ونعني بها الصحيفة التي كتبها 34 ملعوناً من الصحابة لنقض بيعة امير المؤمنين ونقل الخلافة لغيره في رواية حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه وأسماء موقعيها ممن عرفوا ب أصحاب الصحيفة الثانية
قال حذيفة «رضوان الله عليه»: اجتمع القوم جميعا وكتبوا صحيفةً بينهم على ذكر ما تعاهدوا عليه في هذا الأمر وكان أول ما في الصحيفة النكث لولاية علي بن أبي طالب «عليه السلام» وأن الأمر إلى أبي بكر وعمر وأبي عبيدة معهم ليس بخارجٍ منهم ، وشهد بذلك أربعة وثلاثون رجلاً ، هؤلاء أصحاب العقبة وعشرون رجلاً آخر واستودعوا الصحيفة أبا عبيدة بن الجرّاح وجعلوه أمينهم عليها ، فوجّه بها إلى مكة فلم تزل الصحيفة في الكعبة إلى أوان عمر فاستخرجها من موضعها ، ثم انصرفوا وصلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس صلاة الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت إلى أبي عبيدة بن الجراح فقال له: بخٍ بخٍ من مثلك وقد أصبحت أمين هذه الأمة؟ ثم تلى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} لقد أشبه هؤلاء رجالٌ في هذه الأمة {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}.
نعرّف أولاً «أصحاب العقبة» الأربعة عشر وهم الذين تآمروا على قتل رسول الله «صلى الله عليه وآله» في عقبة هرشى بأن ينفروا به ناقته وهم:
1- أبو بكر
2- عمر
3- عثمان
4- طلحة
5- عبد الرحمن بن عوف
6- سعد بن أبي وقاص
7- أبو عبيدة بن الجراح
8- معاوية بن أبي سفيان
9- عمرو بن العاص
10- أبو موسى الأشعري
11- المغيرة بن شعبة الثقفي
12- أوس بن الحدثان البصري
13- أبو هريرة
14- أبو طلحة الأنصاري.
وبعدما فشلت مؤامرة المذكورين الشيطانية اجتمعوا في المدينة المنورة واتفقوا مع عشرين آخرين على إقصاء أمير المؤمنين «عليه السلام» عن الخلافة بعد رحيل رسول الله «صلى الله عليه وآله» وكتبوا فيما بينهم صحيفة ووقّعوا عليها ، ومن كبار العشرين:
1- أبو سفيان
2- عكرمة بن أبي جهل
3- صفوان بن أمية بن خلف
4- سعيد بن العاص (كاتب الصحيفة)
5- خالد بن الوليد
6- عيّاش بن أبي ربيعة
7- بشير بن سعد
8- سهيل بن عمر
9- حكيم بن حزام
10- صهيب الرومي
نص الصحيفة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما اتفق عليه الملأ من أصحاب محمدٍ رسول الله [ص] من المهاجرين والأنصار الذين مدحهم الله تعالى في كتابه على لسان نبيه ، اتفقوا جميعا بعد أن أجهدوا في رأيهم وتشاوروا في أمرهم وكتبوا هذه الصحيفة نظرًا منهم إلى الإسلام وأهله على غابر الأيام وباقي الدهور ليقتدي بهم من يأتي من المسلمين من بعدهم، أمّا بعد فإن الله تعالى بمنهِ وكرمهِ بعث محمدًا [ص] رسولاً إلى الناس كافة بدينه الذي ارتضاه لعباده فأدى من ذلك وبلّغ ما أمره الله به اختار الله له ما عنده فقبضه إليه مكرّمًا محبورا من غير أن يستخلف أحدًا من بعده وجعلَ الاختيار إلى المسلمين يختارون لأنفسهم من وثقوا برأيهِ ونصحهِ لهم ، وأن للمسلمين في رسول الله أسوة حسنة ، قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} ، وأن رسول الله لم يستخلف أحدا لئلا يجري في أهل بيت واحد ، فيكون إرثا دون سائر المسلمين ، ولئلا يكون دولة بين الأغنياء منهم ، ولئلا يقول المستخلف إن هذا الأمر باق في عقبه من والد إلى ولد إلى يوم القيامة.
والذي يجب على المسلمين عند مضي خليفة من الخفاء أن يجتمع ذوو الرأي والصلاح فيتشاوروا في أمورهم ، فمن رأوه مستحقا لها ولّوه أمورهم ، وجعلوه القيّم عليهم ، فأنه لا يخفى على أهل كل زمان من يصلح منهم للخلافة.
فان إدعى مدع من الناس جميعا أن رسول الله [ص] استخلف رجلا بعينه نصبه للناس ونص عليه باسمه ونسبه ، فقد أبطل في قوله ، وأتى بخلاف ما يعرفه أصحاب رسول الله [ص] ، وخالف على جماعة المسلمين.
وإن ادعى مدع أن خلافة رسول الله [ص] إرث ، وأن رسول الله [ص] يورث ، فقد أحال في قوله ، لأن رسول الله قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة.
وإن إدعى مدع أن الخلافة لا تصلح إلا لرجل واحد من بين الناس وأنها مقصورة فيه ، ولا تنبغى لغيره ، لأنها تتلو النبوة ، فقد كذب لأن النبى [ص] قال : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " .
فمن آمن بكتاب الله وأقر بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله فقد استقام وأناب ، وأخذ بالصواب ، ومن كره ذلك من فعالهم فقد خالف الحق والكتاب ، وفارق جماعة المسلمين فاقتلوه ، فأن في قتله صلاحا للأمة ، وقد قال رسول الله [ص] " من جاء إلى أمتي وهم جميع ففرقهم فاقتلوه ، واقتلوا الفرد كائنا من كان من الناس ".
وكتب سعيد بن العاص باتفاق ممن أثبت اسمه وشهادته آخر هذه الصحيفة في المحرم سنة عشرة من الهجرة ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
(المصدر: بحار الأنوار/ج28)
قال حذيفة «رضوان الله عليه»: اجتمع القوم جميعا وكتبوا صحيفةً بينهم على ذكر ما تعاهدوا عليه في هذا الأمر وكان أول ما في الصحيفة النكث لولاية علي بن أبي طالب «عليه السلام» وأن الأمر إلى أبي بكر وعمر وأبي عبيدة معهم ليس بخارجٍ منهم ، وشهد بذلك أربعة وثلاثون رجلاً ، هؤلاء أصحاب العقبة وعشرون رجلاً آخر واستودعوا الصحيفة أبا عبيدة بن الجرّاح وجعلوه أمينهم عليها ، فوجّه بها إلى مكة فلم تزل الصحيفة في الكعبة إلى أوان عمر فاستخرجها من موضعها ، ثم انصرفوا وصلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس صلاة الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت إلى أبي عبيدة بن الجراح فقال له: بخٍ بخٍ من مثلك وقد أصبحت أمين هذه الأمة؟ ثم تلى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} لقد أشبه هؤلاء رجالٌ في هذه الأمة {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}.
نعرّف أولاً «أصحاب العقبة» الأربعة عشر وهم الذين تآمروا على قتل رسول الله «صلى الله عليه وآله» في عقبة هرشى بأن ينفروا به ناقته وهم:
1- أبو بكر
2- عمر
3- عثمان
4- طلحة
5- عبد الرحمن بن عوف
6- سعد بن أبي وقاص
7- أبو عبيدة بن الجراح
8- معاوية بن أبي سفيان
9- عمرو بن العاص
10- أبو موسى الأشعري
11- المغيرة بن شعبة الثقفي
12- أوس بن الحدثان البصري
13- أبو هريرة
14- أبو طلحة الأنصاري.
وبعدما فشلت مؤامرة المذكورين الشيطانية اجتمعوا في المدينة المنورة واتفقوا مع عشرين آخرين على إقصاء أمير المؤمنين «عليه السلام» عن الخلافة بعد رحيل رسول الله «صلى الله عليه وآله» وكتبوا فيما بينهم صحيفة ووقّعوا عليها ، ومن كبار العشرين:
1- أبو سفيان
2- عكرمة بن أبي جهل
3- صفوان بن أمية بن خلف
4- سعيد بن العاص (كاتب الصحيفة)
5- خالد بن الوليد
6- عيّاش بن أبي ربيعة
7- بشير بن سعد
8- سهيل بن عمر
9- حكيم بن حزام
10- صهيب الرومي
نص الصحيفة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما اتفق عليه الملأ من أصحاب محمدٍ رسول الله [ص] من المهاجرين والأنصار الذين مدحهم الله تعالى في كتابه على لسان نبيه ، اتفقوا جميعا بعد أن أجهدوا في رأيهم وتشاوروا في أمرهم وكتبوا هذه الصحيفة نظرًا منهم إلى الإسلام وأهله على غابر الأيام وباقي الدهور ليقتدي بهم من يأتي من المسلمين من بعدهم، أمّا بعد فإن الله تعالى بمنهِ وكرمهِ بعث محمدًا [ص] رسولاً إلى الناس كافة بدينه الذي ارتضاه لعباده فأدى من ذلك وبلّغ ما أمره الله به اختار الله له ما عنده فقبضه إليه مكرّمًا محبورا من غير أن يستخلف أحدًا من بعده وجعلَ الاختيار إلى المسلمين يختارون لأنفسهم من وثقوا برأيهِ ونصحهِ لهم ، وأن للمسلمين في رسول الله أسوة حسنة ، قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} ، وأن رسول الله لم يستخلف أحدا لئلا يجري في أهل بيت واحد ، فيكون إرثا دون سائر المسلمين ، ولئلا يكون دولة بين الأغنياء منهم ، ولئلا يقول المستخلف إن هذا الأمر باق في عقبه من والد إلى ولد إلى يوم القيامة.
والذي يجب على المسلمين عند مضي خليفة من الخفاء أن يجتمع ذوو الرأي والصلاح فيتشاوروا في أمورهم ، فمن رأوه مستحقا لها ولّوه أمورهم ، وجعلوه القيّم عليهم ، فأنه لا يخفى على أهل كل زمان من يصلح منهم للخلافة.
فان إدعى مدع من الناس جميعا أن رسول الله [ص] استخلف رجلا بعينه نصبه للناس ونص عليه باسمه ونسبه ، فقد أبطل في قوله ، وأتى بخلاف ما يعرفه أصحاب رسول الله [ص] ، وخالف على جماعة المسلمين.
وإن ادعى مدع أن خلافة رسول الله [ص] إرث ، وأن رسول الله [ص] يورث ، فقد أحال في قوله ، لأن رسول الله قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة.
وإن إدعى مدع أن الخلافة لا تصلح إلا لرجل واحد من بين الناس وأنها مقصورة فيه ، ولا تنبغى لغيره ، لأنها تتلو النبوة ، فقد كذب لأن النبى [ص] قال : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " .
فمن آمن بكتاب الله وأقر بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله فقد استقام وأناب ، وأخذ بالصواب ، ومن كره ذلك من فعالهم فقد خالف الحق والكتاب ، وفارق جماعة المسلمين فاقتلوه ، فأن في قتله صلاحا للأمة ، وقد قال رسول الله [ص] " من جاء إلى أمتي وهم جميع ففرقهم فاقتلوه ، واقتلوا الفرد كائنا من كان من الناس ".
وكتب سعيد بن العاص باتفاق ممن أثبت اسمه وشهادته آخر هذه الصحيفة في المحرم سنة عشرة من الهجرة ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
(المصدر: بحار الأنوار/ج28)
تعليق