بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى.
مصادر كتب الفرق والتاريخ
(نقلاً من كتاب: الإباضية ومنهجية البحث عند المؤرخين وأصحاب المقالات لـ علي الحجري)
وبما أننا نتحدث - بشيء من الاختصار - عن أسس البحث العلمي في مجال التاريخ فإني أود أن أذكر المصادر التي استقى منها العلماء الذين تحاملوا على أهل النهروان حتى نكون على بينة من شأن هذه الكتب التي كثيراً ما يتخذها الكتاب حجة على الإباضية.
فكتب المقالات والفرق التي بين أيدينا اليوم عرضت أقوالها عن أهل النهروان، المحكمة الأولى، بأساليب حاربها الإسلام. وجاءت بطرق مصادمة لطرق التلقي التي حث عليها ديننا المنقذ من وهاد التخريص ومتاهات الظنون.
- عند ابن حزم
وابن حزم الظاهري اعتمد على كتب المقالات في تأليفه لكتابه " الفِصَل في الملل والأهواء والنحل " من دون تحقيق ولا محاولة للرجوع إلى علماء الإباضية الذين عايشهم في الأندلس (1) . فقد قال في مطلع حديثه عن الإباضية :
" ذكر بعض من جمع مقالات المنتمين إلى الإسلام أن فرقة من الإباضية.. " (2) ، وبعد ذلك أخذ بتكرار ما قاله كتاب المقالات الذين سبقوه من دون تتبع للمصادر الأولى التي جاءت بتلك الأخبار.
4- عند الشهرستاني
والشهرستاني صاحب كتاب "الملل والنحل" لم يسند الأخبار التي ذكرها إلى مصدر قوي متصل، بل جاءت أقواله نقلاً عن كتاب "مقالات الإسلاميين " للأشعري (3) . وكذلك من مصادر لا يعرف أصحابها حيث قال :
".. ويقال إن أول سيف سل من الخوارج.." (4)
".. وقيل كان نجدة بن عامر ونافع بن الأزرق.." (5)
".. ويحكى عنهم.." (6)
".. ويحكى عن جماعة منهم أنهم قالوا.." (7)
تلكم هي مصادر كُتّاب المقالات التي بنوا عليها كتاباتهم، وهي كما لا يخفى على من شم رائحة العلم - ولو لحظة - أنها مصادر مريضة سقيمة؛ تمرض واردها، ولا تنقذ مقتنيها من أصفاد الجهل.
لعلماء الإباضية جولات مشرفة في دحض ما قيل عن الإباضية في كتب المقالات، فقد قام الأستاذ الشيخ علي يحيى معمر -رحمه الله- بمناقشة أقوال أبي الحسن الأشعري وغيره في كتابه القيم " الإباضية بين الفرق الإسلامية " فلم يترك قولاً إلا ورد عليه بالدليل القاطع البين.
__________
(1) قال ابن حزم " وشاهدنا الإباضية عندنا بالأندلس.. " ( الفِصَل.. ج4/ص144 ) ثم ذكر أقوالاً باطلة مكذوبة على الإباضية قام الأستاذ الشيخ علي يحيى معمر - رحمه الله - بدحضها والرد عليها. انظر "الإباضية بين الفرق الإسلامية " ج1/ ص52-60 وكذلك ج2/ص97-107
(2) الفِصَل في الملل والأهواء والنحل، ج4/ص144
(3) الملل والنحل، المطبوع في هامش الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم، ج1 /ص137-138
(4) المرجع السابق، ج1 /ص126
(5) المرجع السابق، ج1 /ص132
(6) المرجع السابق، ج1 /ص136
(7) المرجع السابق، ج1 /ص136
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى.
مصادر كتب الفرق والتاريخ
(نقلاً من كتاب: الإباضية ومنهجية البحث عند المؤرخين وأصحاب المقالات لـ علي الحجري)
وبما أننا نتحدث - بشيء من الاختصار - عن أسس البحث العلمي في مجال التاريخ فإني أود أن أذكر المصادر التي استقى منها العلماء الذين تحاملوا على أهل النهروان حتى نكون على بينة من شأن هذه الكتب التي كثيراً ما يتخذها الكتاب حجة على الإباضية.
فكتب المقالات والفرق التي بين أيدينا اليوم عرضت أقوالها عن أهل النهروان، المحكمة الأولى، بأساليب حاربها الإسلام. وجاءت بطرق مصادمة لطرق التلقي التي حث عليها ديننا المنقذ من وهاد التخريص ومتاهات الظنون.
1- عند أبي الحسن الأشعري
فأبو الحسن الأشعري في كتابه " مقالات الإسلاميين " بين مصادر معلوماته عن أهل النهروان وعن الذين سموا خوارج. فقد قال :
".. ويقال إن أول..
.. ويقال إن المبتدع..
.. قالوا وقد كان نافع.. " (1)
.. وقال بعض الناس..
.. وقال قوم إن.. " (2)
" وحُكي لنا عنهم ما لم نتحققه.." (3)
" وحُكي عنهم أنهم.." (4)
" وحكى حاكٍ.. " (5)
" وحكى حاكٍ عن الخوارج.." (6)
2- عند عبد القاهر البغدادي
وأما عبد القاهر البغدادي صاحب كتاب " الفَرق بين الفِرق " فقد قام بتلخيص ما تناقلته كتب المقالات وكتب التاريخ من أحداث من دون الإشارة إلى المصادر الأولى التي جاءت بتلك الأخبار. فهو عندما تكلم عن المحكمة الأولى، أهل النهروان، ذكر ما نسب إليهم من أفعال وأقوال من دون تحقيق ولا بيان لصحتها أو فسادها (7) . وذكر أنه أخذ بعض معلوماته عن شيخه أبي الحسن الأشعري حيث قال:
" وقال شيخنا أبو الحسن.. " (8)
" ما حكاه شيخنا أبو الحسن.." (9)
ولقد علمتَ أن أقوال أبي الحسن مبنية على مصادر ضعيفة لا تقوم بها حجة.
وقال عبد القاهر أيضاً: ".. فمنهم من زعم أن أول من أحدث ذلك منهم عبد ربه الكبير ومنهم من قال : عبد ربه الصغير.." (10)
وقال : ".. وذكر أصحاب التواريخ.. " (11)
__________
(1) مقالات الإسلاميين، ص86
(2) المرجع السابق، ص95
(3) المرجع السابق، ص96
(4) المرجع السابق، ص105
(5) المرجع السابق، ص 126
(6) المرجع السابق، ص127
(7) سوف نبين ضعف الروايات التي نسبت إلى أهل النهروان أقوالاً وأفعالاً هم بريئون منها في الفصلين الخامس والسادس إن شاء الله تعالى.
(8) الفرق بين الفرق، ص73
(9) المرجع السابق، ص 74
(10) المرجع السابق، ص 84
(11) المرجع السابق، ص111
فأبو الحسن الأشعري في كتابه " مقالات الإسلاميين " بين مصادر معلوماته عن أهل النهروان وعن الذين سموا خوارج. فقد قال :
".. ويقال إن أول..
.. ويقال إن المبتدع..
.. قالوا وقد كان نافع.. " (1)
.. وقال بعض الناس..
.. وقال قوم إن.. " (2)
" وحُكي لنا عنهم ما لم نتحققه.." (3)
" وحُكي عنهم أنهم.." (4)
" وحكى حاكٍ.. " (5)
" وحكى حاكٍ عن الخوارج.." (6)
2- عند عبد القاهر البغدادي
وأما عبد القاهر البغدادي صاحب كتاب " الفَرق بين الفِرق " فقد قام بتلخيص ما تناقلته كتب المقالات وكتب التاريخ من أحداث من دون الإشارة إلى المصادر الأولى التي جاءت بتلك الأخبار. فهو عندما تكلم عن المحكمة الأولى، أهل النهروان، ذكر ما نسب إليهم من أفعال وأقوال من دون تحقيق ولا بيان لصحتها أو فسادها (7) . وذكر أنه أخذ بعض معلوماته عن شيخه أبي الحسن الأشعري حيث قال:
" وقال شيخنا أبو الحسن.. " (8)
" ما حكاه شيخنا أبو الحسن.." (9)
ولقد علمتَ أن أقوال أبي الحسن مبنية على مصادر ضعيفة لا تقوم بها حجة.
وقال عبد القاهر أيضاً: ".. فمنهم من زعم أن أول من أحدث ذلك منهم عبد ربه الكبير ومنهم من قال : عبد ربه الصغير.." (10)
وقال : ".. وذكر أصحاب التواريخ.. " (11)
__________
(1) مقالات الإسلاميين، ص86
(2) المرجع السابق، ص95
(3) المرجع السابق، ص96
(4) المرجع السابق، ص105
(5) المرجع السابق، ص 126
(6) المرجع السابق، ص127
(7) سوف نبين ضعف الروايات التي نسبت إلى أهل النهروان أقوالاً وأفعالاً هم بريئون منها في الفصلين الخامس والسادس إن شاء الله تعالى.
(8) الفرق بين الفرق، ص73
(9) المرجع السابق، ص 74
(10) المرجع السابق، ص 84
(11) المرجع السابق، ص111
- عند ابن حزم
وابن حزم الظاهري اعتمد على كتب المقالات في تأليفه لكتابه " الفِصَل في الملل والأهواء والنحل " من دون تحقيق ولا محاولة للرجوع إلى علماء الإباضية الذين عايشهم في الأندلس (1) . فقد قال في مطلع حديثه عن الإباضية :
" ذكر بعض من جمع مقالات المنتمين إلى الإسلام أن فرقة من الإباضية.. " (2) ، وبعد ذلك أخذ بتكرار ما قاله كتاب المقالات الذين سبقوه من دون تتبع للمصادر الأولى التي جاءت بتلك الأخبار.
4- عند الشهرستاني
والشهرستاني صاحب كتاب "الملل والنحل" لم يسند الأخبار التي ذكرها إلى مصدر قوي متصل، بل جاءت أقواله نقلاً عن كتاب "مقالات الإسلاميين " للأشعري (3) . وكذلك من مصادر لا يعرف أصحابها حيث قال :
".. ويقال إن أول سيف سل من الخوارج.." (4)
".. وقيل كان نجدة بن عامر ونافع بن الأزرق.." (5)
".. ويحكى عنهم.." (6)
".. ويحكى عن جماعة منهم أنهم قالوا.." (7)
تلكم هي مصادر كُتّاب المقالات التي بنوا عليها كتاباتهم، وهي كما لا يخفى على من شم رائحة العلم - ولو لحظة - أنها مصادر مريضة سقيمة؛ تمرض واردها، ولا تنقذ مقتنيها من أصفاد الجهل.
لعلماء الإباضية جولات مشرفة في دحض ما قيل عن الإباضية في كتب المقالات، فقد قام الأستاذ الشيخ علي يحيى معمر -رحمه الله- بمناقشة أقوال أبي الحسن الأشعري وغيره في كتابه القيم " الإباضية بين الفرق الإسلامية " فلم يترك قولاً إلا ورد عليه بالدليل القاطع البين.
__________
(1) قال ابن حزم " وشاهدنا الإباضية عندنا بالأندلس.. " ( الفِصَل.. ج4/ص144 ) ثم ذكر أقوالاً باطلة مكذوبة على الإباضية قام الأستاذ الشيخ علي يحيى معمر - رحمه الله - بدحضها والرد عليها. انظر "الإباضية بين الفرق الإسلامية " ج1/ ص52-60 وكذلك ج2/ص97-107
(2) الفِصَل في الملل والأهواء والنحل، ج4/ص144
(3) الملل والنحل، المطبوع في هامش الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم، ج1 /ص137-138
(4) المرجع السابق، ج1 /ص126
(5) المرجع السابق، ج1 /ص132
(6) المرجع السابق، ج1 /ص136
(7) المرجع السابق، ج1 /ص136
تعليق