30/5/2013
S300 في سوريا وصفارات الإنذار في ’اسرائيل’
لطيفة الحسيني
جنح الدعم الروسي للجيش السوري الى غير ما تشتهي "اسرائيل".. تحقّق ما كانت تخشاه وأعلن الرئيس بشار الأسد حصول بلاده على أولى شحنات صواريخ S300 المضادة للطائرات. تمنيات الاسرائيليين بعدم السماع بهذا الخبر سقطت، لتبدأ مرحلة الحديث عن توقيت استخدام القوات السورية لتلك الصواريخ.
منذ أن زار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو موسكو منتصف أيار/مايو، لم يهدأ الحراك الاسرائيلي - الامريكي لمنع وصول أية دفعة لـS300 الى النظام السوري.. يوميات الصحف العبرية طيلة هذه الفترة تشهد على ذلك. فهي تشكّل تهديداً لسلاح الجوّ قبل أي شيء آخر، لا بل إن مدى الصواريخ الطويل الذي يتجاوز الـ200 كلم يرعب قيادة الأركان في "تل أبيب"، ومجرّد التفكير أنها قد تصل الى إيران وحزب الله يمكن أن يدفع بـ"اسرائيل" الى إطلاق صفارات الإنذار داخل الكيان ومستعمراته ومفاصله الرئيسية إيذاناً ببدء المعركة التي لطالما أرعبت الصهاينة رغم كلّ المناورات الاستعراضية والاستباقية التي يجريها الآلاف من جنودها وضباّطها.
صفقة صوايخ S300 التي انشغل بها العالم مؤخراً، تفوّقت على صفقة صواريخ الـ"ياخونت" التي زوّدت بها روسيا سابقاً حليفتها سوريا.. حينها اشتهرت هذه الصواريخ بتميّزها على صعيد امتلاكها منظومة إطباق مضاعفة ورادارات ونظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية، ما يعني وجود خطر مباشر على النشاطات البحرية الإسرائيلية ليس فقط مقابل سواحل سوريا ولبنان، إنما أيضاً مقابل سواحل حيفا وعكا، بحسب التقديرات الصهيونية. أما اليوم فالحديث مختلف تماماً، الميدان السوري يحوي ما هو أخطر، سلاح كاسر للتوازن، يستطيع فعلاً أن "يطيّر" النوم من القادة العسكريين الاسرائيليين، بعد أن يستكمل الجيش السوري تقدّمه على الارض في القصير والغوطة وريف دمشق وباقي المناطق الحسّاسّة.

S300 في سوريا وصفارات الإنذار في "اسرائيل"
لكن السؤال اليوم ما هي أهمية هذه الصواريخ بالتحديد ولماذا كلّ هذا الانهماك والارتباك الاسرائيلي بها؟
"لحصول سوريا على صواريخ S300 أهمية كبرى، إنها أسلحة استراتيجية غير عادية أو تكتيكية، فهي لديها القدرة على ملاحقة الطائرات المعادية على مسافة تصل الى 300 كلم حتى عندما تخرج الطائرات من الاجواء السورية، في حال حصل ذلك، يستطيع أن يطالها صاروخ S300"، هكذا يشرح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والابحاث العميد الركن الدكتور هشام جابر دلالات تزويد روسيا بهذه الدفعة من الاسلحة، يضيف أنه "حتى لو اتّجهت الطائرات نحو البحر أو دول الجوار أو تركيا، صاروخ S300 يتمكّن من الوصول إليها مباشرة وبشكل دقيق، فهو من نوع "توبيدي" أي يقود نفسه، يصيب الهدف بدرجة مرتفعة جداً، الى حدّ استهداف الطائرات المركونة في مطار "بن غوريون".
يجزم جابر بأن "موسكو لم تنفكّ على تزويد الجيش السوري بالعتاد العسكري والذخيرة وقطع البدل من خلال البحر فضلاً عن التدريبات التي تجريها للجنود والضباط السوريين"، يشير الى أن "هذه الشحنة التي أعلن عنها اليوم الرئيس الاسد كان قد تمّ الاتفاق عليها قبل فترة وجيزة لذلك اندفع المسؤولون الاسرائيليون على أعلى مستوياتهم للضغط باتجاه منع وصولها الى النظام السوري".
برأي جابر، "تزويد سوريا بهذا النوع من الأسلحة الرادعة، أعطاها زخما مضاعفاً من الدفاع الجوي على صعيد صدّ أي عدوان خارجي تتعرّض له، واستعداد وقدرة الجيش السوري على إطلاق تلك الصواريخ في أية لحظة، يؤكد حساسية الموقف الاسرائيلي اليوم". يلفت هنا الى أن "خبراء الجيش في الدفاع الجوّي مدرّبون على المنظومة الروسية الحديثة، فدمشق لديها 60 ألف جندي في الدفاع الجوي و700 صاروخ من عائلة سام المضادّ للطائرات تكتيكياً".
أمام هذه المعطيات الجديدة التي حاز عليها النظام السوري، هل بإمكان الطرف المُقابل أن يوجّه ضربة موجعة للجيش بعد حصوله على الـS300؟ سريعاً يجيب جابر "حتماً لا"، يستدرك "إلّا في حالة واحدة، اذا قرّرت الجهة المعادية شنّ غارات على قواعد الصواريخ قبل إطلاقها بشكل مفاجئ". احتمال يستبعده رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والابحاث لما يحمل من خطورة قد تقلب "الطاولة" على رأس المنفّذ.
"هي المرة الاولى التي يحصل فيها الجيش السوري على منظومة صواريخ من نوع S300، غير أن دفاعه الجويّ أثبت منذ اندلاع الازمة في البلاد تفوّقه العسكري وتطوّره بشهادة سوزان رايس المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، وحتى الآن هذا السلاح لم يستهلك ما يعني جهوزية غير عادية للنظام لصدّ أي عدوان خارجي"، خلاصة يصل إليها جابر في قراءته العسكرية لوصول الشحنة الروسية الجديدة الى الدفاع الجويّ السوري.
اذاً، لغة الميدان في سوريا تؤكد تسطير الجيش لملاحم استراتيجية ولاسيّما مع اقتراب نهاية معركة القصير، فيما تتحضّر دمشق لاحتضان إنجازات جديدة كاسرة للتوازن في مواجهة أي عدوان جويّ عليها.
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essayde...d=76974&cid=76
S300 في سوريا وصفارات الإنذار في ’اسرائيل’
لطيفة الحسيني
جنح الدعم الروسي للجيش السوري الى غير ما تشتهي "اسرائيل".. تحقّق ما كانت تخشاه وأعلن الرئيس بشار الأسد حصول بلاده على أولى شحنات صواريخ S300 المضادة للطائرات. تمنيات الاسرائيليين بعدم السماع بهذا الخبر سقطت، لتبدأ مرحلة الحديث عن توقيت استخدام القوات السورية لتلك الصواريخ.
منذ أن زار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو موسكو منتصف أيار/مايو، لم يهدأ الحراك الاسرائيلي - الامريكي لمنع وصول أية دفعة لـS300 الى النظام السوري.. يوميات الصحف العبرية طيلة هذه الفترة تشهد على ذلك. فهي تشكّل تهديداً لسلاح الجوّ قبل أي شيء آخر، لا بل إن مدى الصواريخ الطويل الذي يتجاوز الـ200 كلم يرعب قيادة الأركان في "تل أبيب"، ومجرّد التفكير أنها قد تصل الى إيران وحزب الله يمكن أن يدفع بـ"اسرائيل" الى إطلاق صفارات الإنذار داخل الكيان ومستعمراته ومفاصله الرئيسية إيذاناً ببدء المعركة التي لطالما أرعبت الصهاينة رغم كلّ المناورات الاستعراضية والاستباقية التي يجريها الآلاف من جنودها وضباّطها.
صفقة صوايخ S300 التي انشغل بها العالم مؤخراً، تفوّقت على صفقة صواريخ الـ"ياخونت" التي زوّدت بها روسيا سابقاً حليفتها سوريا.. حينها اشتهرت هذه الصواريخ بتميّزها على صعيد امتلاكها منظومة إطباق مضاعفة ورادارات ونظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية، ما يعني وجود خطر مباشر على النشاطات البحرية الإسرائيلية ليس فقط مقابل سواحل سوريا ولبنان، إنما أيضاً مقابل سواحل حيفا وعكا، بحسب التقديرات الصهيونية. أما اليوم فالحديث مختلف تماماً، الميدان السوري يحوي ما هو أخطر، سلاح كاسر للتوازن، يستطيع فعلاً أن "يطيّر" النوم من القادة العسكريين الاسرائيليين، بعد أن يستكمل الجيش السوري تقدّمه على الارض في القصير والغوطة وريف دمشق وباقي المناطق الحسّاسّة.

S300 في سوريا وصفارات الإنذار في "اسرائيل"
لكن السؤال اليوم ما هي أهمية هذه الصواريخ بالتحديد ولماذا كلّ هذا الانهماك والارتباك الاسرائيلي بها؟
"لحصول سوريا على صواريخ S300 أهمية كبرى، إنها أسلحة استراتيجية غير عادية أو تكتيكية، فهي لديها القدرة على ملاحقة الطائرات المعادية على مسافة تصل الى 300 كلم حتى عندما تخرج الطائرات من الاجواء السورية، في حال حصل ذلك، يستطيع أن يطالها صاروخ S300"، هكذا يشرح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والابحاث العميد الركن الدكتور هشام جابر دلالات تزويد روسيا بهذه الدفعة من الاسلحة، يضيف أنه "حتى لو اتّجهت الطائرات نحو البحر أو دول الجوار أو تركيا، صاروخ S300 يتمكّن من الوصول إليها مباشرة وبشكل دقيق، فهو من نوع "توبيدي" أي يقود نفسه، يصيب الهدف بدرجة مرتفعة جداً، الى حدّ استهداف الطائرات المركونة في مطار "بن غوريون".
يجزم جابر بأن "موسكو لم تنفكّ على تزويد الجيش السوري بالعتاد العسكري والذخيرة وقطع البدل من خلال البحر فضلاً عن التدريبات التي تجريها للجنود والضباط السوريين"، يشير الى أن "هذه الشحنة التي أعلن عنها اليوم الرئيس الاسد كان قد تمّ الاتفاق عليها قبل فترة وجيزة لذلك اندفع المسؤولون الاسرائيليون على أعلى مستوياتهم للضغط باتجاه منع وصولها الى النظام السوري".
برأي جابر، "تزويد سوريا بهذا النوع من الأسلحة الرادعة، أعطاها زخما مضاعفاً من الدفاع الجوي على صعيد صدّ أي عدوان خارجي تتعرّض له، واستعداد وقدرة الجيش السوري على إطلاق تلك الصواريخ في أية لحظة، يؤكد حساسية الموقف الاسرائيلي اليوم". يلفت هنا الى أن "خبراء الجيش في الدفاع الجوّي مدرّبون على المنظومة الروسية الحديثة، فدمشق لديها 60 ألف جندي في الدفاع الجوي و700 صاروخ من عائلة سام المضادّ للطائرات تكتيكياً".
أمام هذه المعطيات الجديدة التي حاز عليها النظام السوري، هل بإمكان الطرف المُقابل أن يوجّه ضربة موجعة للجيش بعد حصوله على الـS300؟ سريعاً يجيب جابر "حتماً لا"، يستدرك "إلّا في حالة واحدة، اذا قرّرت الجهة المعادية شنّ غارات على قواعد الصواريخ قبل إطلاقها بشكل مفاجئ". احتمال يستبعده رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والابحاث لما يحمل من خطورة قد تقلب "الطاولة" على رأس المنفّذ.
"هي المرة الاولى التي يحصل فيها الجيش السوري على منظومة صواريخ من نوع S300، غير أن دفاعه الجويّ أثبت منذ اندلاع الازمة في البلاد تفوّقه العسكري وتطوّره بشهادة سوزان رايس المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، وحتى الآن هذا السلاح لم يستهلك ما يعني جهوزية غير عادية للنظام لصدّ أي عدوان خارجي"، خلاصة يصل إليها جابر في قراءته العسكرية لوصول الشحنة الروسية الجديدة الى الدفاع الجويّ السوري.
اذاً، لغة الميدان في سوريا تؤكد تسطير الجيش لملاحم استراتيجية ولاسيّما مع اقتراب نهاية معركة القصير، فيما تتحضّر دمشق لاحتضان إنجازات جديدة كاسرة للتوازن في مواجهة أي عدوان جويّ عليها.
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essayde...d=76974&cid=76
تعليق