طوبى للمحافظات المنتفضة
إذ تتسابق على الشهادة لتحرير نفسها وأهلها من قيد الظالمين
ليرى أبناء العراق من غير المحافظات المنتفضة والثائرة إصرار أحرار أهل هذه المحافظات وشعبها الأبي الذي هو جزء لا يتجزأ من العراق العظيم الموحد، كيف يتسابق أبناء تلك المحافظات الأبية الغيورة التي يدفعها دينها الحق دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والآل والصحابة الذين تربوا على يده وفي مقدمتهم سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر الفاروق وسيدنا عثمان الحيي ذو النورين وسيدنا علي فارس المشارق والمغارب رضي الله عنهم أجمعين وهو الدين والعقيدة التي استعان بها سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه في ثورته ضد الظلم والظالمين وتقدم إلى ميدان الشهادة ليعطي لنا مثلا كمسلمين في مقاومة الظلم والطغيان (وان لا حياة مع الظالمين) .
إلاَّ يرى أهل العراق من باقي المحافظات الأخرى إخوتهم وهم يقاومون الظلم والطغيان الذي وصل إلى حد لا يطاق وان لا مجال لاستمرار الحياة مع هؤلاء الذين ينشرون الفساد والرذيلة على ارض العراق وهم ساكتون صامتون كصمت الحجر، وان هذا الصمت لا يفسر إلاَّ بأحد التفسيرين، إما قبول ورضا عما يجري لإخوتهم أو هو الخوف من إرهاب تلك العصابة التي هي في سدة السلطة التي يمثلها المالكي وأسياده ملالي قم وطهران الذين ما انفكوا يسندونه في ارتكاب المجازر سواء على ساحات الاعتصام أم في حملات التطهير الطائفي التي تجري على أهلنا في بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية عاصمة الرشيد والمنصور .
ألا يتجاوزون حاجز الخوف هذا وهم المجربين سابقا في المواقف الصعبة التي خاضوها في ميادين المنازلة والبطولات التي قدموها عبر تاريخ العراق ويشهد التاريخ على ذلك في ثورة العشرين وفي المنازلة الكبرى مع العدو الفارسي المجوسي في معركة الثمان سنوات التي فرضت على العراق والتي سميت بالقادسية الثانية، كل أبناء العراق لا يشكون في شجاعة أهلنا في بقية المحافظات، فثورة العشرين حينما هبت شملت العراق من أقصاه إلى أقصاه ولم تبقى محافظة إلاَّ وقفت وانتفضت وثارت وشاركت في ثورة العشرين المباركة والتاريخ قد كتب وسطر بطولات أبناء العراق، وأننا نحرص على أهلنا في باقي المحافظات ان يكتب التاريخ عنهم بعد حين انهم وقفوا مع أهلهم في المحافظات المنتفضة وأنهم وقفوا ضد الظلم الذي شمل الجميع فيما يقع من ظلم وطغيان على أبناء العراق من الشمال إلى الجنوب ، نرجع لنقول فالصف المعادي وهو الاحتلال البريطاني وأعوانه حاولوا أنْ يمزقوا وحدة العراق ويفرقوا ويشتتوا أبناء هذا البلد لكن أبناء الشعب العراقي واجهوا الأعداء بوحدة الصف وكان إصرار أبناء ثورة العشرين بإزالة الحالة الشاذة التي كان يمر بها العراق في تلك الحقبة التاريخية وهو تطهير البلد من الاحتلال الأجنبي وأعوانه، لكي يبقى الوطن العراق للعراقيين بمختلف مذاهبهم ومشاربهم فيما فعله أبناء العراق عبر التاريخ وفي ثورتهم المجيدة ثورة العشرين وما يفعله اليوم العراقيون في إنهاء المشروع الصفوي الذي تقوده إيران مع المالكي وإزالة الحالة الشاذة والمرض السرطاني الخبيث الذي أصاب العراق منذ 2003 ولحد الآن، وقد أزالت المقاومة جزء منه وهو الاحتلال الأمريكي الذي كان يصول ويجول في المدن والشوارع العراقية يقتل ويذبح ويعتقل بمساعدة المليشيات ويقوم بكل الأعمال الشائنة من عمليات اغتصاب وتعذيب وقوات سوات (S.W.A.T) هي من تربية ورعاية وتدريب الأمريكان واليوم جميع العراقيين ينظرون إليها بعين الريبة إلى أنْ تنتهي وتزال من حياة العراقيين، وبزوال الحالة الشاذة (الاحتلال الإيراني برعاية حكومة المالكي ومن يساندها من الأحزاب الطائفية الصفوية) والتي يمر بها العراق والعراقيين سيرجع العراق وأبناءه إلى صفاء الحياة وعبقها كما كانت صافية بينهم وكما كانوا أخوة متحابين مترابطين وينتهي هذا الشرر الذي يتطاير في وجهوهم من سماسرة الطائفية والعيش على سيل الدماء المستمر .
علينا أنْ نكون شجعان ونعترف أننا احد أسباب المشكلة في العراق أنَّ العراق لم يأتي إليه حاكما في العصر الحديث وقد أقام العدل والمساواة بينهم وأننا كشعب نرى الحكام في العراق يأتون ويذهبون وقد فعلوا ما فعلوا بالعراق وأبناءه من ظلم واستعباد ونحن صامتون ساكتون بل في بعض الأحيان نرفع من سقف الظلم وتجرئ ذلك الحاكم الظالم علينا بان نصفق له ونتراقص أمامه بتمجيده بالهوسات والأهازيج التي تجعله أكثر طغيانا وسفكا للدماء وأكثر استعبادا لنا، وفي الإسلام صفة الحاكم ومنصبه لا يتعدى كونه خادم للشعب ويسهر على راحتهم واستقرارهم وتوفير كل أسباب الأمن والأمان ولقمة العيش الرغيدة لهم، وان الحاكم أو الرئيس هو تكليف وليس تشريف وانه سوف يسال عنها وما قدمت يداه فهي حسرة وندامة يوم العرض على الله، ولكن أين حكام العراق من كل هذا .
لذا على العراقيين واجب وطني وشرعي ومصيري بان يسعوا إلى تحقيق السلم الأهلي والاجتماعي أن يختاروا من يحكمهم بصورة صحيحة وصافية ونقية، أنْ يختاروا من يحكمهم بالعدل والإنصاف والمساواة وان يختاروا من يرحمهم لا أنْ يسلط سكاكين الغرباء عليهم، وان يكون الأساس والقاعدة في الاختيار من الآن فصاعدا التي يعتمدوها هي (أنْ يكون الاختيار من قبل المواطن مشروطا على الحاكم أنْ يعدل وينصف أهله من الطائفة أو المذهب أو العرق أو القومية التي تعيش معه في الوطن، ولا ينتخبه على أساس مصلحته الذاتية فقط، وكل الأطراف من أبناء الشعب ينبغي أنْ يكون مقياسها في اختيار الحاكم على نفس هذا الشرط أنْ ينصف ويعدل مع أخي الذي يعيش معي في الوطن قبل أنْ يعدل معي) هذا إذا كان يعدل مع الذي انتَخَبَهُ أصلاً فاليوم كما نرى ونراقب أنَّ الحاكم بلغ من الظلم والطغيان انه لا يعدل مع الذي انتخبه ولا الطرف الآخر كذلك، وتلك مصيبة العراق انه ابتلي بأناس أفكارهم وعقولهم وارتباطاتهم مع أجندة خارجية لدول معادية للعراق وشعبه، فماذا انتم فاعلون ياأبناء العراق بكل أطيافكم ومشاربكم وقومياتكم بعد كل هذه الحقائق التي ذكرت والتي هي ليست بالجديدة وانتم لمستموها وكويتم بها مدة عشر سنوات ولكننا نذكرها من باب التذكير والعبرة والوعظ الحسن .
إنَّ الاختيار على أساس هذا الشرط الذي ذكرناه يقلل الخسائر علينا وبيننا فلا شحن طائفي بيننا يحدث بسبب تعقل من يحكمنا وأننا اخترنا على أساس صحيح من يعدل مع غيرنا قبل ان يعدل معنا ونتخلص من كل الأمراض الأخرى من سرقات للأموال العامة باختيار العادل المنصف الذي ينظر بعين واحدة إلى أبناء الشعب العراقي، وان نختار كشرط ثالث من يستر أعراضنا التي هي أعراضنا جميعا كعراقيين، وان لا نختار من يقتلني أو يقتلك لأنه إذا قتل أخي الذي يعيش معي في الوطن فقد قتلني لان الدور سيأتي لي على يده في يوم من الأيام ولان مثل هذا الحاكم لا يؤمن جانبه أبدا، المشكلة ليس عند الحاكم الظالم الذي يسعى إلى التخريب بل المشكلة فينا (علينا ان نختار صح) وفق الشرط الأساس الذي ذكرناه، لأننا سندفع الثمن غالي لإزالته بصعوبة وان ندفع الدماء تلو الدماء لتصحيح الخطأ المصيري الذي يمر به البلد اليوم ...
أبو احمد السعيدي
من العراق
من العراق
تعليق