الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
نعم .. أكثر الناس يحرصون على الوظائف .. ويتسابقون إليها ..
فما يُعلن عن وظيفة شاغرة إلا ويتسابق إليها الآلاف ..
ولكن هناك وظائف شاغرة .. وظائف ربانية .. عرضها الله تعالى على العالمين .. لا يوفق إليها إلا من أحب .
ومن الوظائف الشاغرة ذات الأجور العظيمة .. الدعوة إلى الله تعالى .
فإن من أعظم صفات أهل الجنة هي أن وظيفة أحدهم الأساسية في هذه الحياة هي عبادة الله .. والدعوة إليه .. والعمل لهذا الدين .. ونصح الناس .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
بعض الناس إذا سمع الحديث حول الدعوة إلى الله .. ظن أن الدعوة مقصورة على من أعفى لحيته وقصر ثوبه .. ثم قال لك : أنا أحلق لحيتي .. وأسبل ثوبي .. وأدخن .. وجعل هذه الأمور حائلاً بينه وبين الدعوة إلى الله تعالى ونصح المقصرين .. وهذا خطأ من وساوس الشيطان ..
نعم لا أنكر أن الأصل في الداعية أن يكون مستقيماً مطبقاً لما يدعو إليه .. ولكن لا يعني هذا أن يترك الرجل الطاعات بسبب وقوعه في بعض المعاصي .. ولعل تلك المعاصي أن تغوص في بحر الحسنات ..
بل قد يستطيع المقصر أن يصل إلى أشخاص لا يستطيع أن يصلهم الداعية المستقيم .. فأنت وإن كنت مقصراً إلا أنك تستطيع أن تدعو تارك الصلاة إلى أن يصلي .. فترك الصلاة كفر ..
أنت تستطيع أن تنصح من يقع في الفواحش أن يتوب منها .. تنصح من يتعرض لأعراض المسلمين بأن يكف عن ذلك ..
بل قد يجالس الدعية المستقيم بعض الناس ولا يعلم أنهم يأكلون الربا .. أو يقعون في الفواحش .. أو يتركون الصلاة .. لأنهم يتظاهرون بالخير أمام الصالحين .. أما من رأوه مثلهم فلا يتصنعون أمامه بشيء .. بل يكشفون أمامه أوراقهم ..ويظهرون كل شيء .. أما كيف تنصحهم وتدعوهم .. فهذا يكون بأساليب شتى .. كإهداء الأشرطة النافعة إليهم .. ودعوة بعض الدعاة إلى مجالسكم أحياناً .. والنصيحة الفردية لهم .. وغير ذلك .. ولا تقل أنا غير ملتزم فكيف أدعو وأنصح ؟! .. فإن وظيفة الدعوة إلى الله وظيفة ربانية واسعة .. كثيرة الأساليب لا تزال تحتاج إلى عاملين .. وكلنا ذوو خطأ .. وكل بني آدم خطاء ..
ولو لم يعظ في الناس منهو مذنب *** فمن يعظ العاصين بعد محمد ؟!
قال الشيخ :
خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين..فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم علي قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟
قلت : بلى ..
فناولني ظرفاً مغلقاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواتي وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال ..وأنفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قارئ .. ولا يصل مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئاً له ..
ولو أن هذا الشاب استسلم لتخذ يل الشيطان وقال : أنا عاص .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وابني المساجد .. لفاته أجر عظيم .. وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ( رواه مسلم).
من كتاب هل تبحث عن وظيفة
لفضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبدالرحمن العريفي
نعم .. أكثر الناس يحرصون على الوظائف .. ويتسابقون إليها ..
فما يُعلن عن وظيفة شاغرة إلا ويتسابق إليها الآلاف ..
ولكن هناك وظائف شاغرة .. وظائف ربانية .. عرضها الله تعالى على العالمين .. لا يوفق إليها إلا من أحب .
ومن الوظائف الشاغرة ذات الأجور العظيمة .. الدعوة إلى الله تعالى .
فإن من أعظم صفات أهل الجنة هي أن وظيفة أحدهم الأساسية في هذه الحياة هي عبادة الله .. والدعوة إليه .. والعمل لهذا الدين .. ونصح الناس .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
بعض الناس إذا سمع الحديث حول الدعوة إلى الله .. ظن أن الدعوة مقصورة على من أعفى لحيته وقصر ثوبه .. ثم قال لك : أنا أحلق لحيتي .. وأسبل ثوبي .. وأدخن .. وجعل هذه الأمور حائلاً بينه وبين الدعوة إلى الله تعالى ونصح المقصرين .. وهذا خطأ من وساوس الشيطان ..
نعم لا أنكر أن الأصل في الداعية أن يكون مستقيماً مطبقاً لما يدعو إليه .. ولكن لا يعني هذا أن يترك الرجل الطاعات بسبب وقوعه في بعض المعاصي .. ولعل تلك المعاصي أن تغوص في بحر الحسنات ..
بل قد يستطيع المقصر أن يصل إلى أشخاص لا يستطيع أن يصلهم الداعية المستقيم .. فأنت وإن كنت مقصراً إلا أنك تستطيع أن تدعو تارك الصلاة إلى أن يصلي .. فترك الصلاة كفر ..
أنت تستطيع أن تنصح من يقع في الفواحش أن يتوب منها .. تنصح من يتعرض لأعراض المسلمين بأن يكف عن ذلك ..
بل قد يجالس الدعية المستقيم بعض الناس ولا يعلم أنهم يأكلون الربا .. أو يقعون في الفواحش .. أو يتركون الصلاة .. لأنهم يتظاهرون بالخير أمام الصالحين .. أما من رأوه مثلهم فلا يتصنعون أمامه بشيء .. بل يكشفون أمامه أوراقهم ..ويظهرون كل شيء .. أما كيف تنصحهم وتدعوهم .. فهذا يكون بأساليب شتى .. كإهداء الأشرطة النافعة إليهم .. ودعوة بعض الدعاة إلى مجالسكم أحياناً .. والنصيحة الفردية لهم .. وغير ذلك .. ولا تقل أنا غير ملتزم فكيف أدعو وأنصح ؟! .. فإن وظيفة الدعوة إلى الله وظيفة ربانية واسعة .. كثيرة الأساليب لا تزال تحتاج إلى عاملين .. وكلنا ذوو خطأ .. وكل بني آدم خطاء ..
ولو لم يعظ في الناس منهو مذنب *** فمن يعظ العاصين بعد محمد ؟!
قال الشيخ :
خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين..فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم علي قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟
قلت : بلى ..
فناولني ظرفاً مغلقاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواتي وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال ..وأنفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قارئ .. ولا يصل مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئاً له ..
ولو أن هذا الشاب استسلم لتخذ يل الشيطان وقال : أنا عاص .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وابني المساجد .. لفاته أجر عظيم .. وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ( رواه مسلم).
من كتاب هل تبحث عن وظيفة
لفضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبدالرحمن العريفي