إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مرسي وإخوانه: سنة أولى فشل!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرسي وإخوانه: سنة أولى فشل!!

    مرسي وإخوانه: سنة أولى فشل!!

    بلا شك فترة قصيرة للحكم على أول تجربة إخوانية في الحكم.. بيد أنها كانت كافية للقول بأن “المكتوب يُقرأ من عنوانه”، وعنوان ما كُتبً وسُجّل خلال العائم الفائت، يمكن اختزاله بكلمة واحدة: الفشل.
    وأحسب أنه يصعب على المراقب الموضوعي والمحايد، أن يسجل إنجازاً واحداً ذي مغزى، أمكن للنظام الجديد أن يحققه.. ومن دون الغرق في الإنكار والمكابرة، سيصعب على مرسي وإخوانه، أن يأتوا بشاهد واحد يدفع بالاتجاه المعاكس.

    أمس انقسمت مصر إلى شطرين.. قسم مؤيد للرئيس وإخوانه وداعميه من السلفيين، وقسم آخر تمثله قوى المعارضة والمبادرات الشبابية ونخب حديثة ووطنيون مصريين ومواطنون اكتووا بنيران الفوضى وغول الأسعار وقلق الفلتان الأمني والتحريض المذهبي والديني، وغير ذلك من مشكلات وتحديات، لا يمكن تبرئة الإخوان من المسؤولية عنها.
    انقسام الشارع المصري بين مؤيد لمرسي ومعارض له، حتى وإن كان “التوازن في القوى” هو سيّد الموقف، إنما ينهض كشاهد على الفشل.. فالرئيس الذي جاء بنصف أصوات الناخبين، ويعارضه اليوم، نصف المصريين، لا يمكن أن يحكم مصر بنظام “الحزب الواحد” وعقلية “الديكتاتور المتدثر بلباس الدين وعمامة الإسلام”..
    هو فشل ذريع حتى لا يمكن التقليل من شأنه بحجة أنه رئيس منتخب، فالديمقراطية لا يمكن أن تقوم يوماً، على إنكار حقوق الآخرين وحرياتهم، واستبعادهم عن المشاركة في رسم السياسة وصنع القرار وصياغة الدستور ووضع التشريع.

    عام كامل من الحرب على المؤسستين العسكرية والأمنية، وحروب متشعبة على القضاء، ومطاردات للصحافة والإعلام، واستعداء لمؤسسات المجتمع المدني والحركات النسائية، ومناخات كراهية مع المكون المسيحي الرئيس، وعزف على الوتر المذهبي، كريه وبائس.
    ولا يمكن بحال، القبول بالحجة الإخوانية التي طالما ادعى أصحابها بأن المعارضة هي من رفض “اليد الممدودة” لهم من الرئيس وأعوانه، مثل هذا الادعاء، طالما أشهره الإخوان في مواجهة “أيدٍ ممدودة” زعمت نظم الفساد والاستبداد أنها مدّتها للإخوان، في حوارات شكلية، ومشاركات ديكورية ودعوات للقيام بدور “شاهد الزور”..
    الإخوان مع خصومهم ومجادليهم، يعيدون إنتاج سيرة وتجربة النظم البائدة، فكان الفشل سيد الموقف.
    والانقسام في الزمن الإخواني، يأخذ طابعاً شديد الخطورة، إذ يغلف بلباس المذهب والدين، ولقد تصدت منظمات حقوقية دولية، لخطاب التحريض المذهبي العنفي الذي تمارسه الجماعة مباشرة أو بصورة غير مباشرة، من خلال حلفائها السلفيين، ولقد شكلت جريمة أبو النمرس، وقتل وسجل أربعة مواطنين لهويتهم المذهبية، أحد أبرز العلائم على الفشل وعدم الصلاحية وغياب الاستعداد لقيادة مصر وحكمها.
    الاقتصاد في تراجع، والاحتياطات إلى انكماش، والبطالة في تزايد، والأزمات تلف المصريين من جهاتهم الأربع، أزمة كهرباء وأزمة طاقة، وأزمة محروقات، وأزمة رغيف عيش، وأزمة أمن وأمان.. لا يوجد قطاع واحد من قطاعات الإنتاج الاقتصادي والاجتماعي والخدمي، لم تعصف به رياح الأزمة خلال السنة الفائتة.
    أما على مستوى السياسة الخارجية، فقد سجل حكم الإخوان، انحساراً في دور مصر وحضورها، وباتت الشقيقة الكبرى، في موضع “المطمع” لكل الأطراف الإقليمية والدولية.. من قطر التي حلمت بالسيطرة على معالم مصر ورموزها السيادية والسياحية مروراً بأثيوبيا التي تجرأت لأول مرة على تهديد شريان مصر الحيوي وسبب وجودها: النيل.. ناهيك عن اللاعبين الدوليين الكبار، الذي ما عادوا ينظرون لمصر كلاعب رئيس، بل ولا يجدون الحاجة للمرور بعاصمتها للتنسيق والتشاور.
    أما على مستوى العلاقات المصرية – الإسرائيلية، فقد حافظت على روحها وحيويتها، خصوصاً في المجال الأمني، وبقي نظام الإخوان على التزامات نظام مبارك، وفياً للمعاهدات التي وقعها السادات مع إسرائيل..
    وسقطت الأقنعة عن “المقاومة” و”الجهاد” و”الى القدس زاحفين.. شهداء بالملايين”، لتحل محلها كتب التطمينات، واستمرار السفراء والسفارات، و”العزيز بيريز”.


    لا شيء يخطر بالبال، يمكن أن يُحسب لنظام مرسي في عامه الأول، لكن “القوم” كعادة من سبقهم، لا يتقنون سوى البحث عن شمّاعات وأعذار، للتنصل من الفشل وإلقاء اللائمة على الآخرين، من دون أن يعترفوا لمرة واحدة، بأنهم أخطأوا، وأن يعددوا أخطاءهم، وأن يقرّوا بأنه يتعين عليهم إجراء مراجعة جذرية لمواقفهم وسياساتهم.

    عريب الرنتاوي

  • #2
    الإخوان... الأخطاء القاتلة

    لن تكون أهمية 30 يونيو (حزيران) في الإطاحة برئيس عابر وصل إلى حكم مصر فلتةً، وإنّما بسقوط منظومة سياسية تنظيمية كبرى أسست قبل ثمانية عقود، فإذا هي تتهاوى خلال عامٍ واحدٍ من تجربة حكم الاخوان المسلمين.

    في تركيا... استطاع رجب طيب أردوغان أن يحرق خلال أسبوعين ما أنجزه حزبه خلال عشر سنوات، بسبب سوء تعامله مع المتظاهرين في ميدان «تقسيم»، وفي مصر، استطاع محمد مرسي أن يحرق ما بناه الاخوان من قاعدةٍ اجتماعيةٍ طوال خمسين عاماً، خلال أسبوع، منذ مؤتمر إعلان الجهاد ضد سورية إلى خطابه الاستعراضي الممل الذي زاد حنق المصريين عليه، وزاد زخم الدعوة إلى رحيله في 30 يونيو/ حزيران.

    الخطأ الأكبر للاخوان أنهم لم يحسنوا قراءة هذه المرحلة التأريخية، التي دشّنها الربيع العربي، حين رفع عناوين الحرية والكرامة والعيش الكريم. جاءوا إلى الحكم في فترة فراغٍ سياسي، وأرادوا أن يُحكموا قبضتهم على مؤسسات الدولة، وفي مخيلتهم مشروع «التمكين في الأرض». نسوا بأنها ثورةٌ لم يلتحقوا بها إلا في الدقائق الأخيرة، وأنه نصرٌ لم يسهموا في إنجازه إلا بالقليل. وفاتهم أن البلد خارجٌ من عباءة الاستبداد، ولن يتحمل استبداداً من نوعٍ جديد. لا السياسة تسمح بذلك ولا الاقتصاد ولا الجماهير التي ضاقت ذرعاً بسياسات الاستبداد والمستبدين.

    لاشك أن للاخوان أعداءً كثر، لكن أكبر أعداء المرء نفسه، وما كان للمعارضة أن تطيح بالأخوان لو لم يعينوها على أنفسهم، عبر سلسلة الأخطاء التي اقترفوها، بدءًا بفرض دستور غير متوافق عليه، والمضي في سياساتهم الحزبية، وفن استعداء الآخرين. خلال هذه العام، لم يكسبوا صديقاً واحداً، وإنما تفننوا في كسب المزيد من الأعداء، فحين قامت قيامتهم لم تجد أحداً يبكيهم، ووجدت كثرةً من الشامتين.

    أول زيارةٍ خارجيةٍ قام بها مرسي إلى السعودية، لكنها لم تطمئن دول الخليج، فظلّت الحرب سجالاً مع عدد من دول الخليج (كشف شبكات وحملات إعلامية ومحاكمات...). وحين ذهب إلى مؤتمر دولي في إيران، تكلّم كزعيم جماعةٍ إسلاميةٍ متعصب، ولم يتكلّم كرئيس دولة إقليمية كبرى لها وزنها. كان الإيرانيون يقارنونه بعبد الناصر فيعجبون. قامةٌ صغيرةٌ لا تليق بتأريخ مصر، يخطب وعيناه تدوران يميناً وشمالاً بحثاً عن التصفيق، وحين صعد أول مرةٍ على المنصة أمام بحرٍ من الجماهير كشف عن صدره صائحاًً: «أنا لا أخاف... لا أخاف».

    في الانتخابات الرئاسية، مرّ مرسي بصعوبةٍ بالغةٍ، حين خُيّر المصريون بين مرشح الاخوان (مرسي) وبين مرشح النظام السابق المتهم بقضايا سرقة وفساد (شفيق)، وبالكاد فاز بنسبةٍ ضئيلةٍ جداً. الرسالة كانت واضحةً جداً، ومع ذلك لم يفهمها الاخوان يومها، واحتاجوا إلى يوم 30 يونيو ليوقظهم من غيبوبتهم القاتلة.

    كانت التقديرات الأولية أن الولايات المتحدة التي تخلّت عن حليفها العجوز (حسني مبارك)، أعدت العدّة للتعايش والتحالف مع حكم الأخوان لثلاثين عاماً، لكن سرعان ما أحرق الاخوان مراكبهم في الداخل، واعتمدوا على التحالف مع القوى السلفية، فكانت عبئاً عليهم أكثر مما كانوا عوناً لهم، ولم تنفعهم رسالة الطمأنة والاعتماد الرسمي لدى «الصديق العظيم بيريز».

    خطأ الاخوان الأكبر أنهم لم يستوعبوا أن الملايين لم ينزلوا الشوارع من أجل استرجاع الخلافة، أو تنصيب خليفة جديد، وإنّما لاسترجاع كرامة الإنسان التي سلبها الطغاة.

    قاسم حسين

    تعليق


    • #3
      اخوان مصر بين تركيا والجزائر

      في حركةٍ التفافيةٍ سريعة، تمكن العسكر المصري من استغلال خلافات النخب السياسية الفاشلة، الاسلامية والعلمانية معاً، ليعود إلى السلطة بعد عامٍ واحدٍ من الانقطاع.

      عندما أعطى الجيش مهلة 48 ساعة لتنفيذ «مطالب شعب مصر العظيم»، كان يعلم بأن الطرف المعني لن يستجيب، وبالتالي سيحاصره في الزاوية ويخرجه من المشهد السياسي، ليطوي صفحة حكم الاخوان. لكن هل انتهى فعلاً الاخوان؟

      الرئيس السوري بشار الأسد، وهو أكثر شخص فرحاً بالإطاحة بنظيره محمد مرسي، أعلن «نهاية الاسلام السياسي»، وهي عبارةٌ قاصرةٌ تذكّرنا بإعلان جورج بوش الانتصار على «الارهاب» عندما غزا العراق. فما حدث بعد ذلك انتشار الإرهاب في أربع قارات (آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية).

      لا شك أن الاخوان المسلمين تلقّوا ضربةً قاسيةً جداً بإسقاط حكمهم في مصر، لكنها كحركة ايدلوجية لن تنتهي، وستبقى تقاوم كتيار ديني سياسي. هذا ما يقوله التاريخ بعيداً عن العواطف والنظرات السياسية القاصرة. هناك من يعتقد بأن الاخوان وُضعوا في الحكم لتعريتهم وكشفهم، وهو منحى من التفكير المؤامراتي، لكن التحليل الموضوعي أنهم كانوا القوة الأكثر تنظيماً وتجذّراً في الواقع المصري، واستفادوا من الفراغ السياسي وضعف التيارات الأخرى للوصول إلى السلطة بعد سقوط نظام مبارك. لا شك أن الاخوان ارتكبوا أخطاء فادحة سحبت بسرعة من رصيدهم الشعبي وبزمنٍ قياسي، وخسروا في عامٍ ما بنوه في أكثر من نصف قرن. هذه حقيقةٌ مؤكّدةٌ، لكن اختفاءهم من الساحة ليس وارداً على الإطلاق، ويمكن أن يبقوا رقماً مؤثّراً بسبب عاملين: تصرفهم بحكمة، وتصرف أعدائهم بغباء.

      لقد خرج الاخوان من تجربة مريرة، فإذا تصرّفوا بعنف وناطحوا الجدار، فربما ينتهون إلى مصير جبهة الانقاذ في الجزائر. وهو ما يتمنّاه لهم الكثيرون: أنظمة عربية وأجنبية وتيارات منافسة. وإذا انقادوا لردّ الفعل الغرائزي العنيف، سيسقطون في المصيدة القاتلة. وهو أمرٌ سيضعفهم كثيراً في المدى القريب، ولكن سيخدمهم في المدى المتوسط. فسياسات العسكر الانتقامية وملاحقة قياداتهم والزج بكوادرهم في السجون وتقديمهم للمحاكمات القراقوشية التافهة، سيحوّلهم إلى ضحايا وشهداء. الخيار الآخر هو الاستفادة من التجربة التركية، وهم قريبون منها من الناحية الفكرية والمواقف السياسية البراغماتية. فقد سبق أن أسقط الجيش التركي حكومة أربكان الاسلامية المنتخبة، فأعاد خلفاؤه تنظيم أنفسهم وعادوا إلى الحكم وبقوة أكبر. لقد خرج الاخوان من حكم مصر بطريقةٍ مهينةٍ جداً، لم تكن تخطر لهم على بال، وسيظل تأثيرها النفسي والمعنوي شديداً، عليهم وعلى امتداداتهم في الوطن العربي. وسيترك لديهم شعوراً عميقاً بالمظلومية، والتعرّض لـ «مؤامرة كونية» – إذا استخدمنا لغة الأسد- شاركت فيها دولٌ عربيةٌ وأجنبية، وتخلّى عنهم حتى السلفيون الذين اعتبروهم حليفاً استراتيجياً يمكن الرهان عليه عندما تشتد الأمور، فإذا بممثلهم يخون العهد، ويشارك «الانقلابيين» في جلسة «النكث بالبيعة» وإسقاط الرئيس «الشرعي» المنتخب.

      في مسرحيته «مأساة الحلاج»، يصوّر صلاح عبدالصبور ساعة إعدام الحلاج، حين جاء الخليفة بصفوفٍ من العامّة ليشهدوا هذه اللحظة التاريخية، يقول: الأجهر صوتاً والأطول وضعوه في الصف الأول.. ذو الصوت الخافض والمتواني... صفوه في الصف الثاني. وحين جاء صاحبه الشبلي ورآه مصلوباً والجموع تصفّق في هياج، ما كان له إلا أن يذرف دمعة، ويرميه بوردةٍ كان يحملها. الاسلام السياسي الحركي، على أخطائه وسلبياته وحتى غروره، لن يختفي من الساحة، بسقوط هذه التجربة الاخوانية البائسة في حكم مصر... خصوصاً أن البدائل السياسية الأخرى لا تقل عنه تهوراً وسلبيةً وغروراً. الحكاية المصرية لم تنتهِ بعد، والربيع العربي مازال في بداياته، وعلى الشعوب العربية أن تتحلى بالصبر حتى يثمر الربيع.

      قاسم حسين

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X