إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الاية (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاية (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا))

    الآية

    وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَـبَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَـبِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِـمَآ أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَالْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شَآءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَـكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِـمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48)

    .................................
    نقلا عن التفسير الامثل

    التّفسير

    تشير هذه الآية إِلى موقع القرآن بعد أن ذكرت الآيات السابقة الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء السابقين.



    وكلمة «مهيمن» تطلق في الأصل على كل شيء يحفظ ويراقب أو يؤتمن على شيء آخر ويصونه، ولمّا كان القرآن الكريم يشرف في الحفاظ على الكتب السماوية السابقة وصيانتها من التحريف اشرافاً كاملا، ويكمل تلك الكتب، لذلك أطلق عليه لفظ «المهيمن» حيث تقول الآية: (وأنزلنا إِليك الكتاب بالحقّ مصدقاً



    [26]

    لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه...).



    فالقرآن بالإِضافة إِلى تصديقه الكتب السماوية السابقة، اشتمل ـ أيضاً ـ على دلائل تتطابق مع ما ورد في تلك الكتب، فكان بذلك حافظاً وصائناً لها.



    إِنّ الكتب السماوية جاءت كلها متناسقة في المبادىء والهدف الواحد الذي تبنى تربية الإِنسان والسمو به إِلى مراتب الكمال المعنوي والمادي، على الرغم من الفوارق الموجودة بين هذه الكتب والتي تنبع من مقتضى التكامل التدريجي للإِنسان، حيث أن كل شرعة جديدة ترتقي بالإِنسان إِلى مرحلة أسمى من مراحل الرقي والكمال الإِنساني، وتشتمل على خطط وبرامج أكثر شمولا وتطوراً، والإِتيان بعبارة: (مهيمناً عليه) بعد جملة (مصدقاً لما بين يديه) يدل على هذه الحقيقة، أي أنّ القرآن في الوقت الذي يصدّق الكتب السابقة، يأتي في نفس الوقت ببرامج وخطط أكثر شمولا للحياة.



    ثمّ تؤكّد على النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) انطلاقاً من الحقيقة المذكورة ـ ضرورة الحكم بتعاليم وقوانين القرآن بين الناس، حيث تقول (فاحكم بينهم بما أنزل الله ...).



    وقد اقترنت هذه الجملة بالفاء التفريعية، فتدلّ على شمولية أحكام الإِسلام بالنسبة لأحكام الشرائع السماوية الأُخرى، ولا تعارض هنا بين هذا الأمر وبين ما سبق من أمر في أية سابقة والتي خيرت النّبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) بين الحكم بين اليهود أو تركهم لحالهم، لأنّ هذه الآية ترشد النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إِن هو أراد أن يحكم بين أهل الكتاب ـ إِلى أنّ عليه أن يحكم بتعاليم وقوانين القرآن بينهم.



    ثمّ تؤكّد عليه أن يبتعد عن أهواء وميول أهل الكتاب، الذين يريدون أن يطوعوا الأحكام الإِلهية لميولهم ورغباتهم، وأن ينفذ ما نزل عليه بالحق، حيث تقول الآية: (ولا تتبع أهواءهم عمّا جاءك من الحقّ ...).



    ولأجل اكمال البحث تشير الآية إِلى أن كل ملّة قد أفردت لها شرعة ونظام



    [27]

    للحياة يهديها إِلى السبيل الواضح، حيث تقول: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ...).



    وكلمة «شرع» أو «الشريعة» تعني الطريق الذي يؤدي إِلى الماء وينتهي به، واطلاق كلمة «الشريعة» على الدين لأن الدين ينتهي بحقائق وتعاليم هدفها تطهير النفس الإِنسانية وضمان الحياة السليمة للبشرية، أمّا كلمة «النهج» أو «المنهاج» فتطلقان على الطريق الواضح.



    نقل (الراغب) في كتابه (المفردات) عن ابن عباس قوله بأنّ الفرق بين كلمتي «الشرعة» و«المنهاج» هو أنّ الاُولى تطلق على كل ما ورد في القرآن، وأن المنهاج يطلق على ما ورد في سُنّة النّبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) (وهذا الفرق مع كونه جميلا، إلاّ أنّنا لا نملك دليلا جازماً لتأييده)(1).



    ثمّ تبيّن الآية أنّ الله لو أراد أن يجعل من جميع أبناء البشر أُمّة واحدة، تتبع ديناً وشرعة واحدة لقدر على ذلك، لكن هذا الأمر يتنافى مع قانون التكامل التدريجي، وحركة مراحل التربية المختلفة، فتقول: (ولو شاء الله لجعلكم أُمّة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم ...).



    وجملة (ليبلوكم فيما آتاكم ...) إِشارة إِلى ما قلناه سابقاً من أنّ الله قد أودع لدى أفراد البشر استعدادات وكفاءات تنمو في ظل الإِختبارات وفي ضوء تعاليم الأنبياء، فعندما يطوي بنو الإِنسان مرحلة معينة، يجعلهم الله في مرحلة أسمى وحين تنتهي مرحلة تربوية يأتي الله بمرحلة تربوية أُخرى على يد نبي آخر، كما يحصل بالضبط للمراحل التعليمية التي يمرّ بها الشاب في مدرسته.





    --------------------------------------------------------------------------------



    1 ـ يعتقد البعض من كبار المفسّرين بوجود فرق بين «الدّين» و«الشريعة» ويقولون بأنّ الدين هو مبدأ التوحيد والمباديء الأُخرى المشتركة بين جميع الديانات، لذلك يكون الدين واحداً في كل الأحوال والأزمنه، والشريعة هي القوانين والأحكام والتعاليم التي تختلف أحياناً بين ديانة وأُخرى لكنّنا لا نمتلك ـ أيضاً ـ دليلا واضحاً يؤيد هذا القول، لأن هاتين الكلمتين أستخدمتا في الكثير من الموارد للدلالة على معنى واحد.



    [28]

    بعد ذلك تخاطب الآية ـ في الختام ـ جميع الأقوام والملل، وتدعوهم إِلى التسابق في فعل الخيرات بدل تبذير الطاقات في الإِختلاف والتناحر، حيث تقول: (فاستبقوا الخيرات) مؤكدة أنّ الجميع يكون مرجعهم وعودتهم إِلى الله الذي يخبرهم في يوم القيامة بما كانوا فيه يختلفون: (إِلى الله مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون).
    ..................................
    الآيتان

    شَرَعَ لَكُمْ مِّنَ الَّدِينَ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَنْ يَشَآءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ( 13 ) وَمَا تَفَرَّقُواْ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بِغْيَا بَيْنَهُمْ وَلَولاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَل مُّسَمًّى لَّقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُواْ الْكِتَـبَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيب( 14 )







    التّفسير من الامثل

    الإسلام عصارة شرائع جميع الأنبياء:

    بما أن العديد من بحوث هذه السورة تتعلق بالمشركين، وأن الآيات السابقة كانت تتحدث عن نفس هذا الموضوع أيضاً، لذا فإنّ الآيات التي نبحثها تبيّن هذه الحقيقة، وهي أن دعوة الإسلام إلى التوحيد ليست دعوة جديدة، إنّها دعوة جميع الأنبياء أولي العزم، وليس أصل التوحيد فحسب، بل إن جميع دعوات الأنبياء في



    [486]

    القضايا الأساسية وفي مختلف الأديان السماوية كانت واحدة.



    تقول الآية: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً) والذي هو أوّل نبيّ من أولي العزم.



    وأيضاً: (والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى).



    وبهذا الشكل فما كان موجوداً في شرائع جميع الأنبياء موجود في شريعتك أيضاً و«ما يمتلكه الصالحون جميعاً تملكه لوحدك».



    إن عبارة (من الدين) تبيّن أن التنسيق بين جميع الشرائع السماوية لم يكن بخصوص التوحيد أو أصول العقائد فحسب، بل في كلّ مجموعة الدين الإلهي، فمن حيث الأساس والجذور كانت واحدة، بالرغم من أن تكامل المجتمع الإنساني يقتضي أن تكون التشريعات والقوانين الفرعية متناسقة مع تكامل الناس، وتسير نحو التكامل حتى تصل إلى الحد النهائي وتختتم الأديان.



    لهذا السبب هناك أدلة كثيرة في آيات قرآنية اُخرى تبيّن أن الأصول العامة للعقائد والقوانين والتعليمات واحدة في جميع الأديان.



    فمثلا نقرأ في القرآن الكريم بخصوص شرح حال العديد من الأنبياء، أنّ أوّل دعوة لهم كانت: (يا قوم اعبدوا الله)(1).



    وفي مكان آخر نقرأ: (ولقد بعثنا في كلّ أُمّة رسولا أن اعبدوا الله).



    وأيضاً فقد ورد الإنذار بالبعث في دعوة العديد من الأنبياء (الأنعام 130، الأعراف 59، الشعراء 135، طه 15، مريم 31).



    أمّا موسى وعيسى وشعيب(عليه السلام) فيتحدثون عن الصلاة (طه 14، مريم 31، هود 87).



    وإبراهيم يدعو إلى الحج (الحج 27).



    وكان الصوم مشرّعاً عند جميع الأقوام السابقين (البقرة 183).







    --------------------------------------------------------------------------------



    1 ـ الأعراف (59، 65، 73، 85) هود (50، 61، 84) حيث جاءت بالترتيب بخصوص نوح، هود وصالح(عليهم السلام) .



    [487]

    لذا، وكتعليمات عامّة لجميع الأنبياء العظام تقول الآية في الجملة الأُخرى: (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه).









    فهي توصي بأمرين مهمّين:



    الأوّل: إقامة دين الخالق في كلّ الأرض (وليس العمل فحسب، بل إقامته وإحياؤه ونشره).



    الثّاني: الإحتراز عن البلاء العظيم، يعني الفرقة والنفاق في الدين.



    وبعد ذلك تقول: (كبر على المشركين ماتدعوهم إليه).



    فلقد تطبع هؤلاء على الشرك وعبادة الأصنام بسبب الجهل والتعصب لسنين طويلة، وعشعش ذلك في أعماقهم بحيث أصبحت الدعوة إلى التوحيد تخيفهم وتوحشهم، إضافة لذلك فإن مصالح زعماء المشركين اللامشروعة محفوظة في الشرك، في حين أن التوحيد هو أساس ثورة المستضعفين، ويقف حائلا دون أهواء الطغاة ومظالمهم.



    وكما أن انتخاب الأنبياء بيد الخالق، كذلك فإنّ هداية الناس بيده أيضاً: (الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب).



    * * *







    ملاحظات

    وهناك ملاحظات في هذه الآية يجب الإنتباه إليها:



    1 ـ (شَرَع) من كلمة (شَرْع) وهي في الأصل تعني الطريق الواضح، حيث يقال (الشريعة) للطريق المؤدي إلى النهر، ثمّ استخدمت هذه الكلمة بخصوص الأديان الإلهية والشرائع السماوية، لأن طريق السعادة الواضح يتمثل فيها، وهي طريق الوصول إلى الإيمان والتقوى والصلح والعدالة.



    وبما أنّ الماء هو أساس النظافة والطهارة والحياة، لذا فإنّ لهذا المصطلح



    [488]

    تناسب واضح مع الدين الإلهي الذي يؤدي نفس هذه الأعمال من الناحية المعنوية مع روح الإنسان والمجتمع البشري(1).



    2 ـ لقد أشارت هذه الآية إلى خمسة من الأنبياء الإلهيين فقط (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد عليهم السلام) لأن هؤلاء الخمسة هم الأنبياء أولو العزم، أيّ أصحاب الدين والشرائع، وفي الحقيقة فإنّ الآية تشير إلى انحصار الشريعة بهؤلاء الخمسة من الأنبياء.



    3 ـ في البداية ذكرت الآية نوحاً، لأنّ أوّل شريعة (أو الدين الذي يحتوي على كلّ القوانين العبادية والإجتماعية) نزلت عن طريقه، وكانت هناك تعليمات وبرامج محدودة للأنبياء الذين سبقوه(2).



    ولهذا السبب لم يشر القرآن ولا الرّوايات الإسلامية إلى الكتب السماوية قبل نوح (عليه السلام).



    4 ـ من الضروري أن نشير إلى أنّه عند ذكر هؤلاء الخمسة، تمّ ذكر نوح(عليه السلام)في البداية ثمّ نبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد ذلك إبراهيم(عليه السلام) وموسى(عليه السلام) وعيسى(عليه السلام)، وهذا الترتيب بسبب أن نوحاً كان هو الباديء والفاتح، ونبيّ الإسلام ذكر بعد ذلك بسبب عظمته، وذكر الآخرون حسب الترتيب الزمني لظهورهم.



    5 ـ من الضروري أيضاً أن نشير إلى هذه الملاحظة، وهي أن القرآن يستخدم عبارة: (أوحينا إليك) بخصوص نبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم)، إلاّ أنّه استخدم عبارة «وصيّنا» بالنسبة الى الأخرين، وقد يكون هذا الإختلاف في التعبير بسبب أهمية الإسلام بالنسبة لسائر الأديان السماوية الأُخرى.



    6 ـ وردت عبارة (من يشاء) بالنسبة الى كيفية انتخاب الأنبياء في نهاية الآية، والتي قد تكون إشارة مجملة للمؤهلات الذاتية للرسل الإلهيين.







    --------------------------------------------------------------------------------



    1 ـ لقد جاء هذا المعنى بشكل مجمل في لسان العرب والمفردات للراغب وبقية كتب اللغة.



    2 ـ هناك شرح أوردناه بهذا الخصوص في نهاية الآية 213 من سورة البقرة.



    [489]

    أمّا بخصوص الأمم فقد تم استخدام عبارة (من ينيب) «والتي تعني الرجوع إلى الخالق والتوبة عن الذنب» حتى يتّضح معيار الهداية الإلهية وشرائطها للجميع، ويعثروا على طريق الوصول إلى بحر رحمته.



    جاء في الحديث القدسي «من تقرب منّي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة»(1).



    وقد ورد هذا الإحتمال أيضاً في تفسير الجملة الأخيرة، وهو أن (الإجتباء) لا يختص بالأنبياء فحسب، بل يشمل جميع العباد المخلصين الذين لهم المقام المحمود عند الخالق.



    وبما أن أحد أركان دعوة الأنبياء أولى العزم هو عدم التفرق في الدين، فقد كانوا يدعون لذلك حتماً، لذا فقد يطرح هذا السؤال: ما هو أساس كلّ هذه الإختلافات المذهبية؟



    وقد أجابت الآية الأُخرى على هذا السؤال وذكرت أساس الإختلافات الدينية بأنّه: (وما تفرقوا إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم)، فالإختلافات لم تحدث إلاّ بسبب حب الدنيا والمنصب والظلم والحسد والعداوة.



    نعم، فعبيد الدنيا الظلمة والحسودون الحاقدون وقفوا حيال أديان الأنبياء جميعاً، ودفعوا كلّ مجموعة باتجاه معين كيما يثبتوا أركان زعامتهم ويؤمّنوا مصالحهم الدنيوية، ويكشفوا ـ علانيةً ـ حسدهم وعداوتهم للمؤمنين الحقيقيين دين الأنبياء، ولكن كلّ هذا حصل بعد إتمام الحجة.



    وبهذا الترتيب فإنّ أساس التفرق في الدين لم يكن الجهل، بل كان الظلم والبغي والإنحراف عن الحق، والأهواء والآراء الشخصية.



    «فالعلماء الذين يطلبون الدنيا» و «والحاقدون من الناس والمتعصبون» اتحدوا معاً لزرع هذه الإختلافات.







    --------------------------------------------------------------------------------



    1 ـ التّفسير الكبير للفخر الرازي، المجلد 27، ص 157 (نهاية الآيات التي نبحثها).



    [490]

    وتعتبر هذه الآية ردّاً واضحاً على الذين يقولون بأن الدين أوجد الإختلاف بين البشر، وأدى ألى إراقة دماء كثيرة على مدى التاريخ، فلو دققوا في الأمر لوجدوا أن الدين دائماً هو أساس للوحدة والإتحاد في المجتمع (كما حصل للإسلام وقبائل الحجاز وحتى الأقوام في خارج الجزيرة حيث انتهت الإختلافات وأصبحوا أُمة واحدة).



    إلاّ أن السياسات الإستعمارية هي التي أوجدت الفرقة بين الناس، وحرضت على الإختلافات، وكانت أساساً لإراقة الدماء، ففرض سياساتها وأهوائها على الأديان السماوية كان عاملا كبيراً آخر في إيجاد الفرقة، وهذا بحد ذاته ينبع من (البغي) أيضاً.



    «البغي» كما يكشف أساسه اللغوي، يعني (طلب التجاوز والإنحراف عن خط الوسط والميل نحو الإفراط أو التفريط) سواء تمّ تطبيق هذا الطلب أم لا، وتختلف كميته وكيفيته، ولهذا السبب فغالباً ما يستخدم بمعنى الظلم.



    وأحياناً يقال لأي طلب بالرغم من كونه أمراً جيداً ومرغوباً.



    لذا فإنّ الراغب في مفرداته يقسم (البغي) إلى نوعين: (ممدوح) و (مذموم) فالأوّل يتجاوز حد العدالة ويصل إلى الإحسان والإيثار، وتجاوز الواجبات والوصول إلى المستحبات، والثّاني يتجاوز الحق نحو الباطل.



    ثم يضيف القرآن الكريم: (ولولا كلمة سبقت من ربّك إلى أجل مسمى لقضي بينهم) حيث يهلك أتباع الباطل وينصر أتباع الحق.



    نعم، فالدنيا هي محل الإختبار والتربية والتكامل، ولا يحصل هذا بدون حرية العمل، وهذا هو الأمر التكويني الإلهي الذى كان موجوداً منذ بدء خلق الإنسان ولا يقبل التغيير. إن هذه هي طبيعة الحياة الدنيوية، ولكن ما يمتاز به عالم الآخرة هو أن جميع هذه الإختلافات ستنتهي وسوف تصل الإنسانية إلى الوحدة الكاملة، ولهذا السبب يتمّ استخدام عبارة (يوم الفصل) للقيامة.





    [491]

    أمّا آخر جملة فتقوم بتوضيح حال الأشخاص الذين جاؤوا بعد هذه المجموعة، أي الذين لم يدركوا عصر الرسل، بل جاؤا في فترة طبع فيها المنافقون والمفرقون المجتمع البشري بطابعهم الشيطاني، لذا لم يسطيعوا إدراك الحق بشكل جيد، حيث تقول: (وإن الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب)(1).



    وقد ذكروا في حقيقة معنى كلمة (ريب) أن هذه الكلمة تطلق على الشك الذي يتبدل إلى الحقيقة أخيراً بعد أن يزال الستار عنه، وقد يكون هذا الأمر إشارة إلى ظهور نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأدلة الواضحة، حيث محى آثار الشك والريب من قلوب طلاّب الحق.


    ...............................

  • #2
    تفسير الميزان

    قوله تعالى: «لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا» قال الراغب في المفردات:، الشرع نهج الطريق الواضح يقال: شرعت له طريقا و الشرع مصدر ثم جعل اسما للطريق النهج فقيل له: شرع و شرع و شريعة، و استعير ذلك للطريقة الإلهية قال: «شرعة و منهاجا» - إلى أن قال - قال بعضهم: سميت الشريعة شريعة تشبيها بشريعة الماء انتهى.

    و لعل الشريعة بالمعنى الثاني مأخوذ من المعنى الأول لوضوح طريق الماء عندهم بكثرة الورود و الصدور و قال: النهج بالفتح فالسكون: الطريق الواضح، و نهج الأمر و أنهج وضح، و منهج الطريق و منهاجه.

    كلام في معنى الشريعة و الفرق بينها و بين الدين و الملة في عرف القرآن

    معنى الشريعة كما عرفت هو الطريقة، و الدين و كذلك الملة طريقة متخذة لكن الظاهر من القرآن أنه يستعمل الشريعة في معنى أخص من الدين كما يدل عليه قوله تعالى: «إن الدين عند الله الإسلام»: آل عمران: 19، و قوله تعالى: «و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين»: آل عمران: 85 إذا انضما إلى قوله: «لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا» الآية و قوله: «ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها»: الجاثية: 18.

    فكان الشريعة هي الطريقة الممهدة لأمة من الأمم أو لنبي من الأنبياء الذين بعثوا بها كشريعة نوح و شريعة إبراهيم و شريعة موسى و شريعة عيسى و شريعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، و الدين هو السنة و الطريقة الإلهية العامة لجميع الأمم فالشريعة تقبل النسخ دون الدين بمعناه الوسيع.

    و هناك فرق آخر و هو أن الدين ينسب إلى الواحد و الجماعة كيفما كانا، و لكن الشريعة لا تنسب إلى الواحد إلا إذا كان واضعها أو القائم بأمرها يقال: دين المسلمين و دين اليهود و شريعتهم، و يقال: دين الله و شريعته و دين محمد و شريعته، و يقال: دين زيد و عمرو، و لا يقال: شريعة زيد و عمرو، و لعل ذلك لما في لفظ الشريعة من التلميح إلى المعنى الحدثي و هو تمهيد الطريق و نصبه فمن الجائز أن يقال: الطريقة التي مهدها الله أو الطريقة التي مهدت للنبي أو للأمة الفلانية دون أن يقال: الطريقة التي مهدت لزيد إذ لا اختصاص له بشيء.

    و كيف كان فالمستفاد منها أن الشريعة أخص معنى من الدين و أما قوله تعالى: «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى»: الشورى: 13 فلا ينافي ذلك إذ الآية إنما تدل على أن شريعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المشروعة لأمته هي مجموع وصايا الله سبحانه لنوح و إبراهيم و موسى و عيسى مضافا إليها ما أوحاه إلى محمد صلى الله عليه و آله و عليهم، و هو كناية إما عن كون الإسلام جامعا لمزايا جميع الشرائع السابقة و زيادة، أو عن كون الشرائع جميعا ذات حقيقة واحدة بحسب اللب و إن كانت مختلفة بحسب اختلاف الأمم في الاستعداد كما يشعر به أو يدل عليه قوله بعده: «أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه»: الشورى: 13.

    فنسبة الشرائع الخاصة إلى الدين - و هو واحد و الشرائع تنسخ بعضها بعضا - كنسبة الأحكام الجزئية في الإسلام فيها ناسخ و منسوخ إلى أصل الدين، فالله سبحانه لم يتعبد عباده إلا لدين واحد و هو الإسلام له إلا أنه سلك بهم لنيل ذلك مسالك مختلفة و سن لهم سننا متنوعة على حسب اختلاف استعداداتهم و تنوعها، و هي شرائع نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليه و آله و عليهم كما أنه تعالى ربما نسخ في شريعة واحدة بعض الأحكام ببعض لانقضاء مصلحة الحكم المنسوخ و ظهور مصلحة الحكم الناسخ كنسخ الحبس المخلد في زنا النساء بالجلد و الرجم و غير ذلك، و يدل على ذلك قوله تعالى: «و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم فيما آتاكم» الآية.

    و أما الملة فكان المراد بها السنة الحيوية المسلوكة بين الناس، و كان فيها معنى الإملال و الإملاء فيكون هي الطريقة المأخوذة من الغير، و ليس الأصل في معناه واضحا ذاك الوضوح، فالأشبه أن تكون مرادفة للشريعة بمعنى أن الملة كالشريعة هي الطريقة الخاصة بخلاف الدين، و إن كان بينهما فرق من حيث إن الشريعة تستعمل فيها بعناية أنها سبيل مهده الله تعالى لسلوك الناس إليه، و الملة إنما تطلق عليها لكونها مأخوذة عن الغير بالإتباع العملي، و لعله لذلك لا تضاف إلى الله سبحانه كما يضاف الدين و الشريعة، يقال: دين الله و شريعة الله، و لا يقال: ملة الله.

    بل إنما تضاف إلى النبي مثلا من حيث إنها سيرته و سنته أو إلى الأمة من جهة أنهم سائرون مستنون به، قال تعالى: «ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين»: البقرة: 153 و قال تعالى حكاية عن يوسف (عليه السلام): «إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله و هم بالآخرة هم كافرون و اتبعت ملة ءابائي إبراهيم و إسحاق و يعقوب»: يوسف: 38 و قال تعالى حكاية عن الكفار في قولهم لأنبيائهم: «لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا»: إبراهيم: 13.

    فقد تلخص أن الدين في عرف القرآن أعم من الشريعة و الملة و هما كالمترادفين مع فرق ما من حيث العناية اللفظية.
    .....................................
    تفسير الشيرازي

    ((لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ ))، أي لكل أمة منكم أيها اليهود والنصارى والمسلمون جعلنا ((شِرْعَةً ))، أي طريقة ((وَمِنْهَاجًا )) الشِرعة أول الطريق، والمنهاج الطريق المستقيم الذي يلزمه الإنسان في حياته ليسير عليه، وكان وجه تقديم (جعلنا) على (منكم) أنّ المقام مقام الجعل لا مقام ذِكر الأمم، وقد تقرّر في علم البلاغة أنّ المقدّم من الألفاظ هو الذي سيق له الكلام، يُقال : زيد جاء، إذا كان المقام مقام ذِكر زيد وأعماله، ويُقال : جاء زيد، إذا كان المقام ذكر الجائين ((وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ )) أيها الأمم الثلاث ((أُمَّةً وَاحِدَةً)) بأن لا ينزل عليكم إلا كتاباً واحداً ولا يرسل إلا رسولاً واحداً ((وَلَكِن )) جعلكم على شرائع مختلفة ((لِّيَبْلُوَكُمْ ))، أي يمتحنكم ((فِي مَآ آتَاكُم ))، أي فيما فرضه عليكم وأعطاكم وشرع لكم حتى يتبيّن من يقبل الرسول اللاحق ومن لا يقبل ومن يعمل بأوامره تماماً ومن لا يعمل

    .....................................
    تفسير القرطبي
    . لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا يدل على عدم التعلق بشرائع الأولين . والشرعة والشريعة الطريقة الظاهرة التي يتوصل بها إلى النجاة ، والشريعة في اللغة : الطريق الذي يتوصل منه إلى الماء ، والشريعة ما شرع الله لعباده من الدين ; وقد شرع لهم يشرع شرعا أي : سن ، والشارع الطريق الأعظم ، والشرعة أيضا الوتر ، والجمع شرع وشراع جمع الجمع ; عن أبي عبيد ; فهو مشترك ، والمنهاج الطريق المستمر ، وهو النهج والمنهج ، أي البين ; قال الراجز :


    من يك ذا شك فهذا فلج ماء رواء وطريق نهج
    وقال أبو العباس محمد بن يزيد : الشريعة ابتداء الطريق ; المنهاج الطريق المستمر ، وروي عن ابن عباس والحسن وغيرهما شرعة ومنهاجا سنة وسبيلا ، ومعنى الآية أنه جعل التوراة لأهلها ; والإنجيل لأهله ; والقرآن لأهله ; وهذا في الشرائع والعبادات ; والأصل التوحيد لا اختلاف فيه ; روي معنى ذلك عن قتادة ، وقال مجاهد : الشرعة والمنهاج دين محمد عليه السلام ; وقد نسخ به كل ما سواه
    .....................................
    تفسير بن كثير

    وقوله : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر عن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه ، عن التميمي عن ابن عباس : ( لكل جعلنا منكم شرعة ) قال : سبيلا .

    وحدثنا أبو سعيد حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس : ( ومنهاجا ) قال : وسنة . وكذا روى العوفي عن ابن عباس : ( شرعة ومنهاجا ) سبيلا وسنة .

    وكذا روي عن مجاهد وعكرمة والحسن البصري وقتادة والضحاك والسدي وأبي إسحاق السبيعي أنهم قالوا في قوله : ( شرعة ومنهاجا ) أي : سبيلا وسنة .

    وعن ابن عباس ومجاهد أيضا وعطاء الخراساني عكسه : ( شرعة ومنهاجا ) أي : سنة وسبيلا ، والأول أنسب ، فإن الشرعة وهي الشريعة أيضا ، هي ما يبتدأ فيه إلى الشيء ومنه يقال : " شرع في كذا " أي : ابتدأ فيه . وكذا الشريعة وهي ما يشرع منها إلى الماء . أما " المنهاج " : فهو الطريق الواضح السهل ، والسنن : الطرائق ، فتفسير قوله : ( شرعة ومنهاجا ) بالسبيل والسنة أظهر في المناسبة من العكس ، والله أعلم .

    ثم هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان ، باعتبار ما بعث الله به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام ، المتفقة في التوحيد ، كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ، ديننا واحد " يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله ، وضمنه كل كتاب أنزله ، كما قال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [ الأنبياء : 25 ] وقال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) الآية [ النحل : 36 ] ، وأما الشرائع فمختلفة في الأوامر والنواهي ، فقد يكون الشيء في هذه الشريعة حراما ثم يحل في الشريعة الأخرى ، وبالعكس ، وخفيفا فيزاد في الشدة في هذه دون هذه . وذلك لما له تعالى في ذلك من الحكمة البالغة ، والحجة الدامغة .

    قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة : قوله : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) يقول : سبيلا وسنة ، والسنن مختلفة : هي في التوراة شريعة ، وفي الإنجيل شريعة ، وفي الفرقان شريعة ، يحل الله فيها ما يشاء ، ويحرم ما يشاء ، ليعلم من يطيعه ممن يعصيه ، والدين الذي لا يقبل الله غيره : التوحيد والإخلاص لله ، الذي جاءت به الرسل .

    وقيل : المخاطب بهذا هذه الأمة ، ومعناه : ( لكل جعلنا ) القرآن ( منكم ) أيتها الأمة ( شرعة ومنهاجا ) أي : هو لكم كلكم ، تقتدون به . وحذف الضمير المنصوب في قوله : ( لكل جعلنا منكم ) أي : جعلناه ، يعني القرآن ، ( شرعة ومنهاجا ) أي : سبيلا إلى المقاصد الصحيحة ، وسنة ؛ أي : طريقا ومسلكا واضحا بينا .
    ................................
    تفسير الرازي
    ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )

    ثم قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ) وهذا خطاب مع محمد صلى الله عليه وسلم ، فقوله : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق ) أي كل كتاب نزل من السماء سوى القرآن .

    وقوله : ( ومهيمنا عليه ) فيه مسائل :

    [ ص: 11 ] المسألة الأولى : في المهيمن قولان :

    الأول : قال الخليل ، وأبو عبيدة : يقال قد هيمن الرجل يهيمن إذا كان رقيبا على الشيء وشاهدا عليه حافظا ، قال حسان :


    إن الكتاب مهيمن لنبينا والحق يعرفه ذوو الألباب


    والثاني : قالوا : الأصل في قولنا : آمن يؤمن فهو مؤمن ، أأمن يؤأمن فهو مؤأمن بهمزتين ، ثم قلبت الأولى هاء كما في : هرقت وأرقت ، وهياك وإياك ، وقلبت الثانية ياء فصار مهيمنا فلهذا قال المفسرون ( ومهيمنا عليه ) أي أمينا على الكتب التي قبله .

    المسألة الثانية : إنما كان القرآن مهيمنا على الكتب ; لأنه الكتاب الذي لا يصير منسوخا ألبتة ، ولا يتطرق إليه التبديل والتحريف على ما قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [الحجر : 9] وإذا كان كذلك كانت شهادة القرآن على أن التوراة والإنجيل والزبور حق وصدق باقية أبدا ، فكانت حقيقة هذه الكتب معلومة أبدا .

    المسألة الثالثة : قال صاحب الكشاف : قرئ ( ومهيمنا عليه ) بفتح الميم لأنه مشهود عليه من عند الله تعالى بأن يصونه عن التحريف والتبديل لما قررنا من الآيات ، ولقوله ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) [فصلت : 42] والمهيمن عليه هو الله تعالى .

    ( فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )

    ثم قال تعالى : ( فاحكم بينهم بما أنزل الله ) يعني : فاحكم بين اليهود بالقرآن والوحي الذي نزله الله تعالى عليك .

    ( ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ) وفيه مسائل :

    المسألة الأولى : ( ولا تتبع ) يريد ولا تنحرف ، ولذلك عداه بعن ، كأنه قيل : ولا تنحرف عما جاءك من الحق متبعا أهواءهم .

    المسألة الثانية : روي أن جماعة من اليهود قالوا : تعالوا نذهب إلى محمد صلى الله عليه وسلم لعلنا نفتنه عن دينه ، ثم دخلوا عليه وقالوا : يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم ، وإنا إن اتبعناك اتبعك كل اليهود ، وإن بيننا وبين خصومنا حكومة فنحاكمهم إليك ، فاقض لنا ونحن نؤمن بك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

    المسألة الثالثة : تمسك من طعن في عصمة الأنبياء بهذه الآية وقال : لولا جواز المعصية عليهم وإلا لما قال : ( ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ) .

    والجواب : أن ذلك مقدور له ولكن لا يفعله لمكان النهي ، وقيل : الخطاب له والمراد غيره .


    ( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم ) ثم قال تعالى : ( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) أي : جماعة متفقة على شريعة واحدة ، أو ذوي أمة واحدة ، أي دين واحد لا اختلاف فيه ، قال الأصحاب : هذا يدل على أن الكل بمشيئة الله تعالى ، والمعتزلة حملوه على مشيئة الإلجاء .

    ثم قال تعالى : ( ولكن ليبلوكم فيما آتاكم ) من الشرائع المختلفة ، هل تعملون بها منقادين لله خاضعين لتكاليف الله ، أم تتبعون الشبه وتقصرون في العمل ؟
    ...........................
    تفسير الجلالين

    (وأنزلنا إليك) يا محمد (الكتاب) القرآن (بالحق) متعلق بأنزلنا (مصدقا لما بين يديه) قبله (من الكتاب ومهيمنا) شاهدا (عليه) والكتاب بمعنى الكتب (فاحكم بينهم) بين أهل الكتاب إذا ترافعوا إليك (بما أنزل الله) إليك (ولا تتبع أهواءهم) عادلا (عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم) أيها الأمم (شرعة) شريعة (ومنهاجا) طريقا واضحا في الدين يمشون عليه (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) على شريعة واحدة (ولكن) فرقكم فرقا (ليبلوكم) ليختبركم (فيما آتاكم) من الشرائع المختلفة لينظر المطيع منكم والعاصي (فاستبقوا الخيرات) سارعوا إليها (إلى الله مرجعكم جميعا) بالبعث (فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) من أمر الدين ويجزي كلا منكم بعمله
    .......................
    التفسير الميسر

    وأنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن, وكل ما فيه حقّ يشهد على صدق الكتب قبله, وأنها من عند الله, مصدقًا لما فيها من صحة، ومبيِّنًا لما فيها من تحريف، ناسخًا لبعض شرائعها, فاحكم بين المحتكمين إليك من اليهود بما أنزل الله إليك في هذا القرآن, ولا تنصرف عن الحق الذي أمرك الله به إلى أهوائهم وما اعتادوه, فقد جعلنا لكل أمة شريعة, وطريقة واضحة يعملون بها. ولو شاء الله لجعل شرائعكم واحدة, ولكنه تعالى خالف بينها ليختبركم, فيظهر المطيع من العاصي, فسارعوا إلى ما هو خير لكم في الدارين بالعمل بما في القرآن, فإن مصيركم إلى الله, فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون, ويجزي كلا بعمله.

    .................................................. ...
    الخلاصة
    1)) البعض من الوهابية في المنتدى يحاول الاستشهاد بشطر الاية من اجل الطعن بالانبياء السايقين والقول انهم تزوجوا مشركات او منافقات معروف نفاقهن

    2)) ان الادعاء بان بعض الشرائع كانت محرمة ثم حللت او كانت محرمة ثم حللت لم يشير اليه اي من كبار المفسرين الشيعة ( ناصر مكارم شيرازي او الطبطبائي)... الا اذا استثنينا بعض التحريمات على بني اسرائيل عقوبة لهم لانها عقوبة وليس تحريم ابتدائي لما كان محللا اصلا
    بل ان مفسرينا اعتبروا الفرق بين الشرائع هو ناسخ ومنسوخ من اجل التكامل في الرسالات ومن اجل اختبار الناس
    بل ان النسخ موجود في الشريعة الواحدة نفسها

    3)) بعض مفسري السنة لم يشيروا الى تحليل الحرام او تحريم الحرام وهذا يدل على ان رايهم موافق من حيث المبدا لراي ( الشيرازي والطبطبائي) ومنهم التفسير الميسر للوهابية لكن البعض منهم اشاروا صراحة الى ذلك

    4)) من اجل تبرئة عائشة من نفاقها طعنوا بالانبياء السابقين واتهموهم صراحة بالزواج من مشركات او كافرات مع سبق الاصرار والتعمد
    5)) اتهموا الانبياء السابقين بدون دليل.... وكذلك افترضوا ان الاسلام يحرم الزواج من المنافقة غير المعروف نفاقها بدون دليل

    6)) الانبياء هم رسل مرتبطين بالوحي وواجبهم التعامل مع الناس على الظاهر فقط... اما التعامل على الباطن فهذا لم يحصل من الانبياء لان الله سبحانه يعلم الظاهر والباطن ..... و
    (( ليبلوكم في ما اتاكم))

    تعليق


    • #3


      الخلاصة ان الاحكام الشرعية يحصل فيها نسخ
      والعقائد هي نفسها لاتتغير
      لان الايمان بالله وصفاته والايمان بالاخرة والنار والجنة والقدر والقضاء هذه امور ثابته لاتتغير بين الانبياء


      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *


        الخلاصة ان الاحكام الشرعية يحصل فيها نسخ
        والعقائد هي نفسها لاتتغير
        لان الايمان بالله وصفاته والايمان بالاخرة والنار والجنة والقدر والقضاء هذه امور ثابته لاتتغير بين الانبياء



        لكن الموضوع ليس كما تتصور من تحليل حرام او تحريم حلال.... مثل ادعاؤكم ان الانبياء السابقين تزوجوا مشركات علنا متعمدين عالمين بكفرهن

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم
          لكن الموضوع ليس كما تتصور من تحليل حرام او تحريم حلال.... مثل ادعاؤكم ان الانبياء السابقين تزوجوا مشركات علنا متعمدين عالمين بكفرهن

          مسألة احكام الزواج من المسائل الفرعية التي يجوز ان يحصل فيها نسخ او اختلاف بين الشرائع

          فعندما بدأ الاسلام لم يكن محرما الزواج من مشركة
          وعندما نزلت الاية في تحريم تزويج المشركات فصل بين المشرك والمؤمن
          ولم تحرم الكتابيات

          فالزواج من مشركة لو كان محرما لما جاز للانبياء سابقا ابقاء زوجاتهن الكافرات في عصتهم
          ولما جاز لزوجة فرعون البقاء في عصمته

          لا ادري هل تتصور ان الزواج من العقائد التي لاتتغير!!!!

          تعليق


          • #6
            [QUOTE]
            المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *

            مسألة احكام الزواج من المسائل الفرعية التي يجوز ان يحصل فيها نسخ او اختلاف بين الشرائع

            فعندما بدأ الاسلام لم يكن محرما الزواج من مشركة
            وعندما نزلت الاية في تحريم تزويج المشركات فصل بين المشرك والمؤمن
            ولم تحرم الكتابيات


            هذا عن زواج العامة من الصحابة والمسلمين وليس عن زواج الرسول ص...فالرسول ص لم يتزوج مشركة او كافرة منافقة معلنة بنفاقها



            فالزواج من مشركة لو كان محرما لما جاز للانبياء سابقا ابقاء زوجاتهن الكافرات في عصتهم
            هنا نقطة الخلاف بيننا وبينكم... نحن نقول ان الانبياء او الائمة يعاملون الناس على ظاهر الامور فقط... والانبياء لايمكن ان يتزوجوا مشركات او منافقات ابتداء معلنات متجاهرات بالنفاق

            لايوجد اي دليل على مدعاكم على ان زواج الانبياء نوح ولوط كان من مشركات او منافقات ابتداءا ( اي مشركات او معلنات بالنفاق قبل الزواج)


            ولما جاز لزوجة فرعون البقاء في عصمته
            القران لم يحدثنا عن بقاءها او طلاقها بعد ايمانها

            لا ادري هل تتصور ان الزواج من العقائد التي لاتتغير!!!!
            موضوعنا عن زواج الانبياء وليس عن زواج العامة من الناس

            تعليق


            • #7
              كيف نوفق بين الايتين


              الاية (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا))

              و
              الاية

              ((شَرَعَ لَكُمْ مِّنَ الَّدِينَ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَنْ يَشَآءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ))

              تعليق


              • #8
                [quote=عادل سالم سالم]
                [size=4]


                هذا عن زواج العامة من الصحابة والمسلمين وليس عن زواج الرسول ص...فالرسول ص لم يتزوج مشركة او كافرة منافقة معلنة بنفاقها



                انا اتكلم عن الاحكام الشرعية
                ولم اقل ان الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج من مشركة



                هنا نقطة الخلاف بيننا وبينكم... نحن نقول ان الانبياء او الائمة يعاملون الناس على ظاهر الامور فقط... والانبياء لايمكن ان يتزوجوا مشركات او منافقات ابتداء معلنات متجاهرات بالنفاق

                اذا كان الزواج من مشركة امر محلل شرعا عندهم
                فلا يوجد مانع من ذلك حسب شرعهم

                فالعبرة بالشرع وليس بالرأي

                القران لم يحدثنا عن بقاءها او طلاقها بعد ايمانها
                ذكر الله انها زوجته
                (
                وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

                فالاصل بقاء العلاقة الزوجية لان القرآن وصفها بزوجته وهي مؤمنه وهو غير مؤمن


                تعليق


                • #9
                  [QUOTE]
                  المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *

                  المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *
                  انا اتكلم عن الاحكام الشرعية
                  ولم اقل ان الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج من مشركة
                  موضوعنا عن زواج الانبياء وليس عامة الناس



                  اذا كان الزواج من مشركة امر محلل شرعا عندهم
                  فلا يوجد مانع من ذلك حسب شرعهم

                  فالعبرة بالشرع وليس بالرأي
                  ماهو الدليل على ان الزواج من مشركة امر جائز عند الانبياء السابقين
                  ...لا تقول بقاء زوجة لوط ع في ذمته دليل... فهذا ليس دليل لكم بل عليكم لاننا نقول ان الانبياء يعاملون الناس على الظاهر ان علموا نفاقهم مستقبلا او لم يعلموا




                  ذكر الله انها زوجته
                  (
                  وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

                  فالاصل بقاء العلاقة الزوجية لان القرآن وصفها بزوجته وهي مؤمنه وهو غير مؤمن


                  نريد دليل من اقوال المفسرين الشيعة او السنة او الوهابية ولا نريد رايك الخاص فنحن لا نعرف مدى علمك وهل انت اهل للتفسير او ليس اهل لذلك

                  تعليق


                  • #10
                    [quote=عادل سالم سالم]
                    موضوعنا عن زواج الانبياء وليس عامة الناس


                    بما ان الشرع لايمنع
                    فلا يقال انه ممنوع حصوله
                    لانه ثبت واقعا من زوجتي لوط ونوح عليهم السلام

                    ماهو الدليل على ان الزواج من مشركة امر جائز عند الانبياء السابقين...لا تقول بقاء زوجة لوط ع في ذمته دليل... فهذا ليس دليل لكم بل عليكم لاننا نقول ان الانبياء يعاملون الناس على الظاهر ان علموا نفاقهم مستقبلا او لم يعلموا


                    لو كان ممنوعا لفارقها لانه لايجوز عليه ذلك

                    نريد دليل من اقوال المفسرين الشيعة او السنة او الوهابية ولا نريد رايك الخاص فنحن لا نعرف مدى علمك وهل انت اهل للتفسير او ليس اهل لذلك
                    الاية واضحة جدا




                    تعليق


                    • #11
                      ذكر الله انها زوجته
                      (
                      وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

                      فالاصل بقاء العلاقة الزوجية لان القرآن وصفها بزوجته وهي مؤمنه وهو غير مؤمن

                      نقلا عن تفسير الامثل

                      الإستفسار هو: إننا نشاهد عبر التاريخ أو في حياتنا حالات لا تنسجم مع القانون السابق؟ ومثال ذلك ما جاء في القرآن المجيد (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وأمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما)(1)... ومقابل هذه الحالة ذكر القرآن المجيد زوجة فرعون مثالا للإِيمان والطهارة: (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجنّي من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)(2).

                      كما شوهد نظير هاتين الحالتين في صدر الإسلام، حيث ابتلي بعض قادة المسلمين بنساء سيئات، وآخرون من الله عليهم بنساء مؤمنات جاء ذكرهن في كتب التاريخ الإسلامي.

                      وفي الجواب عن ذلك نقول أنّه مضافاً إلى أنّ لكل قانون استثناءات، فلابدّ من ذكر مسألتين:

                      1 ـ قلنا خلال تفسير الآية موضع البحث: إنَّ القصد من الخبث الإنحطاط الخلقي والسقوط بارتكاب أعمال مخلة بالشرف، والطيب ضد الخبث، وعلى


                      --------------------------------------------------------------------------------


                      1 ـ سورة التحريم، 10.

                      2 ـ سورة التحريم، 11.

                      [66]
                      هذا فجوابُ السؤال السابق يكون واضحاً، لأن نساء الأنبياء والأئمة الأطهار(عليهم السلام). لم ينحرفن والم يخبثن أبداً، وإنّما القصد من الخيانة في قصة نوح ولوط(عليهما السلام)، التجسس لمصلحة الكفّار وليس خيانة شرفهما، وأساساً إن هذا العيب من العيوب المنفّرة ونعلم أن المحيط العائلي للأنبياء(عليهم السلام) يجب أن يكون طاهراً من أمثال هذه العيوب المنفرة للناس حتى لا يتقاطع مع هذف النّبوة في جذب الناس إلى الرسالة الإلهية.

                      2 ـ إضافة إلى ذلك، فإنّ نساء الأنبياء والإِئمّة(عليهم السلام)، لم يكنّ كافرات منذ البداية، بل يصبن بالضلال أحياناً فيما بعد، ولهذا تستمر علاقة الأنبياء والأولياء بهنّ على ما كانت عليه قبل ضلالهنّ، كما أنّ أمرأة فرعون لم تكن مؤمنة بربّ موسى حين زواجها، إذ أنّ موسى(عليه السلام) لم يكن قد ولد بعد، وقد آمنت برسالته السماوية بعد أن بعثه الله، ولم يكن لها مخرج إلاّ بمواصلة حياتها الزوجية والكفاح، حتّى انتهت حياتها باستشهادها.




                      ........................
                      نقلا عن تفسير الجلالين




                      (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) آمنت بموسى واسمها آسية فعذبها فرعون بأن أوتد يديها ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة واستقبل بها الشمس فكانت إذا تفرق عنها من وكل بها ظللتها الملائكة (إذ قالت) في حال التعذيب (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) فكشف لها فرأته فسهل عليها التعذيب (ونجني من فرعون وعمله) وتعذيبه (ونجني من القوم الظالمين) أهل دينه فقبض الله روحها وقال ابن كيسان رفعت إلى الجنة حية فهي تأكل وتشرب



                      ..................

                      تعذيب فرعون لزوجته هكذا يدل على انتهاء العلاقة الزوجية بينهما...كما انها كانت مستضعفة فلا تستطيع ان تطلق نفسها من زوجها الملك

                      تعليق


                      • #12

                        بما ان الشرع لايمنع
                        فلا يقال انه ممنوع حصوله
                        لانه ثبت واقعا من زوجتي لوط ونوح عليهم السلام
                        القران بين بقاء زوجتي الانبياء نوح و لوط في ذمتهما الى اللحظات الاخيرة... لكن لم يبين انهما كانتا كافرتين ابتداءا قبل الزواج كما تدعون... ولم يبين ان كفرهما ( النفاق او الشرك) كان علنيا ظاهرا اتناء فترة الزواج

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم
                          القران بين بقاء زوجتي الانبياء نوح و لوط في ذمتهما الى اللحظات الاخيرة... لكن لم يبين انهما كانتا كافرتين ابتداءا قبل الزواج كما تدعون... ولم يبين ان كفرهما ( النفاق او الشرك) كان علنيا ظاهرا اتناء فترة الزواج
                          لو كان وقوع الكفر يفسخ العقد لما قعدا لحظة في ذمتهما

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم
                            2 ـ إضافة إلى ذلك، فإنّ نساء الأنبياء والإِئمّة(عليهم السلام)، لم يكنّ كافرات منذ البداية، بل يصبن بالضلال أحياناً فيما بعد، ولهذا تستمر علاقة الأنبياء والأولياء بهنّ على ما كانت عليه قبل ضلالهنّ، كما أنّ أمرأة فرعون لم تكن مؤمنة بربّ موسى حين زواجها، إذ أنّ موسى(عليه السلام) لم يكن قد ولد بعد، وقد آمنت برسالته السماوية بعد أن بعثه الله، ولم يكن لها مخرج إلاّ بمواصلة حياتها الزوجية والكفاح، حتّى انتهت حياتها باستشهادها.

                            لو كان الكفر يفسخ العقد - كفر الزوج أو كفر الزوجة - لما جازوا ان تكون هناك علاقة زوجية بعد اختلاف الدين

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة * يا الله عفوك *
                              لو كان الكفر يفسخ العقد - كفر الزوج أو كفر الزوجة - لما جازوا ان تكون هناك علاقة زوجية بعد اختلاف الدين
                              وكيف يمكن لامرأة مستضعفة ان تطلق نفسها من زوجها الملك؟؟؟

                              قلنا لك سابقا ونقلا عن تفسير الجلالين ان تعذيب فرعون لزوجته اشد العذاب يدل عمليا على انتهاء العلاقة الزوجية بينهما

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              10 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X