أيها الصادقة في دموعها
أيتها الجميلة في إسلوبها
حبيبتي السماء الغالية دموعها

لا تبكين
فإن هذا الطفل في جنات النعيم
وهذا الشيخ في حضرت أمير المؤمنين (ع)
وذاك الشهيد عند الله وفي جناته يستريح
وتلك المرأة سيعود إليها الأسير
فلما هذا العويل وهذا النحيب
إن الله قادرٌ على كلُ أمرٍ عسير
لا تبكين ولا تغضبين
أذن لك الرحمن في شأنه الكبير
فتبقى الحقيقة بأعينك شئٌ جميل
وإن الحق في شأنه أن يبين
وأن الطغات أينما كانوا أمر الله عليهم أكيد

لاتبكين
إن نحن الفنات وأنت الباقية تشهدين
نحن العصات وأنتي تتشهدين
نحن الأرذلون وأنتي ربك العظيم
فلم تبكين على ترابٍ سحيقٍ وتعلمين
لاتبكين حبيبتي السماء لا تبكين
إن الحب في القلب وفاءه جميل
وإن لزوم الشأن عند الله فيه رقيب
وإن الشيطان الأعوج يرتعد خوف القبيح
وعمره بالكبر فناءٌ في الظن حتى يلقى المصير
فلا ولن نغرس في أنفسنا حقده الدفين
فنحن على عهد الكتاب وعليٌ أمير المؤمنين
واصحاب ملة الرسول الأعظم اللهم صلي عليه وعلى اله اجمعين

فلما تبكين !
القلب ينبض كل يومٍ وغيرها لا يأتي بجديد
على زهرتك وما يختلج نفسها الكثير
أن هذا حبيب وهي روح البعيد
أم على وحيدك في شأنها ألا تفهمين
أم على فراقنا ما كنا فيه عن قريب
فهذه شجاعة الإسلام ألا تقرأين ما قاله الأمين
وإن كان حسداً من عند القيح ونطيحة السقيم

فلا تبكين
ما بقي من الدهر لا يجعلني أستريح
دنيا دنونها دون آثرت الشئ اليسير
وأخرها جزاءٌ من الله رب العالمين
لأفترش الأرض وأتوجه لله العظيم
وأسأله هل لك أن تغفر لي يا حليم
قويٌ بشهادتي عليٌ ولي الله الأمير
وأبكي على حسيناً الذي في أخلاجي يعيش
مصوناً صائن عهده طوال هذه السنين
وبعدها وما بعدها ألا تعلمين
يبقى إن الله على كل شئٍ قدير

وهذا النهج حان حقٌ عليه أن يستريح