20/5/2013
منظومة «أس 300» تدخل المعادلة السورية
عمر الصلح - صحيفة "الجمهورية"
«أربع بطاريات وقواذفها من طراز «أس 300» باتت في الأراضي السوريّة وتحت سيطرة الجيش النظامي السوري»، هذا ما كشفه مصدر عسكري روسي رفيع المستوى لصحيفة «نيزافسيسيمايا غازيتا» الروسية، وذلك بعد أن ألمح منذ أيّام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى أنّ روسيا ماضية بتسليم سوريا صفقات الأسلحة التي تندرج ضمن عقود موقّعة بين البلدين.
سوريا حظيت باهتمام لافت خلال الحقبة السوفيتية على كافة المستويات، ومن قِبل كلّ الزعماء الذين تربّعوا على عرش الكرملين، لكن مع وصول ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم سوفيتيي الى السلطة، تراجع الاهتمام السوفييتي إلى أن انقطع مع وصول بوريس يلتسين الى سدّة الرئاسة في تسعينيات القرن الماضي، ولكن مع وصول فلاديمير بوتين الى السلطة عام 2000 عاد الاهتمام الروسي بسوريا إلى اولويات الكرملين، وذلك بشطب قرابة 10 مليارات دولار من الديون السورية، وبتوسيع القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس، حتى باتت قادرة على استقبال مختلف أنواع سفن الاساطيل الروسية بما فيها السفن النووية.
منذ ذلك الحين وقّعت روسيا مع سوريا مجموعة عقود بيع أسلحة متطوّرة كصفقة الصواريخ المضادّة للمدرّعات التي جرت عام 2007 وصفقات أخرى تضمّنت مقاتلات ومروحيّات حديثة، الأمر الذي أثار قلق الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وأدّى إلى برودة في العلاقات بين البلدين، لكنّ الاعتراض الاسرائيلي على تلك الصفقات لم يتجاوز عتبة التصريحات الإعلامية، أمّا اليوم، ونظراً لما تشهده سوريا من أحداث، فإنّ القلق الإسرائيلي تحوّل الى خوف فعليّ من ان تصل تلك الاسلحة الى «حزب الله» في لبنان، فإسرائيل تلقّت درساً من حرب 2006 مفادُه أنّ التوازن العسكري في المنطقة ليس مستحيلاً بعد أن أدركت دبّابات «الميركافا» الإسرائيلية بجيليها الثالث والرابع، فعالية صواريخ «كورنيت» الروسية المضادّة للمدرّعات التي استُخدمت في تلك الحرب، والتي يُعتقد أنّ «حزب الله» حصل عليها من سوريا ولم تخضع لعمليات تطوير في إيران.
واليوم مع دخول صواريخ «أس 300» على المعادلة العسكرية في المنطقة فإنّ اسرائيل باتت على يقين أنّ الحرب القادمة ستكون أكبر كلفة وصعوبة، لا سيّما أنّ هذه المنظومة الصاروخية تُعتبر الأكثر تطوّراً في العالم في مجال الدفاع الجوّي، وتتميّز بقدرتها على مواجهة كافة أنواع الصواريخ البالستية، واعتراض كلّ انواع الطائرات الحربية بما فيها «طائرة الشبح»، ممّا يعني أنّ سيناريو مناطق الحظر الجوّي بات خارج التداول.
إذاً، أنجزت روسيا صفقة صواريخ «أس 300» الموقّعة في عام 2010 مع سوريا بحسب المصادر العسكرية الروسية، علماً أنّها لم تنجز منذ عام 2007 صفقة مشابهة مع إيران، واللافت هو أنّ الإعلان عن إتمام الصفقة جاء عقب زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى روسيا، ممّا يعني أنّ الغارة الاسرائيلية الأخيرة على سوريا قد أثارت حفيظة روسيا بعد أن تمكّنت من ضبط إيقاع التدخّل الخارجي على المستوى الدولي بالرغم من الاحداث الدموية المستمرّة منذ أكثر من سنتين، كما أنّها تمكّنت من لجم التصعيد التركي على المستوى الاقليمي، وتمكّنت أيضاً من كسر حلقة الإجماع العربي حول سوريا باتصالاتها ونفوذها في اكثر من مكان.
ولكنّ الغارات الاسرائيلية الاخيرة على سوريا أشعرت الرئيس بوتين باهتزاز قدمه التي يحاول تثبيتها منذ عام 2000 في الشرق الأوسط، الأمر الذي دفع بالقيادة العسكرية الروسية الى تسريع عملية تسليم منظومة «أس 300» إلى سوريا، لتوجيه رسالة مفادُها «أنا هنا»، لا سيّما وأنّ الأوساط العسكرية الروسية لم ولا تنكر وجود خبراء عسكريّين روس في سوريا، ما يعني أنّ تلك المنظومة المذكورة جاهزة لتنفيذ أيّ مهمّة طارئة، برغم أنّ الاحداث لم تسمح لسوريا بتهيئة اختصاصيّين عسكريين سوريّين في هذا المجال خلال السنتين الماضيتين.
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=76255&cid=55
********
للاستفادة اليكم بعض الصور والفيديو
فيديو
http://www.youtube.com/watch?v=gBcIm2b5X88
فيديو اخر:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=4YGaq8QW0x4#!
صور:


منظومة «أس 300» تدخل المعادلة السورية
عمر الصلح - صحيفة "الجمهورية"
«أربع بطاريات وقواذفها من طراز «أس 300» باتت في الأراضي السوريّة وتحت سيطرة الجيش النظامي السوري»، هذا ما كشفه مصدر عسكري روسي رفيع المستوى لصحيفة «نيزافسيسيمايا غازيتا» الروسية، وذلك بعد أن ألمح منذ أيّام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى أنّ روسيا ماضية بتسليم سوريا صفقات الأسلحة التي تندرج ضمن عقود موقّعة بين البلدين.
سوريا حظيت باهتمام لافت خلال الحقبة السوفيتية على كافة المستويات، ومن قِبل كلّ الزعماء الذين تربّعوا على عرش الكرملين، لكن مع وصول ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم سوفيتيي الى السلطة، تراجع الاهتمام السوفييتي إلى أن انقطع مع وصول بوريس يلتسين الى سدّة الرئاسة في تسعينيات القرن الماضي، ولكن مع وصول فلاديمير بوتين الى السلطة عام 2000 عاد الاهتمام الروسي بسوريا إلى اولويات الكرملين، وذلك بشطب قرابة 10 مليارات دولار من الديون السورية، وبتوسيع القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس، حتى باتت قادرة على استقبال مختلف أنواع سفن الاساطيل الروسية بما فيها السفن النووية.
منذ ذلك الحين وقّعت روسيا مع سوريا مجموعة عقود بيع أسلحة متطوّرة كصفقة الصواريخ المضادّة للمدرّعات التي جرت عام 2007 وصفقات أخرى تضمّنت مقاتلات ومروحيّات حديثة، الأمر الذي أثار قلق الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وأدّى إلى برودة في العلاقات بين البلدين، لكنّ الاعتراض الاسرائيلي على تلك الصفقات لم يتجاوز عتبة التصريحات الإعلامية، أمّا اليوم، ونظراً لما تشهده سوريا من أحداث، فإنّ القلق الإسرائيلي تحوّل الى خوف فعليّ من ان تصل تلك الاسلحة الى «حزب الله» في لبنان، فإسرائيل تلقّت درساً من حرب 2006 مفادُه أنّ التوازن العسكري في المنطقة ليس مستحيلاً بعد أن أدركت دبّابات «الميركافا» الإسرائيلية بجيليها الثالث والرابع، فعالية صواريخ «كورنيت» الروسية المضادّة للمدرّعات التي استُخدمت في تلك الحرب، والتي يُعتقد أنّ «حزب الله» حصل عليها من سوريا ولم تخضع لعمليات تطوير في إيران.
واليوم مع دخول صواريخ «أس 300» على المعادلة العسكرية في المنطقة فإنّ اسرائيل باتت على يقين أنّ الحرب القادمة ستكون أكبر كلفة وصعوبة، لا سيّما أنّ هذه المنظومة الصاروخية تُعتبر الأكثر تطوّراً في العالم في مجال الدفاع الجوّي، وتتميّز بقدرتها على مواجهة كافة أنواع الصواريخ البالستية، واعتراض كلّ انواع الطائرات الحربية بما فيها «طائرة الشبح»، ممّا يعني أنّ سيناريو مناطق الحظر الجوّي بات خارج التداول.
إذاً، أنجزت روسيا صفقة صواريخ «أس 300» الموقّعة في عام 2010 مع سوريا بحسب المصادر العسكرية الروسية، علماً أنّها لم تنجز منذ عام 2007 صفقة مشابهة مع إيران، واللافت هو أنّ الإعلان عن إتمام الصفقة جاء عقب زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى روسيا، ممّا يعني أنّ الغارة الاسرائيلية الأخيرة على سوريا قد أثارت حفيظة روسيا بعد أن تمكّنت من ضبط إيقاع التدخّل الخارجي على المستوى الدولي بالرغم من الاحداث الدموية المستمرّة منذ أكثر من سنتين، كما أنّها تمكّنت من لجم التصعيد التركي على المستوى الاقليمي، وتمكّنت أيضاً من كسر حلقة الإجماع العربي حول سوريا باتصالاتها ونفوذها في اكثر من مكان.
ولكنّ الغارات الاسرائيلية الاخيرة على سوريا أشعرت الرئيس بوتين باهتزاز قدمه التي يحاول تثبيتها منذ عام 2000 في الشرق الأوسط، الأمر الذي دفع بالقيادة العسكرية الروسية الى تسريع عملية تسليم منظومة «أس 300» إلى سوريا، لتوجيه رسالة مفادُها «أنا هنا»، لا سيّما وأنّ الأوساط العسكرية الروسية لم ولا تنكر وجود خبراء عسكريّين روس في سوريا، ما يعني أنّ تلك المنظومة المذكورة جاهزة لتنفيذ أيّ مهمّة طارئة، برغم أنّ الاحداث لم تسمح لسوريا بتهيئة اختصاصيّين عسكريين سوريّين في هذا المجال خلال السنتين الماضيتين.
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=76255&cid=55
********
للاستفادة اليكم بعض الصور والفيديو
فيديو
http://www.youtube.com/watch?v=gBcIm2b5X88
فيديو اخر:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=4YGaq8QW0x4#!
صور:


