إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

نبي البكرية العمرية الوهابية ..يحب امرأة متزوجة من رجل اخر؟؟!! (والعياذ بالله)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نبي البكرية العمرية الوهابية ..يحب امرأة متزوجة من رجل اخر؟؟!! (والعياذ بالله)

    المنافقون والامويون لم يتركوا مجالا الا وطعنوا بالرسول ص ومن مطاعهنم المكذوبة هو تحريف تفسير الاية 37 من سورة الاحزاب عندما ادعو ان الرسول ص يحب امراة متزوجة من شخص اخر





    {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37




    ..............................
    تفسير الجلالين

    (وإذ) منصوب باذكر (تقول للذي أنعم الله عليه) بالإسلام (وأنعمت عليه) بالاعتاق وهو زيد بن حارثة كان من سبي الجاهلية اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه (أمسك عليك زوجك واتق الله) في أمر طلاقها (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجتها (وتخشى الناس) أن يقولوا تزوج زوجة ابنه (والله أحق أن تخشاه) في كل شيء وتزوجها ولا عليك من قول الناس ثم طلقها زيد وانقضت عدتها قال تعالى (فلما قضى زيد منها وطرا) حاجة (زوجناكها) فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن وأشبع المسلمين خبزا ولحما (لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر) مقضيه (الله)
    ..............................
    تفسير القرطبي

    واختلف الناس في تأويل هذه الآية، فذهب قتادة وابن زيد وجماعة من المفسرين، منهم الطبري وغيره - إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب بنت جحش، وهي في عصمة زيد، وكان حريصا على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو ثم إن زيدا لما أخبره بأنه يريد فراقها، ويشكوا منها غلظة قول وعصيان أمر، وأذى باللسان وتعظما. بالشرف، قال له: ( اتق الله أي فيما تقول عنها وأمسك عليك زوجك ) وهو يخفي الحرص على طلاق زيد إياها. وهذا الذي كان يخفي في نفسه، ولكنه لزم ما يجب من الأمر بالمعروف. وقال مقاتل زوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حينا، ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما، فأبصر زينب قائمة، كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش، فهويها وقال: ( سبحان الله مقلب القلوب ) ! فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد، ففطن زيد فقال: يا رسول الله، ائذن لي في طلاقها، فإن فيها كبرا، تعظم علي وتؤذيني بلسانها، فقال عليه السلام: ( أمسك عليك زوجك واتق الله ) . وقيل: إن الله بعث ريحا فرفعت الستر وزينب متفضلة في منزلها، فرأى زينب فوقعت في نفسه، ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لما جاء يطلب زيدا، فأخبرته بذلك، فوقع في نفس زيد أن يطلقها. وقال ابن عباس: « وتخفي في نفسك » الحب لها. « وتخشى الناس » أي تستحييهم وقيل: تخاف وتكره لائمة المسلمين لو قلت طلقها، ويقولون أمر رجلا بطلاق امرأته ثم نكحها حين طلقها. « والله أحق أن تخشاه » في كل الأحوال. وقيل والله أحق أن تستحي منه، ولا تأمر زيدا بإمساك زوجته بعد أن أعلمك الله أنها ستكون زوجتك، فعاتبه. الله على جميع هذا. وروي عن علي بن الحسين: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا يطلق زينب، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها، فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب، وأنها لا تطيعه، وأعلمه أنه يريد طلاقها، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية: ( اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك ) وهو يعلم أنه سيفارها ويتزوجها، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها، وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد، وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه الله له، بأن قال: « أمسك » مع علمه بأنه يطلق. وأعلمه أن الله أحق بالخشية، أي في كل حال. قال علماؤنا رحمة الله عليهم: وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية، وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين، كالزهري والقاضي بكر بن العلاء القشيري، والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم. والمراد بقوله تعالى: « وتخشى الناس » إنما هو إرجاف المنافقين بأنه نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه. فأما ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم هوي زينب امرأة زيد وربما أطلق بعض المجان لفظ عشق فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا، أو مستخف بحرمته. قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول، وأسند إلى علي بن الحسين قوله: فعلي بن الحسين جاء بهذا من خزانة العلم جوهرا من الجواهر، ودرأ من الدرر، أنه إنما عتب الله عليه في أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك، فكيف قال بعد ذلك لزيد: ( أمسك عليك زوجك ) وأخذتك خشية الناس أن يقولوا: تزوج امرأة ابنه، والله أحق أن تخشاه. وقال النحاس: قال بعض العلماء: ليس هذا من النبي صلى الله عليه وسلم خطيئة، ألا ترى أنه لم يؤمر بالتوبة ولا بالاستغفار منه. وقد يكون الشيء ليس بخطيئة إلا أن غيره أحسن منه، وأخفى ذلك في نفسه خشية أن يفتتن الناس.

    قال ابن العربي: فإن قيل لأي معنى قال له: ( أمسك عليك زوجك ) وقد أخبره الله أنها زوجه. قلنا: أراد أن يختبر منه ما لم يعلمه الله من رغبته فيها أو رغبته عنها، فأبدى له زيد من النفرة عنها والكراهة فيها ما لم يكن علمه منه في أمرها. فإن قيل: كيف، يأمره بالتمسك بها وقد علم أن الفراق لا بد منه؟ وهذا تناقض. قلنا: بل هو صحيح للمقاصد الصحيحة، لإقامة الحجة ومعرفة العاقبة، ألا ترى أن الله تعالى يأمر العبد بالإيمان وقد علم أنه لا يكون، فليس في مخالفة متعلق الأمر لمتعلق العلم ما يمنع من الأمر به عقلا وحكما. وهذا من نفيس العلم فتيقنوه وتقبلوه وقول: « وأتق الله » أي في طلاقها، فلا تطلقها. وأراد نهي تنزيه لا نهي تحريم، لأن الأولى ألا يطلق. وقيل: « اتق الله » فلا تذمها بالنسبة إلى الكبر وأذى الزوج. « وتخفي في نفسك » قيل تعلق قلبه. وقيل: مفارقة زيد إياها. وقيل: علمه بأن زيدا سيطلقها، لأن الله قد أعلمه بذلك.
    .......................
    تفسير الطبري

    القول في تأويل قوله تعالى : وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا ( 37 )
    يقول تعالى ذكره لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عتابا من الله له ( و ) اذكر يا محمد ( إذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ ) بالهداية ( وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) بالعتق، يعني زيد بن حارثة مولى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ) وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فألقِي في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيه ما وقع، فأراد فراقها، فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم زيد، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ) وهو صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها ( وَاتَّقِ اللَّهَ ) وخف الله في الواجب له عليك في زوجتك ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو فارقها، والله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس: أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها، والله أحق أن تخشاه من الناس.
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    ذكر من قال ذلك:
    حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) وهو زيد أنعم الله عليه بالإسلام ( وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) أعتقه رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) قال: وكان يخفي في نفسه ودَّ أنه طلقها. قال الحسن: ما أنـزلت عليه آية كانت أشد عليه منها؛ قوله ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) ولو كان نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كاتما شيئا من الوحي لكتمها ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) قال: خشِي نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مقالة الناس.
    حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كرِّهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما ذاك، أرابك منها شيء؟ « قال: لا والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرًا، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أمسك عليك زوجك واتق الله، فذلك قول الله تعالى ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها. »
    حدثني محمد بن موسى الجرشي، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أَبي حمزة قال: نـزلت هذه الآية ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) في زينب بنت جحش.
    حدثنا خلاد بن أسلم، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن علي بن حسين قال: كان الله تبارك وتعالى أعلم نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن زينب ستكون من أزواجه، فلما أتاه زيد يشكوها، قال: اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال الله: ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) .
    حدثني إسحاق بن شاهين، قال: ثنا داود، عن عامر، عن عائشة، قالت: لو كتم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم شيئا مما أوحي إليه من كتاب الله لكتم ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) .
    ........................................
    تفسير البغوي


    قوله تعالى: ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ) الآية, نـزلت في زينت وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوج زينب من زيد مكثت عنده حينًا, ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى زيدًا ذات يوم لحاجة, فأبصر زينب قائمة في درع وخمار وكانت بيضاء جميلة ذات خلق من أتم نساء قريش, فوقعت في نفسه وأعجبه حسنها, فقال: سبحان الله مقلب القلوب وانصرف, فلما جاء زيد ذكرت ذلك له, ففطن زيد, فألقى في نفس زيد كراهيتها في الوقت فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « إني أريد أن أفارق صاحبتي » , قال: ما لك أرَابَك منها شيء؟ قال: لا والله يا رسول الله ما رأيت منها إلا خيرًا, ولكنها تتعظم عليّ لشرفها وتؤذيني بلسانها, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: « أمسك عليك زوجك » , يعني: زينب بنت جحش, ( وَاتَّقِ اللَّهَ ) في أمرها, ثم طلَّقها زيد فذلك قوله عز وجل:
    ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) بالإسلام, ( وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) بالإعتاق, وهو زيد بن حارثة ( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ) فيها ولا تفارقها, ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) أي: تسر في نفسك ما الله مظهره, أي: كان في قلبه لو فارقها لتزوجها.
    وقال ابن عباس: حبها. وقال قتادة: ود أنه طلقها.
    ( وَتَخْشَى النَّاسَ ) قال ابن عباس والحسن: تستحييهم.
    وقيل: تخاف لائمة الناس أن يقولوا: أمر رجلا بطلاق امرأته ثم نكحها .
    ( وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) قال عمر, وابن مسعود, وعائشة: ما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية هي أشد عليه من هذه الآية .
    وروي عن مسروق قال: قالت عائشة: لو كتم النبي صلى الله عليه وسلم شيئا مما أوحي إليه لكتم هذه الآية: « وتخفي في نفسك ما الله مبديه » .
    وروى سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان قال: سألني علي بن الحسين زين العابدين ما يقول الحسن في قوله: ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) ؟ قلت: يقول لما جاء زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إني أريد أن أطلق زينب فأعجبه ذلك, فقال: أمسك عليك زوجك واتق الله, فقال علي بن الحسين: ليس كذلك, كان الله تعالى قد أعلمه أنها ستكون من أزواجه وأن زيدا سيطلقها, فلما جاء زيد وقال: إني أريد أن أطلقها قال له: أمسك عليك زوجك, فعاتبه الله وقال: لم قلت: أمسك عليك زوجك, وقد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك؟ وهذا هو الأولى والأليق بحال الأنبياء وهو مطابق للتلاوة لأن الله علم أنه يبدي ويظهر ما أخفاه ولم يظهر غير تزويجها منه فقال: « زوجناكها » فلو كان الذي أضمره رسول الله صلى الله عليه وسلم محبتها أو إرادة طلاقها لكان يظهر ذلك لأنه لا يجوز أن يخبر أنه يظهره ثم يكتمه فلا يظهره, فدل على أنه إنما عوتب على إخفاء ما أعلمه الله إنها ستكون زوجة له, وإنما أخفاه استحياء أن يقول لزيد: التي تحتك وفي نكاحك ستكون امرأتي, وهذا قول حسن مرض, وإن كان القول الآخر وهو أنه أخفى محبتها أو نكاحها لو طلقها لا يقدح في حال الأنبياء, لأن العبد غير ملوم على ما يقع في قلبه في مثل هذه الأشياء ما لم يقصد فيه المآثم, لأن الود وميل النفس من طبع البشر.
    وقوله: « أمسك عليك زوجك واتق الله » أمر بالمعروف, وهو خشية لا إثم فيه.
    وقوله تعالى: ( وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) لم يرد به أنه لم يكن يخشى الله فيما سبق فإنه عليه السلام قد قال: « أنا أخشاكم لله وأتقاكم له » , ولكنه لما ذكر الخشية من الناس ذكر أن الله تعالى أحق بالخشية في عموم الأحوال وفي جميع الأشياء.
    .................................
    تفسير السعدي

    وكان سبب نزول هذه الآيات، أن اللّه تعالى أراد أن يشرع شرعًا عامًا للمؤمنين، أن الأدعياء ليسوا في حكم الأبناء حقيقة، من جميع الوجوه وأن أزواجهم، لا جناح على من تبناهم، في نكاحهن.
    وكان هذا من الأمور المعتادة، التي لا تكاد تزول إلا بحادث كبير، فأراد أن يكون هذا الشرع قولا من رسوله وفعلا ، وإذا أراد اللّه أمرًا، جعل له سببًا، وكان زيد بن حارثة يدعى « زيد بن محمد » قد تبناه النبي صلى اللّه عليه وسلم، فصار يدعى إليه حتى نزل ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ فقيل له: « زيد بن حارثة » .
    وكانت تحته، زينب بنت جحش، ابنة عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكان قد وقع في قلب الرسول، لو طلقها زيد، لتزوَّجها، فقدر اللّه أن يكون بينها وبين زيد، ما اقتضى أن جاء زيد بن حارثة يستأذن النبي صلى اللّه عليه وسلم في فراقها.
    قال اللّه: ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) أي: بالإسلام ( وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) بالعتق حين جاءك مشاورًا في فراقها: فقلت له ناصحًا له ومخبرًا بمصلحته مع وقوعها في قلبك: ( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ) أي: لا تفارقها، واصبر على ما جاءك منها، ( وَاتَّقِ اللَّهَ ) تعالى في أمورك عامة، وفي أمر زوجك خاصة، فإن التقوى، تحث على الصبر، وتأمر به.
    ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) والذي أخفاه، أنه لو طلقها زيد، لتزوجها صلى اللّه عليه وسلم.
    ( وَتَخْشَى النَّاسَ ) في عدم إبداء ما في نفسك ( وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) وأن لا تباليهم شيئًا، ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا ) أي: طابت نفسه، ورغب عنها، وفارقها. ( زَوَّجْنَاكَهَا ) وإنما فعلنا ذلك، لفائدة عظيمة، وهي: ( لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ ) حيث رأوك تزوجت، زوج زيد بن حارثة، الذي كان من قبل، ينتسب إليك.
    ولما كان قوله: ( لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ ) عامًا في جميع الأحوال، وكان من الأحوال، ما لا يجوز ذلك، وهي قبل انقضاء وطره منها، قيد ذلك بقوله: ( إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا ) أي: لا بد من فعله، ولا عائق له ولا مانع.
    وفي هذه الآيات المشتملات على هذه القصة، فوائد، منها: الثناء على زيد بن حارثة، وذلك من وجهين:
    أحدهما: أن اللّه سماه في القرآن، ولم يسم من الصحابة باسمه غيره.
    والثاني: أن اللّه أخبر أنه أنعم عليه، أي: بنعمة الإسلام والإيمان. وهذه شهادة من اللّه له أنه مسلم مؤمن، ظاهرًا وباطنًا، وإلا فلا وجه لتخصيصه بالنعمة، لولا أن المراد بها، النعمة الخاصة.
    ومنها: أن المُعْتَق في نعمة الْمُعْتِق.
    ومنها: جواز تزوج زوجة الدَّعِيّ، كما صرح به.
    ومنها: أن التعليم الفعلي، أبلغ من القولي، خصوصا، إذا اقترن بالقول، فإن ذلك، نور على نور.
    ومنها: أن المحبة التي في قلب العبد، لغير زوجته ومملوكته، ومحارمه، إذا لم يقترن بها محذور، لا يأثم عليها العبد، ولو اقترن بذلك أمنيته، أن لو طلقها زوجها، لتزوجها من غير أن يسعى في فرقة بينهما، أو يتسبب بأي سبب كان، لأن اللّه أخبر أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم، أخفى ذلك في نفسه.
    ومنها: أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم، قد بلغ البلاغ المبين، فلم يدع شيئًا مما أوحي إليه، إلا وبلغه، حتى هذا الأمر، الذي فيه عتابه.
    وهذا يدل، على أنه رسول اللّه، ولا يقول إلا ما أوحي إليه، ولا يريد تعظيم نفسه.
    ومنها: أن المستشار مؤتمن، يجب عليه - إذا استشير في أمر من الأمور- أن يشير بما يعلمه أصلح للمستشير ولو كان له حظ نفس، فتقدم مصلحة المستشير على هوى نفسه وغرضه.
    ومنها: أن من الرأي الحسن لمن استشار في فراق زوجته أن يؤمر بإمساكها مهما أمكن صلاح الحال، فهو أحسن من الفرقة.
    ومنها: [ أنه يتعين ] أن يقدم العبد خشية اللّه، على خشية الناس، وأنها أحق منها وأولى.
    ومنها: فضيلة زينب رضي اللّه عنها أم المؤمنين، حيث تولى اللّه تزويجها، من رسوله صلى اللّه عليه وسلم، من دون خطبة ولا شهود، ولهذا كانت تفتخر بذلك على أزواج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وتقول زوجكن أهاليكن، وزوجني اللّه من فوق سبع سماوات.
    ومنها: أن المرأة، إذا كانت ذات زوج، لا يجوز نكاحها، ولا السعي فيه وفي أسبابه، حتى يقضي زوجها وطره منها، ولا يقضي وطره، حتى تنقضي عدتها، لأنها قبل انقضاء عدتها، هي في عصمته، أو في حقه الذي له وطر إليها، ولو من بعض الوجوه.
    ..............................
    التفسير الكبير للرازي

    وهو زيد أنعم الله عليه بالإسلام ( وأنعمت عليه ) بالتحرير والإعتاق . ( أمسك عليك زوجك ) هم زيد بطلاق زينب فقال له النبي : أمسك أي لا تطلقها . ( واتق الله ) قيل في الطلاق ، وقيل في الشكوى من زينب ، فإن زيدا قال فيها إنها تتكبر علي بسبب النسب وعدم الكفاءة . ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) من أنك تريد التزوج بزينب ( وتخشى الناس ) من أن يقولوا أخذ زوجة الغير أو الابن ( والله أحق أن تخشاه ) ليس إشارة إلى أن النبي خشي الناس ولم يخش الله بل المعنى : الله أحق أن تخشاه وحده ولا تخش أحدا معه وأنت تخشاه وتخشى الناس أيضا ، فاجعل الخشية له وحده ، كما قال تعالى : ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ) .

  • #2
    نقلا عن تفسير الامثل الشيعي
    ..............................................



    سبب النّزول

    نزلت هذه الآيات ـ على قول أغلب المفسّرين ـ في قضيّة زواج «زينب بنت جحش» ـ بنت عمّة الرّسول الأكرم ـ بزيد بن حارثة مولى النّبي (صلى الله عليه وآله) المعتق، وكانت القصّة كما يلي:





    [257]

    كانت خديجة قد إشترت قبل البعثة وبعد زواجها بالنّبي (صلى الله عليه وآله) عبداً إسمه زيد، ثمّ وهبته للنبي (صلى الله عليه وآله) فأعتقه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلمّا طردته عشيرته وتبرّأت منه تبنّاه النّبي (صلى الله عليه وآله).



    وبعد ظهور الإسلام أصبح زيد مسلماً مخلصاً متفانياً، وأصبح له موقع ممتاز في الإسلام، وكما نعلم فإنّه أصبح في النهاية أحد قوّاد جيش الإسلام في معركة مؤتة وإستشهد فيها.



    وعندما صمّم النّبي (صلى الله عليه وآله) على أن ينتخب زوجة لزيد، خطب له «زينب بنت جحش» ـ والتي كانت بنت «اُميّة بنت عبدالمطلّب»، أي بنت عمّته ـ فكانت زينب تظنّ أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) يريد أن يخطبها لنفسه، فسرّت ورضيت، ولكنّها لمّا علمت فيما بعد أن خطبته كانت لزيد تأثّرت تأثّراً شديداً وإمتنعت، وكذلك خالف أخوها عبدالله هذه الخطبة أشدّ مخالفة.



    هنا نزلت الآية الاُولى من الآيات مورد البحث وحذّرت زينب وعبدالله وأمثالهما بأنّهم لا يقدرون على مخالفة أمر يراه الله ورسوله ضرورياً، فلمّا سمعا ذلك سلّما لأمر الله.



    إنّ هذا الزواج لم يكن زواجاً بسيطاً ـ كما سنرى ذلك ـ بل كان مقدّمة لتحطيم سنّة جاهلية مغلوطة، حيث لم تكن أيّة امرأة لها مكانتها وشخصيتها في المجتمع مستعدّة للإقتران بعبد في زمن الجاهلية، حتّى وإن كان متمتّعاً بقيم إنسانية عالية.



    غير أنّ هذا الزواج لم يدم طويلا، بل إنتهى إلى الطلاق نتيجة عدم الإنسجام وإختلاف أخلاق الزوجين، بالرغم من أنّ النّبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان مصرّاً على أن لا يتمّ هذا الطلاق.













    بعد ذلك اتّخذ النّبي (صلى الله عليه وآله) بأمر الله «زينب» زوجةً له لتعوّض بذلك فشلها في زواجها، فإنتهت المسألة هنا، إلاّ أنّ همهمات وأقاويل قد ظهرت بين الناس، وقد إقتلعها القرآن و عالجها في هذه الآيات التي نبحثها، وسيأتي تفصيل ذلك، إن



    [258]

    شاءالله تعالى(1).









    التّفسير

    تمرّد عظيم على العرف:



    نعلم أنّ روح الإسلام التسليم، ويجب أن يكون تسليماً لأمر الله تعالى بدون قيد أو شرط، وقد ورد هذا المعنى في آيات مختلفة من القرآن الكريم، وبعبارات مختلفة، ومن جملتها الآية أعلاه، والتي تقول: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) بل يجب أن يجعلوا إرادتهم تبعاً لإرادة الله تعالى، كما أنّ كلّ وجودهم من الشعر حتّى أخمص القدمين مرتبط به ومذعن له.



    (قضى) هنا تعني القضاء التشريعي، والقانون والأمر والحكم والقضاء، ومن البديهي أنّ الله تعالى غني عن طاعة الناس وتسليمهم، ولم يكن النّبي (صلى الله عليه وآله) ينظر بعين الطمع لهذه الطاعة، بل هي في الحقيقة لمصلحتهم ومنفعتهم، فإنّهم قد يجهلونها لكون علمهم وآفاتهم محدودة، إلاّ أنّ الله تعالى يعلمها فيأمر نبيّه بإبلاغها.



    إنّ هذه الحالة تشبه تماماً حالة الطبيب الماهر الذي يقول للمريض: إنّني أبدأ بعلاجك إذا أذعنت لأوامري تماماً، ولم تبد أي مخالفة تجاهها، وهذه الكلمات تبيّن غاية حرص الطبيب على علاج مريضه، والله تعالى أسمى وأرحم بعباده من مثل هذا الطبيب، ولذلك أشارت الآية إلى هذه المسألة في نهايتها، حيث تقول: (ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالا مبيناً).



    فسوف يضلّ طريق السعادة، ويسلك طريق الضلال والضياع، لأنّه لم يعبأ بأمر





    --------------------------------------------------------------------------------





    1 ـ إقتباس من تفسير مجمع البيان، والقرطبي، والميزان، والفخر الرازي، وفي ظلال القرآن، وتفاسير اُخرى في ذيل الآيات مورد البحث، وكذلك سيرة ابن هشام، المجلّد الأوّل، صفحة 264، والكامل لابن الأثير، المجلّد الثّاني، صفحة 177.



    [259]

    ربّ الكون الرحيم، وبأمر رسوله، ذلك الأمر الضامن لخيره وسعادته، وأيّة ضلالة أوضح من هذه؟!



    ثمّ تناولت الآية التالية قصّة «زيد» وزوجته «زينب» المعروفة، والتي هي إحدى المسائل الحسّاسة في حياة النّبي (صلى الله عليه وآله)، ولها إرتباط بمسألة أزواج النّبي (صلى الله عليه وآله)التي مرّت في الآيات السابقة، فتقول: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتّق الله).



    والمراد من نعمة الله تعالى هي نعمة الهداية والإيمان التي منحها لزيد بن حارثة، ومن نعمة النّبي (صلى الله عليه وآله) أنّه كان قد أعتقه وكان يعامله كولده الحبيب العزيز.



    ويستفاد من هذه الآية أنّ شجاراً قد وقع بين زيد وزينب، وقد استمرّ هذا الشجار حتّى بلغ أعتاب الطلاق، وبملاحظة جملة (تقول) حيث إنّ فعلها مضارع، يتسفاد أنّ النّبي كان ينصحه دائماً ويمنعه من الطلاق.



    هل أنّ هذا الشجار كان نتيجة عدم تكافؤ الحالة الإجتماعية بين زينب وزيد، حيث كانت من قبيلة معروفة، وكان هو عبداً معتق؟



    أم كان ناتجاً عن بعض الخشونة في أخلاق زيد؟



    أو لا هذا ولا ذاك، بل لعدم وجود إنسجام روحي وأخلاقي بينهما، فإنّ من الممكن أن يكون شخصان جيدين، إلاّ أنّهما يختلفان من ناحية السلوك والفكر والطباع بحيث لا يستطيعان أن يستمرا في حياة مشتركة؟



    ومهما يكن الأمر فإنّ المسألة إلى هنا ليست بذلك التعقيد.



    ثمّ تضيف الآية: (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحقّ أن تخشاه).



    لقد أسهب المفسّرون هنا في الكلام، وكان تسامح بعضهم في التعبيرات قد منح الأعداء حربة للطعن، في حين يفهم من القرائن الموجودة في نفس الآية، وسبب نزول الآيات، والتأريخ، أنّ معنى الآية ليس مطلباً ومبحثاً معقّداً، وذلك:





    [260]

    إنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) كان قد قرّر أن يتّخذ «زينب» زوجة له إذا ما فشل الصلح بين الزوجين ووصل أمرهم إلى الطلاق لجبران هذه النكسة الروحية التي نزلت بابنة عمّته زينب من جرّاء طلاقها من عبده المعتق، إلاّ أنّه كان قلقاً وخائفاً من أن يعيبه الناس ويثير مخالفيه ضجّة وضوضاء، من جهتين:



    الاُولى: أنّ زيداً كان ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالتبنّي، وكان الابن المتبنّى ـ طبقاً لسنّة جاهلية ـ يتمتّع بكلّ أحكام الابن الحقيقي، ومن جملتها أنّهم كانوا يعتقدون حرمة الزواج من زوجة الابن المتبنّى المطلّقة.



    والاُخرى: هي كيف يمكن للنبي (صلى الله عليه وآله) أن يتزوّج مطلّقة عبده المعتق وهو في تلك المنزلة الرفيعة والمكانة السامية؟



    ويظهر من بعض الروايات أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) قد صمّم على أن يقدم على هذا الأمر بأمر الله سبحانه رغم كلّ الملابسات والظروف، وفي الجزء التالي من الآية قرينة على هذا المعنى.



    بناءً على هذا، فإنّ هذه المسألة كانت مسألة أخلاقية وإنسانية، وكذلك كانت وسيلة مؤثّرة لكسر سنّتين جاهليتين خاطئتين، وهما: الإقتران بمطلّقة الابن المتبنّى، والزواج من مطلّقة عبد معتق.



    من المسلّم أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) لا ينبغي أن يخاف الناس في مثل هذه المسائل، ولا يدع للضعف والتزلزل والخشية من تأليب الأعداء وشايعاتهم إلى نفسه سبيلا، إلاّ أنّ من الطبيعي أن يبتلى الإنسان بالخوف والتردّد في مثل هذه المواقف، خاصّة وأنّ أساس هذه المسائل كان إختيار الزوجة، وأنّه كان من الممكن أن تؤثّر هذه الأقاويل والضجيج على إنتشار أهدافه المقدّسة وتوسّع الإسلام، وبالتالي ستؤثّر على ضعفاء الإيمان، وتغرس في قلوبهم الشكّ والتردّد.



    لهذا تقول الآية في متابعة المسألة: إنّ زيد لمّا أنهى حاجته منها وطلّقها زوجناها لك: (فلمّا قضى زيد منها وطراً زوّجناكها لكي لا يكون على المؤمنين



    [261]

    حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنّ وطراً) وكان لابدّ أن يتمّ هذا الأمر (وكان أمر الله مفعولا).



    «الأدعياء» جمع «دعي»، أي الابن المتبنّى، و «الوطر» هو الحاجة المهمّة، وإختيار هذا التعبير في مورد طلاق زينب للطف البيان، لئلاّ يصرّح بالطلاق الذي يعدّ عيباً للنساء، بل وحتّى للرجال، فكأنّ كلا من هذين الشخصين كان محتاجاً للآخر ليحيا حياة مشتركة لمدّة معيّنة، وإفتراقهما كان نتيجة لإنتفاء هذه الحاجة ونهايتها.



    والتعبير بـ (زوجناكها) دليل على أنّ هذا الزواج كان زواجاً بأمر الله، ولذلك ورد في التواريخ أنّ زينب كانت تفتخر بهذا الأمر على سائر زوجات النّبي (صلى الله عليه وآله)، وكانت تقول: زوّجكنّ أهلوكنّ وزوّجني الله من السماء(1).



    وممّا يستحقّ الإنتباه أنّ القرآن الكريم يبيّن بمنتهى الصراحة الهدف الأصلي من هذا الزواج، وهو إلغاء سنّة جاهلية كانت تقضي بمنع الزواج من مطلّقات الأدعياء، وهذا بنفسه إشارة إلى مسألة كلّية، وهي أنّ تعدّد زواج النّبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن أمراً عادياً بسيطاً، بل كان يرمي إلى أهداف كان لها أثرها في مصير دينه.



    وجملة (كان أمر الله مفعولا) إشارة إلى وجوب الحزم في مثل هذه المسائل، وكلّ عمل ينبغي فعله يجب أن ينجز ويتحقّق، حيث لا معنى للإستسلام أمام الضجيج والصخب في المسائل التي تتعلّق بالأهداف العامّة والأساسية.



    ويتّضح من التّفسير الواضح الذي أوردناه في بحث الآية أعلاه أنّ الإدّعاءات التي أراد الأعداء أو الجهلاء إسنادها لهذه الآية لا أساس لها مطلقاً، وسنعطي في بحث الملاحظات توضيحاً أكثر في هذا الباب إن شاء الله تعالى.



    وتقول الآية الأخيرة في تكميل المباحث السابقة: (ما كان على النّبي من حرج





    --------------------------------------------------------------------------------





    1 ـ الكامل لابن الأثير، المجلّد 2، ص177. وممّا يستحقّ الإلتفات أنّ زواج النّبي (صلى الله عليه وآله) من زينب قد تمّ في السنة الخامسة للهجرة. المصدر السابق.



    [262]

    فيما فرض الله) فحيث يأمره الله سبحانه لا تجوز المداهنة في مقابل أمره تعالى، ويجب تنفيذه بدون أيّ تردّد.



    إنّ القادة الربانيين يجب أن لا يصغوا إلى كلام هذا وذاك لدى تنفيذ الأوامر الإلهيّة، أو يراعوا الأجواء السياسية والآداب والأعراف الخاطئة السائدة في المحيط، وربّما كان هذا الأمر قد صدر لتمزيق هذه الأعراف المغلوطة، ولتحطيم البدع القبيحة.



    إنّ القادة الإلهيين يجب أن ينفّذوا أمر الله بدون خوف من الملامة والعتاب والضجّة والغوغاء، وأن كونوا مصداق (ولا يخافون لومة لائم).(1)



    إنّنا إذا أردنا أن نجلس وننتظر رضا الجميع وسرورهم ثمّ ننفّذ أمر الله سبحانه، فلنعلم أنّ هذا الأمر لا يمكن تحقّقه، لأنّ بعض الفئات لا ترضى حتّى نستسلم لما تريد ونتّبع دينها وفكرها، كما يقول القرآن الكريم ذلك: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتّى تتّبع ملّتهم).(2)



    وكذلك كان الأمر في مورد الآية التي نبحثها، لأنّ زواج النّبي (صلى الله عليه وآله) من زينب كان يكتنفه في أفكار الناس العامّة إشكالان كما قلنا:



    الأوّل: أنّ الزواج بمطلّقة المدّعى كان في نظر اُولئك كالزواج بزوجة الابن الحقيقي، وكانت هذه بدعة يجب أن تُلغى.



    والآخر: أنّ زواج رجل مرموق له مكانته في المجتمع كالنّبي (صلى الله عليه وآله) من مطلّقة غلام محرّر كان يعدّ عيباً وعاراً، لأنّه يجعل النّبي والعبد في مرتبة واحدة، وهذه الثقافة الخاطئة كان يجب أن تقلع وتجتّث من الجذور لتُزرع مكانها القيم الإنسانية، وكون الزوجين كفؤين لبعضهما إنّما يستقيم ويقاس على أساس الإسلام والإيمان والتقوى وحسب.







    --------------------------------------------------------------------------------





    1 ـ المائدة، 54.



    2 ـ البقرة، 120.



    [263]

    وأساساً فانّ مخالفة السنن والأعراف، وإقتلاع الآداب والعادات الخرافية وغير الإنسانية يقترن عادةً بالضجيج والغوغاء والصخب، وينبغي أن لا يهتمّ الأنبياء بهذا الضجيج والصخب مطلقاً، ولذلك تعقب الجملة التالية فتقول: (سنّة الله في الذين خلوا من قبل).



    فلست الوحيد المبتلى بهذه المشكلة، بل إنّ الأنبياء جميعاً كانوا يعانون هذه المصاعب عند مخالفتهم سنن مجتمعاتهم، وعند سعيهم لإجتثاث اُصول الأعراف الفاسدة منها.



    ولم تكن المشكلة الكبرى منحصرة في محاربة هاتين السنّتين الجاهليتين، بل إنّ هذا الزواج لمّا كان مرتبطاً بالنّبي (صلى الله عليه وآله) فإنّه يمكن أن يعطي الأعداء حربة اُخرى ليعيبوا على النّبي (صلى الله عليه وآله) فعله، ويطعنوا في دينه، وسيأتي تفصيل ذلك.



    ويقول الله سبحانه في نهاية الآية تثبيتاً لاتّباع الحزم في مثل هذه المسائل الأساسية: (وكان أمر الله قدراً مقدوراً).



    إنّ التعبير بـ (قدراً مقدوراً) قد يكون إشارة إلى كون الأمر الإلهي حتمياً، ويمكن أن يكون دالا على رعاية الحكمة والمصلحة فيه، إلاّ أنّ الأنسب في مورد الآية أن يراد منه كلا المعنيين، أي أنّ أمر الله تعالى يصدر على أساس الحساب الدقيق والمصلحة، وكذلك لابدّ من تنفيذه بدون إستفهام أو تلكّؤ.



    والطريف أنّنا نقرأ في التواريخ أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) قد أولم للناس وليمة عامّة لم يكن لها نظير فيما سبق إقترانه بزوجاته(1)، فكأنّه أراد بهذا العمل أن يبيّن للناس أنّه غير قلق ولا خائف من السنن الخرافية التي كانت سائدة في تلك البيئة، بل إنّه يفتخر بتنفيذ هذا الأمر الإلهي، إضافةً إلى أنّه كان يطمح إلى أن يصل صوت إلغاء هذه السنّة الجاهلية إلى آذان جميع من في جزيرة العرب عن هذا الطريق.



    * * *







    --------------------------------------------------------------------------------





    1 ـ يروي المفسّر الكبير المرحوم الطبرسي في مجمع البيان: فتزوّجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ... وما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها، ذبح شاة، وأطعم الناس الخبز واللحم حتّى امتدّ النهار. مجمع البيان، ج8، ص361.



    [264]

    تعليق


    • #3
      نقلا عن تفسير الامثل الشيعي
      .......................................


      بحثان

      1 ـ أساطير كاذبة



      مع أنّ القرآن الكريم كان غاية في الصراحة في قصّة زواج النّبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)من زينب، وفي تبيان هذه المسألة، والهدف من هذا الزواج، وأعلن أنّ الهدف هو محاربة سنّة جاهلية فيما يتعلّق بالزواج من مطلّقة الإبن المدّعى، إلاّ أنّها ظلّت مورد إستغلال جمع من أعداء الإسلام، فحاولوا إختلاق قصّة غرامية منها ليشوّهوا بها صورة النّبي المقدّسة، واتّخذوا من الأحاديث المشكوك فيها أو الموضوعة في هذا الباب آلة وحربة يلوّحون بها.



      ومن جملة ذلك ما كتبوه من أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) جاء إلى دار زيد ليسأل عن حاله، فما إن فتح الباب حتّى وقعت عينه على جمال زينب، فقال: «سبحان الله خالق النور! تبارك الله أحسن الخالقين» واتّخذوا هذه الجملة دليلا على تعلّق النّبي (صلى الله عليه وآله)بزينب.



      في حين أنّ هناك دلائل واضحة ـ بغضّ النظر عن مسألة العصمة والنبوّة ـ تكذّب هذه الأساطير:



      الاُولى: أنّ زينب كانت بنت عمّة النّبي (صلى الله عليه وآله)، وقد تربيّا وكبرا معاً في محيط عائلي تقريباً، والنّبي (صلى الله عليه وآله) هو الذي خطبها بنفسه لزيد، وإذا كان لزينب ذلك الجمال الخارق، وعلى فرض أنّه استرعى إنتباهه، فلم يكن جمالها أمراً خافياً عليه، ولم يكن زواجه منها قبل هذه الحادثة أمراً عسيراً، بل إنّ زينب لم تبد أي رغبة في الإقتران بزيد، بل أعلنت مخالفتها صراحةً، وكانت ترجّح تماماً أن تكون زوجة للنبي (صلى الله عليه وآله)، بحيث أنّها سرّت وفرحت عندما ذهب النّبي (صلى الله عليه وآله) لخطبتها ظنّاً منها بأنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) يخطبها لنفسه، إلاّ أنّها رضخت لأمر الله ورسوله بعد نزول هذه الآية القرآنية وتزوّجت زيداً.



      مع هذه المقدّمات هل يبقى مجال لهذا الوهم بأنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن عالماً بحال



      [265]

      زينب وجمالها؟ وأيّ مجال لهذا الظنّ الخاطيء بأن يكون راغباً في الزواج منها ولا يستطيع الإقدام عليه؟



      والثّانية: أنّ زيداً عندما كان يراجع النّبي (صلى الله عليه وآله) لطلاق زوجته زينب، كان النّبي ينصحه مراراً بصرف النظر عن هذا الأمر، وهذا بنفسه شاهد آخر على بطلان هذه الإدّعاءات والأساطير.



      ومن جهة اُخرى فإنّ القرآن الكريم قد أوضح الهدف من هذا الزواج بصراحة لئلاّ يبقى مجال لأقاويل اُخرى.



      ومن جهة رابعة قرأنا في الآيات المذكورة أعلاه أنّ الله تعالى يقول: قد كان في حادثة زواج النّبي بمطلّقة زيد أمر كان النّبي يخشى الناس فيه، في حين أنّ خشيته من الله أحقّ من الخشية من الناس.



      إنّ مسألة خشية الله سبحانه توحي بأنّ هذا الزواج قد تمّ كتنفيذ لواجب شرعي، يجب عنده طرح كلّ الإعتبارات الشخصية جانباً من أجل الله تعالى ليتحقّق هدف مقدّس من أهداف الرسالة، حتّى وإن كان ثمن ذلك جراحات اللسان التي يلقيها جماعة المنافقين في اتّهاماتهم للنبي، وكان هذا هو الثمن الباهض الذي دفعه النّبي (صلى الله عليه وآله) ـ ولا زال يدفعه إلى الآن ـ في مقابل طاعة أمر الله سبحانه، وإلغاء عرف خاطيء وسنّة مبتدعة.



      إلاّ أنّ هناك لحظات حرجة في حياة القادة المخلصين تحتّم عليهم أن يضحّوا ويعرّضوا أنفسهم فيها لاتّهام أمثال هؤلاء الأفراد ليتحقّق هدفهم!



      أجل .. لو كان النّبي (صلى الله عليه وآله) لم ير زينب من قبل مطلقاً، ولم يكن يعرفها، ولم يكن لدى زينب الرغبة في الإقتران به، ولم يكن زيد مستعدّاً لطلاقها ـ وبغضّ النظر عن مسألة النبوّة والعصمة ـ لكان هناك مجال لمثل هذه الأقاويل والتخرّصات، لكن بملاحظة إنتفاء كلّ هذه الظروف يتّضح كون هذه الأكاذيب مختلفة.



      إضافةً إلى أنّ تاريخ النّبي (صلى الله عليه وآله) لم يعكس أي دليل أو صورة تدلّ على وجود



      [266]

      رغبة خاصّة لديه (صلى الله عليه وآله) في الزواج من زينب، بل هي كسائر الزوجات، بل ربّما كانت أقل من بعض الزوجات من بعض الجهات، وهذا شاهد تأريخي آخر على نفي هذه الأساطير.



      ونرى في نهاية المطاف ضرورة الإشارة إلى إحتمال أن يقول شخص: إنّ محاربة مثل هذه السنّة الخاطئة واجب، ولكن أيّة ضرورة تدعو إلى أن يقتحم النّبي (صلى الله عليه وآله) هذا الميدان بنفسه؟ فقد كان بإمكانه أن يطرح هذه المسألة ويبيّنها كقانون، ويرغب الآخرين في الزواج من مطلّقة المتبنّي.



      غير أنّ مخالفة سنّة جاهلية خاطئة ـ خاصّة وأنّها تتعلّق بالزواج من أفراد هم دون شأن المقابل ظاهراً ـ قد تكون غير مقبولة بالكلام والتقنين أحياناً، إذ يقول الناس: إذا كان هذا الأمر حسناً فلماذا لم يفعله هو؟ لِمَ لم يتزوّج بمطلّقة عبده المعتق وإبنه المتبنى؟



      في مثل هذه الموارد ينهي الإقدام والإجراء العملي كلّ هذه الأسئلة والإشكالات، وعندها ستتكسّر وتتلاشى تلك السنّة الخاطئة. إضافةً إلى أنّ هذا العمل كان بنفسه تضحية وإيثاراً.







      2 ـ روح الإسلام التسليم أمام الله



      لا شكّ أنّ إستقلال الإنسان الفكري والروحي لا يسمح له أن يستسلم لأحد بدون قيد أو شرط، لأنّه إنسان مثله، ومن الممكن أن تكون له أخطاء وإشتباهات في المسائل.



      أمّا إذا إنتهت المسألة إلى الله العالم والحكيم، والنّبي الذي يتحدّث عنه ويسير بأمره، فإنّ عدم التسليم المطلق دليل على الضلال والإنحراف، حيث لا يوجد أدنى إشتباه في أوامره سبحانه. إضافةً إلى أنّ أمره حافظ لمنافع الإنسان نفسه، ولا يعود شيء على ذاته المقدّسة، فهل يوجد إنسان عاقل يسحق مصالحه برجله



      [267]

      بعد تشخيص هذه الحقيقة؟



      ومضافاً إلى ذلك فإنّنا منه تعالى، وكلّ ما لدينا منه، ولا يمكن أن يكون لنا أمر وقرار إلاّ التسليم لإرادته وأمره، ولذلك ترى بين دفّتي القرآن آيات كثيرة تشير إلى هذه المسألة:



      فمرّة تقول آية: (إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا واُولئك هم المفلحون).(1)



      وتقول اُخرى: (فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً).(2)



      ويقول القرآن في موضع آخر: (ومن أحسن ديناً ممّن أسلم وجهه لله وهو محسن).(3)



      إنّ «الإسلام» أخذ من مادّة «التسليم»، وهو يشير إلى هذه الحقيقة، وبناءً على هذا فإنّ كلّ إنسان يتمتّع بروح الإسلام بمقدار تسليمه لله سبحانه.



      ينقسم الناس عدّة أقسام من هذه الناحية: فقسم يسلّمون لأمر الله في الموارد التي تنفعهم فقط، وهؤلاء في الحقيقة مشركون إنتحلوا اسم الإسلام، وعملهم تجزئة لأحكام الله تعالى، فهم مصداق (نؤمن ببعض ونكفر ببعض) فإيمانهم في الحقيقة إيمان بمصالحهم لا بالله تعالى.



      وآخرون جعلوا إرادتهم تبعاً لإرادة الله، وإذا تعارضت منافعهم الزائلة مع أمر الله سبحانه، فإنّهم يغضّون الطرف عنها ويسلّمون لأمر الله، وهؤلاء هم المؤمنون والمسلمون الحقيقيون.



      والقسم الثالث أسمى من هؤلاء، فهم لا يريدون إلاّ ما أراد الله، وليس في





      --------------------------------------------------------------------------------





      1 ـ النور، 51.



      2 ـ النساء، 65.



      3 ـ النساء، 125.



      [268]

      قلوبهم إلاّ ما يشاؤه سبحانه، فقد بلغوا مرتبة من التسامي لا يحبّون معها إلاّ ما يحبّه الله، ولا يبغضون إلاّ ما أبغضه الله عزّوجلّ.



      هؤلاء هم الخاصّة والمخلصون والمقرّبون لديه، فقد صبغ التوحيد كلّ وجودهم، وغرقوا في حبّه، وفنوا في جماله(1).







      * * *







      --------------------------------------------------------------------------------





      1 ـ لقد أوردنا بحثاً آخر في هذا الباب في ذيل الآية (65) من سورة النساء.

      تعليق


      • #4
        روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج 8، ص: 345.
        عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله

        قال المجلسي الاول : قوي كالصحيح.



        -----------------------------


        تفسير القمي

        حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان سبب ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها ، ورأى زياد يباع ( 3 ) ورآه غلاما كيسا حصيفا فاشتراه ، فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وآله دعاه إلى الاسلام فأسلم فكان ( 1 ) يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر زيد قدم مكة وكان رجلا جليلا فأتى أبا طالب فقال : يا أبا طالب إن ابني وقع عليه السبي وبلغني أنه صار لابن أخيك تسأله ( 2 ) إما أن يبيعه وإما أن يفاديه ، وإما أن يعتقه ، فكلم أبوطالب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هو حر فليذهب حيث شاء ، فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له : يا بني الحق بشرفك وحسبك ، فقال زيد : لست افارق رسول الله صلى الله عليه وآله أبدا ، فقال له أبوه : فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش ؟ فقال زيد : لست افارق رسول الله صلى الله عليه وآله ما دمت حيا ، فغضب أبوه فقال : يا معشر قريش اشهدوا أني قد برئت منه وليس هو ابني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني ، وكان يدعى زيد بن محمد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحبه وسماه زيد الحب ، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة زوجه زينب بنت جحش وأبطأ عنه يوما فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله منزله يسأله عنه ، فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا بفهر لها فدفع ( 3 ) رسول الله صلى الله عليه وآله الباب فنظر إليها وكانت جميلة حسنة ، فقال : سبحان الله خالق النور وتبارك الله أحسن الخالقين ، ثم رجع صلى الله عليه وآله إلى منزله ووقعت زينب في قلبه وقوعا عجيبا ( 4 ) وجاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها زيد : هل لك أن اطلقك حتى يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وآله فعلك ( 5 ) قد وقعت في قلبه ؟ فقالت : أخشى أن تطلقني ولا يتزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله ، فجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : بأبي أنت وامي ( 6 ) أخبرتني زينب بكذا وكذا ، فهل لك أن اطلقها حتى تتزوجها ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : لا ، اذهب واتق الله و أمسك عليك زوجك ، ثم حكى الله فقال : "أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها "إلى قوله : "وكان أمر الله مفعولا "( 1 ) فزوجه الله من فوق عرشه فقال المنافقون : يحرم علينا نساءنا ( 2 ) ويتزوج امرأة ابنه زيد ، فأنزل الله في هذا : "وما جعل أدعياءكم أبناءكم "إلى قوله : "يهدي السبيل "ثم قال : "ادعوهم لآبائهم "إلى قوله : "ومواليكم ( 3 ) "فأعلم الله أن زيدا ليس هو ابن محمد ، وإنما ادعاه للسبب الذي ذكرناه ، وفي هذا أيضا ما نكتبه في غير هذا الموضع في قوله : "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما ( 4 ) "ثم نزل : لا يحل لك النساء "بعد ما حرم عليه في سورة النساء وقوله : "ولا أن تبدل بهن من أزواج "معطوف على قصة امرأة زيد "ولو أعجبك حسنهن ( 5 ) "أي لا يحل لك امرأة رجل أن تتعرض لها حتى يطلقها وتتزوجها أنت فلا تفعل ( 6 ) هذا الفعل بعد هذا ( 7 ) .


        -----------------------------------------------------------








        الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 23 - ص 96 - 97
        وبهذا المضمون روايات مختلفة ، زيادة ونقصانا ، فروى في الكافي عن أبي بكر الحضرمي ( 4 ) عن أبي جعفر عليه السلام مثله بأدنى تفاوت إلا أنه ليس فيه حديث الارجاء ، ورواه بطريق آخر عن أبي بصير ( 5 ) عن أبي عبد الله عليه السلام مثله إلا أنه ليس فيه حديث الإرجاء ولا الهبة ، وزاد أحاديث آل محمد عليهم السلام خلاف أحاديث الناس . وروى في الكافي والتهذيب عن أبي بصير ( 6 ) عنه عليه السلام مثله من دون الزيادة المذكورة ، إلا أنه قال فيه : " أراكم وأنتم تزعمون لكم ما لا يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله " ولا يخفى على من تأمل سياق الآيات هنا ما في هذه الأخبار من الاشكال ، بل الداء العضال ، وأشكل وأعضل من ذلك ما ذكره الثقة الجليل علي بن إبراهيم في تفسيره حيث قال : " لا يحل لك النساء " من بعد ما حرم عليه في سورة النساء قوله " ولا أن تبدل بهن من أزواج " معطوف على قصة امرأة زيد " ولو أعجبك حسنهن " أي لا يحل لك امرأة رجل أن تتعرض لها حتى يطلقها وتزوجها أنت ، فلا تفعل هذا الفعل بعد هذا . إنتهى . ولا مسرح للفكر هنا ولا كلام غير غض الطرف ، ورد هذه الأخبار إلى قائلها عليه السلام ، ولهذا قال المحدث الكاشاني في كتاب الصافي - بعد ذكر نحو ما قلناه - : أقول : وهذه الأخبار كما ترى ، وكذا ما ذكره القمي رزقنا الله فهمها ، وقيل : هذه الآية منسوخة بقوله " ترجي من تشاء منهن ، وتؤوي إليك من تشاء " فإنه وإن تقدمها قراءة ، فهو مسبوق بها نزولا . . . أ.هـ




        تعليق


        • #5
          الى العضو المسمى (( يا الله عفوك ))

          اذا اردتم محاججتنا بما في كتبنا فعليكم المحاججة بما نؤمن بصحته فقط وليس المحاججة باي حديث ورد في اي كتاب فهذا اسلوب المهرجين والمفلسين والتكفيريين.... ليس لدينا كتاب حديث صحيح بكل ما فيه بل جميع الكتب فيها احاديث صحيحة وضعيفة وموضوعة... المقياس الاول لصحة اي حديث عندنا هو عدم معارضته للقران ... القران بين عصمة الرسول ص المطلقة لذلك اي حديث ينافي العصمة فهو باطل... من اساسيات مذهبنا هو عصمة الرسول ص المطلقة من الولادة حتى الممات...اما هكذا احاديث كالتي اوردتها فهي مرفوضة جملة وتفصيلا لان فيها طعن بالرسول ص .. وقد نقلنا (تفسير الامثل الشيعي ) للاية موضوع البحث وقد اعتبر هكذا اراء في التفسير مرفوضة

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم
            الى العضو المسمى (( يا الله عفوك ))

            اذا اردتم محاججتنا بما في كتبنا فعليكم المحاججة بما نؤمن بصحته فقط وليس المحاججة باي حديث ورد في اي كتاب فهذا اسلوب المهرجين والمفلسين والتكفيريين.... ليس لدينا كتاب حديث صحيح بكل ما فيه بل جميع الكتب فيها احاديث صحيحة وضعيفة وموضوعة
            لماذا انت منفعل؟

            لماذا لاتلزم نفسك بهذا؟
            ولاتنقل الا ماكان رواية صحيحة صريحة عن المعصوم ليس فيها اشكال لا في السند ولا في المتن

            رمتني بدائها وانسلت


            ... المقياس الاول لصحة اي حديث عندنا هو عدم معارضته للقران ... القران بين عصمة الرسول ص المطلقة لذلك اي حديث ينافي العصمة فهو باطل... من اساسيات مذهبنا هو عصمة الرسول ص المطلقة من الولادة حتى الممات...اما هكذا احاديث كالتي اوردتها فهي مرفوضة جملة وتفصيلا لان فيها طعن بالرسول ص .. وقد نقلنا (تفسير الامثل الشيعي ) للاية موضوع البحث وقد اعتبر هكذا اراء في التفسير مرفوضة

            هذا الذي نقلته لك من تفسير القران
            فهو لايعارض القرآن عند علماءك مثل القمي والبحراني وهو اقرار منهم بصحته.


            "ثم نزل : لا يحل لك النساء "بعد ما حرم عليه في سورة النساء وقوله : "ولا أن تبدل بهن من أزواج "معطوف على قصة امرأة زيد "ولو أعجبك حسنهن"أي لا يحل لك امرأة رجل أن تتعرض لها حتى يطلقها وتزوجها أنت ، فلا تفعل هذا الفعل بعد هذا

            ولاتنسى الرواية القوية كالصحيح :
            عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم
              الى العضو المسمى (( يا الله عفوك ))

              اذا اردتم محاججتنا بما في كتبنا فعليكم المحاججة بما نؤمن بصحته فقط وليس المحاججة باي حديث ورد في اي كتاب فهذا اسلوب المهرجين والمفلسين والتكفيريين.... ليس لدينا كتاب حديث صحيح بكل ما فيه بل جميع الكتب فيها احاديث صحيحة وضعيفة وموضوعة...

              انت اكبر مهرج والا لماذا لاتنقل لنا دليل صحيح على صحة ذلك التفسير؟؟؟

              انت لاتستطيع لانك مفلس لاتستطيع اثبات صحة ذلك النقل


              قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - :
              ذكر ابن جرير وابن أبي حاتم هاهنا آثاراً عن بعض السلف - رضي الله عنهم - أحببنا أن نضرب عنها صفحاً ؛ لعدم صحتها ، فلا نوردها .
              " تفسير ابن كثير " ( 6 / 424 ) .






              جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للافتاء :

              وأما ما يُروى في ذلك من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم زينب من وراء الستار ، وأنها وقعت من قلبه موقعاً بليغاً ففُتن بها وعشقها ، وعلم بذلك زيد فكرهها وآثر النبي صلى الله عليه وسلم بها فطلقها ليتزوجها بعده : فكله لم يثبت من طريق صحيح ، والأنبياء أعظم شأناً ، وأعف نفساً ، وأكرم أخلاقاً ، وأعلى منزلةً وشرفًا من أن يحصل منهم شيء من ذلك ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي خطبها لزيد رضي الله عنه ، وهي ابنة عمته ، فلو كانت نفسه متعلقة بها لاستأثر بها من أول الأمر ، وخاصة أنها استنكفت أن تتزوج زيداً ، ولم ترض به حتى نزلت الآية فرضيت ، وإنما هذا قضاء من الله وتدبير منه سبحانه لإبطال عاداتٍ جاهلية ، ولرحمة الناس والتخفيف عنهم ، كما قال تعالى ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا . مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا . الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا . مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) .

              الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
              ” فتاوى إسلامية ” ( 18 / 137 – 141 ) .

              تعليق


              • #8
                [QUOTE]
                المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *

                انت اكبر مهرج والا لماذا لاتنقل لنا دليل صحيح على صحة ذلك التفسير؟؟؟

                انت لاتستطيع لانك مفلس لاتستطيع اثبات صحة ذلك النقل


                التفاسير التي نقلنا عنها موجودة على الانترنت وتستطيع التاكد من صحة النقل عنها

                قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - :
                ذكر ابن جرير وابن أبي حاتم هاهنا آثاراً عن بعض السلف - رضي الله عنهم - أحببنا أن نضرب عنها صفحاً ؛ لعدم صحتها ، فلا نوردها .
                " تفسير ابن كثير " ( 6 / 424 ) .






                جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للافتاء :

                وأما ما يُروى في ذلك من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم زينب من وراء الستار ، وأنها وقعت من قلبه موقعاً بليغاً ففُتن بها وعشقها ، وعلم بذلك زيد فكرهها وآثر النبي صلى الله عليه وسلم بها فطلقها ليتزوجها بعده : فكله لم يثبت من طريق صحيح ، والأنبياء أعظم شأناً ، وأعف نفساً ، وأكرم أخلاقاً ، وأعلى منزلةً وشرفًا من أن يحصل منهم شيء من ذلك ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي خطبها لزيد رضي الله عنه ، وهي ابنة عمته ، فلو كانت نفسه متعلقة بها لاستأثر بها من أول الأمر ، وخاصة أنها استنكفت أن تتزوج زيداً ، ولم ترض به حتى نزلت الآية فرضيت ، وإنما هذا قضاء من الله وتدبير منه سبحانه لإبطال عاداتٍ جاهلية ، ولرحمة الناس والتخفيف عنهم ، كما قال تعالى ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا . مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا . الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا . مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) .

                الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
                ” فتاوى إسلامية ” ( 18 / 137 – 141 ) .


                هذا هو الراي الصحيح والذي يتطابق مع راي الشيعة في التفسير... لكن للاسف هو راي الاقلية من مفسري السنة والوهابية ... اما الاكثرية فقد انطلت عليهم اكاذيب المنافقين والامويين في الطعن بعصمة الرسول ص

                تعليق


                • #9
                  [quote=عادل سالم سالم]

                  التفاسير التي نقلنا عنها موجودة على الانترنت وتستطيع التاكد من صحة النقل عنها



                  وكذلك التفسير الذي نقلته لك موجود على الانرنت من مواقع الشيعة الرسمية
                  وتستطيع التأكد منها
                  وقد قبلها علماءك الكبار مثل البحراني والقمي وغيرهم


                  وليس شاني ان لاتقبل بها انت وهي رواية عن المعصوم.







                  هذا هو الراي الصحيح والذي يتطابق مع راي الشيعة في التفسير...

                  اي شيعة!!!

                  قال جعفر الصادق :
                  فدفع رسول الله صلى الله عليه وآله الباب فنظر إليها وكانت جميلة حسنة ، فقال : سبحان الله خالق النور وتبارك الله أحسن الخالقين ، ثم رجع صلى الله عليه وآله إلى منزله ووقعت زينب في قلبه وقوعا عجيبا


                  العالم الشيعي قوله لايساوي شيء امام قول المعصوم عندكم، هذه بضاعتكم ردت اليكم

                  واما اهل السنة فالعبرة عندهم بثبوت الدليل وليس مجرد قال فلان او قال علان لان العلماء ينقلون في تفاسيرهم اقوال كثيرة ولاتعني بالضرورة صحيحة.

                  اما الاكثرية فقد انطلت عليهم اكاذيب المنافقين والامويين في الطعن بعصمة الرسول ص

                  لا ادري هل جعفر الصادق اصبح اموي ايضا!!!



                  تعليق


                  • #10
                    هذه المصادر التي أخذها من المجاميع الحديثية لدى الشيعة هي بالنمتيجة مأخوذة من كتب السنة أي تنتهي إلى كتب السنة


                    فتفسير القرطبي مثلا من أصح التفاسير لدى أهل السنة وعليه الحجة على أهل السنة كونهم أصحاب هذه الأحاديث لا الشيعة حتى وإن وجدت في كتبهم لأن الشيعة أهل تنقيح وبحث

                    أما السنة فلا تنقيح لديهم ؟؟!!!!!!!!!!!


                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة بريق سيف
                      هذه المصادر التي أخذها من المجاميع الحديثية لدى الشيعة هي بالنمتيجة مأخوذة من كتب السنة أي تنتهي إلى كتب السنة

                      القمي والكليني ينقلون عن اصحابكم عن جعفر الصادق


                      تعليق


                      • #12
                        [QUOTE]
                        المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *

                        وكذلك التفسير الذي نقلته لك موجود على الانرنت من مواقع الشيعة الرسمية
                        وتستطيع التأكد منها
                        وقد قبلها علماءك الكبار مثل البحراني والقمي وغيرهم


                        وليس شاني ان لاتقبل بها انت وهي رواية عن المعصوم.
                        يا اخي الا تفهم ... مجرد وجود رواية في كتاب من كتبنا لا يعني انها صحيحة المتن... كل الروايات الموضوعة في كتب الشيعة والسنة هي مرجعها او نسبتها للمعصوم ( الرسول ص او الامام ) زورا و كذبا ... وفقا لمبدأك يجب قبول كل الروايات في كتب السنة والشيعة لانها راجعة في النهاية للمعصوم





                        قال جعفر الصادق :
                        فدفع رسول الله صلى الله عليه وآله الباب فنظر إليها وكانت جميلة حسنة ، فقال : سبحان الله خالق النور وتبارك الله أحسن الخالقين ، ثم رجع صلى الله عليه وآله إلى منزله ووقعت زينب في قلبه وقوعا عجيبا

                        هذا الحديث يناقض القران الذي بين عصمة الرسول ص وعظمة خلقه لذلك لا قيمة له حتى لو نسب زورا للمعصوم


                        العالم الشيعي قوله لايساوي شيء امام قول المعصوم عندكم، هذه بضاعتكم ردت اليكم

                        هذا اذا ثبت ان الحديث صحيح المتن فقط.. اما اذا لم يثبت فلا قيمة له

                        واما اهل السنة فالعبرة عندهم بثبوت الدليل وليس مجرد قال فلان او قال علان لان العلماء ينقلون في تفاسيرهم اقوال كثيرة ولاتعني بالضرورة صحيحة.
                        المفسرون عادة ما يبينون ارجح الاراء اذا ذكروا عدة اراء... لكن الذي يذكر التفسير بدون ان يضعفه فهذا يعني انه يؤمن بما كتب

                        لا ادري هل جعفر الصادق اصبح اموي ايضا!!!


                        لم يثبت صحة الحديث لذلك لا قيمة له حتى لو نسب للصادق ع كذبا و زورا



                        يا اخي لماذا تتغابى... اساس مذهب الشيعة قائم على عصمة الرسول ص المطلقة من الولادة حتى الممات وهذا ما اتفق عليه جميع العلماء على مر العصور لذلك اي قول ينافي العصمة فهو موضوع


                        لو كانت عندك غيره على الرسول ص لرفضت هكذا تفاسير مسيئة للرسول ص ... بل على العكس يبدو انك تحاول تاكيد اقوال مفسريكم وكذلك الصاق التهمة بغيركم بالاعتماد على احاديث لانؤمن بصحتها اصلا

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم
                          يا اخي الا تفهم ... مجرد وجود رواية في كتاب من كتبنا لا يعني انها صحيحة المتن... كل الروايات الموضوعة في كتب الشيعة والسنة هي مرجعها او نسبتها للمعصوم ( الرسول ص او الامام ) زورا و كذبا ... وفقا لمبدأك يجب قبول كل الروايات في كتب السنة والشيعة لانها راجعة في النهاية للمعصوم

                          ذكرها القمي والبحراني من باب الاقرار بها وقبولها في تفسير القرآن عن قول المعصوم.

                          لا ادري هل انت تعرف القرآن اكثر من المعصوم عندكم!!!




                          هذا الحديث يناقض القران الذي بين عصمة الرسول ص وعظمة خلقه لذلك لا قيمة له حتى لو نسب زورا للمعصوم

                          هذا ما اقره المعصوم عندكم
                          والقمي والبحراني ايضا

                          هم يعرفون دينكم اكثر منك.



                          هذا اذا ثبت ان الحديث صحيح المتن فقط.. اما اذا لم يثبت فلا قيمة له

                          المتن صحيح كما اثبته البحراني والقمي.




                          يا اخي لماذا تتغابى... اساس مذهب الشيعة قائم على عصمة الرسول ص المطلقة من الولادة حتى الممات وهذا ما اتفق عليه جميع العلماء على مر العصور لذلك اي قول ينافي العصمة فهو موضوع



                          جعفر الصادق عندكم يقول لكم هذا دينكم

                          اذا عندك دين جديد فلا تدعي انك تتبع جعفر الصادق
                          واضرب على قوله عرض الحائط

                          تعليق


                          • #14
                            الى العضو المسمى (( يا الله عفوك ))

                            هل انت تؤمن بصحة التفاسير التي نقلناها سابقا ؟؟؟

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم
                              الى العضو المسمى (( يا الله عفوك ))

                              هل انت تؤمن بصحة التفاسير التي نقلناها سابقا ؟؟؟


                              تقصد تفسير المعصوم عندكم الذي قال ان الرسول عليه الصلاة والسلام وقع في قلبه عندما شاهد زينب؟
                              طبعا لا لانها ليست مسنده الى الرسول عليه الصلاة والسلام (مرسلة) وايضا رواتها غير موثقين


                              واما تفاسيرنا فليس كل مافيها صحيح
                              بل يجب التحري عن صحة الروايات فيها وتلك الروايات ضعيفة كما قال ابن كثير وابن باز.




                              قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - :
                              ذكر ابن جرير وابن أبي حاتم هاهنا آثاراً عن بعض السلف - رضي الله عنهم - أحببنا أن نضرب عنها صفحاً ؛ لعدم صحتها ، فلا نوردها .
                              " تفسير ابن كثير " ( 6 / 424 ) .






                              جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للافتاء :

                              وأما ما يُروى في ذلك من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم زينب من وراء الستار ، وأنها وقعت من قلبه موقعاً بليغاً ففُتن بها وعشقها ، وعلم بذلك زيد فكرهها وآثر النبي صلى الله عليه وسلم بها فطلقها ليتزوجها بعده : فكله لم يثبت من طريق صحيح ، والأنبياء أعظم شأناً ، وأعف نفساً ، وأكرم أخلاقاً ، وأعلى منزلةً وشرفًا من أن يحصل منهم شيء من ذلك ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي خطبها لزيد رضي الله عنه ، وهي ابنة عمته ، فلو كانت نفسه متعلقة بها لاستأثر بها من أول الأمر ، وخاصة أنها استنكفت أن تتزوج زيداً ، ولم ترض به حتى نزلت الآية فرضيت ، وإنما هذا قضاء من الله وتدبير منه سبحانه لإبطال عاداتٍ جاهلية ، ولرحمة الناس والتخفيف عنهم ، كما قال تعالى ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا . مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا . الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا . مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) .

                              الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
                              ” فتاوى إسلامية ” ( 18 / 137 – 141 ) .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              8 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X