اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
اللهم صل على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
أُستـُدعي الإمام علي الهادي (عليه السلام) إلى بلاط المتوكل الذي كان ثملاً على مائدة شرابه، حتى أنّ المتوكل الثمل بعد أن أعظم الإمام وأجلسه إلى جانبه ناوله الكأس.
فقال له الإمام (عليه السلام): يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط فأعفني فأعفاه.
ثم قال له المتوكل: أنشدني شعراً.
فأجابه الإمام (عليه السلام): اني لقليل الرواية للشعر.
فقال له المتوكل: لا بد من ذلك.
فانشده الإمام(عليه السلام) الأبيات التالية:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ........ لب الرجال فما أغنتهم القُلَلُ
واستنزلوا بعد عِزٍّ عن معاقلهم ........ فأودعوا حُفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا ........ أين الأسرّة والتيجان والحللُ
أين الوجوه التي كانت منعّمةٌ ........ من دونها تضرب الأستار والكللُ
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ........ تلك الوجوه عليها الدود ينتقلُ
قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا ........ فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكِلوا
وطالما عمّروا دوراً لتحصنهم ........ ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا
وطالما كنزوا الأموال وادّخروا ........ فخلفوها على الأعداء وارتحلوا
أضحت منازلهم قفراً معطلة ........ وساكنوها إلى الأحداث قد رحلوا
فبكى المتوكل، ثم أمر برفع الشراب وقال: يا ابا الحسن أعليك دين ؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فدفعها إليه ورده إلى منزله مكرّماً.

تعليق