* الجيش العربي السوري يقفل الحساب مع التنظيمات الإرهابية التكفيرية بريف اللاذقية الشمالي
اللاذقية - سانا
تسابق انتصارات الجيش العربي السوري بعضها البعض في المعارك التي يخوضها ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في مختلف الجبهات على الأرض السورية
لتترسخ حقيقة أنه القوة القادرة على دحر الإرهاب وأن بواسله لا يهابون الصعاب ولا تنال من عزيمتهم عواصف الشر مهما سخر لها من عوامل القوة والدعم.
بالأمس أقفل الجيش العربي السوري الحساب مع التنظيمات الإرهابية المسلحة في أعقد البيئات الجغرافية وفق النظريات العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي لجهة التضاريس ووعورة المنطقة وطبيعتها الحراجية الكثيفة وما تتضمنه من كهوف ومغاور وتلال وانكسارات وأودية والتي شكلت مثيلاتها من البيئات في الكثير من الحروب التي خاضتها جيوش قوى عظمى مقبرة لها.
واستطاع الجيش العربي السوري أن يقلب هذه المعادلة رأساً على عقب ويهزم هذه التنظيمات التي لم يشهد التاريخ دعماً ومساندة أكبر مما قدم لها حيث فتحت لها خزائن النفط والغاز الخليجي الوهابي العفن وسخر لها من الدعم الإعلامي والسياسي ما لم تحظ به جماعات إرهابية أخرى من قبل قوى الغرب المتواطئة.. وكم من أقلام وعقول ومحطات فضائية وأصحاب ألقاب فكرية وشيوخ فتنة تم شراوءها في إطار الحرب الظالمة على الشعب العربي السوري.. جيشنا الباسل استطاع بإرادة جنوده تطويع هذه الجغرافيا المعقدة والحيلولة دون أن تتمكن هذه الجماعات الارهابية والقوى الداعمة لها من النيل من إرادة الشعب السوري وتمسكه بوحدة ترابه وسيادته الوطنية وقراره المستقل.
ريف اللاذقية الشمالي اليوم بلا ثقل للتنظيمات الإرهابية بعد أن انهار معقلهم الرئيسي الأخير في كنسبا والتلال المحيطة بها وقبله في ربيعة وسلمى.. هذا المعقل صار اليوم الى زوال بينما وعد الجيش العربي السوري ثابت راسخ كالجبال بألا يبقي على أثر لثقل إرهابي في بداما التي فر إليها الإرهابيون أو جسر الشغور أو إدلب وريفها وصولا إلى كل شبر من أرض سورية الحبيبة وهو اليوم يطلقها صرخة مدوية أن ما قبل كنسبا ليس كما بعدها وحربنا في السهول أيسر منها في الجبال والأدغال ولسان أحد الجنود البواسل يقول.. أيها الإرهابيون لن تجدوا مكانا تلجؤون إليه إلا الحدود التركية وحضن راعيكم أردوغان.
حول مجرى معركة استعادة السيطرة على بلدة كنسبا يقول أحد القادة الميدانيين.. ان السيطرة على كنسبا تعد تطورا ميدانيا من شأنه ان يقلب المعادلة في الحرب على الارهاب التكفيري ولاسيما في ادلب وريفها نظرا لأن كنسبا باتت بعد سقوط سلمى وربيعة موئلا للإرهابيين في ريف اللاذقية الشمالي حشد فيها الإرهابيون كل قواهم مستفيدين من الجغرافيا الصعبة في محاولة لوقف تقدم قوات الجيش الا ان التكتيك العسكري الذي اتبعه الجيش والقوات الموءازرة اسقط جميع الاحتمالات وبات الإرهابيون امام أحد خيارين أحلاهما مر وهو إما الانسحاب او ان يقتلوا في ارض المعركة.
ويضيف القائد الميداني.. اتبع الجيش استراتيجية الالتفاف من التلال المجاورة لكنسبا ولاسيما جبل الروس وقلعة شلف وشير القبوع وجبل العمولي وبلله حيث تم اقتحام معاقل الإرهابيين في البلدة من محورين الأول محور عين باصور والثاني محور قلعة شلف مستفيدين من التغطية الجوية لسلاح الجو الروسي والسوري الذي أخرج من يد الارهابيين ورقة الاحتماء بين الجروف الصخرية وقامت قوات النخبة بعملية تسلل ليلي عند الثالثة من فجر أول من أمس خاضت خلالها معارك عنيفة مع الإرهابيين انتهت في السادسة صباحا بالسيطرة على هذه الجروف ومن ثم قام الجيش بانتشار سريع وأفقي في عدد من كتل الأبنية الحاكمة في البلدة وبعد مواجهات تكبد خلالها الإرهابيون خسائر كبيرة فر من فر باتجاه بداما وقتل من قتل مشيرا إلى أن هذه المجموعات الإرهابية تنتمي إلى تنظيمات جبهة النصرة وأحرار الشام وما يسمى تنظيم صقور العز وان معظم المساعدات التي خلفها الإرهابيون هي من مصدر سعودي وتركي.
ويوضح أحد ضباط الجيش ان كنسبا كانت تعد بمثابة القصبة الهوائية للتنظيمات الإرهابية في الريف الشمالي للاذقية وإن الجيش استخدم تكتيكات عسكرية تناسب الطبيعة الجبلية وتمكن من الأطباق على مراكز الإرهابيين بعد السيطرة على محاور الإمداد والمناورة والقيام بمشاغلة نارية بما يضيق الخناق عليها ويحشرها في بقعة جغرافية وسط كنسبا ليتمكن من استهدافها ناريا بالشكل الأمثل لافتا إلى أن ما تبقى من تواجد للإرهابيين في الريف الشمالي ليس له أثر يذكر بالمفهوم العسكري وهو ساقط ناريا فضلا عن ان بلدة بداما وجسر الشغور باتت تحت مرمى نيران الجيش العربي السوري.
وعبر المقاتلون في الخطوط الأمامية في مواجهة الإرهابيين عن فخرهم بهذه الإنجازات التي هي ثمرة جهد وصبر طويل لجنود احبوا الوطن وقدموا اجل وأغلى التضحيات في سبيل صون وحدته وحماية شعبه ودحر اعدائه مؤكدين أن هذه التضحيات لن تذهب هدرا وان انتصار اليوم هو هدية وعربون وفاء للدماء الطاهرة التي بذلت في معركة الشرف والوطنية.
* روبرت فيسك نقلاً عن ضابط سوري: يمكنك أن تتخيل مدى غضب الأتراك الآن
نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريراً لمراسلها "روبرت فيسك" بعد جولة ميدانية في بلدة ربيعة بريف اللاذقية، وجاء في التقرير ان "الجيش السوري يطلق القذائف على طول خط النار من المدافع غير المرئية في جنوب كسب، ومن قرية ربيعة التي حررها الجيش السوري حديثاً من العصابات المسلحة. يمكنك مشاهدة انفجار القذائف عبر الوادي، حيث تتصاعد ستارة كبيرة من الدخان الأزرق إلى السماء، وهذا فقط من جانب الحدود التركية".
وبحسب التقرير ان عقيداً في الجيش السوري قال "يمكنك أن تتخيل مدى غضب الأتراك الآن"، خصوصاً وأن طائرات السوخوي الروسية تُلحق الضرر الشديد بقواعد العصابات المسلحة، بينما البسمة على وجوه جنود الجيش الذين يقاتلون على جبهة اللاذقية للمرة الأولى منذ سنوات، حيث تذوقوا ثمار النصر".

روبرت فيسك نقلاً عن ضابط سوري: يمكنك أن تتخيل مدى غضب الأتراك الآن
واشار فيسك إلى ان القائد الميداني لم يتردد في شكر الروس الذين وفروا غطاءً جوياً كي تتقدم القوات السورية في الميدان"، ولفت القائد الميداني إلى أن "أميركا التي كان من المفترض أنها ضربت "تنظيم داعش" الذي ما زال يحكم في الرقة مراراً وتكراراً وفي العراق عبر طائراتها، غير قادرة على دفع الحلفاء العراقيين إلى النهوض". وأوضح القائد الميداني أن "القوات السورية تتحرك بسرعة شرقا تحت غطاء جوي روسي على طول الحدود التركية".
وذكر التقرير ان "بعض السوريين يقولون إن الأتراك يسهلون لجبهة النصرة عبور الحدود بطريقة غير شرعية، كما كان يفعل الإسرائيليون في جنوب لبنان"، ويعلق ضابط آخر في الجيش السوري "إن الأتراك غير سعداء"، لأنهم لم يتوقعوا أن الجيش السوري قد يمكنه الوصول إلى هذه النقطة، كما وتحدث عن قتل ضابط تركي بارز أثناء اجتماعه بمقاتلي النصرة عندما استهدف الطيران السوري المبنى الذي كانوا يجتمعون فيه.
***
* ريف اللاذقية الشمالي.. موعد مع النصر والتحرير
علي حسن - خاص العهد
سنوات أربع قضاها سكان ريف اللاذقية في مقاومة أبشع أنواع الإرهاب، من قبل تنظيمات متطرفة لا تمت للإنسانية بصلة، قاوموا وصبروا موقنين بأن الشمس لابد لها أن تشرق لتزيل الظلام الذي خلفه الأتباع وتعيد لسكان تلك القرى الأمن والاستقرار. وفي مثل هذا اليوم الربيعي من شباط كتب لمدينة اللاذقية أن تتطهر من رجس الارهاب.
الريف المحرَّر
بعد عمليات عسكرية ضخمة ومدروسة مدعومة بغطاء جوي روسي, بسطت قوات الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبية سيطرتها على بلدة كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي إثر اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة أوقعوا خلالها قتلى وجرحى في صفوف تلك الجماعات المتطرفة، وانسحب من تبقى منهم من قرية كنسبا باتجاه بداما في ريف جسر الشغور أحد أرياف ادلب، وقام عناصر الهندسة بتفكيك العبوات الناسفة والألغام وتمشيط الأبنية والمنازل. وبذلك تصبح أكثر من 80% من مساحة ريف اللاذقية تحت سيطرة الجيش السوري، ليتم إعلان الريف محررا آمنا، وتعود الحياة من جديد لتلك الجبال التي عكر الإرهابيون طهر قممها .

أما المساحة المتبقية والتي لا تتجاوز 18% من الريف فما زال يسيطر عليها المسلحون وتتضمن قرى ومزارع صغيرة، ولن يطول عليها ظلامها ليكون حالها كحال كنسبا وباقي القرى والبلدات المحررة.
تحصيل حاصل
يتحدث المحلل السياسي أسامة دنورة، لموقع "العهد الإخباري"، عن تحرير بلدة كنسبا وأهمية هذا الانجاز الذي حققه الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبي في ريف اللاذقية الشمالي الذي يعتبر تطور هام جدا على صعيد اختتام تحرير المساحة العظمى من الريف الذي كان تحت سيطرة المجموعات المسلحة, فمنذ بدء العملية العسكرية الأخيرة في ريف اللاذقية الشمالي تم استعادة ما يقارب 750 م2 في حين يبقى تقريبا ما يقارب 135م2 في يد المجموعات الارهابية , لكن هذه المناطق لا تحتوي أي مركز أساسي سواء بثقله الديموغرافي أو العسكري للإرهابيين, لذلك استعادة هذه المناطق ستكون تحصيل حاصل كـ( الشحرورة والبيضاء و بيت جنارو والكندة. ).
وفي السياق ذاته، يضيف دنورة "وفيما يتعلق بتحرير معظم المناطق في جبل الاكراد الذي له مدلولات عديدة أولها انتهاء فتح الطبوغرافيا المعقدة بالنسبة لعمليات الجيش السوري , وهذه الطبوغرافيا التي تتمثل بمرتفعات جبلية عالية قريبة من بعضها جدا وتتخللها اودية عميقة احيانا وايضا غطاء نباتي كثيف يعيق عمليات الجيش فيما يتعلق خاصة بحركة الآليات ووضوح الرؤية للدعم الناري المقدم سواء من قبل الطيران او المقدم من الوسائط النارية الارضية بما فيها المدفعية والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات".
نحو إدلب وريفها
دنورة يرى "اننا امام جغرافيا جديدة نسبيا عند التحدث عن محور التحرك باتجاه بداما او باتجاه المناطق التي سيطر عليها الارهابيون منذ عام 2012 في ريف ادلب الغربي, لذلك اذا كان الجيش العربي السوري مع قوى المقاومة الاسلامية قد تمكن من احراز هذه الانتصارات في المناطق الوعرة والصعبة والمتاخمة بشكل كبير للحدود التركية وتغلبوا على الظروف وحتى على الدعم الناري الموجه من الجيش التركي, فهم اقدر على تحرير المناطق الموجودة في البيئة السهلية المستوية او اقرب ما تكون الى ذلك. وستتوالى سقوط هذه المناطق في يد الجيش السوري وسيستمر مشهد التراجع لهذه المجموعات.
***
* معادلة ’الامونيا’ مقابل عقيدة الضاحية
جهاد حيدر - خاص العهد
منذ انتهاء عدوان تموز 2006، اعتمدت "تل أبيب" سياسة جديدة في التعامل مع الخطابات والمواقف التي يدلي بها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بهدف الحد من مفاعيل تأثيره على العقل الجمعي الإسرائيلي. وتم تبني هذه السياسة كجزء من العبر التي تم استخلاصها من تلك الحرب. رغم ذلك، لم تستطع "إسرائيل" تجاهل المواقف والتهديدات التي اطلقها سماحة السيد خلال احياء ذكرى القادة الشهداء. وما إن انهى السيد نصر الله كلمته حتى اشتعلت المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، بالتهديدات التي اطلقها. وبلغ الامر أن رئيس اركان جيش العدو غادي ايزنكوت اضطر إلى التصدي بنفسه لهذا الموضوع وحاول تهدئة روع الجمهور من خلال التأكيد على قوة ردع الجيش الإسرائيلي.
احتلت التهديدات التي اطلقها السيد نصرالله باستهداف حاويات غاز الامونيا ردا على عقيدة الضاحية، التي يكثر المسؤولون الإسرائيليون من التلويح بها، العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الإسرائيلية، وحضرت بقوة في الرأي العام الإسرائيلي. وبدت الرسائل التي وجهها السيد نصر الله، إلى الداخل الإسرائيلي، كما لو أنها اخترقت منظومة "القبة الحديدية" الاعلامية التي نصبتها مؤسسة الرقابة التابعة للجيش الإسرائيلي. وشكل التفاعل الإسرائيلي، قيادة وجمهورا، مع مواقف سماحته، كسرا للقوالب التي هدفت إلى حماية وعي وقلوب الإسرائيليين. إلا أن كل الحواجز لم تنجح في احباط الرسائل الصاروخية التي أصابت من الإسرائيليين مقتلا.

المزايا التي تمتعت بها رسائل السيد نصر الله، ومكنتها من تجاوز المنظومة الاعتراضية الإسرائيلية، تعود إلى كونها تناولت قضية يلمس الإسرائيليون صحتها. عندما تحدث سماحته عن حاويات الغاز وما تشكل من خطورة انطلق الخبراء الإسرائيليون الذين اكدوا دقة ما ادلى به سماحة السيد. كما أن سكان حيفا يعلمون بهذه الحاويات وما تحتويه ودرجة الخطورة التي تشكلها. وبالتالي لم تستطع المؤسسة الإسرائيلية انكار أو تجاهل أو التوهين مما ادلى به.
من جهة أخرى، يدرك الإسرائيليون كلهم، واستنادا إلى مواقف قادتهم السياسيين والعسكريين بأن حزب الله يملك من القدرات الصاروخية ما يُمكِّنه من استهداف هذه الحاويات. سواء لجهة ما تتمتع هذه الصواريخ من مدى، أو لقدرتها التدميرية أو دقة اصابتها. وبالتالي الانطباع الذي حضر في وجدان كل إسرائيلي أن صواريخ حزب الله مصوبة الان وفي كل لحظة، نحو هذه الحاويات ان ارتكبت قيادته أي حماقة ازاء لبنان.
ماذا عن مواقف ايزنكوت؟
يلاحظ على مواقف ايزنكوت، أنها هدفت إلى احتواء مفاعيل تهديدات سماحة السيد. ومن هنا كان حرصه على التأكيد على قدرة الردع الإسرائيلية في مقابل حزب الله. وهو اراد بذلك القول للجمهور الإسرائيلي أن الجيش هو الضمانة لحمايتهم من تنفيذ أي تهديدات.
مع ذلك، أقر ايزنكوت أن حزب الله يملك القدرات الاكثر أهمية في محيط "اسرائيل". وبالتالي اقر ايضا بأن حزب الله يملك القدرات المطلوبة لاستهداف حاويات الغاز التي هدد السيد نصر الله باستهدافهم.
إلى ذلك، كان لافتا جدا، أن ايزنكوت تحدث عن ان "حزب الله يطور قدراته من اجل تحقيق توازن استراتيجي امام إسرائيل ومع ذلك نجح الجيش الإسرائيلي في تحقيق الردع". إذ أن المعادلة الحقيقية معكوسة. وبالرغم من من إسرائيل تتفوق على لبنان على المستوى التكنولوجي والعسكري، نوعا وكما، لكن حزب الله استطاع أن يحقق توازنا في الردع.
مع ذلك، فإن حديث ايزنكوت عن المعادلة بـ"المقلوب"، ينطوي على اقرار بحجم معادلة الردع المتبادل ونظرة الإسرائيلي إلى مستوى تطور قدرات حزب الله.
ولجهة حديث رئيس اركان جيش العدو عن هدوء الجبهة اللبنانية منذ عقد، فهو أتى في سياق الاستدلال على فعالية قدرة الردع الإسرائيلية. لكنه تجاهل بأن هذا الهدوء هو مطلب لحزب الله ايضا. ومقرون بردع مضاد قيد إسرائيل عن الكثير من الاعتداءات العسكرية المباشرة ازاء المقاومة ولبنان. وفي هذا السياق تحضر حقيقة أن حزب الله استطاع منع العدو ايضا من تثمير الحدث السوري وانشغال حزب الله بمواجهة الخطر التكفيري في سوريا، لفرض معادلات جديدة على الساحة اللبنانية. وعلى ما تقدم، لم تقتصر انجازات حزب الله، على الدور الذي لعبه في مواجهة الخطر التكفيري، من خلال المبارة إلى التدخل العسكري في سوريا. بل عطلل ايضا محاولة إسرائيل تثمير هذا الخطر، وقطع الطريق عبر تثبيت معادلة الردع وتعزيزها.
تبقى حقيقة اساسية بالتأكيد هي حاضرة لدى قادة العدو، بأن تهديد سماحة الامين العام أتى في مقابل التلويح المتكرر للعدو بتطبيق عقيدة الضاحية، ازاء لبنان. وبالتالي فإن الحديث عن أن الجيش الإسرائيلي يملك من القدرات لردع حزب الله عن هذا الخيار لا معنى لها. لأن تلويح حزب الله باستهداف حاويات الامونيا هو في مقام الرد والدفاع والردع، وليس كخيار عملاني ابتدائي. ومن المعلوم أن حزب الله يملك ما يكفي من القدرات لتنفيذ تهديداته ردا على اي اعتداء واسع ضد لبنان. في هذه الحالة تكون معادلة "غاز الايمونيا" مقابل عقيدة الضاحية التي أرساها امين عام حزب الله قد حققت اهدافها، عبر تثبيت معادلة الردع المتبادل وقطع الطريق على العدو لإحداث تغيير في معادلة الردع المتبادل.
اللاذقية - سانا
تسابق انتصارات الجيش العربي السوري بعضها البعض في المعارك التي يخوضها ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في مختلف الجبهات على الأرض السورية
لتترسخ حقيقة أنه القوة القادرة على دحر الإرهاب وأن بواسله لا يهابون الصعاب ولا تنال من عزيمتهم عواصف الشر مهما سخر لها من عوامل القوة والدعم.
بالأمس أقفل الجيش العربي السوري الحساب مع التنظيمات الإرهابية المسلحة في أعقد البيئات الجغرافية وفق النظريات العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي لجهة التضاريس ووعورة المنطقة وطبيعتها الحراجية الكثيفة وما تتضمنه من كهوف ومغاور وتلال وانكسارات وأودية والتي شكلت مثيلاتها من البيئات في الكثير من الحروب التي خاضتها جيوش قوى عظمى مقبرة لها.
واستطاع الجيش العربي السوري أن يقلب هذه المعادلة رأساً على عقب ويهزم هذه التنظيمات التي لم يشهد التاريخ دعماً ومساندة أكبر مما قدم لها حيث فتحت لها خزائن النفط والغاز الخليجي الوهابي العفن وسخر لها من الدعم الإعلامي والسياسي ما لم تحظ به جماعات إرهابية أخرى من قبل قوى الغرب المتواطئة.. وكم من أقلام وعقول ومحطات فضائية وأصحاب ألقاب فكرية وشيوخ فتنة تم شراوءها في إطار الحرب الظالمة على الشعب العربي السوري.. جيشنا الباسل استطاع بإرادة جنوده تطويع هذه الجغرافيا المعقدة والحيلولة دون أن تتمكن هذه الجماعات الارهابية والقوى الداعمة لها من النيل من إرادة الشعب السوري وتمسكه بوحدة ترابه وسيادته الوطنية وقراره المستقل.
ريف اللاذقية الشمالي اليوم بلا ثقل للتنظيمات الإرهابية بعد أن انهار معقلهم الرئيسي الأخير في كنسبا والتلال المحيطة بها وقبله في ربيعة وسلمى.. هذا المعقل صار اليوم الى زوال بينما وعد الجيش العربي السوري ثابت راسخ كالجبال بألا يبقي على أثر لثقل إرهابي في بداما التي فر إليها الإرهابيون أو جسر الشغور أو إدلب وريفها وصولا إلى كل شبر من أرض سورية الحبيبة وهو اليوم يطلقها صرخة مدوية أن ما قبل كنسبا ليس كما بعدها وحربنا في السهول أيسر منها في الجبال والأدغال ولسان أحد الجنود البواسل يقول.. أيها الإرهابيون لن تجدوا مكانا تلجؤون إليه إلا الحدود التركية وحضن راعيكم أردوغان.
حول مجرى معركة استعادة السيطرة على بلدة كنسبا يقول أحد القادة الميدانيين.. ان السيطرة على كنسبا تعد تطورا ميدانيا من شأنه ان يقلب المعادلة في الحرب على الارهاب التكفيري ولاسيما في ادلب وريفها نظرا لأن كنسبا باتت بعد سقوط سلمى وربيعة موئلا للإرهابيين في ريف اللاذقية الشمالي حشد فيها الإرهابيون كل قواهم مستفيدين من الجغرافيا الصعبة في محاولة لوقف تقدم قوات الجيش الا ان التكتيك العسكري الذي اتبعه الجيش والقوات الموءازرة اسقط جميع الاحتمالات وبات الإرهابيون امام أحد خيارين أحلاهما مر وهو إما الانسحاب او ان يقتلوا في ارض المعركة.
ويضيف القائد الميداني.. اتبع الجيش استراتيجية الالتفاف من التلال المجاورة لكنسبا ولاسيما جبل الروس وقلعة شلف وشير القبوع وجبل العمولي وبلله حيث تم اقتحام معاقل الإرهابيين في البلدة من محورين الأول محور عين باصور والثاني محور قلعة شلف مستفيدين من التغطية الجوية لسلاح الجو الروسي والسوري الذي أخرج من يد الارهابيين ورقة الاحتماء بين الجروف الصخرية وقامت قوات النخبة بعملية تسلل ليلي عند الثالثة من فجر أول من أمس خاضت خلالها معارك عنيفة مع الإرهابيين انتهت في السادسة صباحا بالسيطرة على هذه الجروف ومن ثم قام الجيش بانتشار سريع وأفقي في عدد من كتل الأبنية الحاكمة في البلدة وبعد مواجهات تكبد خلالها الإرهابيون خسائر كبيرة فر من فر باتجاه بداما وقتل من قتل مشيرا إلى أن هذه المجموعات الإرهابية تنتمي إلى تنظيمات جبهة النصرة وأحرار الشام وما يسمى تنظيم صقور العز وان معظم المساعدات التي خلفها الإرهابيون هي من مصدر سعودي وتركي.
ويوضح أحد ضباط الجيش ان كنسبا كانت تعد بمثابة القصبة الهوائية للتنظيمات الإرهابية في الريف الشمالي للاذقية وإن الجيش استخدم تكتيكات عسكرية تناسب الطبيعة الجبلية وتمكن من الأطباق على مراكز الإرهابيين بعد السيطرة على محاور الإمداد والمناورة والقيام بمشاغلة نارية بما يضيق الخناق عليها ويحشرها في بقعة جغرافية وسط كنسبا ليتمكن من استهدافها ناريا بالشكل الأمثل لافتا إلى أن ما تبقى من تواجد للإرهابيين في الريف الشمالي ليس له أثر يذكر بالمفهوم العسكري وهو ساقط ناريا فضلا عن ان بلدة بداما وجسر الشغور باتت تحت مرمى نيران الجيش العربي السوري.
وعبر المقاتلون في الخطوط الأمامية في مواجهة الإرهابيين عن فخرهم بهذه الإنجازات التي هي ثمرة جهد وصبر طويل لجنود احبوا الوطن وقدموا اجل وأغلى التضحيات في سبيل صون وحدته وحماية شعبه ودحر اعدائه مؤكدين أن هذه التضحيات لن تذهب هدرا وان انتصار اليوم هو هدية وعربون وفاء للدماء الطاهرة التي بذلت في معركة الشرف والوطنية.
* روبرت فيسك نقلاً عن ضابط سوري: يمكنك أن تتخيل مدى غضب الأتراك الآن
نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريراً لمراسلها "روبرت فيسك" بعد جولة ميدانية في بلدة ربيعة بريف اللاذقية، وجاء في التقرير ان "الجيش السوري يطلق القذائف على طول خط النار من المدافع غير المرئية في جنوب كسب، ومن قرية ربيعة التي حررها الجيش السوري حديثاً من العصابات المسلحة. يمكنك مشاهدة انفجار القذائف عبر الوادي، حيث تتصاعد ستارة كبيرة من الدخان الأزرق إلى السماء، وهذا فقط من جانب الحدود التركية".
وبحسب التقرير ان عقيداً في الجيش السوري قال "يمكنك أن تتخيل مدى غضب الأتراك الآن"، خصوصاً وأن طائرات السوخوي الروسية تُلحق الضرر الشديد بقواعد العصابات المسلحة، بينما البسمة على وجوه جنود الجيش الذين يقاتلون على جبهة اللاذقية للمرة الأولى منذ سنوات، حيث تذوقوا ثمار النصر".

روبرت فيسك نقلاً عن ضابط سوري: يمكنك أن تتخيل مدى غضب الأتراك الآن
واشار فيسك إلى ان القائد الميداني لم يتردد في شكر الروس الذين وفروا غطاءً جوياً كي تتقدم القوات السورية في الميدان"، ولفت القائد الميداني إلى أن "أميركا التي كان من المفترض أنها ضربت "تنظيم داعش" الذي ما زال يحكم في الرقة مراراً وتكراراً وفي العراق عبر طائراتها، غير قادرة على دفع الحلفاء العراقيين إلى النهوض". وأوضح القائد الميداني أن "القوات السورية تتحرك بسرعة شرقا تحت غطاء جوي روسي على طول الحدود التركية".
وذكر التقرير ان "بعض السوريين يقولون إن الأتراك يسهلون لجبهة النصرة عبور الحدود بطريقة غير شرعية، كما كان يفعل الإسرائيليون في جنوب لبنان"، ويعلق ضابط آخر في الجيش السوري "إن الأتراك غير سعداء"، لأنهم لم يتوقعوا أن الجيش السوري قد يمكنه الوصول إلى هذه النقطة، كما وتحدث عن قتل ضابط تركي بارز أثناء اجتماعه بمقاتلي النصرة عندما استهدف الطيران السوري المبنى الذي كانوا يجتمعون فيه.
***
* ريف اللاذقية الشمالي.. موعد مع النصر والتحرير
علي حسن - خاص العهد
سنوات أربع قضاها سكان ريف اللاذقية في مقاومة أبشع أنواع الإرهاب، من قبل تنظيمات متطرفة لا تمت للإنسانية بصلة، قاوموا وصبروا موقنين بأن الشمس لابد لها أن تشرق لتزيل الظلام الذي خلفه الأتباع وتعيد لسكان تلك القرى الأمن والاستقرار. وفي مثل هذا اليوم الربيعي من شباط كتب لمدينة اللاذقية أن تتطهر من رجس الارهاب.
الريف المحرَّر
بعد عمليات عسكرية ضخمة ومدروسة مدعومة بغطاء جوي روسي, بسطت قوات الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبية سيطرتها على بلدة كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي إثر اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة أوقعوا خلالها قتلى وجرحى في صفوف تلك الجماعات المتطرفة، وانسحب من تبقى منهم من قرية كنسبا باتجاه بداما في ريف جسر الشغور أحد أرياف ادلب، وقام عناصر الهندسة بتفكيك العبوات الناسفة والألغام وتمشيط الأبنية والمنازل. وبذلك تصبح أكثر من 80% من مساحة ريف اللاذقية تحت سيطرة الجيش السوري، ليتم إعلان الريف محررا آمنا، وتعود الحياة من جديد لتلك الجبال التي عكر الإرهابيون طهر قممها .

أما المساحة المتبقية والتي لا تتجاوز 18% من الريف فما زال يسيطر عليها المسلحون وتتضمن قرى ومزارع صغيرة، ولن يطول عليها ظلامها ليكون حالها كحال كنسبا وباقي القرى والبلدات المحررة.
تحصيل حاصل
يتحدث المحلل السياسي أسامة دنورة، لموقع "العهد الإخباري"، عن تحرير بلدة كنسبا وأهمية هذا الانجاز الذي حققه الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبي في ريف اللاذقية الشمالي الذي يعتبر تطور هام جدا على صعيد اختتام تحرير المساحة العظمى من الريف الذي كان تحت سيطرة المجموعات المسلحة, فمنذ بدء العملية العسكرية الأخيرة في ريف اللاذقية الشمالي تم استعادة ما يقارب 750 م2 في حين يبقى تقريبا ما يقارب 135م2 في يد المجموعات الارهابية , لكن هذه المناطق لا تحتوي أي مركز أساسي سواء بثقله الديموغرافي أو العسكري للإرهابيين, لذلك استعادة هذه المناطق ستكون تحصيل حاصل كـ( الشحرورة والبيضاء و بيت جنارو والكندة. ).
وفي السياق ذاته، يضيف دنورة "وفيما يتعلق بتحرير معظم المناطق في جبل الاكراد الذي له مدلولات عديدة أولها انتهاء فتح الطبوغرافيا المعقدة بالنسبة لعمليات الجيش السوري , وهذه الطبوغرافيا التي تتمثل بمرتفعات جبلية عالية قريبة من بعضها جدا وتتخللها اودية عميقة احيانا وايضا غطاء نباتي كثيف يعيق عمليات الجيش فيما يتعلق خاصة بحركة الآليات ووضوح الرؤية للدعم الناري المقدم سواء من قبل الطيران او المقدم من الوسائط النارية الارضية بما فيها المدفعية والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات".
نحو إدلب وريفها
دنورة يرى "اننا امام جغرافيا جديدة نسبيا عند التحدث عن محور التحرك باتجاه بداما او باتجاه المناطق التي سيطر عليها الارهابيون منذ عام 2012 في ريف ادلب الغربي, لذلك اذا كان الجيش العربي السوري مع قوى المقاومة الاسلامية قد تمكن من احراز هذه الانتصارات في المناطق الوعرة والصعبة والمتاخمة بشكل كبير للحدود التركية وتغلبوا على الظروف وحتى على الدعم الناري الموجه من الجيش التركي, فهم اقدر على تحرير المناطق الموجودة في البيئة السهلية المستوية او اقرب ما تكون الى ذلك. وستتوالى سقوط هذه المناطق في يد الجيش السوري وسيستمر مشهد التراجع لهذه المجموعات.
***
* معادلة ’الامونيا’ مقابل عقيدة الضاحية
جهاد حيدر - خاص العهد
منذ انتهاء عدوان تموز 2006، اعتمدت "تل أبيب" سياسة جديدة في التعامل مع الخطابات والمواقف التي يدلي بها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بهدف الحد من مفاعيل تأثيره على العقل الجمعي الإسرائيلي. وتم تبني هذه السياسة كجزء من العبر التي تم استخلاصها من تلك الحرب. رغم ذلك، لم تستطع "إسرائيل" تجاهل المواقف والتهديدات التي اطلقها سماحة السيد خلال احياء ذكرى القادة الشهداء. وما إن انهى السيد نصر الله كلمته حتى اشتعلت المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، بالتهديدات التي اطلقها. وبلغ الامر أن رئيس اركان جيش العدو غادي ايزنكوت اضطر إلى التصدي بنفسه لهذا الموضوع وحاول تهدئة روع الجمهور من خلال التأكيد على قوة ردع الجيش الإسرائيلي.
احتلت التهديدات التي اطلقها السيد نصرالله باستهداف حاويات غاز الامونيا ردا على عقيدة الضاحية، التي يكثر المسؤولون الإسرائيليون من التلويح بها، العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الإسرائيلية، وحضرت بقوة في الرأي العام الإسرائيلي. وبدت الرسائل التي وجهها السيد نصر الله، إلى الداخل الإسرائيلي، كما لو أنها اخترقت منظومة "القبة الحديدية" الاعلامية التي نصبتها مؤسسة الرقابة التابعة للجيش الإسرائيلي. وشكل التفاعل الإسرائيلي، قيادة وجمهورا، مع مواقف سماحته، كسرا للقوالب التي هدفت إلى حماية وعي وقلوب الإسرائيليين. إلا أن كل الحواجز لم تنجح في احباط الرسائل الصاروخية التي أصابت من الإسرائيليين مقتلا.

المزايا التي تمتعت بها رسائل السيد نصر الله، ومكنتها من تجاوز المنظومة الاعتراضية الإسرائيلية، تعود إلى كونها تناولت قضية يلمس الإسرائيليون صحتها. عندما تحدث سماحته عن حاويات الغاز وما تشكل من خطورة انطلق الخبراء الإسرائيليون الذين اكدوا دقة ما ادلى به سماحة السيد. كما أن سكان حيفا يعلمون بهذه الحاويات وما تحتويه ودرجة الخطورة التي تشكلها. وبالتالي لم تستطع المؤسسة الإسرائيلية انكار أو تجاهل أو التوهين مما ادلى به.
من جهة أخرى، يدرك الإسرائيليون كلهم، واستنادا إلى مواقف قادتهم السياسيين والعسكريين بأن حزب الله يملك من القدرات الصاروخية ما يُمكِّنه من استهداف هذه الحاويات. سواء لجهة ما تتمتع هذه الصواريخ من مدى، أو لقدرتها التدميرية أو دقة اصابتها. وبالتالي الانطباع الذي حضر في وجدان كل إسرائيلي أن صواريخ حزب الله مصوبة الان وفي كل لحظة، نحو هذه الحاويات ان ارتكبت قيادته أي حماقة ازاء لبنان.
ماذا عن مواقف ايزنكوت؟
يلاحظ على مواقف ايزنكوت، أنها هدفت إلى احتواء مفاعيل تهديدات سماحة السيد. ومن هنا كان حرصه على التأكيد على قدرة الردع الإسرائيلية في مقابل حزب الله. وهو اراد بذلك القول للجمهور الإسرائيلي أن الجيش هو الضمانة لحمايتهم من تنفيذ أي تهديدات.
مع ذلك، أقر ايزنكوت أن حزب الله يملك القدرات الاكثر أهمية في محيط "اسرائيل". وبالتالي اقر ايضا بأن حزب الله يملك القدرات المطلوبة لاستهداف حاويات الغاز التي هدد السيد نصر الله باستهدافهم.
إلى ذلك، كان لافتا جدا، أن ايزنكوت تحدث عن ان "حزب الله يطور قدراته من اجل تحقيق توازن استراتيجي امام إسرائيل ومع ذلك نجح الجيش الإسرائيلي في تحقيق الردع". إذ أن المعادلة الحقيقية معكوسة. وبالرغم من من إسرائيل تتفوق على لبنان على المستوى التكنولوجي والعسكري، نوعا وكما، لكن حزب الله استطاع أن يحقق توازنا في الردع.
مع ذلك، فإن حديث ايزنكوت عن المعادلة بـ"المقلوب"، ينطوي على اقرار بحجم معادلة الردع المتبادل ونظرة الإسرائيلي إلى مستوى تطور قدرات حزب الله.
ولجهة حديث رئيس اركان جيش العدو عن هدوء الجبهة اللبنانية منذ عقد، فهو أتى في سياق الاستدلال على فعالية قدرة الردع الإسرائيلية. لكنه تجاهل بأن هذا الهدوء هو مطلب لحزب الله ايضا. ومقرون بردع مضاد قيد إسرائيل عن الكثير من الاعتداءات العسكرية المباشرة ازاء المقاومة ولبنان. وفي هذا السياق تحضر حقيقة أن حزب الله استطاع منع العدو ايضا من تثمير الحدث السوري وانشغال حزب الله بمواجهة الخطر التكفيري في سوريا، لفرض معادلات جديدة على الساحة اللبنانية. وعلى ما تقدم، لم تقتصر انجازات حزب الله، على الدور الذي لعبه في مواجهة الخطر التكفيري، من خلال المبارة إلى التدخل العسكري في سوريا. بل عطلل ايضا محاولة إسرائيل تثمير هذا الخطر، وقطع الطريق عبر تثبيت معادلة الردع وتعزيزها.
تبقى حقيقة اساسية بالتأكيد هي حاضرة لدى قادة العدو، بأن تهديد سماحة الامين العام أتى في مقابل التلويح المتكرر للعدو بتطبيق عقيدة الضاحية، ازاء لبنان. وبالتالي فإن الحديث عن أن الجيش الإسرائيلي يملك من القدرات لردع حزب الله عن هذا الخيار لا معنى لها. لأن تلويح حزب الله باستهداف حاويات الامونيا هو في مقام الرد والدفاع والردع، وليس كخيار عملاني ابتدائي. ومن المعلوم أن حزب الله يملك ما يكفي من القدرات لتنفيذ تهديداته ردا على اي اعتداء واسع ضد لبنان. في هذه الحالة تكون معادلة "غاز الايمونيا" مقابل عقيدة الضاحية التي أرساها امين عام حزب الله قد حققت اهدافها، عبر تثبيت معادلة الردع المتبادل وقطع الطريق على العدو لإحداث تغيير في معادلة الردع المتبادل.
تعليق