عدم دقة السيدان الخوئي والقحطاني بروايات الكتب الأربعة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأستاذ الفاضل ناطق سعيد ما نصه [[ قد جرت مناقشة لطيفة جداً بين السيد أبي عبد الله
الحسين القحطاني وبين السيد المحقق الخوئي قد بين السيد القحطاني تناقض المحقق في تعامله مع
الأخبار الشريفة .
فقد ذهب الخوئي في كتابه ( التبيان في تفسير القرآن ) إلى القول بأن الروايات التي تتحدث عن
السنن وانطباقها هي أخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً ثم رجع في موضع أخر وقال بأن حديث السنن
مأثور عن النبي صلى الله عليه وآل وسلم تسليم وقد ناقشه السيد القحطاني وبين خطاه بشكل مفصل
(1) .
أن ما ادهشني في المناقشة هو جهل المحقق الخوئي لروايات الكتب الأربعة حيث بين السيد
القحطاني جهل المحقق بشكل واضح وصريح وذلك في قوله " ثم أن العجيب من السيد الخوئي والذي
يوصف بأنه المحقق يذكر أن هذه الروايات لم يرد لها ذكر في الكتب الأربعة حيث كتب يقول في
صفحة (220) من كتابة ( ولم يذكر من هذه الروايات شيء في الكتب الأربعة ) .
والحقيقة أنه يوجد في كتاب الكافي ومن لا يحضره الفقيه هذه الرواية وهي واردة عن زرارة عن
الإمام أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى لتركبن طبقاً عن طبق قال يا زرارة أولم تركب هذه الأمة
كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (2) " (3) ]] (4) انتهى
كلام الاستاذ المحترم ناطق سعيد .
نقول أن السيد الخوئي قد وقع بخطأ وهو نفي ورود رواية ركبان الأمة ما كان في بني إسرائيل لأن
الرواية وردت في كافي الكليني وفقيه الصدوق رضوان الله عليهما ...
أما السيد القحطاني فقد وقع بخلط بين رواية الكافي والفقيه وسوف ننقل كلا الروايتين لتعرف ذلك
بنفسك :
رواية الكليني :
عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " لتركبن طبقا عن طبق " قال : يا زرارة أو
لم تركب هذه الامة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان (5) .
رواية الصدوق :
قال النبي صلى الله عليه وآله : يكون في هذه الامة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل
وحذو القذة بالقذة (6) .
فبعد نقل الروايتين يتضح مما تقدم :
1. عدم دقة السيد الخوئي في قوله " لم يذكر من هذه الروايات شي في الكتب الأربعة " والحال
خلاف ذلك إذ أننا قرأنا رواية الكافي ورواية الفقيه ...
2. عدم دقة السيد القحطاني في رد قول السيد الخوئي فقد خلط بين الروايتين ووضع رواية الفقيه
لسند رواية الكافي ...
ومن باب الأفادة نذكر ما قاله شيخنا العلامة المجلسي رضوان الله عليه في تعليقته على رواية الكافي
أذ يقول ما نصه :
" طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ"
أي كانت ضلالتهم بعد نبيهم مطابقة لما صدر من الأمم السابقة من ترك الخليفة واتباع العجل
والسامري وأشباه ذلك .
كما قال علي بن إبراهيم في تفسير هذه الآية: يقول حالا بعد حال، يقول: تركبن سنة من كان قبلكم
حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة لا تخطئون طريقتهم ولا يخطئ شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع
حتى أن لو كان من قبلكم دخل حجر ضب لدخلتموه ، قالوا : اليهود و النصارى تعني يا رسول الله؟
قال : فمن أعني لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فيكون أول ما تنقضون من دينكم الأمانة وآخر
الصلاة .
ويحتمل أن يكون المراد تطابق أحوال خلفاء الجور في الشدة والفساد ، قال البيضاوي طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ
، أي حالا بعد حال مطابقة لأختها في الشدة أو مراتب الشدة بعد المراتب ]] (7) .
تنبيه :
لقد راجعنا كتاب ( التبيان في تفسير القرآن ) للسيد الخوئي فوجدنا عبارته التي يقول فيها ( ولم يذكر
من هذه الروايات شيء في الكتب الأربعة ) وبهذا يثبت ما قلنا على السيد الخوئي .
أما السيد القحطاني فقد راجعنا كتاب ( القحطاني يناقش العلماء والمدعين ) فوجدنا نفس العبارة التي
نقلها عنه الاستاذ ناطق سعيد.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعصمنا من الخطأ والزلل أنه أرحم الراحمين .
والحمد لله رب العالمين
8 شعبان / 1434 هـ
18 / 6 / 2013 م
صفاء علي حميد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الهوامش
(1) راجع كتاب القحطاني يناقش العلماء والمدعين ـ ص 133 وما بعدها .
(2) الكافي ـ الشيخ الكليني ـ ج 1 ـ ص 415 / من لا يحضره الفقيه ـ ج 1 ـ ص 203 .
(3) القحطاني يناقش العلماء والمدعين ـ ص 135 .
(4) سقيفة الغيبة / ناطق سعيد / ص 39 ـ 40 .
(5) الكافي / ج 1 / ص 416 / باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية / ح 17 .
(6) من لا يحضره الفقيه / ج 1 / ص 203 / ح 609 .
(7) مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول / ج 5 / ص 20 ـ 21 .
https://www.facebook.com/pages/%D9%8...18691538316718
تعليق