بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الأسلام المحمدي ام الأسلام الأموي :
بقلم:عدنان السريح-| (صوت العراق) اللهم صل على محمد وآل محمد
الأسلام المحمدي ام الأسلام الأموي :
لم يکن التطرف و التکفير وليد لعصر الحاضر و مختص بما نراه اليوم في بعض المواقع الاسلامية من قتل و أبادة و تنکيل علي الهوية، للحد الذي لم يسلم حتي الموتي من اصحاب هذا الفکر. فصار تهديم المزارات و نبش قبور اصحابها سنّة يتقرب البعض بها الي الله و جزءاً اساسياً من تعاليم هذه الجماعة، فالتکفير و التطرف و القتل بدأ منذ القرن الاول لظهور الاسلام و استلام من هم غير مؤهلين لقيادة زمام الامة... فتحولت الرحمة المحمدية و السماحة العلوية الي بقر بطون و اغتيالات و قطع رووس، و کان أول من اسس لها بنوأمية. لقدجاء الخطر من المنهج الاموي، هذا المنهج الذي عمل علي اکثر من صعيد، فمن جهة قام بتحريف الفکر و العقل المسلم و استخدام في ذلك نخبة کبيرة من المحدثين و الفقهاء و المتکلمين و المؤرخين حتى اضحى من الصعب اليوم اتهام كثير منهم و قد دأب الكثير من المسلمين علي تقديسهم، و من جهة اخري مارس القتل و الاقصاء الجسدي و الإنحراف عن تعاليم الاسلام، و قد تحول ذلک فيما بعد سنّة لبعض الإتجاهات الناشطة اليوم في سفك دماء المسلمين و تفرقتهم و تکفيرهم... و للأسف الشديد ان التراث الذي بين يدي المسلمين اليوم کتب اغلبه او استند في کتابته الي العصر الاموي، هذا العصر الذي حول حکومة الاسلام و خلافة النبي (ص) الي ملک عضوض تنزل فيه الحاکم المسلم الي مستوي يزيد بن معاوية و الوليد بن عبد الملك... فليس غريباً ان يکون سلوك ابوسفيان و هند و معاوية هو التعبير عن حجية سيرة الصحابي و سيرة يزيد مثال سيرة التابعي ، حتي لو قتل سيد شباب أهل الجنة و ريحانة رسول الله (ص) واحد مصاديق اولي القربي الذين أمرالله بحبهم و مودتهم! و لاتتوقف خطورة النهج الاموي او کما عبر عنه احد المفکرين المعاصرين بـ"الاسلام الاموي" و وصفه آخر بـ " التسنن الاموي"، بل في قفزها علي اجتهادات المذاهب الاخري لدي أهل السنة و مصادرتها تحت عنوان السلفية، التي هي في حقيقة الأمر وضع المنهج الاموي في قبال الاسلام المحمدي، و اسلام العترة و حتي اسلام الصحابة رضوان الله عليهم. و هو ماتجلي في تعاليم ابن تيمية الذي أخذ من المذهب الحنبلي ما ينسجم مع نمط تفکيره و اشکل علي الامام احمد بن حنبل عندما وجده لا يلبي طموحه و لايتفق معه في الفکر! و مع هذا لم يکن ابن تميمة خطراً لهذا الحدّ کما هو اليوم خاصة و ان هناك العديد من العلماء من رفض افکاره و هاجمه، بل ذهب بعضهم الي اعتباره مبتدعاً، حتي ظهرت الوهابية، هذا الظهورالمرموز الذي حوّل الدعوة الي فتنة و اقتتال و سفک دماء بين المسلمين في وقت کان الاستعمار الاوروبي يحاول تثبيت اقدامه في منطقتنا الاسلامية و الغريب اننا لم نشهد عبر تاريخ الوهابية منذ نشوءها في نجد بالجزيرة العربية موقفاً منها تجاه اعداء الامة، بل رکزت کل جهدها علي الخلافات الداخلية و اعملت السيف في رقاب المسلمين، حتي ذهبت الي ابعد من ذلک، عندما تحالفت في اکثر من موطن مع المستعمرين و الغرب ضد ابناء امة الاسلام، فسيطرت علي بلاد الجزيرة العربية من خلال تحالف دعوي- قبلي انطلق من الدرعية. و قد استفاد هذا تحالف من ثروات جزيرة العرب ليبسط هيمنة علي حواضر الامة، لکنه اصطدم بالعلماء في الشام و مصر و شمال افريقيا و العراق و غيرها من البلاد الاسلامية، لذلك تجد ان اغلب دعاته من انصاف المتعلمين و اتباعه من الغوغاء الذين لاوجود للعقل في منهح تفکيرهم. لقد تحول هولاء الي وسيلة و اداة بيد علماء السلطان السعودي و القطري الذي ما هو الاّ ألعوبة بيد السيد الاميرکي يحرکه حيث اقتضت مصالحه، لذلك تراهم اليوم حطب المستعمر و ابواق دعايتة للتفريق بين ابناء الامة، لذلك تستغرب من شدة التشابه في الطروحات بينهما و کأنها تخرج من رحم واحد!! فالشيعة (المسلمون) اخطر من اليهود و ايران "الصفوية" اخطر من اسرائيل التي تغتصب ارض فلسطين و الناتو هو المنقذ من الضلال! ضلال الحکام الذين لا ينساقون مع المشروع الاميرکي، و الکل کافرون يجب قتالهم و قتلهم، فلا عيش مشترك في الشرق الاوسط و لايجب ان يعترف المسلم بالمسيحي و لا العکس! و الاسلام، هو اعفاء لحي و تقصير شوارب و لبس خفين و ارتداء قمصان حتي الساق و هو سجن المرأة لانها من حبائل الشيطان و قتل کل من لايؤمن بالاسلام الوهابي، من المسلمين فقط. الوقائع الاخيرة التي شهدتها سوريا، کشفت دجل و فداحة هذا الفکر، فمن جهاد المناکحة الذي اعتبره علماء الامة زني، الي نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الي مساندة العدوان الاسرائيلي علي سوريا، بل و التعاون مع الصهاينة في ذلك، اسقطت ماکانوا يرفعونه من شعارات و يتصارخون به من دعوات، فظهرت عوراتهم و لا ورق حتي ليسترها. کانت فضيحة شارکت في کشفها قنوات الاعلام المقاوم، فشکراً لکم في قناة العالم علي هذا الوسام الذي حصلتم عليه بجدراه، ألا و هو فضح عملاء هذا المخطط المنحرف لأتباع الاسلام الاموي الذي اصبح کل همه القضاء علي اسلام محمد (ص) و آل بيته و اصحابه.
تعليق