عش الحمام.. خطر على الأمريكان!!

تكريت - العراق - إمام الليثي - إسلام أون لاين.نت/ 23-3-2003



الأدخنة تتصاعد من متحف تكريت

حطت بأعلى متحف تكريت الذي تم بناؤه منذ عام.. فقد اعتادت أن تلتقيه في هذا العش من موسم التزاوج.. ولكنها لم تكن تدري أن هناك من يرى في عشها بؤرة خطر تهدد أمن العالم، وتنتج أسلحة دمار شامل.. ذنبها الوحيد أنها حمامة عربية عراقية.. تسكن في أرض ذلك الجنس الذي أصبح قتله خلاصا للعالم من الشرور!".

لم يكد يصل إليها ويبدآن الهديل حتى هطلت فوقهما الصواريخ.. فأصيب واستشهدت.. 5 صواريخ على متحف تكريت صباح الأحد 23-3-2003 الذي يضم في أحشائه 3 آلاف عام من التاريخ هي عمر تكريت.. وحمامتان كانتا على وشك الزواج، ومصحف للإمام علي رضي الله عنه.. وحارس لا خبرة له بالحرب أصيب ومات، وفندق يحوي في حجراته 4 عرسان أرادوا أن يتزوجوا ليبدءوا حياتهم في ظل ظروف قاسية.. تطحنهم.. أرادوا أن يصنعوا لحظة سعادة؛ فكانت هي لحظتهم الأخيرة.. 5 صواريخ على الفندق خلفت العرسان قتلى قبل أن يهنئوا بحياتهم أو حتى يحطوا أشياءهم قبل أن يتبادلوا ولو كلمة حب واحدة.. جاءوا إلى الفندق دون ضجيج أو هوسة أو معازيم.. ورحلوا منه وسط دموع وبكاء وعويل. واأسفا على شبابهم الغض الذي لم يرتوِ بعد من متعة الحياة!! فلعلهم يتمتعون في الجنة.


207 جرحى وعدد من القتلى، لكل منهم قصة وحكاية، لولا الوقت والظروف والقصف الذي لاحقنا في رحلة العودة من تكريت إلى بغداد لجلست أعواما أحكي عن هذا الدم العربي المسفوح ، لولا ذلك لحكيت لكم قصة هذه العجوز التي جلست مستندة إلى الحوائط تأكل رغيفها وهي لا تدري إن كانت ستبقى محتفظة بحياتها التي ما عاد فيها أحد من الأقارب والأحباب، أم أنها ستلتقي بهم؛ لأنها إرهابية عراقية تستحق ما حدث للعرسان والحمام؟!!





مشاهد من تدمير فندق بتكريت