بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قيل: انه لما اشتهر الشيخ الأنصاري (قدس سره) بالمرجعية وعلا صيته في الآفاق، أرسل الخليفة العثماني آنذاك مبعوثاً إلى النجف الأشرف ليرى الشيخ من قريب، فلمّا جاء ودخل على الشيخ في داره، رأى ما أثار تعجّبه وغرابته، رأى داراً عادية وبسيطة، ورأى الشيخ جالساً في غرفة متواضعة قد فرش بعضها ببساط عادي، وعليه عمامة وعباءة وقباء مادون المتوسّط، وبين يديه كتب كثيرة وهو مشغول بها.
فلمّا دخل ورآه الشيخ، قام إليه واستقبله وأجلسه على البساط، ثم جلس إليه يحدثه وسأل عن صحّته، ثم قام وجعل قليلاً من الدبس في إناء من خزف وصبّ عليه الماء وقدّمه للمبعوث، وبعد أن شرب، قال له الشيخ معتذراً: لقد حان وقت الدرس وان الطلاب في انتظاري وأنا عازم - مع إذنكم - على أن أذهب إليهم، فقام المبعوث وودّع الشيخ وخرج.
ولما رجع المبعوث إلى الخليفة ونقل له ما رآه من الشيخ، قال الخليفة: وجدته كما يحكى عن رسول اللّه (ص). يقصد بذلك ما عند الشيخ من الزهد في الدنيا والبساطة في العيش.