إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تفسير اية التقية ...من تفاسير السنة الرئيسية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير اية التقية ...من تفاسير السنة الرئيسية



    {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28
    ..................................................
    تفسير الرازي
    اعلم أن للتقية أحكاما كثيرة ونحن نذكر بعضها .

    الحكم الأول : أن التقية إنما تكون إذا كان الرجل في قوم كفار ، ويخاف منهم على نفسه وماله فيداريهم باللسان ، وذلك بأن لا يظهر العداوة باللسان ، بل يجوز أيضا أن يظهر الكلام الموهم للمحبة والموالاة ، ولكن بشرط أن يضمر خلافه ، وأن يعرض في كل ما يقول ، فإن التقية تأثيرها في الظاهر لا في أحوال القلوب .

    الحكم الثاني للتقية : هو أنه لو أفصح بالإيمان والحق حيث يجوز له التقية كان ذلك أفضل ، ودليله ما ذكرناه في قصة مسيلمة .

    الحكم الثالث للتقية : أنها إنما تجوز فيما يتعلق بإظهار الموالاة والمعاداة ، وقد تجوز أيضا فيما يتعلق بإظهار الدين فأما ما يرجع ضرره إلى الغير كالقتل والزنا وغصب الأموال والشهادة بالزور وقذف المحصنات وإطلاع الكفار على عورات المسلمين ، فذلك غير جائز البتة .

    الحكم الرابع : ظاهر الآية يدل أن التقية إنما تحل مع الكفار الغالبين إلا أن مذهب الشافعي - رضي الله عنه - أن الحالة بين المسلمين إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والمشركين حلت التقية محاماة على النفس .

    الحكم الخامس : التقية جائزة لصون النفس ، وهل هي جائزة لصون المال يحتمل أن يحكم فيها بالجواز ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " حرمة مال المسلم كحرمة دمه " ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : " من قتل دون ماله فهو شهيد " ولأن الحاجة إلى المال شديدة ، والماء إذا بيع بالغبن سقط فرض الوضوء ، وجاز الاقتصار على التيمم دفعا لذلك القدر من نقصان المال ، فكيف لا يجوز هاهنا والله أعلم .

    الحكم السادس : قال مجاهد : هذا الحكم كان ثابتا في أول الإسلام لأجل ضعف المؤمنين فأما بعد قوة دولة الإسلام فلا ، وروى عوف ، عن الحسن أنه قال : التقية جائزة للمؤمنين إلى يوم القيامة ، وهذا القول أولى ، لأن دفع الضرر عن النفس واجب بقدر الإمكان .


    ..................................................

    تفسير الجلالين
    (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء) يوالونهم (من دون) أي غير (المؤمنين ومن يفعل ذلك) أي يواليهم (فليس من) دين (الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) مصدر تقيته أي تخافوا مخافة فلكم موالاتهم باللسان دون القلب وهذا قبل عزة الإسلام ويجري فيمن هو في بلد ليس قويا فيها (ويحذركم) يخوفكم (الله نفسه) أن يغضب عليكم إن واليتموهم (وإلى الله المصير) المرجع فيجازيكم
    .................................................. ..
    التفسير الميسر ( تفسير الوهابية) في السعودية
    ينهى الله المؤمنين أن يتخذوا الكافرين أولياء بالمحبة والنصرة من دون المؤمنين, ومَن يتولهم فقد برِئ من الله, والله برِيء منه, إلا أن تكونوا ضعافًا خائفين فقد رخَّص الله لكم في مهادنتهم اتقاء لشرهم, حتى تقوى شوكتكم, ويحذركم الله نفسه, فاتقوه وخافوه. وإلى الله وحده رجوع الخلائق للحساب والجزاء.


    ............................................
    تفسير بن كثير
    نهى الله، تبارك وتعالى، عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين، وأن يتخذوهم أولياء يُسِرُّون إليهم بالمودة من دون المؤمنين، ثم توعد على ذلك فقال: ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ) أي:من يرتكب نهى الله في هذا فقد برئ من الله كما قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا [ النساء:144 ] وقال [ تعالى ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ] [ المائدة:51 ] .
    [ وقال تعالى ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ إلى أن قال: وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ [ الممتحنة:1 ] وقال تعالى - بعد ذكر موالاة المؤمنين للمؤمنين من المهاجرين والأنصار والأعراب- : وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [ الأنفال:73 ] .
    وقوله: ( إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) أي:إلا من خاف في بعض البلدان أوالأوقات من شرهم، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته، كما حكاه البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: « إنَّا لَنَكْشرُ فِي وُجُوهِ أقْوَامٍ وَقُلُوبُنَا تَلْعَنُهُمْ » .
    وقال الثوري:قال ابن عباس، رضي الله عنهما:ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان، وكذا رواه العوفي عن ابن عباس:إنما التقية باللسان، وكذا قال أبو العالية، وأبو الشعثاء والضحاك، والربيع بن أنس. ويؤيد ما قالوه قول الله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [ النحل:106 ] .
    وقال البخاري:قال الحسن:التقية إلى يوم القيامة.
    .................................................. ......
    تفسير السعدي
    وهذا نهي من الله تعالى للمؤمنين عن موالاة الكافرين بالمحبة والنصرة والاستعانة بهم على أمر من أمور المسلمين، وتوعد على ذلك فقال: ( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ) أي: فقد انقطع عن الله، وليس له في دين الله نصيب، لأن موالاة الكافرين لا تجتمع مع الإيمان، لأن الإيمان يأمر بموالاة الله وموالاة أوليائه المؤمنين المتعاونين على إقامة دين الله وجهاد أعدائه، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فمن والى - الكافرين من دون المؤمنين الذين يريدون أن يطفئوا نور الله ويفتنوا أولياءه خرج من حزب المؤمنين، وصار من حزب الكافرين، قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ وفي هذه الآية دليل على الابتعاد عن الكفار وعن معاشرتهم وصداقتهم، والميل إليهم والركون إليهم، وأنه لا يجوز أن يولى كافر ولاية من ولايات المسلمين، ولا يستعان به على الأمور التي هي مصالح لعموم المسلمين. قال الله تعالى: ( إلا أن تتقوا منهم تقاة ) أي: تخافوهم على أنفسكم فيحل لكم أن تفعلوا ما تعصمون به دماءكم من التقية باللسان وإظهار ما به تحصل التقية.
    ................................................
    تفسير القرطبي

    قال ابن عباس: نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار فيتخذوهم أولياء؛ ومثله « لا تتخذوا بطانة من دونكم » [ آل عمران 118 ] وهناك يأتي بيان هذا المعنى. ومعنى « فليس من الله في شيء » أي فليس من حزب الله ولا من أوليائه في شيء؛ مثل « واسأل القرية » [ يوسف: 82 ] . وحكى سيبويه « هو مني فرسخين » أي من أصحابي ومعي. ثم استثنى فقال: « إلا أن تتقوا منهم تقاة » قال معاذ بن جبل ومجاهد: كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين؛ فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوهم. قال ابن عباس: هو أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان، ولا يقتل ولا يأتي مأثما. وقال الحسن: التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة، ولا تقية في القتل. وقرأ جابر بن زيد ومجاهد والضحاك: « إلا أن تتقوا منهم تقية » وقيل: إن المؤمن إذا كان قائما بين الكفار فله أن يداريهم باللسان إذا كان خائفا على نفسه وقلبه مطمئن بالإيمان والتقية لا تحل إلا مع خوف القتل أو القطع أو الإيذاء العظيم. ومن أكره على الكفر فالصحيح أن له أن يتصلب ولا يجيب إلى التلفظ بكلمة الكفر؛ بل يجوز له ذلك على ما يأتي بيانه في « النحل » إن شاء الله تعالى. وأمال حمزة والكسائي « تقاة » ، وفخم الباقون؛ وأصل « تقاة » وُقَيَة على وزن فعلة؛ مثل تؤدة وتهمة، قلبت الواو تاء والياء ألفا. وروى الضحاك عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في عبادة بن الصامت الأنصاري وكان بدريا تقيا وكان له حلف من اليهود؛ فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب قال عبادة: يا نبي الله، إن معي خمسمائة رجل من اليهود، وقد رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدو. فأنزل الله تعالى: « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين » الآية. وقيل: إنها نزلت في عمار بن ياسر حين تكلم ببعض ما أراد منه المشركون، على ما يأتي بيانه في « النحل ] . »
    .....................................

    تفسير الطبري

    قال أبو جعفر: وهذا نهيٌ من الله عز وجل المؤمنين أن يتخذوا الكفارَ أعوانًا وأنصارًا وظهورًا، ولذلك كسر « يتخذِ » ، لأنه في موضع جزمٌ بالنهي، ولكنه كسر « الذال » منه، للساكن الذي لقيه وهي ساكنة.
    ومعنى ذلك: لا تتخذوا، أيها المؤمنون، الكفارَ ظهرًا وأنصارًا توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلُّونهم على عوراتهم، فإنه مَنْ يفعل ذلك « فليس من الله في شيء » ، يعني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مُسلم بفعل، كما:-
    حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، عن ابن عباس قوله: « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين » ، قال: نهى الله سبحانه المؤمنين أن يُلاطفوا الكفار أو يتخذوهم وليجةً من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفارُ عليهم ظاهرين، فيظهرون لهم اللُّطف، ويخالفونهم في الدين. وذلك قوله: « إلا أن تتقوا منهم تقاةً » .
    حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني محمد بن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان الحجاجُ بن عمرو حليفُ كعب بن الأشرف، وابن أبي الحقيق، وقيس بن زيد، قد بَطَنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن المنذر بن زَنْبَر، وعبد الله بن جبير، وسعد بن خيثمة، لأولئك النفر: اجتنبوا هؤلاء اليهود، واحذروا لزومهم ومباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم! فأبى أولئك النفر إلا مُباطنتهم ولزومهم، فأنـزل الله عز وجل: « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين » إلى قوله: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
    حدثنا محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي قال، حدثنا عباد بن منصور، عن الحسن في قوله: « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين » ، يقول: لا يتخذ المؤمن كافرًا وليًّا من دون المؤمنين.
    حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي: « لا يتخذ المؤمنون الكافرين » إلى « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، أما « أولياء » فيواليهم في دينهم، ويظهرهم على عورة المؤمنين، فمن فعل هذا فهو مشرك، فقد برئ الله منه إلا أن يتقي تقاةً، فهو يظهر الولاية لهم في دينهم، والبراءةَ من المؤمنين.
    حدثني المثنى قال، حدثنا قبيصة بن عقبة قال، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عمن حدثه، عن ابن عباس: « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، قال: التقاة التكلم باللسان، وقلبُه مطمئن بالإيمان.
    حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا حفص بن عمر قال، حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله: « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، قال: ما لم يُهرِق دم مسلم، وما لم يستحلّ ماله.
    حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين » ، إلا مصانعةً في الدنيا ومُخالقة.
    حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
    حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين » إلى « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، قال: قال أبو العالية: التقيَّة باللسان وليس بالعمل.
    حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عُبيد قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، قال: التقيةُ باللسان. مَنْ حُمل على أمر يتكلم به وهو لله معصيةٌ، فتكلم مخافةً على نفسه، وقلبه مطمئن بالإيمان، فلا إثم عليه، إنما التقيَّة باللسان.
    حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، فالتقية باللسان. مَنْ حُمل على أمر يتكلم به وهو معصية لله، فيتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان، فإن ذلك لا يضره. إنما التقية باللسان.
    وقال آخرون: معنى: « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، إلا أن يكون بينك وبينه قرابة.
    ذكر من قال ذلك:
    حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين إلا أن تتقوا منهم تقيَّة » ، نهى الله المؤمنين أن يوادّوا الكفار أو يتولَّوْهم دون المؤمنين. وقال الله: « إلا أن تتقوا منهم تقيَّة » ، الرحم من المشركين، من غير أن يتولوهم في دينهم، إلا أن يَصل رحمًا له في المشركين.
    حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء » ، قال: لا يحل لمؤمن أن يتخذ كافرًا وليًّا في دينه، وقوله: « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، قال: أن يكون بينك وبينه قرابة، فتصله لذلك.
    حدثني محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي قال، حدثنا عباد بن منصور، عن الحسن في قوله: « إلا أن تتقوا منهم تقاة » ، قال: صاحبهم في الدنيا معروفًا، الرحم وغيره. فأما في الدّين فلا.
    قال أبو جعفر: وهذا الذي قاله قتادة تأويلٌ له وجه، وليس بالوجه الذي يدل عليه ظاهر الآية: إلا أن تتقوا من الكافرين تقاة فالأغلب من معاني هذا الكلام: إلا أن تخافوا منهم مخافةً. فالتقية التي ذكرها الله في هذه الآية. إنما هي تقية من الكفار لا من غيرهم. ووجَّهه قتادة إلى أن تأويله: إلا أن تتقوا الله من أجل القرابة التي بينكم وبينهم تقاة، فتصلون رحمها. وليس ذلك الغالب على معنى الكلام. والتأويلُ في القرآن على الأغلب الظاهر من معروف كلام العرب المستعمَل فيهم.
    .......................................
    تفسير البغوي

    قوله عز وجل: ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) قال ابن عباس رضي الله عنه: كان الحجاج بن عمرو بن أبي الحقيق وقيس بن زيد ( يظنون ) بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسعيد بن خيثمة لأولئك النفر: اجتنبوا هؤلاء اليهود لا يفتنونكم عن دينكم، فأبى أولئك النفر إلا مباطنتهم فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
    وقال مقاتل: نـزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره وكانوا يظهرون المودة لكفار مكة.
    وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما نـزلت في المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه كانوا يتولون اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنـزل الله عز وجل هذه الآية، ونهى المؤمنين عن مثل [ فعلهم ] .
    قوله تعالى: ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ) أي موالاة الكفار في نقل الأخبار إليهم وإظهارهم على عورة المسلمين ( فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ) [ أي ليس من دين الله في شيء ] ثم استثنى فقال ( إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) يعني: إلا أن تخافوا منهم مخافة، قرأ مجاهد ويعقوب « تَقيَّة » على وزن بقية لأنهم كتبوها بالياء ولم يكتبوها بالألف، مثل حصاة ونواة، وهي مصدر يقال تقيته تقاة وتقى تقية وتقوى فإذا قلت اتقيت كان المصدر الاتقاء، وإنما قال تتقوا من الاتقاء ثم قال: تقاة ولم يقل اتقاء لأن معنى اللفظين إذا كان واحدا يجوز إخراج مصدر أحدهما على لفظ الآخر كقوله تعالى: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا ( 8 - المزمل ) ومعنى الآية: أن الله تعالى نهى المؤمنين عن موالاة الكفار ومداهنتهم ومباطنتهم إلا أن يكون الكفار غالبين ظاهرين، أو يكون المؤمن في قوم كفار يخافهم فيداريهم باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان دفعا عن نفسه من غير أن يستحل دما حراما أو مالا حراما، أو يظهر الكفار على عورة المسلمين، والتقية لا تكون إلا مع خوف القتل وسلامة النية، قال الله تعالى: إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ( 106 - النحل ) ثم هذا رخصة، فلو صبر حتى قتل فله أجر عظيم وأنكر قوم التقية [ اليوم ] قال معاذ بن جبل ومجاهد: كانت التقية في [ بُدُوِّ ] الإسلام قبل استحكام الدين وقوة المسلمين، وأما اليوم فقد أعز الله الإسلام فليس ينبغي لأهل الإسلام أن يتقوا من عدوهم، وقال يحيى البكاء: قلت لسعيد بن جبير في أيام الحجاج: إن الحسن كان يقول لكم التقية باللسان والقلب مطمئن بالإيمان؟ فقال سعيد: ليس في الإسلام تقية إنما التقية في أهل الحرب ( وَيُحَذِّرُكُم اللَّه نَفْسَهُ ) أي يخوفكم الله عقوبته على موالاة الكفار وارتكاب المنهي عنه ومخالفة المأمور ( وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )
    .................................................. .................................................. ...................................
    {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النحل106

    تفسير الجلالين
    (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره) على التلفظ بالكفر فتلفظ به (وقلبه مطمئن بالإيمان) ومن مبتدأ أو شرطية والخبر أو الجواب لهم وعيد شديد دل على هذا (ولكن من شرح بالكفر صدرا) له أي فتحه ووسعه بمعنى طابت له نفسه (فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)

    التفسير الميسر
    إنما يفتري الكذب مَن نطق بكلمة الكفر وارتدَّ بعد إيمانه, فعليهم غضب من الله, إلا مَن أُرغم على النطق بالكفر, فنطق به خوفًا من الهلاك وقلبه ثابت على الإيمان, فلا لوم عليه, لكن من نطق بالكفر واطمأن قلبه إليه, فعليهم غضب شديد من الله, ولهم عذاب عظيم;

    .........................................



  • #2
    الخلاصة:
    1)) التقية مبدأ قراني


    2)) التقية يقر بها الشيعة والسنة على حد سواء

    3)) ان مفهوم التقية عند الشيعة لا يختلف عما ذكرناه في تفاسير السنة لكن الجهلة من اعداء الشيعة يطرحون مفاهيم اخرى كاذبة عن التقية وينسبونها للشيعة...


    4)) ما ينسب للشيعة حول جواز التقية في الفتاوى واصدار الاحكام الشرعية هي اراء فردية وليس هو الراي الاعم الاغلب لدى الشيعة...لان الراي الاغلب هو عدم جواز التقية في عدة موارد منها الدماء او الفتاوى وغيرها


    5)) بعض السنة والوهابية يقرأون القران بدون ان يتدبروا ما فيه وبدون ان يطلعوا على ما في تفاسيرهم


    6)) بعض التكفيريين الجهلة يعرفون التقية لدى الشيعة بانها استباحة للكذب وهذا من جهلهم ونتيجة لفكرهم التكفيري ليس الا


    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم

      3)) ان مفهوم التقية عند الشيعة لا يختلف عما ذكرناه في تفاسير السنة لكن الجهلة من اعداء الشيعة يطرحون مفاهيم اخرى كاذبة عن التقية وينسبونها للشيعة...


      4)) ما ينسب للشيعة حول جواز التقية في الفتاوى واصدار الاحكام الشرعية هي اراء فردية وليس هو الراي الاعم الاغلب لدى الشيعة...لان الراي الاغلب هو عدم جواز التقية في عدة موارد منها الدماء او الفتاوى وغيرها


      فكيف تصنع بالروايات الصحيحة الصادرة تقية؟

      علمائك يقولون انها تقية حتى تخرجون من التعارض الشديد بين فتاوي الائمة
      وانت تنكر تلك التقية فكيف تصنع لرفع التعارض؟


      وانت تقول ان هناك من يكذب عليكم (فقرة رقم 3)
      ثم تكذب نفسك بنفسك في الفقرة رقم 4 وتعترف ان هناك من الشيعة من يقول بذلك!!!

      مع ان هؤلاء كبار علمائكم وليست اراء شاذة :
      البحراني ... المجلسي ... شيخ الطائفة الطوسي ...الخوئي .... حتى زرارة بن اعين

      تعليق


      • #4
        [QUOTE]
        المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *
        فكيف تصنع بالروايات الصحيحة الصادرة تقية؟

        صحة السند وحدها ليست كافية لصحة المتن.. المهم اولا عدم معارضة الحديث للقران... وضاع الاحاديث قد يختارون سند قوي من اجل ان يصدقهم الاخرون

        علمائك يقولون انها تقية حتى تخرجون من التعارض الشديد بين فتاوي الائمة
        وانت تنكر تلك التقية فكيف تصنع لرفع التعارض؟
        يجب التمييز بين الاصوليين والاخباريين من العلماء و مدوني الحديث ... بعض الاخباريين يكتبون كل ما يسمعون من احاديث

        وانت تقول ان هناك من يكذب عليكم (فقرة رقم 3)
        نعم بعض الوهابية والتكفيريين يكذبون علينا

        ثم تكذب نفسك بنفسك في الفقرة رقم 4 وتعترف ان هناك من الشيعة من يقول بذلك!!!
        لم ندعي العصمة لاحد من العلماء ...
        مع ان هؤلاء كبار علمائكم وليست اراء شاذة :
        البحراني ... المجلسي ... شيخ الطائفة الطوسي ...الخوئي .... حتى زرارة بن اعين

        المهم راي الغالبية وليس الاقلية من العلماء


        ارجو عدم تشتيت الموضوع... موضوعنا عن التقية في تفاسير السنة وهي نفس التقية عند الشيعة

        تعليق


        • #5

          صحة السند وحدها ليست كافية لصحة المتن.. المهم اولا عدم معارضة الحديث للقران... وضاع الاحاديث قد يختارون سند قوي من اجل ان يصدقهم الاخرون
          المشكلة انها لاتعارض القرآن


          يجب التمييز بين الاصوليين والاخباريين من العلماء و مدوني الحديث ... بعض الاخباريين يكتبون كل ما يسمعون من احاديث
          اعطني عالم واحد ينكر صدور روايات التقية
          اساسا الخوئي رأس من رؤوس الاصوليين



          ارجو عدم تشتيت الموضوع... موضوعنا عن التقية في تفاسير السنة وهي نفس التقية عند الشيعة
          عند الضرورة يجوز اكل الميته .. لان الرخصة هنا جائزة
          ولكن هل يجوز اكلها كل وقت؟؟؟

          والتقية مثل اكل الميته .... لاتجوز كل وقت وانتم تتدينون بالتقية ... مثل الذي يتدين باكل الميته.


          عرفت الفرق؟

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *
            المشكلة انها لاتعارض القرآن



            اعطني عالم واحد ينكر صدور روايات التقية
            اساسا الخوئي رأس من رؤوس الاصوليين



            عند الضرورة يجوز اكل الميته .. لان الرخصة هنا جائزة
            ولكن هل يجوز اكلها كل وقت؟؟؟

            والتقية مثل اكل الميته .... لاتجوز كل وقت وانتم تتدينون بالتقية ... مثل الذي يتدين باكل الميته.


            عرفت الفرق؟
            إن لم يجد المسلم ما يأكل سوى الميته طول حياته فأي بأس عليه إن أكلها طول حياته؟ كذلك التقية فالشيعة هم أقلية في وسط بحر متلاطم من المكفرجية أمثالكم فطبيعي أن يعيشوا حالة مستمرة من التقية. حفظ الله الشيعة منكم

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X