في ظل الجدل الجديد وحراك المنطقة بين المؤتمرات الشعبية الجهادية وقطع العاهل السعودي زيارته وخطاب الرئيس مرسي الذي رفع السقف وهي مواقف نظرية حتى الآن نحتاج أن نعيد ترتيب الصورة خاصة في ظل ما تبديه واشنطن من بورصة تصريحات أو تقدم لخطوة تنفيذية هي من يضبط حساباتها لمصالحها مع التقدم الإيراني في المنطقة، مستذكرين أحد أبرز التصريحات السياسية لمنطقة الخليج العربي بعد إطباق الإيرانيين على العراق وهي مقولة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية: لقد قدّم الأميركيون العراق لإيران على طبقٍ من فضة. تعبيراً عن قوة المشاركة الاندماجية للفصائل الإيرانية مع المشروع الأميركي في العراق والتي تحكمه اليوم وغطاء حكومة طهران الشامل للاحتلال، وهو في ذاته أي التصريح يحوي تسجيلاً لموقف مروع للسياسات الخليجية التي ساندت الحرب الأميركية على العراق في 2003، والجميع يُدرك أن تصريح الفيصل كان بعد أن وقع ما هو أشنع من المحذور وفوات تلافيه، إلا أن المسارات عادت مرةً أخرى حين قويت شوكة المقاومة الإسلامية الوطنية في العراق، ولكن تخلي العرب عن دعمها وحرب الميلشيات الطائفية الايرانية على حواضنها واستغلال المخابرات الاميركية والإيرانية حماقات القاعدة، سهّل على التحالف الاميركي الطائفي الالتفاف على المقاومة ومحاصرتها وتفويت فرصة تاريخية على المشرق العربي لحماية وحدته ونسيجه الاجتماعي واستقلاله الوطني بعراق عربي حرٍ قويٍ لأمته وشعبه.
ومع دوران الزمن عادت قضية هذا الزحف الاستراتيجي الإيراني للسطح بقوة وغرست أنيابها في جسد الشعب السوري ومواجهة ثورته بعنف طائفي ومذابح نازية لم يعهدها التاريخ إلا حين دخول الدولة الصفوية لبغداد.
ولأن الدرس بليغ أعلن الفيصل مبكراً ضرورة دعم الجيش السوري الحر ذي العمق الإسلامي والوطني السوري، وأصّر على موقفه لكن لم يتم هذا الأمر استراتيجيا حيث تأثر الموقف وطنيا وخليجيا بتقديرات مسؤولين آخرين من الضغط الغربي الشرس على المنطقة أوقع الخليج العربي في ذات الفخ، حيث يعمد الغرب على التهويل والتضخيم من دعم القوى الإسلامية الوطنية الثورية في سوريا، ويتسبب في حصارها ثم يرفع عقيرته مجدداً بأن قوى التشدد دخلت على الخط, وقد كان السبب الرئيسي لقوة نفوذ التشدد هو غياب الدعم عن الجسم المركزي للثوار وحلفائه في الفصائل المحلية، وهذه القوى لا تزال تملك قدرة إدارة الحرب واستيعاب فصائل متعددة في خطة التحرير الكلية لسوريا، لكن الإشكال الرئيسي هو عدم وصول الدعم والرسائل السلبية التي يوصلها مسؤولون خليجيون لواشنطن تتفق مع ميولها, الذي يعتمد إرهاق الشعب السوري وقواه الثورية والذي سيؤدي كما نرى لو تُرك لتقدم المحور الإيراني بدعم روسي مطلق ولوجستي إسرائيلي وبالتالي زحف جديد الى المشرق والخليج العربي يدك الأبواب من الداخل والخارج بعد أن يقضي لا سمح الله على الثورة السورية.
إن البناء الإيراني للزحف على الخليج العربي بحسب تهديدات سابقة للحرس الثوري وبعد الأدلة اليقينية عن قدرات إيران لتحويل فصائلها الايدلوجية الى عناصر قتال وإرهاب وبالتالي شراكة بين هذه الفصائل الايدلوجية والمشروع المركزي الإيراني، وبعد سقوط مقاتلين من دول الخليج العربي في صفوف الحزب الإيراني يعني الآتي:
1 - أولاً الزحف عبر التقدم الإقليمي بعد الإطباق على سوريا من خلال العراق والشام ولبنان، وتحريك القدرات العسكرية والسياسية للتأثير على أوضاع البحرين والكويت والشرق السعودي، معتمدة من جديد على مراهنة الروس على الشراكة ورضوخ الغرب الاميركي رغم كل ضجيجه لقواعد لعبة جديدة لا تخرجه من المعادلة ولكن تكفل شركاء جدد له في المنطقة.
2 - أما العنصر الثاني فهو دفع ايران الجديد والقوي للحركة الحوثية لمواجهة اتفاق الثورة والرئيس عبد ربه لتحقيق بناء دستوري جديد ونقض أي توافقات للسلم الاهلي الدستوري ينتقل فيها اليمن الى عهد جديد، والاستمرار في ربط عناصر وقوى تابعة للرئيس المخلوع علي صالح وبعض عناصر الحراك الجنوبي مع مجموعات من القاعدة بعمل مخابراتي ينتهي لفوضى شاملة أو نسبية يتعزز فيها تأسيس الدويلة الحوثية في جنوب الجزيرة وزيادة نصيبها من صنعاء.
3 - الجانب الثالث هو ما شكلته هذه الفصائل الايدلوجية من شراكة عسكرية وسياسية في تجربة سوريا والعراق وانعكاسها الطبيعي في دول الخليج عبر الفروع الأخرى وهي اليوم في الكويت والبحرين تتقدم بعد أن هيمنت على قرار الطائفة وحيّدت المعتدلين وعزلت القوى الشعبية الشيعية الرافضة للاندماج مع إيران الا في بعض التكتلات الشيعية الخليجية، بسبب قوة الدفع الايراني وغياب الردع او الاحتواء الخليجي الذي فصّلنا فيه قديما ولم يؤخذ به مع الأسف الشديد. والخلاصة هنا تبين بأن المسؤولين الخليجيين الذين ساعدوا واشنطن في موقفها لحصار الثورة السورية مؤخراً وتهديدها لتسليح الثوار ارتكبوا خطأً استراتيجيا قاتلاً في حق سوريا وأمنهم القومي الوطني ولن يُنْقَذ الشام ولا المشرق العربي وخليجه إلا من خلال عودة قوة الثورة السورية وهو ما يتوجب على أطراف في الخليج العربي تصحيح ذلك الموقف الخطير، الذي وثَق في الغرب في المرة الأولى فهدم سور جاره واليوم يواصل تورطه معهم لكن في هدم سوره وليس للعربي مقولة في مثل هذه الحماقة الاستراتيجية إلا قوله «على نفسها جنت براقش»، لكن المفجع أن الجناية عليه وعلى الأمة، فهل يستيقظ ويمد السلاح للثورة بشروطها لا شروط الغرب؟
مهنا الحبيل

الخميس 20-6-2013
ومع دوران الزمن عادت قضية هذا الزحف الاستراتيجي الإيراني للسطح بقوة وغرست أنيابها في جسد الشعب السوري ومواجهة ثورته بعنف طائفي ومذابح نازية لم يعهدها التاريخ إلا حين دخول الدولة الصفوية لبغداد.
ولأن الدرس بليغ أعلن الفيصل مبكراً ضرورة دعم الجيش السوري الحر ذي العمق الإسلامي والوطني السوري، وأصّر على موقفه لكن لم يتم هذا الأمر استراتيجيا حيث تأثر الموقف وطنيا وخليجيا بتقديرات مسؤولين آخرين من الضغط الغربي الشرس على المنطقة أوقع الخليج العربي في ذات الفخ، حيث يعمد الغرب على التهويل والتضخيم من دعم القوى الإسلامية الوطنية الثورية في سوريا، ويتسبب في حصارها ثم يرفع عقيرته مجدداً بأن قوى التشدد دخلت على الخط, وقد كان السبب الرئيسي لقوة نفوذ التشدد هو غياب الدعم عن الجسم المركزي للثوار وحلفائه في الفصائل المحلية، وهذه القوى لا تزال تملك قدرة إدارة الحرب واستيعاب فصائل متعددة في خطة التحرير الكلية لسوريا، لكن الإشكال الرئيسي هو عدم وصول الدعم والرسائل السلبية التي يوصلها مسؤولون خليجيون لواشنطن تتفق مع ميولها, الذي يعتمد إرهاق الشعب السوري وقواه الثورية والذي سيؤدي كما نرى لو تُرك لتقدم المحور الإيراني بدعم روسي مطلق ولوجستي إسرائيلي وبالتالي زحف جديد الى المشرق والخليج العربي يدك الأبواب من الداخل والخارج بعد أن يقضي لا سمح الله على الثورة السورية.
إن البناء الإيراني للزحف على الخليج العربي بحسب تهديدات سابقة للحرس الثوري وبعد الأدلة اليقينية عن قدرات إيران لتحويل فصائلها الايدلوجية الى عناصر قتال وإرهاب وبالتالي شراكة بين هذه الفصائل الايدلوجية والمشروع المركزي الإيراني، وبعد سقوط مقاتلين من دول الخليج العربي في صفوف الحزب الإيراني يعني الآتي:
1 - أولاً الزحف عبر التقدم الإقليمي بعد الإطباق على سوريا من خلال العراق والشام ولبنان، وتحريك القدرات العسكرية والسياسية للتأثير على أوضاع البحرين والكويت والشرق السعودي، معتمدة من جديد على مراهنة الروس على الشراكة ورضوخ الغرب الاميركي رغم كل ضجيجه لقواعد لعبة جديدة لا تخرجه من المعادلة ولكن تكفل شركاء جدد له في المنطقة.
2 - أما العنصر الثاني فهو دفع ايران الجديد والقوي للحركة الحوثية لمواجهة اتفاق الثورة والرئيس عبد ربه لتحقيق بناء دستوري جديد ونقض أي توافقات للسلم الاهلي الدستوري ينتقل فيها اليمن الى عهد جديد، والاستمرار في ربط عناصر وقوى تابعة للرئيس المخلوع علي صالح وبعض عناصر الحراك الجنوبي مع مجموعات من القاعدة بعمل مخابراتي ينتهي لفوضى شاملة أو نسبية يتعزز فيها تأسيس الدويلة الحوثية في جنوب الجزيرة وزيادة نصيبها من صنعاء.
3 - الجانب الثالث هو ما شكلته هذه الفصائل الايدلوجية من شراكة عسكرية وسياسية في تجربة سوريا والعراق وانعكاسها الطبيعي في دول الخليج عبر الفروع الأخرى وهي اليوم في الكويت والبحرين تتقدم بعد أن هيمنت على قرار الطائفة وحيّدت المعتدلين وعزلت القوى الشعبية الشيعية الرافضة للاندماج مع إيران الا في بعض التكتلات الشيعية الخليجية، بسبب قوة الدفع الايراني وغياب الردع او الاحتواء الخليجي الذي فصّلنا فيه قديما ولم يؤخذ به مع الأسف الشديد. والخلاصة هنا تبين بأن المسؤولين الخليجيين الذين ساعدوا واشنطن في موقفها لحصار الثورة السورية مؤخراً وتهديدها لتسليح الثوار ارتكبوا خطأً استراتيجيا قاتلاً في حق سوريا وأمنهم القومي الوطني ولن يُنْقَذ الشام ولا المشرق العربي وخليجه إلا من خلال عودة قوة الثورة السورية وهو ما يتوجب على أطراف في الخليج العربي تصحيح ذلك الموقف الخطير، الذي وثَق في الغرب في المرة الأولى فهدم سور جاره واليوم يواصل تورطه معهم لكن في هدم سوره وليس للعربي مقولة في مثل هذه الحماقة الاستراتيجية إلا قوله «على نفسها جنت براقش»، لكن المفجع أن الجناية عليه وعلى الأمة، فهل يستيقظ ويمد السلاح للثورة بشروطها لا شروط الغرب؟
مهنا الحبيل

الخميس 20-6-2013
تعليق