23/7/2013
لن تُسبى زينب مرتين

بقلم: نجم الدين نجيب
يوما بعد يوم تتكشف حقيقة المجموعات المسلحة التي تقاتل في سوريا، وحقيقة المهمة الكارثية التي أوكلت اليها، وحقيقة الهوة السحيقة التي تفصل بين الشعب السوري بكل اطيافة وبين افعال هذه المجموعات على الارض.
وسائل الاعلام التابعة للحكومات العربية التي تناصب النظام في سوريا العداء ، ورغم هيمنتها على 80 بالمائة من الاعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء ، عجزت عن تلميع وتغطية فضاعات هذه المجموعات ، فهي ابشع من ان تُلَمع واكبر من ان تُغطي ، فما الذي يمكن ان تفعله وسائل الاعلام هذه ازاء مشاهد ذبح الابرياء وتقطيع اوصالهم وأكل احشائهم والقاء الضحايا من اسطح المباني العالية.
حتي الحديث الذي لم تنفك ان تردده وسائل الاعلام هذه عن الثوار الذين يناضلون لاقامة نظام ديمقراطي يحترم الانسان مهما كان مذهبه او دينه ، فهو الاخر تبخر، مع مشاهد تفجير الاضرحة والاماكن المقدسة ونبش قبور الصحابة والاولياء ، وذبح اهالي القري والبلدات لانهم ليسوا علي مذهب الثوار وقتل علماء الدين من مختلف المذاهب الاسلامية لانهم لم يؤيدوا افعال الثوار.
الملفت ان المجموعات التكفيرية والسلفية تحبذ هذه الصورة العنيفة التي تظهر عليها في المجتمعات المبتلية بها ، بل انها تحاول تكثيف هذه الصورة في حال شعرت انها اخذت تفقد بريقها ، عبر تصوير جرائمها الشنيعة بالصوت والصورة وتأتي بالايات القرانية والاحاديث النبوية لأسلمة افعالها ، ونشرها على الانترنت لتبقي هذه الصور ، صور التكفيريين ، مطبوعة دائما في الاذهان.
**لماذا التكفيريون على هذه الشاكلة؟
البعض يقول صحيح ان هذه الممارسات غير المألوفة والخارجة عن السلوك السوي لهذه المجموعات ، هي طبيعة ذاتية لهذه المجموعات المسلحة ، لانها تصدر عن افكار مشوهة وقراءة شاذة للاسلام يؤمنون بها ، تحصر المسلمين بأتباعها ، وان نبشوا القبور واكلوا احشاء الضحايا ، والكفار هم باقي خلق الله من الذين يخالفونها ، الا ان عجز هذه المجموعات في اقناع الاخرين بافكارها و رؤيتها للاسلام يدفعها الي التطرف في استخدام العنف العبثي لنشرهذه الافكار على أمل ان تجد لها موطأ قدم داخل مجتمعاتها.
البعض الاخر يرى انه بالرغم من قبول بعض جوانب الراي السابق الا ان من الصعب الاقتناع بعبثية تصرفات هذه المجموعات بشكل عام ، ففي هذه الحالة ستكون العبثية صفة ملاصقة لتصرفاتهم ويظهرون على شكل مجموعة من الاشخاص يتحركون وبشكل عبثي داخل دائرة مفرغة لاتنتهي، بينما الحال ليس كذلك ، على الاقل على مستوى قادتهم ومنظريهم ، فهم اناس يعرفون مايصنعون ولديهم اهداف بعينها يسعون الي تحقيقها وبشكل دؤوب.
ان المراقب المحايد لسلوكيات هذه المجموعات يري وبشكل لا لبس فيه ، ان ارتدادات ونتائج هذه السلوكيات تصب وبشكل كامل في مصلحة اعداء الامة الاسلامية وفي مقدمتهم اسرائيل.
ترى ماهي مصلحة الشعوب الاسلامية في اشعال فتنة طائفية لاتبقي ولاتذر؟ لمصلحة من الهاء واشغال المسلمين بقضايا هامشية تافهة ؟ من هو الرابح عندما تتمزق الشعوب الاسلامية كما يحصل الان في عدد من البلدان الاسلامية التي نزل فيها بلاء التكفيريين ؟ ترى ماهو المستقبل الذي يرسمه هذا الخطاب للمسلمين؟ اين هو المشروع الحضاري الذي يستبطنه هذا الخطاب؟ ما هي الحلول التي يقدمها للمشاكل التي تواجهها المجتمعات الاسلامية؟ الى اين سيأخذ هذا الخطاب المسلمين؟ اليس ما حصل في افغانستان وباكستان والصومال ومالي والعراق وليبيا ومايحصل الان في مصر وسوريا هو التجسيد العملي لهذا الخطاب ؟ اين القدس وفلسطين في هذا الخطاب ؟ اين اسرائيل في هذا الخطاب ؟ من هو عدو الامة الاسلامية في هذا الخطاب ؟ وقبل كل هذا وذاك من هو المستفيد من رسم هذه الصور المقززة للاسلام والمسلمين امام العالم؟...نترك الاجابة على هذه التساؤلات لفطنة القاريء اللبيب.
**التكفيريون في سوريا
من الواضح ان الهدف الاول والاخير للجهات التي سهلت دخول التكفيريين الي سوريا ، هو تدمير وتخريب وضرب النسيج الاجتماعي للشعب السوري وبالتالي انهيار المجتمع والدولة السورية ، لمعرفة هذه الجهات بهذا النموذج من الناس الذين يحملون في عقليتهم جينات الدمار والخراب ، فبعيد دخولهم الى سوريا رفعوا عقيرتهم كالعادة في تكفير العباد وتقسيم المسلمين الي مشركين وموحدين وادخلوا من يريدون الجنة وارسلوا من يكرهون النار ، ورفعوا شعارات طائفية مقززة ، واطلقوا عناوين واسماء علي كتائبهم والويتهم ارادوا منها التاكيد علي الحرب الطائفية التي ستندلع في ربوع الشام الامنة ، وهو ماحدث ايضا.
فقد بدأوا كعادتهم بتفجير قبور ومقامات الاولياء والصحابة وحتي الانبياء ، بل انهم اقاموا بفعلة تحرمها جميع الطوائف الاسلامية دون استثناء ، وهي نبش القبور ، واي قبور ، قبور صحابة اجلاء كقبر الصحابي الجليل حجر بن عدي ، كل ذلك تحت يافطة محاربة الشرك ، وكأن الشعب السوري كان مشركا الي قبل قدوم هؤلاء التكفيريون ، او ان مشكلة السوريين تتمثل بوجود هذه القبور والمقامات. كما بدأوا فورا بتصوير منجزاتهم المعروفة كالذبح وتقطيع اوصال ضحاياهم وهم احياء علي صيحات الله اكبر وشعارات طائفية كريهة.
صحيح انهم نجحوا الي حد ما في اشاعة اجواء من الرعب وجعل هذه المشاهد تبدو طبيعية بسبب تكرارها وذهاب قبحها في عقلية بعض السوريين من النفوس الضعيفة من الذين وجدوا في هذه الممارسات متنفسا لهم ، الا انهم في النهاية وضعوا في خانة الشواذ لدى غالبية الشعب السوري.
**بين مرقد السيدة زينب (ع) ومرقدي الامامين العسكريين (ع)
الحقيقة ان التكفيريين في سوريا ومنذ اليوم الاول لادخالهم الي سوريا كانوا يفكرون بسياسة حرق المراحل ، من اجل تحقيق اهدافهم واهداف الجهات التي ارسلتهم ، والمتمثلة بشرذمة السوريين وتفجير سوريا من الداخل ، فوضعوا نصب اعينهم خطة جهنمية تعتبر الصاعق الذي سيفجر سوريا وبأسرع وقت ممكن ويورط جهات ودول اقليمية في صراع عبثي لاينتهي يستنزف الطاقات وموارد الجميع ، وهو هدف اسرائيلي غربي بامتياز.
اتساقا مع فلسفة وجودهم والقائمة علي التدمير والخراب وجعل المسلمين شيعا وجماعات متنافرة تاكل بعضها بعضا ، واسترشادا بدرس رفاق دربهم في العراق الذين ادخلوا العراقيين وعلي مدي عامين كاملين في صراع دموي راح ضحيته الالاف من النفوس البريئة عندما اقدموا علي تفجير مرقدي الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء عام 2007 ، جعل التكفيريون في سوريا تفجير مرقد السيدة زينب عليها السلام هدفا اسراتيجيا في اطار مهمتهم التدميرية في سوريا ، فلايمكن تحريك السوريين ليتناحروا مع بعضهم البعض وتوريط الاخرين خارج سوريا ، الا من خلال استهداف مرقد السيدة زينب(ع). وهو امر انبري له علماء السوء ووعاظ السلاطين واسرائيل ، كالعرعور ومن لف لفه وهم كثر هذا الايام وللاسف ، واصدروا الفتاوي المعلبة في ضرورة تفجير هذا الضريح لان وجوده شرك ويتنافي مع الاسلام العرعوري.
**مرقد السيدة زينب (ع) في كنف أهل السنة منذ اكثر من الف عام
نرتكب خطا فادحا لو تصورنا ، او كما يريد الاعداء والصهاينة ان نتصور ، ان مايجري في سوريا هو حرب طائفية بين السنة والشيعة ، فنظرة سريعة لاطراف الصراع وخلفية المتصارعين ، تؤكد بما لايقبل الشك ان ما يجري هناك هو صراع بين مشروعين ، مشروع التبعية والانبطاح وتفتيت وشرذمة المسلمين والعرب ، ومشروع المقاومة والعروبة والاسلام الصحيح.
النظام السوري المنبثق من حزب البعث ، هو نظام علماني ليس للدين في نظامه الداخلي دور في ادارة المجتمع ، فالنظام السوري لا يقترب او يبتعد عن اي تنظيم عربي او اقليمي الا بقدر ابتعاد واقتراب هذا التنظيم من مبدا المقاومة او الممانعة مع اسرائيل ، فهو دعم بكل الوسائل وفي آن واحد حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين لوقوع هاتين الحركتين علي امتداد خط المقاومة مع اسرائيل ، كما تعثرت علاقاته مع بعض الانظمة العربية لانصهارها كليا في المشروع الامريكي للمنطقة ، الا انه اقترب كثيرا من ايران التي اعلنت ومنذ انتصار الثورة الاسلامية مناهضتها لاسرائيل وامريكا ولمشاريعهما في المنطقة.
اما المجموعات المسلحة والمعروفة بعدائها الغريزي وللاسف الشديد للمسلمين الشيعة ليس في سوريا فحسب بل في كل مكان في العالم ، وليس صحيحا ان سبب انتماء الرئيس السوري الي الطائفة العلوية هو الذي اثار كل مشاعر الحقد لدي هذه المجموعات ، وكل مايقال بهذا الشان هو كلام في كلام ، ويكفي ان نري تنكيل هذه الجماعات التكفيرية من الوهابية والسلفية ، بالمسلمين المسالمين الشيعة في باكستان ، بالرغم من ان الشيعة في هذا البلد ليسوا طرفا في اي صراع بين الاجنحة والاحزاب السياسية ، الا ان قتلهم وبشكل جماعي شنيع بين فترة واخري ، يعكس الطبيعة الذاتية لهذه الجماعات والمبنية علي القتل والتدمير . فهل حدثت في باكستان ثورة؟ هل حصلت انتفاضة؟ هل شارك الشيعة هناك في جهد معاد او مؤيد للحكومة او لحزب من الاحزاب؟ هل تعرض الشيعة المسلمون لاخوانهم من اهل السنة فضلا عن التكفيريين ؟ اي شيء من هذا لم يحدث ، ولكن رغم ذلك نري الشيعة هناك يقتلون بالالاف لانهم شيعة فقط .
**التكفيريون والسيناريو الكارثي
لسنا هنا بصدد تحليل السيناريو الرهيب الذي يمكن ان يقع في حال تم التعرض لمرقد السيدة زينب عليها السلام ، لاننا متـأكدون ان هذا السيناريو لن يكون في صالح الشعب السوري ولا في صالح اي مسلم ، لانه بصراحه سيناريو لا يتمني وقوعه سوي الصهاينة واعداء الامة. لهذا السبب يحاول التكفيريون تنفيذه ومنذ اليوم الاول لادخالهم الي سوريا لتمهيد الارضية لهذا السيناريو ، انتقاما من الشعب السوري الذي احتضن المقاومة وحماها ودافع عنها يوم عز الناصر والمعين والمجير ، والا ما هي الفائدة التي سيجنيها الشعب السوري من وراء تفجير مرقد حفيدة رسول الله صلي الله عليه واله وسلم؟ وهل كان هذا الضريح يقف عائقا امام تطلعات الشعب السوري؟ وهل السيدة زينب عليها السلام هي للشيعة دون السنة؟ اليست هي للمسلمين جميعا ورمزا للمقاومة علي مدي العصور؟ وما علاقة هذا المرقد بالنظام السوري الحالي؟ الم يكن هذا المرقد موجودا منذ اكثر من الف عام؟ الم يكن اهل السنة الكرام هم من حفظ هذا المرقد؟ الم يتولى اهل السنة هذا المرقد بالرعاية والاحترام على مدى كل هذه القرون؟ ترى ما عدا مما بدا؟ .
ان الذي طرأ هو هذه القراءة الشاذة للاسلام التي تصب من الفها الي يائها في خدمة اعداء الامة من الصهاينة والمستعمرين.
**الحفاظ علي مرقد السيدة زينب (ع) يحول دون وقوع الفتنة
صحيح ان المسلمين ، بكل طوائفهم ، وفي مقدمتهم المسلمين الشيعة ، كانوا وما زالوا حذرين من الانزلاق الي الفخ الذي يحاول التكفيريون والصهاينة نصبه لهم لاستدراجهم الى سوريا ، لاظهار مايجري هناك على انها حرب طائفية وفتنة شيعية سنية ، الا ان الوقوف موقف المتفرج ازاء تهديد هذه العصابات الارهابية وتركهم ينفذون جريمة الشنعاء هو الذي سيجلب الخراب والدمارالي سوريا والمنطقة برمتها ، لذلك علي جميع الاحرار داخل سوريا وخارجها ، الوقوف الي جانب اهالي دمشق ومنطقة الزينبية الكرام الذين عاشوا هذا الضريح المقدس بين ظهرانيهم كل هذه القرون دون ان يمس ، للحيلولة دون دخول سوريا ذلك النفق المظلم الذي تحاول العصابات التكفيرية ادخاله فيه خدمة للصهيونية العالمية ومشاريعها الخبيثة في فلسطين والمنطقة.
لم تعد المواقف الدبلوماسية وردود الافعال المستنكرة والمنددة ، ازاء تهديدات العصابات التكفيرية ضد ضريح السيدة زينب (ع) ، تجدي نفعا ، فلن تلجم هذه العصابات الا القوة بعد ان عاثت في سوريا فسادا واتت بما لم تات به الكواسر والوحوش.
** السيدة زينب (ع) صنو الحسين (ع)
ان تحول مرقد السيدة زينب الي محور استراتيجي في صراع العصابات التكفيرية مع الشعب السوري وشعوب المنطقة ، يعود الي معرفة هذه العصابات للمكانة الشامخة لهذه السيدة في وجدان وعقل المسلمين شيعة وسنة ، ويعرفون حق المعرفة ان المس بضريحها يعني مس بشرف وكرامة جميع المسلمين في العالم اجمع.
المكانة التي تحتلها عقيلة الهاشميين في قلوب المسلمين جميعا لا تدانيها مكانة ، الا مكانة جدها خير الانام المصطفي الامين (ص) وابيها اسد الله الغالب علي بن ابي طالب امير المؤمنين ويعسوب الدين (ع) ، وامها أم ابيها الزهراء البتول (ع) وشقيقيها سيدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين (عليهما السلام).
لايذكر اسم زينب الا ويذكر الحسين (ع) ، فهي صنو الحسين وهي التي حفظت تاريخ و وقائع ثورته فلا يذكر اسمها والا ويذكر اسم كربلاء ، ولايذكر اسمها الا ويذكر الشرف والسؤدد والشموخ والعنفوان.
من منا لم يسمع ردها الحازم علي ابن زياد وفي مجلسه عندما جيء برأس الحسين (ع) فوضع بين يديه ، فجلست زينب (ع) متنكِّرة ، فسأل عنها فقيل : زينب بنت علي (ع)، فأقبل إليها فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم ، فقالت : إنما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا ، فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ، فقالت : ما رأيت إلاّ جميلا ، هؤلاء قوم كتب عليهم القتال فبرزوا إلي مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاجّ وتخاصم ، فانظر لمن يكون الفلج يومئذ.
اما رد بطلة كربلاء ، وهي اسيرة مع بنات رسول الله (ص) في مجلس يزيد ، فكان اعنف واقوي ، ولا اعجب فهي وريثة المجد والشرف كابر عن كابر ، وذلك عندما رأت يزيد يضرب ثنايا الحسين (ع) فدوي صوتها عاليا ومازال يدوي وسيبقي كذلك علي مدي التاريخ وهي تخاطب طاغية عصرها: ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك، لكن العيون عبري والصدور حري.ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت، وما ربك بظلام للعبيد، فإلي الله المشتكي وعليه المعول. فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي (ألا لعنة الله علي الظالمين).فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة.
هذا الصوت الصادح بالحق كان يؤرق الامويين ، لانه كان يكشف ابعاد جريمتهم الكبري في كربلاء ، فكانوا يحاصرون بطلة كربلاء أسيرة الامويين بشتي الطرق ، الي ان توفاها الله ودفنت في الشام حيث مرقدها الان.
اليوم يعود احفاد اولئك القتلة وهم يهددون ويتوعدون للانتقام مرة اخري من بطلة كربلاء ، التي فضحت اجدادهم امام التاريخ والي الابد ، عبر التهديد بتفجير مرقدها و نبش قبرها.
اقول ان نجوم السماء اقرب الي عصابات التكفير من تحقيق امنيتهم الخبيثة هذه ، لان زينب لم تعد اسيرة الامويين ، فاذا كانت قد فقدت الاشقاء والابناء والاهل والناصر في كربلاء ، فاليوم هناك الملايين من المسلمين السنة والشيعة يفدون بمهجهم ضريحها من اعداء الانسانية .
هتك حرمة ضريح الحوارء يعني هتك حرمة ضريح محمد (ص) وعلي (ع) والحسين(ع) ، هتك حرمة ضريح الحوراء يعني هتك حرمة القران والاسلام ، هتك حرمة ضريح الحوراء يعني هتك حرمة الشرف بحد بذاته ، فطهر وشرف كل امراة مسلمة هو من طهروشرف حفيدة رسول الله (ص) ، وهذه الامور لا تتحملها النفوس الابية لملايين المسلمين سنة وشيعة ، واي تساهل في مثل هذا الامر هو خيانة لله وللاسلام وللرسول ولاهل البيت وللصحابة الاجلاء وللتاريخ .. فاذا كانت زينب (ع) حفيدة خير البشر(ص) سُبيت مرة فلن تُسبي مرتين ، حتي يرث الله الارض وماعليها.
المصدر:
http://www.alalam.ir/news/1497697
لن تُسبى زينب مرتين

بقلم: نجم الدين نجيب
يوما بعد يوم تتكشف حقيقة المجموعات المسلحة التي تقاتل في سوريا، وحقيقة المهمة الكارثية التي أوكلت اليها، وحقيقة الهوة السحيقة التي تفصل بين الشعب السوري بكل اطيافة وبين افعال هذه المجموعات على الارض.
وسائل الاعلام التابعة للحكومات العربية التي تناصب النظام في سوريا العداء ، ورغم هيمنتها على 80 بالمائة من الاعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء ، عجزت عن تلميع وتغطية فضاعات هذه المجموعات ، فهي ابشع من ان تُلَمع واكبر من ان تُغطي ، فما الذي يمكن ان تفعله وسائل الاعلام هذه ازاء مشاهد ذبح الابرياء وتقطيع اوصالهم وأكل احشائهم والقاء الضحايا من اسطح المباني العالية.
حتي الحديث الذي لم تنفك ان تردده وسائل الاعلام هذه عن الثوار الذين يناضلون لاقامة نظام ديمقراطي يحترم الانسان مهما كان مذهبه او دينه ، فهو الاخر تبخر، مع مشاهد تفجير الاضرحة والاماكن المقدسة ونبش قبور الصحابة والاولياء ، وذبح اهالي القري والبلدات لانهم ليسوا علي مذهب الثوار وقتل علماء الدين من مختلف المذاهب الاسلامية لانهم لم يؤيدوا افعال الثوار.
الملفت ان المجموعات التكفيرية والسلفية تحبذ هذه الصورة العنيفة التي تظهر عليها في المجتمعات المبتلية بها ، بل انها تحاول تكثيف هذه الصورة في حال شعرت انها اخذت تفقد بريقها ، عبر تصوير جرائمها الشنيعة بالصوت والصورة وتأتي بالايات القرانية والاحاديث النبوية لأسلمة افعالها ، ونشرها على الانترنت لتبقي هذه الصور ، صور التكفيريين ، مطبوعة دائما في الاذهان.
**لماذا التكفيريون على هذه الشاكلة؟
البعض يقول صحيح ان هذه الممارسات غير المألوفة والخارجة عن السلوك السوي لهذه المجموعات ، هي طبيعة ذاتية لهذه المجموعات المسلحة ، لانها تصدر عن افكار مشوهة وقراءة شاذة للاسلام يؤمنون بها ، تحصر المسلمين بأتباعها ، وان نبشوا القبور واكلوا احشاء الضحايا ، والكفار هم باقي خلق الله من الذين يخالفونها ، الا ان عجز هذه المجموعات في اقناع الاخرين بافكارها و رؤيتها للاسلام يدفعها الي التطرف في استخدام العنف العبثي لنشرهذه الافكار على أمل ان تجد لها موطأ قدم داخل مجتمعاتها.
البعض الاخر يرى انه بالرغم من قبول بعض جوانب الراي السابق الا ان من الصعب الاقتناع بعبثية تصرفات هذه المجموعات بشكل عام ، ففي هذه الحالة ستكون العبثية صفة ملاصقة لتصرفاتهم ويظهرون على شكل مجموعة من الاشخاص يتحركون وبشكل عبثي داخل دائرة مفرغة لاتنتهي، بينما الحال ليس كذلك ، على الاقل على مستوى قادتهم ومنظريهم ، فهم اناس يعرفون مايصنعون ولديهم اهداف بعينها يسعون الي تحقيقها وبشكل دؤوب.
ان المراقب المحايد لسلوكيات هذه المجموعات يري وبشكل لا لبس فيه ، ان ارتدادات ونتائج هذه السلوكيات تصب وبشكل كامل في مصلحة اعداء الامة الاسلامية وفي مقدمتهم اسرائيل.
ترى ماهي مصلحة الشعوب الاسلامية في اشعال فتنة طائفية لاتبقي ولاتذر؟ لمصلحة من الهاء واشغال المسلمين بقضايا هامشية تافهة ؟ من هو الرابح عندما تتمزق الشعوب الاسلامية كما يحصل الان في عدد من البلدان الاسلامية التي نزل فيها بلاء التكفيريين ؟ ترى ماهو المستقبل الذي يرسمه هذا الخطاب للمسلمين؟ اين هو المشروع الحضاري الذي يستبطنه هذا الخطاب؟ ما هي الحلول التي يقدمها للمشاكل التي تواجهها المجتمعات الاسلامية؟ الى اين سيأخذ هذا الخطاب المسلمين؟ اليس ما حصل في افغانستان وباكستان والصومال ومالي والعراق وليبيا ومايحصل الان في مصر وسوريا هو التجسيد العملي لهذا الخطاب ؟ اين القدس وفلسطين في هذا الخطاب ؟ اين اسرائيل في هذا الخطاب ؟ من هو عدو الامة الاسلامية في هذا الخطاب ؟ وقبل كل هذا وذاك من هو المستفيد من رسم هذه الصور المقززة للاسلام والمسلمين امام العالم؟...نترك الاجابة على هذه التساؤلات لفطنة القاريء اللبيب.
**التكفيريون في سوريا
من الواضح ان الهدف الاول والاخير للجهات التي سهلت دخول التكفيريين الي سوريا ، هو تدمير وتخريب وضرب النسيج الاجتماعي للشعب السوري وبالتالي انهيار المجتمع والدولة السورية ، لمعرفة هذه الجهات بهذا النموذج من الناس الذين يحملون في عقليتهم جينات الدمار والخراب ، فبعيد دخولهم الى سوريا رفعوا عقيرتهم كالعادة في تكفير العباد وتقسيم المسلمين الي مشركين وموحدين وادخلوا من يريدون الجنة وارسلوا من يكرهون النار ، ورفعوا شعارات طائفية مقززة ، واطلقوا عناوين واسماء علي كتائبهم والويتهم ارادوا منها التاكيد علي الحرب الطائفية التي ستندلع في ربوع الشام الامنة ، وهو ماحدث ايضا.
فقد بدأوا كعادتهم بتفجير قبور ومقامات الاولياء والصحابة وحتي الانبياء ، بل انهم اقاموا بفعلة تحرمها جميع الطوائف الاسلامية دون استثناء ، وهي نبش القبور ، واي قبور ، قبور صحابة اجلاء كقبر الصحابي الجليل حجر بن عدي ، كل ذلك تحت يافطة محاربة الشرك ، وكأن الشعب السوري كان مشركا الي قبل قدوم هؤلاء التكفيريون ، او ان مشكلة السوريين تتمثل بوجود هذه القبور والمقامات. كما بدأوا فورا بتصوير منجزاتهم المعروفة كالذبح وتقطيع اوصال ضحاياهم وهم احياء علي صيحات الله اكبر وشعارات طائفية كريهة.
صحيح انهم نجحوا الي حد ما في اشاعة اجواء من الرعب وجعل هذه المشاهد تبدو طبيعية بسبب تكرارها وذهاب قبحها في عقلية بعض السوريين من النفوس الضعيفة من الذين وجدوا في هذه الممارسات متنفسا لهم ، الا انهم في النهاية وضعوا في خانة الشواذ لدى غالبية الشعب السوري.
**بين مرقد السيدة زينب (ع) ومرقدي الامامين العسكريين (ع)
الحقيقة ان التكفيريين في سوريا ومنذ اليوم الاول لادخالهم الي سوريا كانوا يفكرون بسياسة حرق المراحل ، من اجل تحقيق اهدافهم واهداف الجهات التي ارسلتهم ، والمتمثلة بشرذمة السوريين وتفجير سوريا من الداخل ، فوضعوا نصب اعينهم خطة جهنمية تعتبر الصاعق الذي سيفجر سوريا وبأسرع وقت ممكن ويورط جهات ودول اقليمية في صراع عبثي لاينتهي يستنزف الطاقات وموارد الجميع ، وهو هدف اسرائيلي غربي بامتياز.
اتساقا مع فلسفة وجودهم والقائمة علي التدمير والخراب وجعل المسلمين شيعا وجماعات متنافرة تاكل بعضها بعضا ، واسترشادا بدرس رفاق دربهم في العراق الذين ادخلوا العراقيين وعلي مدي عامين كاملين في صراع دموي راح ضحيته الالاف من النفوس البريئة عندما اقدموا علي تفجير مرقدي الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء عام 2007 ، جعل التكفيريون في سوريا تفجير مرقد السيدة زينب عليها السلام هدفا اسراتيجيا في اطار مهمتهم التدميرية في سوريا ، فلايمكن تحريك السوريين ليتناحروا مع بعضهم البعض وتوريط الاخرين خارج سوريا ، الا من خلال استهداف مرقد السيدة زينب(ع). وهو امر انبري له علماء السوء ووعاظ السلاطين واسرائيل ، كالعرعور ومن لف لفه وهم كثر هذا الايام وللاسف ، واصدروا الفتاوي المعلبة في ضرورة تفجير هذا الضريح لان وجوده شرك ويتنافي مع الاسلام العرعوري.
**مرقد السيدة زينب (ع) في كنف أهل السنة منذ اكثر من الف عام
نرتكب خطا فادحا لو تصورنا ، او كما يريد الاعداء والصهاينة ان نتصور ، ان مايجري في سوريا هو حرب طائفية بين السنة والشيعة ، فنظرة سريعة لاطراف الصراع وخلفية المتصارعين ، تؤكد بما لايقبل الشك ان ما يجري هناك هو صراع بين مشروعين ، مشروع التبعية والانبطاح وتفتيت وشرذمة المسلمين والعرب ، ومشروع المقاومة والعروبة والاسلام الصحيح.
النظام السوري المنبثق من حزب البعث ، هو نظام علماني ليس للدين في نظامه الداخلي دور في ادارة المجتمع ، فالنظام السوري لا يقترب او يبتعد عن اي تنظيم عربي او اقليمي الا بقدر ابتعاد واقتراب هذا التنظيم من مبدا المقاومة او الممانعة مع اسرائيل ، فهو دعم بكل الوسائل وفي آن واحد حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين لوقوع هاتين الحركتين علي امتداد خط المقاومة مع اسرائيل ، كما تعثرت علاقاته مع بعض الانظمة العربية لانصهارها كليا في المشروع الامريكي للمنطقة ، الا انه اقترب كثيرا من ايران التي اعلنت ومنذ انتصار الثورة الاسلامية مناهضتها لاسرائيل وامريكا ولمشاريعهما في المنطقة.
اما المجموعات المسلحة والمعروفة بعدائها الغريزي وللاسف الشديد للمسلمين الشيعة ليس في سوريا فحسب بل في كل مكان في العالم ، وليس صحيحا ان سبب انتماء الرئيس السوري الي الطائفة العلوية هو الذي اثار كل مشاعر الحقد لدي هذه المجموعات ، وكل مايقال بهذا الشان هو كلام في كلام ، ويكفي ان نري تنكيل هذه الجماعات التكفيرية من الوهابية والسلفية ، بالمسلمين المسالمين الشيعة في باكستان ، بالرغم من ان الشيعة في هذا البلد ليسوا طرفا في اي صراع بين الاجنحة والاحزاب السياسية ، الا ان قتلهم وبشكل جماعي شنيع بين فترة واخري ، يعكس الطبيعة الذاتية لهذه الجماعات والمبنية علي القتل والتدمير . فهل حدثت في باكستان ثورة؟ هل حصلت انتفاضة؟ هل شارك الشيعة هناك في جهد معاد او مؤيد للحكومة او لحزب من الاحزاب؟ هل تعرض الشيعة المسلمون لاخوانهم من اهل السنة فضلا عن التكفيريين ؟ اي شيء من هذا لم يحدث ، ولكن رغم ذلك نري الشيعة هناك يقتلون بالالاف لانهم شيعة فقط .
**التكفيريون والسيناريو الكارثي
لسنا هنا بصدد تحليل السيناريو الرهيب الذي يمكن ان يقع في حال تم التعرض لمرقد السيدة زينب عليها السلام ، لاننا متـأكدون ان هذا السيناريو لن يكون في صالح الشعب السوري ولا في صالح اي مسلم ، لانه بصراحه سيناريو لا يتمني وقوعه سوي الصهاينة واعداء الامة. لهذا السبب يحاول التكفيريون تنفيذه ومنذ اليوم الاول لادخالهم الي سوريا لتمهيد الارضية لهذا السيناريو ، انتقاما من الشعب السوري الذي احتضن المقاومة وحماها ودافع عنها يوم عز الناصر والمعين والمجير ، والا ما هي الفائدة التي سيجنيها الشعب السوري من وراء تفجير مرقد حفيدة رسول الله صلي الله عليه واله وسلم؟ وهل كان هذا الضريح يقف عائقا امام تطلعات الشعب السوري؟ وهل السيدة زينب عليها السلام هي للشيعة دون السنة؟ اليست هي للمسلمين جميعا ورمزا للمقاومة علي مدي العصور؟ وما علاقة هذا المرقد بالنظام السوري الحالي؟ الم يكن هذا المرقد موجودا منذ اكثر من الف عام؟ الم يكن اهل السنة الكرام هم من حفظ هذا المرقد؟ الم يتولى اهل السنة هذا المرقد بالرعاية والاحترام على مدى كل هذه القرون؟ ترى ما عدا مما بدا؟ .
ان الذي طرأ هو هذه القراءة الشاذة للاسلام التي تصب من الفها الي يائها في خدمة اعداء الامة من الصهاينة والمستعمرين.
**الحفاظ علي مرقد السيدة زينب (ع) يحول دون وقوع الفتنة
صحيح ان المسلمين ، بكل طوائفهم ، وفي مقدمتهم المسلمين الشيعة ، كانوا وما زالوا حذرين من الانزلاق الي الفخ الذي يحاول التكفيريون والصهاينة نصبه لهم لاستدراجهم الى سوريا ، لاظهار مايجري هناك على انها حرب طائفية وفتنة شيعية سنية ، الا ان الوقوف موقف المتفرج ازاء تهديد هذه العصابات الارهابية وتركهم ينفذون جريمة الشنعاء هو الذي سيجلب الخراب والدمارالي سوريا والمنطقة برمتها ، لذلك علي جميع الاحرار داخل سوريا وخارجها ، الوقوف الي جانب اهالي دمشق ومنطقة الزينبية الكرام الذين عاشوا هذا الضريح المقدس بين ظهرانيهم كل هذه القرون دون ان يمس ، للحيلولة دون دخول سوريا ذلك النفق المظلم الذي تحاول العصابات التكفيرية ادخاله فيه خدمة للصهيونية العالمية ومشاريعها الخبيثة في فلسطين والمنطقة.
لم تعد المواقف الدبلوماسية وردود الافعال المستنكرة والمنددة ، ازاء تهديدات العصابات التكفيرية ضد ضريح السيدة زينب (ع) ، تجدي نفعا ، فلن تلجم هذه العصابات الا القوة بعد ان عاثت في سوريا فسادا واتت بما لم تات به الكواسر والوحوش.
** السيدة زينب (ع) صنو الحسين (ع)
ان تحول مرقد السيدة زينب الي محور استراتيجي في صراع العصابات التكفيرية مع الشعب السوري وشعوب المنطقة ، يعود الي معرفة هذه العصابات للمكانة الشامخة لهذه السيدة في وجدان وعقل المسلمين شيعة وسنة ، ويعرفون حق المعرفة ان المس بضريحها يعني مس بشرف وكرامة جميع المسلمين في العالم اجمع.
المكانة التي تحتلها عقيلة الهاشميين في قلوب المسلمين جميعا لا تدانيها مكانة ، الا مكانة جدها خير الانام المصطفي الامين (ص) وابيها اسد الله الغالب علي بن ابي طالب امير المؤمنين ويعسوب الدين (ع) ، وامها أم ابيها الزهراء البتول (ع) وشقيقيها سيدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين (عليهما السلام).
لايذكر اسم زينب الا ويذكر الحسين (ع) ، فهي صنو الحسين وهي التي حفظت تاريخ و وقائع ثورته فلا يذكر اسمها والا ويذكر اسم كربلاء ، ولايذكر اسمها الا ويذكر الشرف والسؤدد والشموخ والعنفوان.
من منا لم يسمع ردها الحازم علي ابن زياد وفي مجلسه عندما جيء برأس الحسين (ع) فوضع بين يديه ، فجلست زينب (ع) متنكِّرة ، فسأل عنها فقيل : زينب بنت علي (ع)، فأقبل إليها فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم ، فقالت : إنما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا ، فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ، فقالت : ما رأيت إلاّ جميلا ، هؤلاء قوم كتب عليهم القتال فبرزوا إلي مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاجّ وتخاصم ، فانظر لمن يكون الفلج يومئذ.
اما رد بطلة كربلاء ، وهي اسيرة مع بنات رسول الله (ص) في مجلس يزيد ، فكان اعنف واقوي ، ولا اعجب فهي وريثة المجد والشرف كابر عن كابر ، وذلك عندما رأت يزيد يضرب ثنايا الحسين (ع) فدوي صوتها عاليا ومازال يدوي وسيبقي كذلك علي مدي التاريخ وهي تخاطب طاغية عصرها: ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك، لكن العيون عبري والصدور حري.ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت، وما ربك بظلام للعبيد، فإلي الله المشتكي وعليه المعول. فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي (ألا لعنة الله علي الظالمين).فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة.
هذا الصوت الصادح بالحق كان يؤرق الامويين ، لانه كان يكشف ابعاد جريمتهم الكبري في كربلاء ، فكانوا يحاصرون بطلة كربلاء أسيرة الامويين بشتي الطرق ، الي ان توفاها الله ودفنت في الشام حيث مرقدها الان.
اليوم يعود احفاد اولئك القتلة وهم يهددون ويتوعدون للانتقام مرة اخري من بطلة كربلاء ، التي فضحت اجدادهم امام التاريخ والي الابد ، عبر التهديد بتفجير مرقدها و نبش قبرها.
اقول ان نجوم السماء اقرب الي عصابات التكفير من تحقيق امنيتهم الخبيثة هذه ، لان زينب لم تعد اسيرة الامويين ، فاذا كانت قد فقدت الاشقاء والابناء والاهل والناصر في كربلاء ، فاليوم هناك الملايين من المسلمين السنة والشيعة يفدون بمهجهم ضريحها من اعداء الانسانية .
هتك حرمة ضريح الحوارء يعني هتك حرمة ضريح محمد (ص) وعلي (ع) والحسين(ع) ، هتك حرمة ضريح الحوراء يعني هتك حرمة القران والاسلام ، هتك حرمة ضريح الحوراء يعني هتك حرمة الشرف بحد بذاته ، فطهر وشرف كل امراة مسلمة هو من طهروشرف حفيدة رسول الله (ص) ، وهذه الامور لا تتحملها النفوس الابية لملايين المسلمين سنة وشيعة ، واي تساهل في مثل هذا الامر هو خيانة لله وللاسلام وللرسول ولاهل البيت وللصحابة الاجلاء وللتاريخ .. فاذا كانت زينب (ع) حفيدة خير البشر(ص) سُبيت مرة فلن تُسبي مرتين ، حتي يرث الله الارض وماعليها.
المصدر:
http://www.alalam.ir/news/1497697
تعليق