بسم الله الرحمن الرحيم
بيان سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي
حول المستجدات السياسية في الساحة العراقية
لم يخرج العراق من محنة الدكتاتورية والفساد والإرهاب الصدّامي ، حتى دخل في محنة
الحضور والبطش والتخريب الأمريكي .. والله اعلم أيهما اكثر فسادا وشرا للعراق …
وكان الله تعالى عونا للعراق وأهله في هذه المحنة وتلك .
ونحن لن نتردد لحظة واحدة في شجب ورفض التدخل الأمريكي السافر وأعمالها العسكرية
التخريبية الواسعة في العراق ، بأي حجة كانت ، وبأي ثمن . ونعتقد أن العدوان
الأمريكي – الإنكليزي على العراق انتهاك فظيع لقرارات الأمم المتحدة ، والرأي
العالمي الإنساني وتحدّ سافر وخطير لكل القرارات الدولية ، التي استقرت عليها
الحالة العالمية بعد الحربين العالميتين .
وان أمريكا ببطشها وغرورها وكبريائها العسكري والسياسي تدفع البشرية إلى حافة حرب
كونية ثالثة ، وتتحمل مسئوليتها في التاريخ …
إن الضمير الإسلامي والضمير العربي والعالمي قد أعلن في اكثر من تظاهرة واحتجاج
وتصريح رفضه القاطع للزحف العسكري الأمريكي من الجو والبر والبحر على بلد يعاني
ثلاثة عقود من الزمان أو اكثر من استبداد وفساد وإرهاب صدام وسلفه وجلاوزته وجلاديه
.. والشعب يعلم علم اليقين : أن أمريكا وأوروبا هما المسؤولتان عن هذه المحنة
الطويلة والعذاب الطويل الذي تحمله العراق على يد صدام وجلاوزته ، ولم ينس الشعب
العراقي الدعم الذي تلقاه صدام من أمريكا وأوربا خلال سني الحرب الثمانية الطويلة
مع إيران لتحقيق الغايات التي كان يتطلع إليه في تحجيم الجمهورية الإسلامية أو
القضاء عليها .
ويعلم الشعب العراقي أن أمريكا غير صادقة فيما تقول من العمل على تحرير العراق من
دكتاتورية وإرهاب وفساد صدام ، وإنما تعمل أمريكا وإنكلترا لتحقيق السيطرة على آبار
النفط في العراق ، ولحماية أمن إسرائيل كما يصرح بذلك بلر رئيس الوزراء الإنكليزي
عنه وعلى لسان الرئيس الأمريكي بوش .
ولسوف تلقى أمريكا في العراق أضعاف ما تلقته أمريكا من قبل في فيتنام من مقاومة
الشعب العراقي المسلم وصموده … وسوف ترتطم أمريكا بصخرة صمود هذا الشعب ومقاومته .
* * *
إن هذه المعركة معركة معقّدة في الساحة العراقية قلما تشاهد الساحات الإسلامية
المعاصرة نظيرا لها والشعب العراقي يواجه في هذه المعركة طرفين يتقاتلان كل منهما
قد تسبب في محنة هذا الشعب وعذابه خلال هذه السنوات الصعبة وهما يتقاتلان الآن على
ارض العراق ،ويتناوبان على خرابه وإفساده . وثوابتنا في هذه المعركة هي :
1 – لن يغير قتال أمريكا لصدام وزمرته وعداؤها له ، من موقفنا المبدئي والاستراتيجي
من الحضور والتدخل الأمريكي العسكري في العراق ، وفي أي بلد مسلم آخر .
وموقفنا ورأينا في هذه المسألة يتبع الحكم الشرعي بشكل دقيق . وقد حرّم الله تعالى
على المؤمنين قبول نفوذ الكافر الأجنبي والرضوخ له ، يقول تعالى ( وَلَا تَرْكَنُوا
إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) والركون هو قبول نفوذ الظالم وسلطته
والرضوخ له . وأمريكا دولة مستكبرة ظالمة شرسة .
كما نفى الله تعالى في كتابه أي سلطان وسبيل للكافر على المؤمنين ، يقول تعالى
(وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ) والسبيل
هو النفوذ والسلطة . وقد نفاه الله تعالى في كتابه ، ونفيه بمعنى تحريمه وإلغائه
شرعا . ويجب التعامل معه كما نتعامل مع أي شيء حرمه الله تعالى .
وعلى المسلمين أن يقفوا موقفا واحدا في رفض هذا الانتهاك الأمريكي الخطير ، فان هذا
الانتهاك يذلل الطريق لأمريكا لانتهاكات أخرى في العالم الإسلامي ، ويحقق لأمريكا
ما تسعى إليه من فرض النظام العالمي الوحداني بالقوة والعنف .
والشعب العراقي ، بمفرده ، وبسواعد أبنائه قادر على إزالة كابوس النظام التكريتي من
صدر العراق لو كان يجد دعما ومؤازرة من الأسرة الدولية في محنته الطويلة ، أو حتى
لو لم تنتصر هذه الدول لصدام وزمرته في المواقف والمواجهات الصعبة بين الجمهور
والنظام المتسلط على العراق ،ومن ذلك الإسناد الواسع الذي تلقاه النظام من بعض
الدول وفي مقدمتها أمريكا في الانتفاضة الشعبانية سنة 1991 عندما تهاوت وتساقطت
قلاع النظام بيد الناس قلعة بعد قلعة ، فأسندته هذه النظم ودعمته في أحرج الظروف ،
ومكّنته من استعمال مروحياته ومدرعاته لقتل الناس في الشوارع ، فكانت مأساةً ومحنةً
من أقسى ما مرّ على العراق من المآسي على يد طغمة ( قرية العوجة ) في العراق .
2 – إن الشعب العراقي لن يقف إلى جانب صدام في أي حال ، ولن ينتصر له ، مهما كان
السبب ويرفض أي مشروع للمصالحة الوطنية مع العتلّ الزنيم ، مهما كانت الأولويات
ويعمل للإجهاز عليه وإزالته والقضاء عليه ومكافحته من غير تردد ولا توقف ،لا لأن
الشعب العراقي لا يعرف التسامح والتفاهم ، ولا لأن هذا الشعب لا يعرف حسابات
الأولويات السياسية في الظروف الحرجة ، ولكن لان تفويت الفرصة أية فرصة للقضاء على
هذه الثلة المجرمة التي يتزعمها صدام يعود بالشر والخراب والفساد والظلم على هذا
الشعب خصوصا ، وعلى المنطقة عموما .
فلا يجوز الاصطفاف مع الزمرة المتسلطة على العراق ،ولا الانتصار لها ، ولا الوقوف
إلى جانبها بحال من الأحوال . وإذا كان الرأي العام الإسلامي والعالمي لا يعلم ماذا
جنت أيدي هذه الثلة المجرمة بحق هذا الشعب ، فإن الشعب العراقي لا ينسى ولا تغيب عن
ذاكرته جرائم هذه الثلة المجرمة التي عاثت في العراق فساداً وأهلكت الحرث والنسل .
وسجون العراق شاهدة صدق على المؤمنين الذين ادخلوا فيها في سن المراهقة ، ولا
يزالون فيها ، وقد غطّى الشيب رؤوسهم ووجوههم . إن الموقف الشرعي من هذه الزمرة
واضحة لن تتبدل ولن تتغير ، ولن يتغير الموقف من هذه الزمرة المجرمة في حال من
الأحوال ، حتى يأخذهم الله اخذ عزيز مقتدر ويحشرهم في سقر .
بيان سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي
حول المستجدات السياسية في الساحة العراقية
لم يخرج العراق من محنة الدكتاتورية والفساد والإرهاب الصدّامي ، حتى دخل في محنة
الحضور والبطش والتخريب الأمريكي .. والله اعلم أيهما اكثر فسادا وشرا للعراق …
وكان الله تعالى عونا للعراق وأهله في هذه المحنة وتلك .
ونحن لن نتردد لحظة واحدة في شجب ورفض التدخل الأمريكي السافر وأعمالها العسكرية
التخريبية الواسعة في العراق ، بأي حجة كانت ، وبأي ثمن . ونعتقد أن العدوان
الأمريكي – الإنكليزي على العراق انتهاك فظيع لقرارات الأمم المتحدة ، والرأي
العالمي الإنساني وتحدّ سافر وخطير لكل القرارات الدولية ، التي استقرت عليها
الحالة العالمية بعد الحربين العالميتين .
وان أمريكا ببطشها وغرورها وكبريائها العسكري والسياسي تدفع البشرية إلى حافة حرب
كونية ثالثة ، وتتحمل مسئوليتها في التاريخ …
إن الضمير الإسلامي والضمير العربي والعالمي قد أعلن في اكثر من تظاهرة واحتجاج
وتصريح رفضه القاطع للزحف العسكري الأمريكي من الجو والبر والبحر على بلد يعاني
ثلاثة عقود من الزمان أو اكثر من استبداد وفساد وإرهاب صدام وسلفه وجلاوزته وجلاديه
.. والشعب يعلم علم اليقين : أن أمريكا وأوروبا هما المسؤولتان عن هذه المحنة
الطويلة والعذاب الطويل الذي تحمله العراق على يد صدام وجلاوزته ، ولم ينس الشعب
العراقي الدعم الذي تلقاه صدام من أمريكا وأوربا خلال سني الحرب الثمانية الطويلة
مع إيران لتحقيق الغايات التي كان يتطلع إليه في تحجيم الجمهورية الإسلامية أو
القضاء عليها .
ويعلم الشعب العراقي أن أمريكا غير صادقة فيما تقول من العمل على تحرير العراق من
دكتاتورية وإرهاب وفساد صدام ، وإنما تعمل أمريكا وإنكلترا لتحقيق السيطرة على آبار
النفط في العراق ، ولحماية أمن إسرائيل كما يصرح بذلك بلر رئيس الوزراء الإنكليزي
عنه وعلى لسان الرئيس الأمريكي بوش .
ولسوف تلقى أمريكا في العراق أضعاف ما تلقته أمريكا من قبل في فيتنام من مقاومة
الشعب العراقي المسلم وصموده … وسوف ترتطم أمريكا بصخرة صمود هذا الشعب ومقاومته .
* * *
إن هذه المعركة معركة معقّدة في الساحة العراقية قلما تشاهد الساحات الإسلامية
المعاصرة نظيرا لها والشعب العراقي يواجه في هذه المعركة طرفين يتقاتلان كل منهما
قد تسبب في محنة هذا الشعب وعذابه خلال هذه السنوات الصعبة وهما يتقاتلان الآن على
ارض العراق ،ويتناوبان على خرابه وإفساده . وثوابتنا في هذه المعركة هي :
1 – لن يغير قتال أمريكا لصدام وزمرته وعداؤها له ، من موقفنا المبدئي والاستراتيجي
من الحضور والتدخل الأمريكي العسكري في العراق ، وفي أي بلد مسلم آخر .
وموقفنا ورأينا في هذه المسألة يتبع الحكم الشرعي بشكل دقيق . وقد حرّم الله تعالى
على المؤمنين قبول نفوذ الكافر الأجنبي والرضوخ له ، يقول تعالى ( وَلَا تَرْكَنُوا
إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) والركون هو قبول نفوذ الظالم وسلطته
والرضوخ له . وأمريكا دولة مستكبرة ظالمة شرسة .
كما نفى الله تعالى في كتابه أي سلطان وسبيل للكافر على المؤمنين ، يقول تعالى
(وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ) والسبيل
هو النفوذ والسلطة . وقد نفاه الله تعالى في كتابه ، ونفيه بمعنى تحريمه وإلغائه
شرعا . ويجب التعامل معه كما نتعامل مع أي شيء حرمه الله تعالى .
وعلى المسلمين أن يقفوا موقفا واحدا في رفض هذا الانتهاك الأمريكي الخطير ، فان هذا
الانتهاك يذلل الطريق لأمريكا لانتهاكات أخرى في العالم الإسلامي ، ويحقق لأمريكا
ما تسعى إليه من فرض النظام العالمي الوحداني بالقوة والعنف .
والشعب العراقي ، بمفرده ، وبسواعد أبنائه قادر على إزالة كابوس النظام التكريتي من
صدر العراق لو كان يجد دعما ومؤازرة من الأسرة الدولية في محنته الطويلة ، أو حتى
لو لم تنتصر هذه الدول لصدام وزمرته في المواقف والمواجهات الصعبة بين الجمهور
والنظام المتسلط على العراق ،ومن ذلك الإسناد الواسع الذي تلقاه النظام من بعض
الدول وفي مقدمتها أمريكا في الانتفاضة الشعبانية سنة 1991 عندما تهاوت وتساقطت
قلاع النظام بيد الناس قلعة بعد قلعة ، فأسندته هذه النظم ودعمته في أحرج الظروف ،
ومكّنته من استعمال مروحياته ومدرعاته لقتل الناس في الشوارع ، فكانت مأساةً ومحنةً
من أقسى ما مرّ على العراق من المآسي على يد طغمة ( قرية العوجة ) في العراق .
2 – إن الشعب العراقي لن يقف إلى جانب صدام في أي حال ، ولن ينتصر له ، مهما كان
السبب ويرفض أي مشروع للمصالحة الوطنية مع العتلّ الزنيم ، مهما كانت الأولويات
ويعمل للإجهاز عليه وإزالته والقضاء عليه ومكافحته من غير تردد ولا توقف ،لا لأن
الشعب العراقي لا يعرف التسامح والتفاهم ، ولا لأن هذا الشعب لا يعرف حسابات
الأولويات السياسية في الظروف الحرجة ، ولكن لان تفويت الفرصة أية فرصة للقضاء على
هذه الثلة المجرمة التي يتزعمها صدام يعود بالشر والخراب والفساد والظلم على هذا
الشعب خصوصا ، وعلى المنطقة عموما .
فلا يجوز الاصطفاف مع الزمرة المتسلطة على العراق ،ولا الانتصار لها ، ولا الوقوف
إلى جانبها بحال من الأحوال . وإذا كان الرأي العام الإسلامي والعالمي لا يعلم ماذا
جنت أيدي هذه الثلة المجرمة بحق هذا الشعب ، فإن الشعب العراقي لا ينسى ولا تغيب عن
ذاكرته جرائم هذه الثلة المجرمة التي عاثت في العراق فساداً وأهلكت الحرث والنسل .
وسجون العراق شاهدة صدق على المؤمنين الذين ادخلوا فيها في سن المراهقة ، ولا
يزالون فيها ، وقد غطّى الشيب رؤوسهم ووجوههم . إن الموقف الشرعي من هذه الزمرة
واضحة لن تتبدل ولن تتغير ، ولن يتغير الموقف من هذه الزمرة المجرمة في حال من
الأحوال ، حتى يأخذهم الله اخذ عزيز مقتدر ويحشرهم في سقر .
تعليق