بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم وهلك أعدائهم
كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج 4
فهرس الموضوع :-
المقدمة
1- { المستوى الأول - الآيات القرآنية الدالة على إن أكثر الناس مع الباطل }
2- { المستوى الثاني - الآيات القرآنية الدالة إن القلة من الناس مع الحق }
3- { المستوى الثالث - الآيات القرآنية الدالة على خذلان الناس لأنبياء الله عز وجل }
4- { الآيات القرآنية الدالة على خذلان الأمم لأنبياء الله عز وجل}
5- { المستوى الرابع – القصص الدالة على خذلان الأمم لأنبياء الله عز وجل }
6- { -1- النبي نوح ع }
7- ( -2- النبي إبراهيم ع )
8- ( -3- النبي لوط ع )
9- { -5- النبي هود ع }
10- { -6- النبي صالح ع }
11- ( -4- النبي عيسى ع )
12- { غيبة الأنبياء والرسل {ع } عن أقوامهم وسبب الغياب }
13- { غيبة نبي الله موسى عليه السلام }
14- { غيبة نبي الله هود عليه السلام }
15- { غيبة نبي الله صالح عليه السلام }
16- { غيبة شمعون بن حمون عليه السلام }
17- { غيبة نبي الله سليمان عليه السلام }
18- { غيبة آصف بن برخيا عليه السلام }
19- { غيبة يوشع بن نون عليه السلام .}
20- { غيبة نبي الله عزير عليه السلام }
21- { غيبة نبي الله إبراهيم ع }
22- { نبي ال
23- له داود عليه السلام }
24- { غيبة نبي الله يوسف عليه السلام }
25-
26- { السبب الذي دعا أنبياء الله عز وجل للغيبة والشبه بين سبب غيبة إمامنا القائم عليه السلام }
27- { سبب غياب أنبياء الله عن أقوامهم بلسان نبي الله يحيى ابن زكريا عليهما السلام }
28- { المستوى الرابع - خذلان الناس لمحمد وال محمد عليهم السلام }
29- { الشاهد الأول – النبي الأكرم محمد ص }
30- { الشاهدالثاني– خذلان الناس لأمير المؤمنين عليه السلام }
31- { الشاهد الثالث- الإمام الحسن عليه السلام }
32- { الشاهد الرابع - الإمام الحسين عليه السلام }
33- { الشاهد الخامس – إعراض الناس عن الأئمة من أل محمد عليهم السلام }
34- { المستوى الخامس - الروايات الدالة على إن سبب الغيبة هو إعراض الناس عن الإمام (ع) وقلة عدد أنصاره }
35- { الأدلة الروائية على سبب غيبة الإمام المهدي (ع) }
36- { الدليل الأول }
37- { الدليل الثاني }
38- { الدليل الثالث }
39- { الدليل الرابع }
40- { الدليل الخامس}
41- { الدليل السادس }
42- { الدليل السابع }
{ السبب الرابع - إعراض الأمة عن الإمام المهدي (ع) وعدم وجود الأنصار}
انصح أخوتي الاعزاء بقراءة الأجزاء الأولى لتكتمل الفكرة لديهم
نكمل باقي أجزاء موضوع سبب الغيبة ونأتي إلى السبب الرابع فنقول
إن إعراض الأمة عن الإمام (ع) وعدم وجود الأنصار هو السبب الأول والرئيسي للغيبة والوجه الجامع لكل وجوه أسباب الغيبة التي ذكروها أل محمد (ع) في كثير من رواياتهم وقبل البدء بسرد الأدلة على ما ذهبنا إليه من إثبات إن السبب الأول والرئيسي للغيبة هو إعراض الناس عن الإمام (ع) سوف نقوم بعونه تعالى بكتابة مقدمات تمهيدية للموضوع الأصلي وهي شواهد من إعراض الناس عن محمد أل محمد عليهم الصلاة السلام وتكذيب الناس لهم وقتلهم عليهم السلام بأيد من يسمون أنفسهم مسلمون وسيكون نصيب القائم { ع } من التكذيب والمعانات والحروب أكثر من نصيب آبائه عليهم السلام وسيكون هذا الطرح مدعوما بالأدلة القرآنية والروائية وسيكون هذا البحث كافي لطالب الحق وطالب طريق قائم أل محمد عليه السلام ومعرفة سبب غيبة إمامه كل هذه القرون الطويلة
البحث سيكون على شكل مستويات
{ المستوى الأول - الآيات القرآنية الدالة على إن أكثر الناس مع الباطل }
{ فأبى أكثر الناس إلا كفورا } الفرقان50
{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون} يوسف 40
{ بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون} الأنبياء 24
{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون} النحل 38
قال تعالى { أمتحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالإنعام بل هم أظل سبيلا }
{وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك } سورة الأنعام(116 )
{ بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون} سورة المؤمنون(70)
{ فأبى أكثر الناس إلا كفورا } سورة الفرقان (50)
{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون } سورة يوسف (40)
{إنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} سورة الشعراء (103)
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} سورة الشعراء (121)
{فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} سورة الشعراء (139)
في هذه الآيات الكريمات حقيقة مفادها إن الحق مهجور مغلوب وان ناصروا الحق وناصروا الأنبياء والرسل قلة قليلة وان أكثر الناس مع الباطل ومع الدنيا وسيبقى حال الناس إلى قيام الإمام المهدي عليه السلام وستجري السنة التي جرت على الأنبياء عليه روحي له الفداء من خذلان الناس له وإتباعهم للباطل ولذلك قال الإمام الصادق عليه السلام { فإذا هو قام بنشرها فلم يبق فلم يبق في الشرق والغرب احد إلا لعنها } غيبة النعماني
{ المستوى الثاني - الآيات القرآنية الدالة إن القلة من الناس مع الحق }
قال تعالى: { وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } {هود: 40}
قال تعالى: { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سبأ: (13)
قال تعالى {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين } الواقعة
وقوله تعالى: { ولقد صدّق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين }
وقال فرعون عن موسى وقومه: { إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ. وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ }
وقال تعالى : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم } ص (24)
قال تعالى : { قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليً لئن أخرتن الى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا } الإسراء (62)
قال تعالى: { وَلوْلا َفضْلُ الّلهِ عَليْكمْ وَرَحْمَتُهُ َ لاتَّبَعْتُمُ الشيطان إلا قليلا }النساء- (ظ¨ظ£ )
قال تعالى { قَال َأرَأيْتَكَ هَذا الَّذِي َ كرَّمْتَ عَليَّ َلئِنْ َأخَّرْتَن ِإَلى يَوْم الْقِيَامَةِ لأَحْتَنكنَّ ذُرِّيَّتَهُ َإلاَّ قَلِيلا} البقرة – (62)
قال تعالى {وَإذْ أخَذنَا مِيَثاقَ بَني إسْرَائِيل لا تَعْبُدُون إلاَّ الّلهَ وَبالْوَالِدَيْن إحْسَانًا وَذِي اْلُقرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِين وَقوُلوْا لِلنَّاس حُسْنًا وَأقِيمُواْ الصَّلاَة وَآتُوْا الزَّكاَة ثمَّ تَوَلَّيْتُمْ إلاَّ قَلِيلا مِّنكمْ وَأنتُم مِّعْرضُون}البقرة ( 83)
هذا هو حال الحق وأهلة وهذا هو طريق الله ورسله مهجور ولا يسلكه إلا الأندر الأندر أو كالكحل في العين أو كالملح في الزاد كما وصف أل محمد حال المؤمنين القلائل في كل زمان وهنا يجدر الإشارة قول أمير المؤمنين عليه السلام فقد قال ع { لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه } ونحن نقول لسيدنا ومولانا علي عليه السلام نبشرك فأن طريق الحق هجره الناس وطريق الباطل سلكه الناس والإمام الغائب قد نساه الناس أن لم اقل نكروه كما قلتم سلام الله عليكم أجمعين وشكواكم ياسادتي تصدح في أذاننا عندما نقرأ كلام الإمام الصادق عليه السلام وهو يقول { بلية الناس عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا } ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
{ المستوى الثالث - الآيات القرآنية الدالة على خذلان الناس لأنبياء الله عز وجل }
ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز قصص كثير من أنبيائه ورسله ومما سلط عليه الضوء جانب من مأساتهم ومعاناتهم وما لاقوه من أقوامهم من قتل وتكذيب وكان اغلب أتباع الأنبياء من المستضعفين وإما إذا أردنا أن نشير الى عدد الذين امنوا بالأنبياء قياساً بالذين لم يؤمنوا فان القياس غير ممكن فان من الأنبياء من لم يؤمن به أحدا من قومه كالنبي لوط عليه السلام ومنهم من امن به واحد ومنهم من امن به اثنان ومنهم من امن به ثلاثة وهكذا فلن تجد نبي إلى كان أكثر قومه له مكذبين ولا تكاد تجد نبي أو رسول أو وصي لم يرفضه قومه أو يكذبوه أو يقتلوه وهذا ما صرح به كتاب الله عز وجل
(ثمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة المؤمنون (44)
و الباري عز وجل يقول في هذه الاية بكل وضوح ما من نبي أو رسول إلا وحاربه قومه وكذبوه
{ الآيات القرآنية الدالة على خذلان الأمم لأنبياء الله عز وجل}
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِن يُكَذّبُوكَ فَقَدْ كَذّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) الحج : 42ـ45
{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلّذِينَ كَفَرُوا ثُمّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } الرعد : 32
{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } الأنبياء : 41
{ وَإِن يُكَذّبُوكَ فَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مِن قَبْلِكَ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ } فاطر : 4
قال تعالى { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ*مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ*لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ}(3) سورة الأنبياء
سورة الأنبياء {مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ}(6)
({وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ*وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ*وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ*فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} (45) سورة الحج
{ثمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ }سورة المؤمنون (44)
{قَوْمَنُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا*وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا}
(38) سورة الفرقان
{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ } (5) سورة الشعراء
إن الظلم والأذى الذي لاقاه أنبياء الله عز وجل ورسله من أممهم دليل على إن الناس معرضون عن الله وأنبياءه وعن الحق وان أنبياء الله عز وجل قد رفضت دعواتهم جميعاً وقتل بعضهم وكذب البعض الأخر وفيهم المصلوب ومنهم المقتول ومنهم الغائب عن قومه لقلة عدد المناصر والمعين وما لاقاه أبا القاسم (ص) من قومه لم يره جميع الأنبياء فما بالك بحفيد الأنبياء والرسل ومكمل مشاريعهم اللاهية والطالب بدمائهم الإمام المهدي عليه السلام وهو وارث الأنبياء والمرسلين فماذا سيلاقي من الناس في أخر الزمان الجواب واضح كما بينه عالم أل محمد عليه السلام قائلا {إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس كلهم يتأول عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر } (غيبة النعماني ص159) لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
{ المستوى الرابع – القصص الدالة على خذلان الأمم لأنبياء الله عز وجل }
{ -1- النبي نوح ع }
بسم الله الرحمن الرحيم
( قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا*وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا*وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا*وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا*مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا*وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا *إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) 27 سورة نوح - اية 21 -27
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
يتبع
كان أبو إبراهيم منجما لنمرود بن كنعان، وكان نمرود لا يصدر إلا عن رأيه، فنظر في النجوم ليلة من الليالي فأصبح فقال: لقد رأيت في ليلتي هذه عجبا، فقال له نمرود: وما هو ؟ فقال: رأيت مولودا يولد في أرضنا هذه يكون هلاكنا على يديه، ولا يلبث إلا قليلا حتى يحمل به، فعجب من ذلك نمرود وقال: هل حمل به النساء ؟ فقال: لا، وكان فيما اوتي من العلم أنه سيحرق بالنار، ولم يكن اوتي أن الله سينجيه، قال: فحجب النساء عن الرجال فلم يترك امرأة إلا جعلت بالمدينة حتى لا يخلص إليهن الرجال، قال: وباشر أبو إبراهيم امرأته فحملت به فظن أنه صاحبه، فأرسل إلى نساء من القوابل لا يكون في البطن شئ إلا علمن به، فنظرن إلى ام إبراهيم فألزم الله تبارك وتعالى ذكره ما في الرحم الظهر، فقلت: ما نرى شيئا في بطنها، فلما وضعت ام إبراهيم أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود، فقالت له امرأته: لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله، دعني أذهب به إلى بعض الغيران (2) أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله ولا تكون أنت تقتل ابنك، فقال لها: فاذهبي، فذهبت به إلى غار ثم أرضعته، ثم جعلت على باب الغار صخرة، ثم انصرفت عنه، فجعل له رزقه في إبهامه فجعل يمصها فيشرب لبنا، وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة، ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر، ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة، فمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم إن امه قالت لابيه: لو أذنت لي أن أذهب إلى ذلك الصبي فأراه فعلت، قال: ففعل (3) فأتت الغار فإذا هي بإبراهيم عليه السلام وإذا عيناه تزهران كأنهما سراجان، فأخذته وضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه، فسألها أبوه عن الصبي فقالت: قد واريته في التراب، فمكثت تعتل فتخرج في الحاجة وتذهب إلى ابراهيم عليه السلام فتضمه إليها وترضعه، ثم تنصرف، فلما تحرك أتته أمه كما كانت تأتيه وصنعت كما كانت تصنع، فلما أرادت الانصراف أخذ ثوبها، فقالت له: مالك ؟ فقال: اذهبي بي معك، فقالت له: حتى أستأمر أباك، فلم يزل إبراهيم في الغيبة مخفيا لشخصه كاتما لأمره حتى ظهر فصدع بأمر الله تعالى ذكره وأظهر الله قدرته فيه) بحار الأنوار / جزء 12 / صفحة( 41 )
إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ)( سورة الأعراف؛ الآية: 76.) قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم به؟ قال: الله أعدل من أن يترك الأرض بلا عالم يدلُّ على الله عزّوجلّ، ولقد مكث القوم بعد خروج صالح سبعة أيّام على فترة لا يعرفون إماماً، غير أنّهم على ما في أيديهم من دين الله عزّوجلّ، كلمتهم واحدة، فلمّا ظهر صالح (عليه السلام) اجتمعوا عليه. وإنّما مثل القائم (عليه السلام) مثل صالح


تعليق