إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

العراق بين رئيس ظالم وفقيه رباني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العراق بين رئيس ظالم وفقيه رباني

    العراق بين رئيس ظالم وفقيه رباني
    بقلم حازم عبد الجبار
    مرت علينا في هذا الشهر المبارك ذكرى أليمة على قلوب المسلمين، أَلا وهي استشهاد المرجع الديني السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف ، على يد طاغوت هذا العصر الهدام وأذنابه ، فكان علينا ان نتكلم ولو على نحو الاجمال ما قدمه هذا العالم الرباني من خدمة للإسلام*** والمسلمين.
    ان الحُكام يسعون بكل قوةٍ لإفساد مجتمعاتهم*** ، وذلك من أجل الحفاظ على عروشهم والبقاء أكثر وقت ممكن في الحكم ،و ان الفساد يؤدي بالمفسدين الى عدم التفكر والتأمل في اسباب خلق هذا العالم } وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {،ومن هذه البلدان التي كان قد عمّ فيها الفساد هو العراق بلد الانبياء والاوصياء عاصمة الامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) المُغتَصب من قبل عصابة البعث الكافر وعلى رأسهم الهدام .
    لقد عاش الشعب العراقي بعد ضربتين طاحنتين الحرب العراقية الايرانية وحرب العراق بعد اجتياح الكويت ، وتأمر الحاكم وبعض حكام الدول العربية من اجل القضاء على تاريخ ومبادئ الشعب العراقي حيث كانت حياته صعبه من جميع النواحي . وقد عاش الشعب العراقي أثناء فرض الحصار مشاكل داخلية كثيرة زادت من نسبة الفقر والجوع وافتقاد الناس لفرص العمل مما سبب بطالة كبيرة وواضحة ، ومن هنا ظهرت العوامل السلبية في المجتمع ، لقد كثرت السرقة وارتفعت معدلات الجريمة بشكل سريع والاغلب كان يطمح في الثراء السريع والذي كان لا يحتاج الى مقدمات فان المطلوب هو ممارسة الغش والخداع في بيع السلع والتحايل على الناس . وهكذا ابتعد الكثير من الناس عن روح الدين والتدين .
    ان الشعب بهذا البلد المتنوع بالأديان والطوائف والقوميات والاغلبية المسلمة كان الاكثر منه (الشعب) يسعى الى التعلق بالدنيا والميل الى الانحلال ، فقد كان شارب الخمر يُمتدح في هذا البلد، فكثيراً ما يرّدد في المناسبات (الذي لا يشرب الخمر لا شخصية له) ،وكانما يعتبرونه نوعاً من التقدم والتحضر ، سبحان الله !!!! .
    كذلك النساء كانت تميل الى السفور وعدم الالتزام بالحجاب الشرعي ، وكان يكثر في هذا البلد خانات الخمور والملاهي الليلية وبيوت الدعارة ، والمحزن هنا ليس فقط في تعدد اماكن الفساد من القّلة والكثّرة وانّما كان المحزن الذي تدمع العين له دماً هو عدم انزجار المسلمين من هذه الحالة بحجّة*** } لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ***{ أو الحرية الشخصية أو الديمقراطية و امثال هذه الحُجج التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطان .
    اذاً تنوعت الردود على هكذا حال فكُنّا مصداقاً لحديث رسولنا الاعظم صلّ الله عليه وآله حينما وصف مستقبل هذه الامّة حيث قال : (( كيف بكم اذا فسدت نسآؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ، فقيل له ويكون ذلك يا رسول الله !! فقال : نعم وشرُّ من ذلك كيف بكم اذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ، فقيل له يا رسول الله ويكون ذلك !! قال : نعم وشرُّ من ذلك كيف بكم اذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معرُوفاً)) ، هذا هو حالنا يا رسول الله*** .
    ومن هنا يكون امام عالم الدين*** في مثل هذا البلد*** خيارين : اما ان يواجه رأس الفساد ورأس الظلم مواجهة مباشرة فعندها تكون النتيجة واضحة وهي القتل ويكون مصداقاً لقول نبينا صلّ الله عليه وآله حيث قال: ((أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر))، وهذا الخيار نتيجته ممدوحة من قبل الشارع المقدس ، ولكن سوف يبقى الحال كما هو من فساد وظلم ، فان قلتم لعلّه بسبب دمه الطاهر تتفجر ثورة اصلاحية ويَستلم المؤمنون زمام الامور ، وعندها نكون قد سرنا في طريق الثورة الاصلاحية .نقول : هذا الاحتمال ضعيف جداً ، وذلك بسبب سيطرة هذا الحاكم الجائر سيطرة تامة على*** جميع المستويات سواء الامنية والاقتصادية والاعلامية وغيرها من مؤسسات الدولة ، ويستطيع ان يضّلل هذا الشعب ببعض الاكاذيب ، وانه(أي العالم) تابع الى الخارج وعميل (ولا من ناصر ولا معيّن) وحتى ان الشعب لا يعرف هذا العالم حقّ معرفته ومدى اخلاصه. اذاً نتيجة الخيار الاول وان كانت ممدوحة الّا انها لا تفي بالغرض الالهي والهدف الحقيقي .
    واما الخيار الثاني فهو رفع راية الاصلاح واخراج الناس من ظلمات الجهل والفساد الى نور الهداية والعبودية لله الواحد القهار ، واجراء السنن والقوانين الإلهيّة النازلة في القرآن الكريم*** ، وبهذا يكون مصداقاً لقوله تعالى {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين}،وهذه النتيجة تكون ارقى من نتيجة الخيار الاول ، وذلك لعدة امور منها : ان هداية المجتمع والالتزام بأوامر هذا المصلح هو سقوط لهذا النظام الظالم من حيث يشعر أو لا يشعر(وكفى الله المؤمنين شر القتال) ، ومنها : تحرر الناس من عبودية الاشخاص الى عبودية الله جلّ جلّاله ، ومنها : رفع حاجز الخوف والرعب الذي استقر في قلوب الناس من خلال اجرات هذا النظام التعسفية التي كانت تمارس بحقهم ، ومنها : بعد رفع حاجز الرعب سوف يتعدد المصلحون في المجتمع سواء كان بوجود هذا القائد او عدم وجوده ، وذلك لأن نتيجة القتل في الخيارين لا مفر منها بالنسبة الى رافع راية الاصلاح ، وعليه يكون الخيار الثاني ارجح من الاول وذلك لَما ذكرناه .
    وهذا فعلاً ما حصل حسب اعتقادي القاصران الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر قد اختار الخيار الثاني ، رغم صعوبة المسير في هذا الطريق ، الذي كان يحتاج الى التقية المكثفة في بادئ الامر، والحنكة في كل المجالات والكيفية في التعامل مع هكذا نظام ظالم .
    وكذلك يحتاج الى امكانيات على جميع المستويات سواء المادية والاعلامية ، واختيار الشخصيات التي تكون الى جانبه في هذه الثورة الاصلاحية وكانت هذه الامور غير متوفرة لديه ، لأنه تقريباً بدأ من الصفر لو صح التعبير ، الّا انه من كان مع الله كان الله معه ، }وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ{ ، ونزل الى الشارع بقوة*** وعزيمة وبدأ برفع مستويات الناس المتفاوتة الى الدين دون العكس ، وقام بإحياء شعيرة الجمعة التي اكل عليها الدهر وشرب ، فكانت وسيلة اعلامية جيدة*** من خلالها يتصل بالجماهير المؤمنة اتصالاً مباشرا*** ، لقد تمكن الجمهور من خلال هذه الصلاة ان يتنفس وعظاً وارشاداً واحساساً جديداً بالهوية والانتماء . وهكذا كان لصلاة الجمعة التي اقامها التأثير الواضح والكبير على القواعد الشعبية وخلق حالة من الالتفاف حول المرجعية ، وبشكل اقلق السلطة الحاكمة ، وذلك لان صلاة الجمعة تعني قمة ما يصل اليه المعارض الشيعي في ثورته ضد السلطان الجائر ، فهذه الصلاة فريضة تعبدية ، سياسية ، اجتماعية ، وهي من الفرائض التي تشكل المنظومة المفاهيمية لما يسمى بالإسلام السياسي ، وتجربة اقامتها في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، قدمت انموذجاً واضحاً ، كما يمكن ان تؤدي هذه الفريضة آثاراً كبرى في مسار المواجهة التي يخوضها الاسلام مع اعدائه . وكان الشهيد الصدر يعرف خطورة هذه الخطوة والاسلوب الذي انتهجه والنتائج المتوقعة ، ولهذا قال وما موتي الا فرحة لأمريكا واسرائيل ).******
    ودعا هذا المصلح الى مقاطعة النساء المتبرجات السافرات*** حينما قال (فالسافرة كما اوجبت السوء لنفسها واصبحت من المتجاهرات بالفسق، كانت سببا للسوء والتأثير السيء تجاه الآخرين من رجال ونساء واوجبت انحرافهم دينيا وسقوطهم اخلاقيا واجتماعيا، ويكون وزر كل ذلك عليها وفي ذمتها في الدنيا والآخرة))، وبعدها كانت المرأة التي لا ترتدي الحجاب الشرعي في موقف لا تحسد عليه ، فكان سائق التكسي يرفض ان تركب في سيارته ، وبائع الخضروات والفواكه يرفض التعامل معها بحجة انها سافرة ، وعليه فالمرأة تمرّ بموقف محرج جداً ، فكانت النتيجية هي ارتداء الحجاب لكثير من النساء فمنهن من تابت الى الله توبة نصوحا ، ومنهنّ من ارتدت الحجاب كي تتخلص من الاحراج الذي تمرّ به يومياً .
    ايضاً كان كثيراً ما يرفع من معنويات الشباب ، ويعيد لهم الثقة في انفسهم*** ودينهم دين الحق، ويوصيهم بقوله (انا اقول اتبعوا حوزتكم واتبعوا علماءكم واتبعوا القرآن واتبعوا كلام المعصومين عليهم السلام)).
    ولا اريد ان اطيل اكثر فانه قدس سره الشريف كان كثيراً ما يرفض سياسة*** الدول الاستعمارية حيث كان يردد: (( كلا كلا امريكا .. كلا كلا اسرائيل ..كلا كلا استعمار ..كلا كلا استكبار ..)) ، وكأَن المواجهة ليست محصورة بهذا الرئيس الظالم لشعبه ، وانّما المواجهة كانت اكبر مما متصور لها ، لانه كان كثير ما يستصغر من شأنه وذلك من خلال الهتافات التي يرددها من على منبر صلاة الجمعة*** فقد كان هذا*** الرئيس الظالم في الرتبة الادنى من ذيل الهتاف ((كلا كلا يا شيطان))، وحسب اعتقادي ان الهتافات كانت مُرتبة من الاكثر خطورة على الاسلام الى الاقل ، وحسب التعبير المنطقي من العام الى الخاص .
    اذاً كان يوجه المؤمنين ويثقفهم ضد الخطر المقبل على الاسلام ، وذلك حيث قال: ((تكالب الاعداء ضد الاسلام ومكرهم من داخلهم ومن خارجهم وبيدهم السلاح والمال والتخطيط والاعداد*** الكامل، في حين نجد المسلمين والمخلصين عزلا من كل ذلك وهذا هو الامتحان الالهي الاتم والاكمل ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة)) وكذلك قال: ((عندهم المال والسلاح لاشيء آخر ونحن عندنا الله جلَّ جلَّاله)) ، وكذلك قال ( يوجد من الاخبار ما يكفي من ان امريكا قد اسست منذ عدة سنوات، ربما عشرة سنين، ما يسمى بقوات التدخل السريع تحسبا لظهور المهدي (عليه السلام) وليس لشيء آخر. كما انها افتعلت حرب الخليج لاجل ان تملئها بالبوارج الحربية، تحسبا لظهور المهدي (عليه السلام). كما ان من الاكيد ان له في البنتاغون ملفا كاملا وضخما عن اخباره التي تستطيع امريكا جمعها، حتى قالوا انه يفتقر فقط الى الصورة الشخصية له، وطبعا هي مفقودة))، وعليه كان من ظاهر كلامه انه يهيئ القاعدة القوية الصلبة لمواجهة*** الخطر المقبل على الاسلام ، وفعلاً هذا ما تحقق على المستوى العملي عندما احتلت الدول الاستعمارية وعلى راسها امريكا بلد الانبياء والأئمة المعصومين صلوات الله تعالى عليهم وبدأت المواجهة غير المتكافئة ، الّا ان مالهم وسلاحهم ودباباتهم لم تصمد امام هؤلاء المؤمنين المجاهدين الذين تغذّوا من منبره الشريف ، فسلام عليك يا ابا مصطفى يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ، واخيراً اقول : لعن الله امةً ظلمتك ، ولعن الله امة قتلتك بالايدي والالسن ، ولعن الله امةً سمعت بذلك فرضيت به.******
    التعديل الأخير تم بواسطة حب الحكمة; الساعة 17-09-2013, 04:03 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X