الجدل وإحاطة العلم بحدوده، والمعرفة بغوامض الكلام ودقيقه، ولطيف القول في المسألة دليلاً على الجهل بالله عزوجل.

    فقال:
    ليس أرى أن أصل معك الكلام في هذا الباب الآن، لاَن الغرض هو القول في الغيبة، ولكن لما تعلق بمذهب غريب أحببت أن أقف عليه وأنا أعود إلى مسألتي الاَولى وأكلمك في هذاالمذهب بعد هذا يوماً آخر، أخبرني الآن إذا لم يكن الاِمام في تقية منك فما باله لا يظهر لك فيعرفك نفسه بالمشاهدة، ويريك معجزة، ويبين لك كثيراً من المشكلات، ويؤنسك بقربه ويعظم قدرك بقصده ويشرفك بمكانه، إذا كان قد أمن منك الاِغراء به وتيقن ولايتك له ظاهرة وباطنة؟

    فقلت له:
    أول ما في هذا الباب أنني لا أقول لك إن الاِمام عليه السلام يعلم السرائر وإنّه مما لا يخفى عليه الضمائر، فتكون قد أخذت رهني، أنّه يعلم من ما اعرفه من نفسي، وإذا لم يكن ذلك مذهبي، وكنت أقول إنّه يعلم الظواهر كما يعلم البشر، وإن علم باطناً فبإعلام الله عزّ وجلّ له خاصة على لسان نبيه صلى الله عليه وآله بما أودعه آباؤه عليهم السلام من النصوص على ذلك أو بالمنام الذي يصدق ولا يخلف أبداً، أو لسبب أذكره غير هذا، فقد سقط سؤالك من أصله لاَن الاِمام إذا فقد علم ذلك من جهة الله عزّ وجلّ أجاز عليَّ ما يجيزه على غيري ممن ذكرت، فأوجبت الحكمة تقيته مني ـ وإنّما تقيته مني ـ على الشرط الذي ذكرت آنفاً، ولم أقطع على حصوله لا محالة، ولم أقل إن الله عزّ وجلّ قد اطلع الاِمام على باطني وعرّفه حقيقة حالي قطعاً فتفرع الكلام عليه، على أنني لو قطعت على ذلك لكان لترك ظهوره لي وتعرفه إليَّ وجه واضح غيرالتقية.
    وهو أنه عليه السلام قد علم أنني وجميع من شاركني في المعرفة لا يزول عن معرفته، ولا يرجع عن اعتقاد إمامته، ولا يرتاب في أمره ما دام غائباً وعلم أن اعتقادنا ذلك من جهة الاستدلال، ومع عدم ظهوره لحواسنا أصلح لنا في تعاظم الثواب وعلو المنزلة باكتساب الاَعمال، إذ كان ما يقع من العمل بالمشاق الشديدة أعظم ثواباً مما يقع بالسهولة مع الراحة، فلما علم عليه السلام ذلك من حالنا وجب عليه الاستتار عنا، لنصل إلى معرفته وطاعته على حد يكسبنا من المثوبة أكثر مما يكسبنا العلم به والطاعة له مع المشاهدة وارتفاع الشبهة التي تكون في حالة الغيبة والخواطر، وهذا ضد ما ظننت، مع أن أصلك في اللطف يؤيد ما ذكرناه ويوجب ذلك، وإن علم أن الكفر يكون مع الغيبة والاِيمان مع الظهور، لاَنك تقول: إنّه لا يجب على الله تعالى فعل اللطف الذي يعلم أن العبد إن فعل الطاعة مع عدمه كانت أشرف منها إذا فعلها معه، فكذلك يمنع الاِمام من الظهور إذا علم أن الطاعة للاِمام تكون غيبته أشرف منها عند ظهوره، وليس يكفر القوم به في كلا الحالين، وهذا بيّن لا إشكال فيه، فلما ورد عليه الجواب سكت هنيئة.

    ثم قال:
    هذا لعمري جواب يستمر على الاُصول التي ذكرتها والحق أولى ما استعمل.

    فقلت له:
    أنا أجيبك بعد هذا الجواب بجواب آخر أظنه مما قد سمعته لاَنظر كلامك عليه.

    فقال:
    هات ذلك، فإنّي أحب أن أستوفِ ما في هذه المسألة.

    فقلت له:
    إن قلت إن الامام في تقيّة مني وفي تقية ممن خالفني ما يكون كلامك عليه؟

    قال:
    أفتطلق أنه في تقية منك كما هو في تقية ممن خالفك.

    قلت:
    لا.

    قال:
    فما الفرق بين القولين؟

    قلت:
    الفرق بينهما أنني إذا قلت إنه في تقية مني كما هو في تقية ممن خالفني، أو همت أن خوفه مني على حد خوفه من عدوه، وأن الذي يحذره مني هو الذي يحذره منه أو مثله في القبح، فإذا قلت: إنّه يتقي مني وممن خالفني ارتفع هذا الاِيهام.

    قال:
    فمن أي وجه أتقى منك؟ ومن أي وجه أتقى من عدوّه فصّل ليّ الاَمرين حتى أعرفهما.

    فقلت له:
    تقيته من عدوّه هي لاَجل خوفه من ظلمه له وقصده الاِضرار به وحذره من سعيه على دمه، وتقيته مني لاَجل خوفه من إذاعتي على سبيل السهو أو للتجمل والتشرف بمعرفته بالمشاهدة، أو على التقية مني بمن أوعزه إليه من إخواني في الظاهر فيعقبه ذلك ضرراً عليه، فبان الفرق بين الاَمرين.

    فقال:
    ما أنكرت أن يكون هذا يوجب المساواة بينك وبين عدوه، لاَنّه ليس يثق بك كما لا يثق بعدوه.

    فقلت له:
    قد بيّنت الفرق وأوضحته، وهذا سؤال بيِّن قد سلف جوابه وتكراره لا فائدة فيه على أنني أقلبه عليك.
    فأقول لك:
    أليس قد هرب رسول الله صلى الله عليه وآله من أعدائه واستتر عنهم في الغار خوفاً على نفسه منهم.

    قال:
    بلى.

    قلت له:
    فهل عرف عمر بن الخطاب حال هربه ومستقره ومكانه كما عرف ذلك أبو بكر لكونه معه.

    قال:
    لا أدري.

    قلت:
    فهب عرف عمر ذلك، أعرف ذلك جميع أصحابه والمؤمنين به؟

    قال:
    لا.

    قلت:
    فأي فرق كان بين أصحابه الذين لم يعلموا بهربه ولا عرفوا بمكانه وبين أعدائه الذين هرب منهم، وهلا أبانهم من المشركين بإيقافهم على أمره؟ ولم ستر ذلك عنهم كما ستره عن أعدائه؟ وما أنكرت أن يكون لا فرق بين أوليائه وأعدائه وأن يكون قد سوى بينهم في الخوف منهم والتقية، وإلا فما الفضل بين الاَمرين، فلم يأت بشيء أكثر من أنه جعل يومي إلى معتمدي في الفرق بينما الزم ولم يأت به على وجهه، وعلم من نفسه العجز عن ذلك.

    قال الشريف أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي واستزدت الشيخ ـ أدام الله عزه ـ على هذا الفصل من هذا المجلس حيث اعتل بأن غيبة الاِمام عليه السلام عن أوليائه إنّما هي لطف لهم في وقوع الطاعة منه على وجه يكون به أشرف منها عند مشاهدته.

    فقلت له:
    فكيف يكون حال هؤلاء الاَولياء عند ظهوره عليه السلام أليس يجب أن يكون القديم تعالى قد منعهم اللطف في شرف طاعاتهم وزيادة ثوابهم؟

    فقال الشيخ ـ أدام الله عزه ـ:
    ليس في ذلك منع لهم من اللطف على ما ذكرت، من قبل أنه لا ينكر أن يعلم الله سبحانه وتعالى منهم أنه لو أدام ستره عنهم وإباحة الغيبة في ذلك الزمان بدلاً من الظهور لفسق هؤلاء الاَولياء فسقاً يستحقون به من العقاب ما لا يفي أضعاف ما يفوتهم من الثواب فأظهره سبحانه لهذه العلة، وكان ما يقتطعهم به عنه من العذاب أرد عليهم وأنفع لهم مما كانوا يكتسبونه من فضل الثواب على ما تقدم به الكلام.

    قال الشيخ أيده الله:
    ووجه آخر وهو: أنه لا يستحيل أن يكون الله تعالى قد علم من حال كثير من أعداء الاِمام عليه السلام أنهم يؤمنون عند ظهوره ويعترفون بالحق عند مشاهدته ويسلمون له الاَمر، وأنه إن لم يظهر في ذلك الزمان أقاموا على كفرهم، وازدادوا طغياناً بزيادة الشبهة عليهم فوجب في حكمته تعالى إظهاره لعموم الصلاح، ولو أباحه الغيبة لكان قد خصّ بالصلاح ومنع من اللطف في ترك الكفر، وليس يجوز على مذهبنا في الاَصلح أن يخص الله تعالى بالصلاح، ولا يجوز أيضاً أن يفعل لطفاً في اكتساب بعض خلقه منافع تزيد على منافعه إذ كان في فعل ذلك اللطف رفع لطفه لجماعة في ترك القبح والانصراف عن الكفر به سبحانه، والاستخفاف بحقوق أوليائه عليهم السلام، لاَنّ الاَصل والمدار على إنقاذ العباد من المهالك وزجرهم من القبائح، وليس الغرض زيادتهم في المنافع خاصة إذ كان الاقتطاع بالاَلطاف عما يوجب دوام العقاب أُولى من فعل اللطف فيما يستزاد به من الثواب، لاَنّه ليس يجب على الله تعالى أن يفعل بعبده ما يصل معه إلى نفع يمنعه من أضعافه من النفع، وكذلك لا يجب عليه أن يفعل اللطف له في النفع بما يمنع غيره من أضعاف ذلك النفع، وهو إذا سلبه هذا اللطف لم يستدرجه به إلى فعل القبيح، ومتى فعله حال بين غيره وبين منافعه ومنعه من لطف ما ينصرف به عن القبيح، وإذا كان الاَمر على ما بيّناه كان هذان الفصلان يسقطان هذه الزيادة.
    ____________
    (1) الفصول المختارة للشيخ المفيد: ص76 ـ 83.

    تعليق


    • #3
      مناظرة الشيخ المفيد مع بعضهم في علّة استتاره عليه السلام

      قال الشريف المرتضى عليه الرحمة:
      سئل الشيخ ـ أيده الله ـ فقيل له:
      أليس رسول الله صلى الله عليه وآله قد ظهر قبل استتاره ودعا إلى نفسه قبل هجرته، وكانت ولادته معروفة ونسبه مشهوراً وداره معلومة، هذا مع الخبر عنه في الكتب الاُولى والبشارة به في صحف إبراهيم وموسى عليه السلام وإدراك قريش وأهل الكتاب علاماته ومشاهداتهم لدلائل نبوته وأعلام عواقبه، فكيف لم يخف مع ذلك على نفسه ولا أمر الله أباه بستر ولادته، وفرض عليه إخفاء أمره كما زعمتم أنّه فرض ذلك على أبي الاِمام لما كان المنتظر عندكم من بين الاَئمة والمشار إليه بالقيام بالسيف دون آبائه، فأوجب ذلك على ما ادّعيتموه واعتللتم به في الفرق بين آبائه وبينه في الظهور على خبره وكتم ولادته والستر عن الاَنام شخصه، وهل قولكم في الغيبة مع ما وصفناه من حال النبي صلى الله عليه وآله إلاّ فاسد متناقض؟

      جواب: ـ
      يقال إنّ المصلحة لا تكون من جهة القياس، ولا تعرف أيضاً بالتوهّم، ولا يتوصل إليها بالنظائر والاَمثال، وإنّما تعلم من جهة علاّم الغيوب المطّلع على الضمائر العالم بالعواقب الذي لا تخفى عليه السرائر، فليس ننكر أن يكون الله سبحانه قد علم من حال رسول الله صلى الله عليه وآله، مع جميع ما شرحتم أنّه لا يقدم عليه أحد ولا يؤثر ذلك منه، إمّا لخوف من الاِقدام على ذلك، أو لشك فيما قد سمعوه من وصفه، أو لشبهة عرضت لهم في الرأي فيه، فتدبير الله سبحانه له في الظهور على خلاف تدبير الاِمام المنتظر لاختلاف الحالين.

      ويدل على ما بيناه ويوضح عما ذكرناه أنّه لم يتعرض أحد من عبدة الاَوثان، ولا أهل الكتاب ولا أحد من ملوك العرب والفرس مع ما قد اتّصل بهم من البشارة بالنبي صلى الله عليه وآله لاَحد من آباء الرسول صلى الله عليه وآله بالاِخافة، ولا لاستبراء واحدة من أُمهاته لمعرفة الحمل به، ولا قصدوا الاِضرار به في حال الولادة ولا طول زمانه إلى أن صدع بالرسالة.

      ولا خلاف أنّ الملوك من ولد العبّاس لم يزالوا على الاِخافة لآباء الاِمام وخاصة ما جرى من أبي جعفر المنصور مع الصادق عليه السلام، وما صنعه هارون بأبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام حتى هلك في حبسه ببغداد، وما قصد المتوكّل بأبي الحسن العسكري عليه السلام جد الاِمام حتى أشخصه من الحجاز فحبسه عنده بسر من رأى، وكذلك جرى أمر أبي محمد الحسن عليه السلام بعد أبيه إلى أن قبضه الله تعالى.

      ثم كان من أمر المعتمد بعد وفاة أبي محمد عليه السلام ما لم يخف على أحد من حبسه لجواريه والمسائلة عن حالهنّ في الحمل، واستبراء أمرهنّ عندما اتفقت كلمة الاِمامية على أنّ القائم هو ابن الحسن عليه السلام فظنّ المعتمد أنّه يظفر به فيقتله ويزيل طمعهم في ذلك، فلم يتمكن من مراده وبقي بعض جواري أبي محمد عليه السلام في الحبس أشهراً كثيرة، فدلّ بذلك على الفرق بين حال النبي صلى الله عليه وآله في مولده وبين الاِمام عليه السلام على ما قدمناه بما ذكرناه وشرحناه.

      وشيء آخر وهو أنّ الخوف قد كان مأموناً على رسول الله صلى الله عليه وآله من بني هاشم وبني عبد المطلب وجميع أهل بيته وأقاربه، لاَنّ الشرف المتوقع له بالنبوّة كان شرفهم والمنزلة التي تحصل له بذلك فهي تختص بهم، وعلمهم بهذه الحال يبعثهم على صيانته وحفظه وكلائته ليبلغ الرتبة التي يرجونها له فينالون بها أعلى المنازل ويملكون بها جميع العالم.

      وأمّا البعداء منهم في النسب فيعجزون عن إيقاع الضرر به لموضع أهل بيته ومنعهم منه وعلمهم بحالهم وأنّهم أمنع العرب جانباً وأشدهم بأساً وأعزهم عشيرة، فيصدهم ذلك عن التعرض له ويمنع من خطوره ببالهم، وهذا فصل بين حال النبي صلى الله عليه وآله فيما يوجب ظهوره مع انتشار ذكره والبشارة به، وبين الاِمام فيما يجوز استتاره وكتم أمر ولادته، وهذا بيّن لمن تدبره.

      وشيءٌ آخر وهو أنّ ملوك العجم في زمان مولد النبي صلى الله عليه وآله لم يكونوا يكرهون مجيء نبي يدعو إلى شرع مستأنف، ولا يخافون بمجيئه على أنفسهم ولا على ملكهم، لاَنّهم كانوا ينوون الاِيمان به والاتباع له، وقد كانت اليهود تستفتح به على العرب وترجو ظهوره كما قال الله عزّوجلّ: (فلمّا جآءهم ما عرفوا كفروا به)(1) وإنّما حصل للقوم الخلاف عليه والاِباء له بنية تجددت لهم عند مبعثه.

      ولم يجر أمر الاِمام المنتظر عليه السلام هذا المجرى بل المعلوم من حال جميع ملوك زمان مولده ومولد آبائه، خلاف ذلك من اعتقادهم فيمن ظهر منهم يدعو إلى إمامة نفسه أو يدعو إليه داع سفك دمه واستئصال أهله وعشيرته، وهذا أيضاً فرق بين الاَمرين.

      وشيء آخر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وآله مكث ثلاث عشرة سنة يدعو بمكّة إلى دينه والاعتراف بالوحدانية وبنبوته، ويسفّه من خالفه ويضلّلهم ويسب آلهتهم، فلم يقدم أحد منهم على قتله ولا رام ذلك ولا استقام لهم نفيه عن بلادهم ولا حبسه ولا منعه من دعوته، ونحن نعلم علماً يقيناً لا يتخالجنا فيه الشك بأنّه لو ظن أحد من ملوك هذه الاَزمان ببعض آل أبي طالب أنّه يحدث نفسه بادّعاء الاِمامة بعد مدة طويلة، لسفك دمه دون أن يعلم ذلك ويتحققه فضلاً عن أن يراه ويجده.

      وقد علم أهل العلم كافة أنّ أكثر من حبس في السجون من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وقتل بالغيلة إنّما فعل به ذلك على الظنة والتهمة دون اليقين والحقيقة، ولو لم يكن أحد منهم حلَّ به ذلك إلاّ موسى بن جعفر عليهما السلام لكان كافياً، ومن تأمّل هذه الاَُمور وعرفها وفكر فيما ذكرناه وتبيّنه انكشف له الفرق بين النبي وبين الاِمام فيما سأل عنه هؤلاء القوم ولم يتخالجه فيه ارتياب والله الموفق للصواب.

      وبهذا النحو يجب أن يجاب من سأل فقال:
      أليس الرسول صلى الله عليه وآله قد ظهر في أوّل أمره وعرفت العامة والخاصة وجوده ثم استتر بعد ذلك عند الخوف على نفسه، فقد كان يجب أن يكون تدبير الاِمام في ظهوره واستتاره كذلك، مع أنّ الاتفاقات ليس عليها قياس، والاَلطاف والمصالح تختلف في أنفسها ولا تُدرك حقائقها إلاّ بسمع يرد عن عالم الخفيات، جلّت عظمته فلا يجب أن نسلك في معرفتها طريق الاعتبار.

      وليس يستتر هذا الباب إلاّ على من قلّ علمه بالنظر وبَعُد عنه الصواب والله نستهدي إلى سبيل الرشاد(2).
      ____________
      (1) سورة البقرة: الآية 89.
      (2) الفصول المختارة للمفيد: ص 266 ـ 269.

      تعليق


      • #4

        أوّل ما في هذا إنّه طعن في جميع الاَخبار؛ لاَنّ قائلاً لو قال للمسلمين في نقلهم لمعجزات النبي صلى الله عليه وآله: لعلها في الاَصل موضوعة، ولعل قوماً تواطئوا عليها فنقلها من لا يعلم حالها في الاَصل، وهذا طريق إلى إبطال الشرائع

        اولا : الصحابة وهم ممن عاصر النص والنبوة اجتمعوا على ان الخليفة يختاره المسلمين وليس منصوص عليه ولم يثبت ان احدا منهم خالف هذا الفهم، فكيف لايجوز تواطؤ الجماعة على عدم الايمان بالنص المزعوم ومجتمع الصحابة عندكم كلهم تواطؤوا على ذلك؟

        ثانيا : الكذابين الذين وضعوا روايات الغيبة كانت متأخره عن عصر النبوة لذلك يجوز الشك فيما ظهر جديدا لم يكن معلوما في عصور متقدمة، وايضا التناقضات تثبت وجود الوضع والكذب وايضا انقسام الشيعة الى 13 فرقة بعد موت الامام الحادي عشر دليل على الكذب لان الكذابين اختلفوا فيها.

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *

          اولا : الصحابة وهم ممن عاصر النص والنبوة اجتمعوا على ان الخليفة يختاره المسلمين وليس منصوص عليه ولم يثبت ان احدا منهم خالف هذا الفهم، فكيف لايجوز تواطؤ الجماعة على عدم الايمان بالنص المزعوم ومجتمع الصحابة عندكم كلهم تواطؤوا على ذلك؟

          الكلام ليس عن هذا الموضوع!
          مع ان اثبات (الاجتماع) على ذلك باطل وغير ثابت، بل اثبات عدم الخلاف باطل من نفس قول الثاني بفلتة خلافة الاول، وثم ليس (كلهم) تواطؤوا فلا تختزل الصحابة ببكر ولا عمر ولا خالد ولا فلان وفلان!! فتأمل!
          والموضوع ليس موضوعنا! فلا تهرف بما تريد ان تحرف به!

          المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *

          ثانيا : الكذابين الذين وضعوا روايات الغيبة كانت متأخره عن عصر النبوة لذلك يجوز الشك فيما ظهر جديدا لم يكن معلوما في عصور متقدمة، وايضا التناقضات تثبت وجود الوضع والكذب وايضا انقسام الشيعة الى 13 فرقة بعد موت الامام الحادي عشر دليل على الكذب لان الكذابين اختلفوا فيها.

          اتى بالجواب الشيخ المفيد رحمه الله وكفانا ذلك!
          ودعوى الكذب مردودة اذ لا دليل معتد عليها!
          لان هذه الشكوك أتت متأخرة عن ما هو معلوم في تلك العصور!
          وانقسام المسلمين الى حنبلي وشافعي وحنفي وفلتاني وعلاني دليل على كذبهم لان الكذابين اختلفوا فيها!!

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة alyatem

            الكلام ليس عن هذا الموضوع!
            مع ان اثبات (الاجتماع) على ذلك باطل وغير ثابت، بل اثبات عدم الخلاف باطل من نفس قول الثاني بفلتة خلافة الاول، وثم ليس (كلهم) تواطؤوا فلا تختزل الصحابة ببكر ولا عمر ولا خالد ولا فلان وفلان!! فتأمل!
            والموضوع ليس موضوعنا! فلا تهرف بما تريد ان تحرف به!

            لم يختلف اثنان على ان الخليفة يختاره الناس وليس منصوص
            ولم ينقل لنا التاريخ ان صحابي واحد خالفهم في هذا الفهم

            فليس كلامي عن كم عدد الذين بايعوا ابوبكر او عمر او عثمان او علي
            بل عن ان الصحابة كلهم لايرون اشكال في ان الخليفة الذي يحكمهم يتم اختياره من قبل الناس سواء اتفقوا على شخصية معينة ام اختلفوا على شخصية ولكنهم متفقون على ان الخليفة يختاره الناس وليس منصوص عليه بنص.




            ودعوى الكذب مردودة اذ لا دليل معتد عليها!
            لان هذه الشكوك أتت متأخرة عن ما هو معلوم في تلك العصور!
            انقسم الشيعة بعد موت الحسن العسكري الى 13 فرقة
            فانتم تمثلون جزء من 13 جزء من الشيعة المختلفين لبعضهم البهض في عام 255 هـ

            فبالله عليك تسأل عن الكذب؟


            وانقسام المسلمين الى حنبلي وشافعي وحنفي وفلتاني وعلاني دليل على كذبهم لان الكذابين اختلفوا فيها!!
            قياس باطل
            لان هذه مذاهب فقهية واختلافهم كاختلاف علمائكم في مسائل فقهية، بل حتى العالم الواحد تراه يقول بمسألة ثم يتراجع عنها بعد فترة وهذا امر سائغ فيه الاختلاف.

            وليست اختلافات في اصل الدين مثلما تستدل به في موضوعك.

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *

              لم يختلف اثنان على ان الخليفة يختاره الناس وليس منصوص
              ولم ينقل لنا التاريخ ان صحابي واحد خالفهم في هذا الفهم

              فليس كلامي عن كم عدد الذين بايعوا ابوبكر او عمر او عثمان او علي
              بل عن ان الصحابة كلهم لايرون اشكال في ان الخليفة الذي يحكمهم يتم اختياره من قبل الناس سواء اتفقوا على شخصية معينة ام اختلفوا على شخصية ولكنهم متفقون على ان الخليفة يختاره الناس وليس منصوص عليه بنص.

              قلنا انه ليس موضوعنا فلا تشوش
              ولا دليل لك على كلامك
              بل الاكثر خالفه صاحب نفس الشورى ابو بكر وعمر وكانت خلافته فلتة وقى الله شرها ومن عاد لها فاقتلوه
              فما حدى مما بدى وابو بكر يوصي لعمر بالخلافة
              المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *


              انقسم الشيعة بعد موت الحسن العسكري الى 13 فرقة
              فانتم تمثلون جزء من 13 جزء من الشيعة المختلفين لبعضهم البهض في عام 255 هـ

              فبالله عليك تسأل عن الكذب؟

              الحمد لله يعني الشيعة كانوا فرقة واحدة حتى أن مات الامام العسكري عليه السلام
              ونحن لسنا من ذلك (البهض)، فالامامية الاثنا عشرية اصل التشيع، وفي تشيع غيرهم نظر!

              وأي كذب تعني؟!!
              قولك:

              الكذابين الذين وضعوا روايات الغيبة كانت متأخره عن عصر النبوة لذلك يجوز الشك فيما ظهر جديدا لم يكن معلوما في عصور متقدمة، وايضا التناقضات تثبت وجود الوضع والكذب وايضا انقسام الشيعة الى 13 فرقة بعد موت الامام الحادي عشر دليل على الكذب لان الكذابين اختلفوا فيها.
              مع انه حشو كلام فارغ، خصوصا وانت لا تعلم الفرق ومتى ظهرت ووجدت!
              مع ذلك اجبناك:
              ودعوى الكذب مردودة اذ لا دليل معتد عليها!
              لان هذه الشكوك أتت متأخرة عن ما هو معلوم في تلك العصور!
              وروايات الحجة المهدي وأخباره واوصافه ونسبه معلومة من قبل التاريخ الذي تشير اليه!
              قياس باطل
              لان هذه مذاهب فقهية واختلافهم كاختلاف علمائكم في مسائل فقهية، بل حتى العالم الواحد تراه يقول بمسألة ثم يتراجع عنها بعد فترة وهذا امر سائغ فيه الاختلاف.

              وليست اختلافات في اصل الدين مثلما تستدل به في موضوعك.
              تهمل، لان الجواب عليها واضح، ببطلان هذا الكلام!

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم (1)

                قال الشيخ المفيد رضي الله عنه:
                حضرت مجلس رئيس من الرؤساء، فجرى كلام في الامامة، فانتهى إلى القول في الغيبة.
                فقال صاحب المجلس:
                أليست الشيعة تروي عن جعفر بن محمد عليه السلام: انه لو اجتمع للامام عدة اهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لوجب عليه الخروج بالسيف (2)؟

                فقلت:
                قد روي هذا الحديث.

                قال:
                أولسنا نعلم يقينا ان الشيعة في هذا الوقت اضاف عدة اهل بدر، فكيف يجوز للامام الغيبة مع الرواية التى ذكرناها؟

                فقلت له:
                ان الشيعة وان كانت في وقتنا كثيرا عددها حتى تزيد على عدة اهل بدر اضعافا مضاعفة، فان الجماعة التي (عدتهم عدة اهل بدر إذا اجتمعت) (3)، فلم يسع الامام التقية ووجب عليه الظهور. لم تجتمع في هذا الوقت، ولا حصلت في هذا الزمان بصفتها وشروطها.
                وذلك انه يجب ان يكون هؤلاء القوم معلوم من حالهم الشجاعة، والصبر على اللقاء، والاخلاص في الجهاد، ايثار الاخرة على الدنيا، ونقاء السرائر من العيوب، وصحة العقول (4)، وانهم لا يهنون ولا ينتظرون عند اللقاءة ويكون العلم من الله تعالى بعموم المصلحة في ظهورهم بالسيف.
                وليس كل الشيعة بهذه الصفة، ولو علم الله تعالى ان في جملتهم العدد المذكور على ما شرطناه لظهر الامام عليه السلام لا محاله، ولم يغب بعد اجتماعهم طرفة عين، لكن المعلوم خلاف ما وصفناه، فلذلك ساغ للامام الغيبة على ما ذكرناه.

                قال:
                ومن اين لنا ان شروط القوم على ما ذكرت، وان كانت شروطهم هذه فمن اين لنا ان الامر كما وصفت؟

                فقلت:
                إذا ثبت وجوب الامامة وصحت الغيبة لم يكن لنا طريق إلى تصحيح الخبر الا بما شرحناه، فمن حيث قامت دلائل الامامة والعصمة وصدق الخبر حكمنا بما ذكرناه.
                ثم قلت:
                ونظير هذا الامر ومثاله ما علمناه من جهاد النبي صلى الله عليه وآله أهل بدر بالعدد اليسير الذين كانوا معه واكثرهم اعزل راجل، ثم قعد عليه وآله السلام في عام الحديبية ومعه من اصحابه اضعاف اهل بدر في العدد، وقد علمنا انه صلى الله عليه والله وسلم مصيبا في الامرين جميعا، وانه لو كان المعلوم من اصحابه في عام الحديبية ما كان المعلوم منهم في حال بدر لما وسعه القعود والمهادنة، ولوجب عليه الجهاد كما وجب عليه قبل ذلك ولو وجب عليه ما تركه لما ذكرناه من العلم بصوابه وعصمته على ما بيناه.

                فقال:
                ان رسول الله صلى الله وعليه وآله كان يوحى (5) إليه فيعلم بالوحي العواقب، ويعرف الفرق من صواب التدبير وخطأه بمعرفة ما يكون، فمن قال في علم الامام بما ذكرت، وما طريق معرفته بذلك؟

                فقلت له:
                الامام عندنا معهود إليه، موقف على ما ياتي وما يذكر، منصوب له امارات تدله على العواقب في التدبيرات والصالح في الافعال، وانما حصل له العهد بذلك عن النبي صلى الله عليه والله الذي يو حى إليه ويطلع على علم السماء،ولو لم نذكر هذا الباب واقتصرنا على انه متعبد في ذلك بغلبة الظن وما يظهر له من الصلاح لكفى واغنى وقام مقام الاظهار على التحقيق كائنا ما كان (6) بلا ارتياب، لا سيما على مذهب المخالفين في الاجتهاد. وقولهم في رأي النبي صلى الله عليه واله وان كان المذهب ما قدمناه.

                فقال:
                لم لا يظهر الامام وان ادي ظهوره إلى قتله فيكون البرهان له والحجة في امامته اوضح، ويزول الشك في وجوده بلا ارتياب؟

                فقلت:
                انه لا يجب ذلك عليه السلام، كما لا يجب على الله تعالى معاجلة العصاة بالنقمات واظهار الايات في كل وقت متتابعات، وان كنا نعلم انه لو عاجل العصاة لكان البرهان على قدرته اوضح، والامر في نهيه اوكد، والحجة في قبح خلافه ابين ، ولكان بذلك الخلق عن معاصيه ازجر، وان لم يجب ذلك عليه ولا في حكمته وتدبيره لعلمه بالمصلحة فيه على التفضيل، فالقول في الباب الاولمثله على انه لا معنى لظهور الامام في وقت يحيط العلم فيه بأن ظهوره منه فساد، وانه لا يؤول إلى اصلاح، وانما يكون ذلك حكمة وصوابا إذا كانت عاقبته الصلاح. ولو علم عليه السلام ان في ظهوره صلاحا في الدين مع مقامه في العالم أوهلاكه وهلاك جميع شيعته وانصاره لما ابقاه طرفة عين، ولا فتر عن المسارعة، إلى مرضاة الله جل اسمه، لكن الدليل على عصمته كاشف عن معرفته لرد هذه الحال عند ظهوره في هذا الزمان بما قدمناه من ذكر العهد إليه، ونصب الدلائل والحد والرسم المذكورين له في الافعال.

                فقال:
                لعمري ان هذه الاجوبة على الاصول المقررة لاهل الامامة مستمرة، والمنازع فيها - بعد تسليم الاصول - لا ينال شيئا ولا يظفر بطائل.

                فقلت:
                من العجب انا والمعتزلة نوجب الامامة، ونحكم بالحاجة إليها في كل زمان، ونقطع بخطا من اوجب الاستغناء عنها في حال بعد النبي (ص)، وهم دائما يشنعون علينا بالقول في الغيبة ومرور الزمان بغير ظهور امام، وهم انفسهم يعترفونبأنهم لا امام لهم بعد أميرالمؤمنين (ع) إلى هذا الزمان، ولا يرجون اقامة امام في قرب هذا من الاوان، فعلى كل حال نحن اعذر في (القول بالغيبة) (7) واولى بالصواب عند الموازنة للاصل الثابت من وجوب الامام، ولدفع الحاجة إليها في كل أوان.

                فقال:
                هؤلاء القوم وان قالوا بالحاجة إلى الامام فعذرهم واضح في بطلان الاحكام لعدم غيبة الامام الذي يقوم بالا حكام، وانتم تقولون انائمتكم عليهم السلام قد كانوا ظاهرين إلى وقت زمان الغيبة عندكم، فما عذركم في ترك اقامة الحدود وتنفيذ الاحكام.

                فقلت له:
                ان هؤلاء القوم وان اعتصموا في تضييع الحدود والاحكام بعد الائمة الذين يقومون بها في الزمان، فأنهم يعترفون بان في كل زمان طائفة منهم من اهل الحل والعقد قد جعل إليهم اقامة الامام الذي يقوم بالحدود وتنفيذ الاحكام، فما عذرهمعن كفهم عن اقامة الامام وهم موجولون معروفو الاعيان، فان وجب عليهم لوجودهم ظاهرين في كل زمان اقامة الامام المنفذ للاحكام، وعانوا ترك ذنلك في طول هذه المدة عاصين ضالين عن طريق الرشاد كان لنا بذلك عليهم (8) ولن يقولوابهذا ابدا، وأن كان لهم عذر في ترك اقامة الامام، وان كانوا في كل وقت موجودين، فذلك العذر لائمتنا عليهم السلام في ترك اقامة الحدود وان كانوا موجودين في كل زمان، على ان عذر ائمتنا عليهم السلام في ترك اقامة الاحكام اوضح واظهرمن عذر المعتزلة في ترك نصب الامام، لانا نعلم يقينا بلا ارتياب ان كثيرا من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله قد شردوا عن اوطانهم، وسفكت دماؤهم، والزم الباقون منهم الخوف على التوهم عليهم انهم يرون الخروج بالسيف وانهم ممن إليهم الاحكام، ولم ير أحد من المعتزلة ولا الحشوية سفك (9) دمه، ولا شرد عن وطنه، ولا خيف على التوهم عليه والتحقيق منه انه يرى في قعود الائمة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل هؤلاء القوم يصرحون في المجالس بأنهم اصحاب الاختيار، وان إليهم الحل والعقد والانكار على الطاعة، وان من مذهبهم الامربالمعروف والنهي عن المنكر فرضا لازما على اعتقادهم، وهم مع ذلك امنون من السلطان، غير خائفين من نكره عليهم من هذا المقال.
                فبان بذلك أنه لا عذر لهم في ترك اقامة الامام، وان العذر الواضح الذي لا شبهة فيه حاصل لائمتنا عليهم السلام من ترك اقامة الحدود وتنفيذ الاحكام لما بيناه من حالهم ووصفناه وهذا واضح.
                (فلم يات بشئ ولله الحمد ولرسوله وآله الصلاة والسلام) (10).
                والله الموفق للصواب .


                هامش:

                1 - في نسخة " م " و " ث " : مسألة اخرى في الغيبة من املائه رضي الله عنه.

                2 - انظر : عيون اخبار الرضا عليه السلام 1 : 63 ، كمال الدين 2 : 654 / 21 و 2 : 672 / 25 ، تفسير علي بن ابراهيم 1 : 323 ، غيبة النعماني : 315 / 9 .
                3 - في نسخة " م " و " ث " : إذا اجتمعت على عدة اهل بدر و .
                4 - في نسخة " م " : العقود.
                5 - في نسخة " ث " : موحى . 6 - لم ترد في نسختي " م " و " ث ".
                7 - في نسخة " ق " : الغيبة.
                8 - في نسخة " ق " : قال ، وفي نسختي " ث ، و " م " : فقال . ولم نثبت اي منهما لعدم اتفاقهما مع السياق.
                9 - في نسخة " م " و " ث " : سقط.
                10 - ما بين القوسين لم يرد في نسختي " م " و " ث ".

                تعليق


                • #9
                  كتاب
                  رسائل في الغيبة

                  تأليف الامام الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان
                  ابن المعلم ابي عبد الله، العكبري، البغدادي

                  (336 - 413 ه‍)
                  تحقيق
                  علاء آل جعفر
                  مع تقديم لكل رسالة
                  السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

                  للتحميل (مع المرفقات)
                  للقراءة: اضغط هنا

                  الرسالة الاولى
                  http://shiaweb.org/shia/almufid/al-gaiba/resala_1.html
                  مقدمة الرسالة الاولى
                  http://shiaweb.org/shia/almufid/al-gaiba/resala_1a.html
                  الرسالة الثانية
                  http://shiaweb.org/shia/almufid/al-gaiba/resala_2.html
                  مقدمة الرسالة الثانية
                  http://shiaweb.org/shia/almufid/al-gaiba/resala_2a.html
                  الرسالة الثالثة
                  http://shiaweb.org/shia/almufid/al-gaiba/resala_3.html
                  مقدمة الرسالة الثالثة
                  http://shiaweb.org/shia/almufid/al-gaiba/resala_3a.html
                  الرسالة الرابعة
                  http://shiaweb.org/shia/almufid/al-gaiba/resala_4.html
                  مقدمة الرسالة الرابعة
                  http://shiaweb.org/shia/almufid/al-gaiba/resala_4a.html

                  مؤلفات الشيخ المفيد رحمه الله
                  http://shiaweb.org/shia/almufid/index.html
                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • #10
                    الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان
                    المعروف بالشيخ المفيد (قدس سره)


                    (336ﻫ ـ 413ﻫ)


                    اسمه وكنيته ونسبه
                    الشيخ أبو عبد الله، محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد، وينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان.

                    ولادته
                    ولد في الحادي عشر من ذي القعدة 336ﻫ، وقيل: عام 338ﻫ، بقرية تُعرف بسويقة ابن البصري بعكبراء شمالي بغداد.

                    من أساتذته
                    الشيخ محمّد بن علي القمّي المعروف بالشيخ الصدوق،
                    الشيخ أحمد بن محمّد المعروف بأبي غالب الزُّراري،
                    الشيخ محمّد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي،
                    الشيخ محمّد بن عمران المرزباني،
                    الشيخ جعفر بن قولَوَيه القمّي.

                    من تلامذته
                    السيّد محمّد بن الحسين المعروف بالشريف الرضي،
                    السيّد علي بن الحسين المعروف بالسيّد المرتضى،
                    الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي المعروف بشيخ الطائفة،
                    الشيخ حمزة الديلمي المعروف بسالار،
                    الشيخ أبو الفتح محمّد الكراجكي،
                    الشيخ أحمد بن علي النجاشي.

                    من أقوال العلماء فيه
                    1ـ قال الشيخ عباس القمّي(قدس سره) في الكنى والألقاب:
                    «شيخ المشايخ الجلّة، ورئيس رؤساء الملّة، فخر الشيعة ومحيي الشريعة، مطهم الحقّ ودليله، ومنار الدين وسبيله، اجتمعت فيه خلال الفضل، وانتهت إليه رئاسة الكلّ، واتّفق الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته».

                    2ـ قال ابن كثير في البداية والنهاية:
                    «شيخ الإمامية والمصنّف لهم، المحامي عن حوزتهم، يحضر مجلسه خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف».

                    3ـ قال اليافعي في مرآة الجنان:
                    «كان بارعاً في الكلام والجدل والفقه، يناظر أهل كلّ عقيدة مع الجلالة والعظمة».

                    مناظراته
                    للشيخ (قدس سره) مناظرات رائعة، ومحاورات جيّدة شيّقة، أفرد لها السيّد المرتضى كتاباً ذكر فيه أكثرها، ومن جملتها ما أشار إليه العلّامة الحلّي، كما ذكرها ابن إدريس في أواخر كتابه السرائر.

                    وله محاججات مع علي بن عيسى الرمّاني، انسحب فيها الرمّاني، ومع القاضي عبد الجبّار ـ كبير المعتزلة ـ حتّى أسكَتَه، فلم يكن منه إلّا أن قال له: «أنتَ المفيدُ حقّاً». فلمّا همهم بعض المخالفين للشيخ قال القاضي لهم: هذا الشيخ أسكَتَني، فإن كان عندكم جواب فقولوا حتّى أُجلسه في مجلسه الأوّل، فسكتوا وتفرّقوا. فوصل خبر المناظرة إلى عضد الدولة، فأرسل إلى الشيخ المفيد وأكرمه غاية الإكرام.

                    من مؤلّفاته
                    التذكرة بأُصول الفقه،
                    الإفصاح في الإمامة،
                    الفصول المختارة،
                    الإعلام فيما اتّفقت عليه الإمامية من الأحكام،
                    تفضيل أميرالمؤمنين(عليه السلام) على سائر الأصحاب،
                    مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة،
                    الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد،
                    أوائل المقالات في المذاهب المختارات،
                    مسألتان في النصّ على علي(عليه السلام)،
                    رسالة في إيمان أبي طالب،
                    خلاصة الإيجاز في المتعة،
                    مسألة في إرادة الله تعالى،
                    المسائل الصاغاتية،
                    العويص في الفقه،
                    النكت الاعتقادية،
                    تصحيح الاعتقاد،
                    الاختصاص،
                    الحكايات،
                    المقنعة،
                    الغيبة.

                    وفاته
                    تُوفّي (قدس سره) في الثالث من شهر رمضان 413ﻫ بالعاصمة بغداد، وصلّى على جثمانه السيّد المرتضى، ودُفن بجوار مرقد الإمامين الجوادين(عليهما السلام) في مدينة الكاظمية المقدّسة.
                    ـــــــــــــــــــــــ
                    1. اُنظر: المقنعة، مقدّمة المحقّق.
                    بقلم : محمد أمين نجف (هنا)

                    تعليق


                    • #11
                      حسبي الله ونعم الوكيل

                      ان شيخك المفيد وهو احد كبار علمائكم وكتبه من الكتب المعتمدة يقول في اوائل المقالات ص80--81
                      59- القول في تأليف القرآن و ما ذكر قوم من الزيادة فيه و النقصان :

                      أقول إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) باختلاف القرآن و ما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف

                      [81]

                      و النقصان فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر و تأخير المتقدم و من عرف الناسخ و المنسوخ و المكي و المدني لم يرتب بما ذكرناه.

                      و أما النقصان فإن العقول لا تحيله و لا تمنع من وقوعه

                      هذا هو المفيد فاذا كان هذا حاله فقد بطل الاستدلال بكلامه ومناظرته وكل مااورده لان من يقول باختلاف القران عما انزله الله فقد كفر كفراً بواح

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مسماري
                        حسبي الله ونعم الوكيل

                        ان شيخك المفيد وهو احد كبار علمائكم وكتبه من الكتب المعتمدة يقول في اوائل المقالات ص80--81

                        هذا هو المفيد فاذا كان هذا حاله فقد بطل الاستدلال بكلامه ومناظرته وكل مااورده لان من يقول باختلاف القران عما انزله الله فقد كفر كفراً بواح
                        لو جعلت عندك قليل من العقل وقبلها تبحث هل اجاب الشيعة عن هذه الشبهة التي يتمسك بها بنو وهب لكفيتنا أن ننسخ ونلصق الجواب... يا حباب!!
                        لكن لا عجب لبني وهب وكل من هب ودب..
                        والانكى أنك تبتر كامل النص وتأتي بما تريد التمويه فيه!
                        والاغرب انكم تتهمون الشيعة بما هم يبرأؤون منه واشبعوه بحثا!
                        والاشد غرابة انكم تنسون انكم انتم من اهان القرآن ونسب له الزيادة والنقصان!! وحديث الآية التي أكبتها الداجن في بيت عائشة معروف!!

                        السؤال:
                        ما هو تفسير هذه الفقرات من كلام الشيخ المفيد رحمه الله؟
                        [أقول: إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد (ص)، باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان، فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه.
                        وأما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه، وقد امتحنت مقالة من ادعاه، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم طويلا فلم اظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده. وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله وذلك كان ثابتا منزلا وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا قال الله تعالى: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) فسمى تأويل القرآن قرآنا، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف.
                        وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل والله أسأل توفيقه للصواب.
                        وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه، فالوجه الذي أقطع على فساده أن يمكن لأحد من الخلق زيادة مقدار سورة فيه على حد يلتبس به عند أحد من الفصحاء، وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الاعجاز، و يكون ملتبسا عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن، غير أنه لا بد متى وقع ذلك من أن يدل الله عليه، ويوضح لعباده عن الحق فيه، ولست أقطع على كون ذلك بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه، ومعي بذلك حديث عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، وهذا المذهب بخلاف ما سمعناه عن بني نوبخت - رحمهم الله - من الزيادة في القرآن والنقصان فيه، وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية و أهل الفقه منهم والاعتبار.
                        ]. راجع أوائل المقالات ص80 - ص82.

                        الجواب:

                        قوله: (إن الاخبار قد جاءت مستفيضة.... الخ)، أي على ظاهرها البدوي وبالنظرة الأولى.
                        قوله: (فأما القول في التأليف....الخ)، أي أن ترتيب القرآن لم يكن حسب النزول وهو واضح من خلال تتبع روايات جمع القرأن.
                        قوله: (وأما النقصان فإن العقول..... الخ)، وهو كلام في الإمكان العقلي أو الوقوعي, وأنه لا توجد حجة عند غيره المدعي للاستحالة في إبطال هذا الإمكان.
                        قوله: (وقد قال جماعة من أهل الإمامة.....الخ)، وهو واضح فإن التفسير والتأويل غير القرآن وبعض هذا التفسير والتأويل نزل به جبرائيل ويسمى التنزيل ولكنه غير آيات القرآن وإن أورده أميرالمؤمنين عليه السلام في قرآنه.
                        قوله: (وعندي أن هذا القول أشبه..... الخ)، أي أصح وهذا رأيه (قدس).
                        قوله: (وأما الزيادة فيه....الخ)، وهو كلام في الإمكان أيضاً وفيه وجهان.
                        قوله: (فالوجه الذي اقطع على فساده...)، هو الوجه الأول وهو إستحالة الزيادة فيه بنحو الآية لأنه ينافي الإعجاز في فصاحة القرآن ولا يمكن لاحد فعله.
                        قوله: (وأما الوجه المجوز....)، وهو الوجه الثاني وهو جائز على رأيه بأن يزاد كلمة أو كلمتان وحرف أو حرفان لأنه لا ينافي إعجاز القرآن وإمكان أن يلتبس على الفصحاء.
                        قوله: (غير أنه لا بد متى....)، هنا ذكر أن الوجه الثاني الجائز يحتاج إلى دليل، وقطع بعدم وجود الدليل على مثل هذه الزيادة , وأنه لو كان وقع لوجب الإرشاد إليه من قبل الله، واستدل على العدم برواية عن الصادق (عليه السلام)، ثم أشار إلى أن مذهبه هذا خلاف مذهب بني نوبخت.

                        مركز الابحاث العقائدية

                        تعليق


                        • #13
                          السلفية يتهمون الشيخ المفيد رضي الله عنه أنه يعتقد بتحريف القرآن ( في أوائل المقالات)

                          قال الوهابي وهو يبتر ويدلس:
                          قال الشيخ المفيد:
                          " إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان " اوائل المقالات : ص 91

                          الرد :
                          طبعا الوهابي بتر ودلس لكي يضل عوامهم ويتهم الشيخ المفيد طاب ثراه وطاب مرقده الشريف

                          لكن ركزوا معي باللون الاحمر لانه سوف يفضح الوهابي الكاذب :

                          كتاب أوائل المقالات لشيخ المفيد رحمه الله و طاب ثراه - باب 59 - القول في تأليف القرآن وما ذكر قوم من الزيادة فيه والنقصان - صفحة 80
                          أقول: إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد (ص)، باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذفوالنقصان، فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه
                          وأما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه، وقد امتحنت مقالة من ادعاه، وكلمت عليه المعتزلة
                          وغيرهم طويلا فلم اظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده. وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين (ع) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله
                          وذلك كان ثابتا منزلا وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا قال الله تعالى: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) فسمى تأويلالقرآن قرآنا، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف.
                          وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل والله أسأل توفيقه للصواب
                          وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه، فالوجه الذي أقطع على فساده أن يمكن لأحد من الخلق زيادةمقدار سورة فيه على حد يلتبس به عند أحد من الفصحاء، وأما الوجه المجوز فهوأن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الاعجاز، و يكونملتبسا عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن، غير أنه لا بد متى وقع ذلك من أنيدل الله عليه، ويوضح لعباده عن الحق فيه، ولست أقطع على كون ذلك بل أميل إلى عدمه

                          وسلامة القرآن عنه، ومعي بذلك حديث عن الصادق جعفر بن محمد (ع)، وهذا المذهب بخلاف ما سمعناه عن
                          بني نوبخت رحمهم الله من الزيادة في القرآن والنقصان فيه، وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية و أهل الفقه منهم والاعتبار

                          المحصلة : الشيخ المفيد رحمه الله قال :
                          1 - فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه

                          الشرح اقول انا كتاب بلا عنوان : نعم غير مرتب كما انزله الله تعالى و الدليل انت افتح القرآن ستجد اول سورة الفاتحة , هل اول سورة نزلت الفاتحة و آخر سورة نزلت الناس ؟؟ و كذلك نرى بعض السور فيها خليط آيات مكية و مدنية و بعضها تجد المكي مقدم على المدني.

                          2- وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين (ع) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله وذلك كان ثابتا منزلا وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز.

                          الشرح أقول انا كتاب بلا عنوان : اي ان المحذوف هو التفسير و التأويل فقط و ليس الايات المنزلة

                          3- وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا قال الله تعالى: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) فسمى تأويل القرآن قرآنا، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف.

                          4- وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه، فالوجه الذي أقطع على فساده أن يمكن لأحد من الخلق زيادةمقدار سورة فيه على حد يلتبس به عند أحد من الفصحاء، وأما الوجه المجوز فهوأن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الاعجاز، و يكونملتبسا عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن، غير أنه لا بد متى وقع ذلك من أنيدل الله عليه، ويوضح لعباده عن الحق فيه، ولست أقطع على كون ذلك بل أميل إلى عدمه
                          وسلامة القرآن عنه


                          تقريبا عرقتم أكذوبة بني وهب اي ان المفيد رحمه الله لا يؤمن بالتحريف إطلاقا لا بالنقص و لا بالزيادة
                          لكنه يؤمن بتحريف التأويل و هذا اجماع الشيعة بل كلنا نؤمن بأن التأويل و الشرح تم تحريفه

                          و أما من ناحية الترتيب فايضاً علماء السنة و الوهابية يقولون بذلك أي ان الترتيب ليس كما انزله الله عز و جل
                          منها :

                          شرح النووي على مسلم
                          يحيي بن شرف أبو زكريا النووي
                          دار الخير
                          سنة النشر: 1416هـ / 1996م
                          رقم الطبعة: ---
                          عدد الأجزاء: ستة أجزاء
                          كتاب صلاة المسافرين و قصرها - باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل - ص 395

                          وقوله : ( ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران ) . قال القاضي عياض : فيه دليل لمن يقول إن ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف ، وإنه لم يكن ذلك من ترتيب النبي - صلى الله عليه وسلم - بل وكله إلى أمته بعده . قال : وهذا قول مالك وجمهور العلماء ، واختاره

                          القاضي أبو بكر الباقلاني . قال ابن الباقلاني : هو أصح القولين مع احتمالهما قال : والذي نقوله : إن ترتيب السور ليس بواجب في الكتابة ولا في الصلاة ولا في الدرس ولا في التلقين والتعليم ، وأنه لم يكن من النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك نص ، ولا حد تحرم مخالفته ، ولذلك اختلف ترتيب المصاحف قبل مصحف عثمان .
                          http://www.islamweb.net/newlibrary/d..._no=53&ID=2190

                          و كذلك قال ابن تيمية في مجموع الفتاوي ج22 ص 353 :
                          والقرآن فى زمانه لم يكتب ولا كان ترتيب السور على هذا الوجه أمرا واجبا مأمورا به من عندالله بل الأمر مفوض فى ذلك الى إختيار المسلمين ولهذا كان لجماعة من الصحابة لكل منهم إصطلاح فى ترتيب سوره غير إصطلاح الآخر...إلخ
                          http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=381&id=11389

                          _______________________________________

                          قال الوهابي و هو يكذب و يدلس و يبتر :
                          - يؤكد العلامة الشيخ المفيد أن التعامل مع هذا القرآن الموجود بين أيدينا هو من باب التقية حيث يقول: (إننا نقرأ بهذا القرآن إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيقرئ الناس على ما أنزل الله - إلى أن يقول - وإن الشيعي متى ما قرأ القرآن بالذي جاءت به الأخبار عن الأئمة الأطهار غرر بنفسه من أهل الخلاف، وأغرى به الجبارين وعرض نفسه للهلاك
                          ) [المسائل السرورية الشيخ المفيد (ص 78-81)].

                          و قال :
                          يقول المفيد- ونحن لا نقرأ بخلاف ما يقرأ عليه الناس من القرآن؛ لأنه متى ما قرأ الإنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه من أهل الخلاف، وأغرى به الجبارين، وعرض نفسه للهلاك -إلى أن المفيد- إلى أن يقوم القائم فيُقرئ الناس القرآن كما أنزل الله تعالى).
                          [المسائل السرورية للمفيد على ما نقله العلامة المجلسي في مرآة العقول وكذلك المحدث البحراني في الدرر النجفية].

                          الرد :
                          قد قلت سابقا اي ان المهدي عج سوف يأمر بقراءة القرآن كما انزله الله و ليس بأجتهاد المسلمين كما قال ابن تيمة و كما جاء في شرح صحيح مسلم لنووي

                          لكن سوف اطلعكم على الكتاب و الصفحة لتروا كيف الوهابي دلس و بتر و غير في المعنى و ركزوا باللون الاحمر لانه سوف يقضي على تدليسات الوهابي و أكاذيبه :

                          المسائل السرورية للمفيد طاب ثراه
                          [ 78 ]
                          المسألة التاسعة: صيانة القرآن من التحريف ما قولة - أدام الله تعالى حراسته (1) - في القران: أهو ما بين الدفتين، الذي في
                          أيدي الناس، أم هل ضاع مما أنزل الله تعالى على نبيه منه شئ، أم لا؟ وهل
                          هو ما جمعه أمير المؤمنين عليه السلام، أم ما جمعه عثمان بن عفان
                          على ما يذكره المخالفون؟ الجواب: لا شك (2) أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه (3) كلام الله تعالى وتنزيله، وليس فيه شئ من كلام البشر، وهو جمهور المنزل. والباقي مما أنزله (4) الله تعالى (5) عند المستحفظ للشريعة، المستودع
                          [ 79 ]
                          للاحكام، لم يضع (1) منه شئ (2). وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الان لم يجعله في جملة
                          ما جمع لاسباب (3) دعته إلى ذلك، منها: قصوره عن معرفة بعضه. ومنها: شكه
                          فيه وعدم تيقنه (4). ومنها: ما تعمد إخراجه منه. وقد جمع
                          أمير الؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره، وألفه بحسب ما وجب من تأليفه، فقدم المكي على المدني، والمنسوخ على الناسخ، ووضع كل شئ منه في محله
                          (5). فلذلك قاد جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: " أما والله لوقرئ القرآن كما أنزل لالفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا " (6).

                          [ 80 ]
                          وقال عليه السلام: " نزل القرآن آربعة أرباع: ربع فينا، وبع في عدونا، وربع سنن (1) وأمثال، وربع فرائض (2) وأحكام، ولنا أهل البيت كرائم (3) القرا ن " (4).

                          [ 81 ]
                          لزوم التقيد بما بين الدفتين غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين، وأن لا يتعداه لا زيادة
                          فيه ولا نقصان منه حتى يقوم القائم عليه السلام فيقرأ
                          للناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام
                          (3).


                          [ 82 ]
                          وإنما نهونا عليهم السلام عن قراءة ما وردت به الاخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف لانها لم تأت على التواتر، وإنما جاء بها الاحاد، وقد يغلط الواحد فيما ينقله. ولانه متن قرأ الانسان
                          بما خالف ما بين الدفتين غرر بنفسه وعرض نفسه للهلاك. فنهونا عليهم السلام
                          عن (2) قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين (3) لما ذكرناه
                          .

                          هل قرأتم ما هو ملون باللون الأحمر ؟ بل نرى الشيخ المفيد طاب ثراه مدافع عن القرآن

                          و محصلة قول الشيخ المفيد رحمه الله :
                          1- لا شك أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله، وليس فيه شئ من كلام البشر، وهو جمهور المنزل.

                          2- وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره، وألفه بحسب ما وجب من تأليفه، فقدم المكي على المدني، والمنسوخ على الناسخ، ووضع كل شئ منه في محله

                          الشرح : اي ان الامام علي عليه السلام جمعه كما انزله الله من حيث الترتيب السور و الآيات و ليس كما نجده الآن اول سورة الفاتحة و آخر سورة الناس بل الذي نعرفه آية (( أقرأ )) قبل سورة الفاتحة و البقرة لكن لو تفتح القرآن الآن ستجدها في الربع الاخير (( اي اقرأ ))

                          3- لزوم التقيد بما بين الدفتين غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين، وأن لا يتعداه لا زيادة فيه ولا نقصان منه حتى يقوم القائم عليه السلام فيقرأ للناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام

                          الشرح : اي بعد قدوم الحجة المنتظر عجل الله فرجه و سهل الله مخرجه سوف يأمرنا بقراءة القرآن بنفس ترتيب النزول الذي أنزله الله سبحانه و تعالى و ليس كما نراه الان اول سورة الفاتحة و آخر سورة الناس

                          4- فنهونا عليهم السلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين

                          المصدر: منتدى سيوف علي

                          تعليق

                          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                          حفظ-تلقائي
                          x

                          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                          صورة التسجيل تحديث الصورة

                          اقرأ في منتديات يا حسين

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:07 AM
                          ردود 0
                          14 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة وهج الإيمان
                          بواسطة وهج الإيمان
                           
                          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:04 AM
                          ردود 0
                          6 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة وهج الإيمان
                          بواسطة وهج الإيمان
                           
                          يعمل...
                          X